رواية عقيق إل دورادو الفصل الثالث عشر13والرابع عشر14 بقلم منه ممدوح البنا


 رواية عقيق إل دورادو الفصل الثالث عشر13والرابع عشر14 بقلم منه ممدوح البنا

اتململت بتكاسل بعد ليلة صعبة قضتها في محاولة النوم، ضرب شعاع شمس عنيف عينيها، فلفت للجانب التاني المعاكس ليه، ولكن لوهلة حست بخيال قدامها، فتحت عينيها سرعان ما انتفضت بفزع لما لقت اللي قاعدة قدامها وبتبصلها بخبث، اتعدلت بسرعة بتحاول تستوعب اللي شايفاه ورددت_ملكة زمرد!
فضلت بصالها بنظرات مليانة كره وعلى وشها ابتسامة غريبة ومتحركتش تمامًا، بصت ضي القمر حواليها بتعجب لحد ما قالت_أنتِ بتعملي إيه هنا؟!
_تعرفي إني خضيت عقيق نفس الخضة دي قبل كده؟
عقدت حواجبها باستغراب لما قالت الجملة دي من غير ما تتحرك، فكملت الملكة زمرد_كانت فاكرة إني جاية اقتلها، الحقيقة إني كان عندي النية في كده، بس التنفيذ كان عايزله تخطيط، زي ما بعمل معاكي دلوقتي!
انتفضت ضي القمر من على سريرها بغضب وصاحت_أنتِ بتهدديني؟!
قامت وقفت وهي بتتحرك ببرود تحت انظارها لحد ما وقفت قدامها، وقالت_متخافيش، مش هقتلك دلوقتي
مدت إيديها ومسكت دقنها ورفعت عيونها ليها، وكملت_اوعي تكوني فاكرة هتقدري تاخدي بدر ابني لصفك!
مهما حاولتي هتفضل الاولولية ليا أنا
زي ما خدت الملك رسلان من عقيق هاخد ابني منك
نفضت ضي القمر إيديها بعنف،. ابتسمت وهي بتقول باستفزاز_عشان كده الملك رسلان لسة بيدور على عقيق لحد دلوقتي؟
كان نفسي تشوفي نظرته لما شافني قدامه وافتكرني عقيق، حتى لو خدتيه منها فقلبه لسة معاها لحد دلوقتي!
اشتعلت عينيها بغضب رهيب وكإنها داست على الجرح اللي ما زال مفتوح لحد دلوقتي حتى بعد كل السنين دي، فببغتة منها مدت إيديها وقبضت على رقبة ضي القمر بكل قوتها، شهقت هي من المفاجأة، وحاولت تتملص من بين إيديها ولكن التانية كانت قوتها غريبة!
في حين كانت بتقول بكره_الظاهر إنك مستعجلة على قدرك يا ضي القمر
هنهيكي دلوقتي!
ابتدى الازرقاق يتسلل لملامحها علامة على الاختناق، في حين مثبتة إيديها الاتنين اللي على رقبتها بتحاول تبعدها عنها قدر المستطاع، في حين عينيها جاحظة من المفاجأة والاختناق، حركت ضي القمر إيديها ومسكت مصباح الشمعة اللي كان محطوط على الترابيزة جمب السرير وضربتها بيها على دماغها فوقعت الملكة زمرد على الأرض
بصتلها بصدمة ورمت بهلع المصباح اللي في إيديها على الأرض
اتحاملت الملكة زمرد على نفسها واتعدلت وهي بتتأوه، قامت وقفت تحت انظارها وحطت إيديها مكان الضربة فلقت إيديها طابعة دم خفيف، بصت لضي القمر بسخرية وتمتمت من بين اسنانها_مش هسيبك يا ضي القمر
هفضل وراكي لحد ما اخلص منك بنفسي!
نهت جملتها وخرجت من الجناح، فضلت ضي القمر باصة على اثرها بصدمة، وبعدين اتحركت وقعدت على السرير بانهيار وهي شاردة قدامها في الفراغ، مكانتش متخيلة إن زمرد بالشر ده!
حاولت تقتلها من غير ما يرفلها جفن!
دلوقتي توقعت كم المعاناة اللي شافتها عقيق على إيديها وبسببها هربت!
دخلت في الوقت ده جولينهار ومعاها بنتين ماشيين بجرار ملابس، بصتلها باستغراب من حالتها دي ولكنها وقفت وقالت_سمو الأميرة
جيبتلك ملابسك
مردتش عليها، فقربت لحد ما وقفت قدامها وقالت بقلق_أنتِ كويسة يا سمو الأميرة 
رفعت ضي القمر عيونها ليها وفضلت شاردة فيها من غير ما ترد، فهزت جولينهار كتفها بقلة حيلة وبعدين شاورت للبنات اللي معاها يجهزوا ملابس ضي القمر....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خرجت ضي القمر لساحة القصر وابتدت تدور في كل الأماكن اللي مشيت فيها يمكن تلاقي السلسلة ومنها تلاقي خلاصها، لوهلة سمعت صوت صهيل قوي، اتحركت تجاه الصوت اللي كان عالي بشكل غريب وكمان
متوحش!
مش صوت حصان عادي تمامًا
لوهلة شافت ضهر بدر اللي كان غير ملابسه لتانية عادية على عكس البدلة الحديدية اللي كانت شايفاه بيها، اتجهت ناحيته ولكن بمجرد ما شافت الكائن اللي كان جمبه صرخت بهلع_اعوذ بالله
اعوذ بالله إيه ده!!
اتلفت على صوت اللي كانت واقفة بتبص لحصان بدر الاسود بهلع، ضخامته الغريبة، وجسده المعضل بشكل غريب، عينيه اللي كانت نارية، ده غير العلامة الغريبة اللي في منتصف جبهته وشعره الناري التقيل، اتلفت بدر على صوتها وهو بيبصلها بتعجب، ولكن مخدش باله من الحصان اللي اشتعلت نظراته ووجهلها نظرات تحذيرية وهو بيقرب منها بخطوات هجومية بعد ما افتكرها مصدر تهديد، أول ما شافت ضي القمر المنظر ده لفت وهي بتجري وبتصرخ بصوت عالي بهلع، ووراها الحصان اللي ركض وراها بكل قوته عشان يفتك بيها، اتلفتت براسها تبص لملامحه المرعبة وانيابه اللي ظاهره من فكه، فصرخت اكتر برعب، ولكنه توقف فجأة على صوت بدر اللي ركض ناحيته وادى صوت صفير مميز بالنسباله وهو بيهتف_بجاسوس
توقف!
وقف الحصان مرة واحدة، واتلفت لصديقه اللي اتجه ناحيته وربت على ضهره وهو بيحاول يهديه، أما ضي فوقفت بدورها وهي بتلتقط انفاسها الضايعة ومثبتة إيديها على صدرها اللي بينهج في حين منحنية في وقفتها
رافق بدر بجاسوس ليها فاتراجعت لورا وصرخت_لا
لا ابعد الكائن ده بالله عليك
شيطان ده ولا إيه اعوذ بالله
انصرف انصرف!
كانت بتقولها بطريقة هيستيرية وهي بتشاور بإيديها خلت بدر انفجر في الضحك وهو بيقول_اهو بـ انصرف بتاعتك دي هسيبه عليكي
اهدي ده حصان عادي
ردت بهلع وهي بتشاور عليه_حصان؟!
ده منظر حصان بالله عليك؟!
بص لوشه كده!!
اتجه بدر ناحيتها وهو بيقول_صدقيني حصان
ولكن اللي يفرقه عن الحصان العادي إن ده حصان محارب بنستخدمه في المعارك فقط عشان كده مبيظهرش كتير
وجه نظره للحصان ونداه_بجاسوس
تعالى..
اتحرك الحصان ناحيته بسكينة، فارتعبت ضي القمر ووقفت ورا بدر وهي متمسكة بهدومه بقوة وبتقول_لا
مشيه
هش هش
بالله عليك ابعده
حاول بدر يطمنها لما قرب بجاسوس منه وبدأ يملس على رقبته وهو بيقول_متخافيش
بجاسوس لطيف، اللي خلاه هاجمك دلوقتي لما صرختي فحس إنك تهديد وافتكرك هتئذيني
ده لإنه وفي جدًا وممكن يفدي صاحبه بروحه
اتلفت براسه ليها وهو بيكلمها ولكن لوهلة اتجمد تمامًا لما شافها بالقرب ده منه، عيونها الناعسة اللي اترفعت ليه بتركز في كلامه، وإيديها اللي ماسكة بيها هدومه، كل ده خلاه سرح غصب عنه فيها وهو حاسس بانفاسها وريحتها القريبة منه، لوهلة انفصلوا تمامًا عن الواقع واتهدلت انفاسهم وكإنهم سكارى، لحد ما انتفضوا على صوت صهيل بجاسوس اللي كان حاسس بالغيرة لما حس بمشاعر صاحبه لضي، اتنحنح بدر وهو بيكمل_جربي المسيه
خليه يتطمنلك
هزت راسها بالرفض ولكنه جذبها عشان تقف جنبه وسط اعتراضها وجسدها المتيبس في مكانه، رفع كفها غصب عنها وحطها على راس بجاسوس ولكنها حست بقشعريرة وخوف رهيب سيطر على جسمه، ولكن فضل بدر مثبت إيديها لحد ما خف تحفيز بجاسوس وابتدى يحرك راسه كمطالبة إنها تملس عليه فابتسم بدر وقال_غريبة، بجاسوس أول مرة يتطمن لحد بسرعة لدرجة إنه يطالب بنفسه إنك تلاعبيه
ضحكت ضي بانبهار وابتدت تملس عليه والحصان بيتحرك باستمتاع لدرجة إنه قرب منها يلاعبها، أما بدر فوقف مكانه يتفرج عليهم وهو مبتسم وهو شايف إنهم اندماجهم مع بعض وخوف ضي اللي اتشال تمامًا
ولكن عينيه كانت ثابتة على ضي بانفعالاتها وابتسامتها وهي بتلعب مع بجاسوس لحد ما اخدت بالها فاتلفتت ليه بعيون لامعة وهي بتبتسمله وبتقول_غريبة، طباعه ودودة على عكس شكله!
رد بدر بابتسامة_ده عشان اتطمنلك، إنما بجاسوس وأي حصان محارب من فصيلته طبيعتهم عدوانية، ده غير قوتهم الفتاكة في الحروب، قوة بجاسوس تكفي لانه يخترق جدار مملكة من غير ما يتأذى واسنانه تقدر تفتك بالمعادن
وجهت انظارها لبجاسوس وهي بتلاعبه وبتقول_شكلك عندك قدرات أكتر ما اتخيل
سكت شوية بدر وبعدين قال_صحيح كنتي بتعملي إيه هنا؟
ردت ببساطة وهي بتمط شفايفها بضيق_حاولت ادور على السلسلة في الأماكن اللي كنت فيها آخر مرة بس للأسف ملقتش ليها أثر
لوهلة حس بالضيق من اصرارها فقال_أنتِ بتدوري عليها باصرار كده علشان تمشي ولا علشان غالية عليكي؟
سكتت شوية قدام سؤاله وبعدين قالت_الاتنين
سكت ومرضيش يتكلم مرة تانية في الموضوع رغم الضيق اللي حس بيه، بعدت في الوقت ده عن بجاسوس وقربت منه، وقفت قدامه وبصت لعينيه مباشرة وقالت_بدر...
همهم وهو باصصلها بتساؤل، اسبلت عيونها بحزن وقالت_ممكن تثق فيا؟
عقد حواجبه بتعجب وبعدين سأل_مش فاهم؟
مطت شفايفها وهو بتقول بحزن_صدقني أنا مش ورايا حاجة من اللي في بالك
أنا مش جاسوسة، ولا جاية لغرض معين، عقيق اللي بحمل دمها دي عمري ما شوفتها في حياتي ولا كنت أعرف بوجودها قبل ما آجي هنا، حتى وقت ما جيت هنا مكنتش أعرف أي حاجة
تقدر تقول إن القدر هو اللي جابني هنا بدون ارادتي
كان بيبصلها من غير ما يتكلم، نفسه يصدقها رغم إنه احساسه بيقوله مبتكدبش، ولكن الأفكار اللي اتزرعت فيه وهو صغير مش قادر يتخلى عنها غصب عنه، محبتش هي تضغط عليه وتجيب سيرة الملكة زمرد عشان متضغطش على الفتيل وتشعل الوضع بينهم، ولكن فضلت تسكت لحد ما تقدر تثبت عليها حاجة، او يمكن تلاقي السلسلة قبل ده وتمشي من هنا، وقتها مش هتهتم بكل الماضي اللي حصل، ولكن هل هي هتقدر تمشي من هنا فعلًا
ولا هتسيب جزء منها هنا
وهو قلبها!
اتحركت معاه وهي بتتمشى بين الأشجار ومعاهم بجاسوس بعد ما طلب منها بحجة إنهم يدورا على السلسلة، كانت بتقطف من ورق الأشجار وهي بتتكلم_بابا اتوفى وأنا صغيرة، فضلت عايشة مع ماما لوحدنا، مكانش ليا اخوات لإن ماما كان عندها مشكلة في الحمل لحد ما جيت أنا بعد سنين طويلة، وقتها سمتني ضي القمر لإني بالنسبالها النور اللي في حياتها بعد سنين ضلمة
فضلت عايشة أنا وهي لوحدنا، مكانش لينا حد غير جدتي مامت ماما اللي كانت بتزورنا كل فترة، بعدها ماما تعبت فجأة و...
اتوفت
اتنهدت في جملتها الأخيرة وهي بتقاوم دموعها تحت انظاره وهو شايف تحفز ملامح وشها كإنها بتجاهد، فكملت هي_لقيت نفسي فجاة بقيت لوحدي في الدنيا
من غير أب أو أم
معرفش عيلة بابا فين، مفيش غير جدتي، اضطريت أسيب البيت اللي عيشت في حياتي كلها وأنقل لمكان تاني عشان مبقاش لوحدي، وروحت قعدت مع جدتي، ولكن فجأة لقيت نفسي هنا
بصلها بترقب وهو بيقول_ازاي؟
رفعت كتفها وهي بتقول_معرفش
زي السحر...
كان من جواه عارف إن النبوءة هي اللي جابتها هنا، ولكنه كان رافض الفكرة نفسها، حتى كان دايمًا بيدخل في نقاش مع والده بسبب كلام سلطان، اتنحنح بارتباك وبعدين قال_امبارح لما شوفتك 
اقصد....
فهمت اللي بيلمح عليه لقت نفسها بتبتسم تلقائيًا لإنه مش عايز يحرجها، فردت_كنت افتكرت ماما
وحشتني أوي
لوهلة حست بملامحه بتلين وهو باصصلها بعمق، هو اتحرم برضه من وجود امه لسنين طويلة في حياته وعارف الشعور ده، ولكن على الأقل كان نَفَسها لسة في الدنيا!
كان قادر يشوفها كل يوم
أما هي اتحرمت منها للأبد 
كان هيتكلم ولكنهم اتلفتوا على صوت زمجرة بجاسوس، بصله بدر بتعجب وقرب منه وهو بيبص في اتجاهه، ولكنه لوهلة حس بخيال بيجري قدامه
لوهلة حس بالقلق والخوف عليها خاصة بعد محاولة قتلها الأخيرة فاتلفت ليها وهو بيؤمرها بحزم_ارجعي على القصر بسرعة
حاولت تعترض_بس...
_فورًا
قاطعها وهو بيؤمرها بحزم وبعدها قفز وامتطى بجاسوس بحرافية وابتدى يتحرك بيه اتجاه المكان اللي ميزه بجاسوس، أما هي اتلفتت وجريت بالفعل عشان ترجع للقصر وأول ما شافت قائد الحرس اتجهت ناحيته وهي بتقول بأنفاس لاهثة_الحقوا الأمير بدر، في حركة غريبة في الاتجاه الشرقي للقصر وهو بيتبع الاثر مع بجاسوس
بالفعل شاور قائد الحرس لباقي الحراس اللي جريوا معاه للمكان اللي قالت عليه ضي القمر اللي كانت واقفة متابعة اثرهم وهي محتوية كفها على صدرها بقلق
لوهلة انتفضت بخضة لما سمعت صوت سلطان وراها بيقول_قلقانة عليه؟
كانت نبرته ساخرة قبل ما يكون سؤال، فهزت راسها وكإنها كُشف أمرها بالرفض وهي بتقول_لأ طبعًا
هقلق على مين!
وبعدين أنتَ مينفعش تظهر زي البني آدمين كده لازم تقطع خلفي كل مرة!
_تأثير المهنة يا عزيزتي
قالها وهو بيتقدم عشان يقف جمبها، بصتله هي بترقب وسألت_سلطان أنتَ متعرفش السلسلة فين؟
ابتسملها باتساع وقال بنبرة ذات مغذى_الظاهر إن فيه حد حابب وجودك هنا، لدرجة إنه مانع مغادرتك!
بصتله بعدم فهم، فرقع كتفه بقلة حيلة، زفرت هي بضيق من أسلوبه المراوغ وسكتت شوية وبعدين قالت_هي الملكة زمرد السبب في هروب عقيق؟
التفت الكاهن سلطان ليها فجأة وهو بيبتسم باتساع، اما هي كملت بسرعة_أنا عرفت إنها كانت بتئذيها، حتى هي معايا حاولت..
حاولت....
كمل الكاهن سلطان عنها بعد ما فهم اللس ناوية تقوله_عزيزتي ضي القمر، في حاجات كتيرة أنتِ متعرفيهاش
ولكن بمكرك ودهائك هتقدري تكشفي حاجات كتيرة، وكمان تاخدي ناس لصفك
حتى ممكن تقدري تكشفي السر القديم اللي ممكن يغير حاجات كتيرة
أولهم مكانتك..
عقدت حواجبها بتعجب وسألت_أي سر قديم؟
اتلفتت لما حست بحركة قدامها فشافت بدر راجع مع الحرس بعد ما مقدروش يلاقوا حد، رجعت بصت للكاهن سلطان ولكن للدهشة كان اختفى!
اتوسعت عينيها بصدمة من خفته، ولكن في الآخر هزت راسها بقلة حيلة
الظاهر إنها ابتدت تتعود على حركات سلطان هي كمان...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"مملكة ازتلان"
اجتماع طارئ مجتمع فيه الملك ضرغام وزوجته والأمير رئبال والأميرة داريا، ده غير العديد من الوزراء والنواب اللي ليهم مناصب عليا في المملكة، ده غير قائد الحرس وكبار الجنود، كان واضح على ملامحهم الجدية، ده غير إن كلهم متجهمين خصوصًا بعد الكارثة اللي حلت عليهم، كان بالنسبالهم شئ هين إنه الاسلحة تحترق ولكن إنهم يتسرقوا بالشكل المهين ده؟
ده غير دخولهم لقلب القصر الملكي بمنتهى السهولة ده شيء حسسهم بالإهانة.
على طاولة الاجتماعات المستطيلة كان بيترأسها الملك ضرغام اللي اتكلم بحدة_الكارثة اللي حصلت في حقنا لا تُغتفر
وبالتأكيد كلنا عارفين إن دي ألاعيب مملكة إل دورادو عشان ياخدوا بثأر اللي حصل رغم إننا مش قادرين نمسك عليهم دليل يدينهم
اتكلم قائد الحرس في الوقت ده_مولاي، صدقني لو عاوزنا نعلن الحرب دلوقتي على المملكة أنا مش هتردد أفديها بروحي
ابتسمله الملك ضرغام بسخرية، فاتكلم رئبال في الوقت ده_ونبقى إحنا اللي نقضنا المعاهدة من غير دليل ملموس، وبالتالي كل الممالك هتتحد ضدنا لأننا بالنسبالهم هنبقى ناقضين عهد!
ذكي يا قائد الحرس.
نكس قائد الحرس راسه بإحراج، فاتكلم الوزير_إحنا محتاجين نلاعبهم بذكاء يا مولاي، زي إننا نضرب اقتصاد المملكة بإننا نبدل بضاعتهم ببضاعة مغشوشة، ده غير تزويد المعادن والمواد اللي بيستخدموها في صناعة الأسلحة ممكن نرشي موردينها فبالتالي كل حاجة عندهم هتبقى غير صالحة للاستخدام
هز رئبال راسه بتأييد وهو بيقول_كلام جميل
ولكن محتاجين عين لينا تبقى هناك
شبك الملك ضرغام إيديه وهو بيقول بابتسامة واسعة_بالظبط كده
محتاجين عين لينا هناك
اتفتح باب القاعة في الوقت ده دخل الحارس اللي بص للملك ضرغام بنظرة ذات مغزى فشاورله بالإيجاب، خرج الحارس تحت أنظار الموجودين بترقب، بعدها دخل شخص خلى الكل يبصوله بصدمة كبيرة
كانت الملكة زمرد اللي وقفت تتطلع على وشوشهم بابتسامة ماكرة، اتكلم الملك ضرغام في الوقت ده وقال_اقدملكم العين اللي هتكون لينا هناك....

الحلقة الرابعة عشر

_زمـرد!
قالتها الملكة آريا بملامح مشدوهة بعد ما وقفت من مكانها بصدمة، وجهت الملكة زمرد انظارها ليها وابتسمتلها بسخرية، كانت مدركة تمامًا إيه اللي بيدور في دماغ الملكة آريا والحقيقة دي كانت حاجة محسساها بالانتشاء، اتحركت ناحيتهم وشدت كرسي وخدته لجوار الملك ضرغام تحت انظار الجميع اللي مكانوش يقلوا صدمة عن الملكة آريا وقعدت بمنتهى البساطة وهي بتقول_إيه الترحيب الجاف ده؟
مش ممكن طباع مملكة ازتلان مش هتتغير نهائي!
كانت نبرتها مليانة سخرية، وجهت الملكة آريا نظراتها للملك ضرغام اللي كانت ليها مغذى وصله كويس ده غير أعصابها اللي بقت مشدودة، فشاورلها هو بتحذير واضطرت في النهاية إنها تقعد على مضض، اتكلم رئبال في الوقت ده بتعجب_اعذرني يا مولاي
حضرتك جايبلنا ملكة مملكة إل دورادو بنفسها علشان تبقى جاسوسة لينا هناك؟!
وإيه يضمنلنا إنها مش جاسوسة ليهم هما!
ابتسم الملك ضرغام بثقة وقال وهو بينقل نظراته بين رئبال وزمرد_متقلقش، زمرد أكبر حليفة لينا من زمان
هي محل ثقة
سندت الملكة آريا ضهرها على الكرسي وهي بتبص للملكة زمرد من فوق لتحت وهي بتقول بتلميح وصلها_الظاهر إنك متغيرتيش يا زمرد، كنت فاكرة إن غيبوبتك الطويلة هتخليكي شخص تاني، على الأقل شخصية نضيفة وولائك يتغير للمملكة!
فهمت مقصد كلامها كويس، ولكن رغم ده مأثرش فيها بتاتًا، بل قالت بثقة_مش زمرد اللي تتغير يا آريا
زمرد بتاعة زمان هي بتاعة دلوقتي بل وأقوى كمان
اتدخل في الوقت ده الوزير اللي تساءل بتعجب_اعذرني يا مولاي، ولكن الملكة زمرد عارفة إننا دلوقتي بنخطط لتدمير مملكة إل دورادو اللي هي بتكون موطن شعبها وزوجها، فالأمر مش منطقي بالنسبالي بتاتًا
سندت بضهرها على الكرسي واتكلمت بثقة_غرضي مش تدمير مملكة إل دورادو، بل تدمير الحكم وبعدها أبقى الملكة الوحيدة للمملكة
ووقتها طبعًا هبقى أكبر حليف ليكم والملك ضرغام عارف كويس إني محل ثقة واستحالة اغدر
وده هو شرطي الوحيد علشان اساعدكم، بعد ما نقدر ننهي الملك رسلان مملكة إل دورادو هتكون تحت حكمي وتحت سيطرة مملكة ازتلان!
فقال رئبال بغموض_وبالنسبة لابنك؟
سمو الأمير بدر؟
بما إننا هننهي الملك رسلان فالحكم المفروض يروح لابنك
ومتحاوليش تقنعيني إنه هياخد صفنا، بدر يشبه لرسلان وميقلش عنه بل لو ادرك خطتنا هيسعى للانتقام لحد آخر قطرة من دمه!
ولكن كلامه ده مظهرش عليها أي تأثر، بل كان الحقد اللي مشتعل من زمان جواها هو اللي مسيطر عليها، فردت_بدر من دلوقتي هيختار طريقه، لو اختار طريق والده والنبوءة السخيفة اللي بتحتم عليه يربط نفسه بشبيهة عقيق يبقى وقتها هنفيه بنفسي لمكان بعيد تمامًا، ووقتها هيكون بأمر ملكي
ضحك رئبال بسخرية وهو بيشاور ناحيتها وبيقول باستهزاء_بتقولكم هتنفيه!
مش هاين عليها إنها تقتله وجايين تقولوا أكبر حليف لينا!!
خبطت الملكة زمرد بكفها على الترابيزة وهي بتقول من بين أسنانها_أنا مش هتسبب في قتل ابني الوحيد!
اتكلمت الملكة آريا بسخرية_بس تتسببي في قتل زوجك وابو ابنك وتدمير شعب مملكتك ده اللي عادي؟!
اتجمدت لوهلة ومعرفتش ترد ولكنها فضلت تبصلها بنظرات كارهة مليانة غضب ومكانتش تقل نظرات الملكة آريا عنها، اتدخلت داريا في الوقت ده، بالنسبالها بدر هو مكسب كبير ومتقدرش على خسارته، فقالت_أنا رأيي من رأي الملكة زمرد، وكمان ممكن نضمه لينا بطرق تانية
صدرت ضحكة عن رئبال مليانة تريقة وقال_ودي واحدة مهووسة ببدر ما صدقت!
بصتله داريا بغيظ وهي بتجز على اسنانها من سخريته منها، ولكن الملك ضرغام أيد كلامهم وقال_صحيح، داريا وزمرد عندهم حق، ممكن نضمه لينا من خلال داريا
اتكلم رئبال_هتقنعه ازاي؟
بدر يطيق العمى وميطيقش أميرتنا العزيزة
_رئبـال!
صرخت بيها داريا بضيق رهيب وكإنه بيصفعها بالحقايق اللي هي بتحاول تتغاضى عنها، ولكن الملك ضرغام ابتسم بخبث وهو بيوجه نظره لزمرد وبيقول_ده دور زمرد
وسحرها!
اتلفتتله الملكة زمرد بصدمة، فاتكلمت الملكة آريا بسخرية_ساحرتنا الصغيرة راجعة وبقوة!
كمل الملك ضرغام عشان يحطها قصاد الأمر الواقع_أكيد الملك رسلان ملحقش يحصن بدر ضد السحر زي ما حصن نفسه
بكده الموضوع سهل بالنسبالك
كان باين عليها التردد ولكن لوهلة اقتنعت بكلامهم، على كده مش هتئذي ابنها لو تم الأمر بل بالعكس هيكون في صفهم، أيدت داريا كلامه وهي بتقول_بالظبط، بتعويذه صغيرة هيبقى في صفنا
ولكن لازم نشيل العائق اللي بيني وبينه الأول
ابتسمت زمرد وعينيها بتلمع بشر وانتصار_شبيـهة عقـيق!
سيبوها عليا، هنهيها بطريقتي..

دخلت وراه جناحه وهي مشتعلة تمامًا من الغضب، كان بيخلع عنه وشاحه وتاجه الملكي وهو بيراقب حركتها العشوائية في الغرفة ومعالم الغضب والعصبية اللي ظاهرة عليها، زفر نفاذ صبر وقال_قولي اللي عندك يا آريا بدل ما تنفجري من الغضب!
وقفت عن الحركة واتلفتت ليه وهي بتبصله بغيظ شديد، وبعدها اتجهت ناحيته بعصبية وهي بتقول_أنا مش متخيلة اللي أنتَ عملته!
بتطلب العون من زمرد!
عشيقتك القديمة!!
نبرتها كانت مشتعلة من الغيرة، رفع راسه بشموخ وقال_أنتِ سامعة اللي بتقوليه يا جلالة الملكة؟!
ولكن نبرته الحادة مأثرتش فيها بل كملت بغضب_أيوه سامعة كويس
ليه شايفني قولت حاجة غلط؟
ما هي عشيقتك فعلًا اللي كنت بتخوني معاها في بداية زواجنا!
احتوى كتفها الاتنين بإيديه وهو بيقول بنفاذ صبر_قولتلك مليون مرة مش عشيقتي، كانت جاسوسة لينا على الملك رسلان
أنا بنفسي اللي دبرت لقاءاتهم ببعض عشان في النهاية يقع عليها الاختيار للزواج بعد اختفاء عقيق!
ابتسمت بسخرية وقالت_الكلام ده تروح تقوله لأي حد إلا أنا يا ملك ضرغام، زمرد كانت عشيقتك قبل ما يكبر دورها وتبقى جاسوسة، فاكرني معرفش بلقاءاتكم في القصر الغربي؟
بهتت ملامحه من الصدمة، فكملت وهي بتتأمل في ملامحه اللي شحبت_للأسف أنتَ اللي متعرفنيش يا ضرغام، كل اللي خلاني سكت إني اتخلصت منها لما دخلت في غيبوبة مجهول سببها، ولكن بعد عودتها دي ودخولها وسطنا صدقني لو حسيت بأي حاجة بتدور بينكوا تاني مش هتردد إني اقتلها واقتلك يا جلالة الملك!
هتف بعصبية شديدة_أنتِ اتجننتي يا آريا!
متنسيش نفسك، اللي قدامك ملك ازتلان!
رفعت راسها بشموخ_واللي قدامك أميرة مملكة بريتيا قبل ما تكون ملكة مملكة ازتلان!
نهت كلامها وخرجت من الجناح بعصبية، فوقف هو يبص لأثرها بذهول تام، مكانش متوقع إنها ذكية بالشكل ده لدرجة إنها تعرف اسرار كتيرة من الماضي والغريب إنها متكلمتش عنهم قبل كده إلا دلوقتي
واللي الأكيد تعرف حاجات تانية كتير..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لأول مرة تجتمع معاهم على سفرة واحدة من ساعة ما جت هنا، لوهلة حست بالدهشة، سفرة طويلة بشكل لا يُصدق، ولكن مش انواع الطعام اللي أثارت دهشتها ولكن الكؤوس والمعالق والاطباق اللي كانت مصنوعة من الذهب ومزينة بالأحجار الكريمة، المملكة دي بتدهشها كل مدى، كثرة استعمالهم للذهب والأحجار الكريمة كإنها شيء عادي مش ثمين بيذهلها!
كانت لوحدها على السفرة اللي بيترأسها الملك رسلان، اللي اتكلم وهو بياكل_كان عندي احساس جوايا إنك بريئة يا ضي القمر
أنا مدرك إنك مش عقيق، ولكن كفاية الشبه اللي بينكوا والدم اللي بتحمليه، عقيق طول ما كانت هنا عمرها ما صدر منها أي شيء سيء تجاهي، بالعكس كانت بتفضلني عن نفسها، كانت روحها بتروح لما تشوفني خارج لمعركة، وبمجرد ما ارجع ترتمي بين أحضاني وهي بتبكي من خوفها على فقداني
سكت الملك لما بدأت نبرته تتحشرج، بصتله ضي القمر بتأثر شديد، مكانتش متخيلة إن الحب اللي بينهم كان قوي بالشكل ده، كمل الملك كلامه_متتخيليش اختفائها مرة واحدة أثر عليا قد إيه، كنت زي اللي سلبوا منه وطنه، مكانش فاضل غير ساعات على زفافنا، دورت كتير عليها ولكن ملقتهاش، مبقتش عارف هي اتاخدت رهينة ولا هي اللي مشيت بإرادتها!
افتكرت ضي القمر كلام الملكة زمرد في الوقت ده، فاتنحنحت بارتباك وقالت_مش يمكن حد خوفها؟
رفع الملك أنظاره ليها بتعجب وقال_تقصدي إيه؟
ارتبكت شوية وهي بتقول_أقصد حد هددها، حد كان بيتعمد إيذائها، حد مكانش حابب وجودها، فخافت مثلا وهربت؟
ضيق الملك عيونه بشك وقال_أنتِ تعرفي حاجة يا ضي القمر؟!
هزت راسها بدهشة مصطنعة وهي بتقول بتلعثم_أنا؟
لا خالص 
أنا أصلًا معرفش أي حاجة!
فضل الملك رسلان باصصلها شوية بشك، وسط توترها وعبثها في الطبق، لحد ما اتنهد الملك رسلان وقال_مش عارف
ليه لأ!
خاصة وإن العين كانت عليها بما إنها هتبقى زوجة الملك، ولكن كان ممكن تيجي تقولي، كنت هحميها، كنت هفديها بروحي!
مش هنكر لما شوفتك يا ضي القمر وافتكرتك عقيق حسيت إن روحي اتسلبت وانفاسي اختنقت، مكنتش مصدق إني شايف عقيق قدام عيني، لحد ما عرفت إنك مش هي مش هنكر خابت آمالي
ولكن قدرت اتقبل الواقع زي ما اتأقلمت على غيابها.
كلام الملك رسلان حسته بيضربها في صميمها، كان كلام عاشق مجروح رغم الشيب اللي غزا شعره والتجاعيد اللي ملت وشه إلا إن قلبه لسة قلب شاب عاشق بيتألم من عذاب الحب، رفع عيونه ليها وقال_أنا مدرك إن بدر بيقع في حبك
اتسعت عينيها بدهشة، فاتكلم قبل ما تقاطعه_صدقيني، أنا أقدر أميز كويس مشاعر اللي قدامي، وبدر مش أي حد ده ابني وفلذة كبدي!
بدر ابتدت مشاعره تتحرك ناحيتك يا ضي القمر
وأنا كل رجائي ليكي إنك متكسريش قلبه وتختفي زي ما عملت عقيق، خليكي مع بدر واحتويه
أنتوا الاتنين مقدرين لبعض من البداية، لو الأمر عكس كده مكانتش النبوءة جابتك لحد هنا...
كانت ضي القمر مشدوهة تمامًا، معقولة بدر ابتدى يحبها فعلًا؟
رغم إنه كان هيتسبب في إعدامها ولكنه في النهاية انقذها!
ابتدت تفتكر اللحظات اللي جمعتهم من أول ما فتحت عيونها وشافته، نظرة عيونه، صوته المألوف ليها، أحلامها اللي بقاله سنين اللي بيشاركها فيها، قربهم من بعض وضحكهم ومواقفهم بخناقاتهم ونقاشاتهم
اذا كان بدر وقع في حبها
فهي كمان وقعت صريعة في هواه!
اتلفتوا على صوته لما دخل وانحنى للملك وهو بيقول_بعتذر يا جلالة الملك عن التأخير ولكن شوفنا ظل في الجانب الشرقي من القصر وكنا بنتابع الموضوع
اشار له الملك يجلس فقعد على الكرسي جمب ضي القمر ولكن من اتجاه الملك، فاتكلم الملك في الوقت ده_قدرت توصل لحاجة؟
هز راسه وقال_للأسف لأ، استنتجنا إنه ممكن يكون حيوان اثار غريزة بجاسوس ولكن الوضع في المملكة ميطمنش فخدنا كل الاحتياطات
أما ضي القمر كانت مفصولة تمامًا عن الواقع، بتراقبه بعيون لامعة وهو بيتناقش مع الملك رسلان، راسه المرفوعة بشموخ، خصلاته الفاتحة الطويلة، عيونه الحادة، ملامحه الوسيمة واسلوبه المنمق، هي فعلًا انبهرت بيه من أول يوم شافته 
ولكن معقولة اتحول لحب من غير ما تاخد بالها!
حس هو بيها وبنظراتها، فاتلفت ليها ولوهلة اتجمد قصاد نظرة عيونها اللامعة اللي سحرته واللي كانت بتعكس مشاعرها زي المراية، مكانش واخد باله من إنها هي اللي جنبه رغم ريحتها المميزة اللي كانت بتداعب أنفه اتبادلوا النظرات للحظة ولكن تداركت ضي القمر نفسها بسرعة ونقلت أنظارها على الطبق بارتباك بعد ما أدركت إنها تحت تأثير كلام الملك رسلان، لقته بيميل عليها وبيقول_أنتِ كويسة؟
حد ظهر قدامك؟
هزت راسها بالرفض مع ابتسامة بسيطة وقالت_أنا كويسة
ضم شفايفه بتفهم، وبعدين بدأ ياكل، ولكن اتصدمت لما لقته بيميل عليها مرة تانية وبيقول_بالمناسبة
مجتش فرصة اقولك إن فستانك جميل رفعت عيونها ليه بدهشة، بيتغزل فيها!
لأول مرة نخرج منه كلمة مدح في حقها، كان هو برضه مستغرب من نفسه، لأول مرة يحس إن تصرفاته بتصدر منه بدون ارادة عنه
اتنحنح باحراج وبعد وهو بيقول بتساءل في حين بيتلفت حواليه بتعجب_الملكة زمرد فين
_أنا هنا..
اتلفتوا على صوت دخولها من وراهم، قعدت على الكرسي اللي بجانب الملك رسلان من الاتجاه التاني واللي مدلهاش أي اهتمام وكإنها مش موجودة، نقلت نظراتها على ضي وبدر وهي بتقول_اعذروني، حبيت أخرج اتجول في المملكة، حسيت إني مشتاقلها وحبيت اشوف التغيير اللي حصل فيها بعد السنين دي كلها
ابتسم لها بدر بتأييد وقال_المهم تكوني انبسطتي يا أمي
رفعت حواجبها وهي بترد_جدًا، فوق ما تتخيل، متعرفش هوا المملكة رد روحي ازاي!
كانت ضي القمر بتبصلها بغيظ شديد، صعبان عليها بدر إنه يبقى مخدوع في أمه بالشكل ده، هو بيحاول يعوض السنين اللي مكانتش معاه فيهم ولكنه مش مدرك إنها كانت شيطانة بتستمتع بالأذى ودي حاجة مش هتقدر توضحهاله بسهولة
لقت المكان بيضيق عليها فاستأذنت إنها ترجع لغرفتها تحت أنظار الملك رسلان اللي خد باله من الوضع، وبعدها بدر اللي خرج يتفحص العمال اللي بيرمموا مخزن الأسلحة من جديد، استغل الملك رسلان عدم وجودهم واتكلم من غير ما يتلفت ليها_أنا بقول تبدئي تتأقلمي من دلوقتي على إن ضي القمر هي قدر بدر
أنا مدرك كويس نظراتك ناحيتها بس لإنها تشبه ضي القمر اللي بتكرهيها من صميمك، ولكن اعرفي إني هكونلك بالمرصاد ومش هسمحلك تأدي ألاعيبك هنا تاني!
ابتسمت له بسخرية ورددت بنبرة مفهمش الملك مقصدها_مش يمكن النبوءة تتكسر المرادي كمان!
بصلها الملك رسلان بتعجب، ولكن فضل ميدخلش معاها في نقاش حاليًا....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت نايمة على سريرها في جناحها وهي باصة للسقف بشرود، لحظات ولقت نفسها بتقوم وتتحرك قصاد المراية اللي في الجناح، وقف تتأمل نفسها وهي بتبتسم بخجل لما افتكرت مدح بدر ليها، اتأملت فستانها الضخم اللي كان باللون الوردي الداكن بأكمام طويلة جدًا بقماش شفاف وليه فتحة صدر صغيرة، لقت نفسها بتلف حوالين نفسها وهي بتضحك، مكانتش متخيلة إن كلمة بسيطة منه ممكن تحسسها بالحياة كده!
 اتجهت لشرفة جناحها واللي كانت بتطل على الحديقة الخلفية من القصر، وقفت وهي ساندة على السور  بتتفرج على الأراضي الواسعة اللي حواليها بهيام، مشاعر جديدة بتجربها لأول مرة، رغم علمها إن وجودها هنا أكبر خطأ ولكن مشاعرها بتتسلل داخلها غصب عنها.
لوهلة اتعدلت بسرعة لما شافته بيتحرك مع قائد الحرس وهو بيتكلم معاه وبعدين وقفوا قدام مرمى عينيها، وقفت تراقبهم بفضول، لحد ما لقته بيرفع عيونه اتجاهها وكإنه حس بوجودها فابتسمت هي رغمًا عنها، ولكنها اتعدلت على صوت خبط علي باب جناحها وبعدها دخلت بنت من البنات اللي بتشتغل في القصر وهي بين إيديها صينية صغيرة عليها كاس بيحتوى على عصير طازج
اتقدمت منها وهي بتقول_اتفضلي يا سمو الأميرة
عقدت حواجبها بتعجب وقالت_بس أنا مطلبتش حاجة!
ابتسمت البنت بود وقالت_ده كاس عصير طازج يا سمو الأميرة أمروني اطلعه ليكي بعد الغداء
مطت ضي القمر شفايفها بتفهم وبعدين خدته منها ورجعت سندت على السور تاني.
ووسط مراقبتها لبدر تاني ابتدت ترتشف من العصير بتلذذ، كانت محتاجة حاجة تعيد حيويتها فعلًا
وبعد ما وصلت لنص الكاس تقريبًا لوهلة حست بشعور غريب بيتسلل ليها، رجفة غريبة مع اختناق وألم بيتسلل لمعدتها لحد ما بقى عنيف لا يُحتمل، اتأوهت بقلم وهي بتحاول تتوازن، برقت بهلع لما بقى الألم بيفتك فيها ووقع الكاس منها اتدلق على الأرض،مسكت رقبتها وهي بتشهق وبتحاول تتنفس ولكن من غير فايدة كإن الهواء انعدم، بتختنق بل روحها بتتسلب، وفي النهاية وقعت على الأرض غايبة عن العالم تمامًا.....

يتبع 

                    الفصل الخامس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات