رواية وجوه فى العتمه الفصل الخامس5 والسادس6 بقلم منه ممدوح


 رواية وجوه فى العتمه الفصل الخامس5 والسادس6 بقلم منه ممدوح


دخل عامر للمكان اللي فيه مكتبه الأساسي، كان منفصل عن باقي البيت عشان ضيوفه، شاف فارس ومعاه حسن مستنيينه قدام الباب، اتحرك ناحيتهم وهو بيبصلهم بتعجب من وقوفهم برا، فاتكلم حسن وهو بيشاور براسه لفارس_مانا لو ممسكتوش هيطربق الدنيا جوا
أنتَ عارف خوك دراعه سابق عقله
نهره فارس بغضب_حسـن!
رفع حسن حاجبه ورد_قولت حاجة غلط ولا إيش؟
مش لولا إني خرجتك كنت هتفضي خزنتك في دماغه؟!
فرد فارس موجه كلامه لعامر_بالله عليك سيبني اخلص عليه
مش قادر أشوفه قاعد جوا ومعملوش حاجة!
زفر عامر بقلة حيلة واتحرك وهو بيبعدهم بإيديه بنفاذ صبر قبل ما يفضي هو خزنته في راسهم، فتح الباب بقوة فانتفض الموجودين ووقف عايد وزايد وخالد باحترام ليه، إلا اللي كان قاعد على الكنبة حاطت رجل على رجل وماسك سيجارته الغالية بين إيديه وبيرمقه بنظرات متفحصة عشان يستفزه، شبك عامر إيديه ورا ضهره واتحرك بخطوات بطيئة ناحيته ووراه حسن وفارس اللي كانوا متحفزين
طفى عزيز سيجارته في الوقت ده، وقام ببرود مد إيده لعامر عشان يسلم عليه وهو بيقول_حمدلله بالسلامة
أخيرًا شرفت
نقل عامر نظراته بين إيده وبين وشه اللي كان مستفز بالنسباله وقال_معلش أصلي متوضي
قالها واتحرك ببرود وقعد على كرسي المكتب من الناحية التانية، كتم الموجودين ضحكتهم بالعافية ولكن الأمر ما خلاش من نظرات الشماتة، حس عزيز بالإهانة فرجع إيده تاني ولف وشه الناحية التانية وهو بيحاول يكتم غضبه على قد ما يقدر، وبعدين قعد وحط رجل على رجل زي ما كان بغرور لعله يرجع كرامته اللي عامر بعترها
طلع عامر علبة سجايره الحديدية وطلع منها سيجار، أشعلها ببرود بقداحته الذهبية اللي بتحمل اسمه وهو بيتكلم_خير
إيش سر تشريفك لينا؟!
اتعدل عزيز ورد_چاي بنفسي لدارك عشان اقولك إن مالنا دخل بالواد اللي لقيته جاسوس عندك
وبقولك أهو اعمل فيه ما بدالك
ضحك عامر بقوة لدرجة إن صوت قهقاته ملت المكان، أخد نفس من سيجاره وزفره ببرود في وش عزيز وهو بيقول_يا راجل!
هتظلوا دايمًا كذه
مفيكوش راجل يقف ورا عمايله وبتنخوا كيف النسوان يا رشايدة!
انتفض عزيز بغضب شديد واشتعلت عيونه بالحقد من الإهانة، وهتف بحدة_ملو لزوم شغل الكيد هذا يا عامر
وكيف ما قولتلك، ملناش دخل بالواد المزقوق عليكم
عاوز تصدق براحتك، مش عاوز عنك ما صدقت، أنا عملت بأصلي وجيت لدارك!
نهى كلامه واتلفت علشان يخرج، ولكن وقف لما سمع كلام عامر المتهكم_لو مكانش اتقفش واتربط كيف النسوان كان هيبقالكم كلام تاني
بس أهي عادة الرشايدة، بيبيعوا رجالتهم من أول قلم
اتلفت ليه عزيز براسه وهو بيرمقه بنظرات نارية بتشع غضب وكإنه بيهدده فرفع عامر حاجبه بتحدي كإنه بيحذره، وبعدها اتلفت عزيز وخرج ورزع الباب وراه، فاتنفض فارس وهو بيقول بغيظ وأعصاب مشدودة_يا خوي مخليتنيش ليش أفضي خزنتي في جوفه!
طفى عامر سيجارته وقال بنفاذ صبر_تعرف يا فارس
أنا فقدت الأمل فيك خلاص، رغم إن تشغيل الدماغ ببلاش إلا إنك راكنها على الرف كيف الأنتيك
ضحك كل الموجودين على فكاهته، وبعد ما انتهوا اتكلم عايد_والعمل ياخوي؟
سند عامر ضهره على الكرسي الجلد ورد باستهزاء_كيف ما شوفت، بينخوا كيف الحريم طوالي وميقفوش ورا أفعالهم
بس على مين!
نهايتهم على إيدي!
قاطع كلامهم خبط على الباب، فأذن عامر للطارق بالدخول، لقاء واحد من رجالته اللي هتف على طول_عامر بيه
الحاجة هتقتل المصراوية!
انتفض عامر زي اللي لدغته أفعى، واتحرك بسرعة للأسفل تحت أنظار الموجودين، ضم قبضة إيده بضيق وسرع من خطواته وهو بيردد من بين أسنانه_ياما
آه ياما آه
نفسي تسمعي الكلام مرة!
نزل للبدروم فسمع صوت واحد من الرجالة اللي كان سايبهم يحرسوا الغرفة بيقول بتوسل_يا حاجة بالله عليكي اتركي السلاح
عامر بيه مش هيعدي اللي بيصير!
ولكن نهرته فاطمة وهي مازالت مصوبة سلاحها ناحية يقين_اسكت أنت مالك خص!
اتراجع لورا وهو بيعض على إيده بعجز، لحد ما شاف عامر بيدخل للغرفة، اتجه ناحيته وهو بيقول بخوف_عامر بيه
والله ما قدرت أوقف الحاجة
رغم إنها عرفت بوجوده إلا إنها فضلت موجهو سلاحها ليقين اللي بلعت ريقها برعب وغمضت عينها باستسلام وهي بتستشهد.
اتفاجئت فاطمة لما لقت عامر اتحرك ووقف قدامها بينها وبين يقين والسلاح بقى مصوب عليه هو، بصتله باندهاش، في حين نظر لعينيها مباشرة واتكلم بلهجة لا تقبل النقاش_اطلعي برا ياما
بصت في عيونه مباشرة بتحدي وعناد تأبى القبول، ولكنه رجع قال من بين أسنانه_اطلعي برا
وبعد نظرات نارية متبادلة بينهم خنعت في الأخر ونزلت سلاحها واتلفتت تخرج براس مرفوع، ولكن قبل ما تختفي عن ناظريه بصتله بنظرة معناها "اللي حصل ده مش هعديه بالساهل"
وصلتله بسهولة وببساطة من كتر ما حفظ أمه، ولكنه اتنفس الصعداء لما خرجت، اتلفت للي كانت بتراقب الموقف بذهول، رفعت عيونها ليه لما حست إن نظره مسلط عليها، أما هي فابتسمت باستهزاء وقالت_الظاهر إن الاجرام بيمشي في دم من أكبر لأصغر واحد فيكوا!
اتقدم ناحيتها قطع المسافة بينهم وحذرها بهسيس_حظك إني ما مدش إيدي على حريم
ابتسمت بسخرية وردت_بس تمد سلاحك عادي
تخطفهم عادي
ترميهم في أوضة معفنة زي المسجونين عادي
انما تمد إيدك عليهم
لا لا حاشا لله
كانت بتتكلم بانفعال وهي بتشوح بإيديها، غصب عنه لقى نفسه بيبتسم قصاد كلامها ورد باستفزاز_أنا مخطفتكيش، أنتِ ركبتي معايا برضاك
اتوسعت عيونها واتكلمت بدهشة مليانة استهزاء_والله؟!
لا بجد والله؟!
هز راسه ببرود وهو على نفس ابتسامته الباردة مما أثار أعصابها، لفت حوالين نفسها وهي بتشد على خصلاتها بجنون وبنفاذ صبر تحت أنظاره، رجعت وقفت قدامه وهي بتقول_أنا عايزة امشي
صدر منه صوت بيوحي بالرفض، فصرخت بانفعال_بقولك عايزة أمشـي!
فضل باصصلها من غير ما يرد باستمتاع، فقربت منه وهتفت بعصبية شديدة_أنتوا عايزين تجننوني؟
ها؟
عايز توصل لإيه مش فاهمة؟
ما أنا قدامك اهو اقتلني ولا كنت سيب أمك تقتلني
عايز توصلني لإيه رد عليا؟!
رفعت صوباعها في وشه وكملت_عايز تخليني أخضع ليك؟
رفعت وشها بكبرياء_بعينك يا عامر
عمري ما هخضع ليك أو لأي واحد في عيلتك، وأنا قد كلامي، هنهيك يا عامر
أنا مش خايفة منك ولا من الحاشية اللي ماشية وراكم يا شوية مجرمين!
بصله وقال بتهديد_احترمي حالك!
اتكلمت بسرعة وبابتسامة مليانة سخرية من بين دموع اللي نازلة على وشها_وإلا إيه؟
مش عاجبك الحقيقة؟
ولا مش عاجبك اللي عايش بشرفه وبيستنكر الوساخة اللي بتعملوها؟!
ولا بالنسبالك اللي عايش بشرف ليخضع ليك يا تقتله زي ما عملت في جوزي!
ابتسم باستهزاء وردد_يوسف منصور!
هزت راسها بتأكيد وبغل قالت_آه الرائد يوسف منصور
اللي عاش بشرف ومات بشرف
اللي قتلته لمجرد إنه رفض يخضع ليك ويغمي عينه عن حقيقتك الوسخة!
فضل باصصلها شوية بصمت تام، عيونها الحمرا اللي مليانة دموع بتمسحهم من حين للتاني بعنف، وشها اللي باين عليه الانفعال، شفايفها اللي بتترعش وهي بتتكلم رغم محاولة اثباتها لقوتها، خصلاتها الثائرة المشعثة، وبعد صمت للحظات اتكلم بتريقة_عارفة؟
أنا هخليكي ماشية على عماكي كذه كيف المغلفة
عشان أنتِ مغفلة يا مرات الرائد الشريف
نهى كلامه ولف وسابها، أما هي رمشت كذه مرة من مقصد كلامه الغريب، ولكنها مشيت وراه وهي بتقول بعصبية_أنتَ تقصد إيه بكلامك ده ها؟
تقصد إيه؟!
ولكنه مردش عليها وخرج من الغرفة وهو بيشاور للراجل اللي واقفة اللي قفل الباب على طول ومنعها تخرج، ففضلت تحاول تفتح الباب وهي بتصرخ_تقصد إيه رد عليا!
عايز تشككني في جوزي؟
بعينك يا عامر يا زيات، مش كل الناس قذرة زيك!
ولما ملقتش رد ضربت على الباب بقوة وبعدين قعدت على الأرض وهي ساندة ضهرها على الباب وبتشد على خصلاتها وهي بتبكي بإنهيار
طاقتها خلصت
مبقتش قادرة تتحمل كل اللي بيحصل ده!

كان عارف ومتأكد إنها مستنياه برا، عمرها ما هتعدي موقف زي ده، وبالفعل لقاها مستنياه في بهو البيت مدياله ضهرها، سمعت صوت خطواته من وراها، ولكنها متلفتتش ليه، وقف وهو بيحاول يتحكم في أعصابه، ضم قبضة إيده بضيق، في النهاية هي أمه وميقدرش يئذيها بكلمة، ولكن في النهاية قال_قولتلك خليكي برا الموضوع ياما
قولتلك هذا اللي صار يخصني أنا
إيش عملتي؟
سحبتي سلاحك ورايحة تقتليها!
اتلفتت ليه وهي رافعة راسها بقوة وبترمقه بنظرات مليانة غضب، اتقدم هو منها كمل_نفسي مرة تكبريني ياما
مرة تسمعي اللي قولتلك عليه للدرجة دي صعب عليكي تكبريني مرة!
فردت بلهجة قوية_قطع لسان اللي يقول كذه
أنتَ سيد الرجالة وكبير الزيات
الكلام هذا المفروض تقوله لحالك وأنتَ تارك اللي مدت إيدها عليك متلقحة تحت!
زفر بنفاذ صبر_قولتلك خليكي برا الموضوع ياما وبقولهالك لتالت مرة
الموضوه هذا يخصني أنا اتركها عايشة اتركها جثة
يخصني أنا
أنا ياما!
نهى كلامه وخرج من البيت وهو حاسس بغضب رهيب، وقفت هي تتابع أثره بملامح جامدة مش ظاهر عليها أي مشاعر، قابلته ليلى وهي في طريقها لمدخل بيت عامر، بصتله بتعجب من ملامحه المتجهمة، ولكنه خرج من غير ما يديها نظرة ترضيها حتى، فدخلت هي لجوا ووجهت كلامها لفاطمة بتساؤل قلق_وش بيه عامر يا مرات عمي؟!
ردت عليها_ولا حاجة اتشاجرنا كيف العادة
بلعت ليلى ريقها واتكلمت بحذر_والمصراوية اللي هنا يا مرت عمي؟
رفعت راسها بتحدي وقالت_مصيرها الموت
اللي تتطاول على ابن الزيات مصيرها الموت
شهقت ليلى بصدمة وقالت_يا ويلي!
هذي اللي طعنت عامر؟!
وكيف تاركها عايشة لحد دلوقت!
ربتت فاطمة على كتفها_متشغليش حالك أنتِ يا زينة البنات
بكرا ولا بعده بالكتير هنلاقيهم بيداروا جثتها
ابتسمت ليلى بخجل لجملتها، أما فاطمة فكانت عارفة كويس مشاعر ليلى لعامر، وداعماها كمان، شايفاها هي المناسبة ليه بعد الكارثة اللي جابوها لحياتهم قبل كده، مش عايزة تكرر غلطهم تاني مهما حصل.

                        ****

_الرشايدة مش ناويين يجيبوها لبر
قالها عايد وهو بيسحب نفس من النرجيلة اللي قدامه، كانوا قاعدين في مكان بيتجمعوا فيه دايمًا للاستجمام، عامر وإخواته وولاد عمه، فرد فارس_صالح باعت يسأل عن جواد
حدف عامر النرجيلة اللي كانت في إيده بعنف وهتف_قوله مالهش دخل بيه، ينساه خالص
جواد ولد الزيات، ميفتكرش إنه لاوي دراعنا بيه لا!
حاول خالد يهديه، فربت على دراعه وهو بيقول_اهدى يابن عمي، في النهاية جواد يبقى حفيده!
اتعصب عامر أكتر وكإنه أشعل الفتيل جواه، وزعق_جواد حفيد سالم الزيات
وبنته معادتش موجودة، يبقى مالهش دخل باللي شايل دم الزيات!
يفكر يقرب منه وأنا قسمًا بدين الله ما هخليهم يتعرفوا على جثته!
وجه كلامه المرادي لفارس وقال_الكلب اللي رابطينه في المخزن
سوي فيه ما بدالك، ومتنساش تبعت جثته هدية لعزيز وصالح
عشان يعرفوا إننا مبنهرجش
وإن الزياتية مينفعش معاهم حركات الحريم
ربت فارس على صدره وقال_عينيا ياخوي
فاتكلم زايد في الوقت ده بحذر_والصحفية المصراوية؟
حدجه عامر بنظرات مشتعلة، انكمش زايد على طول لإنه نال من غضبه كفاية بعد ما عصى أمره ودخل الصحفيين، وآدي النتيجة، فرد حسن عنه_صحيح يابن عمي، البت هذي مش ناوية تجيبها لبر
شكلها مستقصدانا
رد عامر ببرود_فاكرة حالها هتنتقم لجوزها
عقد فارس جيبنه بتعجب وسأل_مين جوزها؟
زفر عامر أنفاسه على مراحل ورد_الرائد يوسف منصور
رفع خالد حاجبه وقال بتذكر_مش هذا اللي...
قاطعه عامر_فاكرة إني قتلته عشان كنت عاوزه يشتغل لصالحنا ويغمي عينه عن تجارتنا
بصله عايد بتعجب شديد من اللي بيتقال ورد_متعرفش الحقيقة؟
أصدر عامر صوت بالرفض وقال_فاكراه ملاك بجناحات
الظاهر إنه هو اللي حاكيلها  هذا الكلام فهي صدقته طبعًا
اتكلم فارس بلهجة مفيهاش شفقة_مالنا دخل بهذا الكلام، البت هذي عرفت أكتر من اللي لازم تعرفه
وجودها خطر
وإنها عايشة لسة ذاك في حد ذاته خطر ياخوي
لازم نخلص عليها في اقرب وقت عشان الشوشرة
أيدوه كلهم في اللي قاله، ولكن عامر كان باله مشغول تمامًا، ضميره بيضربه في صميمه، شايف إنها مخدوعة بشكل كبير، بتتصرف على أساس صورة رسمها ليها جوزها، في حين عاجبه قوتها وجرأتها بشدة
مشافش النوع ده قبل كده، ومستخسر فيها الموت...

                            ****

دخلت هي وزوجها وفادي رئيس الجريدة لغرفة الضابط اللي هياخد اقوالهم، كانت في حالة إنهيار بعد غياب بنتها غير المبرر، عاونها جوزها إنها تقعد على الكرسي، واتكلم فادي_يا حضرة العقيد، الصحفية يقين عبدالرحمن مختفية بقالها يومين وملهاش أثر، لما فحصنا كاميرات اللي قدام مقر الجريدة لقيناها ركبت عربية مصفحة من غير نمر ومن بعدها اختفت
كان الظابط بيسمعهم باهتمام، فوجه كلامه لوالدتها_آخر مرة شوفتوها أو كلمتوها أمتى؟
من بين شهقاتها وبكائها المستمر ردت_قبل ما تركب العربية، كانت مكلماني وقايلالي إنها طالبة أوبر، وقفلت معايا عشان العربية وصلت، ومن بعدها تليفونها اتقفل، حاولنا نوصلها أكتر من مرة من غير فايدة، روحنا شقتها ملقيناهاش هناك ومفيش أثر ليها
رجعلي بنتي يا حضرة الظابط بالله عليك!
نهت كلامها وهي بتنهار في البكاء، قدملها العقيد كوباية ماية وهو بيطمنها_متقلقيش يا مدام، إن شاء الله هنقدر نوصلها، متشيليش هم..

                           ****

كانوا قاعدين بيتغدوا كلهم، ومن وقت للتاني بيداعب عامر ابنه الوحيد جواد، لحظات ولقى سعد داخل عليه وفي إيده موبايل، عطهوله تحت أنظار الكل المتعجبة، ابتدى يقرأ الموجود قدامه، سرعان ما حطه قدامه وشرد في الفراغ، فاتكلمت والدته بقلق_ايش فيك يا عامر؟
استنت رده ولكن فضل صامت، وجهت نظرها لسعد وسألت بحدة_وريته إيش يا سعد؟!
تحت أنظاره المترددة بين عامر وبين قال_الصحفية اللي في البدروم تحت، الكل بيدور عليها وقالبين الدنيا على النت ومطالبين قضيتها تتحول لرأي عام عشان باين إنها خطف مقصود
حدفت فاطمة المعلقة اللي في إيديها على السفرة بغل أصدر صوت أفظع الأطفال اللي موجودين، حست راوية ونوارة إن الاجواء هتحتد بينهم، فقاموا وخدوا الاطفال بما فيهم جواد ودخلوا لجوا، أما فاطمة فوجهت كلامها لعامر بحدة_قولتلك اتركني أخلص عليها، كان زمانا رمينا جثتها في أي خرارة وخلاص، عاجبك كذه لما الدنيا اتقلبت!
لما شاف عايد نظرات عامر المشتعلة اتكلم_خلاص ياما، مش وقته هذا الكلام!
ولكن فاطمة مخضعتش وكملت بعصبية_أمال متى وقته؟!
كان زماني مخلصة عليها لولا إنه وقف قصاد السلاح
المصراوية داخلة دماغك ولا إيش يابن بطني!
نهرها فارس بدوره_مايصحش هذا الكلام ياما
عامر مش صغير عشان يتقاله يعمل إيش وميعملش إيش
دخلت في الوقت ده هدية وهي شايلة صينية صغيرة عليها أكل زي ما هو، وجهت فاطمة نظرها ليها واتكلمت بعصبية ساخرة_اتفضل، الهانم قرفانة من أكلنا!
حست هدية بتوتر الاجواء فقالت بسرعة_يمين بالله ياما الحاجة اتحايلت عليها تاكل وهي رافضة
بقالها يومين بترجع الصينية كيف ما هي!
اتنفض عامر مرة واحدة لدرجة إنه دفع الكرسي في طريقه بعصبية، طلع سلاحه من جيبه ورفع صمام الأمان وبملامح جامدة مشدودة اتحرك لتحت، وقف عايد وفارس يبصوا لبعض بقلق من اللي ناوي عليه، أما فاطمة فرفعت راسها بكبرياء ورضا بعد ما وصلت للي عايزاه أخيرًا
وصل عامر للغرفة بتاعتها، وبمجرد ما شافوه رجالته وسعوله على طول، فتح الباب بعنف فانتفضت هي بخضة، أما هو فقرب منها بخطوات بطيئة وإيده بتشدد على سلاحه، ده غير نظراته المرعبة المصوبة عليها
بلعت ريقها بقلق وهو بتنقل نظراتها بينه وبين مسدسه، وقدرت تفهم كويس إيه سر زيارته...

الحلقة السادسة

كان ظاهر عليها الوهن، خصلاتها المشعثة، السواد اللي تحت عينيها الحمراء الوارمة، وشها الشاحب، كل ده عكس هي اتعذبت قد إيه هنا، لوهلة بلع ريقه وارتبك لما شاف حالتها بدون سبب، ابتسمت هي بسخرية، فقرب هو منها وقال بصوت متحشرج حاول يكون حاد_مابتاكلي ليش؟
الأكل بيرجع كيف ما كان بقاله يومين!
رفعت راسها بكبرياء رغم التعب وقالت_مباكلش لقمة حرام
وبما إني عارفة أصل اللي أنتوا فين ده منين فاستحالة احط في بوقي لقمة من بيتك
حاول يداري قلقه، واتكلم برفعة حاجب_بس كذه هتموتي حالك!
اتسعت ابتسامتها الساخرة وردت_أنا كده كده ميتة بقالي يومين
فكرة إني قاعدة في نفس المكان اللي أنتَ فيه وتحت سقف نفس البيت لوحدها الموت اهون بالنسبالي منها 
ابتسم هو كمان وقال_للدرجة هذي بتكرهيني؟
من بين أسنانها وبعيون مشتعلة عكست مشاعرها الداخلية ردت_فوق ما تتخيل
بكرهك فوق ما تتخيل يا عامر 
رغم إنه حس بشعور غريب جواه اتحرك بسبب جملتها، ولكنه اتكلم بنفس النبرة الساخرة_بس طلعتي مهمة أوي يا صحفية
الدنيا مقلوبة عليكي!
بصت في عيونه مباشرة بتحدي_ولسة لما يعرفوا اللي عملته هتتقلب أكتر يا عامر 
ربع إيديه قصاد صدره وقال_لسة عندك أمل إنك هتخرجي من هنا؟
فجاوبت برفعة حاجب_طول ما فيا نفس هيفضل عندي أمل اخرج من هنا
وأنهيك
فضل باصصلها باعجاب مقدرش يخبيه، تحديها ليه بيثير حاجة جواه، قوتها رغم الوهن اللي ظاهر عليها بيستفزه، ولكن لوهلة اتفصلت النظرات القائمة بينهم لما اترنجت بوهن، قرب منها بيحاول يسندها وقبل ما يسألها عن حالتها دفعته بضعف وهي بتقول بكره_ابعد
اياك تقرب من...
وقبل ما تنهي جملتها كانت فقدت الوعي، لحقها هو بسرعة قبل ما تقع وسندها بدراعه، لوهلة حس بالخوف، فضل يتأمل في وشها الباهت بصمت شوية قبل ما يهتف_يـ..
يقين، أنتِ بخير؟!
حاول يهتف باسمها كذه مرة ولكن من غير فايدة، فشالها بين إيديه وحطها على السرير، وسابها وخرج لبرا وهو بيوجه كلامه لرجالته وبيقول_هاتولي الدكتور دلوقت
ضروري
هتف واحد منهم_أمرك يا بيه
وبالفعل اتوجهوا بسرعة لبرا، وقف هو مكانه قصاد أوضتها، بعد ما اتلفت بوشه بس وهو باصصلها بتردد، صراع جواه مش عاجبه
من امتى وهو ضعيف بالشكل ده لدرجة إنه مش قادر يقتلها ويخلص منها!
يمكن عشان عجبته!
نفض الفكرة دي عنه وهو بينفض راسه بعنف، وقرر يسكت قلبه المرادي ويسيبها ويمشي لحد ما رجالته بعدين يعرّفوه حالتها.
أما اللي مرمية على السرير فتحت عين واحدة نص فتحة بهدوء بعد ما حست بإن مبقاش فيه حركة في الأوضة أو حواليها، اتعدلت بسرعة وهي بتبص حواليها بقلق، واتنهدت براحة لما ملقتش حد وسابوا الباب مفتوح
قامت بسرعة وهي بتنفض هدومها والحقيقة إنها كانت بتنفض مكان لمسته ليها وشعور بالاشمئزاز ماليها، واتحركت بهدوء وهي بتراقب المكان فلقت الممر فاضي.
ابتدت تتسحب بخوف لحد ما لقت نفسها خرجت من البدروم ومنها سلم بيطلعها لجنينة البيت الأمامية، ولكن للأسفة كان فيه عدد لا بأس به من الرجالة
حاولت تتلفت حواليها تشوف مكان تقدر تهرب منه، لحد ما استغلت إن الرجالة لفين وشهم وبيتكلموا مع بعض، وبدون تردد جريت الاتجاه المعاكس ليهم بأقصى سرعة من غير ما تفكر تبص وراها، كانت عايزة تنقذ نفسها من هنا بأي طريقة ومهما كان التمن..
دخل عامر البيت قاصد يطلع على غرفته، ولكن قاطع سيره والدته اللي وقفت في طريقه وقالت بقوة_ما قتلتها ليش؟
زفر بضيق ورد_اتركيني ياما الله يكرمك
ولكنها اعترضت طريقه تاني وقالت_باعت تجيبلها الدكتور لما سومت؟!
بدل ما تخلص عليها وتدفنها وهي حية!
اتعصب عامر من ضغطها عليه وقال_من متى واحنا بنيجي على حريم ياما؟!
ولكنها برفعة راس وبدون شفقة قالت_لما الحريم تتطاول على أسيادها يبقى ميستاهلوش الرحمة!
فضل باصصلها بضيق، ولكن دخل حمد في الوقت ده ووقف بعيد عنهم بتوتر لما حس إن الاوضاع مشدودة بينهم، فأمره عامر بدون ما يحيد بنظره عن والدته_قول يا حمد
قرب منهم وقال_أمها وابوها اللي مقدمين البلاغ يا بيه ومعاهم صاحب الجريدة
بس الحق يتقال الدنيا مقلوبة هناك والنت كله بيسأل هي ركبت مع مين وراحت فين وبيحققوا مع الكل، وبسبب نفوذ صاحب الجريدة البحث والإجراءات متسرعة
رفعت والدته حاجبها وبصتله بمعنى شوفت، ولكن هو أحاد بنظره عنها وبص قدامه في الفراغ بتفكير، كان عايد سمع كل اللي دار وهو نازل من فوق، فقرب منهم واتكلم_الموضوع كبر ياخوي
دلوقت حتى مش هنعرف نخلص عليها، ولو سيبناها هتقول كل اللي حصل واللي شافته
فرد حمد وهو بيبلع ريقه_وكمان الكل شاف المقالات اللي كانت منزلاها آخر مرة من العريش ومن مزرعتنا، واتفتحت العيون علينا وعن قريب هنلاقيهم جايين يحققوا معانا لو ملاقوهاش
فاتكلمت فاطمة بحدة_يبقى ملهاش حل غير إننا نقتلها وندفنها في المزرعة
وجه عايد نظره ليها بصدمة من جحود امه، آه القتل والأمور دي إلى حد ما بسيطة عندهم بس كل ده بينهم، في النطاق اللي حواليهم وميقدروش يطلعوا برا إلا في أضيق الحدود عشان ميلفتوش الأنظار، إنما بالنسبالهم دي مصراوية وكمان ست!
كل المشكلة اللي قدامهم إنها ست!
ولكن في الوقت ده دخلت هناء وهي بتجري وقالت_الحقي يا مرات عمي
المصراوية كانت بتجري ورا المزرعة!
رفع عامر إيده وملس على وشه وهو مغمض عينه بنفاذ صبر، فدخل واحد من رجالته في الوقت ده وهو بيقول بهلع_الحق يا بيه
المصراوية مش في غرفتها!
وجهله عامر نظره وبصله بسخرية خلت التاني يبلع ريقه، ولكن في النهاية قال_هاتوهالي إن شاء الله لو كانت تحت سابع أرض
وطلعوها الجناح الغربي واقفلوا عليها كويس
هز راسه بيأس وكمل بعد ما أدرك إنها خدعتهم_ست ما تساوي ربعي قدرت تضحك على رجالة بشنبات!
والله يا مصراوية أنتِ بيطلع منك العجب!
بصله حمد وعايد وهند بتعجب، أما فاطمة فزعقت بعتاب_أنتَ عاوز تقعدها في دارنا كمان كأنها واحدها مننا!
جرا لعقلك إيش يا عامر
إن مكنتش عايز تلطخ إيدك أنتَ كنت سيبني اقتلها!
ولكن عامر مردش عليها ولا كإنه سامعها، بل وجه كلامه لحمد بأمر_اعمل اللي قولتلك عليه
هز حمد راسه وخرج على طول، أما فاطمة ففضلت بصاله بضيق شديد، عمل هو إنه مش شايفها وطلع لفوق بخطوات باردة.
أما عايد فحاول يحتوي الموقف وقرب منها وهو بيقول_الموضوع مش كيف ما أنتِ فاكرة ياما، لو واحد مننا ومن وسطينا كنا خلصنا عليه من زمان
بس هذي مصراوية وصحفية كمان يعني اللعب معاها مش بالساهل
عامر عامل حساب إن العيون متتفتحش علينا
بصتله بسخرية وردت_أيوه يعني هيسوي إيش يعني
لا يكون ناوي يتجوزها!
هز عايد راسه بقلة حيلة وخرج من البيت بعد ما لقى إن مفيش فايدة في أمه...

جريت هناء لبيت غالب عشان تدور على ليلى تحكيلها اللي حصل، دخلت لجوا فشافتها وهي قاعدة بتسمع التليفزيون وبتاكل سندوتش، غفلتها هناء وجت من وراها خبطتها على راسها وهي بتقول_قاعدة هنا ولا على بالك الحريقة اللي صايرة برا
خليكي كيف الجموسة كده لا ليكي في تور ولا برسيمه!
انتفضت ليلى وهي بتزق إيديها بخضة وصرخت_إيش يا حلوفة أنتِ
وش صاير جاية بزعابيبك عليا ليش؟!
اتكلمت هناء بتريقة وهي بتشاور عليها_كتك خيبة تاخدك
قاعدة هنا بتطفحي وسايبة المصراوية تاخد عقل حبيبك
سابت ليلى السندوتش اللي في إيديها ولفتلها الناحية التانية من الكنبة وبنظرات مليانة حذر قالت_إيش تقصدي؟!
كتفت هناء إيديها حوالين صدرها وقالت_يعني يا حبة عين أمك عامر هيخلي المصراوية تقعد في الجناح الغربي مش البدروم كيف ما كانت
بهتت ملامح ليلى من المفاجأة، واتكلمت بتهتهة_كيف يعني؟
اشمعنى؟
متى الكلام هذا؟!
 فضلت هناء بصالها باستفزاز ورفعة حاجب عشان تضايقها أكتر، محستش ليلى بنفسها غير وهي بتجري لبرا من غير ما تتكلم تاني، أما هناء فقالت بلوية بوز_مكفية على بوزها يا قلب أمها!
وخرجت وراها بخطوات سريعة هي كمان بتحاول تلحقها، وعلى وقت خروجهم كان رجالة عامر راجعين بـ يقين اللي كانت بتصرخ وبتسبهم كالعادة وهي بتحاول تتملص من بين إيديهم ولكن من غير فايدة، قربت منها ليلى وهي بتبصلها بنظرات نارية كإنها عدوتها، وبالفعل هي عدوتها، مجرد ما حست إنها بتمثل تهديد لعلاقتها بعامر ده سبب كفيل يخليها تحقد عليها، اتلفتت يقين ليها بتبصلها بكره، أي فرد من عيلة الزيات بالنسبالها عدوها برضه، وبعد نظرات سريعة مرت بينهم كملت صراخ وهي بتحاول تبعدهم عنها_سيبونـي بقولكوا
والله العظيم لتندموا كلكوا واحد واحد!
زقوها عشان تتحرك لجوا ومشيت معاهم بالاجبار ووراهم هناء وليلى اللي صممت تتابع اللي بيحصل عشان تعرف سر قعادها في البيت.
شافت يقين فاطمة وعايد وهما واقفين في بهو البيت ومتابعين اللي بيحصل، وعلى اثر صراخها خرجت راوية ونوارة هما كمان يتابعوا اللي بيحصل بفضول، دخلها الرجالة لجوا وهما بيزقوها بعنف، أما هي استعجبت وصرخت_واخديني على فين؟!
سيبوني بقولكوا يا شوية مجرمين!
اعترضت فاطمة طريقهم لما وقفت قدامهم تمنعهم من السير لفوق، ووجهت نظرات مليانة بغض ليقين اللي مكانش يقل كرهها عنه وقالت من بين اسنانها_خلي ابنك يسيبني احسنله وإلا قسمًا بالله ههد البيت باللي فيه عليكوا
ابتسمت فاطمة بخفة وهي بتبصلها من فوق لتحت باحتقار، وقالت_متقلقيش، شوية وكلنا هنحضر جنازتك
_يامّا!
اتلفت الموجودين على الصوت اللي ظهر فجأة من العدم، وجهت ليالي نظرها ليه، كان واقف على بداية السلم من فوق، ضامم كفوفه ورا ضهره ومثبت نظراته القوية عليهم، أما فاطمة ففضلت على وضعها ومفكرتش تتلفت ليه حتى، وبعد شوية صمت مروا على المكان بعدت عن طريقهم ببرود وهي مسلطة نظرها عليها، وبالفعل خدوها الرجالة لفوق وسط اعتراضها الواهي، اتقابلوا في بداية السلالم ولوهلة اتقابلت نظراتهم اللي كانت مليانة بكره وشرار طالع من عيون يقين للي كان بيتأملها بنظرات باردة، حرك راسه بأمر لرجالته اللي كملوا سيرهم لحد ما دخلوها غرفة معينة في الدور التاني من البيت ودخلوها فيها وسط اعتراضها وقفلوا عليها من برا.
ضمت يقين قبضتها بغيظ وهي مثبتة نظرها على الباب المقفول، وبعدها اتحركت وراحت قعدت على السرير وهي بتشد على خصلاتها بجنون من القهرة اللي حاسة بيها، وبعد محاولات من التظاهر بالقوة نزلت دموعها غصب عنها تليها شهقات بإنهيار من الوضع اللي اتحطت فيه..
نزل عامر لتحت وعدى من جنب امه وهو بيبصلها بطرف عينه وبعدها خرج لبرا من غير ما يوجهلها أي كلام
هو نفسه كان حاسس إن طاقته شبه خلصت ومش قادر يتخانق تاني.
وبعد تردد خرجت ليلى تجري وراه وهي بتهتف باسمه، وقف من غير ما يتلفت وضم إيده وهو بيضغط على جفونه بنفاذ صبر، اتحركت هي ووقفت قدامه وقالت_هتقعد المصراوية في الدار ليش يابن عمي؟
بصلها بقوة وبنبرة حاول يخليها هادية قال_مالك دخل يا ليلى، ارجعي لدارك
نهى كلامه وتخطاها ومشي فهتفت هي_إن كنت أنتَ قابل اللي سوته فيك يا عامر احنا مش قابلين
وإن كنت نسيت احنا برضك مش ناسيين
وقف لوهلة مكانه وهو بيسمع كلامها اللي فكره بالعار اللي لحقه بعد ما قدرت يقين تعلم عليه، وقبل ما يفقد أعصابه على بنت عمه اتجه لعربيته بسرعة ركبها وخرج بيها من محيط البيت بسرعة اسفر عنها صوت احتكاك قوي بالأرض بتعكس العصبية اللي هو كان حاسس بيها
أما ليلى ففضلت مكانها تبص لأثره بشرود والحزن باين على ملامحها مهما حاولت تداري، وفي النهاية اتنهدت بقلة حيلة ورجعت على بيتها..

                           ****

فتح عزيز باب غرفة مكتب والده ودخل وهو مبتسم باتساع وبيردد_وصل خبر الموسم!
رفع الرجل اللي كان في الستينات من عمره راسه لابنه وهو بيبصله بتعجب، ساب الورق اللي في إيديه وقلع نضارته وسأل بتعجب_خير؟!
إيش سر الانشكاح اللي على وجهك هذا!
اتحرك عزيز ناحيته بفرحة عارمة وكإن الأرض مش سايعاه، وقعد على الكرسي قدام أبوه وقال بنبرة أشعرت والده بالفضول_نسيبك العزيز
عامر الزيات
رد بضيق_ماله زفت؟!
ولكنه اتعدل بسرعة وهو بيقول بلهفة_هيجيب جواد؟!
هز عزيز راسه بالرفض فظهر على والده الاستياء والنفور، ولكن فجر عزيز قنبلته وقال_دار الزيات بقاله يومين تلاتة مقلوبة
الكام يوم اللي عامر اختفى فيهم عرفنا إنه كان مضروب من حرمة!
اتوسعت عيون صالح بصدمة وردد بعدم استيعاب_حرمة
تضربه؟!
هز عزيز راسه وهو بيضحك على جفونه بفرحة شديدة وكمل_كانت طاعناه بسكينة
وبعدها عامر خطفها وجابها على هنا ومن وقتها الدار عندهم قالبة حريقة، كل يوم البت تحاول تهرب وتعمل مشاكل هناك
مط صالح شفايفه بشماتة وهو عاجبه اللي بيسمعه، ولكن اتكلم عزيز بتشويق_عارف مين هذي الحرمة؟
سأل بفضول_مين؟
اتسعت ابتسامة عزيز وهو مميل على والده من على بُعد وقال_صحفية اسمها يقين عبدالرحمن
ارملة الرائد يوسف منصور
اتوسعت عيون صالح بصدمة ظهرت عليه جليًا وقال_يوسف اياه؟!
هز عزيز راسه بتأكد_يوسف اياه
اتنفض صالح مرة واحدة من على مكتبه وقام وقف وهو بيلف حوالين نفسه وبيفكر، حاسس إن الخبر ده قنبلة الموسم فعلًا، أما عزيز فاتعدل وسند بضهره على الكرسي وهو حاطت رجل على رجل ببرود، وقف صالح مرة واحدة وسأل عزيز_تكونش هذي الصحفية اللي الدنيا مقلوبة عليها؟!
ابتسم عزيز ورد_هي بنفسها!
ابتهجت ملامحه بعد تأكيده ليه، فلف من المكتب وقرب منه وهو بيقول بلهفة_أنتَ عارف وش معناه هذا الكلام زين؟!
هز عزيز راسه وهو مبتسم بشر في حين اتبادلوا النظرات اللي بتوحي إنهم مش ناويين على خير نهائي..

                          ****

اصطفت العربيات مرة واحدة في مدخل البيت، كان باين عليهم الاستعجال، نزل عامر من العربية بسرعة ودخل لجوا ووراه فارس اللي كان بيجري معاه عشان يسانده 
أما عايد ورجالة الزيات كانوا واقفين جنب عربية ما جديدة بالنسبة للمكان مش زي المألوفة هنا.
اتحركت فاطمة واستقبلت عامر بفضول بعد ما وصلها التجمع ده، وقفت تبصله بتساؤل ولكنه فضل باصصلها بصمت غريب عليها، كانت ملامحه بتوحي بالقلق وكإن فيه كارثة هتحصل.
سابها وطلع لفوق بخطوات سريعة كإنه بيجري، ومنها لمكان غرفتها اللي سابوها فيها، فتح الباب بعنف فانتفضت هي بخضة وهي بتبصله بقلق وتساؤل
دخل جوا الأوضة وقفل الباب وراه وهو بيتقدم منها ونظراته المبهمة مسبطة عليها بشكل مقلق، فاتوترت هي وقالت بتلعثم_أنتَ
أنتَ بتقفل الباب ليه؟!
ولكنه مردش عليها وفضل يتقدم ناحيتها بصمت، حست هي بالذعر من نظراته، فشاورلتله بإيديها وهي بتحاول تتصنع القوة_اطلع برا لو سمحت
اطلع بـرا!
وقف قدامها وهو بيبص لعينيها مباشرة، فبلعت هي ريقها بقلق وهي بتحاول تواجه قوة نظراته اللي مصوبة على عيونها مباشرة، ضم قبضة إيده واتكلم من بين أسنانه_طلعتي مهمة يا مصراوية
البلد كلها مقلوبة عليكي
ولإن الخونة كتار، مش بعيد شوية ونلاقي الشرطة هنا!
انفرجت اساريرها وكإنها لقت خلاصها لما سمعت اللي اتقال، رفعت كفها وبسطته على صدرها واتنهدت براحة وهي بتتحرك بعشوائية في الأوضة مش مصدقة إنها اخيرا هتتخلص من العذاب ده، ولكنها اتجمدت مكانها لما قال_فاكرة كذه إنك خلصتي مني؟
بصتله بتعجب على مقصد كلامه، فقرب منها بخطوات بطيئة أثارت الرعب جواها واتكلم_قولتيلي وش كان اسمك ؟
اتصنع انه افتكر وكمل_آه صحيح
يقين عبدالرحمن، ابوكي موظف في شركة عقارات، أمك مديرة مدرسة
كان اسمها تحية السيد تقريبًا مش كذه؟
واختك الصغيرة كانت سندس، في آخر سنة من كلية تربية، ماشاء الله طموحها تبقى معلمة كبيرة!
قطعت الفاصل هي بينهم وبفضول مليان قلق سألت بحدة_أنتَ عايز إيه بالظبط؟
مالك ومال عيلتي؟
عايز توصل لإيه؟!
بص لعيونها مباشرة وبقوة قال_عارفة إيش ممكن سوي فيهم؟
اقتل بوكي وايتم اختك الصغيرة وأرمل امك
ومش هكتفي بكذه لا
السيناريو كالآتي
واحدة غلاوية من ناحية امك في خناقة بينهم ضربتها بسكينة فرقدت في المستشفى
وشوية شباب في عودة اختك من جامعتها رشوا على وجهها ماية نار
يعني هيبقى موت وخراب ديار
شهقت بهلع واتوسعت عينيها من كلامه، بسطت إيديها على شفايفها برعب، أما هو فرفع كتفه ببساطة وكمل_إلا لو طلعتني عاقلة ونفذتي اللي هقولهولك
بدموع محبوسة وأعصاب مشدودة سألت_عايز إيه؟
مال بوشه ناحيتها ببرود لحد ما بقى على مسافة قريبة منها لدرجة إن انفاسه الساخنة كانت بتلطمها على وشها لدرجة إنها غمضت عينيها بنفور سرعان ما فتحتهم بذعر لما قال بهمس خطير_اتـجـوزيـنـي...

يتبع 

                الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات