رواية الفتاة التي حلمت ان تكون ذئبة بقلم اسماعيل موسي
الفصل الخامس والاربعون
وقف رعد وسط الدمار، جسده يتصبب عرقًا ودمًا، وسيفه يقطر من حدة المعركة التي خاضها. خلفه، كانت جثث الحراس متناثرة كأوراق الخريف، لكن المعركة لم تنتهِ بعد.
ليلى لا تزال هناك… وريان ينتظر.
رفع رأسه وحدق في البوابة الضخمة التي تفصله عن قاعة العرش، حيث كانت ليلى محتجزة.
خلفه، كانت قواته لا تزال تقاتل بشراسة، لكن الوقت لم يكن في صالحهم.
تقدم، يده تقبض على سيفه بقوة، وركل الباب. تحطم الخشب، وانفتح الطريق أمامه.
كانت ليلى هناك.
لكن لم تكن وحدها.
ريان وقف بجوارها، يده ممدودة نحوها، وعيناه تتوهجان بلون الليل.
---
لم ينتظر رعد لحظة، اندفع بسيفه، هالة اللهب تحيط بجسده وهو ينقض على ريان، عاقدًا العزم على إنهاء هذه الحرب في ضربة واحدة.
لكن ريان لم يتحرك.
وقبل أن يتمكن رعد من الهجوم، اصطدم بشيء غير مرئي.
حاجز من الظلام انفجر أمامه، وألقاه للخلف بقوة هائلة.
تحطم رعد على الأرض، الهواء يُنتزع من رئتيه،حاول النهوض، لكن الألم اخترق ضلوعه كخنجر مسموم.
سمع صوت خطوات تقترب.
رفع رأسه…
ورأى ريان يحدّق به، والابتسامة على وجهه أكثر سخرية من أي وقت مضى.
"ظننتُ أنك ستكون أكثر ذكاءً، رعد."
رفع رعد سيفه بصعوبة، لكنه لم يكن سريعًا كفاية.
ريان ضربه بقدمه في صدره، دافعًا إياه للوراء مرة أخرى.
"تعرف ماذا كان ينقص خطتي؟" همس، وهو يجثو بجانبه.
لم يُجب رعد، لكنه لم يغضّ بصره عن عيني عدوه.
"أردت أن تأتي بنفسك… أن تحاول إنقاذها."
نظر رعد إلى ليلى، التي كانت ترتجف، لكنها لم تتحرك.
"أرأيتِ؟" قال ريان لها، وهو يركل السيف بعيدًا عن يد رعد. "لقد جاء من أجلكِ… لكنه لن يخرج من هنا حيًا."
انت مجرد لعنه يا ليلى كل من يقترب منك يفقد روحه او يقتل
حاول رعد النهوض مجددًا، لكن الألم كان خانقًا.
"ليلى…" تمتم، لكنه لم يستطع فعل شيء.
ريان التفت إلى ليلى، ثم مدّ يده.
تراجعت ليلى خطوة، لكنها لم تجد طريقًا للهرب.
"أنتِ تعلمين الحقيقة، أليس كذلك؟" همس، صوته ينسل إلى عقلها كسُم بطيء
الأن اللحظه التى احبها فى كل مره، هذا حبيبك اليس كذلك؟
عشيقك الذى خنتى ملك الجان من أجله وتحالفتى معه للاستيلاء على ارضى
لكن الجان لا يرحمون الخونه، وضع ريان قدمه فوق صدر رعد وبدا ظل اسود يضغط على جسد رعد من خلف ريان
ورعد يصرخ وجسده يتشقق
وقفت ليلى دقيقه انها لا تستطيع أن تفهم تلك المشاعر البارده التى تسرى داخلها، كيف يقول ريان انه حبيبها وهى لا تشعر نحوه بأى عاطفه؟
لكن الجان لا يكذبون ربما عقلها مغيب لكن ريان قال الحقيقه
انحنت ليلى على الأرض تحت قدمى ريان
قبلت قدمه ويده، ارجوك اعف عنه لا تقتله سأفعل كل ما تأمر به
اها، ابتسم ريان احب المرأه التى تعرف قيمتها وقدرها، قبلى قدمى أكثر، ربما اعفو عنه
لبت ليلى الأمر حينها ركل ريان رعد بقدمه على الجدار ثم استل خنجر وشق به يد رعد وملاء قارورة منه.
ركع رعد على الأرض، يده تضغط على جرحه النازف، بينما كانت عيناه تتابعان ريان وهو يبتعد.
في يد ريان، كانت قنينة صغيرة مليئة بدمه، تتوهج بلون أحمر داكن تحت ضوء المشاعل الخافتة.
دم قائد الذئاب… الدم الذي سيكمل الطقوس.
ابتسم ريان برضا، ثم استدار نحو أحد حراسه.
"انتهينا هنا." قال ببرود، مشيرًا إلى رعد. "اتركوه… ليواجه مصيره وحده."
ألقى الحارس نظرة سريعة إلى القائد الجريح، ثم هز رأسه ممتثلًا للأمر.
لم يكن هناك حاجة لإجهاز عليه، فدمه كان ينزف بغزارة، والموت لم يكن سوى مسألة وقت.
أما ريان، فقد توجه مباشرة نحو مملكة غيث.
---
وصل ريان مع حراسه إلى أسوار مملكة غيث، حيث كانت القلاع المنيعة ترتفع أمامه، أشباحًا رمادية في الليل المظلم.
كان الهواء باردًا، محملًا برائحة المطر، لكنه لم يكن يهتم.
رفع يده، مشيرًا إلى الحراس خلفه.
"افتحوا الأبواب… أو سأفتحها أنا."
دوّى صوته في الأرجاء، قوته تتردد عبر الجدران.
من فوق الأسوار، ظهر أحد حراس المملكة، يحدق فيهم بحذر، قبل أن يصرخ:
"ليس لديك سلطة هنا، ريان! غادر قبل أن تُزهق روحك!"
ابتسم ريان ابتسامة بطيئة، ثم رفع القنينة في الهواء، حيث لمع السائل الأحمر بوميض شرير.
"بل لدي أكثر مما تظنون."
دوى صوته كالرعد، ولم يكن مجرد تهديد.
إنهم لا يعرفون بعد…
لكنه لم يعد بحاجة إلى ليلى وحدها.
لديه الآن دم رعد.
وهذا يعني أن الطقوس قد اكتملت بالفعل
اذا لم تفتحو البوابه سأشنق كل من داخل الحصن واعلقهم فى المشانق لتأكلهم الغربان