رواية عقيق إل دورادو الفصل السابع عشر17والثامن عشر18 بقلم منه ممدوح البنا


 رواية عقيق إل دورادو الفصل السابع عشر17والثامن عشر18 بقلم منه ممدوح البنا

اتحولت معالم وشه للذهول، مكانش قادر يصدق إن والدته هي اللي دبرت اللي حصل ده، سحب خنجره من جنبه ووجهه على رقبة رحيق اللي برقت وصرخت بهلع، أما هو اتبدلت نظراته للغضب وقال من بين أسنانه بهسيس_إيه اللي يثبت كلامك ده؟
بكت رحيق وهي بترتعش قدامه بخوف وبتقول بتلعثم_صدقني يا سمو الأمير الملكة زمرد هي اللي قدمتلي السم بنفسها وأمرتني أحط الزجاجة كلها في مشروب الأميرة ضي القمر ولما القصر اتقلب ساعدتني أهرب وجابتني للبيت ده
صدقني أنا مكنتش أقدر أرفض أوامر الملكة وإلا هتعاقب
فضل بدر متجمد شوية بيراقب تعابير وشها المذعورة اللي ظاهر عليها الصدق، فشال خنجره وبِعد عنها وهو بيقول_مكانش بإيدك ترفضي كلام الملكة زمرد بس كان بإيدك تجيلي أو تروحي للملك رسلان وتحكيله على اللي طالباه منك
وجه نظره للجنود اللي معاه وقالهم_خدوها للزنزانة الغربية من غير ما حد ياخد باله لحد ما نتأكد من صدق كلامها
اتحرك الحراس ناحيتها فإنهارت على الأرض وهي بتبكي وبتصرخ_عفوك يا سمو الأمير، أرجوك سامحني، أرجوك يا سمو الأمير
ولكنه كان واقف مديها ضهره وهو بيفكر، حاسس أن صوره والدته اتهزت قصاد عينه، حتى لو عملت كده بدافع الانتقام من عقيق بس هي كسرت الصورة المثالية اللي كان حاطتها فيها، كان شايفها ملاك وقعت ضحية لحياة صعبة بسبب حب الملك لعقيق اللي لوهلة حس بيه، هو نفسه بمجرد ما حس إن ضي القمر اتأذت اتجنن تمامًا، وكفاية العذاب اللي جواه بسبب رحيلها!
خدوا الحراس رحيق وسط مقاومتها المستميتة ومشيوا، أما بدر فاتحرك مع الباقيين عشان يرجعوا للمملكة، ولكن بمجرد ما رجعوا للقصر شاور لهم يعودوا هما وحرك اتجاهه للغابة اللي شاف عقيق بتعديها، ومنها للبحيرة لحد ما وقف قدامها، كان عنده أمل إنها تظهر تاني فجأة وترجع في كلامها وتعود للمملكة زي ما اتعود منها، ولكن اتبدلت ملامحه للحزن لما ملقاش ليها أثر، ده غير الاسئلة اللي ملهاش إجابة عنده، فضل باصص شوية لأنعكاسه في الماية، معقولة فيه بوابة من هنا محدش يعرف عنها حاجة؟
وبدون تردد رمى نفسه في الماية، فضل يبص حواليه على أمل يلاقي أي نفق أو ح
مكان ممكن تعبر منه، لحد ما نزل للقاع تمامًا ولكنه مستفادش بأي حاجة، مجرد بحيرة عادية مفيهاش أي شئ خارق للطبيعة، رجع طلع للسطح تاني وهو بيلهث وبيعدل من خصلات الفاتحة اللي نزلت على وشه، وبعدين لما يأس من إنه يلاقي تفسير منطقي اتحرك ورجع للقصر وهو اكتافه متهدلة بخيبة أمل..
قرر يتجه للمكتبة اللي في القصر لعله يوصل لأي حاجة، حتى مفكرش يغير هدومه المبلولة، وفنفس الوقت يشغل دماغه عن اللي عملته الملكة زمرد، مش قادر يلومها أو يعاتبها، وفنفس الوقت مش قادر يكتم الغضب اللي نابع جواه من ناحيتها لإنها كانت هتتسبب في إنهاء حياة المرأة الوحيدة اللي حبها.
دخل المكتبة اللي كانت ضخمة جدًا بأرفف عملاقة مليانة كتب، ولكنها كانت خالية من أي حد، فضل يتجول فيها وهو بيتأمل في عناوين الأرفف، لحد ما وقف قصاد عنوان مكتوب عليه "الأساطير القديمة"
فضل يتنقل بصوابعه على عناوين الكتب اللي قدامه اللي كانت بتنقل أساطير قديمة، لحد ما وقفت إيده عند عنوان كان مكتوب عليه "القلادة المسحورة"
افتكر في الوقت ده السلسلة بتاعة عقيق اللي كانت ضي القمر جاية بيها، وبدون تردد سحب الكتاب واتجه لأحد الطاولات اللي في المكان، قعد وفتح الكتاب اللي كان محتوي بالعديد من الصور للقلادة وابتدى يقرأ بصوت مسموع_صُنعت قلادة من السحر المستخلص من الخير، كل من يحملها يتسم بصدق المشاعر والقلب الخيِّر، كانت قلادة الملك المذهب لزوجته الملكة كهرمان تحمل سحرًا لا مثيل له، ومنذ ذلك اليوم تختار القلادة حاملتها بدقة، بعد الحروب العريقة التي أصابت المملكة حاولت قوى الشرور في العالم امتلاك القلادة، فأسرع كبير السحرة بإلقاء القلادة في بحيرة باريمي التي تقع بالقرب من مملكة إل دواردو واختفى بعدها بلا عودة، فصنع السحر المصنوعة منه القلادة قوة جبارة تسببت في إنشاء بوابة سحرية تنتقل بين العوالم، ومنذ ذلك الوقت اختفت القلادة ولم تظهر
وقيل إن ظهرت القلادة في أحد الأيام، فقد استطاعت إيجاد الملكة المنشودة التي ستكون ملكة صالحة للبلاد..
عقد بدر حواجبه بتعجب، معقولة كلام الأساطير ممكن يكون صحيح وضي القمر جاية من عالم تاني؟
هز راسه بالرفض وهو بيضحك بسخرية على نفسه، دي مجرد أساطير كانوا بيحكوها للأطفال، ازاي ممكن يصدق حاجة زي دي!
ولكن رغم ده مكانش لاقي إجابة على اسئلته غير دي ولكنه لازال مش مقتنع بيها..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

_بـدر...حبيبي!
هتفت بيها الملكة زمرد لما شافته بيمر من قدام جناحها، فضل واقف مكانه وهو بيضم قبضة إيده وبيضغط على جفونه علشان يهدي نفسه، اتلفت ليها فقربت منه بتبص لتعابير وشه الغريبة، رفعت كفها وملست على خده ولكنه بِعد عنها بنفور استعجبته هي، فسألت بتعجب_مالك يا حبيبي؟
أنتَ كويس؟
سكت شوية وهو ضامم شفايفه، وبعدين في النهاية قال_أنا كويس
قالها واتلفت عشان يمشي، ولكنه اتجمد مكانه لما قالت_وصلت لرحيق مش كده؟
اتلفت يبصلها بدهشة، سرعان ما اتبدلت نظراته للوم، ابتسمت هي بحنان مزيف وبعدين شاورت ليه بإيديها إنه يروح لجناحها، فعرف إنها عايزة تتكلم معاه، اتنهد بقلة حيلة وبعدين اتجه وسبقها للجناح، اتبدلت ابتسامتها لتانية خبيثة متسعة ولحقته لجوا
دخلت فلقته قاعد على الكرسي في جناحها بيهز رجله بعصبية واضحة على معالم وشه، رفع وشه ليها وبعدين رجع بص قدامه تاني، مش قادر ياخد رد فعل تجاهها وهي بتمثل نقطة ضعف ليه، اتحركت هي تجاه طاولة تحتوي على زجاجة مشروب وكأسين، مثلت إنها بتصب من الكأس وهي بتقول_أنا مدركة أنتَ متضايق قد إيه مني دلوقتي يا حبيبي وشايفني مؤذية
استغلت إنه مش باصصلها وطلعت زجاجة صغيرة من بين اكمامها، فتحتها فطلع منها غبار بسيط أسود اللون شكله مقلق ودلقته في قلب الكأس بتاعه، وبعدين لفت واتجهت ناحيته وهي بتمد إيديها بالكاس ليه، بصلها بضيق وبعدين قال_شكرًا مش عايز
رفعت إيديه وخلته يمسك الكأس غصب عنه، فاتجهت هي وقعدت على الكرسي اللي جمبه وهي بتقول_صدقني يا بدر، مكنتش عايزة تشيل ذنبها لما تنتقم منها علشاني، قولت أضحي أنا بس تفضل أنتَ بدر ابني النقي
رفع عيونه ليها بعذاب وهو بيقول_بس ضي القمر ملهاش ذنب يا أمي، كل ذنبها إنها شبه عقيق، حتى هي بإرادتها قررت تمشي من غير راجعة، وكانت مقررة ده من قبل ما تفكري تسمميها بس أنا اللي كانت مخبي السلسلة عشان متمشيش
سكت شوية يجمع كلامه وبعدين قال بحزن_أنا حبيت ضي القمر يا أمي
جزت على أسنانها ولفت وشها الناحية التانية بتقاوم الغضب اللي ملاها، حس بدر بالألم وبجفاف حلقه، فابتدى يشرب من المشروب اللي في إيديه، اتلفتت ليه الملكة زمرد سرعان ما اتوسعت عينيها ولمعت بفرح، وابتدت تبخ سمها وتقول_بدر حبيبي، مش عايزة مشاعرك تلغي عقلك، ضي القمر قدرت تخدعك ببرائتها المزيفة، ضي القمر تشبه عقيق، عقيق اللي دمرت حياتي، كنت أنا المقدرة للملك رسلان من البداية لولا هي ظهرت في حياته وخربت علاقتنا وقدرت تخليه خاتم في صوابعها، خربت نظام المملكة وخربت حياتنا كلها، خلت الملك رسلان اتحول تمامًا وبقى شخص قاسي حتى إنه رفضني وقرر يتجوزها هي، وبعد ما اختفت مقلش اصرارها وكنت أنا مجرد شماعه يعلق عليها غضبه
ابتدى بدر يحس بتشوش في الرؤية، فقربت هي بدورها ورفعت الكاس تجبره يشرب أكتر وهي بتقول بخبث_اشرب يا حبيبي اشرب
قدرت تخليه يخلص الكاس كله، ومنها فقد بدر إدراكه للواقع تمامًا وبقى شخصية جامدة بلا روح، قربت هي منه وملست على خده وقالت_بدر حبيبي، أنتَ عارف أنا مين؟
اتلفت وبصلها شوية، وبعدين ابتسم وقال_الملكة زمرد، أمي العزيزة الغالية 
الوحيدة اللي كل قرارتها بتصب لمصلحة المملكة
ابتسمت باتساع لما لقت تأثير السحر شغال بكفاءة ومقدرش الملك رسلان يحصنه لأنه كان ضامن عدم استيقاظها أبدًا، ابتدت تبخ سمها في أذنه وهي بتقول_بدر حبيبي، الملك رسلان قراراته الفترة دي بتدمر المملكة تمامًا، متصدقش أي حاجة بيقولها، أنا الوحيدة اللي لازم تصدقها يا حبيبي
ابتسملها بدر بحنان وقال_طبعًا يا أمي، مفيش غيرك عايز مصلحتي ومصلحة المملكة، وأي حاجة بتقوليها هتتنفذ
بصتلها بترقب وبعدين قالت_لسة بتحب ضي القمر؟
ضحك بدر بقوة وبعدين قال_مين ضي القمر اللي أحبها؟
شبيهة عقيق اللي بتتصنع البراءة؟!
بصلها بقوة وبعدين قال بملامح مظلمة وشر_تأكدي يا أمي إني بمجرد ما هشوفها مش هتردد إني أملى سيفي بدمائها.
اتسعت ابتسامة زمرد لدرجة إنها نفسها تقوم ترقص وتهتف بنجاح مهمتها، ولكنها تمالكت نفسها وربتت على إيده بفخر، فبصلها بدر بابتسامة رقيقة....

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أيام قضتها عازلة نفسها ومطفية تمامًا، قليلة الكلام، الحيوية اللي على وشها مبقتش موجودة، مكانتش متخيلة إن الفراق بالنسبالها هيكون صعب بالشكل ده!
مبيفارقش بالها وأحلامها اللي بيستنجد بيها فيهم، كإنه مصمم يعذبها أكتر، كانت قاعدة على الكنبة الصغيرة اللي نقلتها في شرفة أوضتها اللي بقت تقضي فيها معظم وقتها.
صوت دقات على باب أوضتها خلاها عادت من شرودها، كانت عارفة مين صاحبته، دخلت جدتها وبين إيديها صينية على طبق يحتوى على كيك ومعاهم كوب عصير طازج، قربت منها وحطتهم على الترابيزة اللي قدامها، وطبعت قبلة على شعرها فربتت ضي بدورها على كفها وهي بتحاول تبتسم
قعدت جدتها جمبها، فرجعت ضي القمر تبص للأراضي الزراعية قدامها، فاتكلمت جدتها بقلق_مالك يا ضي عيني؟
بقالك كام يوم حالك مش عاجبني!
وكإنها داست على الفتيل، حست إنها هتنفجر، خانتها دمعة نزلت من عيونها فمسحتها بسرعة، مدت جدتها إيديها ومسكت دقنها وخلتها تبصلها غصب عنها، اتصدمت لما شافت حالة عينيها اللي بتجاهد متنزلش دموعهم، فجذبتها لصدرها وهي بتقول_يا نهار أبيض!
مالك يا ضي عيني
إيه اللي فيكي يا حبيبتي؟!
بكت ضي في الوقت ده بشدة، نزلت دموعها على وشها وهي بتفتكر شكله في أحلامها، كان مظهره واجعها، حالة الضعف اللي هو فيها وهتافه باسمها إنها تلحقه ولكن فسرت ده بإنه من اشتياقها ليه وقاومت على قد ما تقدر إنها تلبس السلسلة وترجع للمملكة تاني، كانت جدتها بتربت على ضهرها وهي حاسة بالقلق عليها، هي بالفعل شاحبة بقالها أيام ومش فاهمة إيه اللي بيحصلها، تداركت نفسها بسرعة فبعدت عن جدتها وهي بتمسح دموعها بسرعة وبتقول_متقلقيش يا تيتة، ماما بس وحشاني
ووحشني بيتي ووحشني حياتي قبل ما تمشي
لانت ملامح جدتها واتحولت للحزن، فجذبت راسها وضمتها ليها وهي بتقول بحنان_هي في مكان أحسن يا حبيبتي، وأنا معاكي أهو، هعملك كل اللي عايزاه كفاية أشوفك كويسة يا ضي عيني!
رفعت ضي كف جدتها وطبعت عليه قبلة عميقة وهي بتقول_ربنا يخليكي ليا يا تيتة..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

_أنا مش قادر أفهم إزاي قدروا يسرقوا القافلة بتاعتنا من وسط الحراس!
قالها الملك رسلان وهو بيلف حوالين نفسه في جنون، شايف المملكة بتنهار قدام عينيه وهو مش فاهم إيه اللي بيحصل، كان الوزير وكبار المملكة والتجار وقائد الحرس قاعدين حوالين طاولة الاجتماعات وكمان بدر اللي كان ساكت تمامًا، فاتكلم الوزير_فيه حاجة غريبة بتحصل بقالها أيام يا جلالة الملك، كل مواعيد القافلات معروفة بالنسبالهم، ده غير التوريدات اللي بتوصلنا كلها مزيفة ومتجيبش قطعة ذهبية، ده غير الأسلحة اللي اتصنعت بالموارد اللي وصلتلنا طلعت رماد
حس الملك رسلان بالقهر والغضب بيتملك منه، مكانش قادر حتى يفضل قاعد يتكلم معاهم، زعق بحدة_اللي بيحصل ده مش طبيعي أبدًا، الوضع ده جديد تمامًا، اقتصاد المملكة بينهار، الناس والتجار في حالة ثوران من اللي بيحصل، الوضع بقى لا يُحتمل!
المملكة أول مرة تمر بأزمة زي دي من أيام صراعات ما بعد الملك المذهب!
اتكلم قائد الحرس_الأكيد يا مولاي إن فيه جاسوس مدسوس بينا، والجاسوس ده قوته تكفي لإنه يكون عارف كل تفاصيل المملكة بالشكل ده!
وقف الملك رسلان فجاة وبعدين قرب من الطاولة وهو بيقول_تقصد إيه؟
فرد كبير التجار_يعني يا جلالة الملك فيه شخص مقرب منك بيخونك وأنتَ متعرفش، والشخص ده ممكن كمان يكون من داخل القصر الملكي
خبط الملك رسلان على الطاولة بحدة وهو بيقول_مش ممكن، كل اللي موجودين في القصر هنا مستعدين يفدوا المملكة بأرواحهم، استحالة يبقى فيه خاين بينهم.
وجه كلامه لقائد الحرس_أنتَ مسئول من دلوقتي عن البحث عن الجاسوس اللي بينقل أخبارنا للممالك التانية واللصوص وقطاع الطرق، كثف البحث وعزز الجنود
وقف قائد الحرس وأدى تحيته وخرج من المكان، وجه الملك كلامه لكبار التجار_لازم نعتمد الفترة دي على الاكتفاء الذاتي من موارد المملكة، مش هنستورد أي حاجة من برا طول الفترة دي وقول للتجار وأصحاب الدكاكين ميثقوش في أي حد من خارج المملكة
وبعدين التفت للوزير وقال_ابعت رسول للممالك التانية عشان يساعدونا في إننا نوصل لـ اللصوص والمسئولين عن اللي بيحصل ده وادعوا ملوكهم يزورونا في أقرب وقت عشان نتناقش في تبعيات اللي بيحصل
خرج كل اللي موجودين في قاعة الاجتماعات عشان ينفذوا كلام الملك رسلان، إلا بدر فضل قاعد مكانه بيراقبه من غير تعابير، وقف الملك رسلان بعد ما كان بيتحرك بعشوائية واتبدلت نظراته للتعجب من حالته وقال_مش شايف يعني إنك علقت على كل اللي بيحصل
رد بدر ببرود_عشان كلامي مش هيعجبك
اتجه الملك رسلان ناحيته بخطوات بطيئة ووقف قدامه وهو بيقول_وإيه بقى الكلام اللي مش هيعجبني؟
وقف بدر وهو باصصله بجمود وبعدين قال_سياساتك من الأول غلط، الظاهر إنك كبرت يا جلالة الملك كفاية لإنك متكونش قادر تقود زمام المملكة
حس الملك رسلان بالصدمة والغضب الرهيب من كلامه، فاشتعلت عيونه وصرخ بعصبية شديدة_أنتَ اتجننت يا سمو الأمير؟
مين أنتَ علشان تتطاول على ملك مملكة إل دورادو وتتهمه بالشكل ده؟!
قرّب منه بدر بشكل ملحوظ وبعدين قال بابتسامة واسعة_ولي العهد، سواء شئت أم أبيت
قالها وسابه وخرج ببرود رهيب خلى الملك رسلان فضل واقف باصص لأثره بصدمة شديدة، ابنه بقاله أيام مش على بعضه من وقت رحيل ضي القمر، حالته غريبة، بيرمي كلام مش مفهوم، معزول تمامًا ولكن الأحداث اللي بتحصل في المملكة مش مخلياه مركز في أي حاجة، حتى موضوع زمرد نسيه تمامًا.
خرج بدر من المكان فلقى الملكة زمرد منتظراه، غير خطواته لناحيتها، فوقفت قدامه وقالت_مش قولتلك، الملك رسلان مبقاش الملك العظيم بتاع زمان، المملكة بتنهار بسببه، لازم ناخد منه الحكم في أقرب وقت
هز بدر راسه بتفهم وقال_صحيح، حكم المملكة مبقاش مناسبه
وجه نظره ليها وبعدين قال_أنتِ الوحيدة اللي تقدري تديري زمام المملكة
رفعت إيديها وربتت على كتفه بتشجيع، وبعدين خدته واتجهت لأحد الأماكن اللي كانت معزولة بعيدة شوية في القصر الملكي، وقفوا وسط الأشجار واتحرك بدر ناحية حجر كبير، اتحامل على نفسه وبدأ يحركه من مكانه فظهر من تحته بوابه غريبة، فتحها ونزلوا لتحت فكانت عبارة عن سجن قديم جدًا من أيام الملك المذهب واللي مكانوش بيستعملوه، كان عبارة عن ٣ زانزانات بعيد عن بعض، واحدة منهم كان فيها رحيق، وقفت الملكة زمرد قدامها وهي بتتفرج عليها، كان باين عليها إنها ضعيفة وهزيلة عكس آخر مرة، رفعت عينيها ليهم بضعف، وهي بتتوسلها بنظراتها، أما الملكة زمرد حركت راسها لبدر، ففتح الزنزانة واتجه ناحية رحيق، وبدون تردد رفع خنجره وطعنها بيها في قلبها لحد ما لفظت آخر أنفاسها، اتعدل وهو بيمسح خنجره بهدوم رحيق وبعدين حطه في جنبه تاني، مكانش ظاهر عليه أي تأثر، وكإنه بقى معدوم المشاعر، متهزش وهو بيقتلها أبدًا، قربت منه ودخلت الزنزانة وهي رافعة فستانها بحذر، وبعدين ربتت على كتفه وهي بتقول بتشجيع_كان لازم ننهي حياتها قبل ما يوصلها الملك رسلان، مش عايزين نسيب أي أثر ورانا
مردش بدر وسابها وطلع على فوق وخرج من السجن، أما هي فاتسعت ابتسامتها وهي باصة للملقاة قدامها بشماتة، وبعدين خرجت من الزنزانة واتجهت للزنزانة الأخيرة، بصت للي كان قاعد قدامها بتشفي وهي بتقول_عاجباك الخدمة هنا يا سلطان؟
ابتسم من غير ما يرفع عينه ليها، وبعدين قال_هتفضلي زي ما أنتِ يا جلالة الملكة، فاكرة إنك ملكتي الكون بخططك، ولكن في النهاية هتقعي صريعة أعمالك، صدقيني بدر أقوى من سحرك، مسيره يرجع لعقله ويعرف إنك أنتِ الوحيدة اللي لازم تترمي في الزنزانة دي
مسيره يكتشف كل ألاعيبك من أيام عقيق لحد دلوقتي
ضحكت الملكة زمرد بصخب من تهديده المبطن، وبعدين قالت_مسكين يا سلطان
قالتها ومشيت باتجاه الخروج، ولكن سمعته بيهتف بصوت عالي_الظلــم ظلمــات يا جلالة الملكة
والشر الكامن في النفوس اللي بيقويها مسيره ينهيها
 شئتـي أم أبيتـي...

الحلقة الثامنة عشر

فتحت عينيها ولقت نفسها في الغابة اللي بعد القصر الملكي، بصِّت حواليها بتعجب، مكانتش فاهمة إزاي جت هنا!
كان الجو ضلمة والهواء عنيف بيحرك أفرع الاشجار وكإنه هيخلعها من شدته، اتحركت بتوتر والخوف بيتسلل جواها، كان الهوا من شدته بيخليها تتراجع خطوات غصب عنها فتحاول تقاومه وترجع تمشيهم تاني، لحد من خرجت من اتجاه الغابة، سرعان ما شهقت بخضة واتوسعت عيونها من الدهشة لما شافت القصر الملكي قدامها عبارة عن رُكام وبقايا قصر، مُتهدم كله تمامًا ومفيش أثر لاي حياة عليه، بعض الأماكن منه بيصدر عنها دخان رمادي كإن كان فيه حريق عنيف هنا، اتقدمت ببطئ ودقات قلبها بتزداد اضطراب، مش متخيلة المشهد اللي قدامها ومش فاهمة إيه اللي حصل هنا، وقفت على بداية الرُكام تتلفتت حواليها بتدور على أي حد عايش ولكن كانت كل حاجة متدمرة تمامًا، لقت نفسها بتصرخ مرة واحدة_بــدر!
_ضي القمر!
اتلفتت على صوته اللي كان وراها، كان واقف من على بُعد، وشه مُصاب بالجروح، شعره مشعث، هدومه متقطعة، وكإنه كان في معركة دامية طلع خسران منها، اتحركت ناحيته وهي بتقول_بـدر؟!
شافته وهو بيقع على الأرض وبينزل على ركبته بإنهيار من الألم والدماء اللي بتخرج من كل حتة في جسمه، جريت عليه وهي بتصرخ باسمه برعب، نزلت على ركبتها واحتوت وشه بين إيديها وهي بتقول_بـدر
بدر حبيبي إيه حصلك؟!
بدر رد عليا!
رفع عيونه ليها بضعف، مد إيده اللي مليانة دماء وحطها على خدها وهو بيجاهد عشان يقول بضعف_انقذيني يا ضي القمر 
ارجوكي متسيبنيش
مفيش غيرك هينقذني
بكت بإنهيار وهي بتحاول ترفعه ولكن مقدرتش من تقل جسمه_بدر قوم معايا بالله عليك، متستسلمش
بالله عليك قوم
ابتسم لها بضعف وقال_ضي القمر
أنتِ قدري 
وخلاصـي...
فتحت عيونها وهي بتشهق بفزع، اتعدلت على السرير وهي مثبتة إيديها على صدرها اللي تنفسه كان عنيف، اتلفتت حواليها فلقت نفسها ما زالت في اوضتها وده كان مجرد كابوس من ضمن الكوابيس اللي بتتعرضلها بقالها مدة
عدلت من خصلات شعرها وهي بتحاول تتمالك نفسها، بدر بقاله أيام مش مفارق منامها وكل حلم أبشع من اللي قبله، فسّرت ده قبل كده إنه من الفراق ولكن لوهلة الأمر مكانش طبيعي، كإنه بيستنجد بيها بالفعل!
بدر بقاله أكتر من سنتين بييجي في أحلامها وهي كمان كانت مُقدّرة في أحلامه وكإن فيه عامل مشترك بينهم، إذًا فـ الاحلام دي مش مجرد صدفة
بدر فيه حاجة فعلًا
بدر محتاجها!
قامت بسرعة واتجهت لدولابها، طلعت فستانها اللي جت بيه من المملكة، لبسته وبعدين طلعت الصندوق القديم، شالت منه السلسلة وفضلت بصالها شوية بتردد، مش عارفة اللي هتقدم عليه ده صح ولا لأ، جواها احساسين عكس بعض، واحد بيقول إن دي مجرد احلام بسبب فراقها ليه، واحساس بيقول إن فيه حاجة غلط بتحصل في المملكة فعلًا، حسمت قرارها بإنها تروح تتطمن من بعيد عليه، وبعدها تختفي تمامًا بلا رجعة، بالفعل خدت نفس عميق وبعدها لبست السلسلة ببطئ، وللدهشة ومض الرمز اللي على الحجر بقوة غريبة، قوة مدهشة أول مرة تشهدها لدرجة إنها غمضت عينيها ورفعت إيديها قدام وشها من شدة الضوء اللي خرج منه، وبعدين خفت الضوء التاني، بصت للسلسلة بدهشة، اتحول ضوء الحجر الأبيض لعلامات نارية بتمشي على جميع اتجاهات رمز المملكة، أدركت ضي القمر في الوقت ده إنه فيه حاجة غلط فعلًا، المملكة بيصيبها ضرر بالفعل.
حست بارتباك شديد وخوف رهيب بيتملكها على بدر خاصة وإن مظهره في كابوسها في بالها، مش قادرة تتخيل إن ممكن يكون صابه مكروه وهي روحها فيه، اتجهت لسريرها اتمددت عليه وغمضت عينيها ببطئ 
سرعان ما حست بانتقالها، ففتحت عيونها اللي اتوسعت بدهشة شديدة لما لقت نفسها نايمة المرة دي جنب البحيرة!
بصت حواليها باستغراب، من وقت ما جت هنا وهي بتلاقي نفسها في الأراضي الواسعة اللي حوالين المملكة، ولكن أول مرة تلاقي نفسها عند بحيرة باريمي!
ازداد جواها إحساس بالرعب، فقامت واتحركت بسرعة اتجاه القصر الملكي، لوهلة حست باطمئنان لما لقت القصر موجود على حاله ومحصلش فيه زي الحلم، اتجهت لباب السرداب فتحته ودخلت للقصر منه، عقدت حواجبها بتعجب لما شافت عدد الحراس اللي زايد عن العادة، وكمان الهدوء المريب اللي جوا القصر، فضلت تتنقل بين الممرات بتدور عليه بعينها، لحد ما شافت حارس بيمر من جنبها وقال_سمو الأمير في ساحة التدريب..
لمعت عينيها بفرحة، مسكت فستانها ولملمته وجريت باتجاه ساحة التدريب، بطأت من خطواتها لما شافته واقف مديها ضهره وماسك سيفه وباصص على الفراغ قدامه، اتبدلت نظراتها للحنين، قد إيه كان واحشها ومفتقداه!
 قد إيه الفراق كان عامل زي النار اللي بتكوي في قلبها!
أدركت في الكام يوم اللي بعدت عنه فيهم إنها بالفعل اتعلقت بيه ومشاعرها اتملكت منها من غير ما تحس!
اتحركت بخطى بطيئة ناحيته وكل ما بتقرب منه بتضطرب دقات قلبها من تخيلها لرد فعله لما يشوفها بعد ما قررت تمشي بنفسها، وقفت وراه وبعدين همست_بـدر...
عقدت حواجبها بتعجب لما شافت اعصابه بتشتد وجسده بيتحفز ولكنه متلفتش ليها، فسرت ده بإنه متضايق منها بسبب قرارها إنها تتخلى عن حبهم، فعبثت بصوابع إيديها بارتباك ونكست راسها وهي بتقول_أنا عارفة إنك زعلان مني وفاكر إني اتخليت عن حبنا
لكن صدقني يا بدر أنا عمري ما هتخلى عن حبك أبدًا
بس البُعد كان هو أنسب قرار لينا
أنتَ مش هتقدر تفهمني لإن الموضوع غريب ومش منطقي 
بس صدقني لو عليا مش هكمل حياتي غير معاك..
سكتت شوية على أمل إنه يتكلم أو يقول حاجة ولكن قابلت ده بالصمت، حست إن فيه حاجة غلط في الوقت ده، فرفعت ايديها اللي بترتعش بإرتباك وحطتها على كتفه وهي بتقول_أنتَ كويس؟
بـد.......
سرعان ما صرخت بفزع وهي بتنتفض لورا لما لف ليها فجأة وهو بيوجه سيفه لرقبتها، بصتله بهلع ولكن اتصدمت تمامًا لما شافت نظرة عيونه، كانت غريبة، فاقدة للحياة، مفيهاش مشاعر، وكإنه إنسان آلي مبيحسش، مكانتش نظرة بدر اللي اتعودتها منه، حتى لما كان بيكرهها كانت برضه بتحب تبص لعيونه وبتجذبها
لكن دلوقتي..
فيه حاجة غلط فيها، كانت نظرة حسستها بالرهبة!
كانت حاسة إن اللي قدامها شخص تاني غير اللي متعودة عليه لكن مش قادرة تفهم!
ابتسم ابتسامة كانت مليانة شر، وقال من بين اسنانه_أخيرًا جيتيلي برجلك!
أنا مستني اللحظة دي بقالي كتير يا ضي القمر..
بلعت ريقها بخوف وهي بتقول برعب_بـدر أنتَ بتعمل إيه..
بدر أنا ضي القمر!
قربت السيف أكتر منها، وهو بيقول_عارف كويس إنك ضي القمر
ضي القمر اللي بتحمل دماء عقيق الملعونة
ودلوقتي هنهي الحكاية دي من جذورها زي ما انتهت زمان
رفع سيفه عشان يضربها بيه، فصرخت ضي القمر بهلع وجريت من قدامه لحد ما بعدت عنه وهي بتتنفس بسرعة، ابتسم بدر باتساع لما ضرب سيفه الهوا، أما هي وقفت تبصله بدهشة، مش مستوعبة إن ده بدر حبيبها اللي كان بيتوسلها تفضل جمبه، أما هو فقال_جميل..
هنلعب لعبة الفار المذعور 
أنتِ الفار
وأنا جلاده!
نهى كلامه وهو بيجري ناحيتها، فلمت فستانها وجريت هربًا منه وهي بتصرخ من الهلع_بدر بالله عليك ارجع لوعيك
متعملش حاجة تندم عليها..
الحقـونـي!
كان بيركض وراها باقصى سرعة، ملامحه مكانش باين عليها التهريج تمامًا، بل كانت مدركة إن بدر مش في حالته الطبيعية، كان كل ما بيقرب منها بيرفع سيفه علشان يضربها بيه، ولكنها كانت بتنتفض وهي بتصرخ برعب وبتبعد عنه وهي بتترجاه وبتبكي بإنهيار، مش فارق معاها موتها ولكن كل اللي فارق معاها مين هيموتها!
مش عايزاه يعمل حاجة يندم عليها بعد كده بعد ما يرجع لوعيه
صرخت بألم لما جرحها بسيفه في كتفها فاتكعبلت في حجر ووقعت على الأرض وهي بتتأوه وبتبكي من الألم والرعب في نفس الوقت، رفعت كفها عن مكان الجرح واتصدمت لما لقته بينزف بغزارة
بصتله بصدمة وهو بيتقدم ناحيتها، مكانتش مصدقة إنها هانت عليه وقدر يجرحها بالشكل ده!
وحبه ليها!!
وقف قدامها وهو بيبتسم بإنتشاء لما شاف الدم اللي نازل من كتفها، وقال_ودلوقتي لازم ننهي اللعبة
رفع سيفه عشان يضربها بيه فصرخت وهي بتبكي بإنهيار_بدر بالله عليك متعملش فيا كده 
أنا ضي القمر يا بدر، ضي القمر حبيبتك، البنت الوحيدة اللي قلبك دق باسمها، أنا ضي القمر قدرك اللي مكتوبالك، شريكة أحلامك بقالي أكتر من سنتين، أنا ضي القمر، البنت اللي جربت مشاعر الحب على إيدك أنتَ
أنا حبيبتك يا بدر
أنا اللي موجودة في قلبك
أنا اللي جزء من روحك
هتقدر تئذي روحك يا بدر
ههون عليك؟!
بدر أنا بحبك
متخليش دي تبقى صورتك الأخيرة اللي في ذاكرتي
أرجوك!
قالت جملتها الأخيرة بأنفاس متهدلة وكإنها يئست أو فقدت الأمل، كان باصص لعيونها وبيتمعن في كلامها، وكإن كهربا سرت لأوصاله، نظرة عينيها كإنها بتجلده، شافت هي عينيه اللي بتعمل مزيج بين الوميض اللي اتعودت عليه وبين الجمود اللي هو فيه، وفجأة لقته رمى السيف من إيده، وركع على ركبته على الأرض وهو ماسك راسه بين إيديه، انتفضت بخضة لما لقته بيصرخ بعنف، زمجرة متألمة خرجت منه صابتها في مقتل، أدركت هي أن بدر مش في حالته الطبيعية وإن فيه صراع جواه بين نفسه وبين حالته الحالية، فاستغلت هي وقت ضعفه ده وقامت جريت بسرعة من المكان، صوت زمجرته بيعلى أكتر، صراخه بيضربها في صميمها، كانت حاسة بالعجز وحاسة بالألم اللي هو فيه
أدركت في الوقت ده إن الحلم مكانش صدفة فعلًا، بدر محتاجها تنقذه، وكإنه عارف أن هي الوحيدة اللي هتقدر تفهم اللي حصله دونًا عن أي حد.
اتجمدت مكانها لما شافت الملكة زمرد واقفة بصالها بابتسامة واسعة، بتنقل نظرها بين ملامح وشها والجرح اللي بينزف في كتفها وكإنها كانت فاهمة اللي دار، لمعت عيون ضي القمر بحقد واتجهت ناحيتها وهي بتقول بزمجرة شرسة_أنا متأكدة إن أنتِ اللي ورا حالة بدر
عملتي فيه إيه؟!
رفعت راسها بكبرياء وبنفس الابتسامة قالت_من غير ما اعمل، بدر اختار الصف اللي هيقف فيه، وأنتِ من النهاردة عدوته
كويس إنك جيتي بنفسك يا ضي القمر عشان أشهد موتك على إيدك حبيبك!
بكت ضي القمر بإنهيار وتوسلتها وهي بتقول_ارجوكي قوليلي عملتي فيه إيه، حرام عليكي ده ابنك
ليه عملتي فيه كده؟!
أنتِ إيه؟!
إزاي بالشر ده
إزاي هان عليكي تئذيه بالشكل ده!
مدت الملكة زمرد إيديها، وفاجئتها لما ضغطت على جرح ضي القمر بقسوة، فصرخت وهي بتتألم، أما الملكة زمرد فقالت_هي دي نهاية امثالك، الموت يا ضي القمر، بدر هيفضل كده شئتي أو لأ، هي دي الشخصية اللي تليق على ابن الملكة زمرد
دفعتها ضي القمر بدراعها السليمة وصرخت بتهديد_صدقيني أنا اللي هنهيكي يا زمرد، هنهيكي وأخلص الكل من شرك وأولهم ابنك المسكين اللي كل ذنبه إنه كان مصدق إن امه ملاك
خسارة فيكي إن يبقى عندك ابن زيه
صدقيني هعرف اطلعه من حالته الغريبة دي، ووقتها محدش هيخلصك من إيدي
سابتها وجريت لجوا فوقفت الملكة زمرد تبصلها بغيظ شديد، وبعدها صرخت_يا حـراس!
جريوا الحراس ناحيتها وهما منحنيين، فقالت بجمود_اقبضوا على ضي القمر وارموها في الزنزانة، مش عايزة يوصلها ماية أو. أكل طول ما أنا عايشة!
بصوا لبعض بقلق، فصرخت زمرد بحدة_نفــذوا الأوامــر!!
أدوا تحيتهم العسكرية بسرعة وجريوا في الاتجاه اللي مشيت فيه، كانت في طريقها عشان تدور على الكاهن سلطان، بالتأكيد هو الوحيد اللي عارف إيه اللي حصل لبدر وازاي تخرجه من وضعه، ولكنها وقفت لما حست بصوت خطوات وراها وصراخ بيقول_دوروا عليها في الاتجاه ده!
برقت برعب ولمت فستانها وهي بتجري بهلع عشان تستخبى، زمرد شرها بيزيد، لازم توقفها، لازم الملك رسلان يعرف بكل اللي بيحصل
وهي بتجري لقت نفسها بتصطدم بجسد صلب، اتأوهت بألم وهي بتتراجع لورا، سرعان ما سمعت صوت قائد الحرس وهو بيقول بقلق_أنتِ كويسة يا سمو الأميرة؟
سرعان ما ثبت نظراته على مكان جرحها وقال بصدمة_أنتِ مجروحة!
اتشبثت في هدومه وهي بتقول بتوسل_قائد الحرس
أرجوك ساعدني
أنا عارفة إنك مخلص لبدر والملك رسلان
بدر مش في حالته الطبيعية يا قائد الحرس أرجوك ساعدني ننقذه!
عقد حواجبه بتعجب، ولكن قبل ما يستوعب كان الحراس شافوها وجريوا ناحيتها عشان يقبضوا عليها، فانتفضت بهلع ووقفت وراه تتمسك بهدومه بقوة وهي بتصرخ_أرجوك متخليهمش يقبضوا عليا، لازم ننقذ بدر من شر الملكة زمرد بالله عليه
نقل نظره ليها وهو بيقول_أنتِ تقصدي إيه؟!
ولكن وقفوا الحرس قدام قائدهم في الوقت ده ووجهوا كلامهم لضي القمر_سمو الأميرة، مطلوب القبض عليكي
ياريت تستسلمي من غير مقاومة، دي أوامر الأمير بدر والملكة زمرد
اتشبثت أكتر بقائد الحرس وهي بتترجاه_صدقني يا قائد الحرس، صدقني فيه حاجة غلط، أرجوك متسمعش كلامهم، المملكة وبدر في خطر!
فضل باصصلها بتفكير شوية، وبعدين قال_أنا آسف يا سمو الأميرة، دي أوامر ملكية، وأنا اللي هنفذ الأمر بنفسي
اتهدلت أكتافها بخيبة أمل، وتمتمت برجاء_قائد الحرس!
وجه نظره للحراس وقال بأمر_تقدروا ترجعوا لأماكنكم، وأنا بنفسي هاخد الأميرة للزنزانة
اتحرك الحراس بالفعل، فهو قائدهم وكلمته لا تُرد، طلع قائد الحرس سيفه ووجهه ناحية ضي القمر وهو بيقول بجمود_اتفضلي من غير مقاومة يا سمو الأميرة
مالت براسها ليه برجاء وعيون مليانة دموع، ولكن في النهاية اتحركت معاه وهي حاسة بعجز رهيب وفي نفس الوقت حاسة بخدل في جسمها من جرحها اللي نزف بشدة، اتلفت قائد الحرس حواليه فشاف إن المكان خالي من أي حراس، وقف ودخل سيفه في جنبه تاني، فاتلفتت ليه ضي القمر تبصله بتشوش وتعجب في نفس الوقت، اتكلم قائد الحرس في الوقت ده بصوت واطي_فهميني إيه اللي بيحصل، سمو الأمير بدر بالفعل مش في حالته الطبيعية بقاله أيام، شرس وغريب، مصاحب الملكة زمرد في كل خطواتها وثائر على الملك وقراراته 
لمعت عيون ضي القمر بفرحة شديدة لما أدركت إن اللي حصل ده كان مجرد خطة من قائد الحرس عشان يبعدوا عن اعين حراس الملكة زمرد لدرجة إنها دمعت من الفرحة، واتكلمت_أنا متأكدة إن بدر فيه حاجة
كإنه مش مدرك لتصرفاته وتحت تأثير حاجة مسيطرة عليه، أنا مش فاهمة ايه اللي ممكن يتسبب في ده ولكن المملكة هنا أكيد فيها أمور غير منطقية أكبر من إني افهمها 
بدر متغير، وكإنه إنسان آلي أو جسد بلا روح، صدقني أنا أكتر واحدة قادرة أميز بدر، يمكن الكلام بالنسبالك غريب ولكن الاتصال الروحي اللي بينا أكبر مما تتخيل بكتير
بدر بيستنجد بيا في أحلامي بقاله أيام وده السبب اللي خلاني أرجع من غير تردد، وكمان هو اللي....
سكتت وهي بتضم شفايفها بألم، فبصلها قائد الحرس بتفهم وقال_هو اللي طعنك بالشكل ده 
هزت راسها بالإيجاب من غير ما تتكلم، فضل قائد الحرس يفكر شوية وبعدين قال_وإيه علاقة الملكة زمرد بكل ده؟!
اتبدلت نظراتها للكره والحقد وقالت من بين أسنانها_أنا متأكدة إن ليها يد في اللي حصل لبدر، الملكة زمرد عبارة عن شيطان ماشي على الأرض صدقني، ليها ماضي محدش يعرف عنه حاجة ولكن الأكيد ميقلش بشاعة عن اللي بيحصل دلوقتي
كان قائد الحرس حاسس بالارتباك، هو معاشر بدر من وهو لسة طفل صغير لدرجة إنه حافظه، بالفعل كلام ضي القمر صحيح ومنطقي، رفع عيونه ليها اللي مكانش باين فيهم أي مشاعر بحكم مهنته وقال_كان بـ يُقال إن الملكة زمرد في الماضي ليها خبرة في السحر لدرجة إنها صنعت سحر لنفسها وهو اللي خلاها نايمة لحد وقتنا ده، ولكن معرفش الكلام ده موثوق ولا لأ
اتوسعت عيون ضي القمر بدهشة ورددت_معقولة!!
بدر مسحور؟!
هز قائد الحرس كتفه بمعنى إن مفيش تفسير غير ده، حست ضي القمر إنها على وشك الانهيار بسبب اللي بيتعرضله الراجل الوحيد اللي حبته، ولكن ده الوقت اللي لازم تكون فيه قوية
بدر روحه اختارتها هي من بين كل الموجودين عشان يستنجد بيها، هو مدرك إنها هي الوحيدة اللي هتقدر تنقذه ولازم تبقى قد ثقته دي، لازم ترجع حبيبها تاني، رفعت راسها بقوة غريبة اتملكت منها رغم الوهن اللي بدأت تحس بيه بسبب النزيف اللي مش مبطل حتى بضغطها عليه وقالت_لازم نروح للكاهن سلطان، هو الوحيد اللي هيكون عنده تفسير لكل اللي بيحصل ده، ولو بدر مسحور فعلًا فهو اللي هيعرف نفك السحر ده ازاي
فرد قائد الحرس بعجز_الكاهن سلطان  مختفي بقاله أيام بالفعل ومحدش عارف مكانه
دبت برجليها على الأرض بضيق رهيب، كل ما بتحاول توصل لخيط بيتعقد منها، فاتكلمت تاني بإصرار_يبقى لازم نطلب مساعدة الملك، لازم نفهمه كل اللي بيحصل
أيدها قائد الحرس في رأيها وقال_بالفعل لازم يوصل خبر للملك، ولكن هو دلوقتي في زيارة لأحد الممالك عشان يشوفوا حل لاقتصاد المملكة اللي بينهار، بس متقلقيش زمانه في طريقه للمملكة
هزت ضي القمر راسها بتفهم ولكنها بدأت تحس بدوار بيلفح راسها لدرجة إنها اترنجت، فسندها قائد الحرس بسرعة وقال بقلق_سمو الأميرة، لازم آخدك للطبيبة تداوي جرحك
أنتِ نزفتي كتير
حاولت تتمالك نفسها عشان تتحرك معاه، ولكن لقت الدوار بيزيد، ومعاه غيمة سوداء اجتاحتها، فسقطت غايبة عن الوعي، وقبل ما تلمس الأرض كان لحقها قائد الحرس وشالها بخفة بين أيديه وهو متجه بيها لجناح الطبيبة في حين بيراقب المكان خوفًا إن حد من طرف زمرد يشوفهم.....

يتبع 

               الفصل التاسع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات