رواية عقيق إل دورادو الفصل الخامس5 والسادس6 بقلم منه ممدوح البنا


 رواية عقيق إل دورادو الفصل الخامس5 والسادس6 بقلم منه ممدوح البنا

كانت واقفة بتنقل نظراتها عليهم بإرتباك، بعد ما الملك رجع قعد مكانه لما لقى نفسه مش مستفيد منها بمعلومة تقدر توصله لعقيق، وسمعته وهو بيؤمر واحد من الحراس يروح يجيب واحد اسمه سلطان!
حست لوهلة إنها ندمت برجوعها للعالم ده، بتشتم نفسها ميت مرة على تهورها وفضولها اللي بيوقعها دايمًا في مشاكل، بصلها الملك بقوة وقال_مش هتقولي عقيق فين برضه؟
ربعت إيديها وهي بتقول بضيق_ما أنا لما بقولك الله يرحمها بتتعصب عليا، أقولك إيه يعني؟!
خبط الملك الصولجان اللي في إيده على الأرض بعصبية، مش قادر يقتنع إن عقيق مبقتش موجودة، فرجع قال_الانكار مش هيفيدك بل بالعكس هييجي بنتايج عكسية عليكي
اعترفي!
شاورت ضي بإيديها وهي بتقول بتريقة_ما لما قولتلك تبقى جدة أم جدتي مصدقتنيش برضه
اتعصب الملك أكتر وقام وقف ونزل من على عرشه، انكمشت ضي في نفسها بخوف وهي شايفة الغضب باين عليه، بلعت ريقها بتوتر وهي بتتابع خطواته بقلق، لحد ما وقف قدامها وقال_عايزة تقنعيني إن عقيق بالعمر ده؟
لا وكمان أنتِ حفيدتها؟
عقيق مستحيل تتجوز غيري
مستحيل قلبها ينبض لحد غيري!
دورت ضي وشها وهمست بسخرية_أومال لو اتأكد إنها اتجوزت وخلفت وولادها خلفوا وولاد ولادها خلفوا وولاد ولاد ولادها خلفوا هيعمل إيه!
خبط مرة تانية بالصولجان جمبها فاتنفضت واتعدلت وهي بتبصله بخوف، ضيق عينيه وهو بيقول_عامةً
الكاهن هو اللي هيحسم الأمر
رددت ضي بسأم_إيه جو الدجل ده بقى هي ناقصة عفرتة أكتر من العفرتة اللي أنا فيها!
اتفتح الباب في الوقت ده، اتعدل الملك وهو بيبص بلهفة للحارس اللي دخل وانحنى وهو بيقول_مولاي
الكاهن برا منتظر أمرك
_دخله مستني إيه!
قالها الملك بتلهف، فانحنى الحارس ورجع وبعد ثواني قليلة دخل شخص مرتدي عباءة مغطى راسه ووشه بالطاقية الخاصة بيها، كان ناكس وشه في الأرض فمش ظاهر منه حاجة، أحدب الضهر، ماسك في إيده عصاية من الخشب واقف على مقدمتها
ضفدعة!
ضيقت ضي عينيها باستغراب وهي شايفة إن الضفدعة اللي شكلها مريب مش لايقة تمامًا على هالة الرعب اللي حواليه
قرب الكاهن منهم من غير ما يبان حاجة من ملامحه، لحد ما وقف عند ضي، رفع وشه مرة واحدة ليها فانتفضت بخضة وتراجعت لورا، كان عجوز كإنه عايش بقاله قرون، عينيه الواسعة المريبة، حواجبه البيضا الخفيفة، والتجاعيد اللي مالية وشه من العجز، أول ما وقعت عينه عليها وعلى السلسلة اللي في رقبتها اتوسعت عيونه وقال بإنبهار_مُدهش!
اتحرك وبقى يلف حواليها ببطء تحت انظار بدر اللي كان متعجب من اللي بيحصل، أما ضي فكانت بتبلع ريقها بتوتر، وقف مرة واحدة ومد إيده مسك الحجر اللي في السلسلة اللي على رقبتها، وقال بغموض_أخيرًا جيتي بإرادتك يا 
ضي القمر!
اتنفض بدر في اللحظة دي زي الملسوع وهو حاسس بالصدمة، وردد بعد استيعاب_لحظة!
ضي إيه؟!
اتلفت ليه الكاهن وهو باصصله بابتسامة ذات مغزى وهو بيراقب علامات الدهشة اللي ظهرت على بدر، كأنه هو الوحيد اللي عارف السبب لصدمته، كانت ضي مركزة مع الضفدعة الغريبة اللي بصالها وبترمش بمنتهى البرود وكإنها بتستهزأ بيها، فمدت إيديها بفضول قاصدة تلمسها تشوفها حقيقية ولا لعبة متحركة، اتلفت ليها الكاهن فجأة وهو بيبعد العصاية عنها وبيقول بنبرة مرعبة_قبل ما تحاولي تلمسيها خليني اقولك إيه هيحصلك
أولًا هتحسي بكهرباء في إيديك 
ثانيًا هينشف الدم من أطرافك وصولًا لكل عروقك، وبنفس الوقت يبتدي جسمك يتملي بفقاقيع شكلها مقرف 
لحد ما تلاقي نفسك ابتديتي تحسي بالاختناق من تأثير السم
وبعدين
بووووم
ضي القمر بقت مجرد ذكرى
بصتله بتعجب وهي منكمشة على نفسها بخوف، فمد العصاية ليها وهو بيقول باستهزاء_تحبي تلمسيها؟
ضمت ضي إيديها لصدرها برعب وقالت_لأ
شكرًا
_رد متوقع
قالها الكاهن ببساطة وهو بيرجع العصاية مكانها تاني، هنا حس الملك بنفاذ صبره، فوجه كلامه للكاهن بعصبية_مش وقته استعراضات دلوقتي
أنتَ عارف كويس أنا جايبك هنا ليه!
اتجه الكاهن ناحية الملك وبقى يلف حواليه وهو بيقول ببساطة_جلالة الملك
لا لا لا
بلاش عصبية
العصبية مش حلوة عليك
اتنرفز الملك في الوقت ده وصرخ في وشه _سلطان!
اتراجع الكاهن في الوقت ده وهو بيبلع ريقه بقلق لما عرف إنه أشعل الفتيل في الملك، ورجع وقف جمب ضي وهو بيقول_طيب، طيب، طيب
من غير غضب!
اتوجهت نظراته لضي وهو بيقول_ضي القمر!
النبوءة بتتحقق!
عقدت حواجبها بتعجب وقالت_معلش أنتَ عرفت اسمي منين؟
قرب بوشه منها فاتراجعت لورا وهي حاسة بالاشمئزاز من رائحة أنفاسه الكريهة، أما هو فابتسم وقال_مفيش حاجة بتخفى عني
عن الكاهن الأعظم سلطان!
ردت بسخرية_دجال يعني
عبست ملامحه وهو بيقول_كاهن
_دجال
_كاهن
شددت على الحروف باستفزاز_دجــال
_كـ.....
_اخرسوا أنتم الاتنـين!
اتنفضوا هما الاتنين على صوت الملك اللي كان جاب أخره وكان بيتنفس بصوت عالي من العصبية، وجه نظره للكاهن وشاورله بتهديد_لو متكلمتش دلوقتي هخليك أنتَ وضفدعتك دي وجبة للأسود النهاردة!
اصدرت الضفدعة صوت غريب معترض وهي بتبص للملك بغضب، فبلع الكاهن ريقة واتكلم بسرعة_النبوءة يا مولاي
السلسلة بتلاقي صاحبتها
وصاحبتها بتكون الملكة المنتظرة
ووقع الإختيار على ضي القمر!
هنا اتكلمت ضي باستنكار_لحظة..
إيه؟!
مدالهاش اهتمام، بل اتكلم الملك وقال_وليه شبه عقيق بالضبط
قال الكاهن بنبرة حزينة وهو بيأدي حركات درامية_آه عقيق
الملكة المختفية
كسرتي قلب الملك بغيابك!
_سلطان!
قالها الملك بنفاذ صبر، فاتكلم سلطان بسرعة_من نفس النسل يا مولاي
ضي القمر بتحمل دم عقيق
وسبب اختيار السلسلة ليها هو ده، الشبه ده مش صدفة بتاتًا
سحر السلسلة عارف كويس هو  بيعمل إيه
جت ضي القمر
عشان تعوض كسر عقيق للنبوءة..
عقدت ضي بين حواجبها وهي بتقول_إيه العبث اللي أنا بسمعه ده!
لاح الحزن على وجه الملك بعد ما حس إن أمله بيتبدد، وقال_يعني عقيق مش هترجع؟
ابتسم الكاهن وهو بيقول بغموض_عقيق اختارت اصلها، اختارت الناس والمكان اللي يشبهها
الدور باقي على إختيار ضي القمر
هل هتختار المكان اللي يشبهها، ولا المكان اللي مكانتش تتخيل تكون فيه!
بصتله ضي وهي عارفة مقصد كلامه، حست لوهلة إنها فهمت، جدتها عقيق مقرتش تخاطر إنها تفضل هنا
يمكن كان حواليها ناس بيحبوها في عالمها الأصل
أم وأب
أهل حواليها
فقررت تضحي بحبها المزعوم في سبيل الناس اللي بيحبوها!
كان الكاهن بيتأملها وعلى وشه ابتسامة مليانة مكر، كإنه كان عارف اللي بيدور في بالها دلوقتي، كلامه رغم إن المعظم مفهمهوش إلا إنه بيخرج بحذر، كل كلمة كانت مقصودة بمعنى مفهوم بالنسبة للشخص المعني
غمض الملك عينه بألم، حلمه طول السنين دي في إنه يشوف عقيق بيتبدد، الظاهر إن حكايتهم منتهية من زمان وهو اللي كان متمسك بأمل واهي بس، مجرد ما شاف ضي القمر خلاه رجع لسنين ورا من أول يوم شافها فيه، ولكن هتفضل هي ضي القمر مش عقيق، رغم الشبه الكبير بينهم لكن واضح الاختلاف في الجوهر فيه!
فتح عينه وهو بيتنهد بقلة حيلة، وشاور براسه لقائد الحرس، اللي جه بسرعة وانحنى ليه، فقال الملك_خدوا ضي القمر ترتاح
شاورلها قائد الحرس تتحرك ولكنها قاومت وهي بتقول_لحظة
مش همشي معاه غير بشرط!
بصلها قائد الحرس والملك بدهشة، أما الكاهن كان بيبتسم باتساع وهو شايف جرئتها قدامه، خبط الملك بصولجانه وهو بيقول بحدة_وصلت الجرأة إنك تتشرطي على الملك!
ربعت ضي القمر  إيديها ورفعت راسها بكبرياء وهي بتقول_عشان دي مش حاجة تعجيزية
أنا عايزة حريتي!
ضيق الملك عينه وهو بيقول_بمعنى؟
قربت منه ضي بقوة غريبة اتملكتها، وبصت في عينه وهي بتقول_يعني لو حبستني في أوضة ضلمة ووقفت عليا حراس ماسكين سيوف صدقني ههرب ومش هتشوفوا وشي تاني أبدًا
الأوضة هتفضل مفتوحة، أخرج واتمشي براحتي
حتى أخرج اتفرج على المملكة براحتي برضه
مش هقبل بمعاملة السجينة أبدًا!
بصلها الملك في عينيها مباشرة، كانت عينيها بتلمع بجرأة رهيبة، جرأة شافها في عيون عقيق بس، ملقاش نفسه غير وهو بيكلم قائد الحرس من غير ما يحيد بنظره عنها_نفذ للملكة المنتظرة اللي عايزاه
استنكرت بتعجب_إيه؟
ملكة مين؟!
ولكن كان التفت وهو بيديها ضهره ورجع قعد على عرشه، أما الكاهن فهلل بفرحة بعد ما كان بيتابع اللي بيدور بينهم بتمعن_مدهش
رائع
أنا مش مصدق اللي شايفة
_اخرس يا سلطان
قالها الملك بغضب فانحنى بسرعة من غير ما يتكلم بخوف، كانت ضي لسة عينيها على الملك بدهشة، هل بالفعل هيصدقوا النبوءة وهيعتبروها الملكة؟
مدهش فعلًا مكدبش الكاهن!
اتجه قائد الحرس ليها وهو بيقول باحترام_اتفضلي يا مولاتي، هرافقك لجناحك
هزت راسها بقلة حيلة، هي لسة مقتنعة إنهم كلهم مجانين، ولكن هتساير الأمر لحد ما تعرف نهاية الموضوع ده إيه، اتجهت معاه بالفعل، كان سايبها ماشية قدامه وهو وراها باحترام، وقعت بنظرها على بدر اللي كان واقف متجمد وهو ضامم قبضة إيده الاتنين ونظراته الغامضة ثابتة عليها، اتأملته من فوق لتحت، سرعان ما اتبدلت نظراتها لاستهزاء، رفعت مناخيرها بغرور بعد ما حادت بنظرها عنه، واتجهت بخطوات واثقة لبرا كإنها بتقل منه وده سببله غضب شديد من القدر اللي مُصر يعانده..
اتجهت نظرات بدر للملك، أما الكاهن فحس إن الوضع مشتعل بينهم، فقرر يتسحب لبرا من غير ما حد يشوفه، ولكن اتجمد على صوت الملك وهو بيقول_لينا لقاء تاني يا سلطان
انحنى بسرعة وهو بيقول_تحت أمرك يا مولاي
وخرج لبرا وهو بيجري بأقصى سرعة متليقش على سنة أو هيئته
بعد ما لقى بدر إن مفيش غيره موجود، اتحرك بخطوات بطيئة لحد ما وصل قدام الملك، رفع راسه ليه وقال بجمود_أنتَ مصدق اللي سلطان قاله ده؟
رد الملك ببرود_سلطان مبيكدبش
حرك بدر إيده بنفاذ صبر وهو بيقول_بحقك يا مولاي!
مين بيصدق دلوقتي في موضوع النبوءات ده
كله تخاريف من وحي خيال كاهن عقله باظ!
بصله الملك بقوة وقال_سلطان اتنبأ بوجود عقيق، ودلوقتي اتنبأ بضي القمر
والشبه اللي بين ضي القمر وعقيق؟
ودم عقيق اللي بتحمله ضي القمر
تفتكر كل ده صدفة!
ربع بدر دراعه المعضل وهو بيقول بابتسامة هازئة_عايز تقول يعني إنك هتتجوز ضي القمر على الملكة زمرد؟
هتتجوز بنت في ربع عمرك تقريبًا تحت مسمى بنحقق النبوءة؟
ابتسم الملك وهو بيبص لبدر بقوة وقال_تؤ
نبوئتي اتكسرت من وقت اختفاء عقيق
النبوءة دي تخص الملكة المنتظرة
حس بدر باللي بيلمح ليه، ففك إيده وهو بيقرب ببطء وبيقول بحذر_تقصد إيه يا مولاي؟
بادله الملك بنظرات قوية، وكإنه بيقوله إن اللي في دماغك صح، فاتجمد بدر تمامًا وشرد في الفراغ من قدامه....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت واقفة في نص الجناح اللي جهزوه ليها وهي بتتأمله بإنبهار، كان جناح غير اللي حبسها فيه، فراش وثير متغطي بملايات باللون النبيتي، ده غير تصميم السرير نفسه اللي معمول بالدهب، قربت منه وهي بتتلمسه وبتقول بإنبهار_عندهم كمية دهب كفيلة تخلي كل واحد من ال ٧ مليار بني أدم ملياردير!
يارب نص عيشتكم!
بعدت عن السرير واتأملت باقي الأوضة، خزانة تشبه الانتيك بتصميم راقي وكبيرة، ومراية بيضاوية كبيرة حوافها مطلية بالدهب برضه، أريكة عريضة مزينة بالأحجار الكريمة، ده غير السجاد الفخم، حست إنها بتعيش أجواء المسلسلات اللي كانت بتتابعها، ولكن معايشة الوضع غير ما كانت بتشوفه، كل حاجة مبهرة حواليها!
اتحركت ناحية البلكونة اللي كانت في الأوضة، فتحت بابها وخرجت، كانت على شكل نص دائرة، بتطل على الحدائق اللي ورا القصر، ولكن في دور عالي لو وقعت منه هتتفتت حرفيًا
طبيعة القصر معمول على مكان يشبه التلة، فكل جزء فيه عالي بحيث يقدروا منه يشوفوا كل المملكة
اتلفتت لما سمعت خبط على باب جناحها، اتفتح الباب ودخلت بنت لابسة فستان زي بقيت اللي شافتهم في القصر، انحنت ليها وهي بتقول_مولاتي
جلالة الملك أمرنا نبدل ملابسك بتانية تليق بجنابك
بصت للفستان العصري اللي كانت لابساه بتعجب، دي اتعمدت إنها تلبسه قبل ما تنام عشان يليق بالمكان، بصتلها بتعجب وقالت_وماله فستاني؟
بصتلها البنت بتردد، وانكمشت معالم وشها وهي بتحاول تلاقي كلمة مناسبة لحد ما قالت_آآآآ
يعني
غريب!
زفرت ضي أنفاسها وهي بتقلب عينيها بملل وردت_طيب
شاورت البنت لحد برا، فدخلت مجموعة من البنات وهما بيجروا عارضة طويلة من الخشب متعلق فيها فساتين بأشكال مختلفة، اتوسعت عيون ضي بدهشة وهي شايفة المشهد اللي قدامها، حاجات مكانتش تحصل إلا في خيالها!
فضلت البنت تنقي من الفساتين لحد ما طلعت واحد باللون النبيتي الممزوج بالرصاصي واللي كان منقوش بورود سوداء، قربته منها وهي بتحطه جنبها وبتقول_ده هيليق على لون بشرتك يا مولاتي
اتأملت الفستان بإنبهار، لدرجة إنها سلمت نفسها ليهم، ساعدوها في لبس الفستان اللي كان تقيل بطريقة غريبة، صففولها شعرها بعناية وسابوه مفرود على ضهرها، وزينوا راسها بتاج صغير بيتدلى منه طرحة شفافة على ضهرها
وقفت تتأمل نفسها بإنهبار قصاد المراية، طلة ملوكي خرافية، كانت البنت واقفة وراها وهي بتقول_طالعة مبهرة يا مولاتي!
كانت عينيها بتلمع بإعجاب واضح، لفت حوالين نفسها وهي بترفع الفستان التقيل، لوهلة حست إن الحياة هنا عاجباها
رغم غرابة الوضع ولكن حبت الموضوع!
دقايق ولقتهم داخلين ليها بصواني مرصوص عليها أكل، في حين اتكلمت البنت_جلالة الملك وصانا نهتم بيكي من ناحية كل حاجة
ابتسمتلها بفرحة وقعدت علشان تبدأ بالأكل، بالفعل هي حست بالجوع بعد الوقت ده كله في التجول من غير أكل.
وبعد مدة لقت نفسها لوحدها في الأوضة، قاعدة على سريرها بتتأمل المجوهرات اللي جابوهالها، كانت بتتأمل في الأساور والخواتم اللي مرصعة بالأحجار الكريمة وهي بتقول_لو خدت حاجة من دول وفكرت ابيعها هتخليني ولا نجيب ساويرس!
رفعت دماغها بتفكير وكملت_ولا أخدهم كلهم وافتح محل مجوهرات في البلد؟
قاطع تفكيرها في الوقت ده خبط على الباب، أذنت ليهم بالدخول، فدخلت واحدة من البنات ولكن مختلفة عن اللي كانوا عندها، انحنت باحترام وقالت_مولاتي
سمو الأمير بدر مستنيكي في الساحة
عقدت حواجبها بتعجب، الاسم ده اول مرة تقريبًا يتقال قدامها، فسألت بجهل_مين بدر ده؟
اتوسعت عينيها بدهشة وقالت_قصدك المتعجرف أبو ملاية؟!
بصتلها البنت باستغراب وهي بتهز راسها بجهل ولكن مكانتش فاهمة اللي هي بتقوله، فتمتمت بتريقة_اسمك بدر!
خسارة فيك الاسم والله ده أنتَ محصلتش نيزك!
رفعت عينيها للبنت اللي كانت مستنياها وهي مش فاهمة اللي بتقوله، فاتعدلت وهي بتقول بغرور_قوليله مش جاية 
وأنا إيش ضمني إنه مش هيقتلني ويدفني في قلب الساحة دي!
وبعد مرور دقايق
اتجهت لتحت مع البنت وهي بتلعن نفسها على فضولها اللي هيوديها في داهية قريب، وقفت قبل ما تخرج للساحة ومالت للبنت وهي بتقول_بصي
عايزة ييجي تلات اربع حراس كده ييجوا يقفوا من بعيد يراقبوا اللي هيحصل
لو قتلني يروحوا يقولوا للملك بسرعة 
بصتلها البنت بتعجب ولكن هزت راسها بالايجاب عشان متنالش من غضبها، فهي بالنسبالها الملكة المنتظرة
اتجهت لبرا ولكن وقفت وهي بتبص للبنت بتعجب وبتقول_مش هتيجي؟
ردت البنت من غير ما ترفع راسها_مش هقدر يا مولاتي، سمو الأمير قالي أوصلك بس
رفعت كتفها بعدم اهتمام واتجهت للمكان اللي اتقالها عليه، كان ساحة فاضية متحاوطة بسور، بصت حواليها في المكان اللي كان خالي من أي حد باستغراب، حتى المكان كان شبه ضلمة إلا من ضوء القمر، اتلفتت بسرعة لما سمعت صوت خطوات من وراها، سرعان ما اتوسعت عينيها بدهشة وبلعت ريقها برعب وهي شايفة بدر بيتجه ناحيتها بنظرات قاتمة وفي إيده سيف!...

الحلقة السادسة

اتراجعت لورا وهي بتبصله برعب، كان بيتقدم ناحيتها وهو مثبت نظره عليها، عينه الداكنة غامضة بشكل غريب، ارتكبت هي وقالت_عايز إيه!
ولكنه مردش عليها، ففضلت تتراجع وهي بتقول_والله العظيم لو قتلتني لأقول للملك اخليه يعلقك من ملايتك!
مكانتش مدركة سخافة اللي بتقول من الرعب، اتكعبلت من طول الفستان ووقعت على الأرض وهي بتصرخ بألم_حسبي الله
مكنش ليا في دور نازلي هانم ده
أبو فساتينكوا يا شيخ!
غمضت عينيها برعب لما وقف قدامها استعدادًا للموت، ولكن عدى لحظات ومفيش أي حاجة حصلت، فتحت عين بتردد ووراها التانية، لقيته مدد إيده بالسيف ليها، بصتله بتعجب_بتعرض عليا اقتلك ولا إيه مش فاهمة؟
قال ببرود_يلا هتبارزيني
اتحاملت على نفسها وقامت وقفت وهي بتقول باستنكار_هـ إيه يا عينيا؟
ابارز مين
هو أنا مستغنية عن روحي!
مد بإيده بالسيف بإصرار_خدي السيف 
كتفت إيديها وهي بتهز راسها بالرفض_والله ما يحصل
سيف إيه اللي امسكه واحاربك بيه
أنا أخري سكينة السلطة!
زفر بنفاذ صبر وقال بتريقة_ما يصحش يا مولاتي، أنتِ عايزاهم يقولوا جلالة الملكة المنتظرة جبانة ومبتعرفش تمسك السيف؟
شوحت بإيديها وهي بتقول_ملكة منتظرة إيه!
بقولك إيه أنا عمالة أهاودكم من الصبح وبكدب الحقيقة اللي قدام عينيا!
عقد حواجبه وقال باستفهام_حقيقة إيه؟
_انتو عالم منخوليا!
قالتها وهي بتلف عشان تجري، ولكن لقته بيمسكها من أطراف الفستان وبيجذبها فحاولت تتملص من بين إيديه وهي بتقوله_لا بقولك إيه
سيب الفستان،
ولا!
سيب الفستان بقولك ده مصروف عليه!
وقفها قدامه وحط في إيديها السيف بالإجبار، بمجرد ما مسكته انحنت بيه على الأرض من تقله وهي بتقول_يا نهار اسود
كام كيلو ده!
هز راسه بقلة حيلة وبعد عنها وهو بيقف في وضع الاستعداد، أما هي اتحاملت على نفسها وشالته بالعافية وهي بتقول_والله أنا مليش في ده كله
سيف إيه اللي امسكه وابارز بيه
أنا لا عايزة أبقى ملكة ولا نيلة!
بصتله برعب وهو بيتربصلها، كانت حاسة بالخوف، وأول ما لقته بيجهز عشان يهجم عليها، اتلفتت وجريت وهي بتجر السيف على الأرض بإيد، والإيد التانية شايلة بيها طرف الفستان اللي كان بيكعبلها وهي بتصرخ_يالهــــوي
الحقـوني
ابن المجنونة عايز يغزني بالبتاع التقيل ده!
ابتسم باستهزاء وفي ثانية كان بيجري وراها، اتلفتت لورا برعب فلقته بقى قريب منها، صرخت بهلع_الله يخريبيتك
الله يخربيت معرفتك
الله يخريبيت مملكتك على السلسلة اللي كحرتتني من ساعة ما لبستها دي و آآآآه
صرخت بألم لما داست على طرف الفستان ووقعت على الأرض، اتعدلت بسرعة وشافته بيتقدم ناحيتها، رفع السيف ونوى ضربها، ولكنها كانت مسكت سيفها بالعرض فخبط السيفين في بعض بقوة لدرجة إنها صرخت بألم
رمت بعدها السيف وهي بتقول_إلهي تتشل في إيدك
أنت متسلط عليا من أنهي داهية!
اتعدل ووقف وهو مبتسم وبيبصلها باستهزاء وردد_براڤو، زي ما توقعت
بصتله بتعجب فرمى سيفه على الأرض واداها ضهره وهو بيقول_غريزة البقاء على قيد الحياة بتطلع قدرات هايلة من الإنسان مكانش متوقع إنه يشوفها
زي صدك للسيف دلوقتي
اتعدلت بألم وتمتمت_إلهي يتقطع خبرك من الحياة واخلص منك بقى!
افتكرت إن بكده خلصت المبارزة، ولكن بصتله بتعجب وهو بيخلع وشاحه وسترته العلوية لحد ما بقى عاري من فوق، غمضت عينيها بخجل وهي بتقول_أنتَ بتعمل إيه يا متخلف أنتَ!
بصلها باستهزاء من وشها اللي احمى بشدة من الاحراج، وقال_امسكي سيفك يلا!
فتحت عينيها بسرعة وهي بتتنفض وبتقول_إيه؟
لا بقى أنتَ زودتها
وربنا لو قربت مني لتزعل
شال سيفة واتجه ناحيتها، فارتجفت وهي بتبص حواليها زي الفار المذعور وقالت_أنا عيلة صغيرة
أنا عيلة والله ملكة إيه اللي بيقولوا عليها
روحوني العزبة وأنا مش هخطي المكان ده تاني
رفع إيده بالسيف فغمضت عينيها برعب، رجعت فتحتها فلقت السيف على بُعد قليل جدًا من رقبتها، لدرجة إن سنه لامس رقبتها، بلعت ريقها برعب وهي نازلة بنظرها عليه، لحد ما بعده بدر عنها وشالها ورماه في الأرض، خدت نفس طويل زفرته على مهل براحة
كان هيقتلها
المجنون كان هيقتلها!
اداها ضهره وهو بيحرك راسه للناحيتين فصدر صوت طرقعة، فكرت هي بالهرب ولكن اتجمدت لما  قال_قدامك فرصة واحدة تجاوبي على ٣ اسئلة
اتلفت وقرب منها وهو بيعد على صوابعه_
واحد
إيه حكايتك
اتنين
جاية من أنهي مملكة
تلاتة
اجابة السؤال الأول والتاني
بلعت ريقها بتوتر وقالت_أنا...
أنا مليش حكاية
ومش جاية من حتة
بص لعينيها مباشرة وهو بيقول بقوة_أنا متأكد إن وراكي حاجة
وهعرف سر فتح حكاية عقيق دي بعد الوقت ده كله
صدقيني لو عرفت إن هي اللي باعتاكي عشان تخربي طمأنينة المملكة
روحك مش هتكفيني
رددت باستهزاء_باعتالي من الآخرة آه
اتلفت واداها ضهره عشان يمشي، فقالت هي بجرأة كانت عارفة إنها هتندم عليها_بقولك إيه يا نيزك أنتَ!
رجع بص ليها وردد بتعجب_نيزك!
قربت منه وقالت بقوة_اطلعلي من نظرية المؤامرة اللي أنتَ فيها دي
لا تسوي حالك محور الكون يا أبو ملاية!
وقف وهو باصصلها بدهشة، غصب عنها لقت عينيها بتنزل لجروحه اللي كانت مدماة الصبح لما شافته، ورددت باستهزاء_لولا إن شوفت الدم بعينيا كنت شكيت إنك بني آدم وعندك دم!
استر نفسك اجري بدل ما واقف تتمنظرلي بعضلاتك وعاملي فيها محمد رمضان!
ابتسم ليها ومال ناحيتها وهو بيقول بهسيس_جرئتك عاجباني يا ضي القمر، بس صدقيني ده مش في صالحك
متخلينيش احطك في دماغي!
رفعت عيونها ليه وربعت ايديها وهي بتقول_بعد كده لما تحب تنتقم، استخدم حاجة بنفس قوة عدوك عشان تبقى المعركة عادلة
مش تستغل ضعفه
يا سمو الأمير!
رفع حاجبه باعجاب واضح وهو بيقول_اتفقنا
يا ضي القمر
رفع راسها بغرور، ولمت فستانها واتحركت لجوا بخطوات مليانة كبرياء، وسط مراقبته لأثرها لحد ما اختفت
عاجباه؟
جدًا
جرئتها بتخليه يحس بإثارة وانتشاء رهيب، ولكن ده مش هيقلل من الحقيقة، إنها بتحمل دم عقيق السبب الرئيسي في تعاسة امه، ضم قبضة إيده في الوقت ده، وقتمت ملامحه وهو بيجز على اسنانه بعنف..
اتحركت لمكان جناحها وهي بتضرب برجليها على الأرض بعنف، مش مصدقة إنه كان بينه وبين قتلها لحظات، تمتمت من بين أسنانها بغيظ_مش طبيعي، اقسم بالله ما طبيعي 
ماشي يا أبو ملاية ماشي!
ضربت برجليها على الأرض وهي بتقول بنبرة على وشك البكاء_وربنا كان هيعملها
والله لاشتكيه للملك أخليه يعلقه من شعرتينه اللي فرحانلي بيهم دول!
اتحركت للدور اللي فوق، ولكن لوهلة اتجمد خطواتها لما شافت الحرس واقفين قصاد جناح معين يعتبر لوحده في المرر كله، اتحركت ناحيته بفضول شديد، ولكن قطع طريقها واحد من الحراس وهو بيقول_ممنوع!
رغم عنها لقت نفسها بتسأل بفضول_جناح إيه ده؟
رد الحارس_ده جناح الملكة زمرد
وممنوع دخول أي حد إلا بإذن الأمير بدر
هزت راسها بتفهم، واتحركت وهي جواها فضول كبير تعرف سر الاهتمام الكبير بجناح الملكة اللي لحد دلوقتي مشافتهاش ولا مرة!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استغلت إن الكل نايم وأنوار القصر انطفت، اتسللت من جناحها وهي بتتأكد إن مفيش حد في الممر برا، حاولت تفتكر على قد ما تقدر الممرات اللي خدها بدر منها، وبعد محاولات وتوهان كتير قدرت أخيرًا توصل للسرداب اللي تحت القصر واللي بيخرجها للبوابة اللي الخلفية
فتحت باب السرداب، سرعان ما بلعت ريقها برعب وهي باصة على المكان الضلمة اللي قدامها، واللي شكله يهلك من الرعب، تمتمت بخوف_منكوا لله
مفيش حاجة طبيعية عندكوا أبدًا!
وأنا إيه يضمنلي دلوقتي إني ملاقيش مصاص دماء مقابلني في وشي!
خدت نفس طويل زفرته على مهل، وبعدين تمتمت_استعنا على الشقا بالله!
بمجرد ما خطت لجوا اتقفل الباب وراها بقوة، فاتنفضت بهلع وهي بتزعق_يا أخي هي ناقصة قطع خلف!
اتحركت ببطء وهي بتبلع ريقها بقلق، فضلت تبص حواليها وهي ماشية، حاسة إن مع أقل حركة ممكن تحصل هتموت من الرعب مكانها
غمضت عينيها وابتدت تجري عشان تقلل من الوقت اللي هتقضيه هنا، لحد ما شافت الباب من على بُعد، اتسعت ابتسامتها وفتحت وخرجت، وقفت تتنفس بصوت عالي وهي حاطة إيديها على قلبها وحانية راسها، وبعدين اتلفتت وبصت على القصر العالي جدًا بتفكير
اتحرك وابتدت تقول_لازم أعدي الغابة دي
وبعدها فيه بحيرة
فارمي نفسي في البحيرة دي عشان اتنقل لعالمنا!
اتحركت بتردد لجوا الغابة وهي بتكمل_ولا كانت ضربة حظ بس وهموت المرادي؟
يادي المصيبة وأنا هعرف منين غير لما أجرب تاني!
مكانش قدامها حل غير ده بالفعل، دي الطريقة الوحيدة اللي لقت نفسها بترجع لعالمها بيها، كان لازم ترجع، مش هتفضل هنا طول الوقت، لازم تتنقل بين هنا وهناك عشان جدتها، متقدرش تسيبها لوحدها خاصة لو اكتشفت عدم وجودها في البيت!
ممكن تموت من الرعب عليها!
وصلت أخيرا لآخر الغابة، اتحركت بتردد ناحية البحيرة الكبيرة واللي كان ضوء القمر منعكس عليها، وقفت على حوافها وبصت لانعكاسها في الماية بشرود، خايفة لتكون المرة اللي فاتت هي مجرد صدفة، مقدامهاش غير إنها تجرب
خدت نفس عميق ورمت نفسها في البحيرة، وسابت نفسها تنزل للقاع، فتحت عينيها فلقت السلسلة بتومض بقوة، برقت وهي بتهتف في الماية بفرحة ولكن نسيت وشربت كمية ماية مهولة، لحد ما لقت نفسها بتتسحب جوا بوابة من النور
نفس عميق خدته وهي بتكح بعنف من كمية الماية اللي شربتها، بصت حواليها ولقت نفسها في أوضتها، على نفس البطانية اللي كانت فارشاها على الأرض، واللي كانت اتغرفت بالماية هي والأرض كالعادة
بعد ما قدرت ترجع نفسها لوضعه الطبيعة، وقفت وهي بتتأمل المكان حواليها وبتجمع الخيوط ببعضها
الملك قالها إن السلسلة دي مسحورة، وقت الحرب رماها الساحر في بحيرة واختفى، إذن دي البحيرة اللي اترمت منها السلسلة، واللي هي كمان عبارة عن بوابة بين العوالم، ووقتها السلسلة جت للعالم بتاعنا ولقيتها عقيق!
رفعت بإيديها خصلات شعرها المبلولة اللي كانت نازلة على وشها وهي بتقول_مش ممكن!
كل حاجة مترتبة!
أنا لازم اقعد مع الكاهن سلطان بكرا، أكيد عارف كل حاجة!
لوهلة اتملكها الدهشة لما وقعت بعنيها على الساعة اللي على المكتب بتاعها، قربت منها ومسكتها بين إيديها بتعجب، كانت لسة الساعة اتنين ونص بالليل!
ده الوقت اللي ضي قررت تنام فيه
اتوسعت عينيها بدهشة
معقولة الوقت بيقف هنا لما بتتنقل هناك؟
ازاي مخدتش بالها من أول مرة لما لقت نفسها راجعة بالليل برضه رغم اليوم الكامل اللي ضاع هناك!
كل حاجة بتحصل حواليها بتسببلها دهشة رهيبة!
كل حاجة مترتبة وماشية برتم معين ودقيق 
هزت راسها بعدم استيعاب وبعدين اتجهت للبطانية اللي على الأرض شالتها ودخلتها البلكونة تنشرها، الظاهر إن كل مرة هتضطر تنشر حاجة شكل!
صحيت بدري وقررت تنزل هي تحضر الفطار عشان تريح جدتها شوية، من ساعة ما جت وهي شايلاها حرفيًا
كانت واقفة في المطبخ لما دخلت عليها جدتها وهي مستعجبة من صوت الدوشة بدري كده، سرعان ما ابتسمت وهي بتقول_ياااه
إيه النشاط ده كله!
التفتت ليها ضي وقالت_قولت أخليكي تاكلي من إيدي مرة
قربت منها جدتها فطبعت ضي قبلة على خدها وهي بتقول_صباح الخير يا أحلى تيتة في الدنيا
طبطبت عليها و_صباح النوم يا ضي عيني
عاملالنا إيه النهاردة؟
ضحكت ضي وقالت_هو فيه أحلى من الفطار المصري الأصيل
فول وطعمية وبيض طبعًا
شمرت ضي إيديها وهي بتقلي البيض، فكشفت عن الاسورة اللي خدتها من البائع في المملكة، قربت منها جدتها ومسكت إيديها وهي بتتفحص السلسلة بتعجب_إيه دي يا ضي؟
أول مرة أشوفها معاكي
ارتبكت وقالت بكذب_دي اسورة كانت ماما جايبهالي
لاحظت جدتها العلامة اللي بتزينها كلها فقالت_مش دي العلامة اللي على السلسلة؟
حاولت ياقوت تشوش على الموضوع، وخدت الاطباق عشان تخرجها برا وهي بتقول_يمكن صدفة يا تيتة
سابتها وخرجت، لكن رغم عنها اتسعت ابتسامتها، دليل آخر يعرفها إن كل اللي بيحصل ده حقيقة
مش تهيؤات من دماغها...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان نايم على سريره في جناحه وهو باصص للسقف بشرود، من ساعة ما قال الكاهن على اسمها وهو مش مستوعب، معقولة هي اللي بيشوفها في أحلامه طول الفترة دي؟!
رجع بذاكرته لآخر حلم جطاله قبل ظهورها في المملكة على طول تقريبًا
لابس زيه الملكي، في اتم الاستعداد لليوم اللي انتظره، قرب منه الملك وشال التاج من على راسه وحطه على راس بدر وهو بيبتسمله، ووسط فرحته، في لحظات كل الأنوار انطفت من حواليه، المكان بقى ضلمة جدًا، اتلفت حواليه بتعجب وهو بيدور على اهله، ولكن مش شايف حد
كأن المكان اتبدل ولقى نفسه وسط أرض واسعة ملهاش حدود، ضيق عينيه وهو شايف من بعيد ضوء القمر نازل من على بُعد، ولكن حس إنه شايف حد من بعيد
لحد ما بالفعل لقى هيئة أنثوية متجهة ناحيته بخطوات متمهلة، لابسة فستان ضيق مش زي الملابس بتاعة المملكة، بتقرب منه وبيتبعها شعاع القمر، لحد ما وقفت قدامه، مكانش شايف ملامحها من الضلمة، ولكن كان شايف الابتسامة اللي اتشقت على شفايفها، لمعت عيونه بفرحة، وقرب منها رفع إيده وهو بيملس على خدها، فمالت براسها وثبتت أيديها على إيده اللي على وشها، وقتها ضحك بسعادة وقال_أخيرًا جيتي يا ضي القمر؟
أنا مستنيكي من زمان..
اتنفض واتعدل على السرير وهو بيمسح وشه، مستنكر اللي بيحصل بل ورافضه تمامًا
استحالة يبقى قدره مرتبط بواحدة بتحمل دم وصفات اللي اتسببت في تعاسة حياته
هو بيحمل حقد وبغض ناحية عقيق، وهي تقريبًا عقيق!
قام اتحرك في جناحه زي التايه، عايز يعاند القدر بأي طريقة، مش هيتقبل إنه ده يكون مصيره
لقى نفسه رغمًا عنه رايح لعندها
لازم يلاقي اجابات، مش هيفضل بالوضع ده كتير
وقبل ما يوصل لجناحها حس فجأة بالتردد وكان هيرجع، ولكن ملى الإصرار عيونه تاني واتجه للباب
دق عليه بهدوء ولكن مسمعش صوت، دق تاني وهو بيستنتج إنها راحت في النوم
رغمًا عنه لقى نفسه بيفتح الباب ببطء عشان متصحاش وهو بيطل براسه بتردد، عايز يشوف شكلها وهي نايمة، لحظات وفتح الباب على وسعه لما لقى سريرها فاضي، دخل الأوضة وهو بينادي_ضي القمر!
وقف مكانه في الأوضة وهو حاسس بالدهشة، سرعان ما اتبدلت ملامحه للجمود، اتجه للبلكونة اللي في أوضتها، وقف من غير ما يسند على السور، وشبك إيديه الاتنين ورا ضهره، وفضل باصص على الحقول اللي قدامه بشرود تام، كان متوقع؟
مش هينكر هو حاسس إن وراها حاجة أساسًا
رغم إنكارها لكن هو كده كده كان هيفضل وراها
 افتكر كلام الملك لما كان بيقول إن عقيق كان بيجيلها اوقات بتختفي وتظهر
ضي القمر وراها سر
وهو نفس السر اللي كانت عقيق بتحمله....

يتبع 

                    الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات