رواية وجوه فى العتمه الفصل التاسع9 والعاشر10 بقلم منه ممدوح


 رواية وجوه فى العتمه الفصل التاسع9 والعاشر10 بقلم منه ممدوح

_أهـلـي!
نطقت بيها بذهول، لحظات وانفرجت ملامحها بفرحة ملحوظة ونسيت الشجار القوي اللي كان بينهم دلوقتي، وبدون تردد اتحركت بسرعة عشان تنزل ولكن منعها لما مسكها من دراعها بعنف وجذبها ليه فجأة خلاها شهقت بخضة وبصتله بتساؤل وضيق وهي بتحاول تجذب دراعها من بين قبضته.
ثبت نظراته القوية على عيونها وهو بيقول_رايحة لويـن؟!
حركت إيديها بعنف عشان يسيبها لكن بلا فايدة وردت_راحة أشوف أهلي ولا البعيد مبيسمعش!
رفع عايد حاجبه بدهشة من جرئتها وفضل متابع النظرات الحادة بينهم بفضول شديد، لأول مرة يشوف ست تتطاول بالشكل ده على عامر بدون خوف أو رهبة واللي مستغربه صمت أخوه الغريب، وقبل ما عامر يرد لمح نظرات اخوه المدهوشة فلف براسه ليه وشاور بعيونه يطلع برا، فاتوتر عايد لبرهة وبعدها خرج على طول عشان يسيب شوية خصوصية بينهم
رجع بنظره عليها وقال_أظن بينا اتفاق وعلى دراية بكل شي
لو حصل منك أي حركة غدر صدقيني مش هعتقك ولا هعتقك أهلك
مفـهـوم؟!
شدد على الكلمة الأخيرة برفعة حاجب وكإنه بيتحداها متنفذش، بلعت ريقها هي بقلق سرعان ما جذبت دراعها بعنف وهي حاسة بالاشمئزاز من لمسته والتوتر في وقت واحد من قربه الكبير منها بالشكل ده، عدلت خصلاتها وهي بترد بضيق وراس مرفوع بكبرياء_تمـام..
اسلوبها وكإنها موافقة على اللي بيتقال بمزاجها عشان متبينش قدامه بس إنها خاضعة ليه خلاه يتأملها من فوق لتحت بعمق وهو مستعجب من شخصيتها، اتعدل في وقفته بعد ما كان مايل عليها وقال_متنزليش غير لما ابعتلك حد
اعترضت_بس..
ولكنه قاطعها وهو بيخرج وبيقفل الباب وراه_مش هكرر كلامي!
رزع الباب بعنف فانتفضت وهي بتشد على خصلاتها البنية بجنون من تصرفاته وتحكمه المبالغ فيه، ولكن نسيت كل ده لما افتكرت إنها هتشوف أهلها أخيرًا وهتترمي في حضنهم، على الأقل هتحس بالأمان حتى لو للحظات قليلة مش عارفة إيه مدتهم..
نزل لتحت وهو بيعدل وشاحه اللي على راسه بهيبة، فشاف إن عدد من الضباط بالفعل دخلوا لبهو البيت حتى مستنوش برا ومعاهم سيدة في حالة مزرية واللي كان عارف إنها والدة يقين وجنبها جوزها ووراه شخص كمان واللي كان فادي رئيس الجريدة 
وطبعًا اخواته وزوجاتهم وفاطمة كانوا بيتابعوا اللي بيحصل، رمته فاطمة بنظرة مليانة ضيق فاتلفت بوشه بعيد عنها بلا مبالاة.
محسش بالرهبة نهائي، بل ابتسم بزهو وقرب سلم على الضابط وقال بشموخ_أهلًا وسهلًا يا باشا
نورت دار الزيات
بصله الضابط بتفحص، كان عنده علم بهوية اللي قدامه وعارف بمكانته خاصة في شمال سيناء وإن الكل بيعملوله احترام
فرد وقال_هنشوف نستاهل الترحيب ده فعلًا ولا هتزعلنا منك يا عامر بيه
عقد جبينه وبعبوس مصطنع استنكر_ليش كذه لسمح الله
أنتوا فوق راسنا يا باشا
ربت الضابط على صدره وقال_تسلم يا عامر ده العشم
وبعد ترحيبات متكلفة ونظرات متفحصة من تحية وعبد الرحمن والدين يقين اتكلم عامر بتساؤل وكإنه مش عارف السبب_خير يا باشا؟!
فرد الضابط بعملية_اتمنى يكون خير يا عامر
جالنا بلاغ إن الصحفية يقين عبدالرحمن مخطوفة ومحبوسة عندك هنا
وأكيد أنتَ عارف إن البلد كلها مقلوبة عليها، فياريت ميكونش ليك يد في خطفها فعلًا وده ما هو إلا بلاغ كاذب
اتسعت عيونه بدهشة مصطنعة ونقل نظراته بينه وبين اخواته وهو بيقول_يقين؟!
يقين مرتي؟!
إيش هذا الكلام يا باشا!
إزاي تكون مخطوفة في بيت زوجها؟!
كانت الصدمة الكبرى من نصيب والدة ووالد يقين اللي هتف بصدمة_مراتك ازاي يعني؟!
إيه الكلام ده يا حضرة الظابط؟!
رفع عامر حاجبه وهو بيبصلها بتحدي ملحوظ، وجه عامر كلامه لهدية بأمر_اطلعي نادي ستك يقين
_أنا هنا
قبل ما تتحرك هدية سمعوا كلهم الصوت من وراهم، اتلفتوا ليها فلقوها واقفة على بداية السلم بتتأمل الوشوش اللي قدامها لحد ما ثبتت عيونها على أبوها وأمها وحالتها المزرية، حست بإرتجاف جسدها من نظرة عيونهم المصدومة وقاومت على قد ما تقدر إنها متبكيش قدامهم تحت نظرات عامر المحذرة ليها
هتفت تحية بنبرة أم مكلومة_يقين 
بنتي!
نزلت يقين درجات السلم ببطئ رغم اللهفة اللي حاسة بيها جواها، وبمجرد ما وقفت قدامهم جذبتها والدتها وعانقتها بقوة وهي بتبكي، ضمتها يقين ودفنت وشها في كتف والدتها وشدد من لف دراعها حواليها وكإنها بتستمد الأمان منها وقاومت على قد ما تقدر إنها تبكي وهي حاسة بنظرات عامر اللي بتخترقها من ضهرها، بعدتها تحية عنها وهي بتحتوي وشها بين إيديها وبتقول_حبيبتي يا بنتي
أنتِ كويسة؟!
عملوا فيكي حاجة؟!
هزت راسها بوجه حاولت تتصنع بيه الجمود ولكن الدموع المتجمدة في عيونها كانت بتوصف العذاب اللي حاسة بيه، ولكن في النهاية ردت بصوت مرتعش_أنا كويسة 
تحت نظرات عامر المتفحصة اتلفتت ليه فلقته بيبصلها بتحذير، بعدت عن أمها واتراجعت لحد ما وقفت جنبه تحت نظراتهم المتعجبة، أما عامر فاتكلم بنبرة ذات مغزى_أديكم شايفين أهو يقين نازلالكم بنفسها وهي ميت فل وعشرة 
يعني لا مخطوفة ولا شي بالعكس إحنا كنا بنحتفل بكتب كتابنا زي ما أنتَ شايف والناس ملمومة برا على عزومة فرحنا
ابتسمت بسخرية على طريقة تلونه
حس والدها بالخدل في كل جسمه من كلام عامر اللي كان بمثابة صفعة ليه، فوجه كلامه ليقين وهتف بعدم تصديق_كلام إيه ده يا يقين؟!
بصت لعيونه بضعف وهي مش قادرة تواجه عتابه وتمتمت_بابا أنا...
ولكن قاطعها عامر لما جذبها واحتوى خصرها تحت اعتراضها من قربه وريحته اللي اتسللت ليها وقال_كلام إيش؟
اتجوزنا يا حمايا على سنة الله ورسوله يعني ما عملنا شي غلط لا سمح الله
وبصدمة هتف عبدالرحمن وكإنه حاسس إن اللي قدامه دي مش بنته_يقين
الكلام ده صح؟!
اتدخل الظابط في الوقت ده بعد ما حس الاجواء هتحتد وقال_ياريت تفهمنا الوضع بالظبط يا عامر، زي ما قولتلك اختفاء يقين كان قالب البلد والسوشيال ميديا فكونها تظهر مرة واحدة ومتجوزاك ده شيء مش طبيعي أبدًا واعذرني أنا نفسي مش هصدقه!
هز عامر راسه وبكبرياء رد_حقك طبعًا يا باشا
الموضوع وما فيه إن يقين من فترة قريبة كانت هنا في العريش في رحلة تبع الجريدة اللي هي شغالة فيها، ومن حسن حظي جت في اليوم هذا لمزارعنا تعمل لقاء صحفي فيها مع عمالنا
وشوفتها وقابلتها في ذاك اليوم، ومن أول مرة شوفتها فيها خطفت قلبي ولفتت انتباهي وهي مكانتش تقل عني برضه، كل واحد فينا حس إنه مشدود للتاني، خدنا ارقام بعض واتواصلنا وفي النهاية اتفقنا على الجواز
ولإنها مكانتش عارفة تفتح الموضوع لأهلها كيف وخافت ليرفضوا قولنا نكتب كتابنا وبعدها نحطهم قدام الأمر الواقع وأكيد هما هيفرحولنا
بس متوقعناش إن الأمور تكبر لهذي الدرجة!
كانت بتراقبه بعيون متسعة من إنه قدر يحبك قصة علاقتهم بالشكل الرهيب ده، لدرجة إنها حست بخدل في جميع أنحاء جسدها خاصة وإنه شوه صورتها تمامًا قدام أهلها ومديرها اللي اتسعت عيونه بدهشة ورمقها باحتقار، اتلفتت لأبوها وأمها اللي كانوا بيبصولها بصدمة ممزوجة بلوم من الوضع اللي حطتهم فيه
رجع الظابط يسأل بشك_عايز تقنعني يا عامر إنك معرفتش بخبر اختفاء يقين والقلبان اللي حصل بسببه؟
رفع كتفه ورد ببساطة_يا باشا أنا راجل عملي ماليش في النت والجو هذا
ويقين تليفونها وقع منها ومش لاقيينه فمحدش كان متابع كنا مركزين في تسريع جوازنا من حماسنا وحبنا لبعض
صدمة تانية نزلت على راسها زي دلو الماء البارد، رفعت عيونها ليه بكره شديد ممزوج بالذهول فبصلها هو بطرف عينه وغمزلها كإنه بيستفزها
وجه الظابط كلامه ليقين وسأل_الكلام ده صحيح يا مدام يقين؟
نقلت نظراتها للظابط بتردد كبير وبعدين وجهت عيونها لأمها اللي كانت في حالة صدمة وابوها اللي وشه احتقن بالدماء، وفي النهاية فاقت على نغزة من عامر في خصرها فرفعت عيونها ليه ولقته بيرمقها بنظرات تحذيرية، وفي النهاية اتكلمت بتخاذل وهي حاطة راسها في الأرض_صحيح
أنا وعامر حبينا بعض وقررنا نتجوز
حست تحية بإنها على وشك الانهيار فساندها جوزها بسرعة وهو بيبص ليقين بغضب رهيب، اتكلم الضابط في الوقت ده_العربية اللي مدام يقين ركبتها من قدام مقر الجريدة كانت تبعك يا عامر؟
هز راسه بتأكيد_أيوه يا باشا، وأنا كنت فيها، جيت أخذها بنفسي
رفع الضابط حاجبه وكإنه مسك حاجة عليه_العربية كانت من غير نمر يا عامر
تقدر تعرفني ايه اللي ممشيك بعربية بدون لوحة؟
شاور عامر لفارس اللي اتحرك بسرعة ومد إيده بورقة للضابط وكإنه كان عامل حسابه ومجهز كل حاجة وهو بيقول_هذا تصريح مؤقت مطلعينه يا باشا
نمر العربية ضاعت ومطلعين التصريح هذا بقالنا عشر تيام لحد ما طلعنا لوحة جديدة
اخده منه الضابط بالفعل واتفحصه وبالفعل لقى الورق سليم، عطاه فارس ورقة كمان وهو بيقول_وهذا قسيمة زواج عامر من يقين على بال ما تطلع القسيمة الأصلية
وبعد ما أتأكد الضابط من صحة الأوراق وجه نظره لوالد ووالدة يقين اللي حسوا أنهم مخدوعين بشكل كبير في بنتهم، اتكلم الضابط في الوقت ده_اعتقد الموضوع بقى عائلي دلوقتي
استأذن أنا، ومبروك يا عامر بيه
ربت عامر على صدره وبامتنان رد_تسلم يا باشا
ميصحش كذه تمشي بدون ما تتضايف
حتى العزومة شغالة برا
رد الضابط بتكلف قبل ما يتحرك ويخرج_تسلم مرة تانية
نقل فادي نظراته بينهم وحس بالاحراج بعد ما لقى إن المشكلة عائلية دلوقتي فاستأذن وخرج تحت أنظار يقين اللي حست إن سمعتها اتدمرت تمامًا في شغلها، نقلت نظراتها على والدتها اللي كانت بتهز راسها وبتبكي بدون صوت وهي بتلومها بنظراتها وقبل ما تتكلم يقين هزت راسها بخيبة أمل واتلفتت وخرجت هي كمان بخطوات بطيئة منحنية.
قربت في الوقت ده من والدها وهي بتبصله بدموع ورجاء وهمست بشفايف مرتعشة بنبرة متوسلة_بـابـا
شهقت بصدمة لما باغتها بصفعة قوية لدرجة إنها فقدت توازنها ووقعت على الأرض وهي باصة قدمها بصدمة، حس عامر بالذهول ولوهلة اتهز جسده من اللي حصل ولكن مقدرش يتحرك وفضل ثابت مكانه وهو بيبصلها بحزن كبير مش عارف إيه مصدره
اتعدلت ورفعت عيونها لأبوها وهي بصاله بدموع، أما هو ضم شفايفه وباشمئزاز قال_يا خسـارة تربيتي فيكي
يا خسـارة!
نهى كلامه وخرج هو كمان كإنه بيرمي طوبتها من دلوقتي وبيعتبرها مش موجودة، فضلت هي تراقب أثره بصمت ودموعها بتاخد مجراها على وشها، سرعان ما اتحول صمتها لشهقات وبكائها الصامت بقى لنواح يقطع القلب
اتحرك فارس وعايد عشان يفضوا المكان من الموجودين بعد ما حسوا إن الموضوع بقى خاص تحت نظرات فاطمة اللي كانت بتبصلها وهي مبتسمة بانتشاء وشماتة ولكن اتوسلها فارس بنظراته إنها تمشي قبل ما يطولها غضب عامر وبالفعل اتحركت ولكن بقلب بيرقص فرحًا، فضلت مكانها على الأرض وهي بتبكي بعذاب، حست إن كل حياتها اتدمرت، سمعتها في الجريدة كصحفية كفوءة، دورها كـ ابنة بارة، مظرها العام قصاد الناس وأهل جوزها السابق
خسرت حياتها واتدمرت تمامًا، شغلها واهلها وحتى نفسها
هي بالفعل خسرت نفسها من أول ما  وقعت على عقد جوازها منه
كان عامر واقف مكانه وهو بيبصلها بضعف، مش حابب شكلها وهي منهارة كده، غصب عنه حاسس بقبضة متملكة من صدره، قلبه بينتفض مع صوت بكائها ولكنه عاجز، عاجز ورافض الاحساس اللي حاسه ناحيتها ومش عاجبها ضعفه ده
ولكنه استنتج ده على إنه مجرد احساس والشفقة 
قرب منها ونزل على ركبته قدامها، وبعد تردد كبير رفع إيده وحطها على كتفها، ولكنها انتفضت وهي بتبصله بنظرات قتلته، كره ولوم وحقد دفين مغلف عيونها، ولكن نظرات اللوم هي اللي فضلت ثابتة في عقله وضربت صميمه
نفضت مكان إيده بقرف قصاد عيونه، واتحاملت على نفسها ووقفت فوقف بدوره هو كمان وهو مسلط نظره عليها بأسى، ولكن في النهاية لقى نفسه بيقول بتبرير ولكنه زاد الطين بلة_أنتِ اللي وصلتي نفسك لهنا يا يقين
أنتِ اللي دخلتي نفسك حياتي لما اقحمتي نفسك في اللي ملكيش فيه
وأنتِ اللي أجبرتيني على كل هذا
كل اللي وصلنا ليه دلوقت أنتِ السبب فيه..
هزت راسها من بين دموعها بعجز، مش مستوعبة إنه بيلومها دلوقتي وكإن هو اللي ملاك بجناحات، مكانتش تتصور إنه بالبجاحة دي، ولكن مكانتش قادرة تقاوح ولا تتخانق معاه زي كل مرة، حست لوهلة إنها عاجزة ومبقاش ليها حد وكل ده بسببه
اتحركت ولكن حست بدوار بيلفح راسها فقرب منها بسرعة عشان يحاول يسندها ولكنها دفعته عنها بعنف واتحركت لبرا، عقد حواجبه بتعجب ولحقها وهو بيقول_لوين رايحة؟!
مردتش عليه وكملت خروج لبرا، جذبها من دراعها فنفضت إيده وبصتله بنظرة عمره ما هينساها واتكلمت من بين دموعها اللي مغرقة وشها_كـان عنـدي زوج بيحبني وبيحتويني وبيت دافي مليان حـب
كان عندي شغلانتي اللي بحبها واللي ببذل فيها كل اللي أقدر عليه عشان أوصل لمكانتي فيها دلوقتي
كان عندي اهل حواليا بيحبوني وبحبهم
كان عندي كل حاجة تخليني عايشة وواقفة على رجلي وأنتَ سلبت مني كل ده!
اتلفتت وكملت خروج واتحرك هو وراها وهو حاسس بالقلق عليها، خصوصًا خروجها في حالتها دي لوجهة غير معلومة، حس إنها هتلفت النظر فشاور لرجالته إنهم يداروا عنها وبالفعل فهم سعد وحمد أمره اللي صنعوا جدار بشري على الناحيتين بالرجالة عشان محدش يلمحها، قرب منها ومسك إيديها عند مدخل البيت وهتف بنبرة لينة وهو مشفق عليها_يقيـن!
بصتله وهي بتبكي بإنهيار وهتفت_أنتَ خدت مني حياتي يا عامر 
خدت مني كل حاجة بحبها
عمرها ما هسامحك، عمري ما هغفر لك كل اللي عملته في حقي طول ما فيا الروح
عـمـري
اتجمدت إيده فابتسمت هي بسخرية من بين دموعها وشفايفها المرتعشة ومشيت ولكنه هتف وهو واقف مكانه_لوين رايحة؟!
هتفت بسخرية وهي ماشية_متقلقش مش ههرب منك
 مبقاش ليا مكان تاني غير هنا بعد الفضيحة اللي حصلت
كان بإيده إنه يمنعها من إنها تمشي خاصة وسط الاحتفال هنا، ولكن حس إنه عايز يسيبها على راحتها لإنه خايف عليها من الضغط اللي وقع عليها، شافها وهي بترفع إيديها وبقهر صرخت_عمـري مـا هـسـامـحـك يا عـامـر!
غمض عيونه بضيق وضم قبضة إيده بعجز رهيب، فتح عيونه ودعك جبينه بتعب، ووجه نظرة لحمد اللي جري عليه فقاله بأمر_خليك وراها من غير ما تاخد بالها
ولو حصل حاجة ابقى قولي
_أمرك يا بيه 
قالها وجري على برا عشان متضيعش منه، فضل واقف مكانه وهو باصص على أثرها بضيق شديد، حس بحركة جمبه فاتلفت بعينه ولقاه فارس اللي سأل بتعجب_ليش تركتها تروح؟!
اتنهد بضيق ورد بتأكيد وثقة_هتـرجع تانـي
بصله فارس بتعجب من حالته والتعب اللي ظاهر على ملامحه، ولكن في النهاية رفع كتفه بقلة حيلة ورجع عشان يتعامل مع الضيوف اللي ابتدوا يلاحظوا إن فيه حاجة مريبة بتحصل
أما عامر ففضل واقف مكانه ومفيش قدامه غير نظرتها اللي بتلومه بيها، والعجز اللي كانت فيه قدام أهلها 
وبقى يسأل نفسه هل هي مذنبة ولا بريئة؟ 
هل تستاهل كل اللي بيحصلها ده ولا كل اللي عملته إنها وثقت في الراجل الغلط؟!

                          ****

كانت ليلى قاعدة مع هناء ووالدتها وزوجة عمها مرزوق اللي مكانش عاجبهم كل اللمة اللي برا واللي بيحصل، فاتكلمت بدرية بضيق_اللي ما بيستحي جامعلي رجالة البلد برا ولا كإنها جوازة بحق وحقيقي
فايدتها عيشة وقالت_والله هذي البت هي اللي هتجيب الخراب فوق راسنا 
من وقت ما جت هنا وهي مصايبها ما بتتعد
وأديكي شوفتي الأخبار اللي نازلة عنها على النت
علقت ليلى اللي كان وشها محتقن بالدماء وقاعدة بتهز رجليها بعصبية وهي باصة على شاشة الكاميرات اللي جايبة كل حاجة_أنا متأكدة إن كل هذا تمثيلية، عامر استحالة يقبل إن هذي المصراوية تبقى مرته
بصتلها بدرية بضيق وهي مدركة سبب كلامها كويس ونهرتها_اتلهي على عينك، إيش حال خلف من بنت الرشايدة وجاب منها جواد وهو مكانش بيطيقها
مش هيخلف من المصراوية؟!
كلام والدتها كان بمثابة صفعة قوية ليها لدرجة إنها حست نفسها على مشارف الجنون لمجرد الفكرة، 
ولكنها عقدت حاجبها واتعدلت لما شافت لمة برا والشرطة اللي خرجت وبعدها عامر اللي خارج ورا يقين، فسألت بطريقة لفتت انتباه الموجودين_يا ويلي!
إيش بيصير هنا
الظاهر فايتنا حاجات كتير أوي!
دخل حسن في الوقت ده اللي كان باين عليه التعب، فجريت عليه وهي بتقول_إيش اللي صاير برا يا أخوي؟!
نقل نظراته بينها وبين اللي قاعدين بفضول ورد_كان أهل مرت عامر هنا مع الحكومة والدنيا قامت وقعدت جوا الدار بس في الآخر مشيوا بعد ما عرفوا إن عامر اتجوز بنتهم
قامت بدرية وقفت وقربت من حسن وهي بتفكر وبعدين قالت_الظاهر إن عامر كان عارف إنهم هييجوا مع الحكومة عشان كذه عجل بالجواز
انفرجت أسارير ليلى عند جملتها ولقت إنها معاها حق بالفعل لما ربطت الخيوط ببعضها، نقلت نظرها على شاشة كاميرات المراقبة فشافته واقف لوحده، وبدون تردد اتحركت بحماس وهي بتقول_أنا رايحة أشوف مرات عمي
نقلت بدرية نظرها بين عيشة اللي بصتلها بضيق وبين ليلى، عيشة نفسها كانت عايزة ليلى لخالد ومازال عرضها ساري ودي حاجة عاجبة بدرية ومأيداها على عكس جوازها من عامر اللي كانت رافضاه تمامًا، ولما لاحظت نظرات عيشة جذبت ليلى بعنف من دراعها وهي بتنهرها_اتلقحي هنا مفيش خروج!
اعترضت ليلى_بس ياما
زعقت في وشها بعنف_قولت اتلقحي!
قصاد نظرات أمها العنيفة ضربت برجليها على الأرض وسابتهم وطلعت على فوق بوجه عابس، أما بدرية فمن تحت لتحت قالت لحسن_شد على اختك شوية، الحال المايل هذا مش نافع معايا
هز راسه بصمت وهو باصص على أثرها بضيق، وبعدها سابهم واتجه لغرفته بعد ما كان جاي عشان يجيب حاجة من جوا...

                           ****
رغم المسافة الكبيرة من جنوب المدينة لشمالها ولكنها محستش بالتعب، كان ألمها النفسي أكبر بكتير
فضلت ماشية لمسافة كبيرة جدًا وهي بتبكي، ووراها حمد اللي كان بيراقبها من على بُعد عشان يتطمن إنها بخير.
حالتها المزرية كانت ملفتة بشكل كبير، عيونها المورمة والدموع اللي على وشها، ده غير أصابع الإيد اللي على خدها مكان صفعة ابوها 
مش بتلومه
بالعكس ده أقل رد فعل ممكن ياخده
مش قادرة تنسى نظراته اللي مليانة خيبة واستحقار ليها وعجزه عن إنه يتصرف بعد ما قيدته بالشكل ده
مش قادرة تنسى حالة والدتها اللي مكانتش قادرة تقف على رجلها من خوفها عليها، مش بتلومهم، هي نفسها مكانتش قادرة تبرر اللي حصل!
ابتدت نسمات الهوا الممزوجة بريحة البحر تداعب خصلاتها، رغم برودة الجو إلا إن برودته مقدرش يطفي اشتعال جسدها اللي ميجيش جنبه حاجة
وفي مكان خالي من الناس مشيت بخطوات بطيئة لحد ما بقت الرمال تعوق حركتها، فبدون تردد خلعت حذائها وسابته ومشيت على الرمال اللي كانت بتداعب بشرتها، مع الهواء الشديد
 لقت نفسها بتفتح إيديها وهي بتاخد نفس عميق لعله يهدئ من نارها الموقدة 
على قد ما كان المكان خلاب بأشجار النخيل اللي على الشط والموج العنيف المتلاطم إلا إنها كانت فاقدة الإحساس
وقفت قصاد البحر وهي بتبكي وخصلاتها بتطير من الهواء ودموعها يدوب بتنشف بسرعة بمجرد ما تنزل على وشها
رفعت قبضتها وفضلت تضرب على صدرها بعنف من الضغط والألم اللي حاسة بيه، صوت شهقاتها المنهارة كانت بتتحدى عنف  صوت الأمواج المتلاطمة
أما حمد كان بيراقبها من على بُعد وهو واقف ورا شجرة، ولوهلة هز راسه بأسى وشعر بالشفقة عليها
ولكن في لحظة افتكر اللي عملته في رب عمله فمحى مشاعره في وقتها.
لقت نفسها بتتمدد على الرمل على ضهرها وهي باصة للسما ودموعها متوقفتش، احساسها بالكره ليه بيزيد، مش هترتاح ولا يهدالها بال غير لما تدمر عامر
اللي بينهم بقى تار دلوقتي!
_معقولة عيلة الزيات اللي وصلتك لهذي الحالة؟!
انتفضت بهلع بعد وقت مش قليل وهي على وضعها لما سمعت صوت شخص غريب جنبها، اتعدلت بسرعة ونفضت شعرها من الرمل وهي بتبص للشاب اللي قدامها بتعجب، أما هو فابتسم باتساع وقال_الظاهر إن عدونا واحد يا يقين
وعشان كذه هنعرف نتفق زين
عقدت جبينها باستغراب من كلامه الغريب، فمد هو إيده ليها وبود غريب عرف عن نفسه_عزيز الرشيدي...

الحلقة العاشرة

فضلت بصاله بملامح متعجبة وهي بتنقل نظرها بين الغريب اللي قدامها وابتسامته المريبة وبين إيده الممدودة، وبعد ما قدر يميز هو إنها مش هتسلم عليه رجع إيده مكانها وقال بثقل دم_مش مشكلة، كده كده متأكد إننا هنبقى صحاب يا يقين
أخيرًا اتكلمت بصوت ضعيف ولكنه حاد_أنتَ عارف اسمي منين؟!
ضحك وهو بيقول_ومين دلوقت ميعرفكيش يا يقين
ده أنتِ مرات عامر الزيات بنفسه
مال ناحيتها وهو بيتصنع الهمس_ده قدام الناس
رجع اتعدل وكمل_أما أنا بقى فعارف الحقيقة، وعارف إن عامر خطفك بعد ما طعنتيه، وعارف بل ومتأكد إنه هددك بشي عشان توافقي تتجوزيه وأنتِ المفروض عدوته
اتعدلت وهي بصاله بدهشة واتوسعت عيونها أكتر لما سأل بخبث_مش أنتِ أرملة يوسف منصور برضك؟!
حست إن اللي قدامها شخصية مختارها كويس وأكيد مش من فراغ هو جايلها مخصوص وعارف بوجودها هنا ومش صدفة، فبشك سألت_أنتَ عايز إيه؟!
ابتسم ورد_نفس اللي أنتِ عاوزاه
عدونا واحد
ومقصدنا واحد
هو عامر الزيات..
وعلى بُعد شاف حمد اللي بيحصل، طلع تليفونه على طول وطلب رقم عامر اللي كان بيسلم على الناس، ركن على جنب لما لقى حمد اللي بيتصل بيه وحس بالقلق لتكون يقين عملت في نفسها حاجة ورد_خير يا حمد؟!
اتكلم حمد بقلق وهو مركز على عزيز ويقين_الحق يا عامر بيه
اتعدل عامر وبحذر قال_انطق يا حمد اخلص
فاتكلم حمد_مش عارف اجيبهالك ازاي بس مرتك قاعدة مع عزيز الرشيدي دلوقت
اتجمدت إيد عامر اللي ماسكة الموبايل وبص قدامه بصدمة، مكانش متخيل إن عزيز يكون بالجراءة دي ويستغل أي فرصة عشان يدمره حتى لو عن طريق مراته، استعاد نفسه على طول وهتف بأمر بعد ما اتبدلت ملامحه لتانية اجرامية وقال_خلي بالك منهم وابعده عنها على قد ما تقدر وأنا مسافة السكة وجايلك.
سامعني حاول تبعده عنها على قد ما تقدر متسيبهوش يطوّل في الكلام معاها 
رد حمد_حاضر يا عامر بيه
قفل عامر معاه واتحرك بسرعة ناحية عربيته تحت أنظار فارس اللي لاحظ وجري عليه وهو بيسأل_إيش صار ياخوي؟
بصله عامر ورد من بين أسنانه_عزيز مع يقين
اتوسعت عيون فارس بصدمة وهتف_الملعون!
أنا جاي معاك خليني اطفي ناري منه!
مكانش عامر عنده وقت للاعتراض والخلافات مع أخوه، فسكت وركب العربية بسرعة ومعاه فارس اللي صعد جنبه واتحركوا بسرعة مهولة تحت أنظار الموجودين واللي كانوا متعجبين من خروجهم..

فضلت يقين بصاله بتفحص شوية، هيئته مش مريحة ليها وخاصة إنه عارف عنها كل حاجة، ولكن أهم حاجة إنه بيكره عامر زيها وممكن يساعدها، ولكنها حست بالقلق منه فسألت بحذر_إيه اللي  يخليني أثق فيك وأنا معرفش أنتَ مين أصلًا ولا إيه مشكلتك مع عامر؟!
كان عزيز متوقع سؤالها فما اندهش ولكنه رد بجمود واتبدلت ملامحه للحقد بشكل ملحوظ_قتل اختي
شهقت بصدمة وحطت إيديها على شفايفها وبصتله بعيون متوسعة، أما هو فكمل_كان متجوز اختي وقتلها
قتلها وهي في بيته!
بيني أنا وعامر تار ولازم يخلص
وأنتِ هتساعديني أجيب حقي وحقك منه
وقبل ما ترد كان اتدخل حمد في الوقت ده ووجه كلامه لعزيز بتهديد_احسنلك تمشي من هنا يا عزيز، وجودك جنب مرت عامر الزيات مش في صالحك إلا لو عايز تقرب نهايتك!
رفعت يقين عيونها ليه بصدمة سرعان ما اتنفضت وهتفت بحدة_أنتَ بتراقبني؟!
اتكلم حمد وهو منزل عيونه للأرض_العفو يا مرات أخوي بس كان لازم أخلي بالي منك
اتكلمت بعدم تصديق_يعني بتراقبوني!
وجهت نظرها لعزيز اللي كان بيراقب الوضع وعلى وشه ابتسامة ساخرة، ورد_الظاهر إنهم خايفين منك أوي يا يقين
رفع حمد حاجبه وحط إيده على خصره بيهدده بإنه هيرفع سلاحه وقال_لم الدور يا عزيز
أنتَ مش قدنا، أحسنلك روح من هنا قبل ما عامر بيه ييجي
فضل باصصله عزيز بنظرات مستفزة أثارت حفيظة حمد، ولكن في النهاية اتلفت ليقين وغمزلها بنظرة ذات مغزى وكإنه عارف إنها هي بنفسها اللي هتدور عليه، وبعديها اتحرك ومشي وهو بيصفر باستمتاع رهيب، وصلت في الوقت ده عربية عامر اللي قابلته وهو ماشي ولكنه موقفش جنبه وكان شغله الشاغل يقين ولكنه رماه بنظرة قاتلة قصاد التاني المستفزة
كان بإيده إنه ينزل يتخانق معاه، يضربه، حتى يضربه بالنار، ولكن لما وقعت عيونه عليها منع نفسه، كإنه خايف على مشاعرها 
خايف صورته تسوء قدامها أكتر
كإنه خايف إنها تشهد حاجة زي دي بعيونها!
والغريب إنه أدرك إنها فارقة معاه!
رفعت يقين إيديها في الهوا باستسلام وهي حاسة بالجنون لما لقته قدامها، هو مقيدها فعلًا وكإنها سجينة تحت المراقبة!
متوقعتش إنه باعت حد وراها ينقله كل تحركاتها
نزل من العربية واتجه ناحيتها، أما فارس فمشي خطوتين ناحية عزيز وهو بيبصله بتحذير أما التاني فشاورله بـ باي وكمل مشي
كانت يقين في أشد ذروة انفعالها، فصرخت فيه_هي حصلت تبعت واحد يراقب تحركاتي؟
عايز إيه مني تاني؟!
مش كفاية اللي عملته، مش عايزني أخد نفسي حتى؟!
عايزني اموت نفسي عشان ترتاح
هو ده اللي عايز توصله؟!
لقى نفسه بيبررلها وبيقول_بعته عشان اتطمن عليكي
رفعت حاجبها باستهزاء وردت بسخرية_لا والله
لا فعلًا شكرًا لكرم أخلاقك، مش عارفة اقولك إيه بجد من اخلاقك العالية!
اتغاضى عن تريقتها وسأل_كان عاوز إيش منك؟
حطت إيديها في وسطها وردت براس مرفوع_وأنتَ مالك؟!
جز على أسنانه ورماها بنظرة قاتلة وهو بيقول_اقفي عدل وأنتِ بتردي،
كان عاوز إيش منك؟
رغم نظرته إلا إنها عاندت وقالت_مش بتراقبني عشان تعرف أخباري
اعرف دي كمان أظن مش صعبة على عامر بيه الزيات!
_يـقـيـن!
صرخ بيها بعنف خلاها اتنفضت واتعدلت بخضة وهي بترمش كذه مرة من شدة نبرته المرعبة، ولكنها صرخت فيه هي كمان بقهر_إيه؟!
 لو مردتش هتعمل إيه؟!
هتقتلني زي ما قتلت اخته؟!
ما أنتَ ملكش كبير بقى ماشي تقتل في اللي مش على هواك!
بص حمد وفارس لبعض بتعجب من كلامها، أما عامر فـ بفاه مشدوه ردد_قتلت اخته؟!
ضحكت بسخرية وقالت_مصدوم ليه؟
ما هو مش جديدة عليك، زي ما قتلت جوزي قتلت اخته
بس الفرق إنها كانت مراتك
قذارتك وصلت إنك تقتل مراتك بنفسك
عشان تعرف قد إيه أنتَ عديم شرف ولا ليك حبيب ولا.....
قاطعها لما صرخ في وشها بعصبية_ما قـتلـتهاش!
سكتت مرة واحدة وبهتت بخضة لما شافت العصبية اللي على وشه وأعصابه المشدودة كإن فيه ذكرى عايز يمحيها، فقرب منه فارس وهو بيقول_اخوي...
ولكنه قاطعه لما صرخ مرة تانية_ما قـتلـتهـاش!
اتقتـلت وهـي نـايمـة جمبـي!
أنا ما قتلـتهاش، أنا مش وحش لدرجة إني أقتل أم ابنـي!
غدروا بيا وبيها، خلوها نايمة جمبي على نفس السرير ونفس المخدة وقتلــوها
قتلوها ومعرفتش لحد دلوقتي مين عملها
إنما أنا ماقتـلتهـاش!
شحبت ملامحها لما سمعت منه اللي حصل لدرجة إنها مستوعبتش، متخيتلش إن الاجرام هنا وصل للدرجة دي، يقتلوها وهي نايمة جنبه على السرير!
معقولة!
ولكن ارتعاش شفايفه وعيونه شديدة الاحمرار اثبتولها صدق كلامه، ولكن رغم ده رفضت شعورها بالشفقة ورفعت راسها وقالت_متلومنيش
أنا اتوقع منك أي حاجة يا عامر
بالنسبالي أنتَ أسوأ شخصية قابلتها في حياتي
يعني أصدق عنك أي حاجة قذرة
زعق بعصبية_قـولـتـلك ما قتـلتـهاش
جذبها من دراعها بعنف وسط صراخها وتأوهها بألم وقال_ودلوقتي هتقوليلي كان عاوز منك إيش وإلا ورحمة أبويا ادفنك هنا!
حاولت تجذب إيديها منه وهي بتعترض ولكن كان الجنون اتملك منه فشدها بعنف وصرخ_انطقـي!
رغم رفضها بس احساسها بالألم اتمكن منها فردت_ملحقش
ملحقش يقولي حاجة غير إنك قتلت مراته وبعدها الراجل بتاعك جه..
سيب إيدي يا همجي يا متخلف!
فضل باصصلها شوية يتأكد من صدق كلامها لحد ما شاف دموعها اللي نزلت على وشها ودي كانت بمثابة الصفعة اللي فوقته، فساب إيديها وبعد عنها وهو بيمسح بكفه على وشه وشعره وهو بيلف حوالين نفسه عشان يتمالك أعصابه، أما هي ففضلت تدلك دراعها مكان قبضته وهي بتبصله بكره مرير وبتمسح دموعها من لحظة للتانية.
وقف مرة واحدة وحذرها بلهجة لا تقبل النقاش_إيـاكـي أشـوفك واقـفة معـاه مـرة تانيـة
خليـكي بعيـدة عن عزيز الرشيدي أو أي واحد من عيلة الرشايدة
لمصلحتك يا يقين لو مش عاوزاني اقلب عليكي  وتشوفي وش مش هيعجبك اسمعي الكلام!
بصتله من فوق لتحت بسخرية وردت_هو لسة فيه وش أوسخ من اللي شوفته؟!
ابتسم نفس ابتسامته وبنظرات مرعبة رد_اللي شوفتيه اقل حاجة عندي
خليني طيب معاكي احسنلك
يلا امشي قدامي هنرجع الدار
رغم اعتراضها إلا إن نظراته كانت تحذيرية، فبدورها مشيت قدامه وهي بتدلك دراعها بألم، ركبت ورا جنبه وحمد وفارس قدام، وفضلت طول الطريق حايشة نظرها عنه من خوفها، ولكنه كان من حين للتاني بينقل نظراته عليها...
وصلوا عند البيت فشاور لحمد بإشارة فهمها على طول ولف بالعربية من المدخل الخلفي للبيت عشان الضيوف مياخدوش بالهم نظرًا لإن الاحتفال كان لسة شغال، نزل هو من العربية تحت أنظارها، كانت مربعة إيديها قدام صدرها وهي باصة قدامها بضيق شافه طفولي بالنسباله، لف وفتحلها الباب وشاورلها براسه عشان تنزل فبصتله بطرف عينها وبعدين زفرت بضيق ونزلت واتحركت لجوا البيت وهي رافعة راسها بكبرياء
اتحرك وراها بعد ما شاور لفارس وحمد يفضلوا هنا وقدروا يعرفوا إنه ناوي على حاجة، ولكنه حس إنه عايز يتطمن عليها إنها استقرت في غرفتها ومحدش من البيت خصوصًا أمه اتعرضلها
حست بخطواته وراها فوقفت وهي بتقول بنزق_أنا عارفة الطريق لوحدي متقلقش مش ههرب ولا حاجة!
فضل باصصلها بصمت ومردش فزفرت هي واتحركت بعصبية زادت لما لقته ماشي وراها برضه تحت أنظار أمه اللي ظهرت في الوقت ده ووقفت تتابعهم بنظراتها بعدم رضا
وصلت لغرفتها اللي حفظت طريقها كويس، دخلت لجوا ورمقته بنظرة أخيرة قبل ما تقفل الباب في وشه بعنف، فضل واقف مكانه شوية وهو باصص للباب بصمت ولكن عيونه كانت بتتكلم عن احساس الغيظ اللي جواه، ضم قبضة إيده بقوة وبعدين اتلفت ونزل، شاف والدته واقفة في بهو البيت وهي بتبصله بنظرات جامدة، زفر بضيق وهو عارف إن فيه كلمتين هيحرقوا دمه ورا النظرة دي، وقف قدامه فاتكلمت هي بعصبية_إيش آخرة هذا اللي بيصير يا عامر؟
مشيت وراك وكتبنا على المشئومة هذي وخليناها حاملة اسمك واسم الزيات، وعملت عزومة كبيرة وقولت عشان أهل البلد ميتكلموش في حقك نص كلمة، اللي فاضل إننا نترك مشاغلنا ونجري وراها وين ما تروح مش كذه؟!
مسح على وشه بنفاذ صبر وقال من بين أسنانه_بعدين ياما
قالها وسابها واتحرك عشان يخرج، ولكنه وقف مكانه لما قالت_إن معرفتش تخلصنا من النصيبة هذي أنا هعرف يا عامر، هسوي اللي قلبك مش مطاوعك تسويه!
ضغط على جفونه وهو ضامم قبضة إيده بقوة وبعدين خرج لبرا فلقى فارس وحمد مستنيينه، اتكلم وهو بيصعد العربية_حد من المعازيم حس بشي
رد فارس_ما تقلق ياخوي، عايد وولاد عمك قايمين بالواجب
هز راسه وصعد عربيته وشاور لحمد اللي ابتسم باتساع هو وفارس لما عرفوا وجهتهم لفين..
فضلت واقفة ورا الباب وهي بتهز رجليها بعنف، وبمجرد ما اتعادت المشاهد اللي حصلت مع أهلها حست إنها على وشك الإنهيار، اتحركت وراحت قعدت على السرير وهي بتتنفس بعنف، رفعت عيونها لفوق بتحاول تقاوم دموعها، سرعان ما مسحتهم بسرعة لما سمعت صوت خبط على الباب، وبصوت متحشرج عصبي زعقت_ميـن؟!
اتفتح الباب وطلت منه هدية وعلى إيديها صينية فيها أكل، قربت وحطتها علي التسريحة اللي كانت مازالت ورا الباب واتكلمت بقلق من رد فعلها_عامر بيه قالي اطلعلك هذولا عشان متهبطيش
فضلت بصالها بصمت من غير ما تتكلم، فابتسمت هدية بتوتر وبعدين خرجت وقفلت الباب وراها.
مستغربة أصراره؟
جدًا
ولكن بتستنج ده إنه مجرد عِند بس، ولكن آن الأوان إنها تتنازل المرادي، مش هتقدر تقعد يوم كمان من غير غذاء، لازم تبقى بكامل قوتها وقت المواجهة...

                           ****

صوت فرامل عنيف قصاد بيت صالح الرشيدي نبه رجالته اللي أشهروا سلاحهم في وش العربية، نزل عامر وفارس وحمد سرعان ما تبادل الحراس النظرات المتعجبة، قرب عامر من واحد منهم وقال بنبرة اجرامية_قول لصالح إني برا
مراعاش فرق السن ولا رعى إنه كان حماه ولازال جد ابنه، اللي بينهم عداوة أكبر من كده بكتير!
وبالفعل اتكلم الحارس في سماعته، وبعدها اتفتح الباب ودخل عامر ورجالته ولكن قاطعهم رجالة صالح اللي قالوا بأمر_من غير أسلحة
ابتسم عامر بسخرية وطلع سلاحه هو وفارس وحمد وسلموهم لرجالة صالح، وبعدين دخل لجوا، فشاف صالح واقف وفاتح إيديه بترحاب مزيف وهو بيقول_العريس بنفسه عندي، يا أهلًا وسهلًا!
اتحرك عامر براس مرفوع وبهيبة معتادة منه وقال_فاكر إني لو عوزت اقتلك السلاح هو اللي هيمنعني؟
شكلك لسة متعرفنيش زين يا صالح!
ولكنه بسماجه واستفزاز رد_يا راجل، اوعى تقول إنك زعلت من الرجالة عشان خذوا سلاحك، هذي كلها شكليات بيحبوا يسووها مع أي ضيف
متاخدش الموضوع على أعصابك
ولكن عامر مردش ووقف قدامه وهو بيقول_ابنك وينه يا صالح؟
عقد حواجبه وسأل_إيش فيه؟!
رفع عامر إيده بتهديد وهو بيقول من بين أسنانه_ابنك اتعدى على شرفي النهاردة وضايق مرتي، قسمًا بدين الله لو اتكررت تاني هبعتهولك بكفنه جاهز!
رفع صالح راسه وبكبر قال_كإنك بتهددني يا عامر؟!
قرب بوشه منه وبابتسامة مرعبة رد_آه
بهددك
وأعلى ما في خيلك أنتَ وأكبر واحد في عيلتك اركبه!
خليه يبعد عن مرتي أحسنله ويتركه من الاسطوانة الحمضانة بتاعة إني قتلت اخته هذي
ولا هتحلموا الحلم وتصدقوه؟!
ولكن صالح متهزش بل قال وهو باصص لعيونه مباشرة_مش هذا اللي صار برضك يا عامر؟
بعد عنه ومسح على وشه وهو بيحاول يتمالك أعصابه، ورجع قال بعصبية_قولتلك قتلوها وهي جنبي
قتلوها وهي نايمة على دراعي ولا أنتَ عاوز تكسب عداوتي وخلاص!
ابتسم صالح بخفة وقال_مسكت اللي قتلوها يا عامر؟
عرفت مين؟
جيبت حقها؟
بقالك تلات سنين محلك سر ومعرفتش مين اللي سوى كذه
تبقى أنتَ اللي قاتلها يا عامر، يا عشانك راجل خايب ومش عارف تحافظ على أهل بيتك تبقى أكبر خايب
ده أنتَ تركت الحرمة تعلم عليك وتطعنك، وفوق هذا روحت اتجوزتها!
كانت ملامحه بتزداد شراسة وكإنه بيدوس على جرح بيحاول ينساه، جز على أسنانه واحمرت عينيه من الغضب وضم قبضة إيده وهو بيبصله بنظرات اجرامية، فاتدخل فارس في الوقت ده  وقال بتحذير_لم لسانك ومتسوقش فيها يا صالح، متفتكرش إنك متحامى في رجالتك ومش هنعرف نسويلك شي عشانا في دارك!
ولكن التاني كان عاجبه الحالة اللي وصل عامر ليها وخلته منتشي، فكمل_الحقيقة بتزعل ولا إيش؟
فكرك إني هسيب جواد معاك يتربى وسط دارك؟!
إذا كان معرفتش تحمي مرتك وهي في حضنك هتعرف تحمي ابنك؟!
_صـالـح
زعق بيها عامر بشراسة وهو بيتقدم ناحيته ناوي يفتك بيه، ولكن حال بينهم فارس  وهتف عشان يرجعوا لصوابه_أخوي
متوصلوش للي عاوزه ياخوي امسك حالك!
أي حد كان في مكان صالح كان اترعب، ولكن ده كان منتشي بشكل كبير من إنه قدر يخلي اعصابه تفلت، كان عامر بيرميه بنظرات نارية في حين فارس كان ماسكه وضمه عشان ميحصلش اللي صالح مستنيه من زمن، ولكن عامر أشهر إيده في وشه وقال بتهديد_خلي ابنك يبعد عن مراتي احسنله
هذي آخر مرة هقولهالك يا صالح!
طلع مرتي برا حساباتنا
نهى كلامه ودفع فارس بعيد عنه واتلفت عشان يمشي ولكن وقف مكانه لما شاف عزيز داخل البيت وهو بيصفر باستمتاع، سرعان ما رفع حاجبه وهتفت بصدمة ساخرة_يا خبر!
ده احنا زارنا النبي!
نقل عامر نظراته بين وبين صالح، وبعدين اتحرك عشان يمشي، ولكن بمجرد ما عدى من جنب عزيز باغته بكلمة قوية من قبضته خلته فقد توازنه وارتطم بالأرض بعنف، جري فارس عليه وهو بيبعده وبيقول_يلا ياخوي كفاية
يلا
وبالفعل بقى يستجيب لأخوه وهو بيدفعه عشان يخرج ولكن مازالت نظراته مسلطة على اللي كان بيمسح الدماء اللي نازلة من زاوية شفتيه وهو بيبصله بوعيد..
النيران اللي بين عيلة الزيات والرشايدة مش هتهدي 
بل بتزيد اشتعالًا كل مدى
وكل مدى بتقرب المواجهة أكتر
ولكن هل خصم زي عامر يُستهان بيه؟....

يتبع 

         الفصل الحادي عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات