رواية عقيق إل دورادو الفصل السابع7والثامن8 بقلم منه ممدوح البنا


 رواية عقيق إل دورادو الفصل السابع7والثامن8 بقلم منه ممدوح البنا

بسبب تعب جدتها المفاجئ مقدرتش ترجع للمملكة لأيام، رغم إن فضولها هيقتلها عشان تعرف تفاصيل كتير خاصةً من الكاهن سلطان، ولكن للأسف مكانتش هتعرف تسيب جدتها لوحدها، اتعمدت إنها تقلع السلسلة وقت نومها عشان متتنقلش للعالم التاني من غير ما تاخد بالها، وبعد ما اتطمنت إن جدتها نامت وأخدت علاجها كله رجعت لأوضتها ووشها باين عليه الإرهاق، اتمددت على سريرها وهي باصة للسقف بشرود، بتفتكر كل الأحداث اللي عاشتها هناك
لوهلة اتمنت إنها تكون من عالم زي ده
كل حاجة فيه دافية وجميلة
بعيدًا عن مكائد بدر ليها يعني!
لوهلة لقت نفسها بتضحك لما افتكرت آخر موقف بينهم لما بارزها بالسيف، احداث مكانتش تتخيل إنها تعيشها أبدًا
وبعد تفكير طويل غرقت في نوم عميق...

_أنتِ فين يا ضي القمر
أنا ما صدقت لقيتك
متبعديش...
فتحت عينيها على صوت النداء بالصوت المألوف ليها، كانت في قلب غابة مظلمة مليانة بالأشجار شاهقة الطول، اتلفتت حواليها وهي بتدور على مكان الصوت وقلبها بينبض بخوف ونادت بصوت عالي_أنتَ فيـن!
_ضي القمر!
بقت تتلفت بجنون أكتر وهي بتحاول تلاقيه، كإنها زي الغريق اللي بيتعلق بقشاية، تايهة بتدور على وطنها!
اتحركت بحذر بين الأشجار وهي ما زالت بتتلفت عليه، لحد ما وقفت مكانها لما شافته واقف من على بُعد، مش باين من الضلمة غير هيئة جسمه اللي منعكس عليها ضوء القمر الخفيف.
اتحركت ناحيته بخطوات بطيئة متمهلة وكل ما بتقرب منه بتتسع ابتسامتها، شافته وهو بيفتح إيده ليها وبيشاورلها تقرب، فزودت من سرعتها لحد ما بقت قدامه، رفعت عينيها ليه فهمس هو بنبرة عذبة مليانة ألفة وكإنه بيتلذذ باسمها_ضي القمر...
ابتسمت باتساع وفي الوقت ده ظهر نور قوي في المكان كإنهم بالنهار، ووضحت ملامحه المحببة ليها، بعيونة البنية وخصلات شعره الفاتحة اللي نازلة على عينه، اتنهدت هي وتمتمت_بــدر....
انتفضت من نومها وهي بتتنفس بصوت عالي، حطت إيديها على صدرها وهي بتحاول تتمالك نفسها وبتتمتم_يا ساتر يارب
جاثـوم!
عدلت خصلات شعرها اللي ثارت على وشها ورجعتهم لورا وهي بتكمل_حتى مش عاتقني في أحلامي!!
لوهلة تداركت الأمر، الأحلام اللي بتجيلها من بعد ما بقى عمرها ١٨ سنة بشكل غريب ومتتابع، كلهم عبارة عشان شخص بنفس الهيئة والصوت بيدور عليها لحد اليوم اللي  جت فيه هنا وأخدت السلسلة، افتكرت الحلم اللي قالها فيه إنه مستنيها من زمان!
وقتها اتوسعت عينيها بدهشة، الظاهر إن هي المُختارة من زمان فعلًا، من وقت ما دخلت العالم ده وصوت بدر مألوف ليها بشكل كبير
معقولة تكون هي المُختارة فعلًا!
حست إنها على وشك الجنون من ربط الأحداث حواليها، لازم ترجع لسلطان بعد ما تتطمن على جدتها 
الظاهر الموضوع أكبر منها بكتير ومترتب من زمان...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دخلت المملكة وعلى وشها معالم الاستغراب، لأول مرة تلاقي السوق مش شغال، الطرقات فاضية ومش زحمة، إلا من بعض الناس القليلين جدًا واللي كانوا بيجروا بطريقة غريبة
كملت مشي ومقلش الاستغراب اللي على وشها، لحد ما قربت من القصر الملكي، وقتها جري قائد الحرس بسرعة ناحيتها بمجرد ما شافها وهو بيقول_أخيرًا ظهرتي يا مولاتي، بندور عليكي بقالنا أيام
لو مكنتيش ظهرتي النهاردة كنتي هتبقي في مشكلة كبيرة مع الملك!
عقدت حواجبها بتعجب ولسة هتتكلم ولكن لقت قائد الحرس بيتلفت وبينادي باسم جولينهار، دقايق وخرجت البنت اللي كانت معاها في الجناح قبل كده اللي أول ما شافتها اشرقت ملامحها بسعادة وجريت عليها وهي بتقول_مولاتي!
الحمدلله إنك بخير
مشيت معاها ضي وهي بتتلفت حواليها بتعجب، القصر كان مليان توتر غريب، الساحة موجود فيها عمال كتير بيجروا حرفيًا حوالين نفسهم وهما شايلين معدات كتيرة، فسألت باستغراب_هو فيه إيه هي الناس كلها بتجري ليه؟!
ردت جولينهار بحماسة_النهاردة يوم التأسيس يا مولاتي، الترتيبات لازم تقوم على قدم وساق، أي غلطة ولو صغيرة عقابها هيبقى رادع
محدش حمل غضب الملك لو الاحتفال متمش زي ما هو عايز
رددت ضي_يوم التأسيس!
دخلت لجوا طرقات القصر فقالت جولينهار_كل سنة بيبقى عندنا يوم أسمه يوم التأسيس، الذكرى السنوية لتأسيس مملكة إل دورادو العريقة، بنحيي فيها ذكرى الملك المذهب اللي بيكون الملك الأكبر واللي من نسله الملك رسلان والأمير بدر
مطت ضي شفايفها وهي حاسة بالانبهار، فكملت جولينهار_الحقيقة يا مولاتي الملك قلب المملكة عليكي، افتكرنا صابك مكروه!
طمنتها ضي وهو بتقول ببساطة_لا متقلقيش أنا بس خرجت برا حدود المملكة وتوهت شوية
بصتلها جولينهار بتعجب، كان سببها غير مقنع تمامًا، خاصة ملابسها الغريبة اللي هي لابساها عكس آخر ملابس شافوها بيها ولكنها فضلت متعلقش مهما كان فـ ضي هي الملكة المنتظرة مينفعش أي تجاوز معاها، فقالت_المهم إنك بخير يا مولاتي، لازم نروح جناحك دلوقتي عشان نجهزك، لازم تظهري بأحسن مظهر خاصة إن الاحتفال ده هيضم ملوك وأمراء ممالك كتيرة
وقفت ضي باعتراض وهي بتقول_لأ
لازم أشوف سلطان الأول
عقدت جولينهار حواجبها بتعجب من طلبها وقالت_الكاهن سلطان؟!
هزت ضي راسها ببساطة، فاستنكرت جولينهار وقالت_بس يا مولاتي...
قاطعتها ضي_لا من غير اعتراض، لازم اشوفه دلوقتي، الموضوع مهم
خديني ليه
رغم التردد اللي كان ظاهر عليها إلا إنها وافقت قصاد الحاح ضي خوفًا من إنها تشتكيها للملك وغيرت طريقها للمكان اللي بيقعد فيه سلطان، ولكنها رغم ده قالت بقلق_أنا هوصلك لوكره لكن مقدرش ادخل معاكي يا مولاتي 
سلطان مخبول وتصرفاته مش متوقعه
ابتسمت ضي بقلق، هي كمان خايفة منه، خاصة بعد الاستعراض اللي عمله قدامهم، ولكن مكانش قدامها حل تاني فهزت راسها بتفهم
لاحظت إنهم بيغيروا طريقهم لممرات تحت القصر، وكل مدى والجو بيبقى مظلم أكتر، لحد ما لقت نفسها تحت في سرداب حالك السواد، اتحركت جولينهار ووطت ومسكت حاجة من على الأرض، وبعدها ظهر ضوء خافت فشافت في إيديها مصباح جواه شمعة هو اللي منور واللي الظاهر كانت عارفة مكانه، ادته ليها جولينها. فخدته ضي بتردد، وبعدها اتجهت لواحد تاني اشعلته وشاورتلها تتقدم، فارتبكت ضي وهي بتقول_أنتِ متأكدة إن سلطان عايش في الانقاض هنا
ردت جولينهار بصوت هامس_قولتلك يا مولاتي
الكاهن سلطان مش طبيعي، ومش أي حد يقدر يدخل وكره
أخدت ضي شهيق طويل زفرته على مهل وهي بتقول_ربنا يستر
وصلوا أخيرًا لآخر الرواق، رفعت ضي إيديها بالمصباح فشافت قدامها باب ضخم من الخشب العتيق واللي كان متشرخ وكإن المكان مهجور، اتكلمت جولينهار في الوقت ده_وصلنا يا مولاتي
هضطر أسيبك، مقدرش أغامر وأدخل لجوا
بصتلها ضي بتوسل ولكن جولينهار رفعت اكتافها بأسف وبعدين انحنت بخفة وسابتها ومشيت فقالت ضي_جولنار
يا جولنار
طب عشان خاطري!
ولكنها اختفت عن انظارها تمامًا، اتلفتت في الوقت ده تبص للباب وهي حاسة إنها على وشك البكاء من الخوف اللي حاسة بيه، بلعت ريقها برعب ورفعت إيديها وخبطت على الباب ببطئ لوهلة اتنفضت لورا بهلع لما لقت الباب بيتفتح لوحده مصدرًا صوت تزييق جامد، لوهلة فكرت إنها تلف وتجري، ولكن فعلًا كانت محتاجة اجابات للاسئلة بتاعتها، شجعت نفسها ودخلت بحذر وهي بتتفقد المكان، كان عبارة عن وكر كبير جدًا باضاءة صفرا، زي البيت المهجور، مش أنيق ولا مترتب زي بقيت القصر، موجود طاولات كتيرة عليها برطمانات تحتوي على أنواع غريبة من الزواحف والحشرات، ده غير القدر الكبير اللي كان على النار واللي كان بيغلي بسائل لزج باللون الأخضر!
وعلى جمب تاني كان فيه مكتبة عتيقة مليانة كتب كتيرة جدًا عليها كمية تراب وأعشاش عنكبوت
لوهلة حست بالاشمئزاز من المكان اللي كانت اجواؤه بترهب النفوس!
اتحركت بتردد ناحية المكتبة وهي بتشوف العناوين اللي مكتوبة بلغة غريبة شافتها مرة واحدة بس تحت لوحة بدر اللي متعلقة في القصر، مدت إيديها عشان تمسك الكتاب ولكنها انتفضت وهي بتصرخ بهلع لما ظهر الكاهن قدامها مرة واحدة وهو بيقول_أخيرًا جيتي برجلك!
حطت إيديها على قلبها ووقفت تبصله بغيظ شديد، أما هو فابتسم ابتسامة اظهرت اسنانه الصفرا وانحنى وهو بيقول بسخرية_بعتذر يا مولاتي
خضيت جنابك 
وقعت بأنظارها على الضفدعة اللي على مقدمة عصايته واللي كانت بتبصلها وهي بترمش ببطء وبسخرية، وبعدين بصت لسلطان اللي قال وهو بيديها ضهره_عادة ممنوع دخول أي حد هنا وإلا مصيره هيبقى الجنون
ولكن...
اتلفتت ناحيتها مرة واحدة ووجه العصاية ليها فاتراجعت لورا وقال_أنتِ استثناء يا ضي القمر
حد إيده على دقنه وهو بيقول ببلاهة_وعقيق برضه كانت استثناء!
فتحت بوقها عشان تتكلم ولكن قاطعها لما قال_أنا عارف أنتِ عايزة إيه
رفعت حاجبها وقالت_إيه؟
_اجابات
قالها ببساطة وهو بيبصلها بنظرة ذات مغزى خلى ملامحها اتبدلت للدهشة، فرجع كمل_عايزة اجابات لكل الاسئلة اللي في دماغك
قربت منه بتوسل وهي حاسة إنها على مشارف الجنون، وقالت_عايزة اجابات فعلًا
ومقداميش حد غيرك
أنا عارفة كويسة إنك مدرك أنا مين أو جاية منين
أنتَ لمّحت بده، والأكيد إن محدش في المملكة دي غيرك عارف السر ده 
قرب ولف حواليها وهو بيبصلها بتقييم و بيقول_مدهش
ذكية
عبقرية
ولماحة
ولكن اجاباتك مش عندي، لإنك عارفة الاجابات كويس أوي يا ضي القمر، عارفة زي ما أنا عارف إنك ربطتي الاحداث!
اتوسعت عينيها بدهشة ورددت_أنتَ ازاي؟!...
أنتَ إيه!
وقف مرة واحدة قدامها ورفع العصاية لفوق وهو بيقول ببساطة_أنا سلطان المجنون
مجرد عجوز عفى عنه الزمن!
كانت الدهشة متشالتش من على وشها، فكمل_مصيرك يا ضي القمر مربوط من زمان
من قرون في عالمك 
من وقت ما عقيق لقت السلسلة
حملك لدم عقيق هو أكبر لعنة صابتك..
قالت بصدمة_يعني أنا الملكة المنتظرة؟!
خبط بالعصاية على الأرض فاتنفضت الضفدعة وهي بتصدر صوت معترض، وقال_قدرك متحدد من ولادتك يا ضي القمر
هيحصل اللي مكتوب بس
هيحصل اللي مكتوبلك
خبط مرة تانية بالعصاية بقوة، فاتملى المكان بغبار عنيف جدًا لدرجة إن الرؤية اتشوشت ومبقتش قادرة تتنفس أو تشوف كويس، فضلت تكح بعنف وهي بتحاول تزيل الغبار من الهواء من حواليها، وبمجرد ما اختفى ووضحت الرؤية اتجمدت تمامًا لما لقت نفسها برا
قدام الباب!
اتلفتت تبص للباب وهي بتقول_والله؟
لا بجد والله؟!
ادركت إن سلطان شبه طردها، هي مش هتقدر تاخد منه معلومة مفيدة، الظاهر إنه عجوز اتجنن وعفى عنه الزمن فعلًا، أو يمكن هو راجل مش سهل بيخرج الكلام منه بحذر!
دبت برجليها على الأرض بغيظ، وبعدين وطت خدت المصباح واتحركت لبرا السرداب، وبمجرد ما طلعت لنور القصر لقت جولينهار مستنياها برا اللي أول ما شافتها جريت عليها بلهفة وهي بتقول_أخيرًا
أنا قولت المجنون ده قتلك واستخدم دمك لوصفة من وصفاته المجنونة!
بصتلها ضي بسخرية وقالت_لا كلك واجب فعلًا يا جولنار
_جولينهار يا مولاتي!
صححت بحياء فعلقت ضي بسخرية_قال يعني كده اللي بقى مفهوم أوي!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقفت قصاد المراية تبص لهيئتها الخرافية بأعين متسعة من الانبهار بعد ما انتهوا من تزيينها، كانت لابسة فستان ضخم مكون من عدة طبقات زي عادة الفساتين الملكية هنا، باللون السماوي المنقوش بجزء من قدام باللون السكري نازل بعدة طبقات، وبيزينه من على الصدر فيونكة كبيرة، نازل بأكمام واسعة من عند المعصم مخروطية الشكل اقل كلمة تُقال عنه إنه مبهر!
عملو تسريحة رقيقة لشعرها وزينوه بقطع من الأحجار الكريمة الملونة، وتاج صغير جدًا مصحوب بوشاح نازل على ضهرها
لفت حوالين نفسها وهي بتقول بانبهار_رهيب!
ولا كإني في العصر الفيكتوري!
رددت جولينهار بتعجب_عصر إيه يا مولاتي؟
بصتلها ضي بنفاذ صبر واشاحت بإيديها بلا مبالاة وهي بترجع تتأمل التفاصيل اللي الموجودة في الفستان والاكسسوارات اللي لابساها، لحد ما دخل واحد انحت باحترام وهي بتقول_مولاتي
جلالة الملك مستنيكي في جناحة قبل بداية الحفلة
رفعت فستاتها التقيل جدًا عشان تروح معاها، وبمجرد ما اتحركت اتكعبلت في طبقة من طبقات الفستان ووقعت على الأرض، جريوا كلهم ناحيتها عشان يلحقوها ولكنها شاورتلهم إنهم يقفوا وهي بتقول_أنا كويسة
اتحاملت على نفسها عشان تقف لحد ما عرفت، وجت تتحرك اتكعبلت مرة تانية ووقعت على الأرض
فصرخت بغيظ وهي بتضرب على الفستان وبتلعن اليوم اللي فكرت تلبسه فيه...

_مش معنى إني إديتك حريتك زي ما طلبتي إنك تختفي بالأيام من غير ما نعرف عنك حاجة وترجعي بمنتهى البساطة!!
قالها الملك بنرة قوية وهو رافع وشه بشموخ، في حين ضامم كفوفه ورا ضهره وبيبصلها من فوق لتحت، فقالت ضي بتبرير_أنا بس خرجت وحصلت ظروف مقدرتش ارجع للمملكة بسهولة و...
اتكلم الملك رسلان بغضب وقوة_اسمعي يا ضي القمر، أنا مش عايز قصة عقيق تتكرر، كانت غلطتي الوحيدة إني محاولتش أدخل جواها واعرف اسرارها، لكن صدقيني مش هكرر الغلط ده مرتين
من هنا ورايح هتفضلي تحت عيني
حرة آه ولكن مش هسمح إنك تخرجي لوحدك أبدًا
هيفضل متابعك على الأقل اتنين من الحراس
لحظك بس إن النهاردة يوم مهم في المملكة وإلا كنت وجهتلك عقاب رادع!
فتحت بوقها عشان تتكلم، ولكنه قاطعها لما رفع كفه في وشها، وبعدين شاورلها تمشي، فاتحركت بالفعل وخرجت بعد ما بصتله بغيظ شديد وتمتمت_حقها تيتة عقيق والله تطفش منك!

بدئت مراسم الحفل واللي كانت مهيبة للغاية، دخلت فرقة ملكية تعزف وتدق الطبول، وبعدين خرج الملك رسلان واللي كان في أبهى طلة وهو لابس تاجه اللي مليان بالأحجار الكريمة وماسك صولجانه، صعد على عرشه ووراه الأمير بدر واللي مكانش يقل عنه ولكن الفرق
وسامة الشباب!
لوهلة خطفت طلته انفاس ضي اللي كانت بتتامله باعجاب واضح، بصلها هو بطرف عينه اللي اتجمدت بمجرد ما شاف هيئتها الجديدة عليه واللي كان ملفتة لدرجة
الهلاك!
بعد نظرة الانبهار دي لاحظت إن عيونه بتموض بنظرة غريبة مقدرتش هي تفسرها ولكن المتأكدة منه إنها نظرة مش عادية تمامًا.
كان الحفل مليان بشكل رهيب، شعب المملكة كله موجود بيحتفلوا باليوم العظيم بالنسبالهم، ده غير ملوك وأمراء الممالك التانية واللي باين عليهم من ملابسهم الرسمية والمجوهرات هما مين
وقفت الموسيقى مرة واحدة، ووقف معاها الملك رسلان من مكانه وهو بيحيي شعبه بإيديه، وابتدى يتكلم براس مرفوع بشموخ_سعيد جدًا بحضور أصدقائي الملوك من الممالك الأخرى عشان يشاركوني اليوم العظيم ده
يوم تأسيس مملكة إل دورادو العظمى
واللي أسسها من قرون الملك الأكبر
الملك المذهب..
ارتفع التسقيف في الوقت ده من كل الحضور، فرفع إيده وتلقائي سكت الجميع، فكمل كلامه_حبيت أخليي احتفال مميز يليق بتاريخ المملكة وبتاريخ الملك المذهب اللي فنى عمره لأجل المملكة دي 
واللي بقسم أنا الملك رسلان ملك مملكة إل دورادو العظمي
شاور في الوقت ده ناحية بدر وكمل_وولي العهد المنتظر الأمير بدر رسلان بإننا هنفني عمرنا في سبيل إن المملكة تزدهر
ارتفع صوت التسقيف مرة تانية، فانحنى بدر والملك تلقائي عشان يحيوهم، في حين إن ضي كانت بتراقب كل اللي بيحصل ده بملامح وش باين عليها البلاهة من الصدمة
ابتسم الملك رسلان في الوقت ده وقال_وفي اليوم المميز ده حابب أفجرلكم مفاجأة أنا نفسي في غاية السرور منها
أقدملكم خليلة الأمير بدر والملكة المنتظرة لإل دورادو
الأميرة ضي القمر
اتجهت كل الأنظار عليها بفضول مكان ما شاور الملك، فاتوسعت عينيها بدهشة وانحبست انفاسها من الصدمة وهي بتقول_يا واقعة سودة!....

الحلقة الثامنة

_إيه اللي بتقوله ده يا مولاي؟!
كانت صدمة بدر متقلش عن ضي القمر، والده خد خطوة هو مخدش رأيه فيها أصلًا، كانت ملامحه مشدوهة ومش مستوعب الموقف اللي حطه فيه، فبصله الملك بتحذير وللأسف مكانش يقدر يغلّط الملك ويعترض على الكلام اللي قاله، ففضل السكوت بعد ما نكس راسه وضم قبضة إيده وهو بيجز على أسنانه بغضب.
كانت بتبص للناس اللي اتوجهت أنظارهم ليها بريبة، أما اللي جنبها فمالت ناحيتها وهي بتهمس_يعني أنتِ خليلة الأمير بدر؟!
_ولا أعرفه 
قالتها باندفاع خلتها تبصلها بتعجب، فكمل الملك وهو بيقول بابتسامة عريضة_مكانش ليه داعي نخبي الموضوع أكتر من كده
خاصة بعد قصة الحب الكبيرة اللي بين الأمير بدر والأميرة ضي القمر
استنكرت وهي رافعة حاجبها بدهشة وقالت_عيب لما تبقى راجل كبير وكداب!
حست إنها عايزة تجري من النظرات اللي بقت متسلطة عليها وكإنها عروسة لعبة بيقيموها، وطبعًا ده ميخلاش من نظرات البغض والغيرة من بعض اميرات الممالك التانية، خاصة وإن بدر كان يعتبر من اوسم الأمراء والأشد بنية، فاقت على العاملات من القصر عشان يساعدوها تطلع تقف جنب بدر والملك، فمشيت معاهم على مضض وهي بتبلع ريقها بقلق، لحد ما سابوها واقفة جنب بدر اللي كانت عينيه احمرت من كتر الغضب، فتمتمت بغيظ_الله يخريبيتك أنتَ وأبوك!
همس من بين أسنانه بعصبية_أنتِ تخرسي خالص، لو مكونتيش رجعتي من الداهية اللي جيتي منها مكانش كل ده حصل
ردت بضيق_داهية تبقى تاخدك أنتَ!
رفع عيونه في الوقت ده ليها يبصلها بنظرات فتاكة حست لوهلة إنه هينقض عليها يخلص عليها، فبلعت ريقها برعب، ولكن اللي أنقذها لما الملك اتكلم وهو بيشاور عليهم_سعيد الحقيقة إن الأمير بدر أخيرًا لقى اللي تناسبه، وفي أقرب وقت هندعوكم لمراسم الزفاف الملكي
ارتفع صوت التسقيف بحرارة مع صياح الشعب بفرحة على المناسبة الجديدة في المملكة، أما بدر فبعد جملة اللي تناسبه رفع عينه ليها وهو بيبصلها باستهزاء لاحظته هي فغلي الدم في عروقها وقالت_لا بقولك إيه، اظبط نظرتك دي!
دور وشه الناحية التانية ورفع إيده عشان يحيي الموجودين أما هي فكانت بتبصله بسأم، اتأوهت بألم لما لكزها في جنبها عشان ينبهها فرفعت إيديها هي بملامح متغاظة وأبتدت تحييهم في حين تمتمت_مكدبتش لما قولت إنكو عالم منخوليا والله!
اتحرك الملك ووراه بدر وضي اللي كانت بتجاهد عشان متتكعبلش بفستانها، ونزلوا عشان يندمجوا بين الحضور، كانت متضطرة تحضر ترحيبات الملك رسلان بملوك وأمراء الممالك التانية، وطبعًا مخلاش الأمر من التبريكات
رغم الأجواء الغريبة ليها إلا إنها حست بالألفة، خاصة وإن المعظم كانوا بيباركوا بحفاوة بالفعل وكانوا فرحانين من قلبهم
لوهلة حست بإن الملك ملامح وشه اتغيرت للغضب أو الضيق، نقلت بنظراتها على بدر فلقته مصوب أنظاره على مكان ما، لاحظت من على بُعد دخول مجموعة من الأشخاص واللي ملامحهم متبعثش الراحة أبدًا، وأول ما وقعت عينيهم على الملك رسلان وبدر اترسمت ابتسامة ساخرة على وشوشهم كإن كل واحد فيهم كان بيناظر غريمه، رفع بدر وشه للملك وبأعصاب مشدودة قال_مولاي!
ربت الملك على كتفه وهو بيقول_مش عايزين حاجة تعكر صفو احتفالنا
سيطر على أعصابك على قدر ما تقدر
شافتهم بيتجهوا ناحيتهم، الملك براس شامخ وكبرياء، وبدر بملامح مشدودة ومتحفزة ده غير قبضة إيده اللي كان ضاممها بقوة
اتلفتت ضي لجولينهار اللي كانت وراها وسألت بتعجب_مش فاهمة حاجة!
فردت جولينهار في حين نظراتها مثبتة عليهم_وصل ملك مملكة ازتلان يا مولاتي، كان فيه حروب طويلة بين إل دواردو وازتلان، ولكن الحروب وقفت بقالها أعوام بعد اتفاقية السلام الأخيرة، ولكن ده مقللش من البغض والعداء اللي بين المملكتين، بالعكس كل مملكة متحفزة للتانية
نقلت ضي بنظراتها عليهم لحد ما ثبتت على شخص كبير في السن من عمر الملك، ولكن على العكس كان وشه مليان ندوب عميقة وكإنه كان في معركة طاحنة، لاحظت جولينهار نظراتها فاتكملت_ده الملك ضرغام، ملك مملكة ازتلان أما بالنسبة للجروح اللي في وشه فاللي سببها ليه الملك رسلان، يمكن دي حاجة مخلية العداوة مستمرة، لإنه كل ما بيبص لمرايته، بيسوف أثر هزيمته قصاد الملك رسلان! 
واللي جمبه الملكة آريا، مراته العقل المدبر لكل شر بيحصل في المملكة،
على الشمال ابنه الأمير رئبال، يمكن أبغض من والده، كله حقد تجاه الأمير بدر لإنه قادر يلفت النظر عنه
بالفعل ثبتت نظراتها مكان ما قالت، كان شاب طويل وفي جسم بدر تقريبًا، ولكن مش بنفس وسامته، بشعر اسود غزير واصل لكتفه، وعيون زرقاء حادة مش مريحة، كانت نظراته مثبتة على بدر اللي مد إيده يسلم عليه، وبالفعل كان سلام متحفز تمامًا وأي حد يقدر يميز العداء اللي بين الاتنين.
على الجانب الآخر لاحظت البنت اللي مركزة مع بدر، بشعرها الأحمر الغجري وعيونها الزرقا مع ملابسها الملكية فكانت فاتنة، لوهلة حست بالضيق منها فشاورت ناحيتها براسها وهي بتقول_ودي؟
ردت جولينهار_دي الأميرة داريا ابنة الملك ضرغام وشقيقة رئبال، طبعًا عيلة زي دي مش هتطلع ملاك برئ وسطهم 
هزت راسها بتفهم وهي بتقول_واضح
فكملت جولينهار_ كان من ضمن اتفاقية السلام بين المملكتين إنه يتم الزواج بين الأمير بدر والأميرة داريا، ورغم إنها سعت لده كتير وحاربت عشان تقدر تملك الأمير بدر إلا إنها فشلت والأمير بدر رفض رفض تام، ولكن هي شبه ميئستش بالعكس منتظرة أقرب فرصة تقدر تقرب بيها، ده غير إنها حاولت قبل كده تشعل حرب بين المملكتين عشان بس تقدر تتجوز الأمير كوسيلة لوقف الحرب
اتوسعت عين ضي بدهشة، لوهلة خدت بالها من نظراتها لبدر، كإنها بتتعمد يبقى فيه كلام بينهم، لحد ما اتصدمت لما ثبتت نظرات داريا عليها، وكإنها عارفة هي مين كويس، اتأملت ضي من فوق لتحت، وبعدين ابتسمتلها ابتسامة خبيثة حست فيما معناها إنها غريمتها!
رغم مشاعرها اللي تكاد تكون مش موجودة ناحية بدر ولكن حست إنها في مبارزة لازم تثبت إن هي الكسبانة فيها كوسيلة إنها ترفع من كرامتها قصاد الفاتنة اللي تعتبر غريمتها!
محستش بنفسها غير وهي متجهة ناحيتهم وسط نظرات جولينهار المستغربة، راحت عندهم ولاحظت إن النظرات ثبتت عليها، فاتلفت بدر بدوره باستغراب لحد ما شافها بتقف جمبه وبتنحني وهو بتقول برقة في حين بتبص لعيونه بوداعة وهي بترمش_سمو الأمير...
رفع حاجبه باستغراب كإن حاسس إن اللي قدامه مش طبيعية، فاتكلم الملك في الوقت ده_كويس إنك جيتي يا ضي القمر عشان أقدمك لضيوفنا
بص لداريا في الوقت ده وكمل كلامه وهو بيقول بنبرة وصل مغزاها ليها كويس_الأميرة ضي القمر، خليلة الأمير بدر وزوجته المستقبلية
لوهلة اتبدلت نظرات داريا لتانية أكثر قتامة، في حين شافتها وهي بتجز على أسنانها بحقد، فانحنت ضي القمر وعلى وشها ابتسامة موجهة ليها هي بس، وسط متابعة بدر ليها باستغراب، فمال ناحيتها يهمس بتعجب_أنتِ مخبوطة على دماغك ولا حاجة؟
فردت عليه بنفس الهمس_لو عايزني اعملك فضيحة هنا دلوقتي معنديش أدنى مشكلة!
نهت جملتها وهي بتبسمله بسخافة فبادلها هو كمان بابتسامة صفراء وراها نظرات مليانة غيظ كانت هي بص اللي شايفاها، وبعد الترحيب اللي كان مصطنع بدئت مراسم الاحتفال، ارتفع صوت الموسيقى الملكية الهادية، فابتدى الكل يتجمع لساحة الرقص، الأمراء والملوك وحتى عامة الشعب ولكن كانوا سايبين الساحة فاضية من النص للأمير بدر وضي القمر وكانوا منتظرين يفتتحوا الرقصة هما
حاول بدر يتملص من الموضوع ولكن نظرات الملك حذرته من إنه يعمل حاجة تثير شك الموجودين، فاتجه ناحية ضي اللي كانت بتبص على اصطفاف المعازيم على شكل دائري بانبهار، لحد ما عقدت حواجبها بضيق لما وقف بدر بطوله الفارع قدامها وأعاق عنها الرؤية بطوله اللي كان يفوقها بمراحل، رفعت عيونها ليه فمد هو إيده ليها وقال بسأم_يلا
علقت باستغراب_يلا فين؟
_نرقص
قالها بضيق شديد وكان باين عليه إنه مجبر، اتلجلجت هي وحست بالاحراج من فكرة إنها تكون وسط الناس دي وقالت بتوتر_لأ
نرقص إيه!
مبرقصش أنا
زفر أنفاسه بنفاذ صبر وقبل ما تستوعب كان جذبها بعنف مش ملحوظ لمنتصف الساحة، وقف وهو ماسك إيد ضي وفارد إيده التانية ومنحني، فهمست ضي برعب_الله يخربيتك
الله يخربيبت معرفتك مبعرفش ارقص
رد بسخرية_من امتى وأنتِ بتعرفي تعملي حاجة!
بصتله بغيظ وقالت_هنقل أدبنا بقى!
بصلها بطرف عينه بتريقة، فارتفع صوت الموسيقى الهادية في الوقت ده، فقال هو_سيبي نفسك ليا
_أسيب إ.......
وقبل ما تكمل جملتها كانت شهقت بخضة لما جذبها ليه مرة واحدة فبقت شبه ملتصقة بصدره، مسك كف إيديها وهو بيفرد دراعها بطول دراعه وسط نظراتها المذعورة، بص لعيونها مباشرة وابتدى يتحرك بيها على أنغام الموسيقى، ومعاهم بدأ الكل يرقصوا معاهم ولكن كانت الاضواء كلها مسلطة على بدر وضي
لوهلة لقت نفسها بتتسحب قدام نظرة عيونه اللي كانت مسلطة عليها، حست إن فيه مشاعر ابتدت تتسلل ليها من درجة القرب الرهيبة بينهم، مقلش هو عنها، حس إنها مميزة، فيها شيء مختلف رغم إنه دايمًا حاسس إنها غريبة الأطوار بل ومتأكد إن وراها سر
ده غير دم عقيق اللي في اوردتها!
لقت كل حاجة بتختفي من حواليها عدا هو وعيونه وامتلاكه لجسمها اللي كان بيتحرك معاه بسلاسة، الرهبة اللي كانت حاسة بيها اختفت تمامًا بين إيديه، الرقصة كانت مبهرة كإن الاتنين كانوا مفصولين عن العالم، لدرجة إن اللي كانوا بيرقصوا وقفوا عشان يتفرجوا عليهم 
وطبعًا كانت عيون داريا الغضبانة متابعاهم من على بُعد، ابتسم الملك رسلان باتساع وهو شايف حكايته مع عقيق بتتكرر قدامه بس المرادي بطل الحكاية هو ابنه
رفع بدر كف إيده ومشاه على وش ضي، وبعدين بعدها عنه ولفها حوالين نفسها كذه مرة، وفي النهاية جذبها ليه بقوة فمالت ناحيته وهي حاطة إيديها على صدره، أما هو كان محتوي خصرها بإيديه الاتنين في حين أنفه شبه ملامس لانفها وكإنه على وشك تقبيلها!
وكانت دي نهاية الرقصة الملكية اللي ارتفع بعدها التصفيق من حواليهم خلاها رجعت للواقع بعد ما حست لوهلة إنها تاهت في بحور مشاعر غريبة ساورتها للحظات، بعدت عنه وهي بتنحني معاه ووشها ظهر عليه معالم الخجل من الوضع
وقعت عيونها على داريا اللي كانت مبتسمة ليها بسخرية وبتصقف ببرود كإنها بتستهزأ بيها، واتحركت ببطئ ناحية بدر ووقفت قدامه بعد ما ارتفع صوت الموسيقى مرة تانية وهي بتقول_دوري..
رفعت ضي حاجبها بتعجب وقبل ما تستوعب كان جذبها شخص من الحضور عشان ترقص معاه كتقليد من ضمن الاحتفال، ولكن كانت الرقصة مبتطولش وتلاقي نفسها مع شخص تاني عشان ينولوا شرف الرقص مع الأميرة، وكان الوضع ده المفروض يتم مع بدر برضه ولكن داريا فضلت متمسكة بيه وهي بتنقل نظراتها لضي باستفزاز وبالفعل قدرت تستفزها، وقبل ما تتجه ليهم كان جذبها شخص كمان ولكن مال ناحيتها وهو بيقول بهسيس_ضي القمر...
رفعت عيونها ليه بتعجب ولكن سرعان ما اتسعت بدهشة لما شافته، كان الأمير رئبال، واللي كان بيبصلها بنظرات الأسد اللي هينقض على فريسته، حست هي بالنفور منه فمال ناحيتها وهو بيقول_محصليش الشرف إني اتعرف بيكي، ولكن دي أنسب فرصة، الأمير رئبال، ولي عهد مملكة ازتلان
هزت راسها مع ابتسامة سخيفة وهي بتقول_تشرفنا
حاولت تبعد عشان تمشي ولكنه جذبها تاني وهو بيقول_مش كفاية
بصتله بتعجب، وقبل ما تتكلم كان قطع حديثهم بدر اللي وقف قدامهم وهو بيقول بابتسامة مليانة مقت شديد تحتها_مضطر أخد منك الأميرة ضي القمر يا رئبال
اتلفت رئبال ليه ببطئ كإنه قاصد يستفزه، وبعدين بعد عن ضي وهو رافع إيديه الاتنين قصاد وشه وهو بيقول بسخرية_أكيد
دي خليلتك في النهاية
جذب بدر ضي من إيديها ووقفها جمبه وهو بيقول بتحذير وصله_كويس إنك عارف
قالها وخد ضي وكان بيجرها وراه حرفيًا، في حين كانت هي بتحاول تساير خطواته ورافعة الفستان عشان متقعش وهي بتقول_يا عم اصبر
أنتَ مركب عجل في رجلك
احترم إن فيه أنثى رقيقة وراك هتتقلب على وشها!
وقف بيها في مكان خالي من الناس، جذبت هي إيديها تضمها ليها في حين بتبصله بغيظ، أما هو فقرب ناحيتها وهو بيقول بضيق_لحد ما تغوري من هنا
لو مش عايزة توقعي نفسك والمملكة في كوارث ابعدي عن رئبال وعيلته!
حركت إيديها في الهوا وهي بتقول بعصبية_ما حضرتك اللي سيبتني وماسك في اللي اسمها داريا دي، عايزني أعمل إيه يعني؟!
أشهر صوباعه في وشها وهو بيقول من بين أسنانه_ابعدي عن رئبال، وأي حد من مملكة ازتلان عامة، وياريت تبعدي عني شخصيًا!
قالها وسابها وهو بيتلفت وبيمشي، فدبت على الأرض وهي بتقول بغيظ_ماشي يا أبو ملاية
مـاشـي!
اتلفت في الوقت ده ورجع ليها تاني بملامح قاتمة وأعصاب مشدودة، انكمشت على نفسها بخوف وهي بتقول_إيه فيه إيه!
على فكرة الملك هيزعلك لو عملتلي حاجة
كلامها ده زود من غيظه ناحيتها، فمال ناحيتها وهو بيقول_صدقيني هعمل اللي أقدر عليه عشان أخليكي تختفي من هنا
مش هسيبك يا ضي غير وأنا كاشف كل اللي وراكي!
سابها ومشي المرادي، فضمت شفايفها بغيظ، وبعدين صرخت_أعلى ما في خيلك اركبه
يا أبو ملاية!
ضربت برجليها على الأرض كذه مرة بغضب وهي حاسة إنها هتعيط من الغيظ، أما بدر فكان حاسس بنار مستعرة جواه، كرهه لعقيق مع المشاعر اللي ابتدت تتحرك جواه ناحيتها غصب عنه واللي بدأ يكتشفها حديثًا خلاه غاضب وناقم عليها، وقف من على بُعد فأخد باله منه الملك رسلان، هزله بدر راسه فاستأذن الملك من ضيوفه واتجه مكان ما دخل بدر
كان واقف في الردهة وهو بيتحرك حوالين نفسه وبيمسح على وشه عشان يحاول يتمالك اعصابه، لحد ما وصل الملك عنده وهو بيقول_ياريت تكون حاجة مهمة يا بدر اللي تخليني أسيب الاحتفال وأجيلك هنا!
اتحرك بدر ناحيته وقال بضيق_مولاي
ده مكانش اتفاقي معاك
إحنا متفقناش عامة
أنا مدرك إن جلالتك الملك وكل قراراتك وراها حكمة
لكن ده مستقبلي يا مولاي، ليه تربطني بواحدة لمجرد نبوءة قديمة قالها سلطان المجنون!
كتف الملك إيديه الاتنين ورا ضهره، ورفع راسه بشموخ وهو بيقول بحدة_أفهم من كده إنك معترض على أوامري يا سمو الأمير؟!
غمض بدر عيونه بضيق، فتحهم تاني وهز بيقول بنبرة حاول تكون هادية_مولاي، قرارك ده مبنى على عاطفة مش عقل، جلالتك عايز تعوض عدم اتمام جوازك من عقيق فيا أنا وضي، وده شئ انا مش هقبل بيه!
قرب الملك منه بخطوات بطيئة ووقف قصاده وهو بيقول بتحدي_جوازك من ضي القمر هيتم والنبوءة هتتحقق يا بدر رغمًا عنك، لو لقيت أي اعتراض منك بعد كده هعتبره تمرد على أوامر الملك!
لوهلة اتجمد بدر مكانه وهو باصص لوالده بدهشة، لأول مرة يحس إنه بقى أناني بالشكل ده، اتبادلوا النظرات لبرهة واللي كانت مليانة عتاب من بدر، لحد ما هز راسه في النهاية وسابه وخرج من الردهة، ومنها كان قاصد يسيب الحفل ويمشي، ولكن بمجرد ما خرج اتجمد تمامًا مكانه، شلل تام في اجزاء جسمه، اتوسعت عيونه بدهشة وهو شايف اللي واقفة قدامه، وهمس بصدمة_أمــي!!

يتبع 

                    الفصل التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات