رواية وجوه فى العتمه الفصل التاسع عشر19 والعشرون20 بقلم منه ممدوح
فضل متابع أثرها بشرود وهو بينفث دخان سيجارته، لحد ما طفاها بإهمال في الأرض وبعدين قام اتحرك وقرر يرجع للبيت هو كمان، ولكن اتجمد بصدمة بمجرد ما شافها مرمية على الأرض من على بُعد
_يـقيـن؟!
صرخ باسمها بهلع، وجري عليها وهو قلبه بينتفض من الخوف على شكلها، قعد قدامها ورفعها ليه وهو بيقلب وشها بين إيديه وبيقول بذعر_يقـين؟!
يقين فتحي عيونك
وش صارلك!
حط إيده على بطنها عشان يتفحصها ويقلبها، لكن سرعان ما حس بسائل لزج على إيده، رفع إيده بتعجب سرعان ما اتسعت عيونه برعب لما شاف الدم اللي طبع في إيده
وبعد ما فحصها أدرك إنها اتعرضت للطعن، ازدادت ضربات قلبه وشحبت ملامحه بخوف واضح، واتعدل ورفعها في حضنه في حماية وهو بيتحرك بيها وضاممها ليه، وبيهتف_يقين، فتحي عيونك
خليكي معايا!
هزها بخفة فصدر عنها آنة خافتة وهي بتحرك راسها بضعف، فبلهفة قال وبنبرة مليانة توسل_خليكي معايا، متغمضيش عيونك
متقلقيش يا يقين هتبقي بخير
مش هسيـبك!
كان بيجري بيها وهو شايلها بهلع، قلبه بينتفض بعنف جوا صدره، ومن حين للتاني بيصرخ باسمها عشان تفضل فاتحة عينيها.
وصل لعند مدخل البيت، فشافه حمد اللي جري عليه بملامح متعجبة، فصرخ عامر بصوت عالي لفت انتباه اللي جوا البيت_افتـح باب السيارة بسرعة
يـلا!
وبالفعل جري حمد بهلع ناحية العربية، وخرجت في الوقت ده فاطمة وزوجات ولادها اللي فضلت تتابع اللي بيحصل بملامح جامدة مش ظاهر عليها أي تأثر، أما نوارة وراوية فكان ظاهر عليهم الصدمة.
جري عامر على العربية وحطها فيها بحذر، وبعدين قفل الباب ولف من الناحية التانية ركب جمبها، وكان معاه حمد اللي شغل العربية وساق بيهم
أما عامر فكان حاطت راسها على فخده وخلع الوشاح اللي على راسه وضغط بيه على الجرح بقوة عشان يوقف النزيف، ومن حين لآخر بيضرب على وجنتها بخفة وهو بيهتف_اصحي يا يقين
خلي عيونك عليا
فتحي يلا ما تستلمي!
وبالفعل كانت بتستجيب ليه بضعف وهي بتإن بألم، فتحت عيونها بضعف وهي بتبص حواليها في العربية، لحد ما ثبتت بنظراتها على وشه اللي كان مايل ناحيتها، عيونه اللي كانت لامعة بمشاعر فياضة في الوقت ده، خوفه اللي كان ظاهر عليه وهو بيزعق لحمد يسرع، لاحظ نظراتها ليه فربت على وشها بحنان وهو بيقول_متقلقيش هتكوني بخير
ابتسمت بضعف بعيون شبه مقفولة، رفعت إيديها في الوقت ده وهو باصصلها باستغراب، وقبل ما إيديها تلمس وشه كانت فقدت الوعي فوقعت إيديها تاني وغمضت عيونها، هزها هو بهلع وصرخ_يقين!
ولكن لما ملقاش استجابة صرخ اكتر في حمد_بسرعة يا حمد!
وما كان منه إلا إنه زود من سرعة العربية فكان بيسابق الرياح حرفيا، طلع عامر تليفونه من جيبه في الوقت ده بصعوبة، وطلب أحد الأرقام لحد ما جاله الرد، فقال بسرعة_دكتور راضي، إحنا جايينلك على المستشفى دلوقت
سمع صوت الدكتور راضي اللي كان مليان قلق_ خير إن شاء الله وش اللي صاير؟!
فرد عامر وهو موجه نظره على يقين_مرتي اتعرضت للطعن في بطنها، إحنا في الطريق دلوقت قدامنا من عشر دقايق لربع ساعة
بس هطلب منك طلب
فقال بود_اتفضل يا عامر باشا على راسي!
وجه عامر نظره للطريق وبملامح مظلمة قال_مش عاوز مرتي تتسجل في المستشفى، هندخلها تعالجها في السكرتة، وبعدين هنعملها اللازم في الدار
مش عاوز شوشورة وسين وجيم مع الحكومة
حس راضي بالتوتر فقال_بس يا عامر بيه هذا خطر، عليا وعلى مهنتي، هذي جريمة ممكن اتفصل من النقابة بسببها!
ولكن قال عامر بإصرار_مفيش حاجة صعبة عليك يا دكتور، صدقني هذا الأصح
إحنا خمس دقايق وهنكون في الباب الوراني بتاع المستشفى، هتطمن عليها ونقفلها الجرح وبعدين هناخدها للدار مش هتقعد في المستشفى، ومش عاوز حد يشم خبر عن الموضوع نهائي، حتى اللي شغالين في المستشفى ميعرفوش شئ
اتلجلج راضي وقال_طب واللي عمل في مرتك كذه يا عامر بيه!
اظلمت ملامحه في الوقت ده وبان عليه الشراسة، فرد من بين أسنانه_حق مرتي هجيبه بإيدي، مش محتاج لا حكومة ولا غيرهم يجيبوه
أدرك راضي في الوقت ده إن مفيش حاجة هتثني عامر عن رأيه، فاتنهد بقلة حيلة وقال_هشوف يا عامر
هحاول
قفل عامر معاه الخط وهو متابع الطريق، وفنفس الوقت كان بيراقب يقين وبيحط إيده على رقبتها يتطمن على نبضها، وكان جواه اصرار رهيب إنه هيجيب حقها لو كلفه روحه، مش هيتسبب إنه واحدة تانية تتقتل بسببه.
وصلوا بالفعل بعد مده قليلة للباب الخلفي للمستشفى، وبالفعل لقى الدكتور راضي مستنيه مع طاقم طبي وترولي برا
نزل عامر من العربية وشال يقين بخفة وبعدين حطها في الترولي، ومن هنا بدأ الطاقم الطبي يقوم بمهامهم لحد ما يوصلوا لغرفة العمليات، كان ماشي جنب الترولي في الوقت ده وهو مركز نظره عليها بضعف وخوف حقيقي، رافض حالة الصمت اللي هي فيه، متعود على خناقاتهم ولسانها السليط اللي مبيوقفش، عنده خوف رهيب من وشها الشاحب الفاقد للحياة والعرق المتصبب على جبهتها من الألم
دخلوا بيها لغرفة العمليات وكان هو هيدخل معاهم، ولكن منعه الدكتور راضي لما بسط كفه على صدره، فبصله عامر بعجز ونظرات مليانة توسل، فابتسم الدكتور راضي عشان يطمنه وقال_متقلقش، الباقي عندي
قالها ودخل هو كمان غرفة العمليات، أما عامر ففضل واقف مكانه وهو مثبت كفوفه الاتنين ورا ضهره، ومن حين لآخر بيلف في الطرقة وهو بيزفر بضيق، نظراته مليانة عجز وقلة حيلة، مرعوب عليها، مش قادر يتخيل إن ممكن يحصلها حاجة بسببه
كان متابعه حمد من على بُعد بصمت وهو شايف حالته الجديدة عليه، أدرك هو نفسه في الوقت ده إن يقين فارقة لعامر، رغم إنه مش معترف بده إلا إنه ظاهر عليه، قرب منه حمد في الوقت ده وقال_إن شاء الله مرت أخوي هتكون بخير يا عامر بيه!
وقف وهو بيزفر وبيغمض عينيه وبيهز راسه بتمني، فاتردد حمد قبل ما يسأل_كيف صار اللي صار؟!
فتح عامر عيونه اللي اشتعلت مرة واحدة وظهر عليه الحقد والغضب الشديد وزعق_هذا دوركم أنتم!
سكت مرة واحدة وهو بيتلفت حواليه لما أدرك إن صوته علي بزيادة وهيلفت النظر، اتحكم في نفسه شوية وقرب من حمد وهو بيضرب بصوباعه على صدره بخفة وبيقول بوجه أحمر من الانفعال_هذا دوركم أنتم يا حمد!
أنا حاطت رجالة طول بعرض وزارعهم في كل شبر ليش؟!
عشان في الآخر مرتي تضرب بسكينة في داري ووسط مزرعتي اللي مترشقة رجالة من كل ناحية؟!
أومال أنا مشغلكم ليش؟!
بعزقة مال؟!
كان حمد حاسس بالضيق الشديد على اللي حصل ومكانش متضايق تمامًا من كلام عامر بل مديه الحق، فربت على صدره بكفه وهو بيقول_ما تقلق يا عامر بيه، أنا هدور بنفسي وأشوف اللي صار هذا كيف صار، وأعرف كيف يدخل واحد وسطينا من غير ما نشوفه ولا ناخد بالنا منه
سكت عامر ومردش عليه، بل بعد عنه بعد ما رمقه بحدة وقرب من غرفة العمليات، وصل في الوقت ده فارس وعايد وسعد اللي جريوا عليه، في حين هتف فارس_أخوي!
اتلفت ليهم عامر وبصلهم بعجز، فاتكلم عايد_وش اللي صار لمرت أخوي؟!
اتنهد عامر ورد_واحد دخل المزرعة وطعنها عند شجر اليوسفي، لقيتها مرمية على الأرض بتنازع
كانت قبلها قاعدة معايا ياخوي، ياريتني ما سيبتها ترجع للدار لحالها!
اتصدم فارس من حاله، فربت على كتفه بدعم وهو بيقول_ما تحمل حالك الهم ياخوي
اللي صار هذا مالك إيد فيه!
رفع عامر عيونه ليه، وبتأنيب ضمير هتف_لا ليا إيد يا فارس، عاوزين يقتلوها كيف ما قتلوا سلمى
مش عاوزيني اتهنى ببيت وعيلة، عاوزين يخلوني ضعيف وعاجز ووحيد دايمًا
عاوزين يخلوني أفضل عايش بالذنب طول عمري!
ربت فارس على دراعه بأسف وهو حاسس بالحزن على حال أخوه، لأول مرة يشوفه في حالة الضعف دي، عذاب ضمير ممزوج بالخوف والهلع.
وبعد مدة مش قليلة خرج الدكتور راضي من غرفة العمليات، جريوا عليه كلهم وكان أولهم عامر اللي ملامحه كانت كلها لهفة، نزع الدكتور راضي كمامته من على وشه وقال_الحمدلله العملية عدت على خير، الجرح كان عميق شوية بس ما صاب أي أعضاء حيوية من ستر ربنا، خيطناهولها وحاليًا معلقين لها دم عشان فقدت دم كتير وضغطها نزل مننا.
سأل عامر بقلق وهو بيتوسله بنظراته_هتكون بخير يعني؟
ربت الدكتور راضي على كتفه وهو بيطمنه وقال_هتكون بخير ما تقلق، بس لو كان ينفع تسيبوها اليوم في المستشفى عشان نتطمن عليها!
فاتدخل فارس في الوقت ده بعد ما كان عرف من قبل اللي عامر عمله وقال بسماجة_ما البركة فيك أنت بقى يا دكتور راضي، هتيجي تتطمن عليها، وإحنا هنجيبلها أحسن ممرضة تاخد بالها منها
هز راسه بقلة حيلة، كان عارف كويس طباع عيلة الزيات وإن تقريبًا كلهم عندهم نفس الآراء والتصرفات، شاور في الوقت ده لعامر اللي اتحرك معاه لنقطة بعيدة عنهم، فاتكلم الدكتور راضي_كان الأحسن نعرف الحكومة باللي صار يا عامر، أنا طاوعتك بس عشان عارفك ما بترجع عن كلامك
بس كل اللي صار هذا غلط، مرتك كان ممكن تروح فيها لولا ستر ربنا!
بصله بقوة ورد_قولتلك مرتي هعرف أجيب حقها، أنا مش عاوز العيون تتفتح علينا وندخل في سين وجيم
هز الدكتور راضي راسه بيأس وقال_أنا قولت أعرفك رأيي، وللأسف مرتك لازم تخرج دلوقتي عشان لو حد شم خبر باللي صار هنروح كلنا في داهية
ضم عامر شفايفه ليه بصمت، فسابه الدكتور راضي ورجع لغرفة العمليات، وبعد وقت قليل خرجت يقين بالترولي اللي كانت غايبة عن الوعي تمامًا ومش دارية بأي شيء بيحصل حواليها، جري عليها عامر بلهفة وهو بيتأملها بقلق، وفضل ماشي معاهم وهو متابعها بعيونه، لحد ما وصلوا لباب المستشفى الخارجي، وهناك كانت فيه عربية اسعاف دبرها الدكتور راضي ليهم مستنياهم.
اتعاونوا الطاقم الطبي مع بعض وطلعوها العربية، في حين وقف عامر وسلم على الدكتور راضي بامتنان وهو بيقول_جيميلك هذا مش هنساه يا دكتور!
بعتاب لطيف رد_العفو يا عامر هذا ما ييجي جزء من جمايلك اللي مغرقاني
ألف سلامة على الهانم
ابتسمله عامر بود وبعدين سابه وراح طلع العربية جنبها، وأصر إن هو اللي هيفضل معاها لحد ما يوصلوا البيت، وصعد الباقيين عربياتهم ولاحقوهم.
كان مسلط نظره عليها وهما في الطريق، مندهش من المشاعر اللي ساورته بمجرد ما شافها في حالتها دي، الهلع والخوف اللي كانوا جواه وكإنها فارقاله فعلًا
استحالة دي تكون مجرد مشاعر تأنيب ضمير
ابتسم بخفة وهو بيجوب بعيونه ملامحها، طلع منديل من جيبه ومسح العرق المتصبب على جبينها ووشها بحنان، وعدل من خصلاتها المبلولة بعيد عن وشها، ومملش أبدًا من مراقبتها طول الطريق.
وقفت العربية في مدخل البيت، نزل عامر الأول وعاونهم في إنهم ينزلوا الترولي وهو بيحاذر إنها متتئذيش، كان الخبر انتشر تقريبا في البيت كله، فكان الكل مستنيينهم برا مش خوف عليها
بل مجرد فضول بس مش أكتر، فضول ممزوج بالشماتة!
كان عامر وفارس اللي بيحركوا الترولي، في حين جريت عهود عليهم عشان تطمن على يقين ولما شافت حالتها غامت عيونها بالحزن عليها ومسكت إيديها تربت عليها، اتحركوا عشان يدخلوا لجوا، فعدوا من جنب فاطمة اللي منعتهم لما وقفت الترولي بإيديها، وبعدين اتعدلت وهي بتتأمل يقين بنظرات مليانة سخرية وشماتة ومفيهاش أي شفقة تحت أعين الكل اللي كانوا واخدين بالهم من ملامحها، ودي حاجة سببت ضيق رهيب لعامر من جحود أمه
في النهاية صدر عنها صوت شامت وبعدين قالت باستهزاء_سلامتك يا...
مرت ابني يا غالية!
مستحملش عامر اكتر من كده وزق الترولي بعنف وهو بيرميها بنظرات مليانة غضب شديد وتأنيب، وبعدين تعاونوا في إنهم يطلعوها لفوق
وبمساعدة الممرضة اللي جت وهو وعهود نقلوها على السرير بعد ما رفض إن فارس أو عايد يلمسوها رفض تام
فضل واقف باصصلها بعيون حمراء من المشاعر اللي حاسس بيها، وكانت الممرضة في الوقت ده بتجهزلها المحاليل والأدوية، كانت عهود واخدة بالها تمامًا من العجز اللي باين على أخوها، فوقفت وراه وهي بتربت على ضهره، اتلفت ليها بسرعة وكإنه مكانش حاسس بالدنيا، فابتسمتله هي بحنان وقالت_متقلقش ياخوي
يقين قوية وعنيدة، هتبقى بخير
فضل ساكت شوية، وبعدين هز راسه في صمت، فقالت هي_سعد وحمد عاوزينك برا
رجع اتلفت ليقين من تاني بتردد، فطمنته وهي بتقول_متقلقش، أنا والممرضة معاها، مش هترك حد يهوب ناحيتها
ربت على كتفها بامتنان بعد ما قدر يميز صدق كلامها، وبعدين خرج برا ونزل لتحت، فقرب منه حمد وقال_أنا فرغت الكامرات وملقتش حاجة وسألت كل رجالتنا يا عامر بيه، وكلهم بيأكدوا إن مفيش حد غريب دخل ولا شافوا حد مشكوك فيه قريب من الدار
حس عامر بالجنون، فمسح بكفه على وشه بإنفعال وهو بيلف حوالين نفسه، وبعدين قال_معقولة؟!
رجالة بعدد شعر راسي محدش فيهم شاف اللي عمل كذه!
اتدخل سعد في الوقت ده وهو بينقل نظره بين عامر وبين حمد وقال_يمكن حد عارف مداخل ومخارج الدار والمزرعة زين يا عامر بيه، عشان كذه مش ظاهر
انفعل اكتر عامر وهتف_لا قولت جملة جديدة يا سعد!
أومال أنا زارع كل العدد هذا ليش؟
زينة؟!
سكت شوية فقرب منه فارس وعايد في الوقت ده، أما عامر فاظلمت نظراته وجز على أسنانه وهو بيقول_بس أنا عارف زين مين اللي ورا هذي العملة!
وجه كلامه لفارس وأمره_قول لعهود تفضل مع يقين لحد ما أرجع، قولها متتركهاش ولا لحظة
فسأل وهو بيتحرك معاه_لوين رايح ياخوي؟!
خذني معك!
حدجه بنظرات متقبلش نقاش وقال_خليكم هنا، محدش هيروح معايا في حتة!
وقصاد نبرة صوته القاسية وقفوا وهما حاسين بالعجز والحيرة، أما عايد فهتف بقلق وهو بيراقب أثره_طب عرفنا لوين رايح طيب!
ولكن عامر مداهمش اهتمام، بل مكانش سامعهم اساسًا، ضامم قبضة إيده وعضلات فكه مشدودة بعنف، وملامحه مرعبة، مكانش في باله غيره هو
مدرك كويس إنه هو اللي عمل كده ومحدش غيرة، عشان كده مترددش إنه يركب عربيته واتحرك بعنف لبيت الرشايدة
أما فارس وعايد كانوا واقفين مكانهم وهما متابعينه بقلة حيلة، اتلفتوا على صوت خطوات والدتهم اللي وقفت جنبهم وقالت بضيق_أخوكم جرا شي في عقله هيضيع روحه لأجل المصراوية!
استنكر فارس كلامها وقال_ياما هذي مرته مهما كان، يعني شرفه!
ما أكيد لو بعد الشر صار لواحدة من حريمنا اللي صار لمرت أخوي كنا هنهد الدنيا!
نهرته وهي بتقول بعنف_اسكت، أنتَ هتقارن راوية ونوارة زينة البنات كلهم بالمصراوية الملعونة هذي!
مرته على حتة ورقة مسيرنا نولع فيها!
دخلت بدوية في الوقت ده وكان جوارها ليلى، فقالت بدوية بسخرية_وأنت إيش عرفك إنه على الورق بس
هما مش بقالهم كام يوم بيبيتوا في غرفة واحدة ولا ابنك بقى راهب؟!
شهقت ليلى بغضب ودهشة من كلام والدتها اللي أشعل جواها الغيرة وقالت_ميصحش كذه ياما!
فنهرتها بدوية_أومال إيه اللي يصح؟!
وأنا وأنتِ أهو إن مكانتش بعد تسع شهور تجيببنا أخ لجواد
حطت ليلى إيديها على بوقها وهي رافضة الفكرة، أما فاطمة فوجهت كلامها لـ ليلى بعد ما فضلت تحدق في بدوية بنظرات حادة وقالت_خذي أمك يا ليلى وارجعي لداركم، ما بنستقبل زيارات مرضى هنا
هذا لو كان المريض عليه القيمة
بالفعل جذبت ليلى إيد بدوية وهي بتجبرها تمشي وبتقول بتوسل_يلا ياما الله لا يسيئك، كفاية!
جذبت بدوية دراعها بعنف من بنتها وهي بترمي ليلى بنظرات مليانة حدة، وكإنها كانت قاصدة تقول الكلام ده قدامها عشان تفوق، ولكن الظاهر إن بنتها لسة متمسكة بأمل عبارة عن وهم مهما حصل، وشافت قدامها إن عامر ميال ليقين، فدفعتها قدامها وسط اعتراضات ليلى.
وصلوا لعند بيتهم، دفعتها بدوية بعنف فشهقت ليلى بألم وهي بتقول_إيش فيه ياما!
كان ظاهر عليها الانفعال والجنون، فقربت من ليلى وهي بتهتف_اسمعي يا بت أنتِ، عامر ابن عمك سالم تشيليه من نفوخك خالص، أنتِ بنفسك شوفتي كان شايل المصراوية وبيجري بيها كيف، ولا عيونه اللي متشالتش من عليها طول ما هما مطلعينها لفوق!
بصتلها ليلى بوجه شاحب وبحذر سألت_تقصدي إيش ياما؟!
مسكتها من دراعها بعنف وهتفت من بين سنانها_عامر عاشق المصراوية
بيعشقها
وأنتِ هنا كيف الهطلة موقفة حياتك على اشارة منه، أحب أقولك يا بت بطني إنك هتموتي قبل ما تشوفي الإشارة هذي
ليش؟
لإن عامر عــاشق المصراوية
حطي هذولا الكلمتين ببالك!
نهت جملتها وهي بتخبطها بسبابتها بعنف على جانب راسها، وبعدين سابتها ودخلت لأحد الغرف، أما ليلى ففضلت واقفة مكانها وهي حاسة بغصة عنيفة بتضرب قلبها، اتملت عيونها بالدموع وكلام أمها بيتردد في دماغها، مهما حاولت تتصنع إنها مش واخدة بالها، لكن هي شايفة نظرات عيون عامر ليها شايفة لهفته عليها، وشايفة مدافعته عنها، شايفة حاجات كتير متصنعة إنها عامية عنها
شهقة موجوعة خرجت منها مع دموعها اللي نزلت على وشها، انهارت على الأرض وهي بتبكي ومشاهد عامر مع يقين بتتردد قصاد عينيها
عامر بيحب يقين فعلًا، وهي بالنسباله جمبها،
صفر على الشمال..
****
سحب فرامل عربيته مرة واحدة، ونزل بوجه مشتعل وهو ناوي يدخل لجوا، ولكن وقف قدامه أحد الحراس اللي منعه وهو بيقول بغلظة_الأحسن تمشي من هنا يا عامر بيه، متخليناش ناخد تصرف تاني معاك!
بصله عامر برفعه حاجب، وبدون تردد ضربه بضهر سلاحه في وشه لدرجة إنه ارتد لورا ومناخيره نزفت، في حين هتف_لما أسيادك يحضروا عينك متترفعش عن الأرض!
في الوقت ده اتحفز رجالة صالح ورفعوا أسلحتهم تجاه عامر، وقف وهو بيبصلهم بسخرية، لحد ما طل صالح اللي خرج جري وهو بيقول بضيق_خير يا عامر؟
كسرت فوقنا البيت وسكتنا، رجعت ابني مشوه وسكتنا
مش مكفيك كل اللي سويته وجاي تكمل!
بصله عامر وبقوة قال_ابنك وين؟!
قرب من صالح بعصبية وقال_وش تريد منه تاني؟!
كفاية إن عزيز مش قادر يقف على رجليه بسبب اللي سويته، صدقني يا عامر المرة هذي روحك مش هتكفيني!
مسكه عامر من تلابيبه بعنف وهو بيزمجر_ابنـك ويــن؟!
وجه الرجالة اسلحتهم عليه، اتأزم الأمر وكان باين عليهم عدم التردد، في حين متهزش عامر أبدًا، بل كانت شياطين الدنيا كلها قدام عيونه لدرجة إنه مكانش واعي لتصرفاته وغضبه، في حين رفع صالح إيديه باستسلام وحاول يهديه وهو بيقول_اهدى يا عامر، هترفع إيدك على حماك؟!
وبأنفاس متسارعة من الانفعال قال بهمس_متخلينيش آخد رد فعل لا هيعجبك ولا هيعجبني
وينه ابنك؟!
عزيز وين؟!
شاور صالح لرجالته ينزلوا أسلحتهم، وبعد نظرات تردد بينهم بالفعل نزلوها، أما عامر فساب تلابيبه وهو بيعدلها، وبعدين ملس على اكتافه بحنان مصطنع وقال_أديني بقيت مؤدب أهو
يلا عزيز وينه؟!
اتجرأ صالح وقال بضيق_وش تريد من عزيز، مش كفاية اللي سويته فيه؟
جز على أسنانه لدرجة طلع صوت احتكاكهم ببعض وقال_اتجرأ وحاول يخطف ابني، هذا غير إنه مد إيده على مرتي، احمد ربك إني ما رجعته ليك جثة
اتعصب صالح وهتف_ابنك اللي بتقول كان هيخطفه هذا يبقى حفيدي
فهتف عامر بلهجة لا تقبل النقاش_جواد حفيد الزيات بس
هرجع أقولهالك تاني
جواد بيحمل دم الزياتية في عروقه حط هذولا الكلمتين ببالك، وطالما أنا قولت مش هتشوفه يبقى مش هتشوفه
ودلوقت وسع من طريقي.
قالها وهو بيشيحه بالفعل من قدامه وهو بيدخل لجوا بمنتهى الهمجية، وقبل ما يتحفز رجالته شاورلهم صالح إنهم يهدوا، هو مش قد إنه يئذي على المكشوف عامر الزيات وإلا هيروح في داهية، عامر تقيل واللي وراه اتقل منه، مش هيقدر ياخد تصرف مفاجئ هو مش عامل حساب لعواقبه.
فجري هو وراه وهو شايفه بيقتحم البيت وبيطلع لفوق تحت أنظار نجاة المفزوعة، في حين هتف_الدار له حرمة يا عامر، ما يصح اللي بتسويه هذا!
ولكنه مداهوش اهتمام، بل كان بيعدي وهو بيفتح أبواب الغرف بهمجية يشوفه هو قاعد في أنهي غرفة، لحد ما ضرب باب آخر غرفة فعنف، فانتفض اللي كان قاعد على فراشه بهلع لما شافه قدامه، جري عليه عامر وقبل ما يستوعب عزيز ويقوم عشان يواجهه كان جذبه عامر من ياقته وهو بيصرخ بعنف_أنتَ اللي بعت واحد يقتلها صح؟!
انطــق
أنتَ اللي بعته مش كذه؟!
وقصاد الهيستريا اللي كانت ظاهرة على عامر لقى نفسه بيحاول يفك وثاقه وهو بيقول بجهل_هي مين
أنا مش فاهم حاجة، بعت اقتل مين؟!
خرج صوت صالح من وراه وهو بيحاول يبعده_استهدى بالله بس يا عامر!
ولكن جنونه بقى اكتر والشياطين تربعت جوا عيونه وهو بيهزه أكتر وبيصرخ_أنطـق
أنتَ اللي بعتهم يقتلوا يقين، بعد اللي صار امبارح كنت عاوز تنتقم منها وبعتهم يقتلوها!
هقتلك يا عزيز، محدش هيرحمك من إيدي المرادي!
قالها وهو بيقبض على رقبته، فأجبره ينام على ضهرها وهو متحكم في كل حركته ومثبت ركبته على بطنه، أما عزيز فلما شاف الجنون اللي تلبسه ده حس بالانتشاء من حالته دي، ففضل مبتسم باستفزاز رغم الاختناق والألم اللي حاسس بيه وقال بصوت متحشرج_مرتك التانية كانت هتتقتل جوا دارك يا عامر
عشان تعرف إنك مش راجل ومش قادر تحمي حريمك!
صابه الجنون أكتر وزود من ضغطه على رقبته، فابتدت انفاس عزيز تروح، في حين كان صالح بيحاول يبعده، أما عامر فصرخ_هقتلك يا عزيز
هتفت صالح برعب_اتكلم يا عزيز، اتكلم الله يخليك، قول إنك مالك دخل في اللي صار، هيقتلك يابني!
اتكلم عشان خاطر أمك!
وبعد ما حس إنه أنفاسه هتروح على إيده اتكلم بنبرة متقطعة مليانة سخرية_عفارم عليهم والله
بحييهم
لو مكانهم كنت هسوي كذه
بس للأسف مش أنا يا عامر
مش أنا...
فضل عامر مثبت نظره عليه في الوقت ده بصمت وهو ما زال قابض على رقبته، لحد ما صرخت نجاة وهي بتضرب إيد عامر وبتقول_قالك مش هو
اتركه لحاله بقى يا مفتري الله ينتقم منك!
وبعد تردد كبير سابه بالفعل، ففضل يلهث عزيز بضعف ويكح بعنف يحاول يرجع أنفاسه اللاهثة، فطلع عامر تليفونه في الوقت ده، وفتح أحد الرسايل اللي فيها التهديد، ووجهها لوش عزيز وهو بيقول في حين بيمسح عرقه بدراعه_عاوز تقنعني إن مش أنتَ اللي باعت هذي الرسالة؟!
اتمالك عزيز نفسه السريع، وبص على التليفون، سرعان ما ملى التعجب وشه لدرجة أنه مسك التلفون من عامر وقرأها أكتر من مرة
واللي استنتجه إن اللي كاتب الرسالة دي هو هواه اللي قتل سلمى اخته!
حس عامر بالجنون من رد فعله اللي ظهر عليه واللي أكد إنه ملوش علاقة، فجذب التلفون منه بعنف أما عزيز فقال_مش أنا، معرفش حاجة عن هذي الرسالة!
ولكن صمم عامر على رأيه وهتف_بتنكرها زي ما بتنكر رجالتك اللي مسكناهم بينا قبل كذه؟
زي عمايلك الوسخة ومحاولتك لقتلي بدل المرة اربعة؟!
حس عزيز بالعصبية المفرطة، فوقف وهو بيزعق_قولتلك مش أنا،
مش أنا اللي باعت هذي الرسالة،
والراجل اللي مسكته عندك قولتلك قبل كذه إنه مش راجلنا
ومحاولات قتلك مالنا دخل فيها،
أيوه أنا اللي بلغت عنك، وأنا اللي كنت بحاول أوقعك في شغلك، وأنا كنت عاوز أخطف جواد وأنا اللي استغليت مرتك واتفقت معاها، بس باقي الحاجات اللي صارتلك مالي دخل فيها، ولو أنا اللي وراها هقول ومش هخاف منك يا عامر بالعكس كنت هفتخر إني قدرت أعمل كل هذا!
اتجمد عامر تمامًا وحس بالتشتت، هو كان فاكر انكاره للرجالة اللي مسكوهم، ومحاولات اغتياله كان عشان ميتئذيش منه بس، إنما متوقعش إن مش هو فعلًا اللي عمل كده
إذًا مين اللي بيلاعبه ده كله؟!
قرب منه عزيز في الوقت ده، وبصله بقوة وهو بيقول_الظاهر إن فيه حد تالت عاوز يدمرك وأنتَ مش داري يا عامر
والحد هذا هو اللي بيوقع بيننا والدليل إن شكيت فيا أنا أول واحد، وكل ما يصيرلك كارثة عزيز الرشيدي هو أول واحد في بالك!
بصله عامى بتوهان حاسس بصداع عنيف بيلفح راسه، فكمل عزيز_اللي سوى كذه هو آخر حد ممكن تتوقعه يا عامر
دور حواليك زين وفتح عيونك بدل ما أنتَ حاطتهم عليا أنا بس..
وكانت دي النقطة الفاصلة واللي مكنش فيه أي حد فيهم مدركها
إن سبب كل الحرب اللي بينهم دي شخصية غير متوقعة بالمرة، كانت بتشعل الفتيل وتسيب ردود الفعل عليهم
ويبقى السؤال هو
مين اللي ورا كل ده؟!
الحلقة العشرون
كان سايق عربيته وهو شارد في الطريق من قدامه، كلام عزيز بيتردد في ودنه وكإنه كان بمثابة صفعة خلته يفوق، هو فعلًا كل اللي كان بيحصله أو بيحصل للعيلة أو لشغلهم كان شايف إن الرشايدة هما اللي وراه، رغم إنهم كانوا بينكروا، حتى آخر مرة جاله عزيز بنفسه عشان يقوله إنه ملوش علاقة بالشخص اللي لقاه مدسوس عشان ينقل أخباره، ولكنه كدبه وشاف إنه خاف يقف ورا أفعاله، مع إنه لو فكر شوية هيلاقي إن عزيز مبينكرش الحاجات اللي بيعملها في حقه، بل بالعكس بيفتخر بده وبيتعمد يضربه بيها في وشه عشان يضايقه ويحسسه بالضعف.
بعد ما حس إن دماغه تعبته من التفكير وقف مرة واحدة على جنب وهو شارد قدامه، رفع كفه ومسح بيه وشه بعصبية واضحة على ملامحه، طلع سيجارة وابتدى ينفث دخانها بعصبية.
لأول مرة يحس إنه ضعيف وإنه غبي مش عارف مين اللي معاه ومين اللي ضده، وفي النهاية رمى سيجارته من شباك العربية وبعدين اتحرك تاني ورجع للبيت.
وصل أخيرًا وركن عربيته ونزل، جري سعد عليه وفتحله باب عربيته باهتمام، فنزل عامر اللي كان ظاهر على وشه الإرهاق، اتكلم سعد بتساؤل_تؤمر بشي يا عامر بيه؟
فقال عامر_موصلتوش لحاجة برضك؟
هز سعد راسه بسرعة وقال_كيف ما قولنالك، مفيش حد دخل ولا خرج من الدار والمزرعة، والرجالة محسوش بشي غريب
رفع عامر حاجبه وقال بنبرة ذات مغزى_ومين قالك إنه حد من برا
ما يمكن حد من جوا!
استنكر سعد الأمر ورد بسرعة_كيف يا عامر بيه يعني؟!
الرجالة هنا عندهم استعداد يفدوك بروحهم، استحالة حد منهم يطلع منه حركة الغدر هذي!
فضل عامر باصصله شوية بصمت، وبعدين اتلفت وسابه ومشي وهو بيقول_خلي عيونكم مفتوحة زين
مردش سعد لإن عامر كان سابه ومشي، ده غير إن جملته كانت أمر مش طلب، أمر ممزوج بتهديد لإن أي حاجة تانية غلط تحصل.
وعلى مدخل البيت قابله عايد وفارس اللي كان باين عليهم اللهفة والخوف، هما عارفين كويس إن عامر لما غضبه بيتحكم فيه بيبقى متهور وعدواني وممكن يخرج منه أي تصرف وهو مش مدرك لعواقبه، رغم إنه شخصية حليمة إلى حد ما وبيفكر بعقله الأول عكس فارس اللي اندفاعي دايمًا ولكن غضبه أشبه بالعاصفة النارية اللي بتبلع أي حاجة تقابلها.
وبلهفة هتف عايد_عامر!
وين كنت ياخوي؟!
وسأل فارس بحذر هو كمان لما شاف قسماته اللي كانت منعقدة بشكل غريب_إيش فيك يا عامر؟!
عرفت شي؟
رفع عيونه ليهم بنظرات غامضة وملامح باردة في نفس الوقت، بيتأمل خوفهم الواضح والفضول اللي باين عليهم، دماغه وتفكيره هيموتوه، كلام عزيز خلاه يفوق ويشك في كل اللي حواليه حرفيًا، كل اللي حواليه بلا استثناء!
وقبل ما يخرج منه أي كلمة ممكن تخسره اخواته اللي باقيينله سابهم وتخطاهم وهو طالع على فوق بأكتاف متهدلة، ووقفوا هما يبصوا على أثره بتعجب واضح على ملامحهم وهما حاسين إن أخوهم فيه حاجة مختلفة، فقال عايد_تفتكر وش اللي صاير؟!
هز فارس كتفه بجهل ورد_مش عارف، بس اتأكد إن هدوءه هذا وراه حاجة كبيرة!
خبط على الباب بخفة وفتحه ودخل، شاف عهود أخته قاعدة على الكرسي جنب السرير وماسكة تليفونها بتقلب فيه، وأول ما حست بيه قامت وراحت ناحيته وهي بتقول_أخوي!
حمدلله على سلامتك
ابتسم بهدوء وهو بيربت على كتفها، قرب من السرير وهو بيتأمل اللي غير واعية تمامًا، اتبدلت نظراته لتانية حزينة لاحظتها عهود، فحاولت تهون عليه وهي بتقول_ما تقلق ياخوي، هي كانت زمانها فاقت بس المسكن اللي الممرضة عطيتهولها تقيل شوية فعشان كذه لسة نايمة.
هز راسه بصمت وهو مثبت عيونه عليها، لدرجة إن عهود حست إنه مش معاها أصلًا، فرجعت هتفت_أخوي
بصعوبة أشاح بعيونه عنها وبص لاخته بتساؤل، فبتأكيد قالت_يقين هتبقى بخير، ما تقلق
رفع إيده واحتوى وشها وهو بيقول بحنان_تسلمي يا عهود، تعبتك معي، بس مفيش غيرك تقريبًا ممكن أترك يقين أمانة معاه كيف ما أنتِ عارفة الوضع في الدار!
بسطت كفها على إيده وهي بتقول بمزاح لطيف_عيوني لأخوي ومرات أخوي كمان!
ابتسم وهو بيجاريها وبعدين قال_يلا ارجعي لدارك عشان حسن ما يتضايق
هزت راسها ورمت نظرة أخيرة على يقين وبعدين خرجت من الأوضة، أما هو فاتحرك وراح غير هدومه لتانية بيتية مريحة، وبعدين قعد بتردد على الكرسي اللي كانت عهود قاعدة عليه، ارتكز بكوعه على رجله وهو مايل ناحيتها وبيتأمل في ملامحها الشاحبة المرهقة، لحظات وشاف وشها بينكمش بضيق وحركت راسها بضعف، فعرف في الوقت ده إنها بتفوق، اتعدل وهو بيهتف بقلق_يـقين؟!
_عـامـر..
خرج صوتها ضعيف مبحوح وكإنها بتهذي، انتفض قلبه واتبدلت نظراته لتانية مليانة لهفة، مستنيها تفتح عيونها بفارغ الصبر، عايز يشوفها بخير قدامه، عايز يشوف
نظرة عيونها!
نطقها لاسمه بالشكل الضعيف ده خلى قلبه يثور على صدره، فمد إيده بتردد كبير عشان يمسك كف إيديها، وبعد تردد كبير تراجع واتنحنح وهو بيحاول يكبح جماح مشاعره اللي مسيطرة عليه في الوقت ده، فتحت عيونها بضعف، جابت بعيونها المكان لحد ما ثبتت عليه، كانت شايفة اللهفة اللي على ملامحه، شايفة القلق والخوف اللي باينين عليه، فبتردد ممزوج بالتعجب قالت_عـامر...
ابتسم لما شافها بترجع لوعيها بالتدريج، وقال_أنا جنبك، متقلقيش أنتِ بخير..
جملته خلتها تستعيد ذاكرتها والأحداث اللي حصلت معاها، الخوف والهلع اللي اتعرضتله، وفي النهاية الألم اللي حست بيه بعد ما تم طعنها، فانتفضت مرة واحدة برعب ولكن سرعان ما صرخت بألم لما حست بوجع رهيب مكان الجرح، فقام عامر بسرعة بخضة ومنعها تتحرك وهو بيقول_اهدي يا يقين، جرحك هيتفتح!
ولكنها كانت بتدفعه وهي بتحاول تقوم وبتقول_اوعـي
ابعـد عنـي متلمسنيش!
ميئسش بل فضل يهديها وهو بيثبت حركة جسمها، نزلت دموعها وهي بتئن بألم من الشعور الحارق اللي بيضرب بطنها، وسكنت حركتها وسندت راسها على طرف السرير وهي بتنوح، أما هو فكان حاسس بالعجز وهو واقف قدامها مش عارف يتصرف ازاي،
فبتوتر قال_مكانش لازم تتحركي بهذا الشكل وأنتِ جرحك لسة حي
هندهلك الممرضة تعطيكي مسكن ولا أي شي يهدي الألم
صرخت بعنف وهي بتبكي بإنهيار_مش عايزة حاجة
متناديش حد!
بعد ما كان هيتحرك وقف تاني وهو بيتابع حركتها، كانت بتحاول تعدل من نفسها ولكنها كانت بتئن بألم وبتبكي أكتر، فقرب منها وهو بيعدل من وضعية جسمها فهتفت وهي بتدفعه بضعف_بقولك ابعـد!
_اهـدي بقـى!
هتف بيها بنفاذ صبر ونبرة حادة خلتها تسكت، فاتنفس براحة هو لما سكنت، وابتدى يساعدها بحذر مع مراعاة آنتها وألمها وسط مراقبتها ليه عن قرب، كانت واخدة بالها من اهتمامه بيها وإنه بيحاول على قد ما يقدر ميتسببش في ألمها، لاحظ هو نظرتها ليه فاتجمد تمامًا واتلاقت عيونهم للحظات سرعان ما بعد بسرعة وهو بيتنحنح بارتباك وبعدين حط وسادة ورا ضهرها، وقف وهو بيتفحص اللي عمله وسأل_تمام كذه؟
مرتاحة؟
كانت مرتبكة هي كمان من الصراع العنيف اللي جواها ومش لاقياله تفسير، ده غير الألم اللي حاسة بيه، فهزت راسها وهي بتتحاشى النظر ليه، شد هو الكرسي وقربه من السرير، وقعد وهو بيلقي نظرة عليها وبيقول_اللي صار هذا كيف صار؟!
اهتزت حدقتيها واتملت عيونها بالدموع، ضمت شفايفها المرتعشة، ورفعت إيديها مسحت على وشها وهي بتحاول تتمالك أعصابها وردت بصوت مهزوز_مش عارفة
كنت ماشية راجعة البيت، ومرة واحدة حست بحركة، وبعدين ظهر حد مرة واحدة كتفني ولما حاولت أهرب.....
سكتت وهي بتضغط على جفونها وشهقت ببكاء، كان متضايق من حالتها دي بشكل كبير، حاسس بغضب وبغض رهيب تجاه اللي عمل فيها كده، وأسى وحزن على شكلها ومظهرها الضعيف قدامه، فقال_شوفتي شكله؟!
هزت راسها بالرفض وقالت_كان حاطت حاجة على وشه
بإصرار أكتر سأل_مشبهتيش على بنية جسمه، ما حسيتيه مألوف ليكي؟!
قدام اصراره ونبرته اللي كانت مليانة لهفة لقت نفسها بتهز راسها وهي بتشد على شعرها بجنون وبعصبية هتفت_معرفش
قولتلك معرفش
كفاية بقى هو تحقـيق!
سكت تمامًا وأطبق على فمه قصاد نبرتها العالية اللي حسسته بالضيق منها ولكنه ماظهرش ردة فعل عشان حالتها، بل فضل باصصلها شوية بنظرات مطفية وبعدين قام من سكات، كانت هي مازالت على حالتها ولكن لوهلة حست بتأنيب الضمير من ناحيته، هي مدركة كويس إنه عايز يجيب حقها واسئلته دي عشان يساعدها بس، ولكن اللي حصلها ده جديد عليها وهي طاقتها خلصت.
اتحرك وهو بيقول بنبرة جامدة_هندهلك الممرضة تتطمن عليكي
وقبل ما يخرج اتجمد لما سمعها بتقول من وراه_مبقتش عارفة ألومك ولا لأ!
عقد حواجبه بتعجب واتلفت ليها، فشافها بصاله بنظرات مليانة ضياع، نظرات حسسته بغصة في قلبه، لقى نفسه بيتحرك ببطيء وبيرجع يقعد تاني على الكرسي، أما هي اتلفتتله وكملت_مبقتش عارفة أنتَ فعلًا السبب في اللي أنا فيه، ولا يوسف، ولا أنا
مبقتش عارفة مين السبب الرئيسي
غبائي اللي خلاني أجازف بحياتي عشان وهم زرعته جوايا
ولا يوسف اللي وصلي صورة عنه غير الحقيقية تمامًا، ولا أنت!
مش عارفة أنتَ سيء فعلًا زي ما أنا شايفة ولا عشان دي الصورة اللي خدتها عنك ورسختها في دماغي، معرفش اللي بيحصلي ده بسببك ولا أنا استاهل عشان دخلت نفسي في حياتك بإرادتي لما قررت ادور وراك عشان افضحك وانتقم منك!
مش عارفة ألومك على دمار حياتي وكل اللي حصلي ولا ألوم نفسي ولا ألوم يوسف!
كان شايف انفعالاتها ونبرة الألم اللي واضحة من ارتعاش شفايفها وهي بتتكلم، وبجرأة منه مد إيده وبسطها على كفها بدعم، والغريب إنها المرة دي معارضتش بل كانت بتبصله بنظرات مليانة رجاء إنه يحط حد للشتات اللي جواها، ابتسم ابتسامة خفيفة وبتأكيد قال_ما تلومي حالك يا يقين
أنتِ مالك ذنب في أي شي، بالعكس أنتِ الضحية، أنتِ شعاع النور وسط دنيا مليانة ضلمة
عشان هذا أبيض..
شاور بصوباعه ناحية قلبها وكمل_رفضتي واستنكرتي الغلط، وعشانك زوجة وفية ومرة قوية أصريتي تجيبي حق جوزك، وعشانك طيبة معرفتيش تميزي الوحش من الحلو، ويوسف استغل قلبك الأبيض هذا وضحك عليكي عشان عارف إنك نقية ومالك في الخبث والمكر.
وهذا الشي الوحيد اللي خلاني لحد دلوقت احميكي وما ءأذيكي
كان بإيدي اخلص منك من أول يوم جيتي فيه الدار، بس معملتش كذه..
سكت شوية وبنبرة رجولية صادقة قال_عشان مش بلومك يا صحفية بالعكس بشفق عليكي..
دمعت عيونها غصب عنها من ضربه الحقايق في وشها ومن الحنية اللي لمستها من جواها، ولكنها اتجمدت تمامًا لما حست بإيده على وشها، مسد بإبهامه يمسح دموعها بلطف، كان مقرب منها ومايل ناحيتها، بص لعيونها مباشرة وقال بصدق_صدقيني، حقك هيرجع، واللي سوى فيكي كذه هيتعاقب
وهذا وعد مني.
بعد عنها وقام انتفض مرة واحدة لما لقى نفسه بيتحرك ورا مشاعره اللي سيطرت عليه في الوقت ده، وبعدين رمى عليها نظرة أخيرة واتحرك عشان يخرج.
_عامـر..
اتلفت وهو لسة على الباب بيرمقها بتساؤل، فسألت يقين بنبرة ذات مغزى_هتجيب حقي عشان أنا مراتك؟!
فهمت مقصد سؤالها اللي كان ملاوع، فابتسم وقال_عشانك أنتِ يا يقين..
قالها وقفل الباب وخرج، فابتسمت هي بدورها رغم عنها، مشاعر عديدة اتملكت منها في الوقت ده، احساس بالأمان غريب ساورها، طريقة احتواؤه ليها، استحماله لكلامه واسلوبها الفظ، رغم إنها عارفة إن عامر مش من النوع ده، راجل تقليدي وكبير عيلة وتحت ايده رجالة كلهم مسلحين، قدامها بيبقى شخصية حليمة وصبورة، بيدافع عنها وبيحميها، التناقض اللي فيه ده غريب، مش قادرة تتخيل إن الراجل اللي خطفها وهددها بأهلها عشان تتجوزه هو هو الشخص اللي بيوعدها إنه هيجيب حقها!
دخلت الممرضة في الوقت ده فأدركت إن هو اللي بعتها، ابتدت تتفحصها وعطتها الأدوية اللي خلتها رغمًا عنها تنسحب في نوم عميق...
****
نزل لتحت ووقف في مدخل البيت يتقبل نسمات الهواء الباردة لعلها تهدي النار اللي جواه، احساسه بالعجز مخليه كاره نفسه، ولكن لوهلة افتكر نظرتها ليه، للحظات حس إن يقين كان جواها صراع من ناحيته ولما عجزت تحله قالت الكلام ده في وشه عشان يساعدها هو، وفعلًا كل الكلام اللي قاله ده حقيقي، مينكرش من أول يوم عرف فيه عن تفاصيل حياتها وهو حس بالاشفاق عليها، ولما اتأكد إنها متعرفش حاجة عن جوزها أدرك إنها ضحية، استخسر في يوسف إن ست قوية زي دي تبقى مراته
هي عجبته، مش هينكر من أول يوم لفتت نظره، من جرئتها إنها تطعنه، عصبيتها وعنادها شخصيتها القوية كل دي حاجات حسسته إنها مميزة.
سمع صوت خطوات وراه فاتلفت ولقاها فاطمة اللي وقفت قدامه تبصله بنظرات جامدة وهي رافعة حاجبها بجبروت، لحد ما اتكلمت وقالت_هتقوم الدنيا عشان المصراوية اتطعنت؟
والله لو بيدي كنت كافئت اللي طعنها على اللي سواه وكنت أنبته إنه ما جاب أجلها!
اشتعلت عيونه بغضب رهيب، فقرب منها خطوتين وقال من بين أسنانه_ياما!
ما تنسي إن يقين واحدة من البيت، ومرتي وحاملة اسمي، إن ما كنت هقوم الدنيا عشان أجيب حقها يبقى هعمل كذه عشان مين؟!
ردت بكبرياء_تقومها لما يكون حد من دمك، مش حرمة ملعونة كيف هذي!
وبعدين ماهي كيف القردة أهي وما صارلها شي!
رفع حاجبه ولوهلة اتملكه الشك، رغم إنه نهر نفسه مئات المرات عشان هي هتفضل أمه مهما كان ولكن كل التفاصيل بتقول إنها هي، كانت بتكره سلمى برضه، ذلتها وأهانتها أمام مرأى عينه، ودلوقتي بتكره يقين برضه وبتحاول تكسرها.
حست هي بنظراته، فربعت إيديها قدام صدرها وقالت_وش اللي ببالك يا عامر؟
قول ما تخلي في قلبك شي؟
ابتسمت بسخرية وقالت_فاكرني أنا اللي قولتلهم يطعنوها؟
كان على عيني والله!
وبحدة قالها_طالما كذه إيش اللي مضايقك من إني أدور ورا اللي سواها!
اتبدلت نبرته لتانية مليانة ألم وقال_ريحيني ياما واطفي نار الشك اللي جوايا، أنتِ اللي قولتلهم يطعنوا يقين ولا لا؟
أنتِ اللي قتلتي سلمى ولا لأ؟
أنتِ اللي حاولتي تقتليني كذه مرة ولا لا؟
شهقت فاطمة ونهرته وهي بتقول_أنتَ اتخبلت في عقلك ولا إيش يا عامر!
وش اللي بتقوله هذا؟!
أنا كل اللي مخليني مضايقة هو خوفي عليك، عشان عارفة زين إنك هتدور على اللي سواها حتى لو وديت حالك في داهية!
عارفة دمك الحامي وعارفة عمايلك المجنونة
إنما كل هذا من خوفي عليك، معقولة فاكرني أنا اللي عاوزة أأذيك يا عامر؟!
هأذي ضنايا، هأذي ابني البكري وسندي بعد سالم؟!
اتملت عيونها بالدموع في الوقت ده، ولكنه مكانش في حالة تسمحله إنه يشفق عليها بل فضل باصصلها بصمت، مسحت فاطمة دموعها بعنف وقالت_مش هنكر إني ما بطيق المصراوية وعاوزة موتها اليوم قبل بكرا، بس عمري ما هسويها جوا دارنا وأنا عارفة إن هذا شي ممكن يئذيك ويخلي الحكومة تفتح عيونها عليك، ومش هنكر إني كنت ناوية أسويها ولسة ناوية، بس كنت هخليها حادثة برا الدار وبرا حدودنا تمامًا عشان تبقى برا عنك فلا يا عامر اتطمن مش أنا اللي قولتلهم يطعنوا المصراوية ولو أنا كنت قولتلك وما خجلت!
قربت منه وبإنفعال أكتر كملت_أما سلمى، فاكر إن أنا اللي سويت في سلمى كذه؟!
اتجنيت يا عامر؟
هقتل مرتك وأم حفيدي وهي بحضنك وأخليها وصمة عار علينا؟
هشعل الحرب بينا وبين الرشايدة وإحنا كنا ما صدقنا نطفيها؟!
إيش جرا لعقلك يا عامر؟!
مين اللي لعب في دماغك؟!
انفلتت أعصابه في الوقت ده، وصرخ بعصبية_أومال مين فهميني؟!
مين اللي بيسوي فيا الفصولات هذي؟
مين اللي قتل سلمى؟
ومين اللي عاوز يقتل مرتي التانية؟
مين اللي عاوز يخليني حاني راسي دايمًا؟!
مين اللي حاول يقتلني بدل المرة أربعة؟!
مين ياما مين؟!
إن مكانش عزيز فيبقى مين؟!
عقدت حاجبها بتعجب وسألت باستغراب_مين قالك إنه مش عزيز؟!
غمض عيونه وبإرهاق قال_مش عزيز
ومش حد من الرشايدة
عزيز أكدلي إنه مش هو!
ضمت قبضة إيديها وبعصبية قالت_وأنتَ صدقت هذا الملعون اللي بيتلوي كيف التعبان!
بنفاذ صبر قال_مش عزيز ياما
مش عزيز!
فقالت بقسوة وهي حاسة الغضب بيتفاقم جواها_إيش صارلك يا عامر؟!
من متى وأنتَ ضعيف كذه؟!
المصراوية لحست عقلك!
خلتك ضعيف، هذي الحرمة هي اللي خلتك ضعيف يا عامر صدقني أنتَ ما كنت كذه قبل ما قدمها الاسود يخطي الدار!
هز راسه بقلة حيلة، وبعدها سابها وطلع على فوق، قابل في طريقه اخواته اللي خرجوا على صوته، فضل باصصلهم شوية أما هما فكانت نظراتهم بتأنبه بعد ما سمعوا جدالهم، فسابهم ودخل لغرفته، رمى بصره على اللي راحة في نوم عميق، ولوهلة كان هيروح ينام في مكتبه ولكن الخوف اتملك منه من إن حد يستغل عدم وجوده جوارها، فبتردد راح اتمدد جنبها على السرير مقررًا إنه ينقل الكنبة بكرا في الأوضة، مع إنه عارف إنها لو صحيت قبله هيقوم على قنبلة موقوتة هتنفجر في وشه، فحث نفسه على إنه يحاول يصحى قبلها..
طلع من جيبه دبلتها اللي الدكتور راضي إداهاله قبل ما تدخل العمليات، فضل يقلبها بين إيديه بشرود، هو حاسس بالضيق إنها لسة متمسكة بيها، ولو عليه كان خفاها عنها، الغيرة بتتملكه لما بيفتكر إنها كان ممكن تضحي بنفسها عشان يوسف
وبيسأل نفسه لو اتبدلت الأدوار معقولة كان ممكن تضحي بنفسها عشانه؟!
رغم إنه كان عايز يرمي الدبلة، ولكن احترم إرادتها وقرر ميجبرهاش على حاجة، كفاية إنه أجبرها على حاجات كتير قبل كده، فاتعدل ومد إيده حط الدبلة على الكوميدينو اللي جنبها
ولوهلة وقع بنظره عليها عن قرب، ولقى نفسه بيملس على وشها بصوابعه بحنان وهو شايف انكماش وشها من الألم، من جواه حابب إن يكون في تفاهم بينهم، حابب يمحي نظرة الكره اللي في عينيها، ولكن هو رافض يظهر ده، بيتصنع إنه مش فارق معاه عشان كبرياؤه بس!
سمع صوت رسالة جاية من تليفونه، اتعدل وهو بيفتحها بفضول، فلقاها من رقم جديد كان مضمونها_هذي المرة كانت قرصة ودن
عشان تعرف إني محاوطك زين يا عامر وأقدر أدخل جوا دارك وجوا غرفة نومك لو حبيت
المرة الجاية هتطلع جنازتكم أنتوا الاتنين مع بعض ما تقلق..