رواية وجوه فى العتمه الفصل السابع7والثامن8 بقلم منه ممدوح


 رواية وجوه فى العتمه الفصل السابع7والثامن8 بقلم منه ممدوح

_اتجوزيـنـي!
كان بيمط في حروف الكلمة كإنه قاصد يستفزها، نبرته مكانتش طلب على قد ما كانت أمر صريح وكإنه مبياخدش رأيها أساسًا بل فرض أمر واقع عليها، رمشت هي كذه مرة بعدم استيعاب بتحاول تترجم اللي اتقالها ولكنها كانت صدمة قوية لدرجة إنها فقدت النطق، اتساع عينيها اثبتله إنها سمعته
فبعد عنها وقال بتجبر_يعني بالبلدي كذه قدامك حلين ملهمش تالت
يا تضيعي نفسك
يا تضيعي أهلك
ولوني شايف يعني إن كفاية هتاخدي شرف تبقى مرات عامر الزيات بنفسه
وهذا مش أي واحدة تنوله
هذا شرف ليكي يا مصراوية!
اسلوبه البسيط وكإنه مبيحكمش عليها بالموت كان محسسها بالدهشة من شخصيته المريضة بالنسبالها، حركت شفايفها كذه مرة ولكن لقت نفسها بتضحك بهيستريا لدرجة دموعها نزلت وقالت_أنتَ مش طبيعي
لا لا مش طبيعي
مش ممكن
ما يا أنتَ مجنون يا عايز تجنني
قربت منه مرة واحدة وهي بتصرخ بغضب_أنت سامع بتقول إيه؟
ها؟!
استحالة يا عامر، اقتلني بشرف ارحم من إني اتكتب على اسم واحد *** زيك!
غمض عينه بقوة بيحاول يتمالك أعصابه، ورجع فتحهم وهو بيبصلها بتحذير_متختبريش صبري يا مصراوية
للصبر حدود
رفعت صوباعها في وشه بتهديد ومن بين أسنانها وبأعصاب مشدودة قالت_أنتَ اللي متختبرش صبري وكفاية أوي المهزلة دي!
قولتلك يا عامر الموت أرحم من إني اتكتب على اسم عديم شرف زيك!
فضل باصصلها بصمت تام بيتأمل ملامحها الثائرة بغضب، أنفاسها السريعة المتلاحقة ونظراتها النارية، ولكن في النهاية رد ببساطة_حلو
ردك وصلني
متلوميش غير نفسك، بكل بساطة الحكومة هتيجي، هتعترفي عليا، مسافة ما توصلي لمصر هتلاقي نفسك يتيمة، أمك مرمية في المستشفى واختك مشوهة
وهتعيشي طول العمر تلومي حالك، في حين رجالتي هيكملوا مسيرتي، وسواء أنا جوا ولا برا هفضل عامر الزيات وأظن أنتِ بنفسك عارفة عامر الزيات وجبروته ومش محتاج أعرفك إني أقدر أنفذ كلامي ولا لا
بكيفك يا مصراوية
خلص كلامه اللي كان جاد بشكل أثار الرهبة داخلها، كانت عارفة كويس زي ما قدر يخلص على جوزها هيعمل اللي قاله في أهلها، حست بالهلع بيتملك منها وهي بتتخيل مصير أهلها اللي مرتبط بيها، قدامها يا تضحي يا تعيش بذنبهم طول عمرها، غمضت عينها تضغط جفونها بعذاب، فسابها هو واتلفت اتجه للباب وقبل ما يلمس مقبضه ابتسم بسخرية لما سمعها بتقول بضعف_استنى..
نزل إيده تاني ببرود، واتلفت ليها وهو بيبصلها برفعة حاجب، كان شايف القهرة اللي مرسومة على وشها المشدود اعصابه من الرعب، فقرب منها بخطوات بطيئة ووقف قدامها وعلى وشه تساؤل، مسحت هي دمعة خانتها ونزلت على وشها بسرعة، ورفعت عيونها تبصله بكره ملحوظ وقالت بلهجة كإنها بتوافق على موتها_موافقة اتجوزك..
كان بيتفحصها من غير تعابير ولكن كان فيه نظرة انتصار لمعت جوا عيونه، أما هي فمقدرتش تطيق تفضل بصاله فبعدت وراحت قعدت على السرير وهي بتهز رجليها بعنف بتحاول تتمالك نفسها ودموعها اللي بتهدد بالسيلان، أما هو فاتحرك بخطوات بطيئة وراح فتح الباب وهتف_هـديـة!
ظهرت الست الشغالة في البيت وهي شايلة شنط وبتجري مهرولة، وقفت قدامه فشاورلها هو من غير ما يتكلم فهمت مقصده على طول ودخلت لجوا ولكن قبل ما يقفل الباب سمع صوت خطوات غاضبة متقدمة نحوه وصياح والدته اللي بيقول_استني عندك يا هدية!
كان وراها فارس اللي اتحرك بيأس وهو بيشاور لاخوه اللي قدر يفهم رد فعل والدته، اتقدمت منهم لحد ما وقفت قدامه ورمت نظرة سريعة على اللي قاعدة جوا بانهيار وهتفت_أنتَ اتجننت يا عامر
عاوز تتجوز المصراوية اللي رفعت إيدها عليك؟!
زفر بضيق ورد_مالك دخل ياما
خلاص يقين هتصير مرتي اتعودي من دلوقت على الوضع هذا!
صرخت فاطمة بقوة_استحالة
يا تقتلها ونخلص منها، يا اقتلها أنا
إنما المصراوية هذي تبقى مرت ابني
على جثتي يا عامر!
جز على أسنانه وبعيون مبرقة من محاولته لتمالك أعصابه قال_ياما!
حاول فارس يهدي الوضع بينهم وقال_ياما عامر لو متجوزهاش هنروح كلنا في داهية، هذا الحل الوحيد
اسمعي الكلام الله يرضى عنك!
اتلفتت ناحية فارس عاقدة جبينها بتعجب وسألت_كيف يعني؟!
ضم عامر قبضة إيده بضيق شديد واتكلم_ما أنتِ لو كنتي صبرتي وسمعتي كلام فارس كنتي عرفتي!
الرشايدة عرفوا اللي صار وهيبلغوا الحكومة إن المصراوية هنا
اتوسعت عيون فاطمة بصدمة سرعان ما اتبدلت لبغض وتمتمت_صالح الملعون!
فقال عامر برجاء_عشان كذه عدي الليلة ياما الله يرضى عنك
إلا لو مستغنية عني!
وبلهفة احتوت كتفه وقالت_لا
لا يا ولدي كله إلا أنتَ
خلاص هحط النعال في بوقي وهسكت عشان خاطرك 
سكت عامر ووجه نظره لهدية اللي دخلت وقفلت الباب بعد ما رمت فاطمة يقين بنظرات مليانة حقد واضح
أما عامر فوجه كلامه لفارس وقال_جهزت كل الأوراق؟
هز فارس راسه_أيوه يا أخوي
فسأل عامر تاني_وصورها وشهادة ميلادها؟
رد فارس_اتصرفنا وجيبناهم من شقتها ياخوي
ربت عامر بخفة على كتف أخوه وقال_عفارم عليك يا فارس
انزل دخل المأذون اللي واقف برا والجماعة وهات حسن يبقى شاهد معاك عشان عايد بيخلص شغل وهيتأخر
هز راسه ونزل فعلا وسابه واقف مع فاطمة اللي رددت بحسرة_هتكتب على خرابك يا ولدي
الحرمة هذي من وقت ما خطت الدار وهي جايبة الخراب معاها!
دعك عينيه بإرهاق وقال_كفاية ياما الله يرضى عنك أنا فيا اللي مكفيني لوحدي
نهى كلامه واتخطاها وراح لغرفته عشان يجهز هو كمان..

نزل الخبر كالصاعقة على كل اعمامه وولاد عمامه اللي مكانوش مصدقين خصوصًا ليلى اللي بهتت وحست إن العالم كله بينهار من حواليها بعد ما خسرت عامر للمرة التانية وهي واقفة عاجزة
اترنجت بعد ما شعرت بالدوار فسندتها عهود بسرعة اللي كانت على دراية بمشاعرها لاخوها وقالت بدعم_امسكي حالك يا بنت عمي مش كذه!
رفعت عيونها ليها اللي اتملت دموع وقالت بشهقات_اخوكي بيتجوز تاني يا عهود
بيتجوز تاني قدامي عيني كإنه قاصد يقهرني!
طبطبت عليها عهود وهي حاسة بالحزن على اللي فنت عمرها في سبيل إن عامر يحس بيها وكل مرة بتلاقي نفسها بتحضر فرحه من ضمن المعازيم 
فحاولت تواسيها وقالت_الموضوع وراه شي يا بنت عمي، عامر وامي مايطيقوش المصراوية هذي بعد اللي سوته مع عامر
بإنهيار هتفت_المهم إنها هتصير مرته يا عهود
هتشيل اسمه!
لكزة عنيفة من والدتها رجعتها لصوابها ونهرتها وهي بتقول_اتعدلي يا بت وقولتلك قبل كذه بلاش تبقي مدهولة عليه
أهو سابك وهيتجوز مرة تانية
خليكي رافضة خالد ابن عمك كذه عشانه!
اتكلمت عهود بتأنيب_بلاش الكلام هذا يا مرات عمي!
رفعت حاجبها وردت_قال يعني كذبت ولا كذبت، ما أخوكي هيتجوز تاني 
سبحان الله كل مرة جوازته بتبقى مهببة
مرة من بنت الرشايدة ودخل مصايب لدارنا، والتانية المصراوية اللي منعرفلهاش اصل ولا فصل!
ولكن عهود هزت راسها بيأس من مرات عمها اللي عمرها ما هتتغير، وسابتهم وراحت لعند جوزها لما شافته خارج، فاتجهت ليلى ناحيته وقالت بدموع_هتروح تشهد فعلًا ياخوي؟!
ههون عليك؟!
نقل نظراته بين زوجته وبين اخته بضيق لحد ما قال_مقدرش أرد عامر يا ليلى، وبعدين ميصحش اللي بتقوليه هذا!
نهى كلامه وخرج مع عهود تحت أنظارهم، أما ليلى فاتحركت وراهم بلهفة ولكن جذبتها والدتها ونهرتها_راحة لوين أنتِ!
جذبت دراعها من بين إيديها بعنف وصرخت بألم_اتركيني لحالي ياما!
وبس سابتها وجريت لدار عمها سالم عشان تحضر كتب كتابه وتشوفه وهو عريس بعينها للمرة التانية...

كانت زي الماريونيت بين إيدين هدية وهي بتجهزها، طبعًا الملابس اللي كانت عليها غير مناسبة ده غير إنها اتبهدلت بسبب إنها لبساها بقالها كام يوم وبعد المناوشات الكتيرة اللي حصلت، وبعد ما خلتها تاخد شاور بالاجبار لبستها جلباب تقليدي ولكنه كان مزين كإنه مخصص للمناسبات، ورغم إصرار هدية إنها تلبسها إيشارب على شعرها إلا إن يقين رفضت باستماتة فانصاعت التانية ليها بيأس بعد ما عرفت إنها مش هتغير رأيها.
نزلت لتحت بصحبتها بعد ما بعتولهم خبر إنهم ينزلوا، وبوجه شاحب ونظرات فاقدة للحياة اتحركت للأسفل وكإنها هتوثق موتها بنفسها، وفي بهو البيت كان رجالة عامر جهزوا ترابيزة طويلة بكراسي المأذون قاعد منتظر حضور العروسة
وكمان عامر كان واقف بيتكلم مع اخواته وحسن على جنب
سمع صوت خطوات على السلم، فرفع عيونه تلقائيًا، سرعان ما وقف مشدوه وهو شايفها نازلة قدامه وهي بتحاول ترفع الجلباب اللي كانت محدد خصرها ببراعة، خصلاتها البنية اللي سابتها على ضهرها، وعيونها الواسعة اللي اتكحلت بكحل شديد السواد أظهر رسمتهم الخلابة، وعلى عكسه كانت نظراتها مليانة بغض وكره واضح، وبتوصله بعيونها إنها هتنتقم منه مهما كلف ده
وقفت قدامه واتبادلوا النظرات للحظات، واللي كان قدام عيون ليلى اللي دخلت في الوقت ده ونقلت نظراتها بينهم بصدمة وكإنها لسة مش مستوعبة اللي هيحصل فعلًا.
شاور لها عامر بإيده عشان تروح تقعد، فرمته بنظرة كارهة واتحركت بالفعل سحبت الكرسي بعنف وقعدت عليه تحت أنظار الموجودين المتفحصة واللي قدروا يعرفوا إنها مش عاشقانة عامر ولا حاجة بل بالعكس باين عليها إنها مجبرة.
بدأت مراسم عقد القران اللي مكانتش مستوعبة هي اللي بيحصل فيهم، مش مصدقة إنها هتتكتب على اسم المجرم اللي اتسبب في موت جوزها وحبيبها، مش مصدقة إنها هتبقى مرات حد غير يوسف منصور
الراجل الوحيد اللي دخل قلبها واللي اتنازلت عن حاجات كتيرة عشان تبقى معاه بس
ضغطت على جفونها بقوة لما سمعت المأذون بيقول_بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
اتنهدت بقوة محاولة تحمل قسوة الجملة اللي وقعت عليها بعد ما أدركت إنه بقى أمر واقع
_امضي وابصمي يا عروسة
وبالفعل خدت القلم بأنامل مرتعشة، فضلت باصة شوية لقسيمة الجواز اللي بتحمل صورته وصورتها واللي استغربت هو قدر يوصل للصور دي امتى وازاي وكمان جهز الأوراق دي كلها امتى!
يمكن ده الوقت اللي أدركت فيه إن عامر يقدر على حاجات كتيرة هي متتوقعهاش، وتحت أنظاره المراقبة لتصرفاتها وقعت بسرعة وبصمت ودفعت الدفتر باشمئزاز وهي بترمي نظرة مستحقرة عليه وبتحاول تمسح الحبر اللي على ابهامها وكإنه شيء مقرف ملتصق بيها
بصلها بحدة وكإنها جرحت كبرياؤه، ووقع هو كمان وبعدها الشهود واللي كانوا فارس وحسن
سرعان ما شاور لسعد براسه اللي رفع سلاحه هو وكل الرجالة الموجودين برا البيت وابتدوا يضربوا طلقات في الهوا احتفالًا بيه عشان يوصل خبر جواز رب عملهم لكل اللي في البلد 
انكمشت يقين على نفسها بهلع وحطت إيديها على ودنها من صوت الطلق الناري العالي واللي كان مسببلها رعب بشكل كبير لإنها أول مرة تحضر حاجة زي دي رغم إن جوزها كان ضابط شرطة
إلا إنه دايمًا كان بيخبي سلاحه بعيد عنها عشان ميتسببلهاش بهلع.
قام وقف عامر وسلم على المأذون اللي خرج وسابهم وتليه أخوه فارس اللي ربت على كتفه وهو بيقول_مبروك ياخوي
هز راسه من غير ما يتكلم
ولوهلة اتلفت لما لمح ليلى اللي كانت واقفة بتتابع اللي بيحصل بعيون مليانة دموع وبملامح شاحبة بتوحي بالحزن اللي حاسة بيه وكانت بترميه بنظرات مليانة لوم وكإنه وعدها وخذلها، حس هو بالأسى عليها من مشاعرها اللي من واحد وفضل باصص عليها بضيق، مهما كان فهي بنت عمه ومعتبرها اخته الصغيرة ومشفق على وضعها ده.
لاحظ حسن وزايد اللي داير بينهم فقرب من عامر ونقل نظراته بينه وبين اللي قاعدة مكانها بصة في الفراغ بصدمة وقال_الف مبروك يابن عمي
سابه وخرج وأخد ليلى في إيده اللي كانت متخشبة تمامًا ولكن في النهاية اتحركت معاه بعد ما قبض على دراعها بعنف واجبرها تمشي.
قربت منه فاطمة وبراس مرفوع قالت_متستناش مني ابارك لك يا عامر
عمري ما هعتبرك متجوز الجوازة هذي
وجهت نظرها ليقين اللي كانت بترمقهم بحقد وقالت لها_وعمري ما هعتبر هذي مرت ابني وواحدة من الدار
انتفضت يقين بعنف من على الكرسي بطريقة لفتت انتباه كل الموجودين واتكلمت بحدة_وكإني أنا اللي عمري هعتبر ابنك جوزي 
أنا لو كنت وقعت على عقد موتي اشرفلي من إني ابقى مراته
نهت كلامها وسابتهم وطلعت لفوق تحت أنظاره اللي بتراقبها، أما فاطمة فهتفت بغضب_قليلة حيا!
اتلفتت لعامر اللي هز راسه بيأس وخرج لباب البيت واتكلم موجه كلامه لرجالته_بكرا إن شاء الله اهل البلد كلهم معزومين على وليمة فرحي
عامر الزيات مش بيتجوز كل يوم
لازمن نكرم أهل البلد كلهم ونعرفهم إحنا مين!
ارتفع صوت اطلاق النار مرة تانية احتفالًا وتهليلًا بكلامه، فرجع تاني دخل للبيت رمى نظرة أخيرة على أمه وأخواته وولاد عمه وخصوصًا ابنه جواد اللي كان واقف مع مرات عمه وبيتابع اللي بيحصل بنظرات طفولية متعجبة ولكن في النهاية اتنهد باستسلام بعد ما حس إنه مش قادر على المواجهة حاليًا وبعدين سابهم وطلع لفوق من غير ما يتكلم..
أما يقين بمجرد ما دخلت غرفتها قفلت وراها الباب بعنف وهي بتبكي بإنهيار، مكانتش متخيلة إن الأمور توصل للوضع ده 
بدل ما تنتقم من قاتل جوزها راحت بقت مراته!
الأمر كان فوق احتمالها لدرجة إنها محستش بنفسها غير وهي بتتجه للتسريحة وبترمي كل اللي عليها وهي بتصرخ وبتبكي بقهر
ومكتفتش بالتسريحة، بل كل اللي إيديها طالته كسرته
فرش السرير والمخدات بقى على الأرض
الكومودينو نفسه بمحتوياته واقع على الأرض
وقفت مرة واحدة وبصت على انعكاسها في المراية، كانت في حالة مذرية، خصلاتها المشعثة والكحل اللي ساح من بكائها
لوهلة حست إن انعاكسها ما هو الا انعكاس لمسخ كريه
كرهت نفسها بعد ما شافت إنها خانت عهدها مع جوزها واستسلمت لتهديد شخص مريض زي ده 
وبدون تردد مسكت انتيكة واقعة على الأرض وحدفتها على المراية بقوة وهي بتصرخ بقهر لدرجة إنها اتهشمت لقطع صغيرة وقعدت على الأرض وسط الحطام وهي ساندة بضهرها على السرير وبتشد على خصلاتها وهي مازالت بتبكي بعنف
كان سامع هو كل التكسير والحطام وصراخها وهو واقف في الردهة بتاعة غرفتها واللي كان فيها غرفته هو كمان ولكن على بُعد قليل منها
لوهلة كان هيسيبها ويمشي ولكن حس بشعور غريب جواه بيتملك منه وهو سامع بكائها وشهقاتها العالية
ضم قبضة إيده بقوة لدرجة إنها ابيضت، متردد بشكل كبير، جواه صراع كبير محسش بيه غير من أول ما شافها 
ولكن رغم عنه مقدرش يسيبها ويمشي بعد ما خفتت الاصوات وخاف لتكون عملت في نفسها حاجة 
فقرب بتردد وفتح الباب بعد عذاب كبير، ولوهلة اتصدم من المنظر
معالم الغرفة اتبدلت تمامًا
في حالة مزرية وكإن في حرب شديدة قامت هنا
ومن بين كل الحطام اللي حواليه وقع بنظره عليها وهي قاعدة ضامة رجليها لصدرها ودافنة وشها بينهم، ومن انتفاضة جسدها كان عارف إنها بتبكي
قرب منها بتردد وهو بيتحرك بصعوبة من كل الشظايا والحاجات المكسورة على الأرض، وقف قدامها وهو باصصلها بحيرة، مش عارف إزاي يتصرف معاها
حاسس بعجز كبير بيتملك منه، وألم على حالتها بيتسلل جواه
حست هي بوجوده، فرفعت عيونها شديدة الاحمرار ليه، لوهلة اتجمد لما شاف حالتها المزرية، عيونها الوارمة، وشها المتلطخ بالكحل، والنظرات المقهورة اللي باينة على وشها
وبعد ما رمته بنظرات بتوصف كل المشاعر اللي بتحملها جواها ليه اتحاملت على نفسها وقامت وقفت، مسحت دموعها بأكمامها وبقوة قالت_فاكر إنك خلصت نفسك من المصايب اللي كانت هتجيلك لو متجوزتنيش؟
خليك عارف إن أنا أكبر مصيبة دخلتها في حياتك يا عامر
هتندم على اليوم اللي فكرت تخليني فيه على اسمك
ههد بيتك فوق دماغك، وهخلي كل الناس تتحاكي لسنين قدام عن قذارتكم
مش هسيبك يا عامر، هنتقم من كل احساس بالقهر حسيته بسببك
هتشوفني وأنا واقفة بحتفل وقت اعدامك 
ساعتها بس هتعرف مين هي يقين عبدالرحمن.
فضل باصصلها بملامح مشدوهة، شراستها وعيونها المشتعلة بحقد شديد خلاه أدرك إن اللي بتقوله مش مجرد تهديد
يقين هتنتقم
هتنتقم بالفعل ولكنه مش خايف منها بالعكس مبسوط بقوتها
ابتسم ابتسامة خفيفة ببرود وكإنه متهزش من كل اللي قالته بل حس بإثارة من تحديها ليه ورد_وأنا مستني..
هبعتلك حد يروق الغرفة
وبس قالها بكل بساطة وسابها واقفة مذهولة مكانها وخرج!
رغم إنه قادر ياخد رد فعل تاني معاها ميخليهاش تجرؤ ترفع عينها ليه
ولكن كان فيه شيء مانعه من ده 
مانعه من إنه يئذيها 
يمكن
نظرة عينيها مثلًا؟


الحلقة الثامنة

كانت قاعدة في أوضتها بتبكي بإنهيار في حين بتمسح دموعها من حين لآخر بالمناديل اللي بهدلت الدنيا بيها حواليها، في حين كانت هناء قاعدة قصادها وهي بتحاول تواسيها_كفاياكي يا بنت عمي، البكى مش هيغير شي!
نفضت إيديها عنها وبعصبية من بين دموعها قالت_بالله عليكي اتركيني لحالي يا هناء، اتركيني لخيبتي
أنا كنت هتبقى مرته، صدقيني، مرت عمي هي اللي لمحتلي كذه مرة، بس من ساعة ما المصراوية هذي خطت الدار وهي قالبة حال عامر 
خطفته الحرباية!
وعند تذكرها لمشهد عقد قرانهم انهارت في البكاء من تاني وجمبها هناء اللي بتبصلها بعجز ومش قادرة تتصرف، أما ليلى فكملت_وفوق كل هذا عامل ليلة كبيرة وعازم كل البلد
كإنه قاصد ينقطني!
زفرت هناء بضيق وحاولت تفوقها_يا ليلى عامر شايفك اخته الصغيرة من زمان
وعمره ما فكر يبصلك كذه ولا كذه
طول عمرك ليلى بت عمه بالنسباله
فصاحت ليلى في وشها بعصبية_اسكتي يا هناء واقفلي بوقك
لو قاصدة تحرقي دمي أكتر ماهو محروق مش هتقولي كذه
حاولت هناء تبرر_مش القصد يا ليلى بس عاوزة اوعيكي
أشاحت بإيديها وهي بتكمل بكى_ولا توعيني ولا غيره اتركيني لحالي!
اتفتح الباب بعنف في الوقت ده فاتنفضوا هما الاتنين، شافت ابوها واقف يبصلها بنظرات مليانة شرر، فبلعت ريقها بتوتر وهي بتنقل نظراتها بين ابوها وهناء، اتنحنحت هناء في الوقت ده وقامت استأذنت ومشيت، أما غالب فاتقدم منها بوجه متجهم وقال_لسة قاعدة بتندبي من امبارح؟
اتجنيتي ولا إيش؟!
رايحة هناك تبكي عليه وهو بيتجوز؟!
عايزة تحني راسي بعمايلك هذي وقدام اخواتك كمان يا قليلة الحيا!
قامت من على فراشها واتوسلته بدموع_يا ابوي...
ولكنه قاطعها بحدة أكتر_اسمعي
لو ما لميتي حالك واتعدلتي قسمًا بدين الله لكون كاتب كتابك على خالد ابن عمك من بكرا
أخواتك اللي حايشيني عنك لكن والله في سماه هربطك كيف البهيمة هنا لحد ما يبنالك صاحب!
خلص كلامه ورماها بنظرة من فوق لتحت باستحقار وبعدين سابها وخرج قفل الباب وراه بعنف، فانتفضت هي بخضة وبعدها اترمت على سريرها وهي بتبكي بإنهيار، لكن رغم ده مش هتيأس
مش هتتنازل عن عامر مرة تانية
كفاية إنها قبلت بالواقع لما اتجوز سلمى وكمان خلف منها، مش هتستنى لما ده كمان يحصل مع المصراوية
عامر هيبقالها هي
هي بس....

                         ****
خرج من غرفته ولكن المرادي كان لابس جلباب ابيض تقليدي متفصل عليه ابرز عضلاته وفوقه چاكيت بدون أكمام عشان برودة الجو، وعلى كتفه كان الوشاح اللي المفروض بيلفه على راسه ولكنه سابه مؤقتًا كده.
مر على جناحها وهو بيحاول ميبصش عليه ويبدي عدم الاهتمام عشان ينكره احساسه الداخلي، ولكن رغمًا عنه لقى نفسه بيقف مرة واحدة وهو باصص قدامه بشرود وبطرف عينه بص على الباب 
ورغمًا عنه رجع تاني بتردد وقف على باب أوضتها وهو مايل عليه بيحاول يسمع صوت ليها
رفع قبضته بتردد وخبط على الباب وهو بيهتف_يقين أنتِ صاحية؟!
مش عارف ليه بيسأل عنها ولكن لوهلة حب يتطمن عليها بعد حالتها الصعبة اللي شافها فيها امبارح.
كانت هي قاعدة على السرير المترتب في غرفتها بعد ما سابها عامر وبعت بنات يرتبوا الغرفة ويشيلوا الحاجات المتكسرة. كانت ضامة ركبتها لصدرها وهي بتحرك جسمها بلا هوادة، ما زالت بهدومها اللي كانت عليها، خصلاتها المشعثة، الكحل السايح وعيونها الحمرا المورمة، سمعت صوته من برا، غمضت عينيها بكره شديد وازادادت وتيرة اهتزاز جسدها.
ولكنه ميئسش بل فضل يخبط تاني وهو بيقول بإصرار_يقين أنتِ كويسة؟
وبصوت مبحوح عصبي زعقت_امشـي مـن هنـا!
رغم إن إيده اتجمدت للحظات إلا إنه رجع يخبط تاني_أنتِ كويسة ولا لأ
محتاجة حاجة؟!
حطت إيديها على أذنيها تكتم بيها صوته اللي بيثير أعصابها، وضغطت على جفونها وهي بتصرخ_بقولك امشـى من هنـا 
امشــي!
لوهلة حس بالقلق من نبرة صوتها، المشاعر المتضاربة اللي جواه غريبة ومش قادر يسيطر عليها، فبدون تردد مسك المقبض وحاول فتح الباب، ولكنه عقد حواجبه بتعجب لما لقاه مش بيتفتح رغم إن المفتاح واخده بنفسه!
حاول يزقه بس حس إن فيه حاجة تقيلة محطوطة وراه، فهتف باستغراب_يقين أنتِ سادة الباب ولا إيش!
رفعت عيونها مرة واحدة بعد ما كانت شادة على خصلات شعرها، وبصت على التسريحة اللي زقتها بنفسها لحد ما ثبتتها ورا الباب وصرخت_بقولك امشي من هنا
أنتَ إيه مبتفهمش!
وقف عن المحاولة في فتح الباب بعد صراخها واتنهد بقلة حيلة وبعدين قال بحزم_هبعتلك هدية بالفطار، افتحي الباب وخذي منها الأكل احسنلك
نهى كلامه والتف عشان يمشي ولكنه سمع صوت تهشم شيء بالباب، وبالفعل بعد جملته الآمرة ملقتش غير كوباية الماية اللي جمبها تعبر بيها عن غضبها وحدفتها عليه هشمتها، لقى نفسه غصب عنه بيبتسم وهو بيهز راسه بقلة حيلة وتمتم_عـصـبـيـة!
نزل لتحت فشاف الكل متجمعين على سفرة الفطار، القى السلام عليهم وراح قعد على راس الطاولة وطبع قبلة على شعر جواد ابنه اللي كان جنبه تحت انظار امه اللي كانت صامتة تمامًا وبتراقبه بنظرات جامدة، شاف هدية داخلة ببقيت الأكل فوجهلها كلامه_خذي الفطار ليقين فوق
وقبل ما ترد عليه اتكلمت فاطمة_مش ما عجبهاش أكلنا، نعطيها ليش؟
خسارة فيها تحط لقمة من مالنا في جوفها!
زفر انفاسه بضيق وقال لهدية_اعملي اللي قولتلك عليه
فضل واقفة بتردد بتنقل نظراته بينه وبين فاطمة، فاتعصب عامر ورماها بنظرة قاتلة وهتف_مستنية إيش!
هزت راسها بسرعة وخرجت على طول،  أما هو فبدأ في الأكل تحت أنظار فاطمة اللي كانت  بتبصله بضيق كبير، اتكلم فارس في الوقت ده_الطباخ جاب عدته وجه، وخليت الرجالة يذبحوا جملين واربع خرفان في الفجرية، هيوذعوا نصهم على الناس والباقي لأهل البلد اللي هييجوا
وكمان خليتهم يعلقوا فرعين نور وجهزوا الحُصر
هز عامر راسه بامتنان، أما فاطمة فعلقت بنزق_مش عارفة إيش لزومه هذا كله!
قال يعني جوازه بحق وحقيقي!
فرد عامر برفعة حاجب_أنتِ عاوزة تخلي البلد تقول عامر الزيات بنفسيه اتجوز في الدرا ياما؟!
حتى لو جواز صوري بس في النهاية اتكتبت على اسمي واتحسبت علي!
فتمتمت بضيق_جوازة الندامة!
فضل باصصلها بضيق شوية قبل ما يلتفت على لكز جواد ليه، بصله بابتسامة يحثه على الكلام فاتكلم الصغير_هي هذي اللي فوق مرتك يابوي؟
يعني كيف أمي؟!
صدرت ضحكة ساخرة عن فاطمة اللي تمتمت_زين ما شبّه
الاتنين مصايب كيف بعض
فعاتبها عايد في الوقت ده بسبب اللي اتلفظته قدام الاطفال_ياما
ميصحش كذه!
هزت راسها بلا مبالاة، أما عامر فبعد ما رماها بنظرة نارية رد بابتسامة_آه يا بطل
اللي فوق مرت أبوك 
وكيف أمك بالضبط، عاوزك ماتضايقهاش بكلمة
فاتدخل فارس بضحك_الاحسن خليك بعيد عنها عشان زعابيبها متطلعش عليك!
لكزته نوارة زوجته وهي بتهمس بضيق_مش قدام الواد يا فارس 
كمل فارس ضحك وقال_كذبت أنا؟
أومال لو مكانتش مكسرة الغرفة ميت حتة!
كتمت راوية زوجة عايد ضحكها بالعافية لما شافت نظرة عامر لفارس اخوه اللي قال_والله شكلي أنا اللي هكسر الترابيزة هذي فوق دماغك واخليك تطفح اللقمة!
وبفكاهة من بين ضحكه قال_العفو ياخوي
رغمًا عنه عامر لقى نفسه بيبتسم هو كمان، كل الموجودين هنا مش مصدقين تصرفاتها المباغتة بالنسبالهم ولا قوتها اللي معدتش عليهم قبل كده فعذرهم واداهم الحق على ردود افعالهم.
أما الوضع ده فمكانش عاجب فاطمة اللي كانت بتشرب الشاي وهي بتراقبهم بضيق، مش عاجبها إنهم متقبلين اللي بيحصل بل وبيضحكوا عليه، فانتفضت فجأة وهي بترزع الكوباية على السفرة وبتقول_شبعت
راقبوها كلهم لحد ما خرجت وغصب عنهم لقوا نفسهم بيضحكوا كلهم من تاني..

                           ****

_وش تقول أنتَ!
كيف يعني؟!
هتف بيها عزيز وهو بيلف حوالين نفسه بجنون في حين بيسمع الأخبار من شخص ما في الموبايل، حس إن أعصابه على وشك الانفلات وهو بيسمع كلام الطرف التاني فقال_طيب طيب
اقفل أنتَ وتابع اللي بيصير هناك وبلغني أول بأول
قفل الخط وفضل يلف حوالين نفسه وهو بيفكر شوية، وبدون تردد اتوجه للحيطة ولكمها بقبضته بقوة أدمتها وفضل واقف مكانه بأعصاب مشدودة 
كان صالح والده معدي بالصدفة وشافه بالحالة دي، فاتقدم ناحيته بتعجب وقال_وش بيك يا عزيز؟!
اتلفت ليه وهو على وشه ابتسامة ساخرة وقال_نسيبك الغالي عامر الزيات
لحق نفسه كالعادة!
باستغراب قال_كيف يعني؟!
هز راسه بصدمة هو نفسه مكنش متوقع إن حركة زي دي تطلع منه، فقال_اتجوز الصحفية!
اتوسعت عيون صالح بدهشة وهتف_كيف؟!
اتجوز المصراوية
أنتَ متأكد من ذاك الكلام؟!
أومأ ليه عزيز وقال باستهزاء_وعازم البلد كلها كمان
اتلفتوا على حركة واحد من رجالتهم وهو جاي ناحيتهم وشايل كيس أسود في إيده وقف قدامهم وقال_عامر الزيات باعت هذا  مع مرسال بيقولكوا فيه كان نفسه يعزمكوا بس المكان مش هيكفي
أخد عزيز الكيس منه وفتحه فلقى فيه قطعة لحمة من دبيحة عامر، نقل نظراته بينه وبين أبوه بملامح بتشع غضب رهيب لما قدروا يفهموا إنه عرف على اللي كانوا ناويينه، حاول صالح يتمالك نفسه وقال بعد تفكير_مش هو اتجوز الصحفية؟!
أهو دخل أجله بنفسه على داره
بصله عزيز بتعجب لما شافه بيبتسم بسخرية، فقال صالح_حاول توصل للصحفية بأي طريقة
وفي أقرب وقت...

                           ****

كان عامر واقف بيتابع التجهيزات وبيستقبل الناس اللي ابتدوا ييجوا يباركوله، ومن بين كل التبريكات ارتفع صوت ضرب النار كاحتفالًا بيه،
انتفضت يقين من مكانها بعد ما علي الصوت لدرجة حسستها بالرعب، قامت وقفت بتردد وراحت ناحية البلكونة فتحته واتقدمت وهي منكمشة على نفسها، للحظة حست بالتعجب من المنظر اللي قدامها 
الفرش المحطوط وصواني الأكل المرصوصة وحواليها الناس ده غير أفرع النور اللي مزينة المكان
دورت عليه بعيونها لحد ما شافته واقف بيستقبل التبريكات من الناس، على وشه ابتسامة متكلفة بيجامل بيها على قد ما يقدر
لوهلة رفعت حاجبها بذهول
بيحتفل بجوازهم!
مش كفاية اجبرها إنها تتجوز قصاد حياة اهلها وكمان عامل فرح هنا!
شافت عايد وهو بيميل عليه وبيشاور براسه لفوق، وبعدها اتلفت عامر ووقعت عيونه الحادة عليها، واللي كانت نظرة متعجبة سرعان ما ضيق عينه بغضب لما شافها واقفة في البلكونة وسط وجود كل الرجالة دي.
أما هي فكانت بتوصله نظرات كارهة وغير مبالية لغضبه الظاهر عليه.
شافته وهو بيكلم عايد، اللي اتحرك ودخل لجوا 
ثواني وسمعت خبط على الباب وصوت هدية اللي بتنادي بتكرار_يا ست يقين!
بصوت عالي من غير ما تتحرك ردت_عايزة إيه؟!
فهتفت هدية_عامر بيه بيقولك ميصحش تقفي في الفرندة كذه والرجالة ماليين الدنيا تحت!
حست هي بالدماء بتغلي في عروقها من تحكمه فيها، ثبتت أنظارها عليه وحس هو بيها فرفع عيونه ليها واتقابلت نظراتهم
أما هي رفعت حاجبها وربعت إيديها قدام صدرها وبتحدي هتفت من غير ما تتلفت_قولي للبيه بتاعك مش هو اللي هيعلمني الصح والغلط
خلي نصايحه لنفسه!
حست هدية بالرعب من كلامها فحاولت ترجعها عن رأيها وهتفت_يا ست يقين...
ولكن يقين قاطعتها بحدة_مش هعيد كلامي مرتين 
ضربت هدية كف على كف وهتفت بحيرة وهي بتتحرك عشان تنزل_يادي المصيبة، هقوله هذا الكلام كيف بس!
من هيئتها ونظراتها المتحدية قدر يميز إنها عاندت كلامه، وبالفعل هي كانت بتعاند لمجرد العند فقط
عشان تثبتله إن مهما حصل مش هتخضع ليه حتى لو أجبرها تتجوزه، أما هو حس بالنيران بتتسلل لأوردته خاصة بعد ما معظم الناس الموجودين غصب عنهم لمحوها وهي واقفة فوق كده 
حتى لو مش مشاعر غيرة محب لحبيبته ولكن غيرة على اسمه اللي بتحمله، فاتحرك بدون تردد وهو بيرميها بنظرة نارية معناها أنتِ اللي جبتيه لنفسك.
كانت عارفة كويس إنه طالعلها، ولكنها فضلت مكانها باصة للباب بعند وهي متأكدة إنه مش هيقدر يدخل بسبب التسريحة اللي مثبتاها ورا الباب.
تحت أنظار كل الموجودين في البيت من سرعته والعبوس اللي باين عليه طلع لفوق ومنه لاتجاه غرفتها، وقف لوهلة لما وقعت عينيه على صينية الأكل اللي محطوطة من وقت الفطار مكانها وزفر بضيق، حاول يفتح الباب وهو بيخبط وبيقول_افتحي يا يقين عاوز اتكلم معاكي!
فضلت واقفة مكانها وقالت براس مرفوعة_مفيش كلام بيني وبين واحد زيك!
ولكنه اتمسك بالأوكرة وهو بيحاول يزق الباب وبيقول بإصرار وملامح على وشك الانفجار_افتحي الباب يا يقين وكفاية عِند!
ولكنها اتشبثت بقرارها وزعقت بحدة_مش فاتحة 
وأعلى ما في خيلك اركبه يا ابن الزيات
ثبتت إيده على الأوكرة وعض على شفايفه بغيظ شديد، محدش قدها عرف يفلت أعصابه قد ما عملت، أما هي فحست بصمت عم المكان فجأة، فافتكرت إنه يئس بالفعل ومشي، فقربت بتردد ناحية الباب وهي بتميل براسها عشان تسمع إذا كان فيه خطوات برا ولا لأ
سرعان ما صرخت بفزع لما لقت الباب بيتزق بعنف مرة واحدة
أما عامر فكانت أعصابه انلفتت بالفعل ومبقاش متحكم في نفسه وعايز بأي طريقة يشيل الفاصل اللي بينهم ده، وبالفعل ابتدى يزق الباب ويخبطه بكتفه بقوة وسط صراخ يقين المذعور_أنتَ بتعمل إيه يا متخلف!
قولتلك مش عايزة اتكلم معاك غور من هنا!
طلع أهل البيت على صوت الجلبة وقبل ما يمنعه عايد وفارس شاورلهم بإيده وبعيون حمرا مرعبة هتف_محدش يتدخل أحسنله!
تحت نظرات فاطمة المتشفية واللي كانت بتراقب الوضع بتسلية ووجهت كلامها لأولادها وزوجاتهم_كيف ما سمعتوا
يلا ارجعوا لمكانكم
وبالفعل اتحركوا كلهم بيأس لتحت، أما عامر فكمل زق في الباب وسط هلع يقين اللي شافت التسريحة بتتراجع فجريت على طول وحاولت تزقها ولكن اتنفضت لورا لما دفع عامر الباب مرة واحدة لحد ما اتفتح
دخل هو بعيون بتلمع بشرار مرعب، فاتراجعت هي لورا بخطوات مذعورة أما هو كان بيتقدم منها وهو بيقول_بتعندي ها!
فاكرة نفسك متحامية ورا هذا الباب
أنا أكسر التسريحة وأكسر الباب فوق نفوخ اللي خلفوكي!
وعلى اهانته صرخت بغيظ_اخرس
أنتَ آخر واحد يجيب سيرة أهلي على لسانك!
مش مكسوف من نفسك أنتَ؟
ها؟!
مش كفاية تاجر أسلحة ومجرم قذر لا وكمان متجوز واحدة وأنتَ مهددها بأهلها و عاملي فرح تحت البيت؟!
مصدق نفسك أنتَ ولا بتكدب الكدبة وتصدقها؟!
كانت بتتنفس بعنف وبانفعال شديد، اتملكت الجرأة منها وقربت منه وهي بتبص جوا عيونه المشتعلة بجرأة وكملت_يا ترى الناس اللي جايين يباركولك دول عارفين بحقيقة الجوازة دي؟
عارفين إنك مهددني وابتزتني بأهلي عشان أوافق بيك؟
ضحكت بسخرية من بين دموعها اللي خانوها وسالوا على وشها وكملت_وإلا غير كده عمري ما كنت اوافق اربط نفسي بواحد مجرم وحقير زيك!
بأنفاس سريعة من العصبية، وأعصاب مشدودة هتف من بين أسنانه بتحذير_يـقـين!
قربت منه وكملت باستحقار_عمري ما هعترف بالجوازة دي حتى لو قتلتني
عمري ما هعترف إني مراتك يا عامر
كون إن اسمي اتذكر جنب اسمك ده لواحده عار بالنسبالي هفضل عايشة بيه طول العمر!
_يـقـين!
صرخ بيها بقوة خلتها تنتفض وهو ضامم قبضته بانفعال وعصبية واضحة، ورغم ده مسكتتش وكملت بصدق ومشاعر مليانة بغض وحقد_أنا بكرهك يا عامر
بكرهك أنتَ وعيلتك من أكبر واحد فيكم لأصغر واحد فيكم!
رفع قبضته بأنفعال واضح، فغمضت هي عينها برعب وبأعصاب مشدودة، ولكن قبل ما يتهور ويمد إيده عليها ثبتت قبضته في الهوا لما دخل عايد الغرفة فجأة وهتف_عامر!
وقف فجأة وهو شايف الأجواء المشحونة بين عامر ويقين واتنقلت نظراته بين إيده اللي في الهوا والمرعوبة اللي قدامه، فقرب منه وحط إيده على دراعه واتكلم وهو بينهج من أثر الركض_الحكومة تحت مع أهل مرتك...

يتبع 

                الفصل التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات