رواية زواج في الظل الفصل الرابع والثلاثون34والاخيربقلم ياسمين عطيه
____&_____
بعد مرور خمس سنين...الحياة اللي أركان طول عمره ما تخيلش نفسه فيها، بقت هي حياته الحقيقية. الحب اللي كان بيهرب منه، بقى هو الملاذ الوحيد اللي بيرتاح فيه. والزواج اللي كان شايفه مجرد غطاء لمهمة، بقى هو المكان اللي بيرجع له قلبه قبل جسمه
وفي فيلا الجارحي، وتحديدًا في الصالة الكبيرة، صوت خطوات صغيرة كان مالي المكان. بنوته عندها خمس سنين نازلة من عالسلالم وهي بتجري بكل حماس، عينيها الواسعة بتلمع بفرحة، وابتسامتها شاقة وشها لدرجة إن خدودها تقريبًا اختفت. شعرها الطويل واصل لحد آخر ضهرها، بيتنطط مع كل حركة وهي بتجري نحية المكان الوحيد اللي بتحس فيه بالأمان... حضن أبوها.
أركان كان لسه داخل من باب الفيلا، تعبان بعد أسبوع غياب في مهمة ، بس أول ما شافها وهي جاية تجري عليه بكل الشوق ده، التعب كله طار، وفتح دراعاته على آخرها وهي رمت نفسها في حضنه بكل قوتها.
البنوته وهي بتلف دراعها حوالين رقبته بحماس: بابي... وحشتني أوييي!
أركان وهو بيضحك ورافعها لفوق: انتي وحشتيني اكتر يا قلب بابي، كنتي شاطرة في غيابي ولا كنتي بتتشقي وغلبتي مامي؟
ليلى اللي كانت واقفة بعيد، بتبص عليهم وابتسامة خفيفة على وشها. كانت شايفة قدامها مشهد عمرها ما تخيلت إن أركان الجارحي اللي كان بارد وصعب يتحول للشخص ده... أب بيعشقها وبيعشق بنته وابنه بجنون.
تاليا بطفولية وهي بتتكلم بحماس: أنا سمعت كلام مامي بس رايان مغلبها ومش سمع كلام ليليتك.
أركان وهو عامل نفسه متضايق: هو فين دلوقتي؟ لازم يتعاقب جامد أوي!
تاليا وهي بتشاور على رايان: هناك أهو!
أركان نزلها على الأرض وطلع يجري ورا رايان، اللي أول ما شافه جاي ناحيته طلع يجري وهو بيضحك، وبعد ثواني وقف مكانه من كتر الضحك.
رايان وهو بيشاور بإيده كأنه استسلم: أنا آسف يا بابي، مش هعمل كده تاني!
أركان وهو مكشر وبيتصنع الجدية: عملت لماما إيه؟
رايان ببراءة وطفولة: مامي كانت خايفة عليا وطلبت أصوم لحد العصر بس، عشان أنا صغير ومش قوي، بس أنا كنت قادر أصوم وكملت اليوم! ولما تعبت خافت عليا جامد وعيطت وزعلت مني جامد وقالت لي انا مخصماك عشان انت مش بتسمع الكلام، انا عايزك بقي تصالحني عليها وتقول لها ان انا كويس وبخير وكمان انا اخذت حسنات كثير قوي بسبب انها خلتني اصوم اليوم كله!
أركان في نفسه وهو مبتسم داخليًا: إيه الواد المتربي خمس مرات ده؟
ما قدرش يمسك نفسه، شاله من على الأرض وفضل يبوس فيه وقال بحب: وحشتني يا جنة أركان!
رايان وهو بيضحك بصوت عالي: وانت وحشتني يا صاحب باب الريان!
أركان وهو مبتسم: يلا نروح نصالح ماما؟
رايان بحماس وهو بيشد إيده: يلااا!
ليلى كانت واقفة بعيد، بتبص عليهم وهي بتحاول تخبي اشتياقها لـأركان، بس عيونها فضحتها. حاولت تبان حازمة، لكن الحقيقة إن قلبها أكبر من إنها تعاقب حد أو تزعل وتطوّل في الزعل، خصوصًا لما يكون ابنها الصغير اللي كل دنيتها.
شافت رايان وهو بيقرب منها، عيونه مليانة حزن، بيمد إيده الصغيرة وبيبوس إيديها بحنية وبيقول بصوته الطفولي:
رايان بحزن: ماما، أنا آسف، هسمع كلامك بعد كده، ومش هتعبك ولا أخليك تخافي عليا تاني.
ليلى قلبها داب في اللحظة دي، حضنته بسرعة وكأنها بتحاول تحميه من أي حاجة في الدنيا، فضلت تبوس فيه وعيونها بتلمع بدموع حب وخوف:
ليلى بصوت مليان مشاعر: يا عمري إنت، أنا مش زعلانة منك، أنا خوفت عليك، عشان بحبك، ربنا ما يأذيني فيك ولا في أختك، ربنا يحفظكم ليا يا حبيبي.
رايان وهو بيرفع راسه ليها بعيونه اللامعة: ياعني مش زعلانة خلاص؟!
ليلى وهي بتبوس كل حتة في وشه بحب: مش زعلانة يا أبو قلب جميل، إنت حياتي يا حبيبي.
أركان كان واقف في مكانه، عيونه مثبتة على ليلى، وهي بتحضن رايان بحب وحنان، وكأنها بتمسح أي خوف أو زعل من قلبه. اللحظة دي خلت قلبه يتحرك، مش بس عشان حبها لأولادهم، لكن عشان حقيقتها... حقيقته هو.
هي سامحته على كل اللي عمله (معاملته الجافة، الباردة، البيخة... تجاهله ليها ولمشاعرها، تأخره في إنه يعترف بحبه ليها ويعيشوا الحياة اللي المفروض تكون ليهم وهو بعنده وغباءه كان بيبعد أكتر بدل ما يقرب)
بس هي؟ كانت عكسه تمامًا.
ما ضيعتش ولا ثانية في حياتهم، عاشت حياتها وعيشته معاها، هو ورايان وتاليا، في جنتها اللي صنعتها بإيديها.
كانت حضن وقت التعب، وونس وقت الوحدة، وحب وقت العند، وكانت أم مثالية، بتعوضهم عن أي لحظة غاب فيها عنهم.
دلوقتي، وهو شايفها وسط ولاده، وهي بتمسح دموع رايان بضحكة دافية، حس إنه مش بس وقع في حبها مره دا كل يوم يقع في حبها من جديد .
قلبها كبير، عمره ما عرف غير السماح، كانت دايمًا بتعدي، مش عشان ضعيفة، بالعكس، عشان قوية، وعشان بتحبه بجد.
ليلى ربت تاليا ورايان أحسن تربية، بالدين والأخلاق، زرعت فيهم الصح والغلط، وعلمتهم الحب قبل أي حاجة. ست يتآمن ليها، يتفتح ليها القلب من غير خوف أو تردد، لأنها مش بس الزوجة، مش بس أم أولاده... دي خير الحبيبة، وخير الصحاب، وخير شريكه العمر كله.
أركان وهو بيبصلها بنظرة كلها حب، مش قادر يسيطر على نفسه، قرب من رايان وربّت على شعره بحنية:
أركان: رايان يا حبيبي، روح العب مع تاليا وخلي بالك منها.
رايان بحماس وهو بيجري: حاضر يا بابا!
بمجرد ما رايان بعد عنهم، أركان لف عينه على ليلى، وقبل ما تلتقط أنفاسها، كان شايلها من على الأرض، حاضنها بقوة وكأن المسافة اللي بينهم كانت بتقتله، حرك مناخيره في مناخيرها بصوت واطي مليان شوق:
أركان: وحشتيني يا ليلتي...
ليلى وهي بتضحك بخجل: يا مجنون، الأولاد!
أركان وهو بيغمز ليها بعيون شقية: بيلعبوا... وأنا كمان عايز ألعب معاكي.
ليلى وهي بتهز رأسها وبتقول بمرح: وأنا مش عايزة ألعب معاك!
أركان وهو عارف نقطة ضعفها قرب وهمس: ما وحشتكيش؟
ليلى بصوت مهزوز وضعيف قدام كلماته: ده أنا قلبي كان بيموت، وردت فيه الروح لما شافك، كنت هتجنن عليك، وخايفة وزعلانة، ما فرحتش غير لما شفتك قدامي.
أركان وهو بيحطها على السرير وبيبوس إيديها بحب: ما تخافيش عليا يا حبيبتي، جوزك بطل، وإنتي جربتي وشفتي.
ليلى بخوف: ما هي المشكلة إني جربت، شغلك خطر أوي، وأنا بخاف عليك...
أركان وهو بيقرب ويبوس عيونها بحنية: متخافيش يا عمري...
ليلى وهي بتحاوط وشه بين إيديها، مش مصدقة إنه في حضنها دلوقتي، عيونها بتلمع بحب: يا بختي بيك والله...
أركان وهو بيبوس مكان قلبها: لا، أنا اللي يا بختي بيكي، وبقلبك وحبك، وبولادنا اللي الحمد لله إنهم منك، وإنك إنتي أمهم. يا ليلى، كل يوم بعيش أسعد من اللي قبله، وأنا معاكي ببقى أسعد إنسان في الدنيا، كل يوم بشوف حبك اللي مش قادر أرد ولا واحد في المية منه، ببقى زعلان، ببقى ندمان، أكتر إني كنت سبب في وجعك زمان.
ليلى بضحكة خفيفة: يعني لسه بعد خمس سنين مضايق من نفسك؟ يا سيدي، أنا مسمحاك، دا انت طول الوقت لا، كل ثانية بتحبني وبتعوضني بكل الطرق،و تشفع لك ميت حاجه ليك في قلبي ،فطمن قلبك وعرفه اني مش زعلانة. ومش إحنا قولنا قلوبنا مش في إيدينا، وملناش عليها سلطان؟ وإنت كنت بتصارع نفسك كتير، واتعذبت، يمكن أكتر ما أنا اتعذبت...
كملت بدلع وهي بتقرب منه أكتر: بس المهم إني كنت في الطرف اللي كسب الصراع.
أركان قبل ايديها قبلة شغوفة: مش بس كسبتي الصراع، دي إنتي احتلتيني، احتليتي كياني، أحلى احتلال.
ليلى ضحكت ضحكة رنانة، الضحكة اللي بيعشقها، اللي عمره ما يمل منها...
أركان وهو مش قادر يستحمل أكتر: عند الضحكة دي، وأنا مقدرش أستحمل...
وخدها لعالمهم... العالم اللي مفيهوش غيره هو وهي.
______&______
في فيلا يارا وعمر، وبالتحديد في غرفتهم...
يارا بصوت حنون ومترجي وهي حاضناه: عشان خطري يا حبيبي، وافق بقى...
عمر بحزم: قولت لا.
يارا بعيون زعلانة: طب ليه لا؟
عمر وهو بيبصلها بجدية: أنا مش هسيبك تمري بالتجربة دي تاني، بعد ما شوفتك تعبانة بالشكل ده.
يارا بحماس: حتي لو الموضوع متعب، صدقني يستاهل.
عمر وهو بيحاوط وشها بين إيديه: وأنا مقدرش أسيبك تتألّمي قدام عيني.
يارا بصوت متكسر: أنا مش عايزة بنتنا تبقى وحيدة، عايزة يبقى ليها أخ أو أخت يا عمر...
عمر قلبه اتقبض أول ما لقاها زعلانة، قرب منها ومسح على وشها بحنية: يا حبيبتي، أنا مقدرش على زعلك أبدًا... انا بخاف عليكي من الهوا الطاير، ومقدرش أشوفك بتتألّمي قدامي تاني.
يارا بعيون مليانة إصرار: متبقاش تيجي معايا وأنا بولد يا عمر، وحتى لو الوجع يموّت، هستحمل... لأنه يستاهل! لو كنت خوفت عليا وقت هنا زي ما انت خايف دلوقتي، مكانتش جت!
عمر حس بكلامها بيهزه، مش قادر يتخيل حياته من غيرهناه، شدها لحضنه وكأنه بيحاول يحميها حتى من خوفه نفسه: وانتي عارفة... أنا مقدرش أسيبك تتوجّعي لدرجة الموت، ولا أقدر أسيبك لوحدك!
يارا بحنية وهي ماسكة إيده: يبقى سبني أخلف تاني... سبني أعمل اللي أنا عايزاه، زي ما من يوم ما دخلت حياتي بتعمل، وقربك جنبي لوحده بيخفف عني حاجات كتير أوي، يا حبيبي.
عمر وهو بيبص لها بضعف، حاسس إنه قدامها ما يقدرش يقول "لا": انتي عارفة نقطة ضعفي، وإني مقدرش أرفض لك طلب، وبتستغليها صح... واخدة بالك؟
يارا بضحكة خفيفة وهي بتلمس طرف مناخيره: أحلى نقطة ضعف في حبيبي.
عمر بعشق وهو بيقرب منها أكتر: عمر حبي ليكي ما كان ضعف، بالعكس... ده أكبر مصدر لقوتي.
يارا وهي بتبوسه على خده بحب: وأنا حبك ليا حياني... وعيّشني أسعد واحدة في العالم كله.
في اللحظة دي، دخلت هنا... طفلة في غاية الجمال، أحلى ما أنتجت علاقة الحب دي. بنوته عندها أربع سنين، شعرها ناعم وعينيها مليانة شقاوة، وشايلة في قلبها غيرة مالهاش حدود.
هنا بطفولة وغيرة وهي بتجري نحية عمر: ابعدي عن عمري... أنا بس أبوسه!
عمر ويارا بصوا لبعض، وضحكوا من قلبهم.
يارا بضحكة وهي بتبص لعمر: جبت ضرتي بإيدي حرفيًا!
هنا طلعت تجري في حضن عمر اللي فتح دراعه ليها بكل حب، وأول ما اترمت في حضنه، رفعها من على الأرض وباسها من خدودها.
هنا ببراءة وهي بتبص لعمر بعيون معاتبة: مش أنا قولتلك تبعد عنها؟!
عمر بجديه مصطنعة: والله هي اللي قربت مني!
هنا بغيرة وهجوم وهي بتبص ليارا: ابعدي عن عمري!
يارا بخبث وضحكة مستفزة: خلاص خلصين، وانتي ابعدي عن ريان.
هنا بعصبية طفولية: لأ!
يارا وهي بتغمز لعمر: يبقى اختاري... ريان ولا عمري؟!
عمر بعيون مليانة غيرة ومستعطفة: اختاري بابا يا هنايا!
هنا بعيون محتارة وطفولة: مينفعش الاتنين؟!
يارا بحزم مصطنع: لأ، واحد بس!
عمر عمال يبص عليها بعيون مستعطفة ومستني قرارها، لكن بعد تفكير قالت بكل براءة: ريان!
عمر اتجنن وبص ليارا باندهاش: شايفة بنتك يا هانم؟ اختارت ريان عليا!
يارا وهي بتطبطب عليه بمرح وتضحك: عشان تعرف إن أنا اللي باقيالك!
هنا وهي بتفرك عشان تنزل من حضن عمر: عايزة أنزل!
عمر وهو بيرفع حاجبه: خلاص كده؟ خدتي مصلحتك ومشيتي؟
هنا بابتسامة وهي بتبص ليارا: أنا عايزة أروح عند ريان!
يارا ببتسامه: آخر الأسبوع يا هنايا.
هنا بعيون متحمسة: طب هاتي تليفونك أكلمه فيديو كول!
عمر بجدية مصطنعة: انسي.
هنا وهي على وشك البكاء: مش إنت بتحب يارا؟ أنا كمان بحب ريان!
عمر وهو بيبص ليارا باستغراب: ودي عرفت الحب منين دي؟!
يارا وهي بتحرك كتفها بضحك: معرفش!
عمر بص لهنا اللي واقفة بعيون القطط هتعيط، وهو طبعًا ميقدرش يقول لا للعيون الحلوة دي، بس قال بصوت بيحاول يكون حازم: إحنا رايحين آخر الأسبوع وهتشوفيه، وبعدين هو مش رن عليكي أول امبارح وكلمتيه؟ يبقى كفاية كده!
هنا بدموع: لأ، أنا عايزة أكلمه تاني!
عمر خدها في حضنه، باسها من خدودها، وطلع التليفون من جيبه على طول ورن على أركان.
أركان وهو بيرد بكسل: عايز إيه يا ابني بترن ليه ؟!
عمر بغيظ: أكيد مش عايز أتملى من جمالك!
ودخلت هنا نفسها في الفيديو بحماس وفرحة:
هنا بحماس: إزيك يا عمو؟!
أركان بابتسامة: الحمد لله يا قمري، أنتي اللي عاملة إيه يا حبيبتي؟
هنا بسعادة: الحمد لله! هو ريان فين؟
أركان ضحك وهو بيبص لعمر اللي شايل هنا على دراعه وواقف متضايق: هنا أهو! وبص لعمر بخبث وقال: إحنا اومر ماشية على الأرض دلوقتي، صح؟
عمر بتنهيدة: اسكت خالص! مش عارف ابنك ده طلع لي منين بس!
أركان ضحك: هو انت تطول تناسب ابني؟
عمر بغيظ: يا عم مش عايز أطول! أنا عايز أحنّطها وأحطها في النيش عندي!
أركان بضحك: نفس اللي عايز أعمله، بس مش في إيدينا!
ريان أول ما سمع صوت هنا في التليفون، طلع يجري بسرعة وخطف التليفون من أركان بحماس.
ريان باندفاع: هناااا!
هنا بفرحة وهي بتضحك: رايووون!
ريان ببرئه: وحشتيني أوي!
هنا بحب: وأنت كمان !
وقعدوا يتكلموا مع بعض بلغة الكتاكيت الصغيرة، كلام بريء بس مليان حب طفولي
جنب ضحك اهلهم واستغربهم
_____&______
في بيت آخر، الحب مالي أرجاءه، لكن المرح والفوضى دائمًا لهم نصيب!
كان أدهم بيجري ورا أسماء في الصالة وهو متعصب، وهي بتجري قدامه بضحك طفولي مستفز.
أدهم بصوت عالي: قولت تعالي هنا! لو مسكتك مش هسيبك، إيه اللي عملتيه ده يا مجنونة؟! كل مرة تعملي مصيبة شكل وتقولي "أنا جوزي ظابط"!
أسماء وهي بتتكلم بثقة: هي ست قليلة الأدب وكانت تستحق الضرب! قالت لي هعمل لك محضر، وطبعًا أنت ميرضكش ده، رُحت مديها واحدة !
أدهم رد اسرع : جوزي ظابط في أمن الدولة هيخفيكي من على وش الدنيا! نفس البُق كل مرة! إنتي سفاحة يا بنتي، ماشية تهددي الناس كده؟
أسماء بعند: ابنها ضرب إياد يا أدهم! وأنا مقدرش أشوف ابني كده وأسكت! رُحت أكلم المديرة لقيتها هناك وحصل اللي حصل.
أدهم وهو بيحاول يستوعب: ابنك ماخلاش في الواد حتة سليمة، وإنتي زعلانة عشان ابنك اتخربش خربوش؟!
أسماء بدلع وهي بتقرب منه: على فكرة، الست أسلوبها فعلًا همجي ومش محترم، واللي زيها أكيد تربيتها مش كويسه… لكن أنا! إنت عارف إني مبغلطش! مش أنا دائمًا الصح؟
أدهم وهو بيحاول يبقى صارم لكنه فشل قدام غزلها: بتلعبي على الوتر الحساس دلوقتي؟
أسماء بضحك ومرح وهي بتحاوط رقبته بإيديها: آه يا قريني، يا عسل انت!
أدهم وهو بيبص لها بحب: إنتي أخرك تتحطي في متحف علشان العالم يتعلموا منك السفاحة الشيك!
أسماء بضحك وهي بتطبع قبلة سريعة على خده: وأنت أخرك تتحط في قلبي وبس!
أدهم تنهد وهو بيحاول يتمالك نفسه، بس ضحكتها اللذيذة كانت بتكسر أي محاولة للجدية. قرب منها وحاوط خصرها بإيده وقال بصوت هادي:
أدهم: طب قوليلي يا سفاحة، إيه الحل معاكِ؟ كل يوم مصيبة، كل يوم شغب، وأنا كل يوم قلبي يقع في رجلي بسببك!
أسماء وهي بتغمز له: الحل بسيط، متحبنيش قوي كده، عشان متقلقش عليا!
أدهم وهو بيقرب وشه منها: طب دي صعبة، عندك حل تاني؟
أسماء بمرح: آه! استحمل بقى، ما أنا مش هبطل أكون أسماء اللي بتحب جوزها الظابط فبتتحامى بيه!
أسماء قربت منه أكتر وهمست: مقدرش أتخيل يوم من غيرك، من غير ما أحس بحبك وهو بيحاوطني، من غير صوتك، من غير أمان حضنك!
أدهم حس بكلامها بيهز قلبه، قرب منها لحد ما أنفاسهم بقت متشابكة، همس عند جبينها قبل ما يبوسه بحنان: وأنا حياتي كلها تبدأ وتنتهي عندك، ولو كان جنانك هو التمن عشان أفضل جنبك، يبقى أنا أول واحد يشجعك عليه.
أسماء ابتسمت وهي بترفع عيونها له، وبهمس دافئ قالت: بحبك يا أدهم.
أدهم وهو بيحاوط وشها بإيده، وبصوت مليان عشق: وأنا بعشقك، بجنونك، بهدوئك، بكل حاجة فيكِ.
وبعدها، سحبها في حضنه، وكأن الدنيا كلها اختفت، وبقى مفيش غيرهم هما الاتنين، حبهم، وحياتهم اللي مليانة بالشغب والضحك والعشق اللي ملوش حدود.
____&_____
(الخميس… اليوم اللي محدش بيقدر يلغيه، مهما كان عندهم مسؤوليات أو مشاغل، هو اليوم اللي العيلة كلها بتتجمع فيه، وكل مرة عند حد فيهم. لكن الخميس ده كان مختلف… النهارده مش مجرد تجمع عادي، النهارده يوم مميز، يوم من أيام رمضان، وهيفطروا مع بعض عند أركان.)
( في الصبح—بيتهم بقى مليان حياة، مليان ضحك، مليان ليلى، مليان أولاده.. تاليا وريّان.)
(أركان واقف في المطبخ، ماسك طفلته الصغيرة تاليا اللي بتضحك وهي ماسكة كرفتها وبتشدها بقوة، وريّان ماسك موبايله وبيلعب، وبيحاول يهرب من محاولات ليلى إنها تاخد منه الموبايل.)
ليلى (بحزم وهي بتحاول تسحب الموبايل):
"ريّان.. مفيش موبايلات قبل الفطار، قولنا نفضل نقرا قران طول النهار ونلعب نص ساعه بالليل؟"
ريّان (ببراءة وهو بيخبّي الموبايل ورا ضهره):
"بس يا مامي كنت بلعب جيم صغيرة أوي!"
أركان (بنبرة أب متفهّم لكنه بيحاول يخبي ضحكته):
"يا بطل.. ماما عندها حق، الفطار الأول وبعدين الألعاب، اتفقنا؟"
(ريّان ينفخ بضيق بس يسلّم الموبايل، بينما تاليا تفضل تلعب في كرفتة أركان.)
تاليا (بضحكة صغيرة وهي تمسك الكرفتة):
"باباااااا.. لابس دي ليه؟"
أركان (بابتسامة وهو يبص لليلى اللي واقفة جنبهم):
"عشان ماما بتحبني شيك، صح يا ليلى؟"
(ليلى تبص له نظرة جانبية، تمثل إنها بتفكر قبل ما ترد، وبعدين تضحك بخفة.)
ليلى:
"مممم، مش عشان أنا بحبك شيك.. بس عشان عارفة إن الكرفتة بتتجننك لما تاليا تمسكها، وده بالنسبالي متعة خاصة."
(أركان يرفع حاجبه وهو يقرب منها بخطوة، يسيب تاليا على الكرسي، وبصوت منخفض، يقرب عند ودنها.)
أركان (بصوت دافئ):
"عارفة إيه تاني متعة خاصة بالنسبالي؟"
ليلى (بنظرة متوقعة لكن بتضحك وهي تتراجع خطوة):
"إيه؟"
أركان:
"إني أحبك كل يوم أكتر من اللي قبله."
(ليلى تحمر خدودها وتخبطه بخفة على صدره، وهو يضحك بصوت هادي.)
(تاليا وريّان يتفرجوا عليهم بعيون فضولية، قبل ما تاليا ترفع إيديها لفوق.)
تاليا:
"بابا.. شلني."
(أركان يرفعها في الهوى وهي تضحك، في اللحظة اللي ليلى كانت بتبص فيها للمشهد ده، قلبها دق أسرع، نفس القلب اللي كان بيتوجع من الحب المستحيل، دلوقتي بيدق بسعادة كل يوم بسبب الحب الحقيقي.)
(ده كان أركان.. زوجها، وأبو أولادها، وحب حياتها اللي اتخلق ليها.. حتى لو خد وقت طويل عشان يعترف بده.)
(النهاية الحقيقية.. والحب اللي مكنش في الظل، لكنه بقى قدام الشمس.)
(ليلى بتنزل الدرج وهي ماسكة إيد ريان، بينما أركان واقف جنبها، مبتسم بحب وهو يبص قدامه. بس ملامحه بتتغير لأن أول ما تاليا تشوف أسر، عنيها بتلمع، وبتبدأ تعافر عشان تنزل من حضن أركان، وطبعا هو مش عاجبه الحال.)
تاليا (بتتحرك بعفوية وهي بتشد نفسها من حضن أبوها):
"أسرررررر!"
(أسر، اللي واقف ببراءة، أول ما يشوفها، يفتح إيديه ويضحك، وكأنه مستني اللحظة دي.)
أركان وهو بيجري بسرعة يلحق تاليا قبل ما أسر يحضنها: في رمضان! في رمضان مافيش الكلام دا، انت كبرت دلوقتي، خلي عندك دم!
أسر وهو بيقف قدام أركان تحدي طفولي: آه كبرت… وهتجوزها غصب عنك!
أركان (بصوت غاضب وهو بيبص ليلى بحدة):
"مش أنا قولت لك اعزمي أي حد إلا ابن أختك دا؟!"
(ليلى تحاول تمسك ضحكتها، وهي تبص على تاليا اللي خلاص فكت نفسها من إيد أبوها وبتجري بكل قوتها نحية أسر، اللي قابلها بحضن كبير زي الأفلام الرومانسية!)
(وفي اللحظة دي، ريان يسيب إيد ليلى فجأة، ويجري بسرعة ناحية هنا اللي كانت في حضن يارا، وعمر واقف جنبها .)
ريان (بصوت فرحان وهو بيجري بكل حماس):
"هنااا!"
(عمر فجأة يلاقي رايان متعلق في بنته، فيشيله بسرعة، ويبص لأركان باندهاش.)
عمر (وهو شايل رايان وبيتكلم بجدية مزيفة):
"تعالَ حوش ابنك عن بنتي، أنا معنديش بنات للجواز!"
(أركان، اللي كان لسه مولع بسبب أسر وتاليا، يبص لعمر بحدة، وبعدها يبص لليلى اللي بتحاول تمسك نفسها من الضحك.)
أركان وهو بيبص على تاليا اللى مع أسر:
"سبني في حالي دلوقتي!"
(ليلى، يارا، وأميرة يبصوا لبعض، ومايقدروش يمسكوا ضحكهم.)
فريدة (وهي تهز رأسها بضحك وهي واقفة تتفرج على المشهد):
"هو انتوا كل ما تتجمعوا تتخانقوا نفس الخناقه؟!"
(عمر وأركان يبصوا لبعض، وبعدها يبعدوا عن بعض وكأنهم خلاص مستسلمين، بينما الأطفال لسه عايشين في عالمهم البريء، والستات واقفين بيضحكوا عليهم. أركان يشيل تاليا من أسر، وعمر يحط رايان على الأرض بعيد عن ليان، بس الأطفال عندهم رأي تاني، ويجروا لبعض تاني وكأن مفيش حاجة حصلت.)
(ليلى تبص لأركان بحب وهي تهمس
"الحياة كده أحلى.. مش كده؟"
(أركان، رغم كل اعتراضاته، يبص لأولاده، لليلى، وللعيلة كلها حواليه، ويبتسم بخفة، وهو يحس إن فعلا.. الحياة دي، رغم كل الجنون اللي فيها، هي أجمل حاجة حصلت له.)
والجو مليان ضحك ودفء، الأطفال بيجروا في كل مكان، والكبار في وسط هزارهم عن الجواز والعيال، فجأة باب الفيلا بيتفتح، وتدخل أسماء وعينيها بتلمع بفرحة واضحة، وهي ماسكة إيد إياد بحماس، بينما أدهم جنبها شايل شنط كتير، ووشه بيصرخ إنه اتورط كالعادة.
أدهم وهو مبتسم للجميع: معلش اتأخرنا عليكم… وأكيد عارفين ليه!
*(الكل ضحك، لأن السبب واضح… أسماء اللي لازم تجيب هدايا للكل كل مرة!)
أسماء وهي بترفع الشنط بحماس: كل سنة وانتوا طيبين يا حبايبي! ينعاد علينا الأيام وإحنا مع بعض، مبسوطين، وبخير وسلامة، وأحلامنا متحققة!
*(الجميع ابتسموا بحب، الأجواء مليانة دفء ولمّة عيلة حقيقية… رمضان كل سنه بيبقى احلى عشان مع بعض!)
أسماء وهي بتفتح الشنط بحماس: خلاص، جه وقت المفاجآت!
(بدأت توزع الهدايا، وكل واحد بيلاقي حاجة تعجبه، الضحك مالي المكان، الأطفال بيجروا حوالين الكبار، والمشهد كله بيعكس دفء العيلة… وأدهم واقف بيتأملهم بحب)
وبعد لحظات كانت الرجاله واقفين جنب الشواية، الدخان طالع برائحة شهية، وكل واحد فيهم ماسك حاجة… واحد بيقلب الفراخ، والتاني بيشوي الكفتة، والتالت بيتأكد إن اللحمة استوت صح ،الرابع بيجهز السلطات
في المطبخ، الستات مشغولين بكل حاجة، والروائح الشهية مالية المكان… يارا بتجهز صينية المكرونة بالبشاميل، أسماء بتقطع الرقاق وبتحضر الشوربة عشان تسقيه، وليلى واقفة عند حلة المحشي وبتحشي ورق العنب بحرفنة، وكل واحدة منهم بتعمل حاجة مختلفة
(يارا كانت قاعدة وسطهم، والسعادة باينة على وشها، لحد ما ليلى لاحظت الفرحة اللي مش قادرة تخبيها، فسألتها بابتسامة خفيفة)
ليلى: هو عمر وافق ولا إيه؟
يارا وهي بتضحك بخفة: وافق… بس متقدر مش بمزاجه يعني، أكتر ماهو غصب عنه!
أميرة بحب: عشان بيحبك يا حبيبتي، وخايف عليكي.
يارا وهي بتمسح على بطنها لا إرادياً: عارفة والله… بس خوفه بقى أوفر، وأنا نفسي أخلف تاني، مش عايزة هنا تبقى وحيدة، زيي وزي عمر… نفسي يكون ليها حد يبقى صاحبها وسندها طول حياتها.
أسماء بمرح وهي بتغمز لهم: بلاش بقى الكلام اللي يخليني أغير وأروح أعملها تاني دي!
(الكل انفجر ضحك، وليلى مسكت بطنها من كتر الضحك، وبصت لأسماء بمرح شديد.)
ليلى: انتي بالذات كفاية يا شيخة، مالك عليكي دا! لو خلفتي تاني، هتاكلي الناس!
(ضحكهم كان مالي المطبخ، وأجواء رمضان بالحب واللمة كانت مميزة، كل واحدة فيهم كانت بتشارك بطريقتها، بس الفرحة كانت واحدة عند الكل.)
(مع أذان المغرب، اتجمعت العيلة كلها حوالين ترابيزة كبيرة في جنينة الفيلا، تحت السماء اللي بدأت تتحول للون البرتقالي مع الغروب. الجو كان مليان بعبق الأكل اللذيذ والنسيم الرمضاني اللي بيحمل معاه إحساس الدفء والبركة.)
(الترابيزة كانت عامرة بكل أصناف الأكل، صواني الرقاق الذهبي المقرمش، والمكرونة بالبشاميل اللي ريحتها كانت عاملة دوشة حلوة في المكان، وطبق الفتة المشبع بالطعم، جنب المحشي اللي محطوط في طواجن فخار، والصواني الكبيرة اللي فيها الحمام المحشي والبط المحمر. المشروبات الرمضانية كانت متراصة على الجوانب: قمر الدين، الكركديه، والتمر الهندي، جنب براد الشاي المصري الأصيل اللي محطوط جنبه أكواب صغيرة.)
(الأجواء كانت مليانة ضحك وحب، الرجالة بيمازحوا بعض وهما بيفطروا، الستات بيتكلموا وبيحكوا، والأطفال بيتحركوا حوالين الترابيزة، بيتشاقوا مع بعض، كل واحد فيهم عايز يقعد جنب الشخص اللي بيحبه. "هنا" كانت بتحاول تاخد قطعة من الرقاق قبل الفطار بعيون متحمسة، لكن "ريان" سبقها وخدها منها، فبدأت مشاكساتهم الطفولية بصوتهم العالي وضحكهم البريء، وسط نظرات الحب اللي بتتبادلها العيون الكبيرة على الترابيزة.)
(لحظة الأذان، الكل هدى وسكتوا، وكل واحد رفع إيده يدعي قبل ما يبدأوا يفطروا. عمر بص ليارا بابتسامة دافية، وأركان كان بيبص على مراته بنظرة حب، وأدهم كان بيغمز لأسماء اللي ابتسمت بخجل. الفرحة كانت طاغية، واللمة دي كانت أكبر نعمة كلهم حسوا بيها وهم بيبدأوا إفطارهم مع بعض.)
(بعد الفطار، الجو بقى أهدى، بس الدفء والضحك لسه ماليين المكان. الترابيزة الكبيرة في الجنينه بقت مليانة بكاسات الشاي بالنعناع، وأطباق الحلويات الرمضانية… الكنافة اللي لسه طالعة سخنة، القطايف المحشية بالكريمة والمكسرات، والبسبوسة اللي وشها بيبرق بالعسل والفستق.)
(الرجالة كانوا قاعدين على كراسي مريحة، بعضهم بيشرب الشاي، وبعضهم ماسك كوباية قهوة، وأحاديثهم بين الجد والهزار. اركان كان بيحكي موقف حصل له في الشغل، وادهم بيرد عليه ، وعمر مستمتع بالمشاهدة وهو بيرمي تعليقاته مريحه من وقت للتاني ومالك بيشاركهم في الحديث والضحك.)
(أما الستات، فكانوا قاعدين في الجهة التانية، وسط ضحكاتهم الناعمة وحكاويهم عن الأولاد، والمطبخ، والذكريات القديمة. أسماء كانت بتحكي عن موقف حصل لها في الشغل بتعها، ويارا بتمزح معاها، وليلى قاعدة بتسمع وتشارك بكلمات خفيفة وهي بتقلب الشاي في الكوباية.)
(الأطفال كانوا أنشط ناس في القعدة ،ريان وإياد واسر عاملين سباق جري حوالين الجنينة، و"تاليا وهنا" واقفين على جنب بيشجعوا، لكن مع كل جولة حد فيهم بيقع، ويقوموا يكملوا وكأنهم ما حسوش بأي حاجة. فجأة، هنا وقفت وصرخت بحماس:)
تاليا: باباااا، عايزين نلعب استغماية!
أركان وهو بيبص لأدهم وعمر بمكر: إحنا كبرنا على الكلام ده، مش كده؟
أدهم وهو بيضحك: على حسب، لو أنا اللي هستخبى، فأكيد معاكم!
عمر وهو بيشرب شايه براحة: لا، لا، أنا في أمان ، استغماية إيه وأنا واكل صينيتين بشاميل؟!
(لكن قبل ما يتهربوا، الأطفال هجموا عليهم، ماسكين في هدومهم وبيشدوا فيهم، فضحكوا كلهم، وفي النهاية استسلموا، وبدأت لعبة استغماية مجنونة وسط الضحك والصراخ والمشاكسات، جو كله حب وحياة… رمضان بمعناه الحقيقي، لمة وأوقات مش هتتنسي أبداً.)
المشهد عباره عن لوحة دافئة في السماء، صوت الليل بيكمل الهدوء اللي حوالين العيلة المتجمعة في الحديقة الواسعة. الأطفال بيجروا قدامهم، تاليا بتضحك وهي بتحاول تهرب من أسر اللي بيطاردها
(عدلي واقف على جنب، ملامحه هادية، عيونه بتتنقل بين أركان وليلى وهو شايف النتيجة اللي ماكنش متخيلها في يوم من الأيام.. ابنه بقى راجل سعيد فعلاً، بعيدًا عن الجدية والصرامة اللي كانت بتحكم حياته. جنب عدلي، كان الجد الجارحي، اللي رغم ملامحه القوية، عنيه كانت بتلمع برضا وهو شايف عيلته متجمعة بالشكل ده.)
(فريدة واقفة مع فوزية، بصة على ليلى وأركان، ملامحها مليانة سعادة. أما فوزية، فدموعها نزلت بدون ما تحس، دموع فرحة وهي شايفة بنتها، اللي كانت زمان وحيدة وضعيفة، دلوقتي محاطة بحب حقيقي، حب راجل مقدرها، وأولاد بيملوا حياتها.)
(عماد وغادة واقفين سوا بيبصوا على بنتهم يا رب فرحه، عمادل بيحط إيده على كتف مراته وهو شايف ضحكتها اللي ما بقتش تفارق وشها واقف جنبها عمر اللي بيبص ليها بكل حب.)
(أسماء واقفة على جنب، بتبص على اياد اللي بيلعب مع ريان واسر وعينيها بتلمع بالسعادة. تبص لجوزها بحب، وهو بيرد عليها بابتسامة مطمنة، كأنه بيقول لها إن ربنا عوضها عن كل اللي شافته، عن كل الدموع اللي نزلت، عن كل لحظة ضعف مرت بيها. النهارده هي مش لوحدها، النهارده عندها عيلة، زوج بيحبها وبيحافظ عليها، ومستقبل جديد بينبض بالحياة.)
(وسط كل ده، ليلى وأركان قاعدين جنب بعض، عيونهم مش بتسيب أطفالهم، ولا بتسيب بعض. ليلى حاسة بقلبها بيدق بارتياح وهي شايفة عيلتها، الحب. اللي اتحقق رغم كل الصعاب، رغم الألم، رغم الخوف.)
(أركان يمد إيده، يمسك إيدها بهدوء، يبص لها نظرة فيها كل المشاعر اللي فضل يهرب منها .. نظرة حب وامتنان، نظرة راجل أدرك إنه كان بيدور على الحب في المكان الغلط.. وإن الحب الحقيقي لقاه مع الإنسانة اللي كانت جنبه دلوقتي)
(ليلى تبص له، ابتسامة دافية على وشها، تلمس وشه بإيدها بحنية، وبصوت هادي لكنه مليان إحساس تهمس
"مكنش مجرد زواج في الظل.."
(أركان يشد إيدها، يقرب منها أكتر، يلمس جبينها بجبهته، ويهمس بنفس الإحساس
"حب.. نتج عن زواج في الظل."
تمت