رواية حمزه الجزء الثاني2 من عامر الفصل الثالث3 والرابع4 بقلم داليا السيد

رواية حمزه الجزء الثاني2 من عامر الفصل الثالث3 والرابع4 بقلم داليا السيد

أرجوك لا تتركني
بالصباح كان يركب سيارته وينطلق لبلدة والديه هي بلدة جميلة وصغيرة ما بين الريف والحضر، المشوار كان طويل نوعا ما ولكنه بدأ منذ الفجر لذا ما أن دخل الظهر حتى كان يدخل البلد، توقف أمام أحد المحال الكبيرة وسأل عن عنوان بيت دويدار، دويدار اسم لم ينسى بالبلد، عمه شخصية معروفه بالبلد لذا أخبره الرجل بالمكان فعاد يقود ولكنه لم ينسى شيء هام قبل أن يصل لبيت عمه
البيت كان قديم من طابقين وحوله حديقة صغيرة لا أحد يعتني بها فبدت جرداء والشجر الكبير يغطي المكان حولها، بعض البيوت كانت موجودة بالجوار والشارع به بعض المارة
أوقف السيارة أمام الباب الخشبي وجذب جاكته على ذراعه دون أن يرتديه، الجو كان حار جدا والعرق تسرب لجبينه على الفور وهو يتحرك للباب الخشبي ويدفعه ليرى المكان المهمل من حوله
دق على الباب الكبير للبيت مرة ثم مرة ثانية حتى سمع صوت امرأة تجيب بطريقة ريفية "حاضر" 
كانت فتاة صغير رفعت طرحتها السوداء على وجهها عندما رأته وقالت "نعم" 
قال بنفاد صبر من الحر "الحاج حسين دويدار موجود؟" 
تأملته العيون السوداء وقالت "من أنت؟" 
نفخ وهو يمسح العرق بيده ورد "حمزة، حمزة دويدار ابن أخيه" 
تفاجأت الفتاة وقالت بدهشة "ابن أخيه؟ سيدي حسين ليس هنا، هو يقيم بالبيت الثاني على أول الشارع، هنا البيت القديم" 
هز رأسه ولم يكثر كعادته وعاد للسيارة وقاد وسط الطريق الترابي والمارة ثم توقف وسأل رجل مر بجواره "بيت دويدار من فضلك؟" 
أجاب الرجل على الفور “أمامك" 
لف رأسه ليرى بيت مختلف تماما، حديث البناء، من طابقين أيضا وسور حديدي يلفه، عثر على مكان لسيارته ثم نزل وترك جاكته وتحرك دافعا الباب الحديدي ليرى حديقة على خلاف الأخرى كانت جميلة ومنمقة، تحرك حتى وصل للباب الحديث واستخدم الدائرة الحديدية ليدق مرة واثنان حتى فتح الباب ليرى امرأة كبيرة بملابس سوداء ريفية وطرحة سوداء تلف وجهها ترمقه بنظرات غير مريحة وقالت 
"نعم؟ من أنت؟" 
قال بهدوء غريب "حمزة دويدار هل عمي موجود؟" 
تراجعت المرأة بدهشة ورددت "عمك؟ أنت ابن رفيق؟" 
هز رأسه وقال "أنتِ تعرفيه!؟" 
ابتسمت ساخرة وقالت "ومن لا يعرف رجل الخير والإحسان، تفضل" 
تحرك للداخل ونظراته تلف البيت الريفي النظيف، أثاث حديث منظم ومتلائم، قادته لغرفة بدا أنها للضيوف، الأرائك المريحة مرتبة ونظيفة، الشباك يطل على الحديقة فتوقف ناظرا للخارج حيث بدا الجو رطب هنا "لم أصدق المرأة عندما قالت أن أحد أولاد أخي هنا؟"
التفت لعمه الذي كان يرتدي عباءة بنية فوق جلابية بيضاء وبدا كالعمدة الذي يظهر بالمسلسلات ولكن بدون لفافة الرأس وشعره الخفيف الأسود يكاد يغطي رأسه، فقط عيونه هي ما ذكرته بوالده 
قال بهدوء "مرحبا عمي، أنا حمزة" 
ملامح الرجل كانت جامدة وهو يقف أمام حمزة ويرفع رأسه ليصل لوجه حمزة وقال "حمزة هو ثالت أبناء رفيق أليس كذلك؟" 
كانت طريقته غير مريحة لذا تبدلت ملامح حمزة للجدية وقال "نعم هو كذلك، أنا هنا بعمل" 
كانت بداية حاسمة لا تترك مجال للترحيب بل فقط للعمل فظل حسين مواجها له وهو يقول "أي عمل الذي يربطنا بأولاد رفيق؟ هو رفض علاقتنا منذ سنوات" 
ضاقت عيون حمزة للحظة ثم التفت مبتعدا هو ليس ممن يهوى العلاقات الاجتماعية مع أشخاص لم يعرفهم بحياته ولا حتى ممن يعرفهم، هو قليل الاختلاط بالأساس إلا فقط مع إخوته، تأملت عيونه المكان بلا هوية وقال "العزبة، عزبة والدتي"
تراجع حسين وجلس على الأريكة وقال "وماذا عنها؟" 
التفت له حمزة وقال "الحسابات التي وصلت تؤكد أن هناك شيء خطأ وأنا هنا للبحث عن الخطأ" 
العيون السوداء كانت تراقب بصمت ولكن بالنهاية قال "العزبة تحت رعايتي منذ أكثر من عشرين عاما لن تأتي أنت الآن وتخبرني أي شيء يخصها فأنت حتى لا تعرفها ولا تعرف أي شيء عنها"
جلس حمزة بهدوء، هو لم يفوته ذلك لذا قال بهدوء "بل أعرف عنها كل شيء، عشر فدادين، يحيطها من الجهة البحرية أرض الحاج سويلم رحمه الله وأولاده الآن يرعونها ومن الجهة القبلية أرضك، كانت تزرع برتقال ويوسفي أما الآن استقرت على البرتقال فقط، المحصول كان يذهب لتجار التجزئة ولكن مؤخرا يذهب لمصنع أغذية بالقرب من هنا وبدا أنهم يحصلون عليه بسعر جيد حسب الأوراق التي لدي"
هب حسين واقفا وهتف "كيف تجرؤ على التلميح بأن هناك تلاعب؟"
عقد حمزة ذراعيه أمام صدره وقال "أنا لا أفعل وإنما الحسابات هي من تفعل"
تحرك حسين حتى وقف أمام حمزة والغضب يطل من عيونه "بللها بالماء واشرب ماءها، أنا لدي كل ما يخص صحة معاملاتي على مزرعة هدى، ولن يأتي رجل مثلك بنصف عمري ويخبرني بأني لص"
حمزة لم يكن ممن يماطل ويجمل الأحاديث بل الهجوم خير وسيلة لديه ليكسب المعركة لذا لم يهتز طرفه أمام غضب حسين بل وقال "جيد هل لي بتلك الأوراق، أنا رجل لا أفهم سوى الأوراق والأرقام"
تراجع حسين من طريقة حمزة وجز على أسنانه وهو يبحث عن الرد "وإلا ماذا؟ وإلا ماذا يا ابن رفيق دويدار رجل.." 
نبرة حمزة كانت كافية لتوقف حسين وهو يقول بقوة وغضب "إياك" 
ونهض حمزة ليواجه حسين وبدا أطول بكثير من الرجل الذي اختلف تماما عن رفيق أخيه بجسده القصير، رفع حمزة إصبعه محذرا وهو يكمل بنفس النبرة "إياك والخوض في معركة خاسرة معي، سيرة أخيك لن تمس أمامي هل تسمعني؟ والآن أريد رؤية تلك الأوراق وكل المعاملات الخاصة بالعزبة ودعنا لا نثير ضوضاء حولنا خاصة وأن البلد صغيرة والأخبار تنتشر بها بسرعة كالنار بالهشيم" 
شحب وجه الرجل وظل مواجها لحمزة قبل أن يلتفت ويقول "المكتب من هنا"
النهار كله رحل بين الأوراق وما أن وصل لمرحلة اليأس ودخن علبة سجائر وفتح الأخرى حتى نهض لمائدة الطعام التي وضعت له دون أن يمسها ثم تناول بعض الأرز المعمر فوجده شهي فتناول باقي الطعام الجميل
عمه لم يأتي ليراه وهو يفهم موقفه، لا أحد سوى المرأة العجوز قابله، ما أن انتهى حتى دخلت المرأة وقالت "تفضل شاي؟" 
نهض وقال "قهوة لو أمكن" 
حملت الصينية فقال "ألا يوجد أحد بالبيت سوى عمي؟" 
التفتت له وقالت "بلى، زوجته الجديدة تقضي الصيف بمكان ما به بحر مع أهلها، هي من عائلة كبيرة، عائلة المهدي" 
وتحركت خارجة، لم يكن يعرف أن عمه متزوج، أشعل سيجارة ونفخها بالهواء وعاد ذهنه يعمل بالأرقام التي لازمته طوال اليوم حتى انتبه لنقطة فعاد للأوراق، اسم الشركة التي تحصل على البرتقال، المهدي، نعم هو قرأ هذا الاسم
من بين زحام الأوراق عثر على الورقة وبالطبع فهم اللعبة، البرتقال يورد للمصنع الخاص بالمهدي بسعر وهمي على الورق بالطبع لا يمثل قيمة البرتقال وحسين يحصل على الباقي من حماه لكن ليس هناك ما يثبت ذلك فقط السعر هو ما يثير الشك
دخلت العجوز بالقهوة وتركتها وهو ما زال يراجع الأوراق حتى انتهى وتراجع بالمقعد، سيجارة أخرى ثم نهض وأعاد ضبط ملابسه ولملم الأوراق ووضعها بحقيبته الجلدية ونظر لساعته، كانت الحادية عشر والنصف فشعر برغبة بأن يسير قليلا لينظم أفكاره فتحرك خارجا من المكتب ولكنه لم يقابل أحد فخرج من البيت حتى وجد البلد صامتة ومظلمة إلا من أضواء خافتة تضيء الشوارع الترابية كان بحاجة للهواء النقي ليعيد التفكير والتركيز رغم أنه توصل لنقطة البداية لكنه لم يظن أن يتلاعب عمه بالأسعار بتلك الطريقة لصالح حماه وأهل زوجته
وصل للأراضي الزراعية وتذكر طريقه بالصباح عندما مر على عزبة والدته ولكن المكان كان بعيد، ظل واقفا أمام الأرض المزروعة، كان عليه أن يفعل ذلك بالنهار وليس الآن، هواء الصباح أفضل بكثير لكن هذا الهدوء رائع ومريح للأعصاب بعد يوم طويل بين الأرقام ولكنه فجأة سمع ضوضاء تقطع الهدوء فالتفت تجاه الأرض ليرى حركة وسط النباتات الطويلة وصوت مكتوم يناضل، أسرع تجاه المكان ليجد رجل يجثو فوق جسد صغير مغطى بالسواد ويضع يده على فم صاحبه ليكتم صوته
انحنى الرجل محاولا إبعاد الغطاء من على وجه صاحبه وهو يهتف بصوت منخفض "لن تفري مني أنا أنتظر تلك اللحظة" 
كانت الكلمات كافية ليفهم حمزة ما يحدث فهتف "أنت، اتركها" 
قال ذلك وهو يتحرك تجاههم ولكن الرجل رفع رأسه ولم يرى أحدهم الآخر من الظلام وقبل أن يصل حمزة للرجل كان قد نهض وفر هاربا وتوقف حمزة أمام الجسد الضئيل المغطى بالأسود ونظراته تبحث عن الرجل دون جدوى ونهض الجسد وأنفاس صاحبته مسموعة وبكائها واضح ولكن لا شيء يبدو من الوشاح الذي يغطي وجهها وبدلا من اللحاق بشبح الرجل الذي تبخر وقف أمام الجسد الصغير المتشح بالسواد وقال 
"ماذا تفعلين هنا بهذا الوقت؟" 
لم ترد، وما زالت تبكي فقال بنفاد صبر "حسنا لتعودي لبيتك، لن يعود مرة أخرى، تحركي أمامي وسأسير خلفك حتى نصل لبيتك" 
لم ترد أيضا وتحركت للطريق الترابي والغريب أنها دخلت بيت عمه القديم وقبل أن يلحق بها ليفهم من هي كانت قد اختفت داخله قاوم نفسه بأن يدخل خلفها ويدق الباب ويدعها تشرح لها من هي وماذا تفعل هنا ولكنه التفت وتحرك مبتعدا لقد أنقذها أيا كانت ولا يهم من هي ولا يهم إلا أن ينتهي من مهمته ويرحل من هنا
عندما عاد لبيت عمه كان هذا الأخير ينتظره بغضب وهتف "والآن ماذا يا ابن أخي؟ هل انتهينا؟ أين كنت؟ وهل عرفت أين الخطأ؟ هذا لو كان هناك خطأ"
جلس وأخبره بما توصل له وتجهم وجه عمه وألجمه الصمت فنهض حمزة وقال "مجاملة الأقارب شيء جيد ولكن لا يكون على حساب الأمانة عمي ولا على حساب أقارب أخرى، مهلتك اسبوع لترد كل ما تبقى من الأموال لحساب ماما، شكرا على الضيافة"
تحرك ليذهب ولكن حسين أسرع وقال محاولا إيقافه وربما إيجاد حل "انتظر يا ابن أخي، أنت لن تذهب بهذا الوقت ثم، لماذا لا نتحدث بالصباح وقتها تكون وجدت حل آخر؟"
حدق به حمزة وهو يرى نظرات القلق تشع من عيونه، هو يعلم أن ما حصل عليه من أموال من وراء المزرعة كثير ولكن يعيده فهو يحتاج لثروة صغيرة لذا لن يتركه بلا محاولة للفرار وحمزة يدرك ذلك جيدا ليست أول محاورة له مع عميل أي عميل فقال "أي حل عمي؟ هل تريد ترك الحال على ما هو عليه؟ نسيان الأموال الضائعة أم ماذا؟ أنا لا أفهمك!"
ابتسم حسين بتوتر وقال "اسمع يا حمزة ربما حدث خطأ ما كما قلت لكن ماذا عن تعديل الأمور؟"
اقترب بوجهه من الرجل وقال "أنت تساوم؟"
أشاح بيده وقال "أنا أبحث عن حل، بالصباح نتحدث سنكون كلانا أفضل"
لم يكن يرغب بذلك أراد الرحيل من هنا والعودة لبلده وشقته ولكن عيون حسين كانت تترجاه وبالنهاية هو عمه والفضائح ستمس الكل وهو منهم واخوته ورفيق وعليه أن يتريث قبل أن يتخذ قراراته وربما مع الصباح يأتي حسين بحل مناسب على الأقل ينال قسط من الراحة بدلا من قيادة ليلية بعد يوم مرهق وهو أيضا يعلم أن كل ما قاله وتوصل له كان مجرد استنتاجات من الأوراق التي درسها ولكن ليس لديه دليل مادي واحد لذا تراجع وقال 
"حسنا"
ابتسم الرجل ونادى على العجوز وأمرها أن تصطحب حمزة لغرفة الضيوف فقادت حمزة لغرفة بالطابق العلوي، كانت واسعة ونظيفة ومرتبة، تقدم دون تردد ونزع قميصه ورأى الحمام الصغير حيث اغتسل وعاد للفراش وتمدد به ونام دون تفكير 
الدق كان يأتي من بعيد فلم يهتم ولكن زاد الصوت ففتح عيونه ليسمع نداء باسمه فانتفض جالسا بالفراش وهو يستمع للنداء وأجاب "ادخل" 
كانت العجوز وبدت منزعجة وهي تقول "الحاج يريدك، يبدو أن هناك مصيبة كبيرة" 
وتحركت خارجة وهو لا يفهم شيء، قفز من الفراش وجذب قميصه وأعاد ربط ربطة عنقه وغسل وجهه وأشعل سيجارة وهو يحاول تجنب كلمات المرأة من أن هناك مصيبة كبيرة،  جذب حقيبته الجلدية ونزل ليسمع ضوضاء بالبيت وانتبه لوجود العديد من الناس بالمكان فتحرك تجاههم حيث أفسحوا له ووجد عمه يجلس ويضع رأسه بين يداه ورجال تملأ المكان وفجأة هتف رجل من وسط الصمت 
"هذا هو" 
وجه حمزة نظراته تجاه الرجل الذي كان يشير له من بين رجال آخرين ولا يعلم لماذا بدا صوته مألوفا له لكن بدون وضوح بينما رفع حسين وجهه ليبحث عن الرجل ليجد حمزة فتراجع مصدوما وهتف 
"هو من يا ذكي؟" 
هتف الرجل "هو من كان مع ابنتك بالليل، كان معها وسط الأرض الزراعية، وكانا، استغفر الله العظيم، ما أن سمعوا صوتي حتى رحلوا للبيت" 
ما أن استوعب حمزة كلمات الرجل حتى خرج من ثوب الهدوء وفهم ما يريد الرجل إسقاطه به فهجم عليه وجذبه من صدر قميصه البالي وهتف بغضب "بيت ماذا وابنة من التي تتحدث عنها أيها المجنون؟ هل تعرفني من الأساس؟"
حاول الرجل الفرار من قبضة حمزة وبعض الأشخاص حاولوا إبعاد حمزة ولكن ليس من السهل ذلك ليس وهو غاضب ليس حمزة الذي كان يغلب كل من يتحداه بصالات التمارين ليس ابن دويدار 
لم يتراجع الرجل وهتف بإصرار غريب "أنت من كنت معها بين الزرع بالليل وسرت معها للبيت" 
لم يتمالك نفسه وهو يلكم الرجل بوجهه لكمة وراء الأخرى والتف الناس حوله وأمسكوا ذراعه وقد نزف الرجل بشدة، قيد الرجال حركته وهو يهتف بغضب "أيها الكلب الكاذب، أيها الكاذب الجبان، أنا لا أعرف عن ماذا تتحدث؟ اتركوني، اتركوني لأجعله ينطق بالحقيقة، أنا لا أعرف أي أحد هنا ولا أعرف عن ماذا يتحدث" 
الرجل أسرع يسانده اثنان للخارج بناء على طلب حسين الذي وقف أمام حمزة الذي يقيده خمسة أو ستة رجال وهو يصارعهم بقوة ليتخلص منهم وهتف حسين "أنت، ابن أخي تنهش عرضي؟ وأنا الذي فتحت لك بيتي"
أدرك حمزة أن الخدعة كانت متقنة والفخ اصطاد فريسته ومع ذلك هتف "كذب وأنت تعلم أن ذلك كذب، أنا لا اعرف عن ماذا تتحدث، اتركوني عليه وأنا سأجعله يعترف بالحقيقة" 
كان يناطح الرجال محاولا التخلص منهم دون استسلام وحسين يقول "لا تظن أني سأصدق ما يقوله وأنت تضع السكين حول رقبته"
جمع حمزة قوته وحرك ذراعيه فمال الرجال معه للأمام ثم دفعهم بذراعيه للخلف فاختل توازنهم وترنحوا بعيدا عنه وهو فلت من بينهم بلا اهتمام بهم وكاد يتحرك ليلحق بالجبان لكن حسين توقف أمامه مرة أخرى ليوقفه وهو يهتف 
"لن تذهب لأي مكان يا حمزة، أنت سرقت عرض ابنتي" 
ضم حمزة قبضتيه بقوة ليمنع نفسه من لكم عمه وهتف بغضب واضح "أنا لم أفعل أي شيء، أحضر الفتاة واسألها، أنا أنقذتها من ذلك الندل الجبان وهو من أراد سرقة شرفها وليس أنا والآن ابتعد من أمامي لألحق به وأجعله يقول الحق"
رفع حسين يداه الاثنان لأعلى وقال بقوة "كفى، أنت لن تذهب لأي مكان قبل أن نحل تلك الأزمة، أنت لن تفر من فعلتك"
هتف حمزة بجنون وقد لمعت عيونه بشرارة تكاد تخرج وتشعل النيران بكل ما حوله "أنا لم أفعل شيء لأفر منه ولو فعلت أي شيء فلست بجبان لأهرب منه، أنت لا تعرف أولاد دويدار جيدا فاحذر بكلماتك"
سمع الجميع صوت رجولي حاسم يقترب ويقول "السلام عليكم يا حاج حسين"
أفسح الرجال الطريق لرجل يرتدي مثل عمه ولكن يكبره سنا وبمثل قوامه المعتدل تقدم لهم بملامح جادة حتى توقف أمامهم وحسين يجيب بصوت حاول أن يجعله معتدلا "وعليكم السلام، مرحبا يا حاج سعدون"
نظر الرجل لحمزة الذي كان ينظر له باستفهام من بين جمرات النيران بعيونه فأكمل عمه "حمزة ابن أخي رفيق، الشيخ سعدون شيخ البلد وكبيرها، تفضل يا حاج" 
أفسح الرجال له ليتحرك للأريكة وقال "هل نجلس ونتحدث، الصراخ وصل لأول البلد، اجلس يا بني وأنا سأسمعك" 
النظرات كلها تحولت لحمزة وأدرك أن الحلقة أحكمت عليه وعليه بالتراجع الآن كي يصل للحل الأمثل
تحرك للأريكة وجلس مواجها للرجل بينما قال سعدون "هيا اذهبوا لقد انتهينا" 
جلس حسين هو الآخر وسرعان ما ذهب الرجال ولم يتبقى سوى ثلاثتهم عندما قال سعدون "الأخبار وصلت لآخر البلد يا حسين، كان عليك أن تتعامل بشكل أفضل من ذلك لأن الأمر يمس عرضك" 
ظل حمزة صامتا يحاول التماس الهدوء ليجيد التفكير بينما هتف حسين "ذلك الرجل أتي وهو يجر معه جيش من الرجال وحمزة لم يصمت" 
نظر الشيخ لحمزة وقال "هل تحكي ما حدث يا بني؟" 
حكى حمزة ما حدث بالليل فحك الشيخ ذقنه وتأنى قبل أن يقول "هكذا الفتاة هي الفاصل يا حاج حسين، ومع ذلك الأمر لن يحل" 
ضاقت عيون حمزة وقال "وكيف ذلك؟ أنا بالأساس لا أعرف أحد هنا، هي مرتي الأولى ولن تكون بالتهجم على بنات البلد، الكل يعرف سمعة أولاد دويدار"
هز سعدون رأسه وقال "نعم يا بني ولكن ونحن نجلس هنا كل البلد أصبحت تتحدث عن ابنة حسين وأنها على علاقة بابن عمها، حتى ولو كان كذب وليس حقيقة فالنار هنا سهل إشعالها ولكن حتى بعد إطفائها فهي تكون دمرت الكثير معها مما لا يمكن إصلاحه"
نهض وأخرج السجائر وأشعلها ونفخ دخانها وهو يفرك جبينه وقال "اسمع يا حاج أنا كنت هنا بمهمة عمل ولا شأن لي بكل مشاكلكم هذه لذا أنا راحل ولا يهمني تلك الأكاذيب التي لا طائل منها"
نهض حسين بغضب وهتف "وهل تظن أني سأتركك ترحل هكذا بعد أن لطخت عرضي وشرفي؟"
رفع حمزة يده يشير له وهتف "أنت حتى لم تتأكد من صحة الكلمات وكأنك من دبر كل شيء، اسمع أنا لن أهتم بكل ذلك هل تسمعني أنا راحل ولن أبقى هنا لحظة واحدة"
شحب وجه حسين من كلمات حمزة وتحرك هذا الأخير ليخرج من الغرفة عندما توقف أمام جسد صغير مغطى بالأسود يسد الباب، عيون غير واضحة خلف الوشاح الأسود تنظر له وصوت منخفض يهمس "أرجوك لا تتركني"
لم يسمع الكلمات سواه لأنه كان صوت منخفض ولكن كافي ليعرف أنه صوت امرأة، فتاة بالأخص ولو صدق حدسه فهي نفس فتاة الأمس وهذا الترجي بنبرة صوتها أوقفته، بل بريق بعيونها المخفية تحت الوشاح الأسود يترجاه ألا يتركها وانعقد لسانه وجمدت حركته 
صوت حسين جعله يوقف الاتصال الذي كان بينهم وهو يقول "انتظر هنا، لا تظن أنني سأتركك، ها! لقد أتت، من منحكِ الإذن بالخروج من البيت أيتها ال.." 
والتفت حمزة ليرى عمه يهرع رافعا يده بطريقه للفتاة ليصفعها فرفع حمزة يده وأمسك بذراع عمه وقد فهم أن تلك الفتاة التي اتهموه فيها والتي أنقذها بالأمس هي ابنة عمه فلم يتراجع وهو يقول بحزم "لا تلمسها، هي لم تفعل شيء"
هتف حسين بغضب "بالطبع تدافع عنها"
 قال حمزة بلا تفكير "أنا أوقف تصرف همجي لا معنى له على فتاة لا حول لها ولا قوة"
لم يرى الفتاة من خلفه والتي كانت ترى ظهره وكأنه حائط صد يدفع عنها لأول مرة بحياتها هجوم لم تفر منه من قبل، صوت سعدون أوقفهم "كفى يا حسين، دع الفتاة تدخل أنا من أرسل لها يا حاج، لابد أن نسمعها"
ولكن حسين لم يمنحه أي اهتمام وهو يحاول أن يخلص ذراعه من قبضة حمزة القوية بلا فائدة ونظراته ترتد للفتاة ويهتف "تلك الفتاة العاصية جلبت لي العار، اتركني لابد أن أقتلها" 
عاد حمزة يقول دون أن يفلته "ما زلت أخبرك أنك تهاجمها وهي لم تفعل شيء؟"
حاول حسين تخليص نفسه من قبضة حمزة القوية مرة أخرى وهو يهتف بقوة "لا شأن لك هي ابنتي اتركني، لابد أن تؤدب" 
لا يعلم لماذا لم يشعر بأن الفتاة فاسدة كما يصورها الرجل فقال "لن تمسها بسوء وأنا هنا" 
وقف سعدون وهتف "كفى يا حسين، توقفا كلاكم لابد أن نصل لحل ولن يكون بتلك الطريقة، ابتعدوا عن طريقي" 
وتحرك الرجل تجاههم فترك حمزة يد عمه ونظراتهم العدائية قوية بينما تحرك الرجل للفتاة وجذبها وأرشدها للخارج
التفت حسين مبتعدا بينما أشعل حمزة سيجارة أخرى ناسيا أين رحلت الأولى وتلك العيون تجعله يشعر برغبة في حمايتها وصوتها يرن بأذنه ألا يتركها وطال الصمت حتى عاد سعدون وحمزة يطفئ السيجارة وتحرك الرجل ليقف أمام حمزة ونظر بعيونه وقال 
"ابنة عمك تبرئك" 
ظل صامتا والغريب أنه لم يشعر بالراحة ولا يفهم السبب ومع ذلك ظل صامتا ولم يتحدث بينما هتف حسين "كاذبة، بالتأكيد تحاول حمايته أنا لن أتركها، لن تنجو مني" 
ظل سعدون يحدق بحمزة وكأنه يبثه رسالة لم يفهمها ولكنه قال "ولكن هي تعلم أنك لن تتركها أليس كذلك يا بني؟" 
لا يعلم ما الرسالة المخفية بين السطور والتي توافق إحساسه بعدم الراحة الذي اجتاحه بينما عاد حسين يهتف بجنون "لن يرحمها مني أحد الفاجرة، هي تبرأه بعد أن صارت الفضيحة بالبلد، سأزوجها لأدنى رجل بالبلد فهي تستحق، لن أرحمها سيكون أدنى خادم هو زوجها" 
نظرات سعدون لحمزة كانت تنطق بالكثير وكلمات حسين تدب برأسه فتاة لا ذنب لها تتهم بشرفها وهي بريئة ومع ذلك برأته وهي تعلم العقاب الذي سيسقط عليها، هي ليست أكثر شجاعة منه لذا قال وكأنه لم يسمع كلمات حسين ويرد علي سعدون 
"لا، أنا لن أتركها"
ابتسم سعدون وربت على صدر حمزة وقال "ونِعم الرجال، هل ستقبل بحكم رجل طاعن بالسن مثلي؟" 
كان يعلم الحكم تقريبا ويعلم أنه تورط بأمر كبير ولن يمكنه التراجع وهو يقول "هذا يعتمد يا حاج" 
أجاب الرجل "على ما هو بالصالح يا بني، أنا أعرف ما لا تعرفه وصدقني لن تندم"
صمت حمزة وهو يحاول أن يرتب أفكاره ولكنه تائه ولا مكان للعقل، فتاة تستنجد به بكلمات خفية، الشيخ أيضا يستنجد به من بين السطور، رجولته تنتفض لمساعدة فتاة لا حول لها ولا قوة وهو لا يمكنه إلا أن يكون ذلك الرجل الذي يحمل دماء إخوته آل دويدار 
ضاقت عيونه وحسين يقول بغضب "يا حاج هو لم يعد ذا شأن هي برأته دعني لأنال منها" 
التفت له الشيخ وقال بحزم "كفى يا حسين، الفتاة لم تفعل شيء، من حاول التهجم عليها فر هاربا بفضل ابن أخيك الذي صان شرف ابنة عمه" 
هتف حسين "أنت تعلم أن لا أحد سيصدق ذلك، هي تلطخت وانتهى أمرها، لن يطلبها أحد وأنا لا أريدها"
ألقى الشيخ قنبلته "ابن عمها أولى بها" 
هتف حمزة بلا تفكير "ماذا!؟"
التفت له الشيخ ونظرات ترجي بعيونه "أخبرتني أنك لن تتخلى عنها، إما سيلقيها بالشارع بلا رحمة وإما يلقيها لرجل لا يعرف عن الرحمة شيء، صدقني يا بني الفتاة بحاجة لك"
التف مانحا الجميع ظهره وهو يحاول التركيز بما يحدث له، هل حقا يطلب منه تولي شأنها، امرأة، هو يتولى امرأة، هو وإخوته لم يبحثوا عن المرأة ربما باستثناء ساهر ولكن ليس بتلك الطريقة، التفت لسعدون وقال "وما المطلوب مني؟"
اقترب الشيخ منه ربما كي لا يسمعه أحد "خذها من هنا يا بني، ارحمها، تزوجها وابعدها عن هنا، هي لن تطالبك بشيء ولك كلمتي، فقط ابعدها عنه" 
كلمات الشيخ كانت تعني الكثير، الصدق بعيون الرجل جعل حمزة يبعد الاعتراض جانبا، نظرة الرجاء بعيون الفتاة ونبرة صوتها لا تتركه، كلمات الشيخ الواضحة جعله لا يفكر وهو يقول "حسنا"
ارتخت ملامح الشيخ وهمس "بارك الله فيك يا بني وجزاك كل الخير"
والتفت لحسين وقال "حمزة وكلني للتحدث باسمه، هو يريد ابنة عمه، سيتزوجها" 
للحظة ظل حسين صامتا بينما ابتعد حمزة غير مهتم بالباقي وحسين يقول "هو يوافق على ذلك؟ هو رفض و.." 
قال الشيخ "هو رفض الادعاء عليه بالكذب، سترسل من يعلن براءة ابنتك مما حدث بالأمس وبالليل سنعلن أن حمزة طلب يدها وغدا نقيم خطوبة وبعدها نحدد موعد الزفاف هذا هو حكمي يا حاج" 
لم يتحدث حمزة بينما هلل حسين فجأة بعد الغضب "وحكمك أمر يا حاج ولا يمكن لأحد مخالفته"
شعر بيد الحاج على ظهره فالتفت له وابتسامة الحاج تهدأ من غضبه وهو يهز رأسه ليمنحه الراحة ولكنه بالطبع لم يشعر بأي راحة والرجل يقول "لن تندم، صدقني لن تندم"
على عصر اليوم التالي كان إخوته قد وصلوا، حكى لهم كل شيء وتقابلوا مع حسين ولم يروا سعدون ولا ابنة عمهم، الخطوبة تمت بين ضوضاء كبيرة وزينة وأنوار وحسين يطير من السعادة ولم يرى أحد زوجته الجديدة أبدا ولم يرى أحد العروسة
انضم ساهر لهم وقال "أنا لا أفهم كيف وافقت على ذلك حمزة هل سقطت بالفخ بسهولة؟ إنه زواج" 
نفخ دخان السيجارة وقال "لم يكن هناك حل آخر ساهر" 
قال جاسم بهدوء "عمك سمعته ليست جيدة هنا وأنت وضعت يدك على نقطة ضده فربما رتب ذلك لك" 
أحرق السيجارة وقال "لم يكن أحد يعلم أني سأخرج بذلك التوقيت جاسم والفتاة برأت ساحتي"
قال عامر بحزم "انتهينا، سيتم الزواج وبعدها يمكنه أن يقرر بقاءها كزوجة أم لا ربما تكون زوجة جيدة، بالنهاية هي ابنة عمنا ولن نتخلى عنها"
قال ساهر بمرح "أصبحت من أنصار الزواج بعد أن سقط به يا رجل لكن للحق زوجتك تستحق ومازن يسرق العقل والقلب"
لف حمزة وجهه لأخيه الكبير وقال "مبروك عامر وأعتذر لأني.."
ضربه عامر على كتفه بمرح وقال "لا تعتذر يا رجل، أنت أخي"
هز حمزة رأسه ثم أخرج عامر علبة الذهب وقال "هيا لتمنحها لعروستك"
كان حسين قد وصل لهم وقال "كما يقول الجميع، أبناء دويدار يد واحدة"
قال جاسم "هو ليس قول فقط بل فعل يا حاج" 
نظر حسين له وقال "هذا واضح، متى الزفاف؟ لن نؤخره كثيرا" 
أجاب حمزة "اسبوعين، أين هي أريد منحها دبلتها؟"
لم يعترض أحد بينما قال حسين "تعالى معي"
تحرك حمزة مع الرجل لداخل البيت وسط المدعوين والفرقة التي تعزف والشربات، دخل غرفة مليئة بالنساء، أخفض الجميع وشاحهم ورأى نفس الجسد بفستان وردي غريب ووشاح بنفس اللون يغطي رأسها وهو لم يفكر حتى برؤية وجهها وحسين يقول
"العريس سيضع الدبلة بيدك" 
أصابعها البيضاء الطويلة كانت هي كل ما رآه وهو يضع دبلته بإصبعها وخاتم وإسورة من الماس أحضرهم عامر له فوضعهم بيدها ثم نهض والزغاريد تنطلق من حوله وقبله حسين وتراجع هو للخارج 
والدته أصرت على أن يتم الزفاف بالقصر بعد حفل عامر وقد كان وطوال كل ذلك لم يراها حتى ليلة الزفاف ولم يحاول أن يعرف أي شيء عنها
عمه رد جزء كبير من الأموال الخاصة بعزبة والدته والباقي جعله حمزة مهر ابنته فارتاح حسين  وضمن زوج لابنته وحمزة أدرك أنه تورط بأمر لم يفكر به أبدا ولكنه حدث


الفصل الرابع
هو يكرهني
الآن.. 
لم تعرف كيف مزقت الأربطة ولكنها نجحت بالخروج من الفستان وطرحته وعلقته بالدولاب فهي لا تعرف كم ستبقى هنا، ليل وحماتها لم يتحدثا بأي شيء، فقط أنهم سعداء بانضمامها للعائلة، لكنها لم تعد تعرف هل ستكون سعيدة أَم لا هي أصلا لا تعرف معنى السعادة
بتلك الليلة بالبلد سمعت بوجود ابن عم لها بالبيت الجديد، لم تكن تعرف عنهم شيء ولم تراهم هي لم تعرف أحد، حسين كان لا يسمح لها سوى بالذهاب للمدرسة بين رجلين حراسة ووجهها مغطى، وهي محبوسة بالبيت القديم لا تخرج أبدا، تلك الفتاة تبقى معها لخدمتها وإبلاغ حسين بأخبارها، جمالها كان نقمة عليها، زوجة أبيها لعنتها من أول يوم وزرعت الشك بقلب حسين ليقيدها بالبيت كي لا يراها أحد ويدري كم هي جميلة ومع ذلك لم تهتم لكنها انتظرت اليوم الذي ستتحرر فيه
خرجت دون أن تراها نعمة، كانت تريد رؤية ابن عمها ولكن كان هناك من يتبعها، أسرعت وسط الظلام لتهرب ولكن خطواته تبعتها، دخلت وسط النباتات ربما تختبئ منه ولكنه كان أسرع منها وهاجمها وانقض عليها وكاد ينال منها ولكن ذلك الرجل أنقذها، لم تعرفه وقتها ولم تراه بالظلام لكن عندما حدث الأمر بالصباح أسرعت لتلبية طلب الشيخ سعدون وكانت بمواجهة ابن عمها لأول مرة، عيونه جذبتها رغم غضبه الواضح بهما، طوله، جسده القوي وسامته رغم الإرهاق الواضح، جعلها تقف أمامه كالبلهاء وكل ما أمكنها قوله "أرجوك لا تتركني" لم تعرف لماذا استنجدت به ولكن قلبها دفعها له وربما شعرت أنه كما أنقذها بالأمس فهو من سينقذها أيضا اليوم
بعدها الشيخ سعدون تحدث معها وأخبرها بخطته، هو الرجل الوحيد الذي كان يعرف حقيقة ما يحدث لها فلم تعترض ومنحته الإذن لفعل ما يشاء وها هي زوجة لابن عمها الذي لم يرغبها بأي يوم.. 
ارتدت منامة قطنية، لم يشتري لها والدها أي شيء جديد، ادعى أن الوقت ضيق وزوجته ليست موجودة لتتولى الأمر ولديها زوجها الجديد ملياردير وسيمنحها أي شيء، بكت كثيرا ولكن بلا فائدة 
لم تنم مرة أخرى ولكنها كانت جائعة ولا تعرف ماذا تفعل، أزالت الماكياج وتوضأت لتصلي، رأت حقيبة ملابسه فأسرعت لها وجذبتها للغرفة ورتبت ملابسه بالدولاب، كلها ملابس فاخرة من ماركات عالمية قرأت عنها، احمر وجهها عند ملابسه الداخلية فأبعدت عيونها وهي ترتبهم 
عندما انتهت لم تجد شيء تفعله فغطت شعرها وخرجت للشرفة، النيل كان رائع، لأول مرة تراه، الأجانب يتجولون هنا وهناك، العربة بحصان تتجول بهم، الأنوار الخافتة للآثار تبدو من بعيد، الأقصر بلد الآثار الأولى بالعالم، درستها بالمدرسة وقرأت عنها كثيرا، ظلت شاردة بين هنا وهناك حتى سمعت صوت الباب
ارتجف قلبها عندما التفتت فلمحته يتحرك للحمام وقد غطى العرق ملابسه وهو يتحرك للحمام
لفت ذراعيها حول نفسها وهي لا تعرف ماذا تفعل ولكنها تحركت للداخل وجلست على طرف المقعد الوثير بانتظاره، هو الرجل، هو من بيده كل شيء وهي عليها الطاعة، هي مدينة له ولكن لابد أن يفهم أنها ليس كما يظن بها
كانت تفرك أصابعها بعد أن أزالت الطلاء لتصلي، كانت تعلم أنها لن تحظى بأفضل مما كانت ولكن ربما لن يعاملها كالحيوانات كما اعتاد حسين معها
فتح الباب فجأة فرفعت وجهها ونهضت واقفة لتراه خارجا من الحمام وروب الحمام يلفه حتى أسفل ركبتيه، التقى بعيونها الخضراء وقد تبدلت بعد أن تخلصت من الفستان وأزالت مساحيق التجميل وما زالت تغطي شعرها، توقف عن تجفيف شعره القصير وهو يحدق بها كما كانت تفعل حتى قال أول سؤال خطر على ذهنه
"من ساعدك؟" 
احمر وجهها بشكل طفولي وأجابت "لا أحد لقد، لقد مزقت الأربطة، آسفة يمكن أن أعيد تصليحها ولكن ليس معي أدوات" 
اندهش من طريقتها وإحساسها بالذنب الواضح فأبعد المنشفة جانبا وقال "لا يهم هل تناولتِ أي طعام؟" 
قالت ببراءة "لا" 
كان يتحرك للهاتف الداخلي فالتفت لها وقال "سأطلب طعام هل ترغبين ببعض؟"
هزت رأسها بالموافقة وهي لا تعرف ماذا تفعل أو تقول، التفت وطلب طعام ثم تحرك لحقيبته المتروكة بالجوار فأسرعت تقول "لقد رتبتهم بالدولاب" 
التفت لها بحدة وقال "من سمح لكِ بلمس أشيائي؟" 
شحب وجهها وارتبكت وقلبها يدق بعنف من الخوف ولم تعرف ماذا تقول وهو يتحرك تجاهها والغضب يحيط بكل ملامحه حتى توقف أمامها وهتف "أنا لا أحب أن يتدخل أحد بحياتي أو أي شيء يخصني هل تفهمين؟" 
حاولت ألا تدمع وهي تحدق بعيونه ورأسها مرفوع لآخره لتصل لقامته دون أن ترد عندما هتف بها بقوة أخافتها "هل تسمعيني؟" 
انتفض جسدها من صوته وتراجعت وهي تهز رأسها بخوف فتحرك للغرفة وفتح الدولاب ووجد ملابسه مرتبة بنظام واهتمام، كانت الخادمة التي تأتي لشقته مرة بالأسبوع لترتب البيت وتغسل وتنظف هي من ترتب الملابس ولكن ليس بمثل هذا النظام
لم يتوقف كثيرا وهو يجذب ملابس وارتداها وعاد للخارج وهي ما زالت واقفة بمكانها تنتظره ولكنه لم يهتم وهو يعود لجهازه المحمول وكأنها ليست موجودة، ألن يطالب بها كزوجة؟ هل تزوجها فقط لينقذها من مكيدة أولئك الناس فقط؟ وماذا بعد ذلك؟ ماذا سيفعل بها؟
أخذ الطعام من المسؤول ثم منحه بعض المال وهتف "الطعام" 
كانت بالغرفة فنهضت واقفة بفزع ثم تحركت للخارج، وجدته يرتب الأطباق لنفسه حتى جلس وقال "هل تنتظرين دعوة؟" 
تحركت وجلست وهي تفعل مثله، أخذت الطبق، كانت تقلد الفيديوهات التي تعلم آداب الطعام لذا اندهش عندما وجدها تفعل بطريقة أنيقة فقال "تبدين معتادة؟" 
رفعت عيونها له بتساؤل فضربته بقوة لا يفهمها، هي جميلة، جميلة جدا بحق، حتى جاسم همس له بذلك بالزفاف "لقد سقط واقف يا أخي، الفتاة فاتنة حقا" 
هو بالفعل أدرك جمالها هذا منذ الحفل ومع ذلك اندهش من أن لا أحد فكر بخطبتها، عاد وقال "الشوكة والسكين؟"
قالت ببراءة "تعلمت من على النت" 
حدق بها وهو لا يصدق وقال "النت؟ لا أفهم" 
تورد وجهها وقالت "كان لدي وقت كثير فراغ فكنت أنجذب لأي شيء مفيد وهذا من الموضوعات المثيرة للاهتمام" 
تراجع وهو يسألها "كم عمرك؟" 
أخفضت عيونها الجميلة وقالت "ثمانية عشر" ثم رفعت عيونها له مرة أخرى وقالت "لماذا؟"
عاد للطعام وقال "تبدين كمن لديه خمسين"
تجهمت ولم تكمل فرفع وجهه لها وقال "ماذا؟"
قالت ببراءة "لا أفهم معنى كلماتك، هل هو شيء سيء؟"
اعتدل بالمقعد وهو لا يصدق هذه الفتاة، قال بصدق "هذا تعبير يعني أنكِ تتحدثين بطريقة أكبر من عمرك، ليس شيء سيئ، ألم تتعاملي مع بشر من قبل؟" 
هزت رأسها بالنفي وقالت "البنات والمدرسين بالمدرسة ولكن لم يمكنني التحدث مع أحد، هو كان يخبرني ألا أفعل"
كان يراقب كلماتها فردد بتساؤل "هو!؟ هو من؟" 
أخفضت وجهها وقالت "حسين" 
قال بدهشة "حسين؟ أليس والدك؟"
لم تنظر له وهي تقول "بلى ولكن"
لم تكمل وقد اختنقت من الدموع وهي تذكر قسوته وعدم اعتبارها ابنة له بأي يوم، صوت حمزة تبدل لنبرة مختلفة وهو يدرك دموعها وتذكر طريقة حسين بالتعامل معها بذلك اليوم
سألها "أنتِ تكرهيه؟" 
ظلت الدموع تظلل عيونها وهي تهز أكتافها بلا مبالاة وتقول "لا أحبه" رفعت عيونها الباكية له وقالت "هل أنا بذلك أكون سيئة؟" 
لم يصدق أن هناك أحد بذلك الشكل، هل هي حقيقة بالفعل؟ لا يمكن أن تمثل بذلك الإتقان والبراءة
وضع قطعة الفراخ بفمه وقال "هذا يتوقف على السبب الذي جعلكِ لا تحبينه" 
أخفضت عيونها فقال "أكملي طعامك أنتِ لم تتناولين شيء منذ عشاء الزفاف" 
بالحقيقة هي لها يومان لم تفعل وليس منذ الزفاف فقط لكن لم ترد لذا أكملت الطعام بصمت 
كان الوقت قد تأخر وهو يعود للعمل وفتحت التلفاز ولكن سرعان ما نامت على الأريكة دون أن تشعر ولا هو لاحظها إلا عندما بدأ النهار يظهر واندهش لرؤيتها
نهض وأغلق التلفاز ثم التفت لها واقترب ليراها متكومة على نفسها ولم تبعد غطاء رأسها ولم يهتم هو، مد يده ليوقظها ولكنها بدت متعمقة بالنوم فنفخ وهو يفرك وجنته حيث نبتت شعيرات صغيرة عليها فاتخذ قراره  وانحنى وحملها بين ذراعيه
خفيفة، لينة جدا بين يديه، رائحتها كالمسك أو الورد نعم الورد، سقطت رأسها على صدره فشعر بأن جسده يختلف، لم يتأثر بقرب امرأة، علّم نفسه ألا يتأثر وهو بالأساس لم يقترب من امرأة بمثل ذلك الشكل من قبل، الزواج لم يمر بخاطره لا هو ولا إخوته حتى أنه صدم بخبر زواج عامر والآن هو سقط بنفس البئر الذي لا مفر منه 
عندما حملها وقربها منه دفء جسدها ضربه بقوة جعله يشعر شعور طبيعي لرجل بجوار امرأة، شعور ظن أنه لم يعد موجود ولن يشعر به أبدا، المرأة بحياته؟ وابتسم ساخرا من نفسه، الشيء الوحيد بحياته هو إخوته والأرقام ولا ثالث لهم ولكن الآن تغير الأمر
وضعها بالفراش وثقل تنفسه وهو يقف أمام الفراش ورغبة قوية تجعله يفكر هل حقا هو تزوجها؟ نعم تزوجها ويحق له أن يأخذها، لديه كل الحق بأن يلبي رغبة جسده الذي صرخ لأول مرة معلنا عن أنه ما زال موجود وله طلبات ولابد من تلبيتها، لم لا يتمدد بجوارها ويأخذها بين ذراعيه ويكشف أسرار ذلك الجسد اللين وينال ذلك الدفء الذي انتقل له بقربه منه
تأمل عيونها المغمضة بسكينة غريبة تغطيها ستارة سوداء ناعمة من الرموش الطويلة تكاد تلمس وجنتيها التي انتشر عليها لون وردي جميل، ناعمة، هو لم يلمسها لكنها تبدو صافية وحالمة كصاحبتها، مرت نظراته على الجسد الراقد أمامه كان كاملا بحق رغم أنها تلف نفسها ببجامة تبدو قديمة ولكنها تبرز منحنياتها المثيرة وتنادي رجولته ولكنه لن يستسلم، هو لم يرغب بكل ذلك ولن يفعل الآن
لف نفسه وتحرك خارجا، هو ليس ذلك الكلب الشهواني الذي لا يفكر إلا بتلك الرغبات، رنين هاتفه جعله يندهش من رؤية اسم عامر مبكرا هكذا فأجاب 
"عامر!؟ هل أنت بخير؟" 
ضحك عامر وقال "ماذا بك يا رجل؟ نعم أنا بخير ماذا عنك؟" 
نفخ وهو يقف بالشرفة وقال "بخير عامر، بطريقي للفرع" 
هتف عامر بدهشة "طريقك للفرع!؟ هل تعرف كم الساعة حمزة؟ الفرع يبدأ بالتاسعة ما زال أمامك ساعتان، كيف حال الزواج؟" 
نفخ وهو يشعل سيجارته وقال "أخبرني أنت أخي لك عام ونصف متزوج ولديك طفل"
ضحك عامر وقال "وآخر بالطريق يا أخي ماذا عنك؟" 
رفع وجهه وهتف "مبارك أخي، سعيد بهذا الخبر حقا، لا تشغل نفسك بي أنا بخير، بلغ ليل تحياتي وقبلة لمازن"
لم تراه عندما استيقظت ولم تتذكر كيف انتقلت للفراش، لم تعرف ماذا تفعل، هاتفها كان رفيقها، قرأت كثيرا كعادتها ولم تعرف كيف تحضر طعام ولم تعرف عنه أي شيء
العمل كان صعب والفرع كان غير مجهز جيدا وهو ما سيتذكر إخبار عامر عنه، الحسابات لم تكن سيئة لكن مع الوقت اتضح وجود الكثير من الأخطاء
على منتصف اليوم دخل باجتماع مع مديري الأقسام خرج منه بعد المغرب ولم ينتهي وهو يتحرك للمكتب ومدير الفرع يقف أمامه منتظرا أوامره 
قذف الأوراق على المكتب وأشعل سيجارة وقال "بالصباح سأخبرك بتعديل بسيط بالمناصب، لكن مدير الحسابات لا، اطلب منه تقديم استقالته بدلا من طرده" 
فتح الرجل فمه ليتحدث ولكن حمزة رفع يده وقال وهو يبحث بين الأوراق وقال "هاك، تلك الورقة بها دليل ضده فبدلا من تحويله للشؤون القانونية وضوضاء لا أحبها أخبره أن يفعلها بهدوء"
أخذ الرجل الورقة من حمزة وقال "حضرتك لم تعرض تلك الورقة على المجلس"
تحرك وهو ينفخ الدخان وقال "نعم لأنني لا أريد فضيحة يا جلال، الشركة تواجه الكثير من المشاكل وليست بحاجة لواحدة أخرى، من الغد أعلن عن فتح باب التقديم للوظيفة، سأحضر المقابلات النهائية"
جذب جاكته فقال جلال "ستبقى كل تلك المدة؟"
أبعد السيجارة من فمه ليطفأها وقال "نعم أنا باقي" 
تراجع الرجل وحمزة يتحرك وقال "من سيقوم بعمله حتى يتم تعيين بديله؟"
لم يتوقف وقال "هذا من اختصاصك جلال وليس اختصاصي"
وخرج دون أن يزيد، فتح له رجل الأمن باب سيارته المستأجرة وتحرك عائدا للفندق وقد كان ذهنه مشغول بكل ما مر به على مدار اليوم، الأرقام هوايته المفضلة لا يمل أبدا منها، واليوم كانت سهلة وأبسط من أُخر كان يسقط بها
الفندق لم يكن بعيد فوصل بسرعة، ما أن دخل جناحهم حتى نهضت واقفة بمنامة وردية بسيطة وقديمة، كانت تغطي شعرها أيضا، لوقت فات كان قد نساها ولم يتذكرها سوى الآن
أغلق الباب خلفه وقال "مساء الخير" 
نظراتها له كانت فارغة ليس بها أي شيء وهو لم يهتم وهي تقول "مساء النور" 
خلع جاكته وتركه على المقعد وترك هاتفه وحقيبته الجلدية على المائدة وقال "كيف كان يومك؟" 
فك ربطة عنقه وأزرار قميصه فأخفضت عيونها وقالت "لا شيء ما بين الهاتف والتلفاز" 
أشعل سيجارة فتراجعت للخلف فرفع وجهه لها ونفخ الدخان بعيدا وقال "نعم تذكرت، هل تناولتِ العشاء؟" 
تحرك للشرفة لينفخ الدخان خارجه وهي تجيب "لا، لم أعرف كيف أطلب طعام"
حدق بها بذهول وقال "ماذا؟ ألم تتناولين أي طعام منذ الصباح؟" 
هزت أكتافها ولم ترد، تحرك وأطفأ السيجارة وهتف "يا الله! ألم يخبرك أحد أن هناك مطعم بالأسفل أو بإمكانك طلب الطعام هنا؟"
قالت بنبرة مهزوزة "لا، أنت لم تخبرني ماذا أفعل" 
أشاح بيده والمفاجأة تأخذه وابتعد ليطلب الطعام ثم التفت لها وقال "لا يمكن لأحد أن يكون بمثل هذا الغباء يا.. "
وفجأة شعر أنه نسى اسمها، هو لم يناديها به مرة واحدة ولم ينطق به أبدا، هي مرة أثناء كتب الكتاب، أغمض عيونه ثم تذكر ونطق به وهي تردده معه "حلا" 
ظل ينظر لها غير مصدق أنه سقط مع فتاة بلهاء هكذا لا تعرف مثل تلك الأمور البسيطة، تحرك ليقف أمامها وقال "كان بإمكانك طلب طعام من أي مطعم" 
احمر وجهها وأخفضته وهي تهمس "ليس معي.." 
ولم تكمل وقد فهم فسخط على عمه وعلى نفسه وعلى الظروف التي وضعته بتلك الدوامة، رفع يده لشعره ومررها به ثم قال "هذا خطئي، يمكنك طلب أي شيء بالهاتف رقم صفر، أي طلبات تضاف على الفاتورة ولا تدفعي كاش"
هزت رأسها ولم تنظر له فقال "حلا" 
اسمها كان جميل ومنه كان بالنسبة لها مختلف، رفعت عيونها له فقال "لم ترتدين ذلك الغطاء؟ هل هناك سبب له؟" 
فركت يداها ببعضها البعض وقالت "لا، أقصد أنا محجبة"
أخفض رأسه ليصل لمستواها وقال "أعتقد أن هذا خارج ذلك الباب أو أمام رجال غريبة لكن ليس زوجك واحد منهم أليس كذلك؟" 
تورد وجهها مرة أخرى بل وتسربت حرارة شديدة لجسدها ولو كانت ثلجا لانصهرت منها وهي تهز رأسها بالموافقة فابتعد وهو يدفع قميصه عنه لترى ظهره المقسم بالعضلات، عريض جدا من الأكتاف وينتهي بخصر نحيف، لم تستطع إبعاد عيونها عنه ببشرته البرونزية وجلده يلمع تحت الضوء حتى استوعبت حديثه 
"حسنا لا يمكنكِ البقاء به طوال اليوم حتى وأنا بالخارج، هنا بيتك المؤقت حتى نعود القاهرة" 
وتحرك للحمام فأطلقت أنفاسها وهي تلمس طرحتها بيدها، هل تجرؤ على ترك شعرها أمامه؟ هي بالأساس تخجل من التواجد معه وحدهما، هي تعلم أنها زوجته وهو رجلها ولكن هي لا تعرفه وهو لم يحاول التقرب منها
دقات على الباب جعلتها تفزع وعادت الدقات فأسرعت لباب الحمام وقالت "هناك دق على الباب ماذا أفعل؟" 
أبعد المياه من على وجهه واندهش من سؤالها ولكنه قال "افتحي حلا بالتأكيد العشاء، بالجاكيت بعض الفكة امنحيه بعضها" 
نفذت ما قال وانتهى الرجل وحمزة يخرج بروب الحمام ورأى الطعام وهي واقفة تتابعه فقال "ماذا علمك حسين؟" 
قالت بصدق "لا شيء" 
تجهم وجهه وتحرك ليقف أمامها وهي تضم جاكيت المنامة عليها بلا وعي حتى وقف أمامها وقال "لا شيء؟"
ظلت تنظر له وقلبها يدق بشدة دون سبب أو ربما بسبب رائحة صابون الحمام، أو وسامته والمياه تتقطر من خصلات شعره على وجهه وعيونه العسلية تلمع ببريق مثير، هو رجل رائع حقا، حلم كل فتاة؛ قوي ووسيم وثري ولكنه لم يتزوجها برغبة منه ولم يرغب بها أصلا
صوته جذبها من الأحلام "أنا لا أفهم، متى ستخبرينني شيء عن حسين وعلاقته بكِ؟" 
عندما شحب وجهها تراجع وقال "لنتناول الطعام وأنا أسمعك، هيا اجلسي" 
جلست وبدأ هو الطعام وفعلت المثل عندما قالت "هو يكرهني" 
رفع رأسه لها وقد اختارت بداية غير طبيعية

تعليقات