رواية وجوه فى العتمه الفصل السابع عشر17 والثامن عشر18 بقلم منه ممدوح
نقلت نظراتها المرعوبة بين جواد بين عزيز، بلعت غصة مرتابة توسطت حلقها، وبارتباك شاورت لجواد وهي بتقول بحزم_جـواد
تعالـى هنا يا حبيبـي!
اتشبث جواد بعزيز اكتر وهو بيقول بحماس_هذا خال عزيز يا ماما
رفع عزيز حاجبه بدهشة وبسخرية قال_ماما؟!
معطتهوش يقين اهتمام، بل قالت لجواد بنبرة حاولت تخليها لطيفة عشان ميخافش_عارفة يا حبيبي، بس ممكن تيجي هنا عايزة أوريك حاجة؟
هز جواد راسه، ولكن منعه عزيز لما مسكه اكتر، وقرب من يقين وهو بيقول_أخيرًا اتقابلنا تاني!
رمشت كذه مرة بارتباك، فمدت إيدها وهي بتقول_من فضلك هات الولد، ومتدخلهوش في حساباتك مع عامر
ده مجرد طفل ملوش ذنب
عقد حواجبه بتعجب مصطنع وقال بعبوس_معـقولة
أنا قولت أنتِ اللي هتساعديني آخذ جواد لبيت جده
مش إحنا بينا اتفاق برضك!
اتوحشت ملامحها في الوقت ده، وهتفت بعصبية_ده كان زمان
قبل ما أعرف حقيقتك القذرة، وقبل ما أعرف إن يوسف كان شغال معاكوا وأنتوا اللي قتلتوه!
فضل عزيز ساكت شوية وهو باصصلها بصمت كإنها مقالتش حاجة، ولكن ملامحه مظلمة مرعبة سببتلها قلق داخلي، ولكن في النهاية اتكلم ببساطة_حلو
بقينا نلعب على المكشوف كذه!
يلا استأذن أنا بقى، كان نفسي أكمل حواري معاك بس للأسف مش فاضي
نهى كلامه واتحرك عشان يمشي وهو شايل جواد، ولكنها جذبته بعنف وهي بتهتف_رايـح فيـن!
بقولك هات الولد اوعـى
حاولت تجذب جواد ولكنه دفعها بعنف وهو بيبصلها بغضب، ميئستش أبدًا وكانت بتمنعه وهي بتصرخ فيه بعنف، في حين ابتدى جواد يرتبك من اللي بيحصل ويعيط، جذبت دراع عزيز وهي بتصرخ_الحـقـونـا
جـواد بيتخطـف!
حس عزيز بالسأم والعصبية المفرطة، فدفعها بعنف لدرجة إنها فقدت توازنها ووقعت على الأرض على ضهرها وهي بتتأوه بألم، أما هو فقال بنزق وهو بيمشي وبيحاول يثبت مقاومة جواد_اتهـد بقـى!
هلاقيها منك ولا من أم صوت مسرسع هذي!
الله يكون في عون عامر!
بمجرد ما شافت الدموع والرعب اللي ظاهرين على جواد اللي كان بيشاورلها تلحقه اتحاملت على نفسها وقامت وجريت عليهم وهي بتشد عزيز وبتضربه وهي بتصرخ_بقولك هات الولد
يا عــامر
الحقـونا!
اتلفت عزيز ليها في الوقت ده وبمنتهى العنف صفعها على وشها لدرجة إنها ارتدت على الأرض تاني ونزف جانب شفتيها في حين صرخ_اخرسـي بقـى!
فضلت تئن وهي على الأرض بتحاول تقاوم الألم اللي بيفتك بجسمها، ورجعت قامت مستغلة إنه اداها ضهره، وبدون تردد جريت عليه ونطت على ضهره متشبثة برقبته وهي بتخنقه في حين بتصرخ_سيبـه بقولك
الحقـونا
يا عـامـر!
غصب عنه وقع جواد منه على الأرض وهو بيصرخ ببكاء بعد ما مقدرش يحافظ عليه وهو شايله بسبب حركتها، في حين كان عزيز بيحاول يبعد يقين عن ضهره لحد ما حدفها على الأرض وهو بيشتم فيها، ولكنها قامت مرة تانية ونطت على ضهره تخنقه، وبدون تردد بقت تعضه في كتفه واذنه ففضل يصرخ بألم وهو بيسب فيها، في حين وجهت كلامها لجواد من بين مقاومتها_اجـري يا جـواد
اجري نادي أي حد بسرعة!
فبكى جواد وهو بيقول بشهقات_ماما!
ولكنها صرخت بعنف_بسـرعـة يا جـواد!
وبالفعل سابها وجري لجوا عشان يطلب المساعدة، في حين كانت مازالت متشبثة بعزيز اللي كان بينفضها عنه بعنف وهو حاسس بالغضب الرهيب بيتملكه من عضاتها وضرباتها ليه
فبعنف نفضها عنه وخلاها وقعت على الأرض، وقعد وهو شبه فوقها ومحاصرها تمامًا، كانت بتقاومه هي وبتصرخ بهيستيريا، حاول يثبت إيديها بإيد وبالتانية صفعها صفعة قوية أدمت وشها، ولما شاف مقاومتها المستميتة ابتدى يصفعها على وشها عشان تسيبه وتتهد وهو بيشتمها.
في الوقت ده كان دخل عامر مع اخواته ورجالته اللي كان باين عليهم التعجب، بعد ما وصلهم خبر إن المخزن اتحرق، ولكن للدهشة لما وصلوا هناك لقوا إن مفيش حريق ولا حاجة
فاتكلم عايد وهو بيضرب كف على كف_أنا نفسي أفهم بس
مين ابن المهبوشة اللي طلع حوار الحريقة هذي خلانا نيجي على ملى وشنا!
فكر فارس شوية وقال_أنا حاسس إن فيه ملعوب في الموضوع!
ولكن عامر في الوقت ده لفت نظره ابنه اللي كان بيجري عليه وفي حالة مزرية تمامًا، من أول هدومه اللي مليانه تراب والدموع اللي على وشه، فهتف عامر بخضة وهو بيجري عليه_جـواد!
اتلفتوا كلهم على صوته وظهر عليهم القلق هو كمان، جري جواد عليه فشاله عامر وهو بيبصله بخوف، أما جواد فمن بين شهقاته هتف_أبوي
خال عزيز بيضرب ماما يقين برا!
اتجمد عامر بصدمة وحس بخدل في جميع أنحاء جسمه، فبدون تردد نزل جواد وشاور لحمد وقاله_خذه لغرفته واتطمنوا عليه
هز حمد راسه وخده بالفعل، أما عامر فبمجرد ما خلص جملته جري مكان ما كان جاي جواد ووراه عايد وفارس وسعد
خرج لبرا وبمجرد ما شاف المشهد اللي قدامه اشتعلت عيونه بغضب رهيب وصرخ بشراسة وبعروق نافرة_يا ابن الكلــب!
ركض عامر ودفعه بعنف من على يقين قلبه على الأرض على ضهره وجثى فوقه وهو بيسددله لكمات عنيفة اطاحت بمعالم وشه لدرجة إنه مكانش ملاحق يقاومه في حين كان بيصرخ_بتمد ايدك على واحدة من الزياتية يا ****
بتمد إيدك على مرتي يا ****
قسما بدين الله ما عاتقك، هطلع روحك في إيدي!
اتعدلت يقين وهي بتتنفس بعنف وتعب من المجهود والألم اللي حاسة بيه من الصفعات، فساندها فارس تقوم وقال بقلق_أنتِ بخير يا مرات اخوي؟!
هزت راسها من بين لهاثها وهي بتبص على عامر اللي كان في حالة مشافتهوش فيها قبل كده ولكنها كانت حاسة بإنتشاء من إنه بيجيب حقها بدون تردد، ومن بين اللكمات اللي كان بياخدها عزيز ابتسم باستهزاء وهو بيقول_بتدافع عن اللي حطت إيدها في إيدي قبل كده؟
عدوك الحقيقي هي مش أنا يا عامر، أنتَ سايب حية جوا دارك
ولكن ما زاده كلامه ده إلا شراسة، ففضل يسددله لكمات وهو بيشتمه وبيلعن فيه لحد ما ثقلت أنفاس عزيز وضاعت معالم وشه من الكدمات والدماء، وجه عايد نظره لفارس يستفسر عن كلام عزيز فشاورله التاني بالصمت، وسابوا يقين واتجهوا لعامر وفارس بيقول_كفاية ياخوي
خسارة الكلب هذا يتحسب عليك روح
في حين اتكلم عايد_هيموت في إيدك يا عامر
سددله عامر لكمة كمان وهو بيصرخ_حلال فيه الموت
أنا هحسر أمه عليه
قالها وهو بيطلع سلاحه من خصره، اتوسعت عيون يقين بهلع، وجريت هي في الوقت ده عليه ومسكت إيده وهي بتصرخ_لا يا عامر
لا متقتلوش!
دفعها عنه وهو بيقول بتصميم_ابعدي من هنا
ارجعي للدار
في حين وجه كلامه لعزيز وهو مصوب السلاح على راسه_استشهد على روحك
حاول فارس يثنيه عن رأيه وهو بيقول بحذر_اعقل ياخوي مش كذه!
ولكن في الوقت ده جثت يقين على الأرض ومسكت إيده وهي بتقول بدموع_بالله عليك لأ يا عامر
متبقاش قاتل
بالله عليك
اتحفزت عضلاته من نبرتها، فمدت إيدها في الوقت ده بسطتها على خده وأجبرته يبصلها وهي بتقول بدموع_عشان خاطـري
عشان خاطري سيبه
فضل باصصلها شوية بعيونه المشتعلة اللي سببتلها رعب وأعصابه المشدودة، طالت النظرات بينهم كان حاسس هو بالحيرة والتردد، ولكن قدام عيونها لقى نفسه بيقوم من فوقه ومعاه يقين اللي اتنفست براحة، حتى عزيز نفسه حس إنه اتكتبله عمر جديد، ولكن باغته عامر بركلة عنيفة في بطنه خلاه يبصق دماء من بوقه، في حين وحه نظره ليقين وهو بيشاور عليه_الكلب هذا وش كان بيسوي هنا؟!
نقلت نظرها على عزيز اللي كان بيتألم، وقالت بإرتباك_كان
كان عايز يخطف جواد
سمعنا صوت حد بيقول فيه حريقة في مخزن أو مستودع، وبعدين لقيته ظهر.
هز عامر راسه بتفهم وبعدين قال_يعني أنتَ اللي عامل الشويتين دول!
ومن بين أنينه قال وهو بيحاول يرفع وشه ليه بابتسامة أظهرت أسنانه اللي مليانة دماء_عجبتك مش كذه؟!
صرخ بألم لما ركله عامر مرة تانية في بطنه، فجذبته يقين من دراعه بهلع وهتفت_كفاية بالله عليك
نفض إيديها عنه وهو بيحرك راسه للجهتين فاصدرت صوت طرقعة، وشاور لسعد اللي جه على طول فقاله_خذه وأرميه قصاد دارهم بمنظره هذا، وقول لأبوه عامر بيبعتلك سلامه
هز سعد راسه بتفهم، وشاور لاتنين من رجالتهم اللي جم على طول ومالوا شالوا عزيز ومشيوا بيه.
اتلفت عامر ليقين في الوقت ده، لوهلة حس بنغزة عنيفة في صدره لما شاف حالتها، وشها الأحمر وأثار الأصابع اللي عليه، والدماء اللي جانب شفتيها، وشعرها المشعث المليان تراب هو وهدومها، اشتعل الغضب جواه من تاني، فجز على أسنانه وهو بيرفع راسه للسما ياخد نفس عميق يحاول يتمالك نفسه، وبعدين قربلها، مد إيده يمسح مكان الدم فاتنفضت وهي بتهز راسها وملامحها منكمشة بألم، بحنان قال_بتوجعك؟
هزت راسها وعيونها متحجرة بالدموع، زفر بضيق وبعدين خلع الچاكيت اللي كان لابسه. حطه على كتفها، وبعدين شاورلها تدخل لجوا
فبالفعل اتحركوا كلهم لجوا
شافوا الكل مستنيينهم قدام البيت جوا بملامح باين عليها القلق والفضول، أول ما شافتهم فاطمة جريت على عامر وهي بتهتف بقلق_أنت زين يا عامر
سوالك شي؟!
هز راسه عشان يطمنها وقال_بخير بخير ما تقلقي
نقلت نظرها في الوقت ده على يقين وهي بتتأملها من فوق لتحت وكانت اتبدلت نظراتها لتانية مليانة حقد، في حين لاحظت هي إن الكل مصوبين عليها نظراتهم بفضول شديد لحالتها المزرية، مهتمتش فاطمة بيها وحاشت بنظرها عنها وسألت عامر_إيش اللي جاب الملعون هذا هنا!
كشر عامر ورد_كان عاوز يخطف جواد، عاوز يلوي دراعي بيه!
انتفضت يقين لما لقت فاطمة بتقرب عليها مرة واحدة وهي بتهتف بغضب عارم_أنتِ يا شيطانة
هي أنتِ مفيش غيرك اللي اتفقت معاه ييجي هنا وياخذ جواد عشان تنتقمي مننا!
شاورت يقين لنفسها بعدم استيعاب لكلامها، فحال بينهم عامر اللي هتف بنفاذ صبر_ياما صلي على النبي في قلبك
متفقة معاه إيش
أنتِ مش شايفة وشها المتشلفط!
استنكرت يقين الكلمة وقالت باعتراض_ما تحسن ملافظك إيه وشها المتشلفط دي كمان!
بصلها عامر برفعة حاجب وبتريقة قال_عاذرك، ما أنتِ لحد دلوقت مشوفتيش وشك اللي معمول خريطة!
بصتله بقرف من فوق لتحت وقررت إنها تسيبهم وتطلع قبل ما تنفجر فيهم خصوصًا وهي حاسة بالألم في كل جسمها، ولكن منعتها فاطمة لما قبضت على دراعها بعنف ورجعتها فشهقت يقين بألم، وقالت فاطمة_أنتِ فاكرة إن اللي صار هذا داخل دماغي؟!
أنا عارفة ومتأكدة إنك أنتِ اللي متفقة مع عزيز، ولما لقيتي نفسك هتنكشفي عملتي المسرحية هذي!
بعدها عامر عنها بنفاذ صبر وجذب يقين وراه ضهره وهو بيقول_قولتلك ياما يقين مالها دخل، لولا يقين كان جواد مع عزيز دلوقت، بس هي من حبها فيه وعشانها واحدة كويسة وأصيلة مش شيطانة كيف ما بتقولي استحملت كل اللي صارلها من عزيز هذا عشان تنقذ ابني بس!
اتملت ملامح فاطمة بالتريقة، وضحكت باستهزاء وهي بتقول_دخلت عليك التمثيلية اللي سوتها!
أنتَ فاكرني عبيطة ومش داريانا بمكر الحريم!
كل اللي سوته هذا عشان تدخل عقلك وتنخدع فيها وبعدها تلدعك كيف العقربة!
غمض عامر عينه بنفاذ صبر، في حين اتكلمت يقين بعصبية_ما تطلعي من جو نظرية المؤامرة اللي أنتِ عايشة فيه ده!
بصلها عامر بتحذير وقال_يـقيـن!
بصتله بضيق وهي بتضم شفايفها بسأم، وجه نظره في الوقت ده لعهود اخته وقال_معلش يا عهود
خذي يقين وطلعيها لجناحها حمميها وداوي جروحها
اتحركت عهود بسرعة واحتوت كتفها في حين أجبرتها تمشي معاها وهي بتقول_عينيا ياخوي
تعالي يا يقين
مشيت معاها يقين وطلعت على فوق وهي بتحاول تتحمل ألم جسدها تحت أنظار عامر اللي كان متابعها، في حين وجه نظره لأمه أول ما اختفت عن عيونه وقال بضيق_كفاية بقي ياما!
كفاية
قولتلك يقين مالها دخل في أي شي، كفاية اللي بتسويه في بنت الناس!
بعصبية هتفت_واللي هي سوته فيك يا عامر!
زفر عامر ورد_يا ستي أنا مسامح خلاص
وبعدين قولتلك هذا شي بيخصني أنا، وأنا بس اللي من حقي اتصرف في هذا الموضوع!
بصتله فاطمة بعيون متسعة، وهزت راسها بعدم استيعاب وهي بتقول_لا مش معقولة
اللي قدامي هذا مش عامر ابني
الشيطانة هذي شكلها ساحرالك!
مسح عامر على وشه وهو بيقول_يا ربـنـا!
بصلها بعجز وهو مش عارف يعمل إيه معاها، في النهاية هي أمه ومش هيقدر ياخد أي رد فعل ضدها، فسابها في النهاية وطلع عشان يتطمن على ابنه، في حين قربت بدوية من فاطمة وهي بتقول بتريقة_الظاهر ابنك مال للمصراوية يا ام عامر!
بصتلها فاطمة بحدة وقالت_اتهدي يا ام حسن ومتنفخيش في النار
على جثتي إن هذا يصير، المصراوية عمرها ما هتكون مرت ابني
ابتسمت بسخرية وردت_قولتي هذولا الكلمتين لبنت الرشايدة قبل كذه، وأهي بقت أم جواد، ولولا إنها اتقتلت كان زمانها مخلفة عيلين كمان!
بصتلها فاطمة بنظرات مليانة غضب بسبب صدق كلامها، وبعدها سابتها ومشيت بعصبية..
****
كانت عهود قاعدة مع يقين على السرير وهي بتسرحلها شعرها، في حين كانت يقين صامتة تمامًا وهي باصة في الفراغ، وبعد صمت طويل اتكلمت عهود بتوتر_هو صحيح كلام أمي هذا؟!
أقصد يعني أنتِ اللي اتفقتي مع عزيز؟
غمضت يقين عيونها بسخرية، وبعدين اتلفتت ليها وهي قاصدة تبعد عنها وقالت وهي بتشاور لنفسها_أظن أنتِ شوفتي منظري بنفسك
ده منظر واحدة بتمثل ومتفقة معاه؟
وبعدين أنتوا ليه مش قادرين تقتنعوا إن أنا عمري ما هعمل كده؟!
آه أنا بكره أخوكي، بكرهه ومش هنكر ده، وآه أخوكي دمرلي كل حياتي، بس لو هنتقم منه فهنتقم فيه هو، لا هدخل ابنه اللي ملوش أي ذنب، ولا هدخلك أنتِ حتى!
حست عهود بتأنيب الضمير، وقالت_أنا مقصدش، وبعدين أنتِ عارفة زين يا يقين جيتي هنا كيف، وكلنا مش ناسيين إنك طعنتي أخوي واتسببتي في رقدته أيام، ولولا ستر ربنا كان راح فيها
غصب عنها دمعت عيونها وهي حاسة بالألم بعد ما فكرتها عهود، واتكلمت_عشان كنت مغفلة وقتها
كنت فاكرة وقتها إني هجيب حق جوزي الظابط المحترم الشريف بعد ما حكالي قد إيه بيعاني في شغله بسبب تهديدات عامر بالقتل، وبعد ما مات افتكرت إن هو اللي قتله، وقتها اقسمت إني أجيب حقه وأفضح أخوكي، بس خدت أكبر قلم في حياتي لما عرفت حقيقة جوزي!
عرفت وقتها إني قضيت سنتين من حياتي مخدوعة، عايشة مع ممثل هايل خلاني اطلع بدور العبيطة، خلى الانتقام يعمي عيني، وخلاني أدمر حياتي بإيدي!
حطت إيديها على بطنها في الوقت ده وهي بتبكي وكملت_خلاني أجهض ابني بنفسي
خلاني اتخلى عن حتة مني لسبب مش موجود!
نهت جملتها وهي بتشهق ببكاء خلت عهود تشفق عليها وظهر عليها التأثر، بتشوف لأول مرة جانب من يقين عكس اللي وصلها، رفعت إيديها وربتت على ضهرها وهي بتقول بأسى_هوني على حالك
كل اللي صار هذا دليل على إنك طيبة وبنت حلال، معرفتيش تميزي وشوش الناس اللي حواليكي!
مسحت يقين دموعها بإيديها وهي بتقاوم الغصة اللي في صدرها، واستعادت ربطة جأشها وهي بتقول_بس ده ميطلعش اخوكي ملاك
اخوكي تاجر اسلحة، عارفة يعني إيه؟
يعني شغله كله غير قانوني يا عهود!
مش شايفة منظر رجالته اللي برا؟!
كل واحد فيهم ماسك سلاح وماشي بيه، أخوكي نفسه ماشي بالسلاح على طول!
اتضايقت عهود من كلامها خاصة وإنها مبتحبش حد يمس أخوها بكلمة، ولكنها حاولت تفهمها وقالت_اسمعي يا يقين أنا عارفة إنك مستغربة اللي بيصير، بس صدقيني عامر غير اللي ظاهرلك خالص واللي فاكراه
عامر كان مجرد شاب عاوز يعيش سنه كيف أي شاب، وفجأة لقى أبوه مات في سن صغير، لقى نفسه مسئول عن ولدين وبنت وأم مكلومة بعد ما زوجها اتقتل غدر
وفوق كل هذا لقى نفسه مسئول عن عيلة كاملة من بعد أبوه
لازم يصير كيف الأسد عشان يوم ما هيصيب عيلتنا ضرر هو اللي هيتلام وهو اللي هيكون مسئول، جوّز عايد وفارس وجوزني أنا كمان لحسن ابن عمي، ويوم ما عاز يتجوز ويحب ويتحب زي أي راجل ويختار مرته بإرادته لقى نفسه مجبور يتجوز من بنت عدوه عشان محدش من العيلة يتأذى، حتى بعدها مرته وام ابنه اتقتلت وهي في حضنه!
عامر معرفش يعيش حياته كيف ما يحب، معرفش يعمل اللي نفسه فيه كل حاجة بحسابها، النفس اللي بيتنفسه بحسابه، شايف مسئولية العيلة عيله هو، بيفضلنا إحنا على نفسه!
كانت يقين مركزة مع كلامها بإهتمام شديد كإنها بتكتشف جانب جديد من عامر، لوهلة حست بالأسى عليه، شاب ابوه اتقتل واضطر يمسك زمام عيلة كاملة، اضطر يتجوز ومراته اتقتلت في حضنه، هي شافت بعينها إنه شايل أمور فوق طاقته، ضغط اخواته، ضغط امه وعمامه، ولكن لما لقت نفسها هتميل هزت راسها بسرعة وهي بتقول_وبالنسبة لتجارة الأسلحة يا عهود؟
سكتت عهود شوية، هي نفسها لاحظت تعاطف يقين مع كلامها، حست إن فيه حاجة جواها بس بتنكرها، فردت_الشغل هذا ماشي من زمان هنا من أيام جدودي كمان، حتى لو هو مش حابب هذا عمره ما هيقدر يوقفه، لو وقفه كل اللي بيتعامل معاهم كبرات، هيدمرونا، هيخربوا تجارتنا ومالنا وأراضينا، مش بعيد يقتلونا
عامر ما بيتاجر في السلاح لأجل الفلوس، إحنا مش محتاجين الحمدلله، تجارتنا في الزيتون والتمر مكفيانا وزيادة ده غير الفاكهة، ومزارعنا كبيرة كيف ما شوفتي، بس مش كل شي هنعوزه هنعرف نعمله، عشان كذه بيكتفي بإنه يشتغل في شحنات الاسلحة، ما بيرضى يتاجر في المخدرات وهذا كان شرطه من زمان، ممكن يكون شرط تافه بالنسبالك وشايفة إن مافي فرق بس صدقيني اتقامت حرايق علشان ينفذوا هذا الشرط، وكمان ما بيرضى يتاجر جوا البلد، كل شي على برا.
سكتت عهود شوية تراقب تعابير وش يقين، اللي اتكلمت بحدة مصطنعة_مفيش حاجة تبرر الغلط يا عهود، دي حاجات بتقولوها لنفسكوا عشان تقتنعوا إنكوا صح
ضمت عهود شفايفها وقالت_لو المشكلة على قد إنهم يئذوا عامر، مكانش همه حياته، بس عامر مستعد يضحي بحاجات كتير عشان أهله بس ميتئذوش
قربت منها وحطت إيديها على رجليها وهي بتقول برجاء_صدقيني يا يقين، عامر مش وحش كيف ما أنت شايفاه.
اتفتح الباب في الوقت ده، وطلع منه عامر وهو شايل جواد اللي كان غير هدومه هو كمان، وقال_شوفت
مش قولتلك إن أمك بخير، أهي قاعدة كيف القردة اهي!
صدعت دماغي على الفاضي، عاوز اشوف ماما عاوز اشوف ماما!
ضحكت عهود على كلمته وابتسمت يقين رغم عنها، فنزل جواد عن عامر وجري على يقين وهو بيضمها وبيهتف بـ_ماما يقين!
ضمته يقين بحنان وهي بتملس على شعره وبتطبع قبلة عليه، كانت عهود بتراقبها بابتسامة دافية، بعد ما شافت لهفة ابن اخوها عليها أدركت إن يقين كويسة فعلًا معاه، واستحالة تئذي جواد زي ما بتقول، نقلت نظراتها بينهم وبين عامر اللي كان واقف يتابع المشهد وهو مربع إيده قصاد صدره وعلى وشه ابتسامة دافية، شافت عهود مشاعر وسعادة جوا عيونه أول مرة تشوفها، عرفت وقتها إن فيه حاجة من ناحية أخوها ليقين، هو شايفها مراته فعلًا بس مستني الحواجز تتشال بينهم يمكن ده السبب اللي خلاه ميئذيهاش رغم اللي عملته، يقين عاجبة عامر من أول مرة شافها فيها وبيجرب مشاعر هو نفسه مش فاهمها لإنها جديدة عليه،
قررت تسيبهم في الوقت ده عشان تديهم شوية خصوصية، طبعت قبلة على خد جواد وبعدين استأذنت عشان تخرج، ولما عدت من جنب أخوها ربتت على دراعه وهي بترمقه بنظرات ذات مغزى وبعدين خرجت من الغرفة بهدوء.
بِعد جواد عن يقين، وبإيده الصغيرة احتوى وشها وهو بيملس على مكان الجرح اللي جنب شفتيها، وهو بيقول بعبوس طفولي_هذي بتوجعك يا ماما؟
هزت راسها بالرفض وهي بتملس على شعره بحنان وقالت_لا يا قلب ماما مش بتوجعني
أنتَ اللي فيه حاجة بتوجعك؟!
أصدر صوت يدل على الرفض، فضحكت هي في الوقت ده وهي بتنقل نظرها على عامر بعد ما قدرت تميز إنه واخد حتى حركات أبوه، واتكلم الصغير_مفيش حاجة بتوجعني، أنا بس كنت خايف لما شوفت خال عزيز بيضربك وجريت على أبوي قولتله
فربتت على كتفه برقة وهي بتقول_شطور يا جواد، أنتَ عملت كده عشانك راجل قوي
ابتسم جواد بسعادة، وبعد عنها وهو بيقول_لا
أنتِ اللي قوية
عقدت حاجبها بتعجب، فبحماس وهو بيلف حوالين نفسه وبيعمل حركات في الهوا ابتدى يحكي لأبوه وهو بيقول_مشوفتش يابوي
ماما يقين ضربت خال عزيز، وبعدين طلعت على كتفه، وفضلت تضرب وتعض فيه وخال عزيز يصرخ، وبعدين خلته يسيبني وقالتلي أروح أنادي حد
بصلها عامر بامتنان، وبعدين ساير ابنه في حماسه ورفع حاجبه بدهشة وهو بيقول_أوبااا
الظاهر إن ماما يقين ليها في الفنون القتالية فعلًا، أنا كنت شاكك فيها
مال على جواد شاله وهو بيكمل_تخيل لما روحت أشوف خالك عزيز لقيت ودنه مقطوعة، عرفت إنها هي اللي عضته لحد ما قطعتها كيف مصاصين الدماء
شهقت يقين وعاتبه برقة_عامـر!
متقولش كده هتخليه يخاف مني!
ضحك عامر على رد فعلها وقال_لا يخاف إيش!
ولاد الزيات ما يخافوش من شي، مش صح ولا إيش يا بطل؟!
هز جواد راسه وهو بيقول_صح يا أبوي
وجه نظره ليقين وقال ببراءة وجدية مصطنعة_متقلقيش يا ماما يقين، أنا مش خايف منك عشان قطعتي ودن خال عزيز
ضربت يقين كف على كف وهي بتبص لعامر نظرة بمعنى ينفع اللي عملته ده! فضحك هو بدوره وهو بيعاندها مع جواد في حين كانت بتتصنع هي العبوس والضيق
لحد ما استقروا كلهم على السرير بعد ما أصر جواد يقعد وسطهم، في حين كان بيلعب هو وعامر وبيصدع صوت ضحكاتهم في المكان وهو بيدغدغه وبيلعب معاه
كانت أول مرة تشوف شخصية عامر دي
عامر الأب الحنين
عفويته وحبه لابنه اللي ظاهرة عليه
الدفيء اللي بينهم وحلاوة علاقتهم
لقت نفسها قاعدة بتتأملهم وعلى وشها ابتسامة واسعة، الظاهر إن عامر هيفضل يدهشها كل مدى
والظاهر إن قلبها هو اللي هيدهشها الفترة الجاية...
الحلقة الثامنة عشر
وصل سعد ورجالة عامر عند بيت صالح الرشيدي، نزلوا من العربية قدام رجالة الرشيدي اللي اتحفزوا ليهم بالذات بعد ما عرفوا اللي حصل قبل كده وشبه وجهوا اسلحتهم عليهم، قرب سعد منهم وهو بيقفل الباب بعدم اهتمام ووقف قصاد واحد من الرجالة وقال_اندهلي صالح
اتقدم واحد من الرجالة وازاح التاني وبص في عيونه بقوة وهو بيقول_اسمه سيدي صالح
وارجع على الداهية اللي أنتَ قاعد فيها احسنلك يا سعد
ولا أقولك يا عبد عامر الزيات
اشتعلت عيون سعد وحس بالغضب الشديد، ولكنه تمالك نفسه وضم قبضة إيده وهو بيقول من بين أسنانه_سيدك أنتَ وأمثالك، إنما بالنسبالي أنا هو صالح
ويلا انجر اندهه عشان أرميله هدية عامر الزيات وأخلص
صدقني الهدية هتعجبه أوي!
فضل باصصله شوية، وبعدين رجع لورا وهو بيديه ضهره وبيتكلم في جهاز لاسلكي، وبعد مدة خرج صالح وعلى وشه علامات استفهام، قرب لسعد وسأل_وش تريد؟!
وهدية إيش اللي عامر بيتكلم عليها؟!
وجه سعد نظره لرجالته وشاورلهم، اللي نزلوا على طول وطلعوا عزيز من العربية اللي كانت حالته لا يُرثى لها لدرجة إنه مكانش قادر يفتح عينه، انتفض صالح لما شافهم شايلين ابنه بإهانة وحدفوه قدامه وكإنه شيء حقير فتأوه عزيز بألم من اللي حصل وهو بيسب ويلعن فيهم، نزل صالح على ركبته وهو بيهتف_عـزيز
ولـدي!
عدل وشه ناحيته وهو بيشوف الكدمات والدماء اللي ماحية ملامحه تمامًا، فربت عزيز على إيده عشان يطمنه ولكن مقدرش يتكلم.
اتعدل صالح ووقف وهو بيشاور لرجالته اللي جريوا سندوا عزيز ووقفوه وبعدين خدوه لجوا، وقرب من سعد اللي قال بسخرية_عامر بيه الزيات باعتلك سلامه
وبيقولك هذي آخرة اللي يتعدى على حرمة داره!
جز صالح على أسنانه واتبدلت ملامحه لأخرى شرسة واتكلم بحقد دفين_صدقني مش هعديله اللي صار هذا بالساهل
عرف عامر الزيات إني وراه وراه والزمن طويل!
بصله سعد من فوق لتحت بسخرية وهو بيبتسم بزاوية فمه باستهزاء، وبعد طول اتصال بصري شاور لرجالته اللي رجعوا صعدوا العربية ومعاهم سعد واتحركوا بسرعة مهولة نتج عنها شبورة من التراب في الجو
ودي حاجة أشعلت صالح أكتر وحسسته بالغضب لإنه كان عارف إنها حركة مقصودة للإهانة بس.
اتلفت ودخل لجوا بيته وهو سامع صوت صراخ زوجته المرعوبة بعد ما شافت حالة ابنها
وقف قدام اللي كان مرمي على الكنبة، في حين انتفضت نجاة وهي بتصرخ_أنتَ هتسيب عامر يعدي بعملته هذي؟!
هتسيب حق ابنك؟!
ولكن كإنه مسمعهاش، بل وجه نظره لابنه وهو بيراقب شكله، وقال_وش سويتله خليته يعمل فيك كذه؟!
تجنب عزيز النظر إليه، وقال_خطفت جواد
انتفض صالح وصرخ بغضب_وش سويت؟!
فحاول عزيز يمتص غضبه وهو بيبرر بسرعة_صدقني يابوي كان زماني خدته دلوقت
بس لولا مرته المصراوية الملعونة اللي ركبت على ضهري كيف القرد عشان أسيبه!
اتدخلت نجاة في الوقت ده وقالت_مش المفروض هذي المصراوية متفقة معاك يا عزيز؟!
دلك عزيز رقبته بألم وهو بيقول_كانت
قبل ما تعرف الحقيقة، الظاهر عامر خبرها بكل شي
ولكن هتف صالح بنفاذ صبر_عن إيش بتتحددوا أنتوا كمان؟!
ابنك اتجن على الآخر، داخل دار عامر عشان يخطف ابنه وعاوزه يطبطب عليه؟!
أنتَ اتجنيت يا عزيز؟
كيف تاخذ خطوة كيف هذي بدون ما تقولي؟!
فرد عزيز بعصبية_يابوي كان لازم أرد اعتباري، وبعدين أنا مش هعدي اللي صار هذا بالساهل، صدقني
مسح صالح على وشه بنفاذ صبر، في حين قعدت نجاة جنب ابنها وفضلت تملس على دراعه وهي بتبصله بدموع، في الآخر اتنهد صالح بقلة حيلة وقال_ما تقلق، حقك هجيبه يا عزيز...
****
فتحت عيونها بنعاس وهي بترمش كذه مرة، سرعان اتعدلت بسرعة وهي بتتلفت حواليها بعد ما اكتشفت إنها نامت على السرير، وقعت عيونها عليهم، كان عامر رايح في النوم وهو فارد دراعه وجواد يعتبر نايم فوق صدره
لقت نفسها بتبسم رغما عنها وهي بتتأملهم، كانت أول مرة تاخد بالها إن عامر أب مثالي، حنين على ابنه على عكس اللي كانت متوقعاه، جواع شخصية تلقائية بتظهر معاه بس
اتلفتت جهة الساعة فلقت يدوب الشمس لسة طالعة.
غيرت ملابسها وكانت واقفة قصاد المراية بتسرح شعرها، شافت انعكاس صورته في المراية وهو بيتعدل بعد ما صحي على حركتها، وفضل قاعد مكانه باصصلها بصمت لدرجة إنها ارتبكت
سابت الفرشة بعد مع عملت شعرها كحكة، فسمعت صوته من وراها وهو بيقول_يعني مش هتداري شعرك هذا برضك؟
زفرت بضيق وهي بتلتفت ليه ترميه بنظرات مغتاظة وردت_قولتلك خليك في نفسك
ولا هو نكش وخلاص على الصبح!
ابتسم رغما عنه وقام وقف وهو بيقرب منها وقال_الظاهر إني اتعودت على خناقاتي معاكي يا مصراوية
لو قعدنا شوية منمسكش في بعض كيف الديوك الرومي بحس إن فيه شي غلط
كتمت ضحكتها على قد ما تقدر لكن لاحظ ده من عيونها، فادته ضهرها وقالت_اتكلم عن نفسك
أنتَ اللي بتجر شكلي دايمًا!
ولكنه مركزش في كلامها بل سأل بتعجب_راحة لوين؟!
ردت وهي بتطلع جذمة_نازلة
فمشي وراها وهو بيقول_لوين؟!
وقفت وبصتله بنفاذ صبر_هتمشى شوية في المزرعة، زهقت حاسة إني مخنوقة وعايزة اشم هوا!
هز راسه بتفهم وقال_ماشي يلا
ولكنها رفعت حاجبها وسألت بتعجب_أنتَ رايح فين؟!
رد ببساطة وكإنه مبيقولش شيء غريب_هنتمشى شوية في المزرعة عشانك مخنوقة وعاوزة تشمي هوا
كان قاصد إنه يفضل ملاحقها لإنه خايف عليها، مش قادر يعرف حركة الغدر ممكن تيجي منين، فالأحسن بالنسباله إن يفضل معاها عشان يقدر يتطمن عليها، أما هي فقالت باستنكار_لا مش للدرجة دي يعني مش معقولة!
اتصنع الغباء وقال_مش أنتِ اللي قولتي هذولا الكلمتين؟!
حست إنها على وشك الجنون فقالت_عامر متهزرش
إذا كان عايزة اخرج عشان ابعد عنك شوية
حاسة إنك طابق على نفسي، مش عارفة آخد راحتي منك!
فضل باصصلها بصمت شوية ولكن نظرات عيونه كان فيها حزن وتأنيب
كلامها وجعه؟
مش هينكر، بل حس بغصة جواه لما أدرك إنها مش متقبلاه ولا هتتقبله
حست هي بتأنيب الضمير ولكنها كتمت احساسها ده بسرعة، أما هو فحاد بنظره عنها واتكلم بجمود_تمام
بس هخلي الرجالة ياخدوا بالهم منك
ردت بضيق_متقلقش أنا هعرف آخد بالي من نفسي كويس أنا مش صغيرة!
بصلها من فوق لتحت وقال بسخرية_بأمارة الخريطة اللي معمولة في وشك!
فضلت مثبتة نظراتها عليها بنبرة مليانة غيظ، بتتخيل إنها بتفتك بيه، أما هو فكان رافع حواجبه بتريقة، وفي النهاية خرجت بعصبية وهي بتقفل الباب وراها بعنف، فهز هو راسه بقلة حيلة وردد_عنـيدة!
نزلت لتحت وهي بتتسحب، مكانتش عايزة تقابل حد من أهل البيت علشان ميحصلش جدال بينهم هي مش قده دلوقتي.
شافتها عهود وهي خارجة، واللي كانت واقفة بتتكلم مع حسن جوزها قدام البيت،
وبعد ما ودعته جريت ناحية يقين وهي بتهتف_مرت أخوي!
اتلفتت ليها يقين، ووقفت استنتها لحد ما قربت منها وقالت_راحة لوين؟!
رفعت يقين إيديها في استسلام وقالت_لا مش ممكن
الظاهر إن الچينات هي اللي بتحكم ما مش معقولة الشبه ده!
مكانتش عهود فاهمة كلامها فعقدت حاجبها بتعجب وقالت_تقصدي إيش؟!
ضحكت يقين بسخرية وقالت_لسة مدية تقرير لأخوكي قبل ما أنزل دلوقتي
فالظاهر لازم أدي تقرير للعيلة كلها!
ضحكت عهود فاتمشوا مع بعض في اتجاه المزرعة، في حين ردت على كلامها_عامر جوزك برضك، وأكيد خايف عليكي بالذات بعد اللي صار امبارح!
ضحكت يقين بأستنكار وهي بتهز راسها، فبصتلها عهود بتعجب، فقالت_عامر ويخاف عليا؟!
أظن أنتِ عارفة ظروف جوازنا يا عهود
فلا عامر شايفني مراته، ولا أنا شايفاه جوزي!
رمتها بنظرة عدم رضا وقالت_كيف يعني!
مصدقة حالك بكلامك هذا؟!
مشوفتيش سوى إيش في عزيز امبارح لما مد إيده عليكي؟
ولا مشوفتيش لما دافع عنك قدام أمي؟!
أنتِ بس اللي عامية عينك قصد عن كل اللي بيصير عشان عاوزة تشوفيه وحش وخلاص!
وقفت يقين بعد ما حست بالضيق من كلامها اللي مسها من جوا، فقالت_أخوكي مش ملاك يا عهود
فردت بسرعة_ولا أنتِ ملاك يا يقين
ليش ما تدوا لبعض فرصة، خلاص اتجوزتم واللي كان كان
ليش ما تجربوا تبتدوا من جديد؟
اشتعل صدرها من الغضب، فقربت منها وهي بتقول بعصبية مقدرتش تداريها_فرصة إيه اللي نديها لبعض يا عهود!
أنا حياتي اتدمرت، مش حياتي بس، ده سمعتي اتدمرت بسببه!
مدت ليها إيدها وهي بتقول_هاتي موبايلك
بصتلها عهود بتعجب، فهتفت بإصرار_هاتي بس
وبالفعل عطتها عهود تليفونها، فتحته يقين ودخلت على جوجل تبحث زي ما كان عزيز بحث قدامها، ولكن للصدمة لما ضغطت على زر البحث ملقتش الأخبار اللي كانت شافتها قبل كده، بل العكس، عناوين الأخبار كانت متبدلة تمامًا، ده غير إنه كان خبر ولا اتنين بس، واحد منهم عن احتفال عامر بزفافه وصور من العزومة اللي كان عاملها، والتاني كان عن زواجهم بعد قصة حب جمعت بينهم بالصدفة
صيغة الأخبار اتغيرت
مكانش فيه أي خبر يمس سمعتها زي ما شافت قبل كده!
فضلت تدور بين الأخبار وهي حاسة بالدهشة الشديدة، في حين بتردد بعيون متسعة_مش ممكن!
ازاي؟!
مكانتش عهود فاهمة قصدها فسألت_وش صاير؟!
وجهت التليفون لوشها وملامحها باين عليها الحيرة والجنون في حين قالت بعدم استيعاب_أنا
أنا مش فاهمة
انا شوفت الأخبار بعيني، شوفت وهما بيهينوا فيا
شوفت وهما منزلين أخبار تمس سمعتي بعد ما اتجوزت عامر فجأة، أنا شوفت كل ده!
ابتسمت عهود ورفعت إيديها ربتت على كتفها وهي بتقول_شوفتي بقى!
أنا عارفة ومتأكدة إن عامر اللي اتصرف ومسح كل اللي شوفتيه
عامر راجل دمه حامي كيف النار، استحالة يقبل إن أي شي يمس شرف مرته
حتى لو على الورق، حتى لو ظروف زواجكم مش أحسن حاجة، هتفضلي مرت عامر الزيات، وسمعتك من سمعته
بصتلها يقين بتشتت وهي مازالت بتنقل عينها على تليفونها، لعلها تلاقي أي حاجة من اللي شافتها، معقولة عامر فعلًا اللي مسح الأخبار دي؟!
معقولة عمل كده حتى من غير ما يقولها!
لما شافت عهود الحيرة اللي في عيونها اتسعت ابتسامتها، فخدت منها تليفونها وسابتها ومشيت عشان تديها فرصة تفكر مع نفسها.
بعد وقت قضته بتتمشى وسط المزرعة، كانت محتاجة تشم هوا فعلًا، فيه شعور مختلف جواها مسيطر عليها، ولكنها رافضاه وناكراه
كلام عهود عن عامر، تصرفاته معاها، وخوفه عليها اللي واضح عليه ولكنها مش عايزة تصدقه
إنه بياخد صفها دايمًا قصاد أمه
بيرد كرامتها ومش بيسمح لحد يهينها
جنونه أول ما شاف عزيز بيضربها رغم إنه مكانش يعرف لسة إنه كان عايز يخطف جواد
وعلى التناقض كانت شايفة خطفه ليها وحبسها، رفعه السلاح عليها بدل المرة اتنين، تدميره لحياتها وخسارتها لأهلها بسببه
غير شغله المشبوه
وقفت قدام شجرة نخيل وهي باسطة كفها على وشها بتحاول تهدي الصداع اللي بيلفح راسها
واتلفتت ناحية حمد اللي كان متابعها كالعادة بأمر منه ولكن كان سايب مساحة بينهم
ولكن لوهلة انتفضت وهي بتصرخ بهلع لما سمعت صوت طلق نار متتابع، حطت إيديها على ودنها وهي بتقول لحمد_فيه إيه
إيه اللي بيحصل ده؟!
كان حمد اتحفز وحط إيده على خصره وهو بيجري اتجاه الطلق ووجه كلامه ليقين_خليكي هنا يا مرات اخوي لحد ما اشوف وش اللي بيصير!
انكمشت على نفسها أكتر وهي حاسة بالهلع من الصوت العنيف ده غير صوت الطيور اللي كانت بتطير بخوف وعشوائية من الصوت وفعلًا فضلت مكانها
ولكنها حست إن فيه حاجة مريبة بعد ما لقت حمد اختفى ومرجعش
فبتوتر وهي بتتلفت حواليها اتجهت بخطوات حذرة لمصدر الصوت، ومن وقت للتاني بتتنفض بهلع لما يصدع صوت الطلق
وصلت عند المكان، ولوهلة اتسعت عيونها بصدمة، كان صوت الطلق جاي من عامر، اللي كان واقف من على بُعد هو وجواد وكان بيعلمه التصويب على زجاجة مرصوصة قدامهم، شافها حمد فوجه كلامه ليها وهو بيقول_ما تقلقي يا مرات اخوي، عامر بيه بيعلم جواد التصويب
وجه عامر نظره عليها بعد ما حس بوجودها، ولكنه حاد عنها بعدم اهتمام، ومال على جواد اللي ماسك مسدسه وهو محتوي إيده وبيقوله_خليك مركز على الازازة
خد نفس طويل
اضرب
وبالفعل خرجت طلقة من المسدس أصاب الزجاجة فصرخ جواد بحماس_جيبتها
جيبتها يابوي!
كانت يقين واقفة بتتابع اللي بيحصل بعيون متسعة، مش مصدقة اللي بيعملوه قدامهم، فقربت منهم بعصبية، جري جواد عليها لما شافها وهتف_شوفتيني وأنا بصوب يا ماما يقين
أنا لما أكبر همسك سلاح كيف ابوي
بصت لعامر في الوقت ده واللي كان بيغير خزنة السلاح وقالت_مش ممكن والله
أنا مش قادرة أصدقك
بتعلم طفل يدوب مكملش ٥ سنين إيه؟!
ابتسم ليها باستهزاء، وبعدين وجه نظره للزجاجات وهو مصوب عليها سلاحه، ضرب طلقة فانتفضت يقين، في حين قال_جواد بيحمل دم الزيات
يعني لازم يبقى راجل من صغره، يتعود على مسك السلاح عشان ما يهاب شي
بعصبية قربت منه وزعقت_إيه اللي بتقوله ده
ده طفل!
أخره يلعب بالتابلت، يلعب كورة، يلعب بعربية لعبة
إنما تمسكه سلاح!
أنتَ بتسرق منه طفولته!
اتكلم جواد في الوقت ده وهو باصصلها من تحت_متزعليش يا ماما يقين، أنا اللي قولت لأبوي يعلمني عشان ابقى كيفه لما أكبر!
أشاحت بنظراتها النارية عن عامر واحتوت وش جواد وهي بتقول بحنان_مش زعلانة منك يا حبيبي، مين قال بس إني زعلانة؟! أنا بتكلم مع باباك بس شوية
رفع عامر حاجبه بتعجب من أسلوبها اللي اتبدل، فوجهت نظرها لحمد وهي بتقول_ممكن تاخد جواد للبيت؟
بصلها حمد بتردد مش عارف ينفذ كلامها ولا لا خاصة إن عامر موجود، بصت بنفاذ صبر لعامر اللي شاورله في النهاية يعمل اللي طلبته، فبالفعل اتجه حمد لجواد وخده وبعدوا عنهم، أما عامر فكمل ضرب وهو بيقول بسخرية_ساعات بحسد جواد
عشان بيشوف وش تاني غير اللي بشوفه!
استعجبت جملته بشدة، ولكنها مديتهوش اهتمام وكملت_أنتَ إيه بجد
حرام عليك اللي بتعمله في طفل زي ده
سلاح يا عامر!
بتمسك ابنك سلاح!
نزل سلاحه وقرب منها وهو بيقول_اسمعي يا مصراوية، إحنا هنا اتولدنا وسط الصحرا، الديابة عندنا كيف الكلاب عندكم
العيل مننا بيتولد راجل، مش خيخة كيف المصاروة!
جواد مسيره يكبر، ولازم يتعلم يمسك السلاح عشان يعرف يدافع عن نفسه، هذا ابن عامر الزيات يعني بيحمل دم الزياتية في عروقه، لازم يبقى راجل من صغره
هزت راسها وهي بترفع إيديها في الهوا بعدم استيعاب_أنا مش قادرة أصدق والله
حاسة إني دخلت فيلم أكشن
رفع السلاح ناحيتها فانتفضت لورا بخوف، في حين ابتسم بسخرية وقال_مش ذنبي إنك جبانة
كشرت عن أنيابها وقالت باعتراض_أنا مش جبانة
أنا بس خايفة على مشاعر الولد!
_يا حنينة!
قالها بتريقة فبصتله برفعة حاجب، فقرب منها ومسك كفها حط السلاح فيه وهو بيقول_طالما مش جبانة وريني!
قالها وهو بيوجه راسه ناحية الزجاجات المرصوصة، فمسكت السلاح من طرفه برعب وقالت_لا شكرًا مليش في الجنان بتاعكم ده!
خد عامر السلاح منها وهو بيقول بتريقة_مش بقولك جبانة وبوق على الفاضي كمان
مبتعرفيش غير إنك تلكي في الكلام وتحرقي دمي غير كذه أخرك فاضي.
بعد عنها وراح وقف عند النقطة اللي محددها، فحست هي بالغضب الشديد من كلامه اللي مس كرامتها، قربت منه وقبضت على السلاح اللي في إيده وخدته، فبصلها بسخرية ممزوجة بالاستغراب، أما هي فقلبت السلاح بين إيديها بقلق، سمعت صوته من وراها اللي كان مستهزئ_حقيقي
والطلق اللي فيه حي، يعني الغلطة منه بفورة
خايفة ولا إيش؟!
رفعت إيديها في الوقت ده بتحدي ووجهت نظرها للزجاجة، متنكرش كانت حاسة بالخوف الشديد، خاصة وإنها عمرها ما استخدمت سلاح قبل كده، بإيد مرتعشة رفعت السلاح وضربت طلقة ولكنها جت بعيد عن الزجاجة، ومن قوة ارتداد الطلقة وقع السلاح من إيديها وهي حاسة بألم في قبضتها.
هز عامر راسه وهو بيضحك عليها، فبصتله هي بضيق وقالت_بتضحك على إيه؟!
سكت ومردش عليها بل مال وخد السلاح من الأرض، وحطه في إيديها وقال_امسكي السلاح بإيدك الاتنين
خلي رجل ورا ورجل قدام عشان تثبتي جسمك
غمضي عين من الاتنين وبصي على الازازة حددي مكانها بالضبط واضربي
كانت بتنفذ كل الكلام اللي قاله فعلا، ولما خرجت الطلقة كانت جت قريبة أوي من الزجاجة، زفرت بضيق من إنها فشلت وانتصر عليها
ولكنها انتفضت لما حست بإيده على إيدها ونفسه بيلفح في رقبتها، اتحركت باعتراض وهي بتقول_بتعمل إيه
ابـعد!
لكنها اتجمدت لما حط إيده على خصرها يثبت حركتها، في حين خرج صوته الأجش جنب أذنها وهو بيقول_اثبـتي
لقت نفسها حركتها بتسكن بالفعل تحت تأثير نبرته، شال إيده من على خصرها، واحتوى إيديها الممسكة بالسلاح ورفعه تجاه الزجاجة، كانت هي مرتبكة بشدة، أنفاسه الساخنة اللي بتضرب رقبتها، ريحة عطره اللي غزت خلاياها، صوته الرجولي اللي كان خارج منه همس رقيق، كل دي حاجات خلت ضربات قلبها تدق بجنون هي نفسها استغربتها، استغربت مشاعرها اللي اشتلعت في قربه!
نقل نظره هو عليها، بيتأملها عن قرب، في حين خصلات شعرها الطايرة بتضرب وشه، وعطرها النفاذ الهب خلاياه.
_اضـربـي
وبالفعل خرجت رصاصة في الوقت ده أصابت الزجاجة تمامًا، انتفضت هي وقتها مبتعدة عنه بارتباك واضح
أما هو فكانت نظراته غريبة، كإنه في الوقت ده اكتشف مشاعره اللي بقت ناحيتها، رجعت هي خصلاتها بارتباك وهو بتنقل نظراتها على الزجاجة، فاتنحنح هو بيحاول يتمالك مشاعره وقال_ييجي منك يا مصراوية
بتتعلمي بسرعة
حطت السلاح في إيده وقالت وهي بتبص لعيونه_مش واخد بالك إن تعليمك ليا مش في صالحك؟
يمكن مثلا تبقى أول واحد أضربه بيه؟
كانت نظراتها عابثة وكإنها قاصدة تستفزه، هي بالفعل محبتش جو الهدوء اللي بينهم، فرفع حاجبه وقال_هتقتليني مثلا؟
ربعت إيديها قصاد صدرها وقالت بابتسامة_وليه لأ؟
شاورلها على السلاح بعينه اللي كان ماسكه في إيده وقالها_أنا قدامك أهو
اتبادلوا النظرات لوهلة، كانت عيونها بتلمع بحاجات جديدة عليهم حاجات محسساه بالدهشة، و مستنكراها هي، بعدت بنظرها عنه وهي بتعدل شعرها وبتقول بغرور_مبحبش الضحايا السهلة
ضحك على جملتها بعد ما استوعبها وقال_يا واد يا صعب!
ضحكت هي كمان فاتحرك وقعد على الأرض وهو ساند ضهره على شجره، في حين طلع علبة سجايره من جيبه واشعلها، لقت نفسها بتروح ناحيته وقعدت جنبه، فضلوا ساكتين شوية وهما باصين في الفراغ، في حين كان عامر بينفخ دخان سيجارته بصمت، اتلفتت ليه يقين وهي بتبصله وبتتمعن في ملامحه، لحد ما قطعت الصمت وقالت_أنتَ اللي خلتهم يمسحوا الأخبار اللي نزلوها عني؟
اتجمدد إيده اللي كانت ماسكة السيجار في الهواء، وكإن سؤالها صدمه، هو بالفعل مكانش متوقعه منها، خاصة إنها مش معاها حاجة تخليها تشوف ده وتقريبا مفصولة عن الدنيا، من رد فعله عرفت إن هو فعلًا، فاتعدلت وهي بتبص له، اتلفت هو يتأملها بنظرات غامضة مقدرتش تفسرها، فقالت هي_ليه؟
بص في عيونها مباشرة وقال_مستحملتش نظرة اللوم اللي في عينيكي
اتسعت عيونها بدهشة من نبرة صوته، وفضلت بصاله بصمت واضطربت دقات قلبها بقوة كإنها حست إن اللي قدامها مش عامر بل شخص تاني اتبدل، في حين كانت عيونه هو لامعة بصدق، سرعان ما أشاح بوشه للناحية التانية وسحب نفس من سيجارته وهو بيقول_مستنية أقولك الرد هذا ولا إيش؟!
أنا عملت كذه عشان مسمحش لحد يمس شرف مرت عامر الزيات بكلمة، حتى لو ما بنطيق بعض بس هتفضلي مرتي!
كانت حاسة إنها طارت لسابع سما، وفلحظات نزلت على وشها، هزت راسها بعد ما أشاحت بوشها بعيد عنه، وضحكت بسخرية وهي بتقول_لوهلة افتكرتك بني آدم!
زفر دخان سيجارته في وشها وهو بيقول_لا متفتكريش، أنا وحش وما عندي قلب ومفتري وظالم كيف ما بتقولي يا مصراوية خلي هذا في بالك
كانت ملامحها باين عليها عدم الاستيعاب، ازاي بيقدر يتبدل في لحظات بالشكل ده!، وقعت عيونه هو على إيديها والدبلة اللي متوسطة اصبعها، فاتكلم وهو بيشاور عليها بعيونه_مش ناوية تخلعي هذا الخاتم؟!
نقلت نظرها على مكان ما شاور، ملست بأصابعها على دبلة جوازها من يوسف
فضلت باصة للدبلة بصمت، هل هي كرهت يوسف فعلًا؟
هل اعتبرت جوازهم كان كدبة؟!
هي نفسها لسة متعرفش إجابة السؤال ده، لكنها اتعدلت وقامت وقفت وهي بتقوله بقوة_أنا بس اللي أقرر هقلعها ولا لأ
قبل ما تمشي كان قبض على كفها، بصتله برفعة حاجب فقال_مش عيب تبقي متجوزة واحد ولابسة دبلة التاني؟
جذبت إيديها منه وبعنف قالت_ده لو كنت معترفة بالجوازة دي أصلًا!
اتحركت وسابته ومشيت، فسمعت صوته وهو بيهتف_سواء رضيتي أو لأ أنتِ مرتي يا يقين
يعني خروجك من هنا هيبقى للقبر بس!
غمضت عيونها تضغط على جفونها بألم، لوهلة كانت حست إنها ممكن توصل معاه لاتفاق، لوهلة حست إن عيونه
فيها مشاعر!
مشاعر ممكن تستغلها، تضغط عليه بيها، ولكن مهما كان فاللي قدامها ده عامر الزيات
عامر اللي بلا قلب زي ما قال!
كل طرقاتهم مع بعض مسدودة، اللحظات اللي كانت بتدور بينهم ما هي إلا لحظات مؤقتة
كانت ماشية في طريقها لرجوعها للبيت، دموعها نازلة على وشها بألم، وشهقاتها بترتفع، مش عارفة هي بتبكي ليه، ولكن دي هي الوسيلة الوحيدة اللي بتقدر تخرج بيها مشاعرها حاليًا.
سمعت صوت من قلب شجر اليوسفي قدامها، فعقدت حاجبها بتعجب، قربت من مصدر الصوت وهي سامعة خطوات من على بعد، فمالت وهي بتبص من بين الشجر وبتقول_جواد؟
حمد؟!
ده أنتوا؟!
ولكن خفتت الحركة ومبقتش موجودة، فهزت كتفها بتعجب واتلفتت عشان تمشي وهي فاكرة إن ده ممكن يكون حيوان بس، ولكن بمجرد ما خطت خطوة اتوسعت عينيها بهلع لما حست بحد بيمسكها من ضهرها، وقبل ما تصرخ كمم فمها بعنف، عضت كفه بقوة فزمجر بغضب، وضربته بكوعها في بطنه، وقبل ما تهرب كان قبض على دراعها ولفها ليه
بهتت صرختها لما جذبها من دراعها أكثر وحست بحاجة بتخترق بطنها بعنف
اتجمد جسدها وضعفت حركتها وهي باصة في عيون الملثم اللي مكانش ظاهر حاجة من وشه بعيون متسعة بهلع، جذب السكينة من بطنها بعنف فشهقت بألم ودفعها على الأرض وسابها وهرب
فضلت هي مكانها على الأرض بتصارع الحياة لحد ما حست بضباب قصاد عينيها
واستسلمت للاغماء بضعف، وآخر حاجة سمعتها كان صراخ عامر المرعوب باسمها..