
رواية عقيق ال دورادو الفصل الثالث3 والرابع4 بقلم منه ممدوح البنا
ضي
ضي قومي يلا!
قالها بدر وهو بيهزها بعنف ولكن خرج صوته هامس عشان محدش ياخد باله من محاولته لتهريبها بعد ما قدر يسرب الحراس اللي واقفين على بابها، اتململت هي بكسل، واترسمت ابتسامة رقيقة على شفايفها من صوته المألوف ليها، كانت فاكرة إنها في أحد أحلامها اللي كانت بترافقها كل ليلة بصوته الذكوري وكلامه الغريب كل مرة، فهمست_ده أنتَ!
عقد بدر حواجبه بتعجب وهو بيبص حواليه باستغراب، ولكنه أدرك إنها لسة مش في وعيها فلكزها مرة تانية بطريقة أعنف وهو بيقول بنفاذ صبر_يا ولي الصابرين!
قومي يا ضي اخلصي!
اتعدلت فجأة واتمحت ابتسامتها واتحولت لملامح مذعورة وهي شايفاه قاعد على ركبه قدامها ومش باين من ملامحه غير عينيه الحادة الداكنة اللي منعكس عليها أشعة القمر، فتراجعت لورا زحفًا وزعقت_عايز مني إيه؟!
زفر بضيق ورد باستهزاء_يعني هعوز منك إيه؟
مش عايزة تمشي من هنا؟
يلا هساعدك بشرط مشوفش وشك في المملكة دي تاني
فاهمـة؟
قالها بحدة، فقامت وقفت وهي بتنفض هدومها وبتقول بتريقة_ده مين المجنون اللي هيعوز ييجي هنا تاني!
ده أنتوا كلكوا منخوليا!
_مـ إيه؟!
ردد بعدم فهم، ولكن هز راسه بقلة حيلة وهو بيقول_أيًا كان
هاتي السلسلة دي، ويلا عشان تمشي من هنا
حطت إيديها على السلسلة وضمتها لصدرها وهي بتقول باستنكار_لا يا حبيبي!
سلسلة إيه اللي تاخدها، أنتَ عايزني أضيع تراث عيلة أمي!
زفر بنفاذ صبر وقال_خليهالك
عامة أنا لا عايز اشوفك هنا تاني لا أنت ولا عقيق ولا أي حاجة ليها علاقة بالست دي
مفهوم!
_احسن برضه
قالتها وهي بتسيبه وبتخرج لبرا براس مرفوع بكبرياء، وقف هو يبص على أثرها بذهول، مجنونة؟
بالفعل
مفيش تصرف واحد عاقل عملته لحد دلوقتي
هو مدرك إن وراها سر، ولكن مش مهتم يدور وراها، يكفي إنها تختفي وتبعد عن حياته هي واللي اسمها عقيق!
خرج وراها بسرعة قبل ما حد من الحراس يشوفها، جذبها من دراعها بعنف، وقبل ما تصرخ كان كمم بوقها بإيده وهو بيقول_بطلي تصرخي لمرة في حياتك
كفاية هنتمسك قبل ما نتحرك خطوة واحدة بسبب صوتك!
هزت راسها كذه مرة برعب، لحد ما دفعته بعنف وهي بتقول بهمس_إيدك لو لمستني تاني هخليك تروح تدفنها بنفسك
اتجمدت إيده في الهواء وهو بيبصلها بدهشة، ولكنها هزت رأسها بتأكيد على اللي بتقوله، زفر بقلة حيلة ومشي قدامها بنفاذ صبر وهو بيقاوم إنه يفتك بيها
كان الجو ضلمة بشكل مرعب، ممرات القصر مش ظاهر منها نور إلا من ضوء القمر اللي مديها شكل مرعب زي أفلام الرعب، كانت ماشية منكمشة على نفسها وهي بتتلفت حواليها بخوف، اتنفضت بهلع واتشبثت بدراعه المعضل بقوة لما سمعت صوت جاي من الشباك الطويل الازاز اللي باين منه أفرع الشجر العملاقة، هز بدر راسه بيأس وقال بتريقة_دي بومة
حد يخاف من بومة؟!
خاصة لو من نفس الفصيلة!
سابت إيده وهي بتبصله بدهشة بعد ما استوعبت إهانته وقالت_أنتَ....
جذبها قبل ما تكمل كلام من إيديها لأحد الأزقة اللي موجودة في القصر وهو حاطت إيده على شفايفها بعد ما حس بحركة قريبة منهم، وشاورلها بإيده إنها تسكت
كانوا قريبين من بعض بشكل ملحوظ، خاصة المكان اللي واقفين فيه كان ضيق جدًا، فضل هو باصص بطرف عينه بحذر لحد ما شافهم بيبعدو عنهم، رجع بصلها تاني، ولوهلة حس بنفسه اتجمد قصاد عيونها اللي كانت بتلمع بلونهم المميز بفعل ضوء القمر، ارتطمت أنفاسهم في الوقت ده بفعل قربهم الكبير، ولكن حست هي بالوضع اللي هما فيه فانتفضت وهي بتبعد عنه وبتحاول تعيد اتزانها تاني، اتنهد هو بيحاول يتمالك نفسه بعد الاحساس اللي سيطر عليه
كإنها مألوفة بشكل كبير
مش عشان نفس شكل عقيق
ولكن فيه حاجة حاسسها بتميزها!
عدل خصلات شعره اللي نزلت على وشه، ورجع خرج وهو بيتنحنح، أما هي فكانت بتحاول تتجنب النظر ليه وهو كذلك
اتحرك قدامها من غير ما يتكلم أو يقول أي حاجة
وبعد وقت قليل لقت نفسها قصاد بوابة من قلب سرداب من داخل القصر، فتح الباب بسهولة وبعدين اتعدل وهو بيبصلها وبيقول_دي كانت نهاية رحلتنا
وزي ما قولتلك
اتمنى مشوفكيش هنا تاني
يا ضَـي!
لوهلة لقت نفسها بتبص لعيونه الحادة، من وسط الاضواء الخفيفة حست إنها شافت العيون دي قبل كده، ده غير نبرة الصوت الرجولية المميزة، ولكن في الوقت ده حست بجرحه لكبريائها فقالت براس شامخة_صدقني، آخر امنياتي إني اشوفك تاني
ابتسم ابتسامة بزاوية بوقه، وهو بيقول ببرود_شعور متبادل
يا ضَـي!
كان بيتلذذ باسمها اللي جزء منه ليه شعور خاص عنده، بادلته الابتسامة، فشاورلها براسه إنها تتحرك، اتحركت بالفعل وهي بتراقب المكان من حواليها المكان كان عبارة عن أشجار كبيرة وزرع فقط، رغم الرعب اللي كانت حاسة بيه إلا إنها كانت متمسكة بأملها بإنها تقدر ترجع، اتلفتت رغمًا عنها وهي بتبصله وهو واقف يراقبها، ولوهلة تمتمت_معرفتش اسمه إيه
على العموم فرصة سعيدة يا متعجرف أبو ملاية!!
وكإنه حس باللي بتقوله، فابتسم وهو بيراقبها، لحد ما بعدت بشكل ملحوظ عنه، وفلحظات اتبدلت ابتسامته لعبوس، واظلمت نظراته واصبحت ملامح أكثر فتكًا، وفجأة صرخ_يا حــراس!
فلحظة جه عدد كبير ناحيته وهما بينحنوا، فبص في أثرها وهو بيقول_فيه جاسوسة هاربة من القصر
عايزها حية أو ميتة
يـلا!
فلحظات اتحركوا الحراس مكان ما شاور ليهم، كانوا عدد كبير كلهم بيتحركوا بالسيوف والرماح، أما هو وقف مكانه وتمتم_سواء أنتِ أو عقيق
كان لازم دي تكون نهايتكم..
كانت ماشية بين الأشجار وهي ضامة نفسها برعب، من حين لآخر بتتنفض لما تسمع صوت للطيور الليلية، كانت بتقاوم على قد ما تقدر البكا، مش عارفة هي ممكن تروح فين أو تتصرف إزاي، متعرفش حتى طريق الرجوع، ولكن اللي متأكدة منه إن ده حلم وهينتهي
كل ده حلم ومجرد خرافات
مفيش عوالم موازية
كلها تراهات!
لوهلة سمعت صوت جلبة حواليها، وقفت مكانها وهي بتبص وراها بتعجب، لحد ما سمعت صوت بيقول_دوروا عليها هنا
في أثار أقدام
شهقت بهلع وتمتمت_يا ابن الغدارة!
وفلحظات بقت تجري بأقصى سرعتها، بتقاوم الألم اللي حاسة بيه من أغصن الاشجار اللي بتخبطها في وشها وهي بتجري، لوهلة شافها واحد من الحراس اللي صرخ بأعلى صوت_لقيتها!
وفلحظات لقت مجموعة كبيرة من الحراس بيجروا وراها وهما بيصرخوا بإنها تقف، محستش غير بدموعها اللي مغرقة وشها من الإنهيار والرعب وهي بتصرخ_يارب لأ
يارب لأ
مش عايزة أموت هنا
يا مـامـا!
وكإن رجليها بتجري من غير إرادتها، متعرفش حتى جابت السرعة دي منين، ولكن كل اللي كانت عارفاه هي إنها لازم تنجو بحياتها ولازم تخرج من العالم الغريب ده
شافت نور واصلها من آخر الغابة، زودت من سرعتها لحد ما خرجت، لقت نفسها وسط أراضي زراعية مهولة ملهاش آخر، وقفت مكانها وهي بتبكي وبتتنفس بصوت عالي من المجهود وهي حاسة بالعجز، ولكن اتنفضت لما سمعت صوتهم من وراها، فابتدت تجري بسرعة كبيرة وهما وراها، لوهلة انكمشت لما لقت السهام حواليها في كل حتة وهي بتصرخ برعب حقيقة
مكانتش بتشوف الأحداث دي غير في الأفلام الأجنبية اللي كانت مفضلة ليها، فصرخت بهلع_والله ما هسمعها تاني
همسح القنوات كلها
وهمحي حريم السلطان من دماغي بس أخرج من هنا و...آآآه!
صرخت بألم بصوت عالي لما مر سهم من أحد الحراس جنبها ولكنه جرح كتفها، حطت إيديها على الجرح اللي بينزف بصدمة، واتلفتت وهي بتزعق بصوت عالي_إلهي تبقى تتشل في إيدك!
كملت جري لحد ما لقت قدامها بحيرة كبيرة جدًا، وبدون تردد خدت نفس عميق وراحت ناطة فيها
ولغبائها مكانتش تعرف السباحة أساسًا!
وقف الحراس مكانهم على حواف البحيرة وهو بيدوروا عليها، ولكن مكانش ليها أي أثر
بصوا لبعضهم لحد ما قال القائد بحزم_لو مخرجتش في خلال خمس دقايق هنقول للأمير إنها انتحرت!
لقت نفسها بتتحسب لتحت، في حين بتعافر هي عشان تطلع للسطح بعد ما حست إن فيه حاجة غريبة بتسحبها لتحت، جاذبية مهولة مش قادرة تقاومها، ابتدت الماية تدخل لمجرى تنفسها بعد ما كتمت أنفاسها لمدة طويلة، حست في الوقت ده إنها هتموت خلاص من غير ما حد يلحقها، فقررت تستلم لقدرها
وبالفعل غمضت عينيها، وسابت نفسها للجاذبية تسحبها لتحت
مشافتش السلسلة اللي ابتدت تومضت ببطء لحد ما ظهر منها شعاع قوي في وسط الماية، فتحت ضي عينيها بضعف وشافت السلسلة اللي طايفة قدام عينيها وصادر منها نور قوي، وفلحظات لقت نفسها بتتسحب بعنف وسط النور ده..
شهقت بعنف وهي حاسة إنها رجعت للحياة تاني، ابتدت تسعل بعنف وهي حاسة بالماية اللي جوا صدرها بتخنقها، لحظات واتجمدت تمامًا وهي شايفة نفسها جوا أوضتها في بيت جدتها وعلى سريرها، اتوسعت عينيها وملت الفرحة وشها وهي بتقول_كنت بحلم
كنت بحلم!
ولكنها اتجمدت لما لقت نفسها غرقانة بالماية وسريرها كمان غرقان كإنها كانت بالفعل في قلب البحيرة
بصت على نفسها باستغراب وهي مش فاهمة حاجة، لحد ما اتأوهت بألم في كتفها، فكت ازرار بيجامتها ونزلت كتفها، اتفاجئت لما شافت الجرح اللي في كتفها مكان الرمح بينزف، حطت إيديها عليه وبصت على الدم اللي اتطبع في إيديها وهي بتردد_مكنتش بحلم!
قامت اتحاملت على نفسها بصعوبة وهي بتبص على سريرها الغرقان بدهشة، واتجهت بخطى بطيئة وبصت على انعاكسها في المراية، كانت هيئتها مذرية تمامًا، غرقانة بالماية، شعرها مليان أغصان وورق شجر لازق فيه، الجرح اللي في كتفها بينزف، ده غير الجروح والكدمات اللي في رجليها
كل ده علامات قالتلها إنها مكانتش في حلم
وإن كل اللي عاشته ده كان حقيقة!
وقعت بنظرها على السلسلة اللي في رقبتها، فاتنفضت بهلع وهي بتشيلها بسرعة وبترميها على الأرض وهي بتبصلها برعب، ولاحظت إنها ومضت بخفوت وبعدين اختفى ضوئها، قعدت على الأرض مكانها بضعف وهي حاسة بخدل في جميع أنحاء جسدها من الصدمة، وفلحظات بدأت تبكي بعنف لحظات واتحول البكاء لانيهار، مكانتش عارفة هي بتبكي على الأحداث الغريبة اللي عاشتها، ولا الألم اللي في كل جسمها، ولا فقدها لوالدتها!
ولكن حست في الوقت ده إن كل الضغوطات اللي مرت عليها في حياتها اتراكمت في الوقت ده....
كانت قاعدة في أوضتها على مكتبها بعد ما خدت شاور وغيرت هدومها وطهرت جروحها، لسة مش مستوعبة أي حاجة حصلت لحد دلوقتي، فتحت اللاب توب بتاعها وابتدت تبحث في محرك البحث "مملكة إل دورادو"
اتصدمت لما بالفعل لقت مقالات كتيرة عن اسم المملكة، دخلت على واحد فيهم وابتدت تقرأ المكتوب بتمعن_ظهرت إل دورادو لأول مرة كقصة عن ملك اسمه المذهب، يُقال أنه كان يغطي جسده بغبار من الذهب ويرمي الجواهر المزخرفة والأحجار الكريمة في بحيرة كجزء من الإحتفال بتتويجه، وتحولت هذه القصة إلى أسطورة مملكة كاملة بدلًا من قصة رجل واحد!
كانت بتتسع عينيها بدهشة، هي بالفعل حست إن المملكة مليانة بالدهب والأحجار الكريمة بشكل زيادة لدرجة استعجبتها!
خاصة السور الكامل من الدهب اللي كان حوالين القصر، ده غير تاج الملك وملابسه اللي كانت مرصعة بالأحجار الكريمة وكمان ملابس الأمير ابنه!
نزلت لتحت في الموقع شوية وكملت قراءة_أسرت المملكة الذهبية الكثير من عقول المغامرين، وقيل أن إل دورادو موجودة بجوار بحيرة غواتافيتا في كولومبيا، وعندما وجد المستكشفون البحيرة، خفضوا مستوى المياه ليجدوا مئات من القطع الذهبية والأحجار الكريمة دون وجود أثر للمملكة الأسطورية
اتجمدت تمامًا وهمست وهي شاردة قدامها بصدمة_مستحيل!
كولومبيا إيه!
كانوا بيتكلموا عربي عادي!
نقلت بنظرها ناحية السلسلة اللي مرمية على الأرض وتمتمت_معقولة!
حست بأنها على وشك الجنون، فقفلت اللاب توب وقامت اتجهت للبلكونة اللي في اوضتها، فضلت واقفة مكانها وهي بتراقب الأراضي الزراعية، مش قادرة تستوعب، بالفعل فيه أسطورة عن المملكة لكن محدش قدر يوصلها، افتكرت كلام الملك عن إن السلسلة مسحورة وبتلاقي صاحبتها، واللي بتقع في إيدها بتكون الملكة المنتظرة!
معقولة هي الملكة المنتظرة؟!
هزت راسها وهي مش قادرة تصدق، مش قادرة تحدد هل دماغها اتأثرت بوفاة مامتها وكل اللي حصلها ده مجرد تهيؤات بتهرب بيها من الواقع، ولا هي عاشت الاحداث دي بالفعل!
اتلفتت ناحية سريرها الغرقان وضحكت بسخافة، كفاية السرير اللي طالع منه الماية ده!
اتجهت ناحيته وحاولت تتحامل على نفسها لحد ما جرت المرتبة للبلكونة عشان تنشفها في الهوا، هي حتى مش هتقدر تنام عليها بالشكل ده
وازاي هيجيلها نوم بعد اللي شافته!
لوهلة لقت نفسها بتفكر فيه، هيئته الملوكية بملابسه الرسمية الغريبة والملاية اللي حاطتها على كتفه، ده غير ملامحه الغريبة ونظراته القوية و..
عبست قسماتها وضمت قبضة إيديها وقالت بغل وهي بتجز على أسنانها_ابن الغدارة ضحك عليا وسلط الحرس ورايا!
مكانش لازم اثق بواحد حاطت ملاية على كتفه برضه!
محستش بالوقت اللي مر وهي بتفكر في اللي حصل، فاتعدلت بسرعة لما حست بجدتها بتفتح الباب وبتدخل، اتلفتت بسرعة تراقب نظرات جدتها اللي اتنقلت بين السرير الفاضي والمرتبة اللي محطوطة في البلكونة وغرقانة بالماية، حست ضي بنظراتها فقالت بسرعة_اوعي تفهمي غلط!
اتحركت من المطبخ وهي بترص الاطباق على الطبلية، ومن لحظة للتانية بتنقل نظراتها على جدتها، بتحمد ربنا إنها مخدتش بالها من وضعها، بالفعل هي اختارت ملابس محكمة تمامًا عشان الكدمات والجروح متشوفهمش، قعدوا على الطبلية، وراقبت جدتها وهي بتاكل، لحد ما اتنحنحت بتوتر وقالت_تيتة، بالنسبة للسلسلة اللي اديتيهالي، محدش لبسها قبل كده خالص؟
يعني أنتِ مثلًا، مامتك، جدتك، كده يعني؟
بصتلها جدتها بتعجب من سؤالها، ولكنها جاوبت ببساطة_معتقدش، إحنا كنا بناخدها كتراث، وبعدين كنا بنخاف نلبسها لتضيع وسط شغلنا في الأرض، اتقالنا إن السلسلة دي من حجر كريم يسوى شيء وشويات، فكنا بنخاف على ضياعها وبنكتفي بإنها تكون معانا
مطت شفايفها وسألت_يعني معقولة محدش لبسها خالص؟
رفعت جدتها اكتافها وقالت_معرفش، مفكرتش أسأل السؤال ده قبل كده
اتنحنحت ضي مرة تانية وهي حاسة بسخافة سؤالها وقالت_طب محسيتيش قبل كده إنها بتنور
مسحورة
أو بتاخدك لعالم تاني؟
ضحكت جدتها وردت_سلامة عقلك يا ضي، الأفلام اللي بتشوفيها أثرت على دماغك
ضحكت ضي وهي بتجاريها عشان متحسش بغرابتها، شربت من الماية اللي قدامها بتوتر وهي بتسأل_أول واحدة كان معاها السلسلة دي مين؟
ردت جدتها بتلقائية_تقريبًا هي جدة أمي، سمعت قبل كده من أمي إنها لقتها بالصدفة وخدتها، كان اسمها عقيق تقريبًا
شرقت ضي وهي بتشرب وابتدت تكح بعنف واتبدلت ملامحها للدهشة واتوسعت عينيها وهي بتقول_عقـيق!
الحلقة الرابعة
_عايزة أعرف الحجر اللي في السلسلة دي نوعه إيه
مدت بالسلسلة اللي في إيديها لصاحب محل الدهب اللي في القرية، بعد ما سألت جدتها إذا كان فيه ولا لأ، محتاجة تعرف إيه اللي بيحصل حواليها، خاصةً بعد ما جدتها قالتلها إن عقيق هي صاحبة السلسلة، واللي هي تبقى جدة أم جدتها!
لوهلة حست إن عقلها وقف، إذًا عقيق اللي الملك بيقول عليها هي شخص كان موجود من سنين ممكن توصل لقرون عادي، فـ ازاي هي كانت من أيام الملك ده
إلا إذا كان الزمن هناك مختلف
حست بدوار بيلفح راسها، ولكنها حافظت على توازنها لما قال الراجل اللي كان بيدقق في السلسلة بعدسة مكبرة_ثواني وجايلك
قالها وغاب بالسلسلة جوا
وقفت هي تهز رجليها وتتحرك في المحل بتوتر وهي بتتأمل في المجوهرات اللي قدامها ولكن بالها مشغول، بتحاول تجمع الخيوط، عقيق كانت هي صاحبة السلسلة، وكانت المفروض تبقى الملكة واختفت، وده لأنها أكيد أدركت إن العالم ده مش عالمها
ده غير الشبه الرهيب بينهم اللي مربك جدًا بالنسبالها، مش معقولة چيناتها توصل لإنها تبقى نسخة مطابقة منها!
ولكن للأسف مقدرتش توصل لأي صورة أو رسمة تخصها في عالمها لإن ده كان صعب جدًا، والمربك اكتر إن هي اللي جه عليها الدور ولبست السلسلة بعد أجيال، وفي الآخر تكتشف إن الملك حبيب جدتها الكبيرة لسة عايش ويدوب الزمن عدى ببطء هناك عكس هنا عدى قرون تقريبًا
مسكت راسها وهي حاسة نفسها على وشك الإنهيار، بالفعل اللي حصل مكانش صدفة، مقدر ليها هي اللي تلبس السلسلة عشان تبقى من نصيب الملك أو...
المتعجرف صاحب الملاية!
معقولة؟!
هزت رأسها وهي رافضة الحقايق اللي قدامها، مش ممكن إن ده كله حقيقة، هي لحد دلوقتي شاكة في صحة قواها العقلية!
اتعدلت بسرعة لما شافت صاحب المحل بيخرج من الأوضة اللي كان دخلها اتجهت ناحيته وكان الفاصل بينهم فاترينة ازاز فقال هو_السلسلة دي عتيقة
تصميمها مبهر ومش موجود دلوقتي
والحجر اللي فيها من العقيق
اتوسعت عينيها بدهشة سرعان ما ضربت رجليها على الأرض بعنف كذه مرة وهي بتقول_لا بقى كده كتير!
ردد بتعجب_أفندم؟
غمضت عينيها وضغطت على جفونها وهي بتحاول تتمالك نفسها، وقالت بابتسامة صفرا_لا أبدًا ولا حاجة
هز الراجل كتفه وقال_بس مقدرتش أميز العلامة اللي على الحجر دي بترمز لإيه
بس عندي استعداد اشتريها بسعر هيعجبك جدًا، وأنا هراضيكي فيها
جذبت السلسلة من بين إيديها وسط اعتراضه وقالت من بين أسنانها_شكرًا يا عمو تعبتك معايا
يلا سلامو عليكو
قالتها وخرجت وسط تعجب الراجل واعتراضه إنها محاولتش حتى تتفاهم معاه، مشيت في الشارع وهي بتتأمل في السلسلة وبتقول_يعني جدتي اسمها عقيق
والسلسلة حجرها عقيق
وإل دواردو مشهورة بالأحجار الكريمة، وبرضه بقنع نفسي إن كل ده صدفة!
حطت السلسلة في شنطتها وهي بتتجنب تلبسها، وراحت للبيت وهي حاسة إن دماغها هتنفجر من التفكير
كل حاجة غير منطقية
الأحداث
والخيوط اللي ربطتها في بعض
واللي لو فكرت تحكي لحد عليها هيتهموها بالجنون أكيد!...
ما صدقت إن الليل جه عشان تقدر تختلي بنفسها من غير ما جدتها تاخد بالها أو تلاحظ حاجة، وقفت قدام المراية وهي ماسكة السلسلة بين إيديها وباصة لانعكاسها بتردد، الفضول قاتلها ومحتاجة تعرف حاجات أكتر، مش قادرة تقاوم فكرة إنها انتقلت لعالم تاني، عالم غريب فيه ناس المفروض إنهم اساطير، قدامها اكتشافات كتيرة لو راحت هناك، ده غير عشان تتأكد من سلامة صحتها العقلية
ولكن في نفس الوقت جواها خوف من الأحداث اللي حصلت، ده لسة الجرح اللي في كتفها مخفش!
حطت السلسلة على الترابيزة وقعدت هي على الكرسي قصادها تتأملها بتفكير، بتحاول تنهر نفسها وتمنعها من تكرار التجربة ولكن فضولها مش قادرة تسيطر عليه
فضلت على الحالة دي أكتر من ساعة ونص، عينيها ثابتة على السلسلة، تقوم تقف وترجع تقعد بتردد تاني
لحد ما قررت وقامت اتجهت للترابيزة خدت نفس طويل وزفرته على مهل عشان تجهز نفسها، ورفعت ايديها لبست السلسلة ببطء اللي بمجرد ما لامست رقبتها ومضت العلامة اللي موجودة في الحجر، غمضت عينيها وبمنتهى البلاهة رفعت إيديها وهي بتقول_يلا بينــا!
فتحت عينيها ببطء وبملامح منكمشة من الخوف، وبعدين لقت نفسها لسة في الأوضة، بصت للسلسة بتعجب وبعدين غمضت جفونها ورفعت إيديها تاني وهي بتقول_لمملكة إل دواردو الأسطورية!
ولكن للعجب محصلش حاجة برضه!
رفعت الحجر قصاد عينيها وهي حاسة بالاستغراب، وضربت بقبضتها على الحجر وهي بتقول_أنتَ عِطلت لما عوزتك ولا إيه
ماشي خلف خلاف!
زفرت بضيق لما ملقتش حاجة اتغيرت، ابتدت ترجع بذاكرتها لورا، وقالت وهي بتلف حوالين نفسها_الأول تيتة إدتني السلسلة، وبعدين حطيت الصندوق جمبي، وبعدين...
نمت!
اتوسعت عينيها بدهشة لما ابتدت تربط الخيوط ببعض وقالت_لازم أبقى لابسة السلسلة وأنام عشان اقدر اتنقل للعالم ده
اتجهت بأنظارها للمرتبة اللي لسة غرقانة وملحقتش تنشف لإن الجو مبقاش حر زي الأول، زفرت بضيق وبعدين طلعت بطانية من دولابها وفرشتها على الأرض، واتممددت عليها وهي بتقول_مملكة إل دواردو
أنا جيالك...
غمضت عينيها واتسحبت في نوم عميق...
فتحت عيونها وهي بتحاول تتغلب على أشعة الشمس، سرعان ما اتعدلت بسرعة لما لقت نفسها في نفس المكان اللي صحيت فيه قبل كده، صرخت مرة واحدة_ده نفعت!
وقفت وهي بتبص حواليها بدهشة، محستش بنفسها غير وهي بتتنطط وبتلف حوالين نفسها وهي بتصرخ بفرحة_نفعت
أنا مطلعتش مجنونة
أنا مش مجنـونة!
وعلى بُعد كان واقف عاملين من المملكة بيراقبوها باستغراب، اتلفت واحد للتاني اللي جمبه وشاور بصوباعه جمب راسه بعلامة معناها إنها مجنونة
أخدت ضي بالها منهم ووقفت بسرعة وهي بتبصلهم بابتسامة مليانة بلاهة وبعدين شاورتلهم بـ باي باي، فرفعوا كتفهم وسابوها ومشيوا من غير ما يهتموا بيها، حست بالاحراج هي ولكن مهتمش كتير وابتدت تحدد المكان اللي مشيت فيه قبل كده...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_يعني إيه مش لاقيينها!
زعق بيها الملك اللي كان بيتحرك بعصبية وهو بينقل نظراته علي الحراس اللي قدامه واللي كانوا منزليين رأسهم بخوف ورهبة، كانت ملامحه غضبانة ومش بتبشر بالخير، اتكلم قائد الحرس من غير ما يقدر يرفع عينه ليه_يا مولاي صدقني مسيبناش مكان في المملكة إلا و....
قاطعه الملك وهو بيرفع كف في وشه فسكت القائد بسرعة ونزل راسه بخوف ورهبة، رجع الملك ثبت إيديه الاتنين ورا ضهره وقال_ده اسمه استهتـار!
اسمـه لعـب عيـال
حرس ماسكين أمن مملكة كاملــة، مش عارفين يلاقوا بنت واحدة قدرت تهرب منهم!
كان واقف بدر بيراقب اللي بيحصل بسأم من على بُعد وهو واقف ساند بضهره على الحيطة ومربع إيديه الاتنين، زفر بضيق لما شاف إن والده بقى في اقصى درجات غضبه وممكن يعاقب الحراس بسببه، فاتجه ناحيته وهو بيقول عشان يهديه_اعذرني يا مولاي
ولكن أنا شايف إن الموضوع واخد أكبر من حجمه!
اتلفتت له الملك بسرعة وهو بيقول بعصبية أكبر_والله عال!
بقيت دلوقتي تعدل عليا وشايفني بكبّر المواضيع!
مش شايف لسة بدري يا سمو الأمير؟
طب استني لحد ما يتم تتويجك!
نكس راسه وهو بيقول بضيق_مش القصد يا مولاي!
قرب منه وأشهر صوابعه في وشه وهو بيقول بعصبية_مش من حقك تعدل على قراراتي!
أنا لسة بصحتي ومتجننتش
فاهم يا سمو الأمير؟
هز راسه بسرعة ورد_العفو
فاهم يا مولاي
فضل واقف للحظات يبصله بنظرات نارية، لحد ما سابه واتلفت ومشي فانحنى الحراس بسرعة برهبة لحد ما مشي
رفع قائد الحرس نظره لبدر وهو حاسس بالأسف عليه، فشاورله بدر براسه من غير ما يتكلم، اتكلم قائد الحرس_يلا لازم نكمل بحث عنها
مش عايزين نتعاقب من الملك!
أدوا الحراس التحية العسكرية بأحترام وبعدين اتحركوا كلهم، ولكن قبل ما يمشي قائد الحرس قرب من بدر وطبطب على كتفه وسابه ومشي....
فضل بدر واقف مكانه وهو ناكس راسه وضاغط على جفونه، في حين ضامم قبضة إيده بقوة، فتح عينه مرة واحدة واللي كانت مشتعلة بغضب رهيب، اتحرك واتجه في ممرات القصر بخطى تكاد تفتك بالأرض، لحد ما وصل لساحة المبارزة اللي في القصر، ابتدى يتحرك وهو بيقلع هدومة الملكية وهو بيتقدم للساحة وبيرميها وراه على الأرض بإهمال، كاشفة عن عضلاته وجسده الرياضي، اتجه لمنتصف الساحة وشاور بإيده فجه العامل بسرعة وهو حاني راسه وحط سيفه في ايده، مال بدر براسه للناحيتين، فقرب منه اللي هيبارزه وهو بيقول بتردد_مش هتلبس درع يا مولاي؟
هز راسه بالرفض وهو بياخد وضع الاستعداد وقال_هات أعلى ما عندك
واعمل حسابك، لو اتهاونت مش هتردد في قتلك
خد المبارز وضع الاستعداد وهو بيبتسمله بثقة، وشاورله بإيده بإنه يروحله، وفلحظات قفز بدر في الهواء وهو مشهر سيفه، وابتدت المعركة بينهم اللي كانت نتيجتها محسومة
مين هيقدر يغلب بدر برضه؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت بتتمشي في شوارع المملكة، لكن المرة دي من غير ما يكون باين عليها الهلع، حبت إنها تستكشف كل حاجة موجودة، حست إن كل حاجة مميزة هنا، شكل الناس وتقاربهم من بعض، الابتسامة اللي مبتتشالش من على وشوشهم ملابسهم الغريبة اللي لوهلة حست إنها عايزة تلبس زيهم، لوهلة جذبها بائع مجوهرات، الذهب والأحجار الكريمة اللي كان عارضهم ملفتين، ما شافتش مجوهرات تشبهم قبل كده، اتجهت ناحيته تتفرج على اللي موجود وسط مراقبته ليها بابتسامة دافية، لحد ما لفتت نظرها اسورها رقيقة من الدهب مرسوم عليها رمز المملكة، اخدتها بين إيديها وهي بصالها بإعجاب لاحظه هو، فقال هو بود_ذوقك مختلف يا هانم، دي آخر قطعة موجودة منها
ضمتها ليها بإعجاب، فقال_سعرها ٣ قطع ذهبية بس
لوهلة عبست ملامحها، ومالت تحطها مكانها وهي بتقول_لا شكرًا، ممكن وقت تاني
لوهلة وهي بتميل ظهرت السلسلة اللي في رقبتها، واللي أول ما شافها البائع اتوسعت عينيه بدهشة وقال_الملكة المنتظرة!
اتعدلت وهي بتبصله بتعجب_نعم؟
أخد الاسورة اللي حطتها مكانها وأداهالها وهو بيقول_اتفضلي خديها
مش عايز أي مقابل
ولو عجبتك أي حاجة خديها من غير مقابل، دكاني تحت أمرك يا جلالة الملكة
عقدت حواجبها باستغراب ورددت_مين؟
رد بسرعة البائع_أكيد أنتِ يا جلالة الملكة، اعتبريها هدية صغيرة تليق بجنابك يا مولاتي
كانت بصاله بتعجب من اللي بيقوله، ولكنها خدتها وقالت وهي بتتحرك بعد ما حست إنه مش طبيعي_شكرًا!
اتحركت وكملت مشي وهي بتراقب الأجواء من حواليها، مسكت الاسورة قصاد عينيها وهي بصالها بإعجاب، وبعدين لبستها في إيديها
_أهي يا حراس!
اتلفتت على صوت الزعيق اللي كان قريب منها، فلقت عدد مش قليل من الحراس اللي بيشاوروا عليها، محستش بنفسها غير وهي بتجري بأقصى سرعة وهما وراها، أما هي صرخت وقال_أنا متربتش اقسم بالله
بعشق المعاناة
بموت في ضيق التنفس
ما كنت نايمة عند تيتة واكلة شاربة نايمة قاعدة، عاجبك جو عسكر وحرامية ده يعني!
فضلت تجري برعب بتتلفت ناحيتهم من حين لآخر وهي خايفة لحد فيهم يصيبها بالسيوف اللي معاهم، ولكن للأسف لقت نفسها في زقاق مسدود، فضلت تتراجع بضهرها وهي بصالهم برعب وبتقول_بقولكم إيه
اللي هيغدر بالبتاع اللي معاه ده هزعله
قرب منها قائد الحرس وهو بيقول_سيدتي، مولاي بيدور عليكي بقاله كتير
ياريت تتفضلي معانا، متقلقيش محدش يقدر يئذيكي
مطت شفايفها بتريقة قالت_محدش يقدر آه
ما أنا جربت!
شاورلها قائد الحرس وهو بيبتسملها باتساع، فعدلت من هدومها ورفعت راسها بغرور واتحركت من بينهم بثقة واهية متعرفش جابتها منين، ولكن لوهلة الجلالة خدتها!
وصلوا للقصر اللي مكانش بعيد، دخلت مع قائد الحرس لجوا وهي بتتأمل المكان اللي ملحقتش تشوفه، كانت جنة!
قصر عملاق بطراز غريب مشافتش زيه قبل كده
بحديقة ضخمة مليانة أشجار بأنواع مختلفة، ده غير النافورة اللي متوسطة مدخل القصر واللي كان عليها نفس الرمز، مشيت لجوا ولوهلة وقعت عينيها على بدر اللي كان أنهى جولته بالمبارزة، حست بنفسها اتجمدت لما شافت هيئته المهلكة، ومقلش هو صدمة عنها لما شافها، كان فاكر إنه اتخلص منها خصوصًا لما الحراس قالوله إنها غرقت في البحيرة بعد ما رمت نفسها فيها!
رمى السيف واتجه ناحيتها بأنفاس لاهثة من المجهود العنيف اللي عمله، كانت بتتأمله وهو جاي عليها بخطى واثقة، شعره الطويل نازل على جبينه اللي كان مليان بالعرق من المجهود، ده غير جسمه الرياضي الضخم اللي كان متعرق برضه ولكن بالإضافة لشوية جروح
قرّب منها ووقف قدامها، نظرات الاعجاب مقدرتش تخفيها، كانت عينيها متسعة بإنبهار، بصلها بتريقة وقال_الظاهر إن ملكتنا عندها خياشيم!
لوهلة استدركت نفسها على نبرة صوته اللي مليانة تريقة، فكتفت إيديها وهي بتقول بكبرياء_مش هتقدر تخلص مني بسهولة
كان بينا اتفاق وأنتَ بدأت بالغدر، يبقى الاتفاق ملغي!
متجيش تلومني بعد كده..
رفع حاجبه بإعجاب من جرئتها، جه الحارس في الوقت ده بعد ما مدله إيده، فحطله فيه قميصه، لبسه من غير ما يقفل أزراره وقال بتسلية_حلو
حيث كده أبدأ أخطط من دلوقتي بنهاية تليق بيكي!
قربت منه وهي لسة مربعة إيديها، بصت في عيونه الحادة مباشرة وقالت_أعلى ما في خيلك اركبه يا أبو ملاية
بعدت عنه وهي بتتكلم بتهديد_وبعدين اعمل حسابك إني مهمة عند الملك، فياريت تحترم ضيوفك بدل ما احكي للملك إنك هربتني امبارح وكمان حاولت تقتلني!
جز على أسنانه بغيظ، أما هي فابتسمت باستهزاء وسابته ودخلت لجوا، تحت انظار قائد الحرس اللي كان بيراقبهم من على بُعد..
اتجه بيها لمكان مجلس الملك، شاورلها تفضل هنا ودخل وانحنى باحترام وهو بيقول_جلالة الملك، أ.....
قاطع كلامه دخول ضي وهي بتقول باستهزاء_أنا جـيت!
رمت بنظراتها على قائد الحرس باستهزاء وقالت_عندي لسان أتكلم، متتعبش نفسك أنتَ
بصلها قائد الحرس بغيظ، دخل في الوقت ده بدر وراهم وراح وقف قدام الحيطة وسند ضهره عليها، فبصتله بطرف عينها بنظرات ذات مغزى وبعدين وجهت انظارها للملك اللي قام واتجه ناحيتها وهو بيقول_خالفتي أوامر الملك
قولتلك هتفضلي هنا لحد ما أذنلك وبرضه هربتي!
رفعت كتفها وقالت بتريقة_ما هو معلش متستناش مني أفضل هنا بعد ما ترميني في أوضة ضلمة مليانة لوح وموقفلي اتنين على الباب ماسكين سيوف!
ابتسم بحنين وهو بيتأمل انفعالها، كإن عقيق هي اللي قدامه، تعابير وشها، نبرة صوتها، نسخة تشبهها تمامًا!
هز راسه بتفهم، مكانش عايز يبني خلاف بينهم لحد ما يوصل للي هو عايزه، فقرب منها وهو بيقول_تعرفي عقيق منين؟
ردت بتلقائية_جدة أم جدتي
بصلها الملك برفعة حاجب فحست هي بسخافة اللي قالته وإنه من المستحيل يتصدق فقالت_جدة جدتي؟
أم جدتي،
ممكن جدتي،
خالة أمي،
كانوا بيبصولها ببلاهة وكإن اللي قدامهم مخبولة، فزفرت بنفاذ صبر وهي بتقول بابتسامة سخيفة_المهم إنها قريبتي وخلاص متدخلنيش في تفاصيل دلوقتي!
هز بدر راسه في الوقت ده بقلة حيلة، وكإنه بيقول مفيش فايدة، أما هي ففضلت واقفة بتنقل نظراتها عليهم وهي شايفة بصاتهم ليها، لحد ما ثبتت على الملك وهي بتبتسم باتساع وبتميل براسها وبتقنع نفسها إنها متجريش منهم دلوقتي بعد ما وقعت نفسها في مأزق...