رواية حمزه الجزء الثاني2 من عامر الفصل التاسع9والعاشر10 بقلم داليا السيد

رواية حمزه الجزء الثاني2 من عامر الفصل التاسع9والعاشر10 بقلم داليا السيد

من أجلك أنت
عندما استعاد وعيه كان النهار يلف الغرفة ورآها تضع وسائد على الأرض بجوار الفراش وتجلس عليها وتسند رأسها على ذراعيها على طرف الفراش وتنام بهدوء
اعتدل ليعود الصداع له وما زال حلقه يؤلمه، اللعنة بعض البرد يبقيه بالفراش، حركته جعلتها تستيقظ وتفز واقفة تجاهه وهتفت "هل تحتاج لشيء؟" 
وضعت وساده خلفه فارتد عليها وهو يدرك أنه متعب حقا ولكنه قال "كم الساعة؟" 
ظلت واقفة أمامه وقالت وهي تنظر لساعتها "السابعة صباحا" 
جذب الغطاء لينهض وهو يقول "لابد أن أذهب، عامر ينتظرني" 
يداها سقطت على صدره ووجهها واجهه وهي تقول "عامر كان هنا مع الطبيب وطلب مني إبلاغك أنه لم يعد بحاجة لك" 
تراجع ناظرا بوجهها بدهشة وهتف "عامر كان هنا؟ متى ولماذا؟ وأي طبيب الذي حضر معه؟"
ابتعدت وقالت "بتلك الليلة التي عدت بها بعد أن نمت كنت أمر بجوار غرفتك وسمعت صوتك وعندما لم تجيب دقاتي دخلت، كانت حرارتك مرتفعة منحتك بعض الأقراص والكمادات حتى الصباح عندما هاتفك عامر فأجبت وأخبرته بحالتك فجاء ومعه الطبيب الذي كتب الدواء"
تراجع بالفراش وقال "هذا يعني أن اليوم هو.. "
عندما توقف أكملت هي "السبت، أنت لم تستيقظ بالأمس، إخوتك اتصلوا وأنا أجبتهم ووالدتك أيضا"
هز رأسه فتحركت وقالت "سأجلب الإفطار لتتناول الدواء"
استوعب ما كان وهاتف إخوته ووالدته ليطمئنوا عليه عندما عادت بالطعام وطوال اليوم لم تتركه حتى عندما نام من الدواء ظلت بجواره، تمنحه الدواء، تطعمه بنفسها، تقترب منه حد الجنون ثم تبتعد بتلقائية تزيده رغبة بها
الليل كان مرهق لها لكنها كانت تعلم أنه يستحق حياتها كلها، بالسادسة صباحا سقطت نائمة بجواره على الأرض كالليلة السابقة ولكن عندما استيقظت وجدت نفسها ممددة على الفراش وغطاء يدفئها و..
هبت جالسة لتجد نفسها بفراشه وهو ليس موجود، كيف؟ كيف نامت بفراشه؟ أين هو؟ لماذا دائما تجد نفسها بالفراش وتستيقظ ولا تجده؟ 
نهضت ونظرت لهاتفها، كانت العاشرة صباحا، خرجت لتبحث عنه، هل رحل للعمل؟ لا يمكن ما زال متعب، صوته جعلها تقف وتنفخ براحة، كان يقف أمام النافذة الكبيرة ويتحدث بالهاتف، بدا أنه أخذ حمام وبدل ملابسه بأخرى مريحة، لم يرتدي ملابس العمل، لن يرحل
التفت فجأة بعد أن انتهى ليراها واقفة تراقبه، تفاجأت من مواجهته ولكنه ابتسم وقال "صباح الخير، لماذا استيقظتِ؟ أنتِ بحاجة للنوم" 
ابتسمت وقالت "أنا بخير، كيف تشعر الآن؟" 
كان قد وصل لها حتى توقف أمامها وما زال يذكر وجهها الملائكي وهي نائمة بجوار فراشه فحملها كالعادة ووضعها بالفراش حيث يجب أن تكون، بفراشه وبجواره بل وبين أحضانه
أجاب "بخير والفضل لكِ، أنتِ ممرضة جيدة عامر قال أنكِ منحتني الدواء المناسب قبل أن يصل الطبيب"
أخفضت وجهها وقالت "استعنت بالنت" 
رفع يده ليرفع وجهها بأصابعه لتواجهه بعيونها وقال "لا تخفضي وجهك أمامي حلا، أحب النظر بعيونك" 
أيها القلب افرح نعم لا تتوقف عن دقاتك القوية والسعيدة بكلمة كهذه منه فهي هدية غالية جدا لها، همست بلا وعي "حقا؟"
كان يتجول داخل تلك العيون اللامعة بالأخضر والذي يمنح الراحة، هز رأسه وقال "أنتِ لا تعرفين جمالك جيدا" 
تورد وجهها ولكنها لم تبتعد عنه ولم تخفي عيونها وهي سعيدة بكلماته، الجمال لا يهم المهم هو، صوت الباب جعلهم ينتبهون للدقات، أبعد يده وتحرك ليفتح فوجدها منى التي قالت 
"صباح الخير سيدي" 
تراجع وقال "صباح الخير منى" 
تركها وتحرك للمكتب بينما استعادت هي نفسها وهي تستقبل منى وتمنحها تعليماتها لتنظيف البيت وأخبرتها أن تترك لها الطعام
اغتسلت بسرعة وبدلت ملابسها من تلك التي اشترتها بالأمس وتحركت للمطبخ، لم تنزع طرحتها ولا تعلم لماذا تبقيها فهو زوجها ولكنه لم يعترض ولم يهتم
أعدت الإفطار بصينية والشاي والدواء وتحركت لمكتبه، دقت الباب ودخلت فوجدته مندمج على جهازه وقالت "الإفطار والدواء" 
رفع وجهه لها وكاد يرد عندما انتبه لملابسها المختلفة، بنطلون أبيض ضيق، بلوزة خضراء هادئة جدا ولكن محكمة على جسدها تبرز كل جزء منه وتسقط على خصرها لتظهر منحنياتها بشكل لا يصدق، طرحتها البيضاء بورود صغيرة جدا خضراء كانت تمنحها بريق رائع عطرها لاح بكل مكان بالغرفة
هذا هو الجنون بذاته، لم يستطع أن ينهض لأنه شعر بجسده يستجيب لها بشكل غير طبيعي، تلك الفاتنة لم تكن معه من قبل، من أين أتت؟ 
عندما لم يجيب رفعت وجهها له لتلتقي بعيونه الحائرة، ارتبكت وقالت "هل هناك شيء؟ تبدو غاضب" 
وأخيرا أسكت رغباته بصعوبة وقال "لا، تلك الملابس" 
انتظرت أي كلمات منه وعندما ظل صامتا خافت وقالت "سيئة؟ يمكنني استبدالها، ظننت أنها مناسبة للبيت، آسفة" 
واستدارت بخوف لتذهب وهي تشعر بأنها كانت مخطئة لأنها استمعت للمرأة التي ساعدتها بالمحل، قبل أن تفتح باب المكتب كان يقف أمامها ويصد طريقها له فرفعت وجهها له وهي تتوقف من وجوده المفاجئ وعيونها تتساءل بلا فهم فقال 
"أليس لديكِ أي نوع من الثقة بالنفس؟"
هزت رأسها بلا معنى وعيونها لا تترك عيونه وقالت بصدق "رأيك أهم" 
تفاجأ بالرد، حقا رأيه يهمها؟ قال باهتمام "رأيي؟ لا أفهم" 
ظلت تمسك بعيونه وقالت بلا تراجع "لم أهتم يوما بتلك الأشياء لكن..، لكن" 
وخانتها الشجاعة وتورد وجهها وأخفضت عيونها فقال "أخبرتك ألا تخفضي وجهك أمامي وأكملي كلماتك حلا" 
رفعت عيونها له وقالت "أنت تستحق الأفضل، أردت أن أكون الأفضل من أجلك" 
فاجأته كلماتها بل أسعدته حقا، هي فعلت من أجله؟ هذا ما لم يتوقعه، رفع يده لوجنتها ولمسها وقال "حقا؟" 
هزت رأسها بالإيجاب فعاد وقال وهو يرفع يده ليلمس طرحتها وقال "وماذا عن هذه؟ تبدو كحاجز هائل بيننا وكأنك تخبريني ألا أتقدم خطوة واحدة تجاهك"
لا، لم تقصد هذا بأي وقت، هي تريد كل الخطوات تجاهها وليس تجاه أي مكان آخر، الدهشة ملأت عيونها وهمست "أبدا، فقط ظننت أنك لا تهتم" 
عاد لوجهها يمرر أصابعه على وجنتها وقال "أنا أهتم، أهتم ولكن لا أريد أن يكون كما تفكرين"
لم تفهم وقالت "لا أفهم"
أسقط يده وقال "ليس لأنهم أخبروكِ أنكِ لا تليقين بي فأنا تزوجتك وقبلت بكِ كما أنتِ، وليس لأنكِ قد تقدمين لي ذلك كنوع من سداد الدين"
لا، هتفت بصدق "لا، حقا ليس من أجل كل ذلك" 
تمنى لو تخبره ما يريد أن يسمعه فقال "من أجل ماذا إذن؟"
كان عليها أن تتحدث، هو يستحق، هو زوجها، حاميها الأول والأخير حبيبها لذا لم تفكر وهي تقول "من أجلك، من أجلك أنت وليس من أجل أي شيء آخر مما قلت"
تنفس بقوة ولم يفكر هو الآخر وهو يلفها بذراعه ويجذبها مفاجئا إياها بشفتيه تأخذ شفتيها بقوة جعلتها ترتبك ولا تعرف ماذا تفعل وهي تنحني للخلف من قوة دفعته لها لكنها لم تهتم وهي تستوعب ما فعل وباللحظة التالية كانت ترفع يداها لتتمسك بأكتافه كي تستعيد توازنها وتفرج له شفتيها وتجعله يعلمها كيف تكون القبلة 
ضمها له بقوة ويداه تعتصر جسدها، بلوزتها ارتفعت من انحناء جسدها ليلمس بشرتها الناعمة تحتها فتزيد رغبته وقوة قبلته وهي تضغط بيداها على أكتافه ولا تتراجع بل وتستجيب له، كل شيء بها يستجيب له، شفتاها، جسدها، أنفاسها، حتى أنه يكاد يسمع دقات قلبها
شعر بأنها ترتجف بين ذراعيه وقد ضاعت أنفاسها فأدرك ما فعل وهدأت قبلته لكن وما زال يضمها له بقوة وكأنه يخشى أن تتراجع عنه وما زالت شفتيه تلمس شفاها الناعمة والتي أخذته لدنيا مختلفة، دنيا كانت خلف أبواب لم يرد أن يفتحها، دنيا خاصة بها هي، وهمس على شفتيها 
"وأنا أريدك أنتِ كما هو أنتِ وليس كما يريدك الآخرين" 
كانت تلهث على شفتيه وهو يشعر بقلبها يرتج من دقاته وهي تنظر له وتهمس "كان عليك أن تدرك أني لم أبغي سوى أن أكون لك كما هو أنا" 
قبلها قبلة صغيرة وهمس "أخبري تلك المرأة منى أن تذهب" 
هزت رأسها بالموافقة ولكنه لم يفلتها ومرت شفتاه على وجنتيها وهي أغمضت عيونها تستمتع بلمساته التي تمنتها
ثم عاد لشفتيها ليقبلها بقوة ووجدت نفسها ترتفع كي تصل لقامته وتلف يداها حول عنقه وهي تلبي رغبته بها وتخبره أنها هي أيضا ترغب به ولم يجد قوة لينزع نفسه من ذراعيها وقد استمتع بمذاقها ولا يريد حتى الانتظار ولكن من حقه وحقها أن ينالا ليلة كان من المفترض أن ينالوها ولكنها تأخرت كثيرا
دقات على الباب أوقفته ولكنه لم يبعدها وكلاهم يحاول التقاط أنفاسه، دقات الباب عادت فتركها لتعيد بلوزتها وهي تجيب "نعم" 
وضعت يدها على طرحتها وجاء صوت منى "مدام هناك من يسأل عنكِ" 
انتبهت وارتد هو الآخر للباب وفتحه لمواجهة منى ويقول "من الذي يسأل عن المدام؟" 
خرجت خلفه ومنى تقول "يقول أنه والدها" 
جمدت مكانها ولم ينظر هو لها وقال "أين هو؟" 
"صالون الضيوف" 
التف لها ورأى وجهها الشاحب قال "هل تريدين رؤيته؟" 
هزت رأسها بالنفي فقال "جيد" 
تحرك وظلت هي مكانها وهي تسترجع شريط الذكريات المؤلمة بعد أن ظنت أنه انتهى وخرج من حياتها.. 
ما أن دخل حتى رأى حسين واقفا يشاهد اللوحة الكبيرة المعلقة على جدار لهدى وهي جالسة على مقعد خشبي كبير 
كظم غضبه وهو يقول "أهلا عمي"
التفت الرجل وقد بدا مختلفا بالبدلة القديمة والتي بالكاد تتسع جسده ولوح وجهه بابتسامة ليست حقيقية وهو يتقدم لتحية حمزة وقال "أهلا بزوج ابنتي، كيف حالك؟" 
حياه ببرود وقال "تفضل، هل تريد شاي أم قهوة؟" 
ابتسم وقال "لقد طلبت قهوة من تلك المرأة؟ ما أخبار ابنتي؟ افتقدتها" 
جلس حمزة فجلس حسين وحمزة يرد "بخير" 
جمدت ابتسامة حسين من برود حمزة فقال "أليست موجودة؟ ظننت أنني سأراها" 
أشعل حمزة سيجارة وقال "هل يمكنني معرفة السبب؟" 
شحب وجه الرجل وقال "سبب لرؤية ابنتي؟" 
نفخ حمزة الدخان ورفع السيجارة أمامه ينظر لها دون النظر لعمه وقال "نحن متزوجون منذ وقت طويل ولم تفكر برؤيتها فما الجديد؟" 
ابتلع حسين ريقه عندما دخلت منى بالقهوة، وضعتها ورحلت فقال حسين "أنا ظننت أنكم ما زلتم جدد بالزواج ولم أشأ إزعاجكم" 
لم يتحرك حمزة وقال "لا أظن أنك اشتقت لها، ألم تطلب منها ألا تفكر بالعودة لك بأي وقت؟"
ذهبت الدماء من وجهه نهائيا وامتلأ بالعرق فأخرج منديل من القماش وجفف وجهه وهو تقريبا لا يجد كلمات ولكنه قال "لا، بالطبع لم أفعل، هي كاذبة أعلم أنها غبية وحمقاء و.." 
قاطعه بصوت هز كيان حسين "كفى، هي ابنتك نعم ولكنها زوجتي وغير مسموح لأحد أيا كان أن يسيء إليها بكلمة واحدة هل تفهم؟" 
هز حسين رأسه بالموافقة وهو يردد "نعم، نعم أفهم أنا أقصد أنني رغبت برؤيتها، اشتقت لها ولم أعتاد على غيابها كل تلك المدة"
ظل صامتا قبل أن يمتص آخر جزء من سيجاره وينفخ دخانها وما زال يفكر بكلمات الرجل ورفضها رؤيته، أطفأ السيجارة ونظر لحسين وقال "للأسف هي لا ترغب برؤيتك عمي" 
صمت حل بينهم وحدق حسين بالقهوة التي لم يمسها وبدت ملامحه تتبدل بين الغضب والقلق والتردد حتى نهض واقفا وقال بصوت مرتفع "لم أظن أنك ستفعل ذلك بعمك" 
لم يتحرك حمزة وهو يقول "أفعل ماذا" 
هتف بنفس الغضب "تمنعها من رؤيتي، ماذا فعلت كي تمنعها مني؟ ظننت أنها ستتعقل بعد الزواج ولن ترتكب حماقات جديدة؟" 
نهض حمزة واقفا وقال بهدوء "أولا اخفض صوتك وأنت تتحدث ببيتي، ثانيا أنا لم أمنعها من أي شيء، ثالثا يمكنك قول ما تريد وأنا سأخبرها به"
أشاح حسين بيده وهتف "بل أنا أريد رؤيتها وليس من حقك رفض ذلك"
لم يرد حمزة وعقد ذراعيه أمام صدره بانتظار ما سيفعله بعد كلماته فتحرك حسين تجاهه وقال "هل ظننت أنني صدقت براءتكم بتلك الليلة؟ مع من كانت؟ معك أم مع رجل آخر؟ هي لم ولن تكون شريفة أبدا"
لم يشعر بنفسه وهو يلكم حسين بوجهه بقوة جعلته يسقط على الأريكة خلفه ثم هجم عليه ويداه تحيط عنق عمه وهو يهتف "كيف تجرؤ على ذلك أيها الكلب الجبان؟" 
سعل حسين بقوة وهو يحاول تخليص نفسه منه من قبضة حمزة ولكن هذا الأخير أحكم قبضته عليه ولم يكن شيء لينقذه منه

الفصل العاشر
ندم
صرختها كانت قوية وهي تهتف "حمزة، لا"
أسرعت لتجذب ذراعيه من حول عنق حسين وهي تصرخ "حمزة لا أرجوك، لن تضيع حياتك بسببه هو لا يستحق، حمزة اتركه أرجوك" 
كانت تجذبه بكل قوتها حتى أبعدته وترك حسين وهي تضع يداها على صدره وجسدها حاجزا بينهما وهي تهتف برجاء "حمزة توقف أرجوك، حمزة اهدأ" 
لم تنظر لحسين وهو يسعل بشدة ويده حول عنقه وينهض مترنحا ليهرب بينما حمزة يحاول الإفلات منها وهو يدفعها بقوة ويهتف به "أيها الجبان لو رأيتك هنا مرة أخرى لن أرحمك هل تسمعني؟ أقسم ألا أرحمك" 
ولكن الرجل كان قد رحل وصوت سعاله ما زال يصل لهم وهي ما زالت تمسكه من ذراعيه وتحاول إيقافه ومنعه من اللحاق به ودموع تغطي وجهها وهتفت "أرجوك حمزة توقف لقد رحل هل تهدأ، أنا آسفة أرجوك انساه"
انتبه لها وأمسكها من ذراعيها بقوة غضبه ونظر لها بعيونه الغاضبة وهتف "لا تتأسفي من أجله أبدا هل تسمعيني؟ كان يستحق الموت لماذا لم تتركيني أقتله؟ تخافين عليه وهو يطعن بشرفك؟" 
هتفت من بين دموعها "لا، أنا لا أخاف عليه هو لا يعنيني بشيء ولا يستحق أي شفقة أنا أخاف عليك أنت، لو مات هو بيدك فسأفقدك للأبد وأنا لا يمكنني أن أعيش بدونك" 
صرخ بها "هو لم يكتفي بما كان يفعله بكِ والآن يتحدث عنكِ بتلك الطريقة وأمامي، كان لابد أن أقتله ولا يهم السجن من أجل شرفي"
تألمت ذراعيها من قوة قبضته ولكنها لم تهتم وهي تهتف "ولكني سأفقدك وهو لا يستحق أن أفقدك بسببه ولا أستطيع تحمل فكرة فقدانك، أنا لم أعرف الحياة سوى معك فكيف سأعود لها بدونك؟ لم أجد الأمان إلا منذ رأيتك، أنت من حررني من الخوف ولو تركتني سأعود لسجن الخوف الذي كنت أعيش به، أنت الأمل لي حمزة أنت كل شيء لي، كل شيء، لا يمكنك تركي الآن لا يمكنك ذلك لن أعيش بدونك"
أفلت ذراعيها أخيرا ورفع يداه لوجهها كعادته ولم يعرف كيف انسحب غضبه وهو يقول "أنا لا أستحق كل ذلك حلا كان لابد من قتله من أجل شرفك الذي هو شرفي"
وضعت يداها على يديه وقالت "شرفي بيد أمينة، لم يمسه أحد أبدا ولن يمسه أحد طالما أنت معي"
همس "أنتِ مجنونة"
قالت بلا تفكير "بك، أنا مجنونة بك حمزة، أنا أحبك" 
يا الله! لا، لا يمكن أن تفعل، الحب! هي أصغر من أن تعرف معناه همس "تحبيني؟ أنا؟"
هزت رأسها بالإيجاب فلم يعرف ماذا يفعل، للحظة ظل يحدق فقط بعيونها ولكن باللحظة التالية كان يجذب وجهها له وقبلها بقوة، نفس القوة التي قبلها بها بالمكتب
لم تتراجع وهي تترك يده لتحيط عنقه بهما وتستجيب له، نعم هي تحبه، لم تحب سواه ولن تحب سواه
هدأت العاصفة وهو يترك شفاها عندما همس "هل تدركين ما تقولين؟ أنتِ.." 
قاطعته بثقة "أحبك" 
ابتسم ونسى ما كان وظلت يداه تحتضن وجهها وقال "هل رحلت منى؟" 
هزت رأسها فتفاجأت به يرفعها بين ذراعيه فهتفت "ماذا تفعل؟" 
تحرك للسلم وقال "أفعل الشيء الوحيد الذي تمنيته كل ليلة، آخذك لغرفتي وفراشي" 
وبالفعل دفع الباب بقدمه خلفه ليغلقه وتحرك بها لينزلها بجوار الفراش وما زالت يداها حول عنقه وهو يلف ذراعيه حولها وقال "هل تعرفين كم مرة أردت أفعل ذلك؟"
نفت برأسها وقالت "تفعل ماذا؟" 
قبلها وهمس على أبواب شفتيها "أقبلك"
ثم مرر شفتاه على وجنتها وعنقها وهي تضيع معه ثم شعرت به يفك طرحتها وهمس "وأبعد تلك الطرحة عن شعرك" 
ابتعد وهو ينزع الطرحة ليجد شعر كستنائي اللون لم يرى مثيله من قبل مربوط من الخلف، لم ترفع وجهها المخضب بالوردي وهو يفك الرباط لتغرق يده تحت ثقل الشعر الذي انهار على يده وتساقط حتى خصرها مما جعله يطلق صافرة إعجاب وهتف 
"يا الله! أنتِ تخفين هذا الجمال الإلهي عني طوال تلك المدة" 
رفعت عيونها له وقالت "أنت لم تطلب رؤيته أبدا" 
حدق بها وقال "ظننت أنك تخفين شيء فظيع تحته ولا تريدين مني رؤيته" 
مرر يده بين سيل شعرها الغزير وقال "أنا أدركت الآن لماذا تلك المرأة تكرهك" 
تساؤل جرى لعيونها فابتسم ويده تداعب شفتيها المتورمة من قبلاته وقال "زوجة والدك، هي تغيير من هذا الجمال الرباني، أنتِ فاتنة" 
ابتسمت بوجه متورد وهي سعيدة بكلماته وقالت "لم أهتم يوما بجمالي لكني فعلت مؤخرا من أجلك، أردت أنا أكون جميلة بعيونك لأنك تستحق"
قبلها برقة وقال "بل أنا محظوظ بامتلاكك جميلتي" 
وعاد يلتهم شفتيها بقوة ويداها تعبث بمؤخرة عنقه حتى تحركت يداه ليفك بلوزتها وألقاها بعيدا وتنفس بعمق وهو يهمس "ناعمة كالحرير، كما تخيلتك"
وانسابت قبلاته على عنقها العاري ويداه تعبث على جسدها فقط حمالة صدرها التي انتقتها مع ملابسها الجديدة، وكأنها كانت تعرف أن اليوم سيكون يوم زفافها الذي لم تحظى به
انفلتت يدها على أكتافه فابتعد وهو يرفع التي شيرت عنه وهي تحدق بصدره العاري فابتسم لنظراتها البريئة وقال "هل تخافين من مظهري أم ماذا؟" 
هزت رأسها وهي تتجول على صدره وعضلات معدته وخصره النحيف ثم عادت لعيونه فابتسم واقترب ليعيدها له وهمس "أحتاج للمساتك حلا، أحتاج لأتأكد أنكِ تريدين ذلك كما أريده" 
رفعت يداها على صدره الصلب، دفء، جلد مشدود كما رأته من قبل، لمست كل مكان؛ أكتافه، صدره وبطنه حتى خصره فتنفس بعمق وقبض على شعرها ليرفع رأسها له وهتف 
"أنتِ تقتليني" 
وانقض على شفتيها بقبلة قوية عرفتها من قبل وبادلته إياها كما تعلمت منه ثم عاد وحملها وهو يهمس "اريدك، الآن" 
وضعها على الفراش وبلحظة تخلص من البنطلون وتورد وجهها من مظهرها بملابسها الداخلية ولاحظت أنفاسه المتسارعة وهو يقف وينزع بنطلونه وارتفع فوقها وقال "هذا أكثر شيء تمنيته، أن تكوني بفراشي، لي، بين أحضاني" 
قبلها وهي لفته بيداها ولم تعرف متى تخلص من ملابسها الداخلية ليمتلك جسدها كله، ملك له، يستمتع بجماله ونعومته واستجابة صاحبته له
قبلها قبلة صغيرة وقد ضاعت من العالم واحتبست بعالمه هو حيث كانت تتمنى أن تكون، ترك شفتيها وهمس "أحتاج لفعلها الآن جميلتي هل أستمر؟" 
كانت تبعد الخوف عنها، لن تتألم مع الرجل الذي أحبته وأرادته، هي أرادت كل ذلك وسعيدة به لذا هزت رأسها فابتسم وعاد يقبلها برقة ويعيدها له حتى أخذها برقة وانثنى جسدها وقبضت أصابعها على اكتافه بقوة وأغمضت عيونها وجزت على أسنانها بلا صوت فهمس
"يمكنني التراجع حلا"
هزت رأسها بالنفي دون أن ترد أو تفتح عيونها فقط قالت "أنا بخير"
أكمل ما كان برفق ولم تلين أصابعها على أكتافه وهو ينال لحظته الرائعة معها حتى سقطت رأسه على كتفها وما زالت يداها تقبض على أكتافه وكلاهم يلهث من أنفاسهم المتلاحقة ويدركان أنها كانت لحظة من أسعد لحظات حياتهم 
رفع رأسه ففتحت عيونها، قال بحنان "هل أنتِ بخير؟"
ابتسمت وقالت "معك سأكون دائما بأفضل حال" 
ابتسم وكلماتها الرقيقة تفتح أبواب السعادة أمامه، تجعله لا يريد إبعادها عن أحضانه بعد تلك اللحظات، قبلها قبلة طويلة وتمدد بجوارها جاذبا إياها لأحضانه وقبل جبينها وهمس "ربما تحتاجين للراحة" 
لم ترد وشعر بأنفاسها تنتظم، وعندما تأملها كانت قد رحلت للنوم فقبل جبينها وتذكرها وهي تخبره بحبها، الحب كلمة لم يؤمن بها أبدا، رغم أن والديه عاشا وما زالا يعيشان بالحب لكن هذا كان بوقتهم أما الآن فلا مكان للحب بهذا العالم، ربما هي مبهورة بابن عمها الذي أنقذها وقام بحمايتها لكن هذا الانبهار قد يزول بأي لحظة ووقتها ستدرك أنها حكمت على نفسها بالضياع معه، فماذا سيفعل وقتها؟  
المياه الدافئة جعلتها تشعر بالراحة، عندما استيقظت لم تجده، شعرت بألم مما كان ومع ذلك كانت سعيدة، لقد تأكد من شرفها وهي ملكت الرجل الذي تمنته، أصبح لها كما أصبحت له
غسلت شعرها وتذكرت كلماته عنه فابتسمت بسعادة، انتهت من الاغتسال وخرجت وهي تلتف بالروب
ارتدت بيجامة حريرية شورت وجاكيت قصير وضيق وربطت شعرها ذيل حصان، ثم خرجت لتبحث عنه، كانت الثامنة مساء وبالتأكيد لم يخرج ولكن ما أن نزلت حتى رأته يدخل من باب الشقة وملابسه مبللة من العرق فتوقفت وقالت 
"كنت بالخارج؟" 
يا الله! كيف يمكنه أن يرفع يده عنها كما قرر وهي تقف أمامه هكذا بتلك الملابس، لقد جرى أميال لا حصر لها كي يوقف رغبته بها والآن بمجرد رؤيتها ثار جسده عليه
ظل واقفا بلا حركة وهي تتحرك له وبدت صغيرة جدا بتلك الملابس وجميلة جدا، خاصة بشعرها المربوط للخلف بطريقة مثيرة 
نظر لها من ارتفاعه وقال "احتجت لحرق بعض الكلوات، أحتاج لحمام" 
وتركها وتحرك للأعلى وهي تتابعه بنظراتها، هل تبدل؟ لا، بالتأكيد لا، هو كان يجري وهي ليست أول مرة فما المقلق بالأمر؟ 
تحركت للمطبخ واندمجت بإعداد الطعام فهم لم يتناولون أي طعام منذ الإفطار
عندما انتهت تحركت لتبحث عنه لتجده بالمكتب، كان يحاول التركيز بأي شيء من العمل الذي أمامه ولكن لأول مرة تنال منه الأرقام حتى أنه هتف بغضب 
"اللعنة ماذا حدث؟" 
فزعت وهي تتراجع وتصطدم بالباب فانتبه لها وهي تقول "لماذا تصرخ هكذا؟ لقد فزعت" 
دفع الجهاز بعيدا ونهض مبتعدا عنها وقال "لا شيء، إنه العمل" 
حاولت أن تكذب نفسها للمرة الثانية وتحركت تجاهه حتى توقفت بجواره وقالت "ماذا حدث؟" 
التفت بنفس الغضب وهتف "أخبرتك أنه العمل ألا تفهمي؟" 
تراجعت من غضبه المخيف بعيونه وكلماته الجارحة وبدا الخوف واضحا بعيونها فأدرك كلماته فرفع يده لشعره مخفضا رأسه وموقفا جنونه، هي لا ذنب لها بأفكاره الجنونية، هي فقط تظن أنها تحبه لذا منحته نفسها وستظل هكذا حتى يأتي اليوم الذي تطالب فيه بالحياة ووقتها لن يمكنه تركها عليه أن يتركها الآن قبل أن يصل لمرحلة اللا عودة وهناك الدمار سيصيب كل شيء
ابتعد من أمامها وهي لا ترد فقال "نحن لابد أن نوقف كل ذلك" 
لم تفهم شيء وهي تردد "نحن؟ نوقف كل شيء؟ أي شيء تقصد؟" 
لم يواجها وقال "ما حدث كان لا يجب أن يحدث" 
اهتز جسدها بقوة وشعرت كأنها ستسقط ولم ترد وهو لم يتوقف بل أكمل "زواجنا كان له هدف واحد وهو تخليصك من ظلم حسين وإبعاده عنكِ وحماية شرفك من القيل والقال وقد كان، لكن ما حدث بيننا" 
وتوقف وهي تجمدت وتجمد لسانها معها وشعرت كأن زلزال أصابها فكسرها بلا رحمة وهو مستمر بلا توقف "الأسف لن يعيد شيء ولا الندم" 
ندم؟ هو نادم على ما كان بينهم؟ تلك اللحظات التي كانت من أسعد ما عاشت هو نادم عليها؟ 
لم يحاول النظر لها وهو يكمل "أنا راحل للإمارات بعد يومين لإنشاء فرع للشركة هناك، عامر فوضني بالأمر ولا أعرف متى سأعود، أنا أمنحك الحرية بالاختيار ما بين أن تظلي زوجتي أو" 
ولم يكمل وهي ما زالت صامتة بالظلام تحدق به بجمود والذهول، الصدمة، الألم، أشياء كثيرة تخترقها كسكاكين تمزق كل جزء بجسدها وقلبها يتمزق مع كل طعنة
وأخيرا التفت لها ولكنه لم يراها والظلام الذي توارت به يخفي كل ملامح الألم التي كانت على وجهها وهو يكمل بلا رحمة "بوقت ما ستدركين أن ذلك هو الأفضل لكِ وأن ما حدث كان خطأ" 
وتركها وتحرك خارجا وسمعت الباب الخارجي يغلق بقوة اهتزت معها والتصقت بالحائط وشهقت تفرج عن أنفاسها التي كانت محبوسة داخل صدرها وهي تهتف بآهة ألم قوية خرجت من صدرها وتبعتها دموع لا حصر لها ووهن بكل جسدها وخانتها قدماها لتسقطها أرضا كما فعل هو بها ولكنه أسقطها بالجحيم وتركها تتلوى بنيرانه فقط لأنها أحبته ومنحته قلبها ونفسها
ضمت ركبتيها أمام صدرها وأسقطت رأسها عليها وانهارت بالبكاء وهي تشعر بالضياع ودوامة بلا نهاية تأخذها وتلف بها بلا توقف

تعليقات