رواية عقيق إل دورادو الفصل الحادي والعشرون21 والثاني والعشرون22 بقلم منه ممدوح البنا


 رواية عقيق إل دورادو الفصل الحادي والعشرون21 والثاني والعشرون22 بقلم منه ممدوح البنا

ضحك الملك رسلان بسخرية بعد ما اتبدلت معالم وشه وقال باستهزاء_ما اندهشتش، مش بعيد قريب هلاقيهم نقلوا شعب ازتلان لإل دورادو!
اتحركت بضع خطوات ناحيته واتكلمت بثقة_طب مش تعرف أنا جاية ليه الأول قبل ما تحكم عليا؟
طلع الملك رسلان وقعد على عرشه وقال_تحبي اجهزلك جناح جمب بنتك؟
ما هو مش هينفع تسيبيها لوحدها برضه!
تغاضت عن سخريته منها واتكلمت بجدية_ملك رسلان 
أنا بطلب منك الأمان
ليا، ولأولادي..
عقد حواجبه بتعجب وهو مش فاهم مقصد كلامها، فرفعت هي راسها بشموخ وقالت_أنا اتجرأت وجيتلك هنا بنفسي، وهخون زوجي وشعبي ومملكتي
في مقابل إنك تديني الأمان أنا وأولادي وميمسهمش سوء
مقدرش يداري الدهشة اللي ظهرت على وشه، فقال_تقصدي إيه بكلامك ده يا ملكة آريا؟!
ببرود قالت_اعذرني يا جلالة الملك، مش هتكلم غير لما تنفذ طلبي
سكت شوية بيتمعن في ملامح وشها اللي كان باين عليها الجدية ومبتهزرش بتاتًا، وفي النهاية قال بأنف مرفوع يليق بمكانته_ملكة داريا
أنا بمنحك الأمان ليكي ولأولادك
وده وعد من ملك مملكة إل دورادو العظمى
ابتسمت الملكة آريا بانتصار، هي عارفة ومدركة كويس إن وعد الملك رسلان مبيتراجعش عنه حتى لو حصل إيه، هي كده ضمنته في صفها، فاتكلمت_جلالة الملك، يسعدني إنك وافقت على حمايتي
ودلوقتي هديك مقابل ده..
سكت الملك رسلان ومتكلمش بل فضل باصصلها بتردد، لحد ما قالت_ملك رسلان 
الجاسوس اللي بينكم هي الملكة زمرد، اتفقت مع الملك ضرغام على إنهاء حكمك في مقابل إن المملكة تبقى تحت حكم الملكة زمرد، وتحت سيطرة مملكة ازتلان..
_إيــه؟!
هتف بيها الملك رسلان بعد ما انتفض من مكانه زي اللي لدغته افعى، متهزتش الملكة آريا بل فضلت مكانها بصاله بقوة، نزل الملك رسلان واتقدم ناحيتها لحد ما وقف قدامها فكملت هي_كان من ضمن اتفاقهم إنهم يخلوا الشعب يثور عليك فيعزلوك وبالتالي بعدها هتقدر تنهيك وتاخد الحكم منك، وكمان سحرت سمو الأمير عشان يبقى في صفنا..
رغم إن الملك رسلان كان شاكك في الملكة زمرد من البداية ولكن حس إن فيه لعبة في الموضوع، فتمالك نفسه وشبك أيديه الاتنين ورا ضهره ورفع راسه وهو بيقول_وإيه يثبتلي إن ده مش ملعوب من الملك ضرغام يا جلالة الملكة
اعذريني ولكن ثقتي في أي حد من شعب مملكة ازتلان معدومة لإن مفيش أكتر من ألاعيبكم..
ابتسمت الملكة آريا وبعدين قالت_صدقني، أنا كنت فرد من الخطة دي، لحد ما عرفت إن الملك ضرغام هيتخلص مني بعد ما يعرف يمسك مملكة إل دورادو عشان يقدر يكون مع الملكة زمرد اللي بتكون عشيقته القديمة..
اتسعت عيون الملك رسلان بصدمة وحس إنه على وشك فقدان توازنه، وقال بغلاظة_أنتِ مدركة خطورة اللي بتقوليه ده يا جلالة الملكة؟!
ردت بثقة_عارفة كويس، ولو مكنتش عارفة مكنتش طلبت منك الأمان عشان أقدر اتكلم وأنا مطمئنة
أدرك الملك رسلان إن من تعابير وشها بتتكلم بجدية، فحافظ على هدوئه وقال_احكي اللي تعرفيه
اتكلمت الملكة آريا_بعد زواجي من الملك ضرغام، اكتشفت علاقته بواحدة من مملكة أغارثا، استمرت علاقتهم وأنا صامتة لإني كنت حامل في رئبال.
رجعت بالذاكرة لأعوام ورا، لما قررت تعمل مفاجأة للملك ضرغام بإنها حامل بطفلهم الأول
عرفت بإنه في القصر الجنوبي، خدت عربيتها العتيقة وحاشيتها واتجهوا لهناك، 
نزلت من العربية واتجهت لجوا، الحراس بالطبع كانوا عارفين هي مين فمقدروش يقطعوا طريقها لإن مكانش فيه أوامر من الملك بكده
دخلت لجوا بعيون لامعة وهي حاطة إيديها على بطنها بتربت عليها بحنان، وصلت للمكان بحماس سرعان ما انطفى لما شافت الملك ضرغام وهو قاعد على الأريكة وضامم واحدة غريبة ليه
اللي بعدين اكتشفت إنها زمرد..
غصب عنها خانتها قطرة من الدموع مسحتها بسرعة وكملت_ عدت أيام كتيرة وأنا براقبهم في صمت، عارفة كل اللي بيدور وساكتة تمامًا عشان ابني اللي بيكبر في احشائي
لحد ما بعدين عرفت بإنهم اتفقوا يربطوها بيك من خلال مقابلات في حفلات بتجمعكم عشان يقدر يتحكم في مملكة إل دورادو من خلالها، ولما ظهرت عقيق عرفوا إن كل خططهم هتفشل، ولكن في النهاية قدروا يخلوها تمشي بلا رجعة، وتم جوازك من زمرد، كان اتفاقهم إنهم هيشربوك سحر تدخل في غيبوبة على أثره ولكن مكانوش يعرفوا إنك محصن نفسك، وشربت زمرد هي السحر اللي انعكس ضدها، وقتها افتكرت إني خلصت منها، لحد ما فاقت...
سكتت شوية وبعدين كملت_قررت زمرد تبقى العين اللي لينا في مملكة إل دورادو ولكن مكنتش أعرف إنهم هيرجعوا علاقتهم ببعض، وبعد ما يقدروا يسقطوا حكمك وزمرد اللي تمسك المملكة، هيتخلصوا مني عشان يبقوا مع بعض
وقتها ملقتش حل غير إني آجي هنا، وأحط إيدي في إيدك عشان ننهي زمرد ومعاها الملك ضرغام...
كانت الحقايق اللي بتتضرب قصاد الملك رسلان عنيفة، مكانش متخيل إن هو وعقيق وقعوا ضحايا لعبة منهم!
فضل أعوام بيتعذب بسبب غياب عقيق، بيسأل نفسه أسئلة مش لاقيلها إجابة
وكل ده بسببهم، اهتزت نبرته وهو بيقول_عملوا إيه لعقيق؟
رفعت الملكة داريا اكتافها وقالت بجهل_معرفش، زمرد وضرغام هما اللي يعرفوا إيه اللي دار بين زمرد وعقيق
نكس الملك رسلان راسه شوية، وبعدين رفع عيونه وقال_أنتِ عارفة إن بعد كلامك ده مش هتردد أنهي حياة الملك ضرغام، وأكيد عارفة إني هقدر أعمل كده!
هزت راسها مع ابتسامة بسيطة_عارفة
وأنا اللي بطلب منك ده بنفسي
انهي  ضرغام يا جلالة الملك
رفع راسه بشموخ وبتهديد قال_صدقيني يا آريا، لو اكتشفت إن ده ملعوب بينكم مش هتردد أنهي سلالتك كلها بدم بارد
فردت بكبرياء_الأيام هتثبتلك يا جلالة الملك..
فضل باصصلها شوية، وبعدين هتف من غير ما يحيد بنظره عنها_يا حـراس!
اتفتح الباب بسرعة ودخل عدد من الحراس، نقل الملك أنظاره بينهم ولكن اتعجب لما ملقاش قائد الحرس وسطهم، في النهاية قال_اقبضوا على الملكة زمرد في صمت تام وحطوها في الزنزانة الداخلية..
بص الحراس لبعض بتعجب من طلب الملك الغريب، ولكن انتفضوا لما هتف بحدة_نفذوا الأوامر!
خرج الحراس بسرعة عشان ينفذوا كلام الملك، فاتنقل بنظره للملكة آريا اللي كانت مبتسمة بثقة، رفعت أنفها بشموخ وهي بتقول لنفسها إن زوجها هو اللي خدها عدوة ليه بعد ما فضل الساحرة عنها....

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دخل قائد الحرس للمطبخ ونقل أنظاره بين الموجودين هناك، فشاف بنت من الموجودين بتجهز مشروب بأعشاب معينة كان عارف كويس إن ده مشروب الأمير بدر اللي اعتاد عليه قبل نومه
اتحرك ناحيتها وسند بإيده على المطبخ متصنع إنه بيتفرج عليها وقال_ممكن تجهزيلي مشروب توت
بصتله البنت بتشتت وقالت_حاضر، ولكن هاخد مشروب الأمير بدر ليه الأول
مسك إيديها وقال بإصرار_لا معلش جهزيلي المشروب لإن الأمير مستنيني ضروري، وممكن آخد مشروبه معايا لو حبيتي
لاحظ نظراتها المتخبطة وهي بتنقل نظرها بين كاس الأمير بدر وبين قائد الحرس، لحد ما اتنهدت باستسلام وراحت تطلع كاس عشان تعمله فيه عصيره، استغل قائد الحرس انشغالها وانشغال الموجودين وطلع من جيبه الزجاجة الصغيرة اللي ضي القمر إديتهاله وفضاها كلها في قلب الكاس اللي بيحتوي على مشروب الأمير بدر، ولما انتهى اتعدل وهو بيقول_بقولك
مش لازم المشروب بقى هقضيها نواشف
نهى جملته وخرج من المطبخ تحت أنظار البنت اللي كانت شايلة طبق التوت وبصاله بتعجب، ولكن في النهاية رفعت أكتافها بقلة حيلة وبعدين اتجهت للصينية اللي عليها كاس عصير بدر وخدتها وخرجت لبرا.
كان بدر ما زال واقف بيتكلم مع داريا، اتجهت العاملة ناحيته بالصينية وانحنت وهي بتقول_مشروبك يا سمو الأمير
بالفعل أخده منها وابتدى يشرب من الكاس، وعلى بُعد كان قائد الحرس بيتابع اللي بيدور عشان يتطمن إن الخطة ماشية بشكل سليم
لوهلة حس بدر بعدم الاتزان، فاترنج وهو واقف، قربت منه داريا وسندته وهي بتقول بقلق_بدر أنتَ كويس؟
رفع عيونه ليها، كانت الرؤية مشوشة قدامه لحد ما ابتدت توضح بالتدريج، فضل باصصلها شوية بنظرات غريبة، حاسس إن جواه مشاعر متناقضة، مزيج بين الحب والكره متوجه لداريا، اعجاب وبغض، ارتياح وحقد
الشعور وعكسه جواه، حس إنه غير متزن، وكانت شايفة داريا الحيرة اللي ظاهرة عليه، فسألت بقلق_بدر
أنتَ سامعني؟
قالتها وهي بتلوح بكفها قدام عينيه، فهز راسه ونطق_ها؟
قربت منه أكتر وقالت_مالك يا بدر
حساك مش بخير
التشوش اللي كان جواه غريب، ففسر ده إنه تعبان من مجهود النهاردة، فبعدها عنه بنفور غريب اتملكه وقال_أنا كويس
كويس متقلقيش
محتاج ارتاح شوية بس
كانت هتتكلم ولكنه قاطعها لما قال_تصبحي على خير
حط الكاس اللي كان في إيده على طرف النافورة، وبعدين اتحرك عشان يرجع لجناحه، من حين للتاني كان بيترنج بعنف فيلحق توازنه بإنه يسند على الحيطة لحد ما الدوار اللي حاسس بيه يروح، فضل على الوضع ده لحد ما وصل لمكان جناحه فتحوله الحراس الباب فدخل لجوا بصعوبة شديدة وقفل الباب وراه وسند بضهره عليه وهو بينهج بعنف، كان باين عليه الارتباك والضعف الشديد، بيتنفس بعنف ووتيرته سريعة، متعرق بشدة لدرجة إن شعره كان لازق على جبينه، رفع خصلاته وابتدى يقلع ملابسه العلوية من احساسه بالاختناق وهو بيدلك رقبته بعنف، ولكنه اتجمد تمامًا مكانه واتسعت عيونه بدهشة لما شاف ضي القمر واقفة قدامه
كان جواه احساسين مختلفين، كره وحب شديد، حاسس إن قلبه بينتفض بعنف، بيطالب بيها، وفنفس الوقت بيروح شعوره ده ويرجع مكانه البغض
بنبرة متحشرجة وأنفاس متقطعة قال_أنتِ...
بتعملي إيه هنا؟!..
كان بيحاول يتمالك نفسه وهو بيتكلم، فرفع إيده وشاور للباب وهو بيقول_اطلعي...
برا!
آآآه....
زمجر بعنف وهو حاسس بصداع شديد بيلفح دماغه، فرفع إيده الاتنين وضغط على راسه وهو بيتألم، كانت واقفة بتتابع اللي بيحصله وهي مدركة إن ده كله بسبب الوصفة اللي صنعها سلطان ليه عشان تضعف من تأثير السحر فيقدروا يكسروه بسهولة..
كانت بتقاوم إنها تروح ناحيته تضمه وتمتص ألمه، ففضلت تتابعه بعيونه متعذبة، ولكن في النهاية همست_بـدر...
ثبتت حركته  ثبت عيونه اللي كانت بتلمع بعذاب عليها، ابتسمت بحزن وقالت_عارف يا بدر
من اليوم اللي وقعت عيني عليك فيه حسيت إني أعرفك بقالي كتير، وفعلًا طلعت عارفاك، علشان بقالك سنتين كاملين مبتفارقش أحلامي وبتناديني
الصوت الدافي اللي بينادي باسمي، وهيئتك الغامضة اللي كنت بتمنى أعرف إيه اللي وراها..
ما أدركتش إني وقعت في حبك غير متأخر..
فضل باصصلها بأنفاس لاهثة، فمالت هي براسها للجنب وكملت_يوم ما اعترفتلي بحبك قد إيه كان شكلك لطيف يا بدر، ارتباكك، وسؤالك عن إذا كان احساسك تجاهي ده حب ولا لأ
عن جهلك بإيه هو الحب أساسًا
عيونه اللامعة والابتسامة اللي كانت على شفايفك
كل دي كانت علامات بتقولي إنك بتحبني فعلًا
إني أول حب يدق باب قلبك
حب نقي مش بيشوبه أي شيء!
ضغط بدر على عيونه وهو بيجز على أسنانه بعنف وبيضغط بإيديه على دماغه كإنه بيقاوم حاجة، ولكنه اتجمد لما قالت_يا ترى كان احساسك إيه لما عرفت إنك هتخسرني يا بدر؟
وإن السم اللي دخل جسمي قوي ممكن مقدرش أقوم من تأثيره؟
مردش عليها بل كان بيرتجف بعنف، فكملت هي_طب إيه احساسك لو إني ممكن اموت دلوقتي؟
راقبها بتمعن وهو بيحاول يستشف مغزى كلامها، فقربت هي منه بخطوات بطيئة، وبدوره كان بيتراجع هو لورا لحد ما خبط في الباب بضهره وباصصلها بقلق وخوف غريب، وقفت هي قدامه، ونقلت عيونها على ملامح وشه اللي ظاهر عليها التعب والارهاق، رفعت إيديها وثبتتها على خده وهي بتقول بنبرة أقرب للهمس_أنا أدركت مؤخرًا إن حبي ليك وصل لإني ممكن أضحي بروحي علشانك يا بدر
زي ما عملت دلوقتي..
لوهلة حس بشلل في جميع أنحاء جسمه، فارتعشت شفايفه وقال_تـ... تقصدي إيه؟!
حس بيها بتحط حاجة في إيده، رفعها قصاد عينيه فلقاها زجاجة تشبه زجاجات السم واللي كانت فاضية تمامًا، رفع عيونه ليها وهو بيتوسلها إن اللي في باله مش صحيح، فابتسمت هي وقالت_مش كنت عايز تقتلني؟
من حبي فيك قررتي أنهي نفسي بنفسي، عشان بس متبقاش عايش بذنبي يا بدر
عشان تعرف إني 
بحبك....
كانت ابتدى تأثير اللي شربته يتملك منها، حست بغمامة سودا بتشوش الرؤية، وفلحظات وقعت بين إيديه فاقدة الوعي، التقطها هو قبل ما تلمس الأرض، وفضل باصص ليها بصمت بيتأمل ملامحها بس، كان وشها شاحب بشدة، وكإنها فعلًا فارقت الحياة، لوهلة ارتجف جسده وحس بألم وصداع شديد بيضرب دماغه، ذكريات متقطعة بتتسلل ليه، وقت ما شافها واقعة على الأرض، هلعه وخوفه عليها، لما غفي جنبها وكان بيقوم يتطمن عليها، اعترافه بحبه ليها وآخرها لما حضنته بقوة
انتفض جسده بعنف فوقعت منه وارتطمت بالأرض، أما هو فوقف مكانه يتشنج وهو باصصلها وبيصرخ بألم، وجع رهيب بينهش جسمه، كإن فيه حاجة بتتسحب منه بصعوبة، وقع على الأرض وهز بيتلوى زي اللي بيتعذب، أعصابه مشدودة، وشه شديد الاحمرار، جسده بينتفض وعروقه نافرة، لحد ما ابتدى يحس بوهن وضعف بيتملك منه، وقل انتفاضة جسده لحد ما سكن تمامًا وغاب عن الوعي هو كمان....

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

_ماما!!
أنتِ بتعملي إيه هنا؟!
هتفت بيها داريا بتعجب لما شافت والدتها خارجة من قاعة عرش الملك رسلان، قربت منها الملكة آريا واحتوت كتفها وهي بتقول_داريا حبيبتي، عايزاكي تكوني واثقة إن عملت ده بس عشان احميكي أنتِ ورئبال 
عقدت داريا حواجبها بتعجب وقالت_عملتي إيه؟
سكتت الملكة آريا ومردتش، فجزت داريا على أسنانها وهي بتقول بحذر_بقولك عملتي إيه يا ماما؟
ها؟
عملتي إيه؟!
نقلت نظرها بين باب قاعة عرش الملك وبين والدتها وهي بتبصلها بشك، خاصة صمتها الغريب ونظراتها اللي كانت بتتأسفلها بيها، فاتوسعت عيون داريا بصدمة وهتفت_ماما متقوليش إنك خونتي الملك!
ولكن لما مردتش صرخت بعنف وهي بتنفض إيديها عنها_خونتيه؟!
خونتي الملك ضرغام يا ماما؟!
خونتي بابا؟!!
ازاي عملتي كده؟!
طب وأنا، ورئبال ؟!
حاولت تقرب منها الملكة آريا وهي بتقول_صدقيني يا داريا عملت كده عشانكم
ولكن داريا دفعتها بعنف وهي بتصرخ_أنتِ بتقولي إيــه!
أنتِ خونتي المملكة، خونتي زوجك
إزاي قدرتي تعملي كده
ليــه؟!
نهت كلامها وهي بتبكي بإنهيار، مكانتش متخيلة إن أول واحدة تخون الملك هي!
فبكت الملكة آريا هي كمان وقالت بإنهيار_كان هيقتلني عشانها
كان هيقتلني عشان يفضل مع زمرد، ووقتها زمرد مكانتش هتردد تقتلك أنتِ وأخوكي عشان الطريق يبقى فاضي قدامها!
اتجمدت داريا تمامًا من قسوة كلام والدتها، فهزت راسها من بين دموعها رافضة اللي بيتقالها، ولكن قربت منها الملكة آريا وهي بتقول_صدقيني، زمرد تبقى عشيقة أبوكي القديمة، مكنتش هعمل كدة اقسملك
مكنتش هعمل كده غير لما سمعته لنفسي وهو بيوعدها إنه يخلص مني عشان يكون معاها
فضلت داريا تهز راسها بعنف بالرفض، فقربت منها واحتوت الملكة آريا وشها بين إيديها وقالت_صدقيني يا داريا، الملك ضرغام قبل يضحي بيا عشانها
ومش بعيد هيضحي بيكوا بعدي..
_اسكتــي!
صرخت بيها داريا وهي بتدفعها بعنف في حين كملت تقاطع اللي هتقوله_اسكتـي
اسكتي متقوليش حاجة!
نهت كلامها وهي بتتلفت تجري لبرا وهي بتبكي بعنف، حست نفسها على وشك الجنون، مكانتش تتخيل إن ده كله يحصل، مش قادرة تصدق كلام والدتها خاصة وإنها مشافتش أي حاجة تثبت ده
وبدون تردد ركبت عربتها وقادت حصانها بنفسها بأقصى سرعة للمملكة عشان تحذر الملك ضرغام...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اتململ في فراشه وهو بيتأوه بتعب، حاسس بصداع عنيف بيلفح دماغه، رفع إيده يدلك جبهته، سرعان ما استوعب اللي حصل وانتفض بفزع وهو بيهتف_ضـي القمـر!
عقد حواجبه بتعجب لما شاف الملك رسلان وسلطان وقائد الحرس واقفين قدامه بيراقبوه بتمعن، ولكنه التفت على بلهفة على صوتها الدافي وهي بتهمس برقة_بـدر..
اتسعت عيونه وهو شايفها قاعدة جمبه على فراشه وبصاله بحنان وهي مبتسمة، فبدون تردد جذبها بعنف وضمها ليه بقوة تحت أنظار الموجودين وهو دافن راسه بين تجويف عنقها، أما هي اتملكها الخجل وحاولت تبعده عنها بإحراج وعينيها مثبتة على الموجودين وهي بتقول_بـدر
أنا كويسة متقلقش
بعد عنها واحتوى وشها بين إيديه وهو بيتفحصها بلهفة بيتأكد إنها سليمة في حين بيقول بجنون_السم
كنتي واقعة..
رفعت إيديها وبسطتها على شفايفه تقاطعه وهي بتقول_دي كانت خطة 
عقد حواجبه بدهشة وهو بيردد_خطة؟!
اتكلم قائد الحرس في الوقت ده وقال_كانت خطة بيني أنا والأميرة ضي القمر وسلطان عشان نقدر نكسر السحر اللي الملكة زمرد عملتهولك
اتسعت عينيه بدهشة مش مستوعب اللي بيتقاله، فقرب منه الملك رسلان وربت على كتفه وهو بيقول_سعيد إنك رجعت لوعيك يا بطل
لحظات كمان ومكنتش هتردد ارميك في الزنزانة بنفسي!
ضحك كل الموجودين على فكاهة الملك، أما سلطان فقرب بسرعة وطلع على فراش بدر بركبه ومال ناحيته لدرجة إن بدر اتراجع ورا بارتباك أما سلطان فكان بيفحصه بتمعن، سرعان ما بعد عنه وهو بيقول_مـدهش!
أنا مش مصدق
متوقعتش إن الأمر ينجح!
هز بدر راسه وهو بيقول بارتباك_لحظة 
أنا مش فاهم حاجة
و..
مش فاكر حاجة كمان!
مدت ضي القمر إيديها وثبتتها على كف إيده، فاتلفت يبصلها وهو حاسس بضياع، ضمت شفايفها بأسف وهي بتقول_الملكة زمرد سحرتك بطاعتها عشان تساعدها في اللي هتعمله
كمل الملك رسلان_اتفقت مع الملك ضرغام وساعدت في إنهيار المملكة علشان الشعب يثور عليا فيعزلوني وبالتالي هتاخد هي الحكم والمملكة تكون تحت سيطرة مملكة ازتلان 
وبما إنك تحت تأثير السحر فكنت ثائر عليا بسببها
فاتدخل سلطان بسخرية_ودعونا لا ننسى إنك حبستني في سجن الملك المذهب وحاولت قتل ضي القمر
اتسعت عيون بدر بصدمة من قسوة اللي بيتقاله، فنقل نظره لضي القمر اللي شددت من احتوائها لكفه وهي بترميه بنظرات داعمة
مكانش مصدق إن كل ده حصل، حاجة أكبر من استيعابه تمامًا، آخر حاجة فاكرها إنه اكتشف إنها اللي اتسبب في تسميم ضي القمر
شرد قدامه في الفراغ واتبدلت نظراته للغموض وقال_هي فين دلوقتي؟
رد الملك رسلان_هربت بعد ما عرفت إن الملكة آريا اعترفت عليها
عقد حواجبه بتعجب، فبصت ضي القمر في الوقت ده للملك رسلان بتتوسله إنها متقولوش على علاقة الملكة زمرد بالملك ضرغام، فهم الملك رسلان على طول نظراتها، فاتنهد بقلة حيلة وفضّل الصمت على الأقل حاليًا عشان ما يخسرش ابنه بعد ما صدق إنه رجعله من تاني
اتكلم قائد الحرس في الوقت ده_لولا الاميرة ضي القمر مكناش قدرنا ننقذك او نكشف الملكة زمرد
هي الوحيدة اللي قدرت تعرف إنك مش في حالتك الطبيعية
وكمان قدرت تعرفنا العامل المضاد لتأثير السحر
وجه نظره ليها بضياع، فابتسمتله بتشجيع وهي بترمقه بحنان، هي مدركة إنه ما زال في حالة تشتت، حتى ممكن ميصدقش كل اللي اتقال، بالنسباله صورة والدته اللي كانت في ذاكرته لسنوات اتمحت في لحظات، مكانش يتخيل إنها هتستغله بالشكل ده و
تسحره!
معقولة هان عليها؟!
وجه أنظاره ليهم وقال بجمود_محتاج افضل لوحدي شوية
نقلوا انظارهم لبعض، أما هو فقام ومشي بخطى بطيئة وخرج لشرفة جناحه، فبالفعل خرجوا جميعهم ما عدا ضي القمر اللي فضلت قاعدة مكانها تتابعه بعيونها وهي حاسة بالحزن على حاله، كان ثابت تمامًا، بيستقبل نسيم الهوا البارد من غير تأثر، حست هي بالقلق على حالته دي، فاتجهت ناحيته بهدوء وقربت منه وضمته من ضهره، شعر هو بقلبه بينتفض مكانه من قربها منه، ولكنه فضل ثابت وقال بجمود_كنتي قررتي تمشي!
سندت راسها على ضهره وقالت_رجعت عشانك
عشان انقذك..
اتلفت ليها في الوقت ده، مد إيده مسك دقنها ورفع وشها ليه، اتأمل في ملامحه بحب جارف رغم مقاومته لمشاعره، ولكنه قال بنفس الجمود_مخوفتيش لأذيكي
إن مكونتش بالفعل اذيتك؟!
ابتسمت ليه وبعيون لامعة قالت_مش مهم حياتي
المهم إنك تكون بخير
رغمًا عنه لانت ملامحه قصاد كلامها، فابتسم ليها وضمها ليه وهو ساند دقنه على شعرها، أما هي فاتشبثت فيه وهي بتنعم بقربه اللي اتحرمت منه، في النهاية رجع بدر ليها، بعد قسوة كبيرة طالتها منه
وأخيرًا جه الوقت اللي هتنال فيه حبه....

الحلقة الثانية والعشرون

نزلت من على حصانها ودخلت وهي شايلة فستانها وبتجري لجوا القصر الملكي، مكانتش متخيلة إن الوضع هيوصل للشكل ده، كانت متطمنة إن خطتها ماشية زي ما هي عايزة، وقفت قصاد جناح الملك ضرغام وخاطبت الحراس قائلة_محتاجة أقابل الملك ضروري!
دخل واحد من الحرس وبعد دقايق قليلة خرج وهو بيسمحلها بالعبور، فدخلت بسرعة 
كان الملك ضرغام واقف في استقبالها وعلى وشه ابتسامة موحية، ولكنها اتكلمت بملامح متجهمة_تقدر تقولي آريا فين يا جلالة الملك؟
عقد حواجبه بتعجب من مغزى سؤالها، فكملت قبل ما تديله فرصة للكلام_أقولك أنا
آريا عند رسلان دلوقتي
ملكة مملكة ازتلان خانتك يا جلالة الملك
قرب منها ضرغام وهو حاسس بالجنون من كلامها فهتف_إيه الكلام اللي بتقوليه ده يا زمرد؟!
ضربته بقبضتها في صدره وهي بتهتف برعب_بقولك خانتك
خانتنا
راحت قالت لرسلان على كل حاجة، أنا مطلوب القبض عليا يا ضرغام، رسلان مش هيرحمني ومش هيتردد يعدمني
شوفت الوضع اللي زوجتك حطتني فيه؟!
لقت نفسها دموعها بتنزل برعب، خايفة من انتشار اللي حصل في المملكة فالشعب وقتها مش هيتردد ينهيها قبل الملك باعتبارها خيانة عظمى وخاصة إن شعب إل دورادو بيكره مملكة ازتلان بشدة، كان الملك ضرغام مش مستوعب اللي بيحصل، عمر ما آريا فكرت تخونه طول فترة زواجهم بالعكس كانت بتتغاضى عن حاجات كتير
إلا إذا...
اتوسعت عينيه بدهشة وقال_معقولة سمعت اللي دار بينا؟!
اتعصبت زمرد أكتر، فدفعته كذه مرة وهي بتصرخ_بقولك اكتشفوا خيانتي، هيقطعوا رقبتي قدام الكل
أنتَ بتقول إيه دلوقتي؟!
أنا اتحطيت في الوضع ده بسببك وبسبب زوجتك!
جذبها الملك ضرغام وضمها ليه وسط اعتراضاتها وصراخها بعصبية لحد ما قدر يسيطر عليها وهو بيحاول يطمنها، اتفتحت غرفة الجناح في الوقت ده بقوة ودخلت داريا اللي كانت وصلت علشان تحذره من اللي حصل فاتجمدت تمامًا وهي بتنقل نظرها على المشهد اللي قدامها بعيون متسعة بقوة، فانتفضت زمرد والملك ضرغام بصدمة، وقف متجمد تمامًا مش عارف يبرر بإيه تصرفه ده، فاتكلم بتلعثم_داريا آآآ.....
نطقت بذهول_كان عندها حق!
ضم شفايفه بعجز، هو مكانش عايز إنه يتحط في موقف زي ده قدام بنته الوحيدة، فنكس راسه من غير ما يرد، أما هي فقالت_كان عندها حق في كل كلمة قالتها،
كنت هتخلص عليها عشانها!
هز الملك ضرغام راسه وقرب منها عشان يتكلم معاها ولكنها هزت راسها بصدمة وبعيون مليانة دموع خرجت من الجناح وهي بتبكي بعنف، هي اتهمت والدتها بالخيانة ولكن طلع عندها حق في النهاية، اللي شافته قدامها كان اكبر دليل قدامها ورغم ده قست عليها وسابتها ومشيت عشان تنقذ والدها!
 خرجت لساحة القصر تتمالك نفسها، سرعان ما مسحت دموعها بعنف بطرف أكمامها واتحولت ملامحها الحزينة للغضب والكره 
_داريا...
اتلفتت على صوت رئبال اللي اتعجب من حالتها دي، فقربت هي منه بسرعة وقالت من بين اسنانها_لازم نخلص على زمرد....

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيت من النوم وهي بتتمطع بإرهاق، سرعان ما اتعدلت وهي بتبص بتعجب للي قاعد قدامها بيراقبها في صمت، كانت ملامحه غريبة، صامت تمامًا، قاعد على كرسي وثير جنب فراشها وبيراقبها فقط من غير تعابير، فقالت بصوت متحشرج من النوم_بدر!
أنتَ هنا من امتى؟!
ومصحتنيش ليه؟!
سكت شوية من غير ما يرد، وبعدين اتكلم بجمود_كنت بفضل قاعد براقبها وهي نايمة على أمل إنها تفتح عيونها في يوم، سنين عدت فيها طفولتي ومراهقتي وشبابي وأنا كل يوم قاعد بس بستناها!
اتبدلت ملامحها للحزن وحست بإنقباض صدرها على حاله، كمل كلامه_كنت بقول تصحى بس وكل مشاكلي هتتحل، هعوض كل الأيام اللي مرت عليا من غيرها
بس متخيلتش إن بمجرد ما تصحى أول واحد هيدوق أذاها هو الشخص اللي فضل أعوام بيتوسلها تقوم
رفع عيونه ليها اللي كانت مليانة عذاب وحزن شديد_تفتكري كنت استاهل منها كل ده؟!
رفعت غطاء فراشها، واتوجهت ناحيته وقعدت على مسند الكرسي، وضمت راسه لصدرها، معترضش بل بالعكس سكن تمامًا، مسدت هي على خصلاته الطويلة وهي بتقول_محدش يستاهل كل ده منها، لا الملك رسلان، ولا أنتَ خاصة
مش ذنبك إنها فشلت تكون أم صالحة وفضّلت مصالحها الشخصية عليك
بدر أي حد يتمنى بس إنك تكون موجود في حياته
عمر المشكلة ما كانت فيك!
غمضت عيونه بألم وهي بيستمع لكلامها من غير ما يعقب عليه، ولكنه قال في النهاية_عيشت عمري كله بكن حقد تجاه عقيق عشان صورة خاطئة اترسخت في دماغي
كنت بحاول قتلك مرة
وكنت هتسبب في اعدامك مرة
كنت هأذي الإنسانة الوحيدة اللي حبتني بجد!
احتوت وشه بين إيديها وأجبرته إنه يبصلها، واتكلمت بابتسامة دافية_ممكن ننسى اللي فات يا بدر، أنا هنا جمبك
مفيش حاجز بينا تاني خلاص!
مفيش داعي إنك تفضل تلوم نفسك
أنا مدركة كويس إن كل ده كان غصب عنك ومش زعلانة منك ولا بلومك أبدًا
ولو اتعاد الزمن مش هتردد أحبك برضه
رغمًا عنه ابتسملها ولانت ملامحه، يمكن أكتر حاجة بتهون عليه إنها جنبه، كانت عندها استعداد تضحي بحياتها علشانه ومكانتش هتتردد، رفع إيده يمسد على مكان الجرح اللي في كتفها من فوق ملابسها وهو بيرمقها بنظرات مليانة أسف، فضحكت هي وقالت_متقلقش خدت مناعة
ضحك هو كمان وجذبها وطبع قبلة على شعرها وبعدها عنه وهو بيقول بشقاوة_لازم اعلمك المبارزة عشان تقدري تقفي قصادي بعد كده
بعدت عنها وانتفضت وهي رافعة إيديها قصاد عينه وبتقول_لا!
مبارزة تاني لا
حرمت!
ضحك بشدة وهو بيراقب الذعر اللي ظهر على ملامحها، فحطت هي إيديها على وسطها واتكلمت بعبوس مصطنع_بتضحك عليا؟!
ماشي يا أبو ملاية!
وقف وجذبها ضمها ليه وهو بيقول_أهو أبو ملاية مبقاش قادر يستغنى عنك
سكتت واحمر وشها من غزله ليها والمشاعر الرقيقة اللي بتجربها على إيديه، فبعد عنها وهو بيحرك حواجبه_جربتي قبل كده تمطتي خيل اسطوري؟!
وبعد وقت مش قليل
كانت متشبثة بيه ومحاوطة ضهره وهي قاعدة وراه وساندة راسها على ضهره في حين هو كان متمسك بلجام بجاسوس، خرجوا برا حدود المملكة وابتدوا يتمشوا في وسط الأراضي الواسعة اللي حوالين المملكة، كانت في نفس المكان اللي بتلاقي نفسها بتقوم فيه بعد ما بتتنقل للعالم ده
نزل من على بجاسوس وساعدها في النزول بعد ما حملها من خصرها بخفة، وقفت هي تلاعب بجاسوس وتملس عليه وهي بتقول_مش قولتلك هرجعلك صاحبك يا بجاسوس
صهل بجاسوس وكإنه فاهم كلامها وابتدى يحرك راسها على جسمها كإنه بيشكرها، أما بدر فابتسم وهو بيتفرج عليهم وقال_مكنتش متخيل إن العلاقة بينكم اتطورت بالشكل ده!
خاصةً إن بجاسوس عدواني تجاه أي حد ولكن الظاهر إن أنا اللي معرفوش كويس
ضحكت وهي بتداعب بجاسوس وقالت_لا ده بقى صديقي الصدوق خلاص
لولاه مكنتش قدرت ألاقي سلطان وعرفنا ننقذك
بصتله وهي بتحرك حواجبها بشقاوة_وبعدين أنا مش أي حد
أنا مُقدّرة وخليلة الأمير بدر ولا إيه؟!
ابتسم على كلامها وقرب لبجاسوس وابتدى يداعبه كإنه بيشكره فصهل الحصان بقوة وهو مستمتع بلعبهم معاه.
اتمددت على الأرض الخضرا وهي باصة للسماء أما بدر فكان قاعد جمبها بينحت خشبة وبيصنع بيها وتد كإن دي الهواية المفضلة ليه
سكتت حركة بدر شوية وبعدين قال_من امتى وأنتِ بتعرفي السباحة؟
عقدت حواجبها بتعجب واتعدلت وهي بتقول_أنا مبعرفش السباحة أصلًا
بالعكس ممكن أغرق في شبر ماية
رفع نظره ليها وفضل باصصلها شوية تحت أنظارها المتعجبة، ولكن في النهاية اتنهد وقال_لو حبيتي تحكيلي عن أي حاجة تخص حياتك، اعرفي إني هفهمك كويس يا ضي ومش هتردد أسمعك
ضحكت ضي القمر اللي مكانتش استوعبت معنى كلامه وقالت_اعتبرني جنيتك السحرية
هل ده هيقلل من حبك مثلًا؟!
فابتسم بدر ابتسامة خفيفة وهو بيهز راسه من غير ما يتكلم هو جواه اسئلة كتير برضه ولكن مش عايز يستعجل عليها
كل شيء بوقته...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اجتماع طارئ عقده الملك رسلان بحضور ملك مملكة بريتيا اللي بيكون والد الملكة داريا وملك مملكة أغارثا والعديد من الممالك التانية
حضرت الملكة داريا الاجتماع باعتبارها الشاهدة ومعاهم بدر والعديد من كبار الوزراء وقائد الحرس 
أما ضي القمر ففضلت تتابع اللي بيدور بينهم من على بُعد
مقدرتش تسيب بدر من تطمن عليه وهو وسطهم خاصة النقاش اللي هيكون داير بين الموجودين هو عن خيانة الملكة زمرد العظمى
كان ملك مملكة بريتيا ثائر بشدة وظاهر عليه الغضب من اللي حصل لبنته الوحيدة، فاتكلم بصوت عالي وبقوة_اتأكد يا جلالة الملك رسلان إنك لو خدت قرار الحرب شعب مملكة بريتيا وجنودها مش هيترددوا أبدًا إنهم يعاونوك
بسط الملك رسلان كفه على صدره بامتنان، فاتكلم ملك مملكة أغارثا واللي بتكون زمرد واحدة من شعبه_أنا بكررلك اعتذاري يا جلالة الملك
صدقني شعب مملكة أغارثا بيستخدموا قدراتهم في السحر للخير فقط، ولكن زمرد خرجت عن المألوف عندنا وده يعتبر خيانة لتقاليدنا واللي منرضاش بيها أبدًا
كان بدر صامت تمامًا وهو بيسمع الكلام اللي بيدور بينهم واللي كان قاسي جدًا بالنسباله لإن الأمر بالنسباله وصمة عار هتفضل تلاحقه رغم إنه لسة ميعرفش بقيت التفاصيل اللي ممكن تصيبه في مقتل تمامًا، فعشان كده مقدرتش ضي القمر إنها تسيبه لوحده
اتلفت بعينه كإنه بيدور عليها، هي الوحيدة اللي تعتبر مصدر أمانه دلوقتي، وبالفعل لقاها واقفة من على بُعد متابعاه، أول ما شافت الحيرة اللي على وشه بصتله وهزت راسها ليه ورمقته بنظرات تشجيعية فابتسملها بامتنان
اتلفت على صوت الملك رسلان اللي قال_خطوة الحرب لا مفر منها، لازم ننهي حكم الملك ضرغام اللي كان حكم فاسد وكله مؤامرات
ولكن لازم نقدر ناخد احتياطاتنا ونجهز عتادنا لأن المملكة مرت بأزمة الفترة اللي فاتت دي بسبب الألاعيب اللي اتعرضتلها
اتكلم ملك مملكة بريتيا_هندعمك بكل اللي تحتاجه يا جلالة الملك
وبالنسبة لمعاهدة السلام اللي بينكم فاحنا مدركين كويس إن ليك كل الحق في نقضها ومش هنلومك على حاجة زي دي
_أشكرك يا جلالة الملك
قالها بعملية، فوجه أنظاره لقائد الحرس وقال_أنتَ مسئول عن تجهيز الجنود من دلوقتي لحد بداية الحرب
الأمر خطير المرة دي يا قائد الحرس ومش عايزين أي تهاون
جنود مملكة إل دورادو لازم يخرجوا من الحرب دي يا منتصرين يا اما منتصرين مفيش أي خيار تالت
أدى قائد الحرس تحيته العسكرية وهو بيأكد على كلامه
كانت ضي القمر مراقبة اللي بيحصل بقلق واضح، فكرة الحرب راعباها لإنها مدركة إنها مش هتكون بالسهولة دي
مرعوبة من فكرة إنه يحصله مكروه.
حست بحركة جنبها واللي مكانش غير سلطان اللي قال_الحرب أمر مفروغ منها لا محالة
ولكن بالنسبة لحربك أنتِ يا ضي القمر؟
بصتله بتعجب وهي مش فاهمة مغزى كلامه فردت_حرب إيه؟
اتكلم بابتسامة_الحرب اللي بين قلبك وعقلك بعد ما تعرفي الحقيقة
قالها واتلفت وخرج من المكان، فمشيت وراه بسرعة وجواها فضول كبير، فقالت بنفاذ صبر_اتكلم يا سلطان من غير لف ودوران ارجوك الموضوع مش مستحمل!
ولكنه كان بيتسند على عصاه وهو متابع حركته وبيتكلم_العلاقة بينك وبين الأمير بدر تطورت بشكل ملحوظ، تطورت لدرجة إن أكيد بعد انتهاء الحرب أول حاجة هتشهدها المملكة هي زفافكم الملكي 
وقف مرة واحدة وبصلها بقوة وهو بيقول_ولكن قبل تمني حياة سعيدة ليكوا، هل أنتِ مدركة لعواقب الأمر؟
عقدت حواجبها بتعجب، لوهلة حست بالقلق بيتسلل جواها فسألت بحذر_زي إيه؟!
ابتسم سلطان واتكلم_بمجرد ما يتم الزفاف، هتتربطي هنا
في العالم ده للأبد
يعني باختصار، البوابة اللي بين عالمنا وعالمك هتتقفل تمامًا
لإنك هتكوني حققتي النبوءة 
يعني مش هتقدري تتنقلي بين هنا وهناك زي ما اتعودتي
ولا هتشوفي جدتك يا ضي القمر، لإن خلاص قدرك هيكون هنا
أما هناك فجسدك هيفنى
اتجمدت تمامًا مكانها لدرجة إنها محستش بيه إنه سابها ومشي، لوهلة كان الأمر صعب عليها، ازاي هتقدر تبعد عن عالمها اللي يشبهها؟
هي بالفعل مكانتش هتتردد في الزواج من الأمير بدر ولكن كانت هتعتاد إنها تتنقل من هنا لهناك عشان متقدرش تسيب جدتها!
ولكن متخيلتش إن الأمر معقد بالشكل ده لدرجة مرفوضة!
قعدت على الأرض مكانها وسندت ضهرها على الحيطة وهي حاسة بتشتت، مش عارفة تقدر تتصرف إزاي
يا تضحي بجدتها
يا تضحي بحبها لبدر 
معقولة هتقدر تخذله تاني؟
هتديله أمل وتسيبه وتمشي ويفضل يتألم ويعاني زي الملك رسلان تاني؟!
شافها بدر من على بُعد  بعد ما انتهى الاجتماع اللي أفضى بإن قرار الحرب أمر مفروغ منه، فاتجه ناحيتها وهو حاسس بالقلق، كانت شاردة تمامًا لدرجة إنها محستش بأنه قعد على ركبته قدامها وهتف_ضي القمر..
انتفضت على لمسة إيده بخضة، فاتكلم هو بقلق واهتمام صادق_مالك يا ضي
أنتِ بخير؟!
حاولت تبتسم وطمأنته_أنا كويسة
خايفة عليك بس يا بدر
خايفة من الحرب!
ابتسملها وملس على خدها وهو بيقول_متقلقيش، مش أول حرب تعدي على المملكة، وبعدين اللي قدامك ده فارس مغوار محدش يقدر ينافسه في المبارزة
ضحكت وهي بتقول_ما أنا شوفت بعيني
قام وقف ومد إيده ليها ساعدها تقوم، وقال وهو بيبص لعيونها مباشرة بنظرات مليانة حب جارف_تنتهي الحرب ونخرج منها منتصرين، وصدقيني مفيش أي حاجة هتبقى عائق بينا بعد كده يا ضي القمر
هعملك زفاف ملكي ولا في الأحلام
وبعدها مفيش أي حاجة هتأرق علينا حياتنا تاني
كانت قادرة تميز كويس اللهفة اللي بيتكلم بيها، كان بيتكلم بكل جوارحه من غير ما يداري حبه ليها، وده شيء حسسها بالعجز
مش هتقدر تئذيه تاني، كفاية خيبة أمله في والدته بعد كل الأعوام اللي انتظرها فيها
وبدون تردد لفت دراعها حوالين خصره وسندت راسها على صدره، ضمها هو ليه وهو حاسس بتخبطها، ولكن فسر ده بإنه قلقها بسبب الحرب اللي هيشارك فيها
أما هي فقررت إن بمجرد ما تخلص الحرب مش هتتردد إنها تحكيله عن كل حاجة، عن أصلها وعقيق والسلسلة، لازم يعرف كل حاجة يمكن هو نفسه يقدر يلاقيلها حل...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شافته وهو واقف مستنيها من على بُعد، كان واقف لوحده وسط أراضي واسعة بعيدة عن مملكة أزتلان لإنه ميقدرش يدخل هناك 
رغم الألم اللي كان متملك منه بسبب اللي هيعمله ولكنه حاول يدوس على مشاعره على قد ما يقدر
شافها وهي نازلة من عربتها، بمجرد ما شافته جريت عليه وضمته وهي بتقول_بدر حبيبي
شوفت اللي حصلي يا بدر
الملك رسلان أمر بقتلي
لازم نوقفه عند حده في أسرع وقت
قالتها وهي بتبكي على كتفه، كان بيضمها ليه بصدق، رغمًا عنه مشاعره بتغلبه، مش قادر يتخيل إنها بالشكل ده!
ولكنه ابتسم بسخرية على حاله لما سمع كلامها الأخير وأدرك إنها عمرها ما هتتغير
أما هي فكانت فاكرة إنه ما زال تحت تأثير السحر فكانت بتتكلم وهي مطمئنة
بعدها عنه وابتسم ليها وهو بيقول_متقلقيش يا أمي
ومتشيليش هم، كل حاجة هتنتهي قريب والألاعيب كلها هتنكشف
عقدت حواجبها بتعجب من كلامه الغريب، فكمل بنفس الابتسامة_أنا عارف كويس إني مكنتش استاهل منك كل ده، رغم إنك شككتيني في نفسي بس وجود ضي القمر في حياتي اثبتلي إني اتحب فعلًا
إني استاهل يتضحى علشاني، وإن فيه حد فارق معاه وجودي فعلًا مش مستغلني عشان مصالحه الشخصية واطماعه
اتجمدت الملكة زمرد وهي بصاله بصدمة، ارتجفت إيديها وقالت_بـدر..
بدر أنتَ...
فضل باصصلها هو ورفع إيده، وفجأة انتفضت بهلع لما اتملى المكان حراس من حواليها ظهروا من العدم، وجهوا سيوفهم تجاهم، فاتكلم بدر في الوقت ده_ملكة زمرد
أنتِ متهمة بالخيانة العظمى لمملكة إل دورادو...

يتبع 

              الفصل الثالث والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات