رواية وجوه فى العتمه الفصل الحادي عشر11 والثاني عشر12 بقلم منه ممدوح


 رواية وجوه فى العتمه الفصل الحادي عشر11 والثاني عشر12 بقلم منه ممدوح


كان واقف مع ولاد عمه وأخواته بيساعدوا في ترتيب المكان بعد الانتهاء من العزومة والناس مشيت بعد تأخر الوقت
الحقيقة كان يوم هيتحاكوا عنه أهل البلد لأيام قدام خصوصًا مع كرم عامر الزيات معاهم وضيافته ليهم ببزخ، شاف عمه غالب ومرزوق بيتقدموا منه، وقفوا جنبه وهما بيتابعوا الرجالة اللي بيشيلوا أفرع النور، لحد ما سأل غالب_وبعدين يا عامر، أدينا عدينا موضوع الحكومة، هتعمل إيش في جوازتك هذي؟!
بصله عامر وعلق برفعة حاجب_وش يعني هعمل إيش في جوازتي يا عمي؟
اتدخل مرزوق في الوقت ده يوضح_يقصد إنك اتجوزتها لسبب يا عامر مش حبًا فيها، وأديها عدت على خير، بس معقولة هتفضل مخليها على ذمتك؟!
فاتكلم حسن بحذر_المشكلة يا عامر إن غرضها معروف من البداية داخلة توقعنا وبتدعبس كتير ورانا، ولو طلقتها مش بعيد تستغلها فرصة وتفضحنا بعد ما تكون اتحررت، ولو سيبناها فمش بعيد برضك تدور على أي ثغرة لينا جوا توقعنا بيها!
أيده فارس اللي قال_حتى مش هنعرف نخلص منها ونقتلها بعد ما العيون اتسلطت عليها وعرفم إنها اتجوزت من عامر يعني أي شي هيصيبها إحنا المسئولين عنه
وكمان هي نفسها مش طايقانا وبتكرهنا بسبب جوزها!
بصله عامر بحدة وصحح قائلًا بعد ما لوهلة حس إنها ملكه هو_كان جوزها!
دلوقتي هي مرتي أنا
وجه نظره لعمامه اللي اتعجبوا من اسلوبه وكمل_واللي هيصير بعد كذه أنا المسئول عنه، ومتنسوش إنها بقت مرتي 
حتى لو صوري
حتى لو مؤقتًا فهي دلوقت مرتي وشايلة اسمي يعني مش عاوز حد يجيب سيرتها بكلمة تاني
أنا مش مركب قرون!
سكتوا وهما بينقلوا نظراتهم بين بعض بتعجب، في الآخر اتنهد غالب بضيق بعد ما عجبهوش كلامه وحس إن حماية عامر ليها وراه شيء تاني ولكنه كدب نفسه وقال يمكن مجرد شفقة، وقال قبل ما يلتفت ويمشي_على العموم كلامنا كان عشان خايفين على مصلحتك
أنتَ أدرى بنفسك يابن أخوي
نقل مرزوق نظراته على غالب اللي مشي وباين على ملامحه الضيق، واتكلم_كيف ما قال عمك يا عامر 
لا عاوزين نركبك قرون، ولا عاوزين ندوس على شرفك، كل الموضوع مش عاوزين نقط ضعف لينا
مش هيبقى غدر من برا وجوا!
مسئولية العيل عليك، لو حصل أي شي يضرنا أنتَ أول واحد هتتلام
رماه بنظرة ذات مغزى عشان يوصله معنى كلامه، وفي الآخر قال وهو بيربت على كتفه_تصبح على خير يا عامر
مشي مرزوق ووراه ولاد عمامه هما كمان وفضل واقف هو وعايد وفارس اللي قال_عمامك عندهم حق يا عامر، جوازة كيف هذي استحالة تكمل، هي بتكرهنا وإحنا مبنحبهاش، وأمك لو عليها كانت طختها وخلصت منها من زمان بس أنتَ اللي مانعها!
فقال عايد_الظاهر كان عندها حق
كان لازم نخلص منها من أول يوم جيبناها فيه
دلوقت الأمور اتعقدت، لا عامر هيعرف يطلقها، ولا يقتلها، ولا حتى يسيبها وسطينا!
زفر عامر بنفاذ صبر ومسح على وشه بعنف يحاول يتمالك نفسه من كلامهم اللي كان مستفز بالنسباله رغم إنه حقيقي، وقال_بقولكم إيش
قفلوا على هذي السيرة بقى
علاقتي بيها أنا المسئول عنها، اطلقها اسيبها ان شاء الله ادفنها هي، ماحد فيكم له دخل 
يلا شوفوا رايحين فين حرقتم دمي وخلاص!
فتح فارس بوقه عشان يتكلم ولكن منعه عامر لما رفع كفه في وشه وقال_ولا كلمة 
كفاية!
فضلوا باصينله شوية، كان ظاهر عليه العصبية وبالفعل مكانش قابل أي نقاش تاني، وفي النهاية مشيوا بالفعل وسابوه واقف لوحده وهو مشبك إيديه الاتنين ورا ضهره وواقف باصص قدامه في الفراغ، بالفعل كلامهم صحيح
وكان المفروض إنه يقتلها ويخلص منها من أول يوم جت فيه هنا ولكنه معملش ده 
رغم إنه غلط بس مش قابل يعترف بالغلط ده قدامهم ومش هيديلهم فرصة، ولحد دلوقتي مش عارف إيه منعه يعملها ودي حاجة معصباه!
حست هي إن الدوشة والأصوات خفتت شوية عن الأول، خرجت بفضول للبلكونة اللي في أوضتها، فلقت بالفعل الناس مشيت ومبقاش فيه غير عدد من رجالة عامر اللي كانوا بيلموا الحاجات
دورت بعينيها عليه فلقته واقف لوحده وكان شارد مديها ضهره، ولكن حتى وهو مش قدامها بس مظهره بالجلباب على بنية جسده مدياه هالة جذابة رفضت هي تعترف بيها
وكإنه حس بوجودها فاتلفت ورفع عيونه تجاه بلكونتها، لوهلة حس باضطراب حواسه لما شافها واقفة بصاله، أما هي فاتنفضت بخضة لما أدركت إنه حس بيها ولكن سرعان ما تمالكت نفسها ورفعت راسها بكبرياء وربعت إيديها قدام صدرها، اتلاقت العيون في الوقت ده بمشاعر متناقضة، ولكن الطابع الغالب عليها هي الحقد والبغض، وبعد اتصال بصري طال لدقايق في صمت وحست هي إن قوتها بتخور قصاد نظراته، اتلفتت ودخلت لجوا وهي بتقفل بلكونتها بعنف، أما هو فاتنهد بضيق وقرر يخرج يشم شوية هوا لعله يقدر يجمع افكاره..
رجع البيت وقت الفجر تقريبًا، كان في حالة صعبة، حاسس بإن الهموم زادت على كتافه خاصة بعد اللي حصل النهاردة والذكريات الأليمة اللي رجع يفتكرها تاني، من حسن حظه إنه لقى الكل نايم، طلع لفوق ومنه قاصد غرفته ولكن لقى نفسه بيقف قصاد أوضتها المقفولة وهو باصص عليها بشرود
وبتردد اتحرك وفتح الباب ببطء وخفة شديدة، رمى نظرة لجوا فلقاها غرقانة في النوم، فتح الباب بجراءة اكتر ودخل لجوا وهو بيتسلل على اطراف صوابعه عشان ميصيحهاش ووقتها هي طبعًا مش هتسكت زي ما اعتاد منها
ميعرفش ليه هو هنا، وليه واقف قدامها دلوقتي، وليه واقف يتأملها بدقة وتركيز
بيدرس ملامحها البريئة قدامه، شعرها البني اللي نازل على وشها، حواجبها العريضة التقيلة، شفتيها المزمومة، لقى نفسه بيبتسم بخفة
عبوسة حتى وهي نايمة!
تمتم لنفسه_شكلها بتتعارك حتى في منامها!
ولكن بسرعة اتحولت الابتسامة لضيق، هو مدرك إنها خطر عليه
وعارف إنه مش هينفع يطلقها ولا هينفع يسيبها في البيت
الأمور بينهم اتعقدت ومتأكد إنها مش هتضيع فرصة إلا وتنتقم منه فيها!
خصوصًا بعد ما قابلت عزيز النهاردة واللي أكيد هياخدها هدف ليه عشان يوقعه ومش بعيد يخليها تتحالف معاه
كان عارف كويس إن يقين بتكرهه من كل قلبها واستحالة المشاعر دي تتغير عشان كده جوازتهم دي مش ممكن تبقى حقيقية
لوهلة لقى نفسها بيتفحصها
معقولة مش هتبقى حقيقية فعلًا؟
حس باهتزاز تليفونه، فطلعه من جيب الچاكيت بتاعه ورمى نظرة سريعة عليها وبعدين خرج بهدوء من الأوضة وقفل الباب وراه 
فتحت نص عين تتأكد إنه مشي، وبعدها اتنفست براحة وهي بتتعدل على السرير وبتدلك رقبتها بتوتر بإيد في حين طلعت إيدها التانية اللي كانت ماسك بيها
سـكـينـة!
هي حست بخطوات بتقرب منها، ملقتش نفسها غير وهي مطلعة السكينة اللي خدتها من صينية الأكل الصبح عشان تبقى وسيلة حماية معاها، واتصنعت النوم لما عرفت إنه هو اللي دخل،
اتعدلت وقامت بفضول لما سمعت صوت همس برا، اتسللت ورا الباب فلقته بيتكلم في التليفون وبيقول_الشحنة الجاية فارس المسئول عنها
ارتفعت حواجبها بدهشة لما عرفت إنه بيتكلم عن تهريب الاسلحة، فتحت الباب براحة وبصت في الممر فلقته خالي، اتحركت على أطراف أصابعها ومشيت مكان صوته وهي سامعاه بيكمل_لا ما تقلق، فارس رغم إنه عفي بس دماغه شغالة
أنا متأكد إنه هيظبط الدنيا
سمعت صوت غلق الباب، فجريت مكان الصوت ولقت نفسها واقفة قصاد جناح غرفته، مالت بأذنها على الباب تسمع بتركيز اللي بيقوله
دخل جناحه وقلع الچاكيت بتاعه وهو ساند تليفونه بين كتفه وراسه، وبيقول_إن شاء الله ميعادها هيكون على يوم التلات الجاي، هتطلع العربيات على طريق **** الساعة اتنين بالليل ومنها هتطلع على البحر هناك بعد ما فارس يظبط الدنيا، مستنيين بس العمال يحصدوا كميات الزيتون اللي هتملي الصناديق وبعدها هنتحرك
سكت شوية وهو بيخلع عنه جلبابه وفضل بقميص بدون أكمام، وبعدين اتحرك وقعد على سريره وهو بيكمل_لا كلها أسلحة خفيفة بس، عشان الجو لبش هذولا اليومين
حاجات خفافي كذه ما يتحس بيهم
اتسعت عيونها بذهول ورا الباب من جبروتة معقولة شايف إن تهريب أيًا كان نوع الأسلحة حاجة خفيفة؟
حست بالجنون في الوقت ده، جبروت عامر بيدهشها كل مدى، اتلفت هو بعينه ولكن لوهلة لمح ظل من تحت الباب وكإن فيه حد واقف، فقام اتعدل واتكلم في التليفون وعيونه مسلطة على الباب_أقفل دلوقت وهكلمك بعدين
يلا سلام
وبخطوات هادية اتسلل لعند الباب من غير ما يصدر أي صوت، وفي ثانية فتح الباب بسرعة، ولكنه عقد جبينه بتعجب لما ملقاش فيه أثر لحد، طلع برا الأوضة وهو بيبص في الممر حواليه ولكن محسش بإن فيه حاجة مريبة، هز كتفه بلا مبالاة ورجع تاني لغرفته وقفل الباب
أما في إحدى الزوايا كانت واقفة وهي كاتمة نفسها بإيديها الاتنين بعيون متسعة برعب، جسدها بينتفض من الهلع اللي حاسة بيه، مدركة كويس إنه لو مسكها في الوقت ده مش هيتردد إنه يقتلها
ولكنها اتنهدت براحة لما سمعت صوت قفل الباب، بطرف عينها بصت فلقت المكان خالي، فخرجت بسرعة وجريت على أطراف أصابعها لحد ما دخلت أوضتها وقفلت الباب وراها براحة
وبعدها اتجهت لسريرها وقعدت عليه وهي باصة قدامها في الفراغ وبتفكر...

                           ****

صحيت من نومها على طرقات الباب ودخول هدية بصينية الفطار، ولكن على غير العادة خدت منها الصينية بل وبدأت في الأكل بشراهة قصاد عيون اللي كانت بتتابعها بدهشة من سكونها النهاردة، وفي وسط أكلها اتكلمت يقين_كان اسمك إيه صحيح؟
فردت بسرعة_هدية يا هانم 
ضحكت يقين وعلقت_بتفكريني بهدية مرات الكبير أوي
سكتت هدية ومعلقتش بل كانت مستغربة من اللي بيحصل، لأول مرة متطردهاش ولا ترجعها بالصينية أو تعاند.
انتهت يقين من أكلها وقامت وقفت وهي بتقول_هدية كنت محتاجة هدومي الخروج اللي قلعتها عشان عايزة أخرج شوية
بتوتر جاوبت هدية_بس يا هانم إحنا جايبين لك عبايات كتير في دولابك
فقالت يقين_قصدك الجلاليب الغريبة دي؟!
صدر منها صوت للرفض وكملت_مينفعوش، أنا بتكعبل فيهم وأنا ماشية،
ياريت تجيبيلي هدومي اللي جيت بيها
هزت هدية راسها واتحركت خدت الصينية ونزلت من غير ما تعترض، وبعد مدة كانت رجعت بهدومها فعلا، ولكن بمجرد ما مسكتهم يقين اندهشت من حالتهم المزرية واتسعت عيونها بصدمة، فبررت هدية بسرعة_صار حوادث كتيرة بالهدوم هذي كيف ما أنتِ عارفة يا هانم، فمبقوش نافعين وقولت أخليكي تشوفيهم بنفسك
حدفتهم يقين بعصبية على السرير وهي بتعض على شفايفها بغيظ، فعلًا بعد كل الأحداث دي كانت متوقعة إيه؟!
اتلفتتلها بابتسامة متكلفة وقالت_تقدري تاخديهم
وبالفعل خدتهم هدية وخرجت من الغرفة على طول، أما يقين فبقلة حيلة اتجهت للخزانة اللي في الغرفة وطلعت منها جلباب تقليدي ولكن كان على شكل فستان أنيق متقدرش تنكر ده بالتطاريز اللي عليه، ولكنه مش ستايلها، ده غير إنها شافت ملابس أهل المدينة واللي كانت حضرية زي القاهرة عادي، بس الظاهر إن عيلة الزيات محتفظين بتقاليدهم باستماتة.
لبسته، وعملت شعرها كعكة مرفوعة، وبعدين خرجت من غرفتها ومنها لبرا البيت ولكن في الحدود الداخلية، اتلفتت على صوت نداء من وراها واللي كان بيهتف_يـامـا!
عقدت حواجبها بتعجب لما شافت نسخة مصغرة من عامر بيقرب منها، فرفعت إيديها وشاورت لنفسها باستغراب_أنا؟!
هز راسه وهو بيقول بطفولية_أيوه، مش أنتِ أمي؟!
ضحكت من الموقف وردت_شكلك غلطان في العنوان!
_جـواد!
اتلفتت على صوت ليلى اللي كانت بتقرب منهم بملامح غضبانه، جذبت الطفل من إيده بعنف فبصتلها يقين برفعة حاجب من نظراتها الموجهة عليها، في حين نزلت ليلى على ركبتها واحتوت كتف جواد وقالت_أيش بتسوي هنا؟!
شاور على يقين بابتسامة_كنت بسلم على أمي
حست ليلى بالجنون من كلمته اللي أشعلت النار جواها اللي لسة مهديتش، فحاولت تبتسم باصفرار وهي بتقول من بين أسنانها_هذي مش أمك يا حبيبي، مش قولتلك تقولي أنا ياما
بتروح تقولها للغرب ليش؟!
كانت قاصدة كلمة غرب عشان تعرفها إنها ملهاش مكان هنا، فراقبتها يقين بملامح مليانة سخرية وهي حاسة إنها وراها حاجة، ولكن صدمهم جواد لما بعد عنها وراح مسك إيد يقين وهو بيهز راسه برفض وبيقول_لا
أبوي قالي إن هذي مرته، يعني كيف أمي بالضبط
يبقى هي أمي عشان كذه بقولها ياما
إنما أنتِ مش مرت أبوي أنتِ ليلى!
اندهشت يقين بشدة، مكانتش تعرف إن ده ابن عامر، علشان كده فيه شبه كبير بينهم، لوهلة حست بإضطراب مشاعرها، مش عارفة تكرهه لإنه فرد من عيلة الزيات ولا هو مجرد طفل ملوش ذنب في أي حاجة غير إنه فقد والدته في ظروف بشعة أكيد هتفضل ملاحقاه طول عمره!
كانت دي الأفكار اللي في دماغها وهي بصاله بشرود، أما ليلى فبهتت ورددت بصدمة ممزوجة بغيظ شديد_بقى كذه يا جواد!
ماشي
متجيش تقولي ألعب معاك تاني
رفع عيونه ليقين وشدد من مسكه لكفها وهو بيقول_عادي
أمي موجودة هلعب معاها بعد كذه
لوهلة حست ليلى بنار بتشتعل في دماغها وصوت صرير في أذنيها، فوقفت وهي بتبص ليقين بغيظ شديد، أما يقين فحاولت تجذب إيديها من جواد ولكنه كانت متشبث بيها.
خرجت فاطمة في الوقت دي واللي كانت لاحظت اختفاء جواد وكانت بتدور عليه، ولما شافته ماسك في أيد يقين بالشكل ده حست بالغضب الرهيب فزعقت_جـواد
تعـالـي هـنـا!
وبالفعل ساب جواد إيد يقين وجري على جدته وهو بيقول بحماس_شوفي ياما فاطمة
مرات أبوي هتلعب معايا بدل ليلى
شهقت ليلى وقالت بلوم_اخس عليك يا جواد!
نقلت فاطمة نظراتها بين جواد ويقين برفعة حاجة، وقالت بأمر بدون ما تحيد بنظرها عن يقين_يلا خش لجوا عشان تتغسل
وبالفعل جري جواد لجوا من غير اعتراض، واتقدمت هي ناحية يقين بخطوات بطيئة، اللي رفعت راسها بكبرياء واتحركت عشان تمشي من غير ما تديها اهتمام، ودي حاجة عصبت فاطمة اللي هتفت بحدة_لوين إن شاء الله؟!
ابتسمت ليلى باتساع وهي بتتابع المشهد بفضول، أما يقين فاتلفتت وشاورت لنفسها وهي بتقول برفعة حاجب_بتكلميني أنا؟!
قربت منها فاطمة ووقفت قدامها وهي بتقول_أومال بكلم الهوا!
استفز الأمر يقين اللي قالت بحدة_أظن ميخصش حد أنا راحة فين وجاية منين
ومش هديكي تعليمات عني!
فزعقت فاطمة بقوة_ليش مالك كبير ولا إيش؟!
انجري اطلعي على غرفتك ومشوفكيش خارجة منها طول ما أنا في الدار!
معجبش يقين تحكمها فيها خاصة بعد آخر مرة رفعت سلاحها في وشها، فقالت بعند_طب أنا هخرج زي ما أنا عايزة ووريني هتمنعيني إزاي 
قالتها واتلفتت عشان تمشي، فشاورت فاطمة في الوقت ده لرجالة عامر اللي جريوا على يقين ومسكوها من دراعها، فحاولت تنفض إيديها بعصبية وهي بتصرخ_أنتو اتجننتوا ولا إيه!
سيبوني!
ولكن فاطمة قالت بأمر_طلعوها لفوق واقفلوا عليها، ولو شوفت رجليكي برا الغرفة هكسرهالك وهخليكي مكسحة ومش نافعة!
رمتها ليلى بنظرات شامتة وربعت إيديها وهي بتبصلها باتساع، فحست يقين بالجنون من كلامها، وحاولت تزق الرجالة بعيد عنها وهي بتقول_أنتِ بتقولي إيه؟!
أنتوا مجانين
أنتوا فاكريني عبدة عندكوا ولا إيه؟!
سيبوني!
ولكن كان بدأ الرجالة في جرها بعنف وسط مقاومتها ودموعها اللي اتحبست في عيونها من احساس القهر والذل اللي بتتعرضله
خرجت راوية ونوارة على أثر الجلبة اللي حصلت، سرعان ما اتسعت عيونهم بصدمة من اللي حماتهم بتعمله، ولكن وقفوا يتابعوا اللي بيحصل من غير ما يتدخلوا
حست يقين بالجنون وفضلت تحاول تقاوم رجالته وهي بتسب وتلعن فيهم وسط نظرات فاطمة اللي كانت راضية تمامًا عن مظهرها المهان، لحد ما خرج عامر واندهش من المشهد اللي قدامه وهتف_وش اللي بيصير هنا؟!
بعدوا زوجات اخواته عن طريقه، في حين نزل هو درجات السلم الخارجية بعصبية وأشار لرجالته بأمر_أنتم اتجننتم ولا أيش، ابعدوا عنها!
وبالفعل بعد رجالة عامر بسرعة وسابوها ووقفوا على جنب وهما ناكسين راسهم بقلق، في حين عدلت يقين من نفسها ومسحت دموعها بعصبية وهي بترميه بنظرات كارهة، اتوجه لامه اللي كانت واقفة مكانها وسأل بغضب_وش اللي بيصير ياما؟!
كيف تخلي الرجالة يمسكم مرتي كذه؟!
ووجه نظره للرجالة وهو بيزعق بعنف_اتجنيتوا ولا إيش؟!
حصلت تمدم إيديكم على مرات عامر الزيات!
انكمشوا الرجالة على نفسهم بخوف، ولكن أنقذتهم فاطمة لما قالت بقوة_أنا اللي قولتلهم يطلعوها لغرفتها
اتجمد وبصلها بلوم، مكانش يقدر يعلي صوته عليها أو يقل منها قصاد رجالته، مهما كانت دي أمه، وهي استغلت ده كويس، وبجبروت قالت_كإنها فاكراها وكالة من غير بواب
داخلة خارجة على كيفها
هنا دار الزيات، النفس اللي بتتنفسه بحسابه، ومهما صار عمرها ما هتكون فرد من هذي العيلة
صرخت يقين في الوقت ده بقهر_أنا اللي ميشرفنيش إني أبقى واحدة منكم!
_يـقـيـن!
حذرها عامر بهدوء وهو بيرميها بنظرات قوية خلتها تسكت بالفعل، وجه نظره لأمه بنظرات مليانة عتاب، وقال_خشي لجوا ياما كفاية فضايح
فضلت بصاله بجمود، فرجع قال من بين أسنانه بصوت هادي بيحاول يخلي أعصابه متفلتش_يلا ياما الله يرضى عنك!
نقلت نظراتها بينه وبين يقين، وفي الآخر سابتهم بالفعل ودخلت لجوا براس مرفوع، اتلفت لليلى اللي كانت بتتابع اللي بيحصل بضيق رهيب، كانت نظراتها مسلطة على يقين وهو شاف ده كويس، حتى محستش إنه باصص عليها غير بعد مدة، فاتعدلت بسرعة بخضة، أما هو فشاورلها براسه وبالفعل اتحركت ومشيت على طول وهي باصة عليهم برضه بنظرات ماليها الغيظ.
كانت يقين بتمسح على وشها وبتعدل شعرها وهي بتحاول تتمالك أعصابها اللي انهارت تمامًا، فقرب منها عامر بخطوات بطيئة وسأل بقلق_أنتِ بخير؟!
وقبل ما يمد إيده ويلمسها كانت انتفضت ورفعت إيديها تمنعه فاتعلقت إيده في الهوا وفضل باصصلها شوية وبعدين رجعها تاني، أما هي فزعقت بعصبية_اسمعني كويس يا عامر
مش عشان وافقت اتجوزك معناها إني بقيت عبدة عندك
لأ
أنا حرة وهفضل حرة، مش من حق أي حد سواء أنتَ أو أمك تتحكموا فيا
حذرها بنظرات قوية_اتكلمي بأسلوب كويس
ضحكت بسخرية وقالت_أنتوا خليتوا فيها أسلوب كويس ولا ما كويسش!
هي حصلت!
بتمنعني من الخروج وعايز تحبسني هنا كمان
ما تقتلني أحسن
بنفس الجمود رد_أنا ما منعتكيش
اتسعت عيونها من الاندهاش، وهتفت_والله؟
أومال تفسر اللي حصل ده إيه؟!
كتف إيديه الاتنين ورا ضهره ورد وهو باصص لعيونها مباشرة_أمي اتصرفت بالطريقة اللي تعرفها ومش بلومها
هي شايفاكي خارجة في الدرا ومن غير ما تعرفيني، كان لازم تتصرف كذه لحد ما آجي
ابتسمت بسخرية وردت_ابن امه بصحيح
اشتعلت عيونه وقال من بين أسنانه_احترمي حالك يا يقين
مش عشان هادي معاكي هتسوقي فيها!
قربت منه لدرجة الخطر، وبصت في عيونه مباشرة بنظرات مليانة كره وغضب وقالت من بين أسنانها_أنا بكرهك يا عامر
بكرهك أنتَ وعيلتك كلها
علق بسخرية فظة_وكإننا إحنا اللي هايمين بيكي!
بعدت عنه وهي بتبصله بصدمة من وقاحته، أما هو فكان مسلط نظراته الحادة على عيونها، بعدت عنه وهي بترفع إيديها باستسلام وبتهز راسها بقلة حيلة، وبعدين اتلفتت ونوت تمشي، فهتف بتساؤل_لوين رايحة؟!
فقالت بنزق من غير ما تلتفت_ملكش دعوة
شاور في الوقت ده لحمد اللي فهم اللي عايزه ومشي وراها، لاحظت هي خطوات خلفها فاتلفتت ليه وسرعان ما رفعت حاجبها بتعجب وهي بتنقل نظراتها بينه وبين عامر، وفي النهاية هزت راسها بيأس واتحركت
فمشي وراها حمد وقال_تعالي أخذك بالعربية لوين ما حابة تروحي يا مرات أخوي بدل ما تروحي مشي
وقفت مرة واحدة واتلفتت بعصبية ليه_أولًا متقوليش مرات أخويا دي تاني
ثانيًا بناقص عربياتكم!
نهت كلامها وكملت مشي، وقف حمد مشدوه مكانه وتمتم_الله يكون في عونك ياخوي!
مشيت شوية وكان وراها حمد بالعربية لعلها تيأس وتركب معاه، ولكن مكانش عارف إنها عنيدة بالشكل ده
وبعد مدة قليلة شافت تاكسي، شاورتله له ووقفته وركبت معاه تحت أنظار حمد المشدوهة، وبعدين اتحركت بالعربية وهو وراها
وصلوا للمكان اللي كانت فيه قبل كده واللي قابلت عزيز فيه، نزلت من التاكسي وكلمت السواق وهي بتشاور للعربية اللي وراها_خد حسابك منه
وسابته ودخلت للشاطئ تحت نظرات السواق المتعجبة، فنزل حمد في الوقت ده واداله فلوسه وهو بيربت على كتفه بمواساه ومشي وراها وهو بيقول بقلة حيلة_إيش اللي في بالك بس يا مرات أخوي!
وبالفعل كانت جاية هنا لسبب
 سبب أرق تفكيرها طول الليل، كانت بتدور عليه لعلها تلاقيه ويجاوب على الاسئلة اللي مأرقة راحتها 
هو
عزيز الرشيدي بنفسه...

الحلقة الثانية عشر

وقفت عند المكان اللي قابلته فيه وهي بتبص حواليها بتوتر، عندها أمل إنه يكون مراقبها وعرف إنها هنا زي امبارح، ومن حين لآخر بتبص لحمد اللي كان بيراقبها من على بُعد وهو حاسس بالشك من ناحيتها وإنها جاية هنا لسبب ما، شغلت دماغها وفكرت كويس وقررت تمثل إنها جاية تستجم، وقعدت على الرمل وهي بتتأمل البحر من قدامها ولكنها كانت بتراقب المكان بطرف عينها، شوية واتمددت على ضهرها وهي بتاخد نفس عميق بعد ما حست باليأس من إنه يظهر، وبعد وقت مش قليل قامت وقفت وهي بتنفض هدومها، وقررت تتمشي على البحر شوية لعلها تعرف توصل لحل كويس، وبالفعل ابتدت تتحرك بعشوائية على طول البحر ووراها حمد اللي كان محافظ على مسافة كويسة بينهم عشان ميقتحمش خصوصياتها وبرضه كان قلقان من لسانها وعصبيتها.
لحد ما شافت من على بُعد مناطق مأهولة بالمطاعم والكافيهات، اتلفتت لورا واتنهدت بيأس لما ملقتهوش موجود
ورجعت تكمل مشي
ولكن لوهلة وقفت مكانها متجمدة تمامًا لما لمحته واقف جوا كافيه واجهته من الزجاج وهو باصصلها مباشرة، حست بإضطراب دقات قلبها وبالخضة في نفس الوقت
رفع كفه ليها وكإنها بيحييها، أدركت في الوقت ده إنه عارف إنها عايزاه وبتدور عليه
وهو كان عارف بوجود حمد معاها عشان كده مقربش منها!
اتلفتت لحمد وهي بتبلع ريقها بارتباك وبعدين حاولت تتصنع إن مفيش حاجة وكملت مشي لحد ما وصلت عند الكافيه، وقبل ما تدخل اتلفتت لحمد وهي بتتصنع الضيق وسألت بفظاظة_أنتَ هتدخل معايا جوا كمان؟!
نكس حمد راسه للأرض ورد بسرعة_آسف يا مرات أخوي مقدرش أتركك لوحدك 
بس هقعد على ترابيزة بعيدة عنك وخذي راحتك أنتِ
زفرت بعصبية ودخلت لجوا بالفعل، شافت عزيز وهو بيتجه ناحية الحمامات بعد ما غمزلها من تحت نضارته الشمس من غير ما حمد ياخد باله من وجوده
فاتحركت وقعدت على ترابيزة وهي بتهز رجليها بتوتر وبتنقل نظرها على حمد اللي كان قاعد على ترابيزة تانية قصادها
وبعد وقت قليل قامت وقفت واتجهت ناحية الحمامات ولكن وقفت مرة واحدة لما لقت حمد وراها وقالت بضيق_مش للدرجادي يعني!
أنا داخلة الحمام هتيجي معايا كمان!
بتوتر برر_العفو يا مرات أخوي 
هفضل مستينكي هنا
رمته بنظرة مليانة غيظ شديد، وبخطوات مليانة عصبية دخلت للحمام، قفلت الباب وراها واتلفتت وهي بتزفر براحة سرعان ما اتنفضت بخضة وكانت هتصرخ لولا إن عزيز بسط كفه على شفايفها وكتم صرختها
بصتله بعيون متسعة بهلع، أما هو فكان مبتسم باتساع، بعد عنها وخلع نضارته الشمس وقال بعبث_كإنك بتدوري عليا!
ارتبكت هي وبعدت عنه، وعلقت وهي بترفع كتفها باستنكار_إيه المناسبة
هدور عليك ليه مثلا وأنا أعرفك!
حاولت تجذب انتباهه بعيد عن الموضوع وسألت بتعجب_وبعدين بتعمل إيه في حمام الستات؟!
ابتسم وهو بيبصلها من فوق لتحت، سرعان ما ارتفع صوت ضحكاته اللي كانت هيستيرية من تصرفاتها، فقربت منه ورفعت إيديه ناحيه وشه وهي بتسكته وبتقول برعب_ششش اسكت
راجل عامر برا هتفضحنا!
وبالفعل سكت ورفع إيده على فمه بعلامه الصمت، فاتوترت هي واتجنبت النظر لعيونه وقالت_إيه يخليني أثق فيك؟
رفع راسه بحماس وهتف_هذا هو الكلام
عطيني في اللي بحبه!
رفعت حاجبها باستنكار لاسلوبه وحست إنه غير متزن نفسيًا، قرب منها مرة واحدة بعد ما اتبدلت نظراته لتانية مظلمة ومرعبة خلاها شهقت وتراجعت لورا، مال ناحيتها وهمس_عدونا واحد
وهدفنا واحد 
اعتقد هذا أكبر سبب يخليكي تثقي فيا، وتتأكدي إن مفيش غيري هيجيب حقك وحق اختي
تلعثمت وهي بترد_بس
بس عامر قال إنه مقتلش أختك!
ابتسم بشيطانية ورد بحقد دفين_بالنسبالك مقتلش أختي، بس بالنسبالي أنا كان سبب في هذا
وبما إنه كان سبب فيبقى هو اللي قتلها
لوهلة قصاد هيئته المرعبة تراجعت عن اللي كان في بالها، فدفعته ونوت تخرج وهي بتقول_عامة أنا مكنتش بدور عليك
ومظنش إننا هنتفق مع بعض
قبل ما تفتح الباب كان منعها هو لما حط إيده على كفه، فانتفضت وهي بتزعق فيه بحدة وبرعب_بتعمل إيه أنتَ اتجننت؟!
مهتمش بإهانتها ليه نهائيًا ولا نبرتها العصبية، بل قال_لا أنا أظن هنتفق
وهنتفق زين أوي كمان
عقدت جبينها بتعجب، فكمل هو عشان يزيل فضولها_واحد دمـر حياتـك
قتـل جـوزك 
خطـفـك
وخلاكي تتجوزيه بالإجبار عشان عرف إن الحكومة دريت بمكانك عنده
شوه صورتك قدام أهلك
سلب منك شغلك
وأخـيرًا دمـر سمـعتـك تمامًا
مكانتش فاهمة مضمون جملته الأخيرة، فبتوتر سألت_أنتَ قصـدك إيه؟!
ابتسم باستهزاء ورد_الظاهر مش متابعة السوشيال ميديا هذولا اليومين يا يقين!
فضلت بصاله بشك، فطلع هو تليفونه من جيبه تحت أنظارها وهو بيصفر بتسلية، بدأ يكتب على قايمة البحث وهو بيقول باستهزاء_فضيحة الصحفية المتغيبة
وفلحظات ظهرت قدامه العديد من الأخبار، مد إيده بتليفونه ليقين اللي حست إنها هتشوف أخبار هتسببلها الإنهيار دلوقتي، وبالفعل خدت تليفونه بأنامل مرتعشة، سرعان ما شهقت واتسعت عيونها بصدمة وكإن دلو من الماية الباردة نزل عليها بمثابة صفعات قوية ألهبت حقدها وهي بتقرأ العناوين الرئيسية اللي كانت مضمونها
"الصحفية يقين عبد الرحمن، من الاختفاء المفاجئ للزواج بدون علم عائلتها"
"علاقة خفية كانت تجمع الصحفية يقين عبدالرحمن مع نجل أحد العائلات في شمال سيناء، هل لهذا علاقة برحلتها المفاجئة لشمال سيناء؟!"
"بعد اختفائها المفاجئ وأيام من البحث عنها، أُكتشف علاقة تجمع بين الصحفية المتغيبة وأحد رجال الأعمال في شمال سيناء"
"صدور قرار بفصل الصحفية المتغيبة بعد إثارتها البلبلة باختفائها المفاجئ وفي النهاية كُشف أمر زواجها دون علم أحد"
وغيره وغيره وغيره
أخبار مالية منصات التواصل الاجتماعي يرافقها صورتها، فضيحة مستها من كل الجوانب وخلت الكل يثور عليها، رفعت كفها المرتعش وبسطته على شفايفها، اتملت عيونها بالدموع اللي بقت تسيل على وشها، عالمها إنهار تمامًا
عامر دمرها
دمرها ولسة بيلومها إنها هي السبب، هي خسرت حياتها بالفعل، استحالة اهلها وزمايلها وحتى الناس يرجعوا يتقبلوها تاني!
كان عزيز مبتسم باتساع وهو بيراقب تبدل ملامحها وهي بتقرأ، فشد منها الموبايل مرة واحدة وهو بيصدر صوت بيدل على الرفض وبيهز راسه بأسى مصطنع وبيقول_بلاش دموع
متخلينيش أحس بالندم إني وعيتك وعرفتك اللي بيدور حواليكي
اظن بقى عرفتي بمقصد كلامي اللي قولتهولك؟!
كانت بصاله بملامح محتقنة تمامًا، مزيج بين الحقد والحزن والكره والغضب، كانت بتحاول تصلب طولها على قد ما تقدر عشان متنهارش قدامه، مال عزيز ناحيتها وهمس_عرض اتفاقي لسة ساري
صلاحيته ما نفذتش
شوفتي أنا كريم ازاي؟
ولا أنتِ إيش قولك يا يقين؟!
فضلت بصاله بصمت، مسلطة عيونها على وشه، ولكنه ابتسم باتساع لما قدر يقرأ نظراتها
كانت نظرات أنثى هتعمل أي حاجة عشان ترد ولو جزء من كرامتها
أنثى هتعمل أي حاجة عشان تنتقم..

                          ****

خدت تاكسي ورجعت البيت، كانت طول الطريق شاردة، مش عارفة اللي عملته ده صح ولا غلط، بس كان لازم تنتقم من عامر واللي عمله فيها، مسحت دمعة عابرة نزلت من عيونها لما افتكرت الاخبار اللي قرئتها عن نفسها، مفيش غيرها وغيره اللي عارفين إنها بريئة
إنها ضحية 
وإن كل اللي حصلها ده من تحت ابتزازه
كان حمد وراها بالعربية وهو حاسس إن فيها حاجة مختلفة ولكن مش لاقي دليل
وصلوا أخيرًا للبيت، نزلت من العربية وسابت السواق ودخلت على جوا بأكتاف متهدلة، وقبل ما يعترض السواق كان عطاه حمد حقه وفضل متابعها بنظراته لحد ما دخلت لجوا
شافت فاطمة واقفة مع سلفتها بدوية وبنتها عهود في ركن من أركان البيت، اتبادلوا النظرات اللي كانت واضحة فيها الكره، وفي الآخر سابتهم وطلعت على فوق، فمالت عهود على أمها واستفسرت_هذي كانت وين؟!
ردت فاطمة ببغض وهي مثبتة نظرها على أثرها_في خرارة تاخذها
المشكلة دلوقت في أخوكي اللي مبيرفضلهاش كلمة 
كإنه حانلها
استنكرت عهود الأمر وردت بسرعة_لا ياما
مش معقولة متقوليش كذه!
يمكن بس بيبعد نفسه عن وجع الدماغ
بصتلها فاطمة باستخفاف، عارفة كويس إن بنتها ساذجة ومش مدركة للي بيحصل، أما بدوية فكانت بتتابع الأمور بصمت.
فتحت باب غرفتها ودخلت وهي بتقفله بإنهاك، سرعان ما اتجمدت لما شافت اللي نايم على سريرها، حاطت رجل على رجل وماسك جهاز لوحي بين إيديه، سرعان ما سابه وهو بيشهق بحماس وبيهتف_أنتِ جيتي ياما!
نزل على طول وهو بيجري عليها وضمها من خصرها وهو بيقول_استنيتك كتير أوي!
كان جسدها متيبس تمامًا من تشبثه بيها والاحاسيس الغريبة اللي اتسللت جواها، نزلت عيونها ليه وهي بترمقه بحيرة، مش قادرة تتصرف لحد دلوقتي معاه، ولكن لاحظت إنه طفل افتقد حنان والدته وما صدق إن حد ممكن يعوض ده، بس هي المفروض متقدملوش ده
المفروض إنها هتمشي من هنا
بعد ما تنهيهم كلهم اللي أولهم أبوه!
لوهلة لقت نفسها بترفع إيديها وبتربت على شعره، يمكن لو ابنها اللي اجهضته كان اتولد كان بقى مقارب من عمره إلى حد ما
معقولة كان هيبقى شبهه؟
بالملامح البريئة والشعر الغزير اللي نازل على عينيه
حست إنها هتكره نفسها لو دفعته أو نفرته، في النهاية هو مجرد طفل ملوش ذنب
ولكن مسيره لما يكبر هيبقى نسخة منهم!
بعد عنها وجذبها من إيديها وأجبرها تمشي معاه لحد ما وقفوا عند السرير، اتسلقه هو وطلع قعد عليه، ومسك جهازه اللوحي، فقعدت هي وراقبته بتردد، أما هو كان مندمج واتكلم_هذي اللعبة اسمها توم
قطة بتتكلم ياما
وجواه بيبقى فيه لعب كتيــر أوي
وبقالي كتير عاوز أخلص الدور هذا بس مش عارف
ينفع تساعديني ياما؟!
حست لوهلة بالضيق من الكلمة، لإنها كانت بلهجة مختلفة عن اللي متعودة عليها، فخدت منه جهازه اللوحي وقالت_أول حاجة مش هتقولي ياما وهتقولي يا يقين عادي
غامت عيونه بالحزن ورد وهو بيمط شفايفه بطفولية_بس أنتِ أمي
وأنا كان نفسي أقول لحد ياما ويبقى أمي فعلًا، أنا بقول لأمي فاطمة ياما بس هي جدتي، وبقول ياما نوارة وياما راوية وياما عهود بس هما مش أمي!
رفع عيونه ليها اللي كانت مليانة دموع واختلطت بشرته بالحمرة وكمل بشفايف مرتعشة_بس أنتِ مرت أبوي
وهو قالي إنك كيف أمي
أنتِ مبتحبينيش عشان كذه مش عاوزاني أقولك ياما؟!
لوهلة حست بنغزة بتتسلل لقلبها لما لقت نفسها بتكسر بخاطر طفل يتيم فقد والدته في ظروف بشعة، فلقت نفسها بتضمه لصدرها وهي بتملس على شعره وبتقول_لا خالص والله مين قال مبحبكش
خلاص متزعلش قولهالي عادي
بعدته عنها واحتوت وشه بين إيديها وهي بتقول بابتسامة_بس قولي يا ماما بلاش ياما دي
اتحمس الطفل وهتف وهو بيتنطط على السرير بحماس_ماما كيف المصراوية ما بيقولوها؟!
داعبته وهي بتزغزغه وبتقول بنفس طريقته_أيون كيف ما المصراوية ما بيقولوها
صرخ الطفل بحماس وهو بيقفز عليها أما هي بقت تضحك بصوت عالي وهي بتداعبه وبتزغزغه، لوهلة نسيت كل البغض اللي كان جواها، واتبدلت لمشاعر أمومة نقية بدون شوائب..

طلع لغرفته عشان يغير هدومه لتانية مناسبة، لأنه هيروح يتابع مع أخوه تفاصيل الشحنة اللي هتطلع فجر التلات زي ما اتفقوا، يعني ميعاد خروجها كان النهاردة بالليل، عدى من جنب غرفتها ولكن لوهلة سمع صوت همس جوا وكإن فيه حد معاها
عقد حواجبه بتعجب، واتحرك ناحية الباب، مال براسه عليه شوية يسمع، وبهدوء شديد فتح جزء من الباب، سرعان ما اتسعت عيونه بدهشة
كانت هي وجواد قاعدين على السرير، مريحين ضهرهم عليه، وحاطين هما الاتنين رجل على رجل، في حين جواد كان شبه في حضن يقين وهو بيلعب بجهازه اللوحي، أما يقين فكانت بتداعب خصلات شعره وهي بتقول_تعرف إن كان في بطني  نونو جميل زيك؟
اتعدل جواد باهتمام ورفع عيونه ليها، ومد إيده حطها على بطنها وهو بيقول_نونو هنا؟
ضحكت برقة وحطت إيديها هي كمان على بطنها وأومأت وهي بتقول_أيون نونو هنا
عقد جواد حواجبه وقال_وهو لوين راح؟
ضمت يقين شفايفها، واتبدلت نظراتها للحزن وقالت_باباه مكانش عايز يبقى عنده نونو
فعشان كده راح عن ربنا
اتسعت عيون جواد وشهق وهو بيقول_أبوي أنا؟!
ضحكت يقين وهي بتعبث بخصلاته وقالت_لا مش أبوك أنتَ
زمجر جواد وهو بيبعد إيديها بعصبية فبالفعل بعدت إيديها لما اتعصب، وبوش محمر قال_طب وأنتِ كنتي عاوزاه؟
شردت في الفراغ، ورجعت الذكريات تجول في بالها، افتكرت رغبتها المستميتة في إنها تحافظ على طفلها، وافتكرت خلافاتها مع يوسف في الوقت ده لحد ما استسلمت لرغبته واجهضته، غمضت عيونها تمنع دموعها، ورجعت فتحتهم وهي بتقول_أوي
كنت عايزاه أوي
بس خلاص هو سبقني للجنة
اتبدلت نظرات عامر للحزن وهو بيراقب ملامحها اللي باين عليها الألم، أما جواد فملس على وشها وقال ببراءة_متزعليش، أنا موجود خلاص 
ابتسمت على كلامه وضمته لصدرها، ضحكت وهي بتقول_يا خوفي لما تكبر تبقى شبه أبوك بعد البراءة دي!
ضحك عامر في الوقت ده وهز راسه بقلة حيلة، حتى مع ابنه مضيعتش فرصة وبتغتابه برضه! 
اتعدل وخبط على الباب عشان ينبهها، فبعدت جواد عنها بسرعة لما شافته داخل الأوضة، واتعدلت على السرير، قرب عامر بخطوات مترددة، فجري جواد عليه وهو بيصرخ_أبوي!
شاله عامر بسهولة، وداعبه وهو بيقول بحنان_كيفك يا بطل 
رد جواد_زين يا أبوي
كنت قاعد مع ماما وخلصنا أدوار اللعبة كلها
عقد حواجبه بتعجب وردد_ماما؟!
فقال جواد بحماس_أيوه، قالتلي أقولها ماما كيف ما المصراوية ما بيقولوا
وجه نظراته ليها، فاتنحنحت هي بارتباك وبررت قائلة_أنا بس
قولت مكسرش بخاطره عشانه طفل صغير يعني و...
_شكرًا...
قاطعها بكلمته اللي ألجمتها تمامًا، كان بيبصلها بنظرات مليانة امتنان، السعادة اللي على وش ابنه واحساس إنها عوضته عن غياب أمه خلته يحس بالامتنان ناحيتها، سكتت هي ومقدرتش ترد، بل ارتبكت بشكل ملحوظ وبعدت عيونها عن نظراته
نزّل جواد على الأرض وقاله_يلا انزل لتحت عشان تتعشى
وجه جواد نظره ليقين وسأل بتوسل_مش هتاكلي معانا يا ماما؟!
فاتكلمت يقين بسرعة وارتباك_لا مرة تانية عشان تعبانة
هز الطفل راسه وخرج وهو بيقفز بحماس لتحت، فضلت يقين وعامر في الغرفة لوحدهم، أما عامر كان مسلط نظره عليها، لحد ما قطع الصمت واتكلم_جواد كان متأثر أوي بعدم وجود أمه
رغم إنه مش فاكرها عشانه كان صغير، بس دايمًا كان حاسس إنه ناقصه حاجة عن ولاد عمه
رغم إن مراتات عمامه وعمته وجدته ما قصروا، بس هتفضل الأم شي تاني برضك
هزت راسها بتفهم وهي ضامة شفايفها بأسى، أما هو فقرب خطوتين منها وكمل_أنا شكرتك بس عشان فرحتي جواد حتى لو لوقت قليل
وكمان عشان ما اخذتيهوش بذنبي
رفعت عيونها ليه وبقوة قالت_أنا مش زيك يا عامر
أنا عندي قلب وبعرف أميز كويس
حتى لو كان ابنك فهو مجرد طفل أمه اتقتلت وهو صغير
يمكن كل ذنبه إنك أبوه
بهت تمامًا قصاد فظاظتها لما فصلته عن الحالة اللي كان فيها، فزفر بضيق وقال وهو بيمسح وشه بكفه_يا ساتر عليكي مابتكملي جيميلك أبدًا!
اللسان هذا ما بيعرف غير إنه يحدف طوب يشبه دماغك اليابسة!
رفعت حاجبه وبتهديد قالت_خد بالك أنتَ بتقل أدبك وأنا ساكتالك!
اندهش وقال_كده وساكتة؟
أومال لو اتكلمتي هتقولي إيش!
سكتت ومردتش عليه، أما هو فاتنهد شوية، وبعدين لقى نفسه بيبص لعيونها وهو بيقول_فيه حاجات كتير أوي متعرفيهاش يا يقين هتغير حاجات كتير أوي في نظرك
بس سايبها لوقتها..
عقدت حواجبها بتعجب غير مدركة لمقصد كلامه، قرب منها في الوقت ده وهو مسلط نظره عليها، مد إيده ولمس شعرها فانتفضت وهي بتبعده باستنكار وبتبصله بنظرات تهديدية، أما هو فرفع إيده باستسلام وقال_كنت بشيل الرمل من على شعرك!
ضمت نفسها وهي بتقول بضيق_اقدر أشيله بنفسي شكرًا
مطلبتش مساعدتك!
بصلها بنظرات مشتعلة بالغيظ، عض على شفايفه وهو بيرفع قبضته بتهديد إنه هيضربها، فرفعت حاجبها بتحدي، ولكن في النهاية نزل إيده وسابها وخرج وهو بيرزع الباب وراه، ورغمًا عنه لقى نفسه بيبتسم وبعدها راح لغرفته.
أما هي ففضلت بصة على أثره شوية، وبعدين راحت قعدت على السرير وهي بتفكر في اللي ممكن يحصل بعد النهاردة..

                           ****

كان الوقت اتأخر شوية، سمعت صوت خطوات برا غرفتها، كانت عارفة كويس إنها ليه، وبالفعل كان خد هو شاور، غير ملابسه لتانية رسمية غير الجلباب اللي كان لابسه عشان تسهل حركته أكتر، نزل لتحت وهو بيلبس ساعته، أما هي فاتحركت وخرجت لبلكونة أوضتها، وقفت تتابعه وهو خارج لوحده مديها ضهره ولكنه اتوقع وجودها، اتلفت واندهش لما لقاها واقفة ومربعة إيديها وهي بصاله بنظرات غامضة مفهمهاش، ومفهمش سبب إنها واقفة في الوقت ده، ولكنه محطش في دماغه وراح ناحية المزرعة
تحديدًا المستودع اللي كان ولاد عمه واخواته مستنيينه فيه
دخل لجوا، فقابله فارس اللي اتكلم_كل شي تمام ياخوي
ظبطنا الصناديق واللي فيهم، ويدوبك على إنهم يخرجوا في العربية
ربت عامر على كتفه، وزي عادته ابتدى يتفحص محتوى واحد من الصناديق عشان يتأكد من الجودة، وجت الشاحنة في الوقت ده، وابتدى الرجالة يرفعوا الصناديق ويرصوها في قلبها، الموضوع ده خد منهم وقت كبير
لإنه بيبقى مرهق
غير رفع الصناديق لوحدها 
وبعد وقت طويل اتحركت الشاحنة وخرجت من المزرعة، ووراها عامر وولاد عمه ورجالتهم  بعربياتهم الضخمة ذات الدفع الرباعي واللي بتكون مناسبة للطريق الصحراوي، عشان يتابعوا خط سير الشحنة ويتأكدوا من خلو أي خطر ممكن يحصل، ولكنهم كانوا بيسيروا من نص الصحراء بعيدا عن الطرق الرئيسية تمامًا متحركين في طرق مش أي حد ممكن يقدر يسير فيها غير لو حد دارس الصحراء كويس، وعلى بُعد كان عامر بيراقب الشحنة عشان ميلفتوش الانتباه
افترقت العربيات في الوقت ده، وبقوا محاوطين الشاحنة بس من بعيد، بحيث يراقبوها من على بُعد، ونزلوا كلهم من عربياتهم يتابعوها، وكان بين إيدين عامر منظار ليلي يراقب منه
مشيت الأمور بطريقة طبيعية زي ما اعتادوا، كل لحظة يتأكد من رجالته باللاسلكي إن مفيش مشاكل، وبالفعل كان المكان خالي تمامًا مفيهوش غيرهم
اتطمن عامر في الوقت ده لما أدرك إن الشحنة هتمشي بشكل سليم، وقرر يرجع للبيت، ولكن فجأة بهت واتجمد تمامًا مكانه لما ظهرت عربيات شرطة كتيرة من العدم فجأة.
فهتف فارس بصدمة_لا
لا
إيش اللي بيصير هذا!
في حين تمتم عايد بذهول_مش ممكن!
أما عامر فكان عاجز عن الرد تمامًا، بيتابع عربيات الشرطة اللي منعت الشاحنة من السير، وبعدها نزل رجالة الشرطة وهما مصوبين سلاحهم على السائق اللي نزل وهو رافع إيده باستسلام، وأجبره واحد من الضباط إنه ينام على بطنه ويكتف إيده ورا ضهره، في حين باقي الضباط فتحوا الشاحنة، ونزلوا واحدة من الصناديق وفتحوه بعنف وبعد تدوير جواه طلعوا صناديق صغيرة اللي فتحوها واكتشفوا إنها أسلحة 
فهتف واحد من الضباط_لقينا اللي عاوزينه يا باشا
فاتكلم رئيسهم بعملية_خدولي الصناديق دي باللي فيهم.
وجه نظره بشر للسائق وردد من بين أسنانه_أما أنتَ فوقعتك سودة أنتَ واللي وراك!
شاور للعساكر اللي جذبوا السابق بعنف واجبروه يقف وبعدين قيدوه بالكلابشات، أما السائق فابصرار قال_محدش ورايا، أنا شغال في الأسلحة الخفيفة مع نفسي!
ابتسم الضابط باستهزاء وقال_هنشوف،
هنشوف هتفضل محاميلهم ولا لا
خدوه!
وعلى بُعد كان حاسس عامر بالذهول، متابع اللي بيحصل بملامح باهتة وهو حاسس بالعجز، شد زايد على شعره بجنون وهتف_اعمل حاجة ياخوي
شقانا بيروح!
جري عليه فارس اللي كان بدأ ينهار بسبب شحنته اللي خربت ومسك عامر من كتفه وهو بيهزه بجنون وبيصرخ_اتصرف يا عامر
اتصرف ياخوي
اعمل حاجة ليش واقف!
أما خالد فهز راسه بيأس وبعيون متسعة قال_أنا مش مصدق
أول مرة تصير معانا!
نزل فارس على ركبه بإنهيار وهو بيشيل الرمل بإيده وبيشدد عليه بعيون حمرا مليانة حسرة وغضب، وعامر واقف مكانه مش عارف يعمل حاجة من الصدمة، كإنه عقله اتشل تمامًا
عمرهم ما اتعرضوا للموقف ده، دايمًا الشحنات بتعدي بسلاسة
ولكن ازاي الشرطة قدرت تعرف الطريق ده
إلا إذا
كان متبلغ عنهم قصد!
حس باهتزاز تليفونه في جيبه على غير العادة لإن من النادر تلاقي شبكة هنا، طلعه وبص فيه كانت رسالة من رقم مجهول مضمونها 
"وش رأيك؟
عجبتك مفاجئتي؟
قولتلك قبل كده أنا وراك وراك يابن الزيات"
محتاجش يفكر دقيقة زيادة على بعض وقدر يعرف إنها من عزيز
ولكن غير عزيز
في جاسوس تاني غيره
جاسوس جوه البيت ومفيش غيرها قدامه
شدد قبضته على التليفون بعنف لحد ما ابيضت، وجز على أسنانه بقوة، ومن وسط الظلام الدامس كانت عيونه هي اللي بتلمع بشر غير مسبوق
بشر هي لسة مداقتهوش ولكن الظاهر وقته جه...

يتبع 

         الفصل الثالث عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات