رواية عقيق إل دورادو الفصل الحادي عشر11والثاني عشر12 بقلم منه ممدوح البنا


 رواية عقيق إل دورادو الفصل الحادي عشر11والثاني عشر12 بقلم منه ممدوح البنا

بدر
ما تظلمنيش بالله عليك!
قالتها بدموع وهي بتتوسله بنظراتها، مكانتش مصدقة إنه بيكرهها بالشكل ده، لوهلة رقت نظراته ليها وهو شايف الإنهيار اللي هي فيه، هو بيحارب مشاعره اللي بتقوده ليها غصب عنه ولكن كل حاجة بتمنع علاقتهم، احساس إن تم اجباره عليها مش سايبه، رافضها بكل قوته، ده غير صورة والدته اللي قدام عينيه، مال براسه بين القضبان بعد ما رجعت ملامح وشه للشراسة وتمتم بهسيس_أنتِ اللي ظلمتي نفسك لما جيتي هنا برجلك!
قربت من القضبان ومسكتها بإيديها وهي بتقول ببكاء_همشي، صدقني كنت همشي ومش هتشوفوا وشي تاني، من ساعة ما رئبال حط خنجره على رقبتي وأنا اقسمت إني همشي ومش هرجع هنا تاني
المكان هنا مش ليا، صدقني أنا اللي بقولك استحالة انفع افضل هنا!
لوهلة اتجمد تمامًا قصاد كلامها وبعدين سأل بتحفظ_خنجر إيه؟
بكت بإنيهار وبنبرة مرعوبة وهي بتفتكر اللي حصل وكإنها بتشتكيله_لما عرف إني شوفته وعرفت إن ليه يد في الحريق كان هيقتلني بالخنجر لولا الحرس اللي ظهروا قدامه فجأة وقتها زقني وجري 
احساس من جواه كان بيقوله إن كلامها صح، إنها بريئة، إنها صادقة ومبتكدبش، نظرة عيونها اللي بتتوسله يصدقها، دموعها اللي مبتقفش، ملامح وشها المنهارة، ولكن رغم ده رفض عقله الاحساس ده، بل ونهره، ابتسم بسخرية بزاوية فمه وقال_من أول ضربة قلم بتغدري على شريكك؟
تمتمت بصدمة_شريكي!
ربع إيديه قصاد صدره وبراس مرفوع قال_أنا عارف بل ومتأكد إنك جاسوسة من مملكة ازتلان، المسرحية اللي عملتيها أنتِ ورئبال في الحفل وملامح وشك المذعورة لما قربلك بصراحة ابدعتي فيها
اتبدلت الابتسامة لملامح مليانة شر، وزعق بحدة_لكن اللي قدامك مش غبي عشان يفهم ده كله
أنا ولي عهد مملكة إل دواردو، الأمير بدر رسلان
متفتكريش إنك ممكن تتفوقي عليا بألاعيبك!
الاعتراف هيكون افضل ليكي، على الأقل قعدتك هنا متطولش 
فكري في كلامي كويس، كل ما انكرتي
كل ما معاناتك زادت 
خلص كلامه واداها ضهره عشان يمشي، اتشبثت اكتر في القضبان وصرخت بتوسل_بدر، بالله عليك، أنا عارفة إنك بتكرهني بسبب عقيق
صدقني أنا مش هي ومليش علاقة بيها، أنا معرفهاش، والله أنا مش عقيق، أنا معرفش هي عملت إيه ومش عايزة أعرف، ارجوك متاخدنيش بذنبها
أنا عايزة سلسلتي بس، والله بمجرد ما أخدها همشي ومش راجعة تاني صدقنـي يا بـدر!
نهت جملتها وهي بتتنفض بقهر، كان واقف مديها ضهرها وهو بيشد على اعصابه وبيضغط على جفونه، صراع عنيف جواه مش قادر يسيطر عليه، خرجت جملتها الأخيرة بتنهيدة مليانة ألم وبين دموعها قالت_بالله عليك متعملش فيا كده!
اتلفت ليها براسه بس، رماها بنظرة أخيرة مليانة تخبط مزيج بين الكره والغضب والحزن في نفس الوقت، وفي النهاية سابها وخرج بسرعة قبل ما يضعف قصادها
بدر رسلان ملوش نقطة ضعف غير والدته
ومش هيبقى فيه
صرخت وهي بتخبط على الحديد بعنف وبقهر لما شافته مشي_بـدر..
يا بـدر!
خبطت إيديها لآخر مرة في القبضان ولكنها اتألمت بسببها، ضمت كفها لصدرها وهي بتبص في اثره بعيون باكية ووش شديد الاحمرار، وبعدين اتجهت لزاوية في الزنزانة، قعدت فيها بإنهيار وضمت رجليها لصدرها ودفنت راسها بينهم وهي بتبكي بعنف....

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خرج في طريقه لساحة التدريب في القصر كعادته، جواه طاقة غضب محتاج يطلعها قبل ما تولد انفجار، وكعادته بمجرد ما شافوه الحرس متجه ناحيتهم انحنوا وادوا التحية باحترام، دخل لجوا وهو بيخلع ملابسه زي ما اتعود لحد ما بقى عاري الجذع، مد إيده فاداله الحارس بسرعة سيفه، وهنا ظهر مبارزه وهو بيبصله بقلق، كان واضح عليه الغضب لدرجة إنه قلق لوهلة يقع صريع بين ايديه، ولكنه حاول يهدي نفسه، وعلى عكس العادة شاورله بدر هو بالبداية، ركض المبارز ناحيته وبدأ القتال بينهم اللي بدر كان عنيف فيه بشكل لا يصدق، صوت زمجرته الغضبانة مع اصطدام السيفين في بعض بمنتهى العنف كان بيدوي في الارجاء لدرجة إن الحرس كان بيبصوا لبعضهم بقلق، وقبل ما يتمادى ويقتل المبارز وهو بيوجه سيفه لرقبته من غير ما يكون واعي اتلفت لما لقى قائد الحرس بيجري ناحيته وهو بيقول_سمو الأمير!
وقف قصاده فاتعدل بدر ووقف وخصلاته الفاتحة لازقة على وشه ده غير جسمه اللي كان شديد التعرق، اتنفس المبارز الصعداء هنا بعد ما كان مذعور لما لقاه على بُعد قليل من إنه يلقى حدفه
اتكلم قائد الحرس باستعجال_الحراس بلغوني إن الملكة زمرد رجعت لوعيها!
رمى سيفه واخد هدومه وجري لمكان جناحها وهو بيلبس ثيابه على عجله، فتح الجناح بعنف ووقف اتجمد مكانه، كانت قاعدة على سريرها وساندة رجليها على الارض، وجمبها الطبيبة بتفحصها، لوهلة اتجمد بدر لما رفعت عيونها الدبلانة ليه، اتجه ناحيتها ببطئ وسط نظراتها اللي كانت متعلقة بيه، قعد على ركبه قدامها، في الوقت ده استأذنت الطبيبة وخرجت عشان تسيبلهم مجال، اتملت عيونه بالعبرات اللي كان رافض رفض تام إنهم ينزلوا وهمس_أمـي...
لوهلة اتوسعت عينيها بدهشة وهي بتتفرس ملامحه بحذر شديد، لحد ما رفعت كفها المرتعش، وحطته على خده وهي بتقول بصوت ضعيف مش مصدق_بـدر؟!
هز راسه بهدوء بالإيجاب، حست هي بالتشتت، مش مستوعبة إن طفلها الصغير كبر بالشكل ده وبقى رجل وسيم بالغ، اتملت عيونها بالدموع ورددت_بدر
ده أنتَ؟!
ابتسم من وسط انفاسه العنيفة، فنزلت هي من على السرير وجذبته لصدرها ضمته بقوة وهي بتقول_بدر
مش معقولة!
أنتَ بدر؟
أنتَ ابني؟!
اتشبث هو بجسدها وهو بياخد شهيق طويل بيحفظ ريحتها اللي اتحرم منها، بيستمتع بنبرة صوتها وهي بتنادي اسمه، شهق بتأثر وهو بيقول_وحشتيني، ليه سيبتيني كل المدة دي لـيه!
بكت بتأثر وهي بتضمه لصدرها، رفعت وشها بين إيديه وطبعت قُبل متفرقة على وشه وشعره، مش مصدقة إنها طولت بالشكل ده فعلًا لدرجة إن ابنها بقى رجل بالغ، مسك هو كفها وطبع عليه قبلة، فمسدت على وشه بحنان من بين دموعها وهي بتقول_سامحني يا بدر
سامحني على ضعفي، سامحني إني مكنتش الأم اللي تخلي بالها منك، سامحني إني سيبتك تكبر لوحدك من غيري
ضمها بقوة وهو بيقول_مسامحك
كفاية إني سامع صوتك
صدقيني يا أمي هجيب حقك، هنتقم من أي حد كان ليه يد في الوضع اللي وصلتيله
بعدت عنه فجأة كإنها استوعبت حاجة، وبعدين تمتمت بصدمة_عقـيق!
أنا شوفت عقيق!!
احتوى وشها بين إيديه عشان يطمنها وقال بابتسامة_دي مش عقيق يا أمي
دي ضي القمر
هزت راسها بالرفض وقالت_لا
مش معقولة، هي عقيق أنا متأكدة!
فرد بدر بتأكيد_صدقيني مش هي
سلطان قال إنها بتحمل دمها، قال إنها جاية تحقق النبوءة
ولكن المرادي النبوءة تخصني أنا مش الملك رسلان
بصتله بصدمة واتوسعت عينيها بدهشة وتمتمت_مش ممكن!
ابتسملها عشان يطمنها وهو بيقول_متشيليش هم أنتِ، مش عايزك تقلقي من حاجة
اتأكدي إن أي حاجة عندي ولو ذرة شك ناحيتها إنها هتئذيكي
همحيها من على وش الدنيا!
رفعت إيديها وربتت على خده بحنان وعيونها بتلمع بدفئ، اتمرمغ بين ايديها مستمتع بالمشاعر اللي اتحرم منها طول طفولته، مش مصدق أخيرًا إن دار حوار بينه وبين والدته، ضمها ليه، وسمع صوتها بتنادي باسمه
مكانش يتخيل إن أخيرًا معاناته هتنتهي
أخيرًا والدته قدام عينيه بعد سنين حرمان.
صوت خبط على الجناح تليه فتحه فصلهم عن بعض، دخل الملك رسلان في الوقت ده بهيبته، وقف بدر وانحنى باحترام، أما الملكة زمرد ففضلت مكانها بصاله بجمود بعد ما قدرت تتعرف عليه كويس، رغم التجاعيد اللي ملت وشه والشيب اللي غزا شعره ولكنها قدرت تميزه كويس 
مش هتعرفه ازاي وهي ما زالت فاكره ملامحه، يمكن هي الحاجة الوحيدة اللي فاكراها
اتصال بصري طويل دار بينهم، كل واحد فيهم كانت جواه مزيج من المشاعر المتضاربة، لوم، عتاب، ممزوج بغضب وحقد!
اتحرك الملك وقرب منها أما هي فاتحاملت على نفسها ووقفت وهي ما زالت بصاله بجمود، فقال بنبرة عملية_مبسوط إني شايفك واقفة قدامي أخيرًا بعد السنين دي كلها
ابتسمت باستهزاء من كلامه، فاتلفت هو ناحية بدر وقال بأمر_سيبنا شوية لوحدنا
اتحرك باعتراض_بس...
ولكنه شاف نظرة والدته التشجيعية كإنها بتطمنه، اتنهد بقلة حيلة وبعدين خرج وهو بيبص عليهم بنظرة أخيرة وبعدها قفل الباب وراه، ربعت الملكة زمرد إيديها وهي بتقول بسخرية_ملك رسلان!
لوهلة مكنتش هعرفك
كبرت وعجزت وقربت تشيخ!
قرب خطوتين منها وهو بيقول بتريقة_لو شاخت الملامح...
رفع إيده وشاور بصوباعه على دماغه وكمل_فالعقل لسة شباب يا زمرد!
ضحكت بصوت عالي أما هو كان واقف بيبصلها بسخرية وشموخ، رفع راسه بكبرياء بعد ما سكتت وقال_بما إن الظاهر رجعتي لسابق عهدك تاني
فياريت منفتحش القديم تمامًا
لإن زي ما هتحكي أنا كمان هحكي يا زمرد
اتبدلت قسماتها للضيق وومضت عيونها ببغض، مال ناحيتها ورفع إيده وهو بيضرب على وجنتها بخفة_متحاوليش تاخديني عدو يا زمرد وإلا هتخسري ابنك يإيدك
حطي عقلك في راسك وفكري كويس في اللي قولتهولك
خلص كلامه ورمقها بنظرة أخيرة وبعدين سابها وخرج من الجناح، أما هي ففضلت واقفة مكانها تبص لاثره بغضب وكره رهيب بيشع من عينيها....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صباحًا
نامت مكانها من الارهاق، على نفس وضعها اللي فضلت عليه امبارح، لفة دراعها حواليها كإنها بتحتوي نفسها، دموعها الناشفة ملتصقة على وشها، اتأوهت بألم لما اتحركت من تيبس جسدها بسبب نومتها الغلط، اتلفتت حواليها باستغراب في الأول لما شافت المكان اللي هي فيه، ولكن بعد كده استوعبت، قامت وقفت وهي بتتحامل على ألم جسمها لما سمعت صوت فتح باب الزنزانة الخارجي، وقفت بترقب فظهر واحد من الحراس اللي كان شايل بين إيده صينية خشبية صغيرة محتوية بأكل، فتح الزنزانة ودخل حط الأكل على الأرض من غير ما يتكلم وخرج تاني قفلها، اتحركت ناحيته وهي بتقول_أنا عايزة أقابل الملك رسلان 
مردش عليها فاتشبثت بالقضبان وهي بتقول بصوت عالي_بقولك لازم اشوف الملك ضروري
ارجوك بلغه إن لازم اشوفه
سابها الحارس ومشي من غير ما يرد، فضربت بقبضتها على القضبان بغضب وهي بتشتم وبتلعن دماغها إنها فكرت تيجي المملكة، ولكنها اتجمدت تمامًا لما شافت الملكة زمرد قدامها، واقفة ضامة إيديها الاتنين في بعض في حين بصالها بابتسامة واسعة مليانة كره بيشع من عينيها وكإن الماضي بيتعاد قصاد عينيها، تمتمت ضي القمر بصدمة_ملكة زمرد!
قربت منها بخطوات بطيئة لحد ما وقفت قدامها بتتأملها من فوق لتحت وبتتفحصها بعمق، فقالت بلهفة_ملكة زمرد، بالله عليكي خرجيني من هنا، صدقيني أنا مليش علاقة بأي حاجة حصلت، أرجوكي اقنعي بدر إنه ظالمني
كانت واقفة صامتة وهي بصالها بابتسامة مليانة سخرية، لحد ما اتكلمت_غريب الشبه اللي بينكم
حتى النظرة
نفس نظرة التوسل والرجاء اللي كانت في عيونها
اتجمدت ضي القمر وهي بتحاول تستوعب كلامها، ولكنها هزت راسها وهي بتقول بروية_بصي أنا عارفة إنك افتكرتيني عقيق، بس أنا مش هي صدقيني، أنا معرفهاش ولا عمري شوفتها في حياتي، صدقيني أنا قولت الكلام ده لبدر وهقوله ليكي، أنا مليش علاقة بعقيق اقسملك!
مالت الملكة زمرد ناحيتها وهي بتقول_الماضي بيتكرر قدام عيني، زمان كانت عقيق بتتوسلني، أما دلوقتي فنسخة عقيق بتتوسلني برضه
أنا عارفة إن ممكن ميكنش ليكي علاقة بيها، ولكن كفاية إن بتشبهيها بشكل كبير.
بتكرري نفس ماضي عقيق لما فرضت نفسها علشان نبوءة برضه، لحد ما في الآخر قدرت إني أخلص منها
اتوسعت عيون ضي القمر بصدمة هتفت_قتلتيها؟!!
ضحكت زمرد بشدة وبعدين قالت_ياريت
كانت في الخطة، ولكنها للاسف هربت بلا رجعة، ومن وقتها اختفت عقيق وأي أثر ليها
اتراجعت لورا وهي مش مستوعبة إنها بعد ما كانت شايفة زمرد ممكن تكون ضحية طلعت هي الشر بعينه، فقالت وهي بتهز راسها_أنتِ مش طبيعية!
أنتِ مريضة، أنا معرفش ممكن تكوني عملتي لعقيق إيه، بس أنا متأكدة إنك أذيتيها جامد، زي ما دلوقتي هتخلي ابنك يبقى ظالم والسبب في قتل بريئة وبسببك برضه
عشان ينتقم ليكي!
متهزتش زمرد من كلامها، بل بالعكس كانت بتزداد نشوة، وكإنها شايفة صورة عقيق قدامها وقالت_مبسوطة إني فُقت دلوقتي بس عشان أشوف نهاية عقيق للمرة التانية
 وبعدين سابتها وخرجت من غير ما تضيف أي كلمة تانية، كانت ضي القمر مشدوهة من الوضع اللي هي فيه، مكانتش متخيلة إنها بالشكل ده، اسلوبها وكلامها اللي مبيحملش أي شفقة اكدتلها إن عقيق كانت ضحيتها لدرجة إنها هربت بسببها!
متأكدة إن زمرد وراها أسرار كتير، وهي الوحيدة اللي معاها سر اختفاء عقيق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ساند ضهره على جذع شجره، في حين كان بيصنع وتد من الخشب باستخدام أداة حادة، كانت بيدور على أي وسيلة يسكت صراخ عقله وقلبه، الصراع القائم جواه مبينتهيش، رفع عيونه لما حس بحركة قدامه، متخضش زي ما كان بيحصل مع الباقي لإنه خلاص قدر يحفظ حركات الكاهن سلطان، اتسند على عصاه وقعد جنبه، أما بدر فرجع صوب كامل اهتمامه على اللي بيعمله، كان الكاهن سلطان باصصله بخبث كإنه عارف الصراع اللي بيدور جواه، لحد ما اتكلم بدر ببرود_اتكلم من غير لف ودوران
بنفس اسلوبه المعتاد قال_آآه سمو الأمير بدر الذكي
الأمير بدر الفطين
فطين لدرجة إنه عارف بل ومتأكد من جواه إن ضي القمر بريئة
اتجمدت إيد بدر اللي كان بيشتغل بيها، عرف الكاهن سلطان إنه قدر يستماله فقال_الظلم ظلمات يا سمو الأمير
وأكيد آخر حاجة نتمناها هي إن ولي عهد وملك مملكة إل دواردو المنتظر يكون ظالم واتسبب في اعدام بريئة، والأهم من ده بيحارب قلبه كمان
ولكن هتدرك إن قلبك انتصر بعد فوات الأوان!
اتنفض بدر وبصله بحدة وهو بيقول_بس أنا مبحبهاش!
ابتسم الكاهن سلطان باتساع وكإنه، وصل للي عايزه وقال_ومين جاب سيرة الحب يا مولاي، أنا أقصد صراع ضمير قلبك مع عقلك
للحظة تدارك اللي قاله فتنحنح بإحراج، أما الكاهن سلطان فقال_الماضي له خفايا كتير يا سمو الأمير، اعبث في الماضي الأول قبل ما تغلط في المستقبل...
بص بدر قدامه في الفراغ وابتدى يفكر في الكلام اللي قاله سلطان اللي كان متابعه بابتسامة عريضة، اتلفت بدر ليه ولكن لقاه اختفى فجأة من غير ما يحس، فابتسم وهو بيهز راسه بقلة حيلة، رفع معصمه يبص في ساعة إيده فعرف إن بالفعل ده وقت محاكمة ضي القمر، فضل متجمد تمامًا مش قادر ياخد قرار سليم....

خدوها الحراس من السجن بعد ما قالولها إن ده وقت محاكمتها، مشيت معاهم وهي حاسة بالارتباك والخوف من اللي مقبلة عليه، ضربات قلبها تكاد تصم آذانها، جملته بإنه مش هيسيبها غير على اعدامها مش بتفارقها، معقولة هينفذ تهديده، دخلت قاعة المحاكمة، اتنفضت برعب لما شافت شخص شكله مرعب واقف بيراقبها وماسك سيف بين إيديه وقدامه خشبة مستديرة كإن دي اللي هيتنفذ عليها حكم الاعدام، فضلت واقفة مكانها بتبصلهم برعب، لحد ما اتفتح الباب اللي قدامها ودخل منه الملك رسلان ووراه الملكة زمرد اللي بصتلها بابتسامة واسعة وشمتانة
_جلالة الملك...
قالتها ضي بلهفة وهي بتحاول توصله ولكن الحراس منعوها، فبكت بتوسل وهي بتقول_جلالة الملك، صدقني أنا بريئة، أنا معملتش حاجة
قعد الملك على عرشه واتكلم كإنه مسمعهاش_ضي القمر، أنتِ متهمة بتآمرك على مملكة إل دورادو العريقة مع الأعداء لهدم استقرار المملكة
_ضي القمر بريئة...
اتلفت الكل على الصوت اللي كان وراهم، اتوسعت عيون ضي القمر بفرحة، لما شافته قدامه
كان هو
بدر.....

الحلقة الثانية عشر

اتلفتوا كلهم على الصوت اللي وراهم، كان بدر اللي دخل بخطوات بطيئة وهو بينقل نظره على الموجودين لحد ما ثبتت عيونه على ضي القمر اللي اشرقت ملامحها بفرحة، اتحركت الملكة زمرد خطوة وقالت بنبرة كإنها بتنهره_بـدر!
شاور لها الملك رسلان براسه وهو بيبعتلها نظرة حادة كإنه فاهم دماغها، هو مدرك كويس إنها هتكون أول واحدة فرحانة لو شبيهة عقيق اتأذت، اتقدم بدر لحد ما وقف جمب ضي القمر اللي كانت لسة بتبصله بعيون لامعة، انحنى باحترام وهو مثبت كفه على صدره كالتحية المعتادة، وبعدها اتعدل وهو بيقول بقوة_جلالة الملك، سبق وأنا اللي قولتلك إن ضي القمر جاسوسة، وبتراجع دلوقتي عن اتهامي ليها....
حاليًا..
قالها بنبرة ذات نغزى وكإنه بيوصلها إنها في الوقت الحالي بس هي بتكون بريئة ولكن ده مقللش من فرحتها إنه جه ينقذها بعد الكلام اللي قاله والكره اللي كان في عينيه، شاورله الملك رسلان بإيده وهو بيقول_قول اللي عندك يا سمو الأمير
اتكلم بدر وهو رافع راسه بثقة_احنا كلنا عارفين مين المتسبب في الحادث ده يا مولاي، ولكن ضي القمر ملهاش ذنب غير إن حظها السيء خلاها تشهد على اللي حصل وتكون الشاهدة الوحيدة وده هيخليها في خطر لو فكرت تطلع من القصر
ضي القمر شافت الأمير رئبال وحاول قتلها لما اكتشف إنها عرفت علاقته بالحريق ولكن من حظها إن حضور الحرس انقذها
ابتسم الملك ابتسامة خفيفة بتعبر عن فرحته، هو كان متضايق من فكرة إن ضي القمر تكون جاسوسة، لإن بالتالي هيشك بدوره في عقيق اللي مش عايز يمحي صورتها المثالية اللي في عقله، فاتكلم برزانة_إيه دليلك يا سمو الأمير إنها مش مشتركة معاهم؟
رد بدر ببساطة_وقت ما الحرس ظهروا في المكان لقوا ضي القمر واقعة على الأرض وهي بتتألم وكان باين عليها الذعر، وحسب كلامها ومن غير ما اقولها على كلام الحرس قالت إن رئبال خاف ودفعها وهرب بعد ما كان موجه خنجر على رقبتها، وبعدها فرِّت ضي القمر بذعر من المكان وده لإن اللي اتعرضتله حاجة جديدة عليها 
كان الملك بيبصله بتمعن وهو بيدافع عنها باستماتة رغم إنه كان هيتسبب بأذاها، كان مدرك إن شفقته على الملكة زمرد هي اللي كانت بتجبره يتصرف بكره ناحيتها زلكنه شايف كويس مشاعره اللي كانت بتتحرك ناحيتها من أول يوم شافها فيه، وجه الملك رسلان كلامه لضي القمر وقال_الكلام اللي بيقوله سمو الأمير ده صحيح يا ضي القمر؟
هزت راسها بسرعة كذه مرة وهي بتقول بلهفة_أيوه، أيوه صحيح
وقف الملك فانحنى الجميع وقال هو بصوت عالي_قرر الملك رسلان ملك مملكة إل دورادو تبرئة ضي القمر من التهمة الموجهة لها
رفعت ضي القمر عيونها ليه بسعادة فغمزلها الملك رسلان ناحية بدر وبعدها سابهم وخرج من القاعة ووراه الملكة زمرد اللي بصتله لوم شديد حسسه بالغضب والضيق من نفسه، أما ضي القمر فاتلفتت لبدر وقربت منه وبجراءة من غير ما تاخد مالها مسكت إيديه وهي بتقوله بامتنان_أنا بشكرك جدًا  يا بدر، بشكرك إنك مظلمتنيش
لوهلة حس بكهرباء سرت في اوصاله، بص على إيديها اللي متشبثة بإيديه، ورفع عيونه لعيونها اللي كانت بتلمع بسعادة، حس لوهلة إنه بينجرف غصب عنه ناحيتها، فنهر نفس وجذب إيده من بين إيديها وقال بتوتر وفنفس الوقت بنبرة حاول تبقى غليظة_متشكرنيش
مش سمو الأمير بدر اللي يعاقب فرد من الشعب على حاجة معملهاش
وده ميمنعش إني هفضل مراقبك لحد ما اعرف إيه وراكي يا ضي القمر
انطفت ابتسامتها قصاد كلامه الجارح، فنكست راسها بتقاوم عيونها اللي اتملت بالدموع وقالت_أنا..
أنا عايزة امشي من هنا
رد بجفاف_وإيه اللي مانعك!
رفعت عيونها الحزينة ليه واللي كانت بتبصله بنظرات بتلومه فيها، وبعدين قالت_السلسلة
مش هعرف امشي من غير السلسلة
وقعت مني ومش لاقياها، ساعدني الاقيها وصدقني مش هتشوف وشي تاني هنا
قرب خطوة منها، وبصلها بعمق بيحاول يستشف اللي ورا ملامحه وقال_للدرجادي مهمة عندك؟
_جدًا...
ردت بتلقائية، ولكنها تراجعت عشان ميشكش فيها واتنحنحت بارتباك وهي بتقول_اقصد هي مهمة عشان تراث عائلتي، مقدرش اسيبه يضيع بالسهولة دي
ضم شفايفه لبرهة، وبعدين اتكلم_ويعني..
وقت ما تلاقيها هتمشي؟
هزت راسها بتأكيد_أقسملك همشي ومش هرجع تاني أبدًا
مش هتشوف وشي تاني في المملكة 
بعد ما كان مد إيده في جيب ملابسه الرسمية تراجع، لوهلة حس إن الكلمة ضايقته خاصة وإنها كانت بتقولها بتأكيد واصرار، لقى نفسه الفكرة ضايقته، كإنه لوهلة اتعود على وجودها ونقاشاتهم وخناقهم ولكن محبش يبين ده ليها وقال_هكلف الحرس يدورولك عليها
قالها واتلفت علشان يمشي، ولكن وقفته لما قالت_بـدر..
بصلها بتعجب فابتسمتله هي بامتنان وقالت_شكرًا
لقى نفسه غصب عنها بيبتسملها وهو بيهزلها راسه بهدوء، وبعدين خرج من المكان كله، لوهلة اتجمد تمامًا ووقف في منتصف الساحة، رفع كفه وبسطه على موضع قلبه، ولوهلة اتوسعت عيونه بصدمة، كانه لسة متدارك إن قلبه بينبض بعنف بس في وجودها!
الظاهر إن ضي القمر بقت خطر عليه ولكن هتفضل والدته عائق بينهم 
افتكر نظرة الملكة زمرد ليه، فاتجه لمكان جناحها بسرعة، هي أكيد حاسة بالغضب منه وهو متفهم ده كويس، خبط على جناحها فسمع صوتها اللي بيأذنله بالدخول، فتحوله الحراس الباب وبمجرد ما دخل جوا وشافته انتفضت من على سريرها بعد ما كانت قاعدة عليه واتجهت ناحيته بغضب وهي بتقول بعصبية_يا خسارة يا بدر
يا خسارة بجد
للدرجادي أنا مش فارقة معاك؟
بتدافع عنها قصاد الملك باستماتة؟!
بالسرعة دي نقضت وعدك ليا!
قرب منها واحتوى كتفها الاتنين بين كفوفه وقال بنبرة دبلوماسية_أنا محدش فارق معايا غيرك يا أمي وأنتِ عارفة كده كويس
ولكن مملكة إل دورادو مينفعش يكون حاكمها ظالم، ضي القمر بريئة وأنا مقدرش اقول غير كده لحد ما يثبت العكس
لوهلة التوى ثغرها بابتسامة مستهزئة وقالت_بقيت نسخة طبق الأصل من الملك رسلان يا بدر
فعلًا ابن ابوك
اتجمدت إيده اللي على كتفها بعد ما حس بنبرة الاهانة اللي وجهتها ليه، بعد عنها واتجهمت ملامحه وقال_اعذريني يا جلالة الملكة
يمكن أنا فعلا اشبه للملك رسلان ولكن للأسف من طفولتي مكانش فيه غيره قدامي وحواليا
تداركت اللي هي بتقوله فقربت منه بسرعة ومسدت على خده بكفها وهي بتقول_متزعلش مني يا بدر، أنا معنديش اغلى منك
أنتَ ابني الوحيد اللي اتحرمت من إني اشاركه حياته وهو بيكبر، أنا قولت كده من ضيقي بس
لانت ملامحه فمسك كفها وطبع عليه قبلة رقيقة وهو بيقول_مقدرش ازعل منك يا أمي
ربتت على كتفه وجذبته ضمته لصدرها، ولوهلة اتبدلت ملامحها للضيق والغيظ الشديد من غير ما ياخد باله...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في منتصف الليل والكل نيام، خرج بدر من جناحه وهو مرتدي ملابسه الرسمية ولكن المرادي كانت ملابس مناسبة للقتال وكإنه داخل على معركة ببدلته الحديدية، ووراه كان اتنين من الحراس، نزل لتحت واتحرك في ساحة القصر لمكان ما ولكنه اتجمد لما لمح ضي القمر قاعدة عند النافورة مدياه ضهرها وباصة قدامها بشرود، شاور للحرس يسبقوه، فانحنوا باحترام وبعدين سابوه ومشيوا، اما هو فاتحرك بحذر ناحيتها، وقف وراها وهو بيتأمل في خصلاتها اللي بتداعبها نسمات الهواء في حين كانت لابسة فستان نوم محتشم من اللون الوردي، ساندة بإيديها الاتنين على حوض النافورة، شافها وهي بتتنهد بعمق، فاتنحنح في الوقت ده وراح وقف جنبها، اتعدلت هي بسرعة بعد ما اتنفضت بخضة ومسحت بضهر إيديها دموعها اللي كانت على وشها وقالت بخضة_بدر!
لوهلة اتصدم لما لقاها كانت بتبكي ولكنه فضل ميبينش انه أخد باله فاتكلم وقال_قاعدة هنا في الوقت ده لوحدك ليه؟
هزت كتفها وردت ببساطة_مش جايلي نوم
لوهلة لقاها بتتأمله من فوق لتحت ولمعت عيونها بانبهار وبعدين قالت_أول مرة أشوفك لابس كده
ابتسم بزاوية فمه وقال_كده ازاي؟
ارتبكت لوهلة ولكنها ثبتت نظرها على عيونه الحادة اللي كانت بتلمع وقالت_تشبه...
تشبه المحاربين اللي في الأساطير!
لوهله راق له كلامها ونظرة الانبهار اللي على وشها فقال_اشكرك على اطرائك
لوهلة لقت نفسها بتضحك بشدة وهي بتقول_ساعات بحسك جاي من الخمسينات
ردد وهو عاقد حواجبه بتعجب_خمسينات؟
قدرت تميز إنه مش هيفهم كلامها فشاورت بإيديها وهي بتقول_مش مهم متاخدش في بالك
غير الموضوع عشان ميدخلوش في نقاشات وسألها_كنتي شاردة في إيه؟
_في القمر
قالتها ورجعت بنظرها للقمر اللي كانت بدر في تمامه، فابتسم بتسلية وقال_عشانه جزء من اسمك؟
هزت كتفها وردت وهي بتمط شفايفها_يمكن
اتحركت كإنها افتكرت حاجة، فرفعت عيونها ليه وهي بتقول_تعرف إن اسمنا إحنا الاتنين يشبه لبعض جدًا؟
عقد حواجبه وقال_ازاي؟
قربت خطوة منه، وبعيون لامعة مليانة مشاعر اتكلمت برقة_مفيش بدر من غير ضي قمر، ومفيش ضي للقمر من غير ما يكون بدر!
احنا الاتنين بنكمل بعض
مينفعش واحد يظهر من غير التاني
لوهلة حس بمشاعر جواه بتتضارب بعنف تحت تأثير كلامها ونظراتها البريئة بعيونها الواسعة الرقيقة خاصة بعد ما استرجع احلامه اللي كانت موجودة فيها دايمًا واللي انقطعت من يوم ما جت، فضل بينهم اتصال بصري من غير ما يحسوا، كل واحد فيهم بتشتعل مشاعر جديدة عليه مش مدركها محسش بدر بنفسه وهو بيبتسملها كإنه راقه كلامها اللي بيربطه بيها، ولكنه تدارك نفسه بسرعة وفصل الاتصال البصري اللي بينهم وقال_ارجعي لجناحك الوقت اتأخر دلوقتي
خلص كلامه وسابها ومشي فاتسعت هي ابتسامتها وهي بتبص لاثره وهو ماشي بعد ما قدرت تقرأ نظرة عيونه وارتباكه، وغصب عنه لقى نفسه بيلتفت براسه ليها يبصلها نظرة اخيرة اتضربت دقات قلبه عليها لما شافها مراقباه...

اتحرك في طرقات المبنى التاني من القصر ومنها لمكان مخفي في القصر يشبه لساحة التدريب اللي كان واقف فيه عدد من الجنود اللي كانوا مُجهزين بسيوفهم ودروعهم، بمجرد ما ظهر الأمير بدر انحنوا كلهم وأدوا تحيتهم ليه، وقف بدر قدامهم ووراه قائد الحرس، فاتكلم بدر_طبعًا قائد الحرس شرحلكم المهمة بالتفصيل، هنثأر للمملكة، مش هنسمح لعدو إنه ينتصر علينا بألاعيبه، ولكن هنثأر بنفس طريقتهم، هندوقهم من نفس الكاس ولكن الضعف عشان يعرفوا كويس إن مش مملكة إل دورادو اللي يتغدر بيها
مفهوم؟
هتف الجنود في صوت واحد في حين بيرفعوا سيوفهم_مفهوم يا سمو الأمير
ردد تاني بصوت أعلى_مفهـوم؟
فهتف الجنود_مفهوم يا سمو الأمير
قرب منه قائد الحرس ومال ناحيته وهو بيقول بحذر_متأكد إنك هتشارك في المهمة دي يا سمو الأمير، الوضع ممكن يبقى خطر
اتلفتله وربت على كتفه وهو بيطمنه وبيقول_لو مش هشارك في الثأر يبقى خسارة فيا لقب ولي العهد يا قائد الحرس
زي ما رئبال اتجرأ ودخل قصري وحرق مخزني، هحرق قلبه هو كمان
بعد عنه قائد الحرس بتفهم، وادى الاشارة للجنود اللي لبسوا كلهم في الوقت ده اقنعة وبقول ملثمين بحيث ميبانش من ملامحهم حاجة، اتحرك قائد الحرس وادى لبدر سيف ودرع وكمان القناع، رفع بدر سيفه لفوق فصاح الجنود بالتهليل، واتحركوا للأحصنة بتاعتهم واللي كانت مختلفة تمامًا عن شكل الأحصنة العادية، كانت احصنة ضخمة، معضلة بشكل مرعب، ده غير ملامحهم اللي مكانتش أليفة تمامًا بل تُسبب الهلع، استقلوا الجنود الأحصنة، فقرب بدر وربت على واحد من الأحصنة اللي كان شديد السواد وقوي يشبهه، ربت على ضهره فصهل الحصان بصوت عالي غليظ، وبعدين استقله بمنتهى السهولة واتحركوا لطريق مملكة ازتلان اللي مكانتش تبعد عنهم بشكل كبير نظرًا لأنها من اقرب الممالك اللي بيتشاركوا حدودهم معاها
كان الطريق مظلم بشكل مرعب، السكون بيحل على المكان إلا من صوت ارجل الأحصنة المهيبة.
وعلى بُعد قليل من حدود مملكة ازتلان وقفوا على تلة عالية، نزلوا من على الأحصنة بتاعتهم واتحرك بدر على مقدمتهم، قرب منه قائد الحرس في الوقت ده واداله منظار يشبه لمنظار الرؤية الليلية، ابتدى يراقب ارجاء المملكة اللي كانت هادية تمامًا، حتى الجنود كانوا مطمئنين وحاسين بالسكينة، حتى كانوا متقاعصين عن الحماية، البعض منهم نايم، والبعض الآخر بياكل، وشوية بيتحاوروا مع بعض أو بيلعبوا، ابتسم بدر باستهزاء وقال_المُتوقع من جنود ملكهم ضرغام!
وجه كلامه للجنود وقال_الظاهر إن مهمتنا هتبقى أسهل مما نتوقع ولكن برضه لازم ناخد حذرنا، مش عايزين نثير بلبلة أو قلق، ومش عايزين حد يعرف إحنا مين
بالنسبالهم إحنا لصوص بس
نهى جملته وبعدين قال_انتشروا!
ابتدى الجنود يتحركوا حوالين حدود القصر عشان يأمنوا المكان، واتجه بدر مع قائد الحرس والعديد من الجنود ناحية مكان معين قاصدينه، وقفوا قدام سور المملكة، شاور بدر لقائد الحرس وابتدوا يضربوا خطاطيف على مقدمة السور وبمنتهى السهولة ابتدوا يتسلقوا الجدار باحترافية شديدة، بمجرد ما طلعوا على السور شاورلهم بدر ياخدوا حذرهم لما شاف جنديين واقفين، اتسلل وراهم بهدوء وطلع خنجره ضرب واحد وقبل ما يستوعب التاني كان خلص عليه قائد الحرس، بعد ما انتهوا كملوا سير على السور بحذر لحد ما وصلوا قدام مخزن الاسلحة، نط بدر من على السور وابتدى يتقلب على الأرض لحد ما ثبت ووراه قائد الحرس والجنود، قدام مخزن الأسلحة لقوا عدد من الحراس اللي مكانش كتير، شاورلهم بدر بإيديه يستنوا، واتسلل لحد ما بقى ورا المخزن وبعدين إداهم الاشارة، وهنا اتضرب عدد مش قليل من الأسهم اللي صابت الحراس على غفلة، ابتسم بدر من تحت قناعه باتساع وبعدين اتحرك هو والجنود لجوا المخزن وابتدوا يطلعوا عدد كبير من صناديق الأسلحة اللي موجودة ويحملوها على عربة جابها أحد الجنود اللي معاه بعد ما قدروا يقتلوا الحراس اللي على البوابة الخلفية ويدخلوا بيها، حملوا الاسلحة كلها وشاورلهم بدر يتحركوا وبالفعل بعد ما اتطمن إن العربة خرجت بأمان طلع من معاه زجاجة تشبه المولوتوف لحد كبير وبعدين رماها في قلب المخزن اللي يحتوى على بقيت الاسلحة وابتدى يشتعل قفل باب المخزن وبعدين شاور لبقيت الجنود يتحركوا وبالفعل خرجوا كلهم بسهولة من البوابة الخلفية، وبينما هو على حصانه متجه لمملكته خلع القناع اللي على وشه وابتسم باتساع وهو بيوجه نظره لقائد الحرس لما سمعوا صوت جرس الانذار بيدق في المملكة، وأخيرًا انتصار آخر بيتضاف ليهم..
على بدايات ضوء النهار وصلوا أخيرًا لحدود المملكة، دخلوا لقصر المملكة بالاحصنة مع الجنود والعربة المحملة بالاسلحة فلقى الملك رسلان منتظره برا اللي ابتسم باتساع أول ما شافه، نزل بدر من على حصانه، ففتحله الملك دراعاته وهو بيرحب بيه وبيقول بفخر_مش جديد على جنود مملكة إل دورادو
مش جديد على محاربيني الشجعان!
قرب منه بدر فطبع الملك قبلة على جبهته وهو بيربت على كتفه وبيقول_أنا فخور بيك يا بدر، كنت متأكد إنك هتثأر بذكاء، حقيقي فخور بيك
رفع بدر كفه على صدره وانحنى وهو بيقول_مدحك يسعدني يا جلالة الملك
وجه الملك كلامه للجنود وقال_نزلوا الصناديق، وأخيرًا قدرنا ناخد بثأرنا ولا عزاء للملك ضرغام
وقف بدر جمبه وهو بيتابع الجنود وهما بينزلوا الأسلحة وبيعرضوها على الملك رسلان اللي كان بيقيمها، رغم إنها متجيش حاجة جنب الاسلحة اللي بتصنعها مملكة إل دورادو إلا إنها تكفي الغرض..

وعلى جانب تاني ارتفع صراخ الملك ضرغام اللي كان بيزمجر بمنتهى القهر والغضب وبكل الغل اللي جواه صفع قائد الحرس اللي قدامه بقوة اللي اصطكت اسنانه من الغيظ ولكنه فضل حاني راسه من غير ما يرد، أما الملك ضرغام فصرخ_أغبياء!
أنا معين حراسة اغبياء!
ازاي قدروا يدخلوا من وسطكم
كنتوا فيــن!
رد قائد الحرس وهو ناكس راسه_صدقني يا مولاي خدونا على غفلة، ده غير إن مش كل الاسلحة اتحرقت في جزء كبير منها مسروق جلالتك والحراس قالوا إنهم كانوا لصوص ملثمين مش معروف هويتهم
اشهر الملك ضرغام صوباعه في وشه وهو بيقول من بين اسنانه_أنتَ تخرس خالص
فـاهم!
اللي حصل النهاردة كارثة أنتَ السبب فيها، وصدقني يا قائد الحرس لو معرفتش في خلال كام ساعة مين اللصوص دول هعلق رقبتك على جدار القصر كعبرة
ودلوقتي اختفـي من وشـي!
_أمرك يا مولاي
قالها قائد الحرس وبعدين انحنى ومشي، قرب منه رئبال في الوقت ده وقال_حاسس إن الحريق ده ليه علاقة بثأر بمملكة إل دورادو، التوقيت غريب، ده غير سرقة معظم الاسلحة اللي كانت موجودة 
قرب منه الملك وتمتمت من بين اسنانه بشر_ده أكيد
بس اقسملك لو مسكت دليل يدينهم مش هرحمهم من بين إيديا، هحرق أرواحهم كلهم قصاد عيني هخلي المملكة بكل اللي فيها رماد....

يتبع 

                    الفصل الثالث عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات