رواية وجوه فى العتمه الفصل الثالث3 والرابع4 بقلم منه ممدوح


 رواية وجوه فى العتمه الفصل الثالث3 والرابع4 بقلم منه ممدوح

تنويه
جميع الشخصيات والاحداث خيالية ولا تمت للواقع بصلة 

الحلقة الثالثة

اتحرك عامر مع اخواته الاتنين وولاد عمه ناحية المستودع، كان ميعاد تسليم الشحنة الجديدة قرّب فكان لازم يتأكد إن كل الأمور ماشية بالشكل المطلوب
كان مستنيه خالد ابن عمه مرزوق هناك واللي كان هيبقى مسئول عن الشحنة المرة دي
نظرًا لأن كل واحد منهم بالدور بيكون مسئول عن شحنة، لو الشحنة تمت بالشكل المطلوب بياخد جزء من الأرباح أكتر ولكن ده بيكون تحت أشراف عامر طبعًا
دخلوا كلهم للمستودع اللي كان مليان بصناديق ضخمة المفروض إنها خاصة بالزيتون عشان يتصدر
وعلى بُعد كانت وقفة يقين بتتابع اللي بيحصل بفضول كبير وهي بتصور كل ده بكاميرتها
اتحرك تلاتة من رجالة عامر بصندوق من الموجودين ناحيته وهما رافعينه بحذر، وقرّب عامر بكبرياء، فتح الصندوق باستخدام حديدة كبيرة، وابتدى يفضي الزيتون من الصندوق، لحد ما شافته بيطلع صندوق طويل من جوا صندوق الزيتون، حطه قدامه على الأرض ففتحه وظهر قدامه سلاح
طلعه عامر ومسكه بين إيديه وهو بيتفحصه بحذر
أما يقين فشهقت بصدمة واتوسعت عيونها من دهشتها ورددت_يا مهربـين يا ولاد الكلـب!
كانت صدمتها كبيرة، مكانتش تتخيل إنهم بالذكاء ده، المفروض إن الزيتون اللي بيتصدر لبرا ما هو إلا طريقة ظاهرية عشان يهربوا بيها الأسلحة!
وطبعًا مسابتش صدمتها تغلبها بل في لحظات اتسعت ابتسامتها وهي شايفة إنها مسكت أول مسمار هيتدق في نعش عامر الزيات وآخيرًا هتقدر تجيب حق جوزها
وابتدت تصور كل ده بكاميرتها بلقطات سريعة ورا بعض عشان متفوتش حاجة، وهو ماسك السلاح، وبيقيمه، بيشوف إذا كانت جودته كويسة ولا لأ
وبعد ما انتهى من مراجعته شاور لواحد من رجالته اللي اتحرك ورجع السلاح مكانه، أما عامر فوجه كلامه لخالد بفخر_عـاش يابن عمي
هذا اللي كنت مستنيه منك
ربت خالد على صدره وقال بامتنان_كله من خبرتك يا عامر
وجه كلامه ليهم كلهم المرادي_خدوا بالكم كويس، العين علينا هذولا اليومين
خصوصًا الرشايدة
لازمن هذي الشحنة تعدي على خير
اتكلم خالد_ماتقلق يابن عمي، في رقبتي
ربت على كتفه بود، واتلفت ناحية رجالته يشاورلهم إنهم يرجعوا الصناديق مكانهم ويتأكدوا من إنهم مقفولين كويس
ولكن لوهلة حس بطيف شخص جنب عيونه، عقد حواجبه بتعجب، واتلفت ناحية الأثر
لوهلة اتجمدت يقين تمامًا لما شافته مسلط عيونه عليها وحست بارتجاف اطرافها، فرفع عامر حاجبه سرعان ما جز على أسنانه بغيظ، فاتلفت اللي كانوا موجودين على هيئته وبالفعل شافوا اللي كانت واقفة حاسة بخدل في كل جسمها، فاتكلم عامر بقوة من غير ما يشيح بنظره عنها_عـاوزه حـي
وبالفعل اتحرك كل الرجالة وهما بيجروا ناحيتها، فشهقت بهلع وابتدت تجري وسط الاشجار وهما وراها وصوت الرصاصات اللي في الهوا بيخليها تنكمش على نفسها برعب، وفي لحظات اتملى المكان برجالة عامر بعد ما انتشر الخبر
أما هي فاستغلت خفتها وبقت بتجري بسرعة لحد ما وصلت لمخرج من المزرعة لكن كان متغطى بسلك شائك، اتحاملت على نفسها واتحركت من تحته فاتأوهت بألم وهي بتزحف من تحت السلوك اللي سببتلها جروح في جسمها 
ولكن قدرت تتحامل على نفسها وتهرب بالفعل، وقف سعد حاسس بالعجز وهو شايفها بتهرب، فوجه كلامه لرجالته_لـفُّم من الناحية التانية
كيف ما عامر بيه قالكم
عاوز هذا الكلب حي!
بالفعل اتحرك الرجالة بسرعة، وابتدى صوت ضرب النار يعلى وهي تنكمش على نفسها وتصرخ بهلع
ومن وسط اشجار النخيل آخيرًا قدرت تخرج من حوالين المكان وكملت جري عشان تضمن إنها بعدت عنهم
وعلى بُعد وقفت وهي بتنهج من المجهود واتلفتت حواليها ولكن ملقتش أثر لأي حد، اتنفست الصعداء وحست براحة شديدة، ولكن شهقت بهلع لما شافت عامر واقف وراها وهو باصصلها بنظرات مميتة بعد ما ظهر مرة واحدة من العدم
برقت برعب واتبادلوا النظرات، ابتسم ابتسامة مهلكة واتكلم بهسيس_فكـرك هتدخـل بـينا وتخـرج سلـيم؟!
ورحمة أبوي لخلـيك تتمنـى المـوت ومتلاقـوش!
وقبل ما تاخد رد فعل كان قبض على رقبتها بقوة ورفعها عن الأرض، شهقت بهلع هي حاسة بأنفاسها بتضيع، سحب الكاميرا اللي في إيديها ورفعها قدام عينيها وقال_انطـق ميـن اللي باعتك؟!
حاولت تتملص من بين إيديه ولكن بدون فايدة وقدام نظراته المرعبة واحساسها بالاختناق، ملقتش نفسها غير وهي بتطلع السكينة من جيبها وبتطعنه بقوة في بطنه
شهق عامر واتوسعت عيونه من الألم، ومكانتش تقل هي صدمة عن اللي عملته، اترنج هو وسابها مرة واحدة فوقعت على الأرض وهي بتكح بعنف بعد ما رجعت أنفاسها تاني، رفعت إيديها بالسكين اللي مليان دم بصدمة، فشهقت بهلع ورمته من إيديها بعيد بذعر، ووجهت أنظارها ليه، كان بيترنج وحاطت إيده على الجرح اللي بينزف بغزارة، حست هي بالهلع من الوضع اللي اتحطت فيه، فرددت برعب_يا نـهار اسـود!
عند خرج صوتها الأنثوى، حس هو بالدهشة وبصلها بصدمة ولكن كان حس بإن قوته بتخور، فوقع على الأرض وهو بيتنفس بسرعة من الألم، أما هي فبدون تردد سابته وجريت، جريت وهي بتبكي بعنف وبصدمة من الموقف اللي اتحطت فيه، حست إنها على وشك الانهيار
مش مصدقة إن كان بينها وبين الموت لحظة واحدة
اتلم الرجالة حوالين عامر بعد ما لمحوه، قعد فارس على ركبته وهو بيرفعه ليه بصدمة وبيقول_عـامـر
أخـوي!
من بين أحساسه بالألم وإنه على وشه يفقد الوعي تمتم_كانت...
حُـرمـة!..

                             ****

رجعت لغرفتها للفندق، طول الطريق مقدرتش توقف دموعها، كانت عايشة حياة مسالمة وفلحظة كل ده انتهى، من أول ما جه زوجها هنا وهي حياتها اتقلبت رأسًا على عقب، عيلة الزيات هي سبب إنهيار حياتها الهادية السعيدة، كل ده اتدمر بسبب قذارتهم اللي بيداروا عنها باستماتة
قفلت باب غرفتها وراها واتجهت للحمام على طول، قلعت القفازات اللي كان عليهم دم ورمتهم في الحوض، غسلت إيديها وهي حاسة بالقرف من نفسها من أثار الدماء اللي عليها وهي ما زالت بتبكي، وابتدت تغسل وشها بعنف، ولكن لوهلة اتنفضت لما شافت أثره في المراية من وراها، اتلفتت بهلع بس ملقتش حد، رجعت بصت للمراية تاني وادركت وقتها إن ده كان تهيؤات منها، فبكت بإنهيار أكتر وهي ساندة على الحوض
صوت شهقاتها بيعلى في المكان
لوهلة لقت نفسها بتنزل بإنهيار على الأرض وصرخت_يـوسـف!
وبعد وقت طويل كانت اتحاملت على نفسها وداوت جروح جسمها من السلك الشائك
حاولت على قد ما تقدر تقاوم انهيارها عشان محدش من اللي معاها ياخد باله
وجهزت شنطها وغيرت ملابسها ونزلت لبهو الفندق، فشافت مساعدينها واقفين بانتظارها، اتقدمت البنت منها وقالت بتوسل_يعني مكانش ينفع نقعد هنا أكتر شوية
ملحقناش نتبسط بالوقت هنا!
وعند الفكرة دي صرخت يقين في وشها بهلع_لأ!
انتفضت البنت بتعجب من حالتها، وأدركت يقين وقتها رد فعلها الغريبة، فمسحت على وشها بعنف واتكلمت_أنا آسفة يا ريم أعصابي تعبانة بس شوية
ممكن نمشي عشان مش قادرة أقف؟!
اتحرك واحد من مساعدينها وخدوا شنطها واتحركوا بالفعل
سندت براسها على زجاج نافذة العربية وشردت في الطريق، ورغمًا عنها نزلت دموعها وهي بتفتكر لما خنقها بعنف وإيده القابضة على رقبتها بلا رحمة
ده غير نظرته وعيونه الحمرا المتوسعة بعد ما طعنته في بطنه
والسؤال الوحيد اللي بيدور في بالها
يا ترى عايش ولا ميت؟

                        ****

شهقات مذعورة خرجت من نساء العيلة وهما شايفين فارس وعايد مسندين عامر اللي كان شبه غير واعي والدماء بتنزف منه، صرخت والدته فاطمة وجريت عليه وهي بتبكي بإنهيار_ولـدي
ولـدي عـامر!
مين اللي عمل فيك كذه يا ضنايا!
حاول يتحامل على نفسه وفتح عيونه وقال بصوت ضعيف_ما تقلقيش ياما، أنا بخير
بكت وهي بتقول_بخير كيف بس
أنتَ مش شايف حالك!
اتحركوا لجوا وسط بكاء ستات العيلة اللي كانوا شايفين كبير عيلتهم في حالة زي دي، إلا بدرية زوجة غالب وعيشة زوجة مرزوق اللي كانوا واقفين يتشفوا فيه، من زمان وهما شايفينه واخد الكبارة بدون وجه حق وهما مجرد حاشية عنده، ودي حاجة مكانتش عاجباهم.
أما فاطمة فهتفت_لوين واخدينه!
لازمن يروح على الوحدة
اتكلم فارس في الوقت ده_مالو لزوم ياما، الدكتور راضي جاي دلوقت
كانت ليلى واقفة جنب والدتها بدرية وهي منهارة في البكاء، مش متخيلة إنها شافت حبيب عمرها في الحالة دي
ودي مكانتش حاجة عاجبة والدتها اللي لكزتها بحدة وهي بتقول_ما تنشفي شوية يا بت
إيش دانا مشوفتكيش بتبكي كذه على أبوكي ولا اخواتك!
دبت ليلى على الأرض برجليها زي الأطفال وهتفت من بين دموعها_ياما بقى!
دفعتها والدتها بغشامة_مو لما يلهفك، خشي على جوا
خشي قطع رقبتك!
فاتذمرت ليلى باعتراض ولكن قدام لكز والدتها دخلت لجوا بيتهم ولكن عينيها كانت مسلطة على الباب اللي دخل منه عامر وهي مليانة قلق..
دخل الطبيب وداوى جرح عامر اللي كان رجع لوعيه تقريبًا، واداله شوية مسكنات تحت أنظار فارس وعايد
وبعدين خرج برا فجريت فاطمة عليه وهي بتقول_كيفه ولدي يا دكتور؟
اتكلم الدكتور بعملية_بخير يا حاجة
الحمدلله الطعنة مصابتش أي أعضاء حيوية، عقمتله وخيطتله الجرح واديته مسكنات، شوية وهيروق بس لازمن ميتحركش كتير عشان الغرز ماتفكش
اتنفست فاطمة وعهود اخت عامر الصعداء واتطمنوا أخيرًا
فوجهت فاطمة كلامها لواحد من الرجالة_راضي الدكتور 
_أمرك يا حاجة
دخلوا في الوقت ده لجناح عامر اللي كان نايم على ضهره وكاشف عن الجرح المتعقم، جريت عليه عهود ومسكت إيده وهي بتقول بدموع_سلامتك ياخوي، إن شاء الله عدوينك!
ربت على إيديها بلطف، فقالت فاطمة_كيفك دلوقت يا ضنايا؟!
حاول يتحرك ولكن مقدرش فقال عشان يطمنها_بخير ياما بخير
وجه كلامه لفارس اللي كان بيتناقش معاه وقال_أنا متأكد إنها حرمة
هذي حجمها ميوحيش بإنها راجل دانا شيلتها بإيد واحدة، وكمان لما صرخت طلع صوتها
اتصرفوا واعرفولي مين هذي اللي قلبها جابها تدخل وكر الزيات بنفسها!
اتكلم عايد في الوقت ده_هذا كلام ما يدخل عقل جدع!
مَرَة تقدر تدخل لجوا من بين كل هذولا الرجالة!
كيف يعني؟!
فرد فارس_خلاص يا عايد
عامر قال حرمة تبقى حرمة
المهم دلوقت نعرف هي مين، وإيش حكاية الكاميرا اللي في إيدها هذي!
عقدت عهود حواجبها بتعجب وقالت_كاميرا؟!
اتلفتوا كلهم ناحيتها فكملت_أنا سمعت البت ليلى وهي بتتمسخر على جماعة صحفيين قال دخلوا يصوروا المزرعة في القيالة
اتوسعت عيون عامر بدهشة وقال_الصحفيين اللي قولت لزايد يغورهم!
فردت عهود_أهو زايد اللي مدخلهم بنفسه، سمعت ليلى بتقول شكله نخ لما شاف حلاوة بنات مصر
جز عامر على أسنانه بغيظ ووجه كلامه لعايد أخوه وقال_هاتلي زايد
_حاضر يا حبيب خوك
فاتدخلت فاطمة في الوقت ده موجهة كلامها لعهود_وأنتِ يلا ارجعي دار جوزك، حسن زمانه مستنيكِ
بالفعل اتحركت بطاعة_حاضر ياما
سلامتك ياخوي
هز راسه من غير ما يرد، كان في عالم تاني لوحده
مش قادر يتخيل إن ست هي اللي تقدر تدخل بين كل عدد الرجالة دول
وكمان تجيلها جرأة تطعنه!
أصر في نفسه إنه لازم يجيبها حتى لو من تحت سابع أرض...

                             ****

رغم إن مكانش عندها طاقة إلا إنها مقدرتش ترجع على البيت تحت اصرار فادي على إنهم لازم يروحوا الجريدة دلوقتي، وبالفعل كانوا هناك متمركزين على طاولة اجتماعات بتجمع كل اللي بيشتغلوا في الجريدة، كانت يقين بالها في مكان تاني خالص
كل اللي شاغل بالها هو عامر واذا كان عايش ولا لا
لوهلة اتمنت إنه يموت
على الأقل تثأر لزوجها
ولكن عارفة إن عواقب ده وخيمة
_مش كده يا يقين
يقين
يقـين!
فاقت على صوت فادي اللي كان بيبصلها بتعجب، فعقد حواجبه بضيق وقال_لا ده أنتِ مش معانا خالص!
حاولت تبرر بارتباك_أنا آسفة يا استاذ فادي، بس السفر والطريق محسسني بإجهاد ومش قادرة أركز
فقال بلطف_أنا مدرك ده يا يقين، بس أوعدك نعدي النهاردة بس وهديلك يومين اجازة 
هزت راسها وهي مبتسمة بصمت فوجه كلامه لتيمها المرادي_الحقيقة كل الصور والفيديوهات اللي عملتوها في يوم واحد بس قضيتوه في العريش تعتبر انجاز هايل ليكم، ممكن تبتدؤا تجهزوا المقالات على رواقة، ولكن الأولوية النهاردة للأحداث اللي حصلت امبارح
سكتوا وهما بيتبادلوا النظرات، أما يقين فكانت حاسة بضيق شديد، لوهلة فكرت لو كانت قدرت توصل الصور دي للجريدة، الأكيد كانت هتقلب الدنيا
والعنوان اللي هيتصدر كل الصحف هو انكشاف ما وراء ثروة عائلة الزيات
وقتها كانت الاضواء هتتسلط عليها
البطلة اللي قدرت تكشف كل قاذوراتهم
والاهم من ده كله إنها تنتقم لجوزها وتلف حبل المشنقة حوالين رقبة عامر
انتهى الاجتماع ورجعت هي على مكتبها تكتب المقالات اللي اتكلفت بيها، وبعدها ابتدت هي ومساعدينها يجهزوا كل الصور والوثائق والفيديوهات اللي عملوها في العريش عشان يجهزوها لعرضها..

رجعت لشقتها اخيرًا، اترمت على سريرها بارهاق، لوهلة جه في بالها نظرته ليها، رفعت إيديها تلقائيًا وملست على رقبتها اللي كانت بتؤلمها، اتجهت للمراية اللي في أوضتها وواقفت قدامها، كان فيه أثار أصابع ملونة على رقبتها من قوة قبضة إيده، شردت لوهلة في شهور فاتت ورجعت بالذاكرة 
لورا..

كانت بتحضر السفرة مستنية رجوع يوسف من الشغل، نظرا لإن مكان شغله اتغير وبقى على بُعد خمس ساعات من هنا، فاتضطر إنه ياخد سكن هناك ويرجع كل نهاية اسبوع
اتفتح باب الشقة واستقبلته هي بحضن دافي زي ما اتعودت وقالت بحب_حمدلله على سلامتك، وحشتني
ولكن عقدت حاجبها بتعجب لما شافته بعدها عنه بنفور وراح قعد على الكنبة بإنهيار، راحت قعدت جنبه وبقلق قالت_مالك يا يوسف؟
حصل حاجة؟
المجرمين دول عملولك حاجة؟
كان قاعد ودافن وشه بين كف إيديه، وبعدها شالها وهو بيدعك وشه بتعب، وبعدين قال_عامر هددني بالقتل
شهقت برعب وبسطت كفها على شفايفها فكمل هو_لو متعاونتش معاهم ومغميتش عيني عن اللي بيحصل هيصفوا حسابي 
عرفوا إني مسكت عليهم دليل 
مسكت دراعه برعب وقالت بتوسل_وأنتَ مستني إيه يا يوسف
بلغ رئيسك
عرفه اللي بيدور
خليهم يحموك
بصلها بعجز وبضيق قال_الموضوع أكبر من كده يا يقين
أكبر بكتير...

 لوهلة حست بالنيران بتشتعل في صدرها من الحقد، محستش بنفسها غير وهي بتصرخ بغل وبتضرب بقبضتها كذه مرة على الحيطة 
محستش بالعجز ده غير بسببه
كان زمانها كل يوم بتنعم بين أحضان زوجها
هو اللي سلبها حياتها
وهي هتنتقم
بينها وبين عامر الزيات تار ولازم تنهيه..

                              ****

عدى كام يوم من غير أحداث، كانت بتخلص آخر مقالة بالصور اللي في العريش، بعد ما حست إن الموضوع عجب الناس عشان سلطت الأضواء على أماكن مش واخدة حقها بالشكل الكافي.
أضافت اللمسات الأخيرة وبعدين فتحت تليفونها وطلبت أوبر عشان ترجع البيت
اتحركت من المكتب وخرجت قصاد الجريدة تستنى العربية، ولكن ارتفع رنين تليفونها وكانت والدتها المتصلة
زفرت بضيق وهي عارفة هتكلمها في إيه، فردت والدتها_لسة مروحتيش لحد دلوقتي؟
أجابت بضجر_مستنية أوبر
هتفت والدتها بقلق وتأنيب_يبنتي قولتلك تقفلي شقتك بقى وتيجي تقعدي معانا، مش هينفع تفضلي قاعدة فيها لوحدك كده
ونفضل أنا وابوك قلقانين عليكي وأنتِ بعيد كده!
اتأففت بنفاذ صبر وقالت_ماما
أنا قولتلك قبل كده مش هسيب شقتي
مش هتحرميني بقى من الحاجة الوحيدة اللي باقيالي من يوسف!
فقالت والدتها_ما أنتِ قاعدتك وحدانية دي غلط، إيه يا يقين خلاص مبقاش ليكي كبير؟!
عايزة الناس تقول علينا إيه؟!
حتى أهل جوزك محدش فيهم بيعبرك من بعد موته !
صرخت بضيق_يا ماما!
جه صوت والدتها المتذمر_ماما إيه بس!
ماهو لو مكنتيش اجهضتي حتة العيل ومشيتي ورا كلام اللي الله يرحمه بقى كان زمانه كبر دلوقتي وبقيت متطمنة عليكي، على الأقل معاكي اللي يونسك، إنما روحتي مشيتي وراه زي العامية وأول ما قالك نزلي الجنين جريتي تنزليه لا رعيتي حرمانية ولا حتى خوفتي على نفسك!
وقبل ما تكمل والدتها كلام شافت عربية وقفت قدامها فافتكرتها تبع أوبر، فقاطعتها بسرعة_أنا هقفل يا ماما عشان العربية وصلت
يلا باي هكلمك بعدين
وقبل ما  تعترض والدتها قفلت على طول واتجهت للعربية فتحت الباب وهي باصة في تليفونها وركبت العربية اللي اتحركت  بيها على طول، ولكن لوهلة عقدت حاجبها بتعجب لما شافت إن العربية اللي طلبتها بعتلها مسدج إن قدامه خمس دقايق ويوصل عندها
رفعت وشها ووجهت كلامها للسواق_هو أنتَ...
 اتجمدت تمامًا واتوسعت عينيها بدهشة لما شافت اللي قاعد جنبها ومبتسم بسخرية، في حين بيتأملها من فوق لتحت بتفحص
همست هي بشفايف مرتعشة_عــامر!

الحلقة الرابعة

_ده أنتِ طلعتي عارفاني زين أهو!
قالها عامر بسخرية وهو بيرمقها بنظرات متفحصة من فوق لتحت، مش قادر يصدق إن اللي قدامه دي هي اللي قدرت تعمل اللي عيلة كاملة مليانة رجالة مقدروش يعملوه، ودي حاجة مسبباله غضب وبُغض من ناحيتها.
اتلفتت هي حواليها برعب بتبص على الطريق، كانوا بيتحركوا بسرعة كبيرة وكإنهم ما صدقوا وصلوا لمبتغاهم، أدركت في الوقت ده إنه بيتم اختطافها، وإن عامر قدر يعرف إنها هي اللي طعنته، ابتدى صوت نفسها يعلى بهلع، ودقات قلبها تكاد تصم آذانها، في حين اتوسعت عينيها برعب، وفتحت تليفونها تستنجد بيه بالشرطة ولكن اتفاجئت لما عامر خطفه منها وبدون تردد فتح شباك العربية وحدفه منه، شهقت بصدمة أما هو فهز راسه كذه مرة بعتاب ساخر وهو بيصدر صوت يدل على الرفض وقال_عــيب!
اتعدلت وحاولت تفتح الباب كذه مرة بهلع وهي بتقول_نزلـوني
نزلني هنا
لو منزلتنيش هوديكوا في ستين داهية!
ولكن عامر كان بيتفرج عليها باستمتاع وبصمت تام، ولما مقدرتش تفتح الباب حاولت تنزل الزجاج ولكن بدون فايدة، فابتدت تضرب على الزجاج بقوة وبهيستريا وهي بتصرخ_الحقـوني
الحقـوني يا ناس دول خاطفيني
الحقـوني
ولكن بالطبع العربية كانت مصفحة والصوت مبيطلعش لبرا، ولكنها موقفتش ضرب وصراخ على الزجاج بهيستريا، كل اللي في بالها إنها لازم تنجو بحياتها دلوقتي، أما عامر فحط إيده على ودنه بإنزعاج ووجه كلامه لسعد اللي كان قاعد جنب السواق_ياخي يخريبيت صوت الحريم
بيدخل ودنك كيف السرينة!
ضحك سعد وهو بيومئ ليه بالإيجاب، أما هي فبصت بصدمة لردود أفعالهم الباردة، رفعت صوباعها في وش عامر وهي بتقول بتهديد من بين أنفاسها الضايعة ودموعها النازلة_قولتلك نزلني دلوقتي
اقسم بالله هتندم لو مسيبتنيش دلوقتي يا مجرم يا حقير!
رفع إيديه وشاور لنفسه وهو بيقول لسعد بتعجب_أنا مجرم يا سعد؟
فرد سعد بمرواغة_قطع لسان اللي يقول كذه يا بيه
شدت يقين على خصلات شعرها بجنون وهي بتصرخ_أنتوا مجانين
أنتوا استحالة تكونوا طبيعيين
لا لا لا
مش ممكن!
ولكن ابتسامته الباردة خلتها تصرخ وهي بتضرب على الباب برجليها بقوة لعله يفتح أو يتكسر_بقـولك نزلنـي!
نزلوني يا مجرمين
نزلـونـي!
وجه عامر كلامه بضحك لسعد وقال_مابتتهدش هذي ولا إيش
فيها صحة تهد جبال!
ضحك سعد وقال_الحريم يا خال 
بيطلع منهم اللي متتخيلوش
ولكنها مكانتش سامعاهم ولسة بتخبط الباب برجليها بقوة وكملت بإيديها على الزجاج وهي بتصرخ للناس لعلهم يلحقوها، ولما ملقتش فيه فايدة اتلفتت ليهم ونقلت أنظارها بينهم هما التلاتة بجنون، أما عامر فحس بتسلية كبيرة من اللي بيحصل قدامه
جنونها وقوتها عاجبينه بشكل كبير
حب فيها إنها مبتخضعش
قوية
وشامخة ومش قابلة بالأمر الواقع
وده سببله انتشاء كبير لإنها من نوع أول مرة يقابله أو يعدي عليه
افتكر إن بعد صمتها ده هتسكت ولكنه اتفاجئ منها لما لقاها هجمت على السواق تخنقه بإيديها وهي بتصرخ_اقف هنـا!
نزلنـي!
لوهلة فقد السيطرة على عجلة القيادة من مباغتتها ليه، فاترنجت العربية وابتدت يختل توازنها وسط صدمة سعد اللي حاول يفك إيديها من حوالين رقبة السواق ولكن كانت متشبثة بيه بقوة وهي بتصرخ فيهم
 حست بإن فيه حاجة محطوطة على جنبها، نزلت راسها واتوسعت عينيها بهلع لما لقت فوهة مسدس مصوبة عليها، رفع عامر صمام الأمان قدام عينيها، فبلعت ريقها وهي بتبصله برعب، أما هو فبقوة سببت قشعريرة في جسدها قال من بين أسنانه_لعبنا واتسلينا؟
ارجعي مكانك وحطي لسانك جوا بوقك يإما يمين بالله هفضي الخزنة كلها في جوفك أخليكي كيف الغربال!
انتفض قلبها جوا صدرها من الرعب، فبالفعل لقت نفسها بترجع لورا لابعد مسافة عنه ولزقت في الباب وهي ضامة رجليها لصدرها وبتنقل نظراتها بين السلاح اللي في إيده وبين وشه برعب، قدر السواق أخيرًا يتحكم في عجلة القيادة ورجع اتزان العربية ده غير إنه رجع أنفاسه المسلوبة بعد ما حس بالاختناق
اما سعد فاتكلم بسخرية_أنا بقترح يا بيه إننا نضمها لرجالتنا
الظاهر إن الهانم ليها في الفنون القتالية!
ضحك عامر ورد_نوقفها مع الرجالة اللي بيحرسوا المزرعة!

كانت عيونها مسلطة طول الطريق على المسدس اللي كان ساند بيه على الكنبة واللي كان مازال موجه فوهته ليها بتهديد صريح، استجمعت شجاعتها اخيرًا وقالت بصوت مبحوح من الصراخ_أنتوا عايزين مني إيه؟!
فرد عامر بتريقة موجه كلامه لسعد_الله
هذي بتعرف تتكلم كيف البني آدمين يا سعد أهو!
اتلفت ليها مرة واحدة واتبدلت نظراته لتانية مميتة مما تسبب في انتفاضها بخوف بعد تبدل حاله بالشكل ده، واتكلم بنبرة ذات مغزى_أنتِ عارفة زين حنا عاوزين منك إيش
اللي يدخل وكر الزيات بإرادته له مصيرين مفيهمش تالت 
شاور بصوابعه بتهديد_يا الموت
يا الموت برضك
وجه كلامه لسعد وهو بيضحك ولا كإنه بيهددها_ترا الاتنين نفس الشي يا سعد بس لزوم الساسبينس
كانت حاسة يقين بالتشتت من المختل اللي قدامها، ادركت وقتها إنه مجرم سايكوباتي بيتلذذ بالتعذيب، ولكنها قالت بحدة_أنتوا فاكرين اللي عملتوه ده هيعدي  بالساهل
أنا اللي بقولك أهو يا عامر يا زيات
أحسنلك تقتلني في أسرع وقت قبل ما تبقى نهايتك على إيدي أنا
خليك فاكر الكلمتين دول كويس
لو سيبتني عايشة صدقني مش هعتقك
رفع حاجبه وهو بيتأملها بإعجاب واضح، لوهلة حس بإثارة في الموضوع
نبرتها القوية ونظراتها اللي بتأكد على كلامها بتشعره بانتشاء، أما هو فقال بقوة_فكرك إنك هتدخلي بين رجالة الزيات وهتخرجي سالمة؟
لا
يبقى متعرفيناش
وحنا دورنا بقى نعرفك زين عيلة الزيات تبقى مين
ابتسمت باستهزاء رغم الخوف اللي بيتسلل جواها وهزت راسها وقالت_تؤ
مش محتاج تعرفني
عارفاها كويس أوي 
اتعدلت وقربت براسها منه شوية ولكن حافظت على المسافة اللي بينهم احتياطًا وكملت_أنتو شوية مهربين مجرمين
فاكرين إنكوا ملكتوا البلد وملكوش كبير
بس الصبر يا عامر
مسير كل ده يتهد فوق دماغك
سقف بحماس وهو بيهتف_الله
القطة بتخربش يا سعد
رفعت حاجبها وقالت_لو مكانتش بتخربش مكانتش علمت عليك يا ابن الزيات 
عند اللحظة دي اشتعلت عيونه بغضب مريب بعد ما فكرته بطعنتها ليه اللي بتمثله عار لحق بيه، فاتكلم بهسيس_صدقيني لو فتحتي بوقك تاني مش هقتلك لا
هخليكي مش نافعة خالص
هتتمنى الموت أرحملك
فلمصلحتك سكي حنكك ده ومتنطقيش بحرف تاني
اتراجعت بخوف لورا بعد ما افتكرت إنها أنثى وحيدة بين تلات رجالة كلهم قتالين قتلة ومجرمين، وجهت نظرها للطريق اللي كان ابتدى يبقى صحراء من غير معالم للحياة
رجعت اتلفتت ليه تاني تبص لنظراته اللي بتتحداها فيها تخلف كلامه، فسكتت بالفعل ورجعت ضمت رجليها لصدرها وهي مثبتة نظرها عليه بخوف ممزوج بالكره.
طول الطريق كان الصمت مالي المكان، الا من مكالمات عامر لرجالته عشان يديهم أوامر، حاولت هي تحافظ على وعيها طول الطريق، ولكن بعد مدة غصب عنها من الارهاق وبعد المجهود الكبير اللي عملته غفيت على وضعها، أما عامر ففضل مسلط نظره عليها شوية وهو بيتأملها وهي نايمة واتكلم_ياخي اللي يشوفها دلوقت وهي نايمة كيف الملايكة ما يشوفهاش وهي بتسرسع من شوية لما خرمت وداني!
ضحك سعد وهو بيبصله بطرف عينه، لوهلة كان مستعجب من حالة الروقان اللي فيها رب عمله، ولكن فضل الصمت عشان ميرجعش لغضبه اللي اعتاد عليه.
قرب منها عامر وشال شنطتها من بين إيديها بحذر، ولكن لوهلة لقى نفسه بيتأملها من على بعد
تراجع بسرعة وهو بيهز راسه، وابتدى يفتح شنطتها ويشوف اللي موجود فيها
بطاقتها الشخصية
كارنيه النقابة
فلوس وفيز بنوك، وفي النهاية صورة لزوجها المقتول الرائد يوسف منصور، طلع الصورة من المحفظة ومسكها بين إيديه وهو بيتأملها بابتسامة وبنظرات مليانة استهزاء، وجه نظره ليها وقال_خسارة فيه والله!
رجع بالذاكرة لساعات ورا، بعد ما قدر من كاميرات المراقبة يعرف مين الصحفيين اللي دخلوا المزرعة، واللي قدر يميزها كويس من التسجيلات قوتها وجرأتها
 كان اللي اسمها يقين عبد الرحمن زي ما زايد قاله
وطبعًا بعد تحديده لحجمها ونظراتها اللي فاكرها كويس، فضل متابع صفحات الجرايد لحد ما لقى جريدة بتنزل صور للعريش ده غير المقالات اللي اتكتبت عن مزارع العيلة، وقدر يعرف الفندق اللي فضلوا فيه ولكن للأسف رجالته قالوله إنهم مشيوا يومها بالليل
 في النهاية قدروا يوصلوا لعنوان بيتها وكل التفاصيل عنها وده اللي حسسه بشكوك جواه فقرر يعرف بنفسه رغم اعتراض والدته من إنه يخرج في حالته دي ولسة جرحه ملتأمش بشكل كامل.
وصلوا تحت العمارة اللي فيها شقتها 
شاور للسواق اللي نزل يراقب الطريق ويشغل البواب عنهم
وبدوره نزلوا هو وسعد واتسللوا لحد ما قدروا يدخلوا ويطلعوا لشقتها اللي كانوا محددين من قبل هي رقم كام وفي أنهي دور، وطبعًا كانوا عارفين كويس إنها في شغلها في الوقت ده
راقبوا الدور واتأكدوا من خلو الناس، وبعدها شاور لسعد اللي اتحرك بسرعة وابتدى يحاول يفتح باب الشقة بمعدات بيستخدموها في أمور زي دي لحد ما قدر بالفعل
دخلوا لجوا بحذر وهما لابسين قفازات وواخدين احتياطاتهم عشان البصمات، وابتدوا يستكشفوا المكان، لكن لوهلة وقف عامر قصاد الصورة اللي بتجمعها هي ويوسف وفضل باصصلها بسخرية، وجه نظره لسعد وبصله بنظرة ذات مغزى، وبعدها ابتدوا يستكشفوا باقي الشقة لحد ما وصلوا أوضة نومها
دخلوا لجوا وابتدوا يتفحصوا كل حاجة موجودة في الادراج ولكن ملقوش حاجة تبقى دليل عليها
لحد ما لمح عامر بطرف عينه صورة واقعة تحت الدولاب
اتحرك بفضول ومال مسك الصورة وعدلها سرعان ما ارتفع حاجبه بتعجب لما لقاها صورة ليه
اتعدل ووقف وفتح الدولاب، ما لبث أن ابتسم بسخرية واتبدلت ملامحه للدهشة لما لقى عدد كبير من صوره اللي متلزقة في ضهر الدولاب ده غير المعلومات اللي مكتوبة عنه في ورق وملزوقه برضه، وجه نظره لسعد واتكلم_واه!
هذي الظاهر مهووسة بيا!
قالها وهو بيضحك بشدة، فاتجه ناحيته سعد بتعجب وهو مش فاهم مقصد كلامه، سرعان ما اتجمد لما شاف اللي قدامه، اتبادلوا النظرات اللي ذات مغزى فكمل عامر بسخرية_شكل معجبيني كتار....

وصلوا أخيرًا للعريش بعد ساعات، وقبل ما يقربوا من جنوب المدينة اللي فيه دار الزيات، حست بحد بيلكزها بعنف في دراعها، اتململت بضيق وهي فاكرة إن اللي بيحصل ده مجرد حلم، لكن بسرعة انتفضت وهي باصة للي مقرب منها برعب وهتفت_إيه فيه إيه؟!
ابتسم بتريقة وبِعد عنها وهو بيتعدل وبيقول_نوم العوافي
مفكرة نفسك نايمة على ريش نعام في فندق خمس نجوم
يلا فوقي عشان وصلنا
اتلفتت حواليها فلقتهم بالفعل على مدخل أراضي الزيات اللي كانت حفظتها تمامًا، ملست على وشها ودعكت عينيها وهي بتحاول تفوق نفسها، لازم تكون في كامل وعيها عشان المواجهة هتكون عنيفة
وصلوا عند مدخل البيت ولكن قبل ما يدخلوا قابلهم حمد اللي جري يخبط على زجاج الباب اللي ناحية عامر وهو بيقول_عامر بيه
عامر بيه
شاور عامر للسواق اللي فتح أقفال العربية، ونزل من العربية بدون ما يقفل الباب واتكلم بحدة_ايش فيه؟
فقال حمد من بين انفاسه_عزيز الرشيدي مستنيك في المكتب البراني يا بيه
رفع عامر حاجبه وابتسم بإعجاب واضح واتبادل النظرات بينه وبين سعد، حست يقين في الوقت ده إنهم مشغولين، فاستغلت الوضع وفتحت الباب وحاولت تجري بأقصى سرعة ولكن للأسف كانت اتمسكت من رجالة عامر، حاولت تقاوم وهي بتتحرك بعشوائية وبتصرخ_سيبـوني
سيبـوني بقولكوا، ابعدوا عنــي!
اتجمهر ستات العيلة وسط صوت الصريخ ده، فاتقدمت فاطمة بقوتها واتكلمت_ايش فيه يا عامر؟!
أما ليلى فعقدت حاجبها بتعجب بعد ما قدرت تميز اللي كانت قدامها دي ولكنها كانت في حالة مزرية، حس عامر إن هيحصل جلبة ومش حابب عزيز الرشيدي يشوف اللي بيحصل ويستغل ده ضده فيما بعد خاصة وهما بيدور وراه بقاله فترة، فشاور لرجالته ياخدوها لجوا، وبالفعل اتحركوا بيها ولكن كانت بتقاومهم بعنف وقوة اذهلتهم كلهم، لدرجة إنها ضربت واحد منهم أسفل بطنه بالرجل، والتاني عضت إيده بقوة ادمتها،
زفر عامر بضيق واتكلم بذهول وهو بيتقدم منهم_رجالة كيف الجحشة مش قادرين على حرمة
مشغل عيال خيخة معايا!
اتجه ناحيتهم وهو بيأمرهم يبعدوا وبالفعل بعدوا عنها، وقبل ما تنتظم أنفاسها اللاهثة صرخت بهلع لما شالها مرة واحدة زي شوال البطاطا، هتفت بصوت عالي وهي بتحاول تتملص من بين إيديه وهي بتضرب بقبضتها على ضهره وبتحرك رجليها في الهوا بعنف_نزلنـي!
سيبونـي يا شوية مجرمين
سيبونـي
اقسم بالله لأوديكوا في داهية!
حاول يثبتها بدراعه التانية، وشاور للستات اللي كانوا سادين الطريق يبعدوا، فبالفعل بعدوا على طول وهما حاسين بالذهول من المشهد اللي قدامهم خصوصًا بعد ما شالها قصادهم، كانت بتتابعهم ليلى بغيرة ملت قلبها، فكرة إنه لامس واحدة بالشكل ده قدام عينها أشعل لهيب جواها.
اتكلمت هناء في الوقت ده وكانت قربت منها ومالت ناحيتها وقالت_مش هذي الصحفية اللي شوفناها في المزرعة؟
جزت ليلى على أسنانها ورددت_هي المصراوية بنفسها
ووسط الهمزات واللمزات بين كل اللي موجودين هتفت فاطمة بحدة وبصوت عالي_يلا التمثيلية خلصت
كل واحد على داره
مش عاوزين عامر ييجي يشوفكم كذه ووقتها أنتم عارفين غضبه!
كفاية لت منك ليها!
وبالفعل ابتدوا كلهم يرجعوا حاليًا، في حين رددت بدرية بعد ما مالت على عيشة سلفتها_يا خبر بفلوس بكرا يبقى ببلاش..
لوهلة اتأمل إنها تسكت، ولكن صراخها كان بيصدع في المكان لدرجة إن ملامحه انكمشت بإنزعاج، كان مذهول من قوتها وطاقتها اللي مبتخلصش، لحد ما وصلوا للبدروم اللي تحت البيت مكانتش بطلت صويت ولا حركة، فتح باب الغرفة بصعوبة وسط تململها وبعدين دخل ورماها على السرير الحديدي المهترئ الموجود فيها بعنف، وقبل ما تتكلم كان طلع سلاحه ومال عليها وجهه لراسها وهو بيقول بجنون_اخرسي ما بتفصليش ولا إيش!
بلعت ريقها بخوف، فبعد عنها وقال_أنا هخرج، بس قسمًا بالله لو سمعت حسك واصل لبرا لهسيب عليكي كلابنا ينهشوا لحمك!
نهى كلامه وخرج قفل الباب من برا بالمفتاح ووجه كلامه لاتنين من رجالته بأمر وقال_خليكم هنا
مش عاوز بني آدم يهوب ناحية هذي الغرفة، أي مخلوق ييجي هنا عرفني طوالي!
_أمرك يا بيه
هز راسه وهو بيرمقهم بنظرات تحذيرية، وخرج لبرا عشان يروح مكتبه، قد إيه كان مستني اللقاء ده من زمان، اللقاء اللي بيجمعه بابن الرشيدي بعد كل ده!
ولكن في طريقه قابلته والدته اللي اتكلمت بقوة وراس مرفوع_الحرمة اللي تجرأت ورفعت يدها عليك هي هذي المصراوية اللي تحت؟
وقف قدامها وبص في عينيها واتكلم بأمر_لا تدخلي أنتِ في الموضوع، هذا اللي صار يخصني أنا
قربت منه واتكلمت بعناد_اللي صار هذا يخص عيلة الزيات كلها!
حس عامر بالضيق من طباع والدته اللي بتأبى الخضوع، واتكلم من بين أسنانه_اسمعي الكلام ياما، خليكي برا الموضوع
مات الكلام
سابها ومشي تحت أنظارها اللي بتراقبه
هتخضع؟
لا والله ولا عمرها هتكون من طباع فاطمة الزيات
رفعت راسها بقوة، واتبدلت نظراتها للغضب واتجهت لتحت رامية بكلام ابنها عرض الحائط.
وبالأسفل كانت يقين متقلش عناد عن فاطمة، بمجرد ما خرج عامر وقفل الباب وراه، جريت وفضلت تخبط على الباب بكل قوتها وهي بتصرخ_افتحـوا يا شوية مجرمـين!
خرجونـي من هنا!
خرجـونـي!
وبعد ما ملقتش استجابة نزلت دموعها بغزارة، ومعاها انهار جسدها على الأرض وهي ما زالت بتخبط على الباب بوهن، وخرج صوتها بضعف_خرجوني من هنا!
سمعت صوت قفل الباب، فقامت وقفت بسرعة واتراجعت وهي بتمسح دموعها بعنف، وبترقب وقفت تتابع فتح الباب، لحد ما طلت منه سيدة في أواخر الخمسينات من عمرها، بزي بدوي تقليدي ووشاح على راسها، ده غير الكحل شديد السواد اللي راسمة بيه عيونها مع تجاعيد وشها بسبب السن اداها هالة مرعبة
راقبتها يقين بحذر، أما هي فرمقتها من فوق لتحت باحتقار وبعد صمت قليل قالت_أنتِ بقى اللي تجرأتي واتطاولتي على أسيادك؟
ضحكت يقين من بين دموعها وحالتها المزرية، وردت بكبرياء_أسياد مين يا مهربين يا ولاد الكلب!
شهقت بصدمة لما قربت منها فاطمة وصفعتها بقوة مهولة لدرجة إنها حست بتخدل وشها في حين هتفت_اسكتي قطع لسانك!
بسطت يقين إيديها على وشها بدهشة، ورجعت بصت بيها بكره ممزوج بالصدمة، سرعان ما شالت إيديها ورجعت قالت بنفس الكبرياء_إيه الحقيقة بتوجع؟
تنكري إنكوا شوية مجرمين ومهربين؟
فاكرين إني مش عارفة حقيقتكوا الوسخة؟
لا عارفاها كويس، وعارفة بتهربوا شحنتاكم وشغلكم القذر في قلب صناديق الزيتون ازاي
قربت منها ورفعت صوباعها في وشها تهددها_زي ما قولت لكبيركوا قبل كده
هنهيكوا
طول ما فيا الروح مش هسيبكوا غير لما أشوف حبل المشنقة ملفوف على رقبتكم واحد واحد!
اتوسعت عينيها بهلع لما لقيتها وجهت سلاح قديم لوشها، في حين ابتسمت فاطمة وبرفعة حاجب قالت_يبقى اترحمي على نفسك....

يتبع 

                الفصل الخامس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات