رواية عقيق إل دورادو الفصل التاسع9والعاشر10 بقلم منه ممدوح البنا


 رواية عقيق إل دورادو الفصل التاسع9والعاشر10 بقلم منه ممدوح البنا

رجعت لمكان الحفل وهي بتحاول تتمالك نفسها قدر المستطاع، الظاهر إن بدر حطها في دماغه فعلًا ومش هيسيبها، ولكن اللي شاغل بالها هل هتقدر ترجع لعالمها بالفعل ولا الملك هيشدد الحراسة عليها!
آخر مرة اكتشفت إنها راحت ورجعت في نفس الوقت، ولكن هي مش متأكدة، ومتقدرش تغامر بحاجة زي دي وجدتها لسة تعبانة!
لاحظت إن فيه عيون متسلطة عليها وبتراقبها، رفعت راسها وبالفعل كانت داريا اللي كانت متابعاها هي ووالدتها الملكة آريا بنظرات متفحصة، فبدورها ابتسمتلهم باستفزاز خلت الاتنين يبصوا لبعض بغيظ شديد
فكرت تستغل إن المعظم منشغلين في الحفل وتحاول تمشي ولكن بمجرد ما خطت خطوة واحدة لفت نظرها سيدة في منتصف عمرها، خارجة من الرواق اللي بيأدي للدور العلوي، حالتها كانت لا يُرثى لها، ماشية حافية، بثياب نوم محتشمة، شعرها الفاتح مفرود على ضهرها، ملامحها ظاهر عليها التعب بالهالات السودا اللي تحت عينيها وشحوب قسماتها، كانت بتتعثر وهي ماشية وبتتلفت حواليها باستغراب وكإنها بتتأمل ارجاء القصر من أول وجديد، واثناء ما كان الجميع بيرقصوا ويحتفلوا، وقفوا متجمدين تمامًا، في حين صدع صوت بيقول_ملكة زمرد!!!!
حست ضي إنها سمعت الاسم ده قبل كده، لحد ما افتكرت إن دي زوجة الملك رسلان بعد عقيق، بصتلها باستغراب من إنها مشافتهاش قبل كده خالص ده غير الحراسة اللي كانت على جناحها، أما الملكة زمرد اتلفتت على أثر الصوت بتعجب، لحد ما ثبتت عينيها على ضي اللي كانت بصالها  بدهشة، اتحركت ناحيتها بخطوات بطيئة، ولكنها وقفت على بُعد مش قليل منها، وقالت بصوت ضعيف مليان كره_عقــيق!
_أمـي!
همس بيها بدر بعد ما اتجمد تمامًا، مكانش مصدق إنه شايفها واقفة قدام عينيه، بعد أعوام طويلة قضاها وهو بيراقبها نايمة بلا حراك قضى طفولته ومراهقته وشبابه وهي نايمة، سرع من خطواته لدرجة الجري، وقف قدامها وهو بيقول بعدم استيعاب_أمـي...
مالت براسها ليه باستغراب بعيونها الواسعة الجميلة، ولكن اتلفتت مرة تانية ناحية ضي وهي بتقول كإنها بتشتكيله_عقيق...
عقـيق
نقل بدر عيونه بينها وبين ضي اللي كانت واقفة حاسة بالقلق، احتوى كتفها وهو بيتأمل في ملامحها بنظرات مليانة حنان جارف وقال_دي مش عقيق يا أمي
فضلت بصاله شوية تتأمل في ملامحه، كإنه شكله مألوف ليها، نزلت دمعة من عيونها على بشرتها الشاحبة غصب عنها، وغمضت عينيها بوهن مستسلمة للضباب اللي بيلاحقها، وقبل ما تقع على الأرض مسكها بدر وضمها بين أحضانه وهو بيبصلها بملامح على وشك البكاء
ارتفع الهمس بين كل الموجودين، كانت شبه معجزة إن الملكة زمرد تقف على رجليها بعد سنين طويلة، مشهد عاطفي بين الأم وابنها خاصة بدر اللي لوهلة حس قد إيه هو ضعيف لدرجة إنه مش قادر يسندها
خرج الملك رسلان في الوقت ده، ولكنه اتجمد تمامًا مكانه من المشهد اللي قدام عينيه، وقال_زمـرد!
اتلفتله بدر وبصله بنظرة أصابت الملك في صميمه، كانت مليانة تأنيب وبغض، وفلحظة شالها واتحرك بيها بخطوات سريعة لمكان جناحها، ومن حين للتاني بيبصلها يتطمن عليها، صاح الملك في الوقت ده بعد ما استوعب الوضع_بسرعة، بلغوا الطبيبة تيجي على جناح الملكة زمرد
قالها واتجه هو كمان ورا بدر
لاحظت ضي إن الجميع كانوا مصدومين من اللي حصل، نقلت نظراتها على جولينهار اللي كانت حاطة إيديها على شفايفها من الصدمة، وقالت_يعني إيه
أنا مش فاهمة حاجة!
دمعت جولينهار في الوقت ده بتأثر وهي بتقول_دي معجزة يا مولاتي
معجزة حصلت للملكة زمرد
الملكة بقالها أعوام في سبات طويل مش معروف سره
بعد ما الأطباء عملوا كل اللي يقدروا عليه عشان يفوقوها وفشلوا!
عقدت ضي حواجبها بتعجب وقالت_يعني متعرفوش سبب إنها تفضل في غيبوبة الوقت ده كله؟
هزت جولينهار راسها وهي بتمسح دموعها وقالت_لأ يا مولاتي
محدش عارف غير الملك والأمير بدر
بصت ضي على أثرهم بشرود وتمتمت_الجمـيلة النائمة!
اتناقل الملك ضرغام وابنه رئبال النظرات الخبيثة بين بعض، لحد ما شاورله الملك ضرغام براسه، فابتسم رئبال باتساع، وسابهم وخرج لمكان مش معروفة هويته، وسط نظرات ضي اللي أخدت بالها من اللي داير بينهم
اتجهت داريا ناحيتها، ووقفت جمبها وهي بتقول من غير ما تتلفت ليها_من الواضح إن الملكة زمرد محبتكيش نهائيًا
سكتت ضي ومردتش عليها، الملكة زمرد بالفعل كانت بتبصلها كأنها بتبص لعدوتها، ده غير نطقها لاسم عقيق وبعدها اغمائها، ولكن فسرت ده على إنها غيرة أنثوية بين واحدة واللي كانت حبيبة زوجها قبلها، رغم إنها مش مقتنعة بالسبب ده برضه
مالت داريا ناحيتها وهمست_على كده بقى اسمك عقيق ولا ضي القمر؟
بصتلها ضي بحدة، فجه صوت من قدامها واللي كان من الملكة آريا اللي قالت بابتسامة واسعة_عقيق دي تبقى حبيبة الملك رسلان واللي اختفت قبل يوم زواجهم والتتويج 
غريبة يا ضي القمر
من وقت ما شوفتك وأنا بشبه عليكي
شكلك مألوف جدًا
لحد ما حصلت معجزة الملكة زمرد واللي حسمت الأمر
كتفت ضي إيديها قدام صدرها وقالت_أنا اسمي ضي القمر
ومعرفش مين عقيق دي
والملكة زمرد لسة فايقة من غيبوبة طويلة ممكن تكون خلطت بيني وبين حد تاني!
خلصت كلامها ورفعت فستانها ومشيت من جنبهم، كان الوضع غريب جدًا بالنسبالها، الظاهر إن مش بدر بس اللي هيبقى حاطتها في دماغه!
كانت هتحاول تهرب من المكان ولكن وقف قدامها مجموعة بنات من المملكة، واللي كانوا حابين يتعرفوا على خليلة الأمير بدر
ومن كترهم مقدرتش تتخلص منهم بسهولة..

وقف بدر والملك رسلان برا جناح الملكة زمرد لحين انتهاء الطبيبة من فحصها، كان بدر ساند على الحيطة جنب باب الجناح وهو مربع إيديه وباصص قدامه بشرود، ومن حين للتاني بيبص ناحية الملك اللي كان واخد الردهة رايح جاي بتوتر
فقال بدر بجمود_متحاولش تمثل يا مولاي
محدش هيصدق لهفتك على الاطمئنان عليها!
وقف الملك مرة واحدة وبصله بصدمة، وقرب منه وهو بيقول بصوت غليظ_أنا مدرك إنك بتقول كده من حزنك على والدتك، ولكن رغم عنك دي بتكون زوجتي وملكة المملكة
سواء قبلت أو لأ
ضحك بدر بسخرية وهو بيقول_اللي يسمع كلامك ميقولش إنك السبب الرئيسي لغيبوبتها
لولا تصرفاتك مكانتش قررت تنهي حياتها
_بـدر!
زعق بيها الملك وهو ضامم قبضة إيديه بعنف، في حين اتحولت قسماته للغضب، قرب منه وأشهر صوباعه في وشه وهو بيقول_اللي قدامك ده الملك رسلان قبل ما يكون والدك
الاحسن إنك تحافظ على احترامك!
بصله بدر بسخرية، ولكن قاطع الجو المشحون بينهم خروج الطبيبة من جناح الملكة، اتعدل بدر واتحرك ناحيتها، فانحنت هي ليهم وبعدين قالت_أنا اديت للملكة ابرة هتنيمها لكام ساعة، عودتها بعد الاعوام دي كلها سببتلها صدمة من التغير اللي شافته حواليها، ده غير الوهن اللي في جسمها بسبب رقودها لفترة طويلة، وبعد ما تصحى من تأثير الابرة هفحصها تاني جلالتك
خلصت كلامها فشاورلها الملك تمشي، انحنت ليهم وبعدين سابتهم ومشيت، اتحرك بدر بسرعة عشان يدخل الاوضة ووراه الملك، ولكن بدر اتلفت وقال بجمود_الطبيبة قالت إنها نايمة، أول ما ترجع لوعيها هخليهم يبلغوك
فتح بدر الباب ودخل وقفله وراه، أما الملك ففضل مكانه مشدوه
مكانش مستوعب إن غضب بدر وصل للشكل ده
معتبره شخص غريب ملوش الحق في إنه يقرب منها
في النهاية اضطر إنه يتحرك ويرجع للحفل اللي سابه معلق.
دخل بدر الجناح وفضل واقف مكانه على الباب، عيونه مسلطة على اللي نايمة بهدوء وسكينة على الفراش الوثير، قرّب منها بخطوات بطيئة متمهلة، الجمود اللي كان على ملامحه اتبدل لملامح تانية حزينة ومهمومة،  وقف قدامها وقعد على ركبه وهو باصص على ملامحها الهادية والشاحبة، مد إيده وملس على ملامحها بحنان، وبعدين مسك كفها بين إيديه وقال_مش قادر أصدق إني أخيرًا شوفتك وأنتِ واقفة على رجليكي،
سمعت صوتك بعد سنين طويلة، صوتك اللي كان نفسي اسمعه من زمان يا جلالة الملكة
مش قادر أصدق إني بصيتي في عينيا، إني شوفت نظرتك ليا
متعرفيش أنا كنت مستني اليوم ده قد إيه، إني ابقى طفل عادي والدته حواليه، عيشت كول عمري مفتقد حنانك، وللاسف ذاكرتي مساعدتنيش إني افضل فاكرك في طفولتي!
نزلت دمعة من عيونه خانته غصب عنه، مسحها بسرعة وهو بيكمل باصرار_صدقيني مش هسمح لأي حد يجرحك أبدًا حتى لو كان الملك نفسه
كفاية عندي إني اشوفك واقفة على رجليكي تاني
همحي أي أثر من عقيق تمامًا ومش هسيب حاجة تقلق راحتك
المهم متخذلينيش أنتِ وقومي
يا مـامـا...
خلص كلامه وقام وقف ومال طبع قبلة على جبهتها، وبعدين خرج من الجناح بعد ما نظراته رجعت للجمود والغضب تاني.
رجع لمكان الحفلة، وقف من على بُعد لما شاف الملك واقف على عرشه وهو بيقول بتفاخر كعادته_طبعًا كلكم شوفتوا المعجزة اللي حصلت
الملكة زمرد رجعت لوعيها تاني بعد أعوام طويلة بنتألم فيها من غيابها
واختارت يوم مميز في المملكة، كإنها كانت حاسة إن ابنها الوحيد قدر يلاقي شريكة حياته،
وأخيرًا رجعت ملكة مملكة إل دورادو
ارتفع صوت التصفيق والتهليل من كل الموجودين، ضم بدر قبضة إيده بغضب رهيب، الملك رسلان قادر يستغل كل الظروف ويخليها لصالحه، حتى لو كان على حساب زوجته وابنه
قرر يسيب هو المكان كله وخرج من ساحة الاحتفال وهو مش عارف هيروح فين.
لوهلة لمح ضي وهي بتتسلل، غير طريقه وقرر يشوف إيه اللي ناوية عليه، اتسلل وراها من غير ما تاخد بالها، ولكن لقاها شبه بتلف حوالين نفسها وواقفة بتشاور على ممرين وهي بتقول كلمات غريبة مكانش فاهمها
_حادي بادي كرنب زبادي...
_أنتِ بتعملي إيه!
اتنفضت بهلع على الصوت اللي وراها، اتلفتت ليه فلقته واقف باصصلها بتعجب وهو مربع إيده قدام صدره، ملست على رقبتها بارتباك وقالت_أنا؟
بعمل إيه؟
مبعملش حاجة أنا!
حاولت تغلوش على الموضوع واتصنعت الغضب وهي بتقول_أنتَ بتراقبني ولا إيه؟!
ابتسم بزاوية فهمه بسخرية وهز رأسه بقلة حيلة وبعدين اتلفت عشان يمشي، فمشيت هي وراه بسرعة وهي بتقول بفضول_هي زمرد دي والدتك؟
بصلها بطرف عينه ورد بجمود_اسمها الملكة زمرد
زفرت بنفاذ صبر وهي شبه بتجري وراه عشان تلحق خطواته وقالت_سيبك من الفشخرة الكدابة دي
هي في غيبوبة بقالها كام سنة؟
وإيه سبب الغيبوبة؟
ودلوقتي بقت كويسة؟
وقف مرة واحدة وقرب منها وهو بيميل ناحيتها وقال_عمرها ما هتكون كويس طول ما عقيق أو اللي من نسلها موجودة هنا في المملكة!
خلص جملته وكمل مشي، فجريت وراه وهي بتقول بعصبية_أنتَ ليه مش عايز تقتنع إن أنا مش عقيق
افهمك ازاي يعني
أنا مش عقيق، ولا عمري شوفتها، ومليش دعوة بيها، ومسمعتش عنها غير لما جيت هنا!
مردش عليها وكمل مشي بلا مبالاة وكإنها مبتتكلمش من أساسه، فوقفت هي بعد ما تعبت وبصت على ضهره وهو ماشي، دبت برجليها على الأرض بطفولية وقالت_ماشي يا أبو ملاية!
اتلفتت عشان ترجع لمكانها، وبعد توهان قدرت أخيرًا توصل لساحة القصر اللي هتعبر من خلاله عشان تروح للمبنى التاني اللي فيه السرداب اللي هتخرج فيه على برا، لوهلة كان المكان مذهل بالنسبالها، الاضاءة الخفيفة، الساحة الواسعة، الأشجار والنباتات الغريبة سحرتها!
وقفت قصاد النافورة الضخمة اللي موشوم عليها رمز المملكة ووقفت تتفرج بانبهار على المياه اللي كانت بتخرج منها لأول مرة.
وفي النهاية قررت تمشي قبل ما حد ياخد باله منها، ولكن قبل ما تتحرك لفت نظرها شخص ملثم مش باينله ملامح بيجري في اتجاه معين.
ضيقت عينيها بتعجب، ومشيت بحذر وراه، وقفت ورا الشجرة تراقبه، شافته بيتلفتت حواليه بحذر، لحد ما ظهر قدامه شخص تاني ملثم، إداله حاجة في إيده وبعدين اتحرك هو في اتجاه، والشخص التاني في اتجاه تاني، مشيت وراه ضي، فشافته وقف وشال القناع من على وشه وهو بيعدل خصلات شعره، شهقت ضي ورددت_رئبال!
اتلفت فجأة بخضة على صوتها، بص حواليه بقلق واتحرك ناحيتها وهو بيقول_أميرة ضي القمر!
أنتِ هنا من امتى؟
بصتله بتعجب ورهبة في نفس الوقت وقالت_أنتِ كنت مخبي وشك ليه؟
رفع كفوفه في ود مصطنع، وقرب منها وهو بيقول بحذر_أنتِ شوفتي إيه بالضبط؟
ردت بتلعثم_كنت بتدي...
واحد...
حاجة
اتصدمت لما لقته احتوى كتفها واتحرك بيها وهو بيقول_أميرة ضي القمر
في حاجات كتير أنتِ متعرفيش عنها حاجة 
وأنا عاذر جهلك بالأمور دي
أحيانًا ممكن تشوفي حاجة وتفسريها بطريقة غلط!
نفضت إيده عنها وقالت باصرار_لأ
أنا متأكدة إنك أديته حاجة 
وكمان شوفت الملك وهو بيشاورلك، والاحسن تقول إيه اللي وراك بدل ما أروح افتن عليك للملك رسلان!
ضحك رئبال بشدة لدرجة إنه حس إن أنفاسه هتنقطع، وسط نظراته المتعجبة وفنفس الوقت الغيظ اللي كان ماليها، فقال هو_غبية يا ضي القمر
أنتِ متأكدة إنك هتبقي الملكة المنتظرة بعقليتك دي؟
في الوقت ده حست بحركة غريبة، بعدها دخان كثيف جدًا ونور ظاهر من العدم، وبعدها صوت صراخ بيقول_حـريق
حـريق!
اتلفتت ناحية رئبال اللي اتسعت ابتسامة بشدة وقالت_أنتَ...
رجعت تاني تبص لمكان الحريق، ولكن استغل رئبال انشغالها وفاجئها بإنه زقها بعنف لحد ما اصطدمت بقوة بضهرها على شجرة، اتأوهت بألم ولكن رئبال كمم فمها بإيده وطلع خنجر وجهه لرقبتها، فبصتله بذعر وهي بتهز راسها بـ لأ
ابتسم رئبال باتساع وهو بيقول_خسارة يا ضي القمر، واحدة زيك كان خسارة تموت بالشكل ده
ولكن دي جزاة الفضول برضه
كان لازم تتعلمي متدخليش نفسك في اللي ملكيش فيه
دمعت عيونها بهلع وهي بتبصله برعب ونظرات متوسلة، مكانتش متوقعة إن نهايتها هتكون هنا..
على جنب تاني كان الملك ما زال بيحتفل مع ضيوفه، قرب منه الملك ضرغام وقال بابتسامة سعيدة استغربها الملك_مش متخيل أنا سعيد قد إيه بعودة الملكة زمرد،
أكيد هي كمان هتكون في كامل فرحتها لما تشوف قد إيه المملكة ازدهرت بالشكل ده
ابتسم الملك رسلان ورفع رأسه وهو بيقول بغرور_طبعًا هتكون سعيدة
خاصة لما تعرف قد إيه حاولوا الأعداء يوقعونا ولكن مقدروش، ببساطة لإن مملكة إل دورادو من أقوى الممالك
مش هتيجي شخصيات وضيعة وتقدر تمسها!
مال ناحيته وهو بيقول بصوت شبه هامس_مهما حاولوا مش هيقدروا يوصلوا لثغرة تهدنا
اتحولت ابتسامة الملك ضرغام لتانية مليانة حقد وكره، وقال بنبرة ذات مغزى_طبعًا طبعًا
دي حاجة مفيهاش شك يا ملك رسلان
لحظات انفتح باب الساحة، وجري قائد الحرس وهو باين عليه الهلع_مولاي!
اتعدل الملك رسلان وبصله باستغراب، اتهدلت نظرات قائد الحرس وقال_حريق يا مولاي
مخزن الأسلحة والقنابل اشتعل....

الحلقة العاشرة

_حريـق
حريـق..
صراخ اتملى في القصر الملكي، انتفض بدر بصدمة من غرفة والدته اللي كان رجعلها تاني عشان يتطمن عليها، وخرج بيجري وهو حاسس بالصدمة والذعر، صدع في الوقت ده صوت جرس الانذار في المملكة، انتفض الضيوف على اثرها وخرجوا عشان يشوفوا ايه اللي بيحصل أو يلحقوا ينجوا بحياتهم، أما الملك ضرغام وزوجته والأميرة داريا فضلوا واقفين مكانهم ومتهزوش، اتجهت الملكة آريا ناحيته وهي بتقول_مكنتش متوقعة إن رئبال ينجح!
ابتسملها بزاوية فمه وقال_متستهونيش بقدرات ابنك
ابتسمتله باتساع فكمل هو_ولسة، نهاية رسلان وسلالته هتبقى على إيدي...
كان رئبال مازال موجه خنجره على رقبة ضي القمر اللي كانت بتتنفس بسرعة برعب، شاور رئبال ناحية الحريق وهو مبتسم بشر وقال_شايفة الحريق اللي هناك ده؟
ده ميجيش نقطة في بحر اللي هعمله فيهم، مش هرتاح غير ومملكة إل دورادو بقت ماضي
وفي النهاية تبقى ولاية من ولايات مملكة ازتلان 
ودلوقتي يا ضي القمر هاخد روحك على إيدي، عشان تبقى الضربة بالضعف لبدر لما يلاقي خليلته مقتولة وفي قصره!
رفع إيده اللي شايلة الخنجر وهو ناوي يطعنها، غمضت ضي القمر عينيها في استسلام بعد ما ادركت إن دي نهايتها بالفعل، ولكن لوهلة اتجمدت إيد رئبال في الهواء لما حس بحركة قريبة منهم، وبالفعل كان عدد من الحراس اللي بيجروا ناحية مكان الحريق، حس هو بالارتباك وقتها من إنه يتكشف، فدفع ضي القمر بعنف خلاها وقعت على الأرض وهي بتتأوه بألم وجري بأقصى سرعته بين الأشجار
اتجه الحراس ناحيتها أول ما شافوها، ساعدها واحد منهم إنها تقوم وهو بيقول_سمو الأميرة
أنتِ كويسة؟!
هزت راسها ليه واتعدلت وهي بتحافظ على توازنها، فرجع قال_ياريت ترجعي على القصر، المكان هنا مش أمان خاصة واحنا لسة منعرفش الفاعل
قالها وسابها وجري هو واللي معاه، اتلفتت هي حواليها بخوف وهي بتدور بعينها على رئبال، خافت ليرجع ليها تاني وينهي قتلها بالفعل، فشالت فستانها وجريت بأقصى سرعة وهي بتبكي بعنف، مكانتش متصورة إنها ممكن تتعرض لموقف زي ده
زودت من سرعتها، متلاشية تمامًا الصراخ والدوشة والجلبة اللي حاصلة بسبب الحريق، ومنها اتجهت للسرداب وهي بتكمل جري ومحاولتش حتى تشعل مصباح يساعدها في الانارة بل فضلت تجري في الضلمة، كان كل اللي في بالها إنها لازم تمشي من هنا، هي مش قد كل اللي بيحصل ده، هي شخصية مسالمة مش بتاعة مشاكل ورغم ده كانت هتتعرض للقتل، كل ذنبها إنها خدت دور مش دورها، الناس اللي هنا ميشبهوهاش، المملكة والعالم ده هي مش بتنتمي ليهم، خرجت من السرداب وجريت في الغابة
وقفت عند البحيرة وهي بتتنفس بعنف وبتتلفت حواليها تتأكد إذا كان فيه حد بيتبعها ولا لأ، حطت إيديها على صدرها وخدت نفس طويل عشان تقفز
ولكن للصدمة إيديها اللي على صدرها لمست فراغ
اتوسعت عينيها برعب لما أدركت إن
السلسلة مش في رقبتها!!
_يا نهار اسود!!
قالتها بصدمة وهي بتملس على رقبتها وصدرها بجنون وقالت_السلسلة
لا لا لا
السلسلـة!
قعدت على الأرض بانهيار وهي بتبكي بعنف، السلسلة كانت هي الرابط الوحيد بينها وبين عالمها، من غيرها مش هتقدر ترجع لبيتها!
فضلت تخبط إيديها على الأرض بإنهيار، كل حاجة ضدها، حتى السبيل الوحيد لخلاصها ضاع!!
اتحاملت على نفسها وقامت وقفت، بصت لانعكاسها في الماية، كانت حالتها لا يُرثى لها، عينيها منتفخة ومحمرة، شعرها مشعث وهدومها شبه متقطعة من اغصان الاشجار، مدت إيديها هي بعصبية، وخلعت الوشاح بالتاج على على راسها بعنف وحدفته على الأرض وهي بتصرخ بقهر
لازم ترجع 
لازم تلاقي السلسلة بأي طريقة، هي السبيل الوحيد لعودتها، ووقتها عمرها ما هترجع هنا تاني..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان واقف مشدوه من المشهد اللي قدامه، مخزن عملاق مليان بكل ذخيرة وأسلحة المملكة مشتعل والنار طالعة منه بقوة منعكس ضوئها على عيونه اللي كانت مليانة غضب رهيب كافي يحرق العالم، جز على أسنانه بغيظ وبأعصاب مشدودة ضم قبضة إيده وهو شايف الكل بيتعاون عشان يطفوا النار، اتلفت بنظره للملك رسلان اللي مكانش يقل صدمة عنه، فاتبادلوا النظرات لحد ما اتكلم الملك رسلان وهو حاسس بالقهر على اللي صابهم_أنا متأكد إن الحريق بفعل فاعل، استحالة اشتعال النيران ده يكون طبيعي
بالفعل بدر كان متأكد هو كمان من إن فيه ملعوب، شدد على فكه وقال_استغلوا انشغالنا في الاحتفال وقدروا يحققوا اللي عايزينه
رجع بص الملك رسلان قدامه وهو مشبك كفوفه ورا ضهره وبيتابع اللي بيحصل وسأل بجمود_ضرغام وابنه؟
رد بدر بغضب رهيب_مفيش غيرهم، حتى لو مقدرناش نثبت ده، فصدقني يا مولاي هنتقم بنفس طريقتهم الحقيرة
هضربهم في وقت اطمئنانهم
هستغل شعورهم بالامان
هدور على أكتر وقت سعداء فيه أنغص عليهم حياتهم
كل مدى كانت بتزداد شراسة جملته لدرجة خلت الملك يقلق منه، فقربله وحط إيده على كتفه وقال_انتقم
بس انتقم بذكاء
والأهم...
خليك بخير
غلب على نبرة الملك الحنان الأبوي اللي بدر محسش بيه من زمان، لوهلة نقل نظراته بين كفه اللي على كتفه وبين نظرته الأبوية اللي منعكس عليها النار
شال الملك رسلان إيده بسرعة، ففضل بدر باصصله شوبة وبعدين سابه واتحرك عشان يخطط هيعمل إيه
في أثناء طريق عودته، لاحظ وجود شيء بيومض في الظلام من وسط الأشجار على بُعد، ضيق عيونه بيحاول يميز إيه هو، واتحرك ببطء وحذر وهو حاطت إيده على سيفه المتعلق في خصره تحسبًا لأي حركة غدر، لحد ما وقعت عينه على السلسلة اللي في الأرض واللي كان رمز المملكة بيومض فيها، اتلفت حواليه عشان يشوف اذا كان حد موجود وبعدين انحنى ومسكها بين ايديه، ولوهلة اتسعت عيونه بتعجب
كانت السلسلة بتاعة عقيق واللي كانت ضي القمر لابساها دايمًا، عقد حواجبه باستغراب من سر وجودها هنا وفي موقع قريب من موقع الحريق
ده غير..
اختفائها المفاجئ!
حاول يفتكر آخر مرة شافها، وبالفعل كانت آخر مرة لما كانت بتتلفت حواليها في طرقات القصر، لوهلة حلت معالم الدهشة على وشه
هو كان متأكد إن وراها سر ميعرفوش
ولكن معقولة يكون ليها يد في الحريق اللي حصل؟!
ولو مكانش ليها يد فمختفية ليه لحد دلوقتي!
خرج من وسط الأشجار وبصوت عالي قال_يا حـراس!
ركض العديد من الحراس ناحيته وانحنوا باحترام وهما حاطين إيديهم على صدرهم كتحية عسكرية
قرب منهم بدر وهو بيبص لوشوشهم المنحنية وقال_حد فيكم شاف الأميرة ضي القمر؟
اتقدم واحد من الحرس وأدى تحيته فسمحله بدر يتكلم لما شاورله براسه فقال_كنت واقعة على الأرض وسط الأشجار يا مولاي، ساعدتها وطلبت من جلالتها ترجع للقصر عشان المكان خطر عليها.
اتقدم واحد كمان من الحرس وقال_شوفتها بعد الحريق وهي بتجري في ساحة القصر يا مولاي وكان ظاهر عليها الهلع
وقف بدر مكانه بجمود تام، لوهلة كان حاسس إنها بريئة، كان جواه شعور إنها مش شريرة، متعرفش تعمل مكائد أو تئذي، بالعكس كانت بتتسم بالبلاهة دايمًا!
ولكن من خلال ربطه للاحداث فهي أول المشتبهين بيهم
شبك إيديه الاتنين ورا ضهره، ورفع راسه بشموخ، وقال وهو بيتحرك رايح جاي قصاد الحرس_اسمعوني كويس
الأميرة ضي القمر مشتبه بيها
ابحثوا عنها كويس
عاملوها معاملة المجرمين 
هاتوها من تحت الأرض وخدوها للزنزانة الداخلية
مش عايز أي تهاون معاها
رفع الحراس راسهم يبصوا لبعض بتعجب، ازاي معتبر خليلته وزوجته المستقبلية من المجرمين!
ولكنه كمل كلامه بحسم_وده أمر ملكي واجب التنفيذ
اعتقلوا الأميرة ضي القمر!
أدى الحراس تحيتهم وهما بيقولوا في صوت واحد_أمرك يا سمو الأمير
اتحرك الحراس بالفعل للبحث عنها، أما هو فطلع السلسة اللي كانت في قبضة إيديه، ورفعها قصاد عينه وهو سايبها متدلية، وتمتم_الظاهر إني استهونت بيكي زيادة يا ضي القمر 
شيء متوقع من واحدة بتحمل دم عقيق!
اتحرك ورجع لمكان الحريق، لقاهم قدروا بالفعل يطفوه ولكن لسة مش قادرين يدخلوا لان المخزن كان لسة طالع منه دخان، قرب بدر للملك وقال_هنقدر نلحق نعوض الخسارة؟
هز الملك راسه واتنهد بقلة حيلة، وبعدين قال_هخلي صناع الاسلحة يعملوا كل اللي يقدروا عليه عشان يعوضوا حتى نص الأسلحة والذخيرة اللي اتدمرت
رفع راسه ليه وسأل_قدرت توصل لحاجة؟
رفع بدر السلسلة قدام عيون الملك وابتسم بسخرية وهو بيقول_الظاهر إن فيه جاسوس بينا!
اتوسعت عيون الملك بدهشة، واتنقلت نظراته بين السلسلة وملامح بدر اللي مليانة شماتة، وهتف بعدم تصديق_أنتَ متأكد من اللي بتقوله ده؟!
ضم بدر السلسة لكفه تاني ونزل إيديه، ورفع كتفه وهو بيقول ببساطة_علشان لقيت السلسلة في مكان قريب من الحريق وكمان الحراس شافوها وهي بتجري واختفائها الغريب؟
فـ آه متأكد
بص الملك قدامه بدهشة، كان آخر حاجة ممكن يتوقعها فردد_تفتكر ليها علاقة بمملكة ازتلان؟
مط شفايفه ورد_وليه لأ
مش بعيد تكون منهم أصلا
لوهلة حس الملك بالصدمة، هو الظاهر خلط بين عقيق وبينها، لمجرد الشبه اللي بينهم اداها الأمان وخدها خليلة لابنه وكمان كان هيخليها ملكة!
هو حتى مكانش يعرف عن عقيق حاجة والغريبة إن عمره ما شك فيها
ولكن اختفائها المفاجئ ده خلى عنده اسئلة كتيرة
معقولة ضي القمر جاية تكمل اللي عقيق مقدرتش تعمله!
كان بدر بيراقب كل التخبط اللي باين على ملامح والده ده وهو حاسس بالانتصار، أخيرًا جه الوقت اللي يثبت ليه إنه كان غلط، والأهم هياخد بحق والدته...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رجعت خطواتها تاني وهي بتدور بين الأشجار اللي كان صعب جدًا بالنسبالها بسبب الضلمة في الغابة، ولكنها حاولت على قدر ما تقدر تدور بحذر، لحد ما لقت نفسها بترجع لبوابة سرداب القصر تاني، اتلفتت حواليها بحذر، وقبل ما تدخل اتنفضت بهلع لما سمعت صوت من وراها بيقول_ضي القمر المسكينة
ضي القمر صاحبة الحظ السيء 
بلعت ريقها بعد ما حست لوهلة إن قلبها هيقف من الخضة، لقت قدامها الكاهن سلطان ظهر من العدم فجأة، بصتله باستغراب، فقرب هو منها بشكل ملحوظ وهو بيبص على رقبتها، فاتراجعت لورا وانكمشت على نفسها بقلق، أما هو بِعد فجأة وقال_ضيعتي بوابتك بإيديكي
رفع ضهر إيده على جبهته وقال بنبرة درامية ظاهرة إنها تمثيل_آه يا ضي القمر المسكينة
ضي القمر صاحبة الحظ السيء 
زفرت بضيق عشان يوقف مسرحيته وقالت_بقولك إيه
من غير رغي كتير لو تعرف مكان السلسلة قولي عشان امشي من هنا
وصدقني عمري ما هفكر ارجع تاني
اتحرك حواليها وهو بيقول بسخرية في نبرة حزينة_مسكينة يا ضي القمر
فاكرة إن الأمر بمنتهى السهولة؟
جيتي هنا بإرادتك ولكن خروجك من هنا مش بإرادتك
المكتوب هيحصل يا ضي القمر
كانت حست بالدوار من كتر ما لف حواليها، فجزت على أسنانها وقالت_لو هتقول حاجة مفيدة قولها، مش هتقول سيبني أدور على السلسلة اللي وقعت مني دي!
قالتها وسابته ونوت تدخل للسرداب ولكنها اتجمدت مكانها لما قال_آه ضي القمر اليتيمة صاحبة الحظ السيء 
مكتوبلها الصعاب في كل حياتها
مش كفاية موت والدتها
حتى حبها الحقيقي طريقه مليان بالشوك!
اتلفتت وهي مضيقة عينيها بتعجب، وقربت منها وهي بتقول_أنت تعرف الكلام ده منين
ابتسملها وقال_أنا اعرف عنك كل حاجة يا ضي القمر
كل حاجة
زي ما عارف بالمشاعر اللي بتتسلل جواكي
حب عذري واقف على باب قلبك وهيقتحمه من غير استئذان 
لوهلة اتوترت وحست بالارتباك من كلامه، هي بالفعل ابتدت تحس بمشاعر ناحية بدر ولكن بتنكر ده، فحاولت تتوه على الموضوع وهي بتقول بعصبية_أنتَ...
أنتَ بتقول أي كلام على فكرة
أنا ماشية
قالتها وسابته ومشيت، ولكنها سمعته بيقول من وراها_الماضي حائل بينكوا يا ضي القمر
خلي صبرك طويل
وبعد الصبر جبر
ليكي
ولقلبك...
مردتش على كلامه بل وكملت دخولها للسرداب، رغم إنها عارفة إن كلامه صح ولكن هتفضل تنكر ده، مينفعش أي حاجة تربطها بالعالم ده، حياتها هنا في خطر، هي هترجع لحياتها المسالمة تاني مع جدتها واهل البلد
مش هتفضل هنا
دخلت للقصر ومنها اتجهت للمكان اللي جت منه، لما حست إن الاجواء هديت شوية أدركت إنهم قدروا يسيطروا على الحريق
فكرت إنها تشوف بدر أو الملك وتحكيلهم على اللي حصل ولكن لازم تلاقي السلسلة الأول
خرجت لساحة القصر، ولكن بمجرد ما خطت برجلها هناك اتفاجئت لما الحراس اتجمعوا حواليها في شكل دائرة ورفعوا سيوفهم ليها، حست هي بالرعب وهتفت بارتباك_انتوا...
انتو بتعملوا إيه؟!
نزلوا سيوفكم
أنا الأميرة ضي القمر
ظهر قائد الحرس من وسطهم واتجه ناحيتها بخطوات بطيئة، جريت هي ناحيته وكإنها بتتعلق في قشاية وقالت_قولهم ينزلوا اسلحتهم يا قائد الحرس
قولهم إنهم هيتعاقبوا على اللي بيعملوه ده!
ولكنه كان باصصلها بجمود تمامًا، وقف قدامها وقالت بنبرة مفيهاش أي شفقة_أميرة ضي القمر
مطلوب القبض عليكي بتهمة التآمر مع الأعداء لتدمير المملكة
شهقت بهلع واتوسعت عينيها برعب_إيه اللي بتقوله ده؟!
تآمر إيه واعداء مين!!
وجه نظره للحراس وقال بأمر_خدوها للزنزانة الداخلية لحد ما يتم محاكمتها
مسكها اتنين من الحراس واتحركوا بيها، ولكنها كانت بتصرخ وتحاول تتملص من بين إيديهم_سيـبوني، أنا معملتش حاجة
ابعدوا
زنزانة إيه
يا قائد الحرس 
يا ملك رسلان
يا بــدر!
لقت نفسها في النهاية بتترمي في زنزانة تحت الأرض وبيتقفل عليها بالقضبان، اتحاملت على نفسها وقامت وقفت ومسكت في القضبان الفاصل بينها وبين الحراس وهي بتقول بإنيهار_بالله عليكم
والله ما عملت حاجة
خرجوني من هنا!
ولكنهم سابوها وخرجوا، فضلت تصرخ وتضرب على القضبان بكل قوتها لحد ما حست بالتعب، سندت براسها على الحديد وهي بتتنفس بعنف من التعب، اتأملت المكان من حواليها، كان مظلم إلا من ضوء المصابيح الشمعية البسيطة، مهترئ ومش نضيف، كل حاجة فيه قديمة، قعدت بإنهيار مكانها وسندت بضهرها على القضبان الحديدة، واحتوت وشها بين كفوف إيديها وهي بتبكي بعنف لدرجة إن جسمها كان بيهتز من الانفعال
مكانتش تتخيل إن كل ده يحصلها، بداية من محاولة قتلها وبعدين رميها في السجن، ده غير وسيلة نجاتها الوحيدة اللي ضاعت، هي كانت واخدة الموضوع مجرد لعبة مش أكتر
مكانتش عاملة حسابها على كل ده
سمعت صوت خطوات بتقرب منها لحد ما وقفت وراها، شالت إيديها ورفعت عيونها الوارمة واللي ما زالت مليانة بالدموع واتنفضت بسرعة لما لقته بدر اللي كان واقف باصصلها بجمود، مسكت في الحديد اللي فاصل بينهم وقربت وهي بتقول بتوسل_بدر
بدر الحقني بالله عليك
أنا معملتش حاجة والله
رئبال هو اللي عمل كده، شوفت الملك ضرغام وهو بيشاورله كإنهم متفقين، وبعدين شوفته وهو حاطت حاجة مخبية وشه وادى لواحد حاجة وبعدها ظهرت النار
خرجني يا بدر بالله عليك والله ده اللي حصل
ولكنه كان باصصلها بجمود تام كإنه مستنيها تخلص، سكتت وهي بصاله بدهشة من رد فعله، فابتسم بزاوية فمه وقال_آخيرًا وقعتي يا ضي القمر
قولتلك مش هسيبك
هنتقم من عقيق اللي دمها بيجري في عروقك
هنهيكي وهنهي أي حاجة ليها علاقة بيها
اتراجعت لورا بصدمة من كلامه، اكتشفت إن هو اللي ورا ده كله، فقرب هو من القبضان وقال بشر_أوعدك هتخرجي من هنا
بس على حكم اعدامك...

يتبع 

                    الفصل الحادي عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات