رواية عقاب ابن الباديه الجزء الثاني2 الفصل السابع عشر17 والثامن عشر18 بقلم ريناد يوسف


رواية عقاب ابن الباديه الجزء الثاني2 الفصل السابع عشر17 والثامن عشر18 بقلم ريناد يوسف


خيم الحزن علي سائر القبيلة، فموت شيخهم كان فاجعة كبرى، ولم يقتصر الحزن على القبيلة فقط؛ بل كل القبائل المجاورة، وكل من يعرف الشيخ منصور أتى للعزاء، وتحولت القبيلة لأضخم عزاء رأته العين. 

حضره القاصي والداني، أكبر رؤوس رجال الشرطة والجيش، وفود تأتي ووفود تغادر، والولائم لم تنقطع، كل من في القبيلة أتى بكبش او بإثنين، ومنهم من أتى بجمال صغيرة السن وذبحها، ومن لديه أكثر جاد، والشيخة عوالي أمرت بذبح جميع الكباش التي تمتلكها وكانوا فوق ال٢٠ كبش ولم تترك سوى الإناث من أغنامها، هذا غير الذي اتت به شيوخ القبائل الآخرى ومحبين الشيخ منصور. 
لم تتوقف النساء عن الطبخ، وانضم إليهم نساء القبائل القريبة يساعدن، وحين الإنتهاء من الطبخ وتوزيع وإطعام  الطعام على روح الشيخ منصور تتجمع كل القبيلة ليلاً،
 ويتشاركوا الدموع على كلمات رثاء الشيخة عوالي لأخيها ومايزه وكهولة القبيلة من الحافظين لرثاء الموتى والكلمات التي تجعل القلوب تنزف وجعاً.. 
ومر أسبوع على هذا الحال، وبعدها إنقطعت الأرجل شىء فشىء  وبدأت الأموت تعود إلى طبيعتها. 

أما في خيمة خولة واخواتها، جالسة في الخيمة ناظرة للسقف وإبتسامتها العريضة لم تفارق وجهها حين تختلي بنفسها! 
فهدرت بها أمها:
-اقول يالمهبولة، متي تصحين على روحك وتبطلي توهه وتبسم، اللي يشوفك يقول فرحانة بموت الشيخ وتركبينا عار مابعده عار. 
- اتركيني ياام خوله اتبسم، انت ماتدرين كيف انتشي وأفرح كل مايجي على بالي اليوم اللي عفرة غالت به رجوه. 
- اهووو.. ماراح تنسي أنت قتلة رجوه؟ 
- ابدددد،والله بردت ناري بت عمي قياتي الفانص الرفاسه. 
ثم إعتدلت في جلستها واكملت بجديه:
- اقول يومه.. تشوفين الحين اروح افاتح الشيخة عوالي بمسألة جوازي ولا اصبر شوي؟ 
- اتحشمي ياخوله ماتدور لروحها عريس إلا الفانص البايرة العانس. 
- زين وانا ايش؟ ماانا كل اللي ذكرتيه. 
- حييييه عليكي حييييه،والله لتركبينا العار ياعار. 
- اي يعني الوقت مناسب ولا الشيخة تشوفني قليلة ذوق؟ 
- يعني بعد ماقريتي ان كل العبر فيك يفرق معك إذا طلعتي قليلة ذوق؟ 
-إي صح معك حق، والله ماتفرق.. غدوه امشي لخيمتها واقولها زوجيني بأقرب وقت. 
نفضت صالحة يديها بيأس من إبنتها ثم غادرت الخيمة بحثاً عن أحد أبنائها وحين وجدت أحدهم صاحت:
- (يابرق) ..تعال اريدك. 
- لبيك يوما ايش تريدين؟ 
-. خذ هاد الماعون وجيبلي شوي من حليب الماعز اسوي به ثريد وآكل معدتي ماتتحمل الدسم بالعشا. 
- وليش انا اللي اروح احلب الماعز! وينها بتك الخايسه الهاملة الداشره؟ 
- بتي بالخيمة تتطلع للسقف وتتبسم، زايد عليها لهبال اتركها. 
- ديري بالك عليها تكون عشقانه ونحن ماندري ويجينا بسببها العار. 
- روح روح يابرق، خوله وعشق وشويق مايركبون على بعض طمن حالك. 
غادر برق بعد ان أخذ السطل وعادت صالحة للخيمة فوجدت خولة تضحك بصوت عالٍ وتضرب علي فخذها، ولا تتحكم بضحكاتها حتى سال لعابها من فمها، فجلست أمها بعيداً عنها ووضعت يدها علي رأسها بقلة حيلة وهي تري حالتها المذرية. 

أما خولة فكل مايضحكها هو ذاك اليوم الذي وقفت عنده ولا تستطيع تخطيه، وخاصة وهي آتية تزف الخبر لصياح أخيها بمنتهى السعادة
(عودة بالزمن لقبل موت الشيخ بأيام قليلة) 

-اصحي اصحى ياصياح، رجوه رجوه ياصياح، خدت كم رفسه ياصياح وطاحت طاحت ياصياح، سفت لرمال ياصياح، وضحكنا عليها ياصياح، وعفره الحلوة ياصياح جابتها الأرض ياصياح.. والحين الحين ياصياح انا واااجد فرحانه ياصياح.
- ولك سدي فمك إيش هالخبال من على بكرة الصبح يقصف عمرك بحق جاهه وسلطانه.
إقتربت منه وجلست بجواره وهي تحاول السيطرة علي ضحكاتها المتواصلة:
- اقول ياخوي رجوه مسكتها عفره بت عمي قياتي عجنتها وخبزتها وسوتها خبزة تنور وأكلتها.
- تكذبين؟ 
- وربي مااكذب. 
- ليش ايش صار لكل هاد؟ 

- ماادري، بس انا كنت ماشيه للبير وشفت رجوه رمت الجدح من يدها وهجمت على لبنيه، وبس دنكت تجيب احجار وعينك ماتشوف إلا الرفس، والله عفره كانت مشغله رجولها الزوز متل بغل بوك حين يروحوا صوبه الوليدات الصغار، وخلتها خرت على الأرض تتلوي مثل حنيش إنضربت بارودة براسه.
- تمزحين!
- اعدمك انت وياها إذا اكذب او امزح.. هيا إنهض وتعال ملي عيونك منها وهي مسجية عالرمال وتبكي.. والله شوفتها تبرد القلب ياخوي.

نهض صياح ولبس خفيه وهو لا يصدق كل ماتفوهت به خولة، فهذه رجوة نمرة القبيلة كيف لها أن تُغلب؟

أما عند رجوه فى هذا الوقت.. 

- والله الحين إذا ماعمي قياتي جابلي حقي لعشيه لاحرق الخيمة اللي نايمين فيها بناته الثلاثه ومايلاقوا منهم الصبح غير رماد.
سمعت زوجة قياتي كلام رجوه، فوضعت يدها على قلبها خِيفة من أن تنفذ رجوه تهديدها وهرولت إليها وجلست بجوارها واخذت تهدئ بها وتقول:
- حقك على راسي يابنيه، انا بعتذرلك نيابه عن عفراء بتي ومنك السماح، هي مهبوله ماتعرف إيش تسوي.. انا ما ادري شو اللي صار معكم ووصلكم للقتال، بس الأكيد أن عفراء ماتتعصب هيك إلا من شي قوي.
- اي شي قوي واقوى من القوي، بتك كانت مبيته بغرفة رجلي... آ اقص  رجال غريب، وبس عاتبتها سوت في اللي عينك تشوفه، اريد أعرف باي حق ووين الحيا؟
شهقت زوجة قياتي ووضعت يدها على فمها وهي غير مصدقة للتهمة التي قذفت بها هذه الفتاة إبنتها للتو، ولكن صوت الشيخة عوالي انقذ الموقف حين قالت لرجوه بغضب:
- صكري فمك الله يلعنك ويلعن لسانك اللي ينقط حنظل؟
ياام حسين ارجوا منك السماح هي لبنيه فانص مهبولة ومضيعة عقلها  ماتعرف وين الله حاططها ولا ايش تقول.
 نهضت زوجة قياتي وتلفتت حولها ثم دلفت لغرفة آدم لتكتشف ماحدث، فوجدت إبنتيها نوف والعنود نائمتين بالغرفة، فضربتهم وهي تصيح بهم:
- قومن وقولولي ايش جابكم هين، وليش تركتوا خيمتكم، جبتولنا وجيج راس ماله اول من آخر.
نهضت الفتيات بفزع فسألتها نوف:

- ايش فيك يا امي  وإيش تقولين؟
- اقول فيه بنية بالخارج غالتها اختكم عفراء والحين البنت تطعن بشرفها وتقول شفتها خارجه من غرفة راجل ومبيته حده، اريد افتهم الحين إيش جابكم لهي الغرفة؟
ردت عليها العنود وهي ترتدي خفيها :
- كل القصة ياامي إن عفراء ماتحملت سخونة الجو بالأمس وعرفت إن هالمبني به مكيف فجات وطلبت من راعيه إنه يتركه لنا نبيت فيه؛ لاننا ماواخدين على هي المصامط، وهو ترك الغرفة لنا وراح وقال خذوا راحتكم.

- ولك الله ياخذكن انتوا وراحتكم بعد.. الحين بسبب حفنة هوا صرتوا عار وتبيتون بغرف الرجال، قولولي ايش اقول لابوكم واهل القبيلة الحين؟
نوف:
- لا تقولين احنا نقول، هيا ياعنود نشوف مين هي البنيه، وإن لزم الأمر نكمل اللي بدأته عفراء.
وخرجتا الفتاتين أمام أمهم ليجدوا رجوة جالسه على الإرض ومعزوزه بجوارها تحاول تهدئتها، أما عوالي فتريد الهجوم عليها ولكن مايزه متشبثة بها منعاً للمزيد من الفضائح، وحتي لا يكبر الموضوع ويصل للرجال.
ولكن هيهات، فلا أمر يحدث في القبيلة وخاصة بين النساء إلا وعرف به الصغير والكبير.
غادر قياتي المجلس ومعه قصير وآدم ورابح والجميع فور سماعهم بأن رجوة تقاتلت مع إبنة قياتي.. 
قصير:
- ياقياتي ماتوجع راسك باشغال النساء واتركها لعمتك عوالي هي تحلها. 
- لا لا، بنياتي طرف فيها واخاف ماتنحل وتزداد سوء، هم يعرفون أعراف القبيلة، بس ماتعاملون بها من قبل وواثق انهم الحين يشوفون الأمور غريبة وااجد.

وصل قصير وقياتي للمكان، ووصل معه ايضاً رابح وسالم، وآدم الذي بمجرد إقترابه ورؤية رجوه بهذا المنظر علم أن كارثة حدثت، فتقدم على الجميع ووصل لرجوة أولاً وبصوته العالي تحدث قبل أن تفتح هي فمها وتُحدث المزيد من الفوضى:
-انت! إيش تسوين أمام الغرفة؟ انا مو مشدد إن ماحدا يقترب من غرفتي وخاصة أنت يامهبوله؟ 
وهنا ردت عليه رجوه وهي غير مصدقة لما قاله:
- إي مشدد ماحد يقترب، بس الفوانص الغرب يبيتون بها ويصير شي عادي معك ومقبول. 
- رجوه صكري فمك وقومي غادري الحين ومااشوف رجولك تقترب من غرفتي مرة ثانية. 
نظرت له بعتب فها هو يكسرها أمام الجميع وهي من خاضت معركة وهي تظن أنه ملكها ويحق لها الدفاع عنه. 
وهنا أتي صوت قياتي متسائلاً:
-انا اريد اعرف ايش اللي صار بالضبط؟ 
رد عليه آدم سريعاً:
- ولا شي ياعمي، بالامس كريمتكم سألتني المبيت بالغرفة لأن بيها مكيف، فتركت الغرفة ليها ولاخواتها ومشيت على خيمة الشباب قضيت الليل بيها، ولأن غرفتي ممنوع حد يقربها أشوف هي المهبولة ماسكتت وقادت بها نار الغيرة. 
قصير:
- بارك الله فيك ياآدم، من يومك نشمي ياوليدي وصاحب مروه. 
صاحت به رجوه:
- نشمي وصاحب مروه إذا الامر يتعلق ببنيات غيرك، لكن إذا سويتها انا وبتت بغرفته يوم اصير افنص من على الأرض، والفنص اللي بي ماشالته بنيه قبلي.. كترت مكايبلك اللي تكيل بها ياشيخ. 
قياتي:
- مين هي ياقصير؟ 
نظر قصير للأرض واجاب قياتي بخجل حقيقي:
- هي فانص القبيلة.. بتي رجوه. 
تبسم قياتي علي صراحة قصير وأردف:
- مبين عليك دللتها واااجد ياقصير حتي صاير لسانها هيك طوله! 
ردت عليه رجوة متهكمة:
- دللني حتى طفح الدلال مني وغرق القبيلة بكاملها. 
قصير:
- والله ياخوي انا لا دللت ولا اعترف ان البت تدلل، بس هي بالذات الدلال خرب اخلاقها وخلاها شوفة عينك، والله يسامحه اللي دلل. 
قالها ونظر لسالم الذي كان ينظر لرجوة غير مهتم لأي شيء او لأي كلام يقال سوى بضع قطرات الدماء التي على وجهها، وجُرح جبهتها الذي يُجاهد كي لا يقترب منها ويضع يده عليه ويسألها إن كان يؤلمها كثيراً أم لا، فمنذ نعومة أظافرها وهو لا يتحمل أن يرى بها خدش أو شوكة تخترق أقدامها الترفة. 
إنتبه لنفسه على ضغطة بكفة يدة فنظر ليرى رابح ينبهه بأن الجميع ينظر له في هذة اللحظة فإبتلع ريقة وغادر المكان على الفور. 
أما قياتى فرأي عفراء إبنته آتية من بعيد بعد ان ربطت الحصان في مكانه، فنظر لقصير وقال له بجدية:
-قصير، اريدك  تدعى للمجلس شباب القبيلة وتقول إن بنيات قياتي وصلوا لسن الزواج واللي يريد من ولاد عمومتهم  ينهي على بنية منهم يتفظل. 
والجاهز للزواج يشيل. 

- يصير خير ياخوي.. خلص اعطيني فرصة اخبر القبيلة كلها ووليداتنا اللي بالخارج وقت يصير عند الكل علم  ينعقد مجلس رهن بنياتك. 

سمعت نوف هذا الكلام وترنحت وهي على وشك فقدان الوعي، أما العنود وعفراء فتسمرتا كتمثالين، فهم يعرفون أن زواجهم لابد وأن يكون من شباب القبيلة، ولكن ليس بهذة الطريقة ولا بهذة السرعة! 

كان صياح حاضراً وسمع كل هذا، وحين وصل الحديث لرهن بنات قياتي إنفجر قلبه من الحسرة، فقياتي يمتلك أضعاف مايمتلكه قصير، وتجارة السيارات مربحة أكثر من تجارة الأسلحة واقل خطراً وهذا بجانب الميراث الذى تركه له أبيه منصور
وهذة صفقه عظيمة خسرها صياح وكل الذي كان سيفعله لكسبها هو رهن إحدى بنات قياتي والزواج منها.
 
عاد للخيمة محمل بخيبة كبيرة، وهو من كان ذاهباً يتشمت، فعاد متحسراً وترك رجوة لم يتفوه معها بكلمة أو يسألها عما حدث وسببه، وترك خولة واقفة علي مسافة منها تراقب وتكاد تجن من فرط السعادة ولم يريد ان يقطع عليها متعتها. 

في الخيمة:
- إيش فيه ياصياح، اشوف وجهك مايتفسر، لتكون عفره أذت رجوه واجد؟ 
-تأذيها، للجهنم رجوه وأذاها، انا الحين مو ببالي رجوة ولا زفت، انا اللي ببالي الملايين الطايرات بالهوا وكان بأمكاني امد يدي واكبش بس حظي الشين ماخلاني أتروى. 

- ايش هالأحاجي ياوليدي، أجلس أجلس واحكي إيش مناسبة هالكلام؟
- اليوم.. اليوم قياتي ود الشيخ منصور عرض بناته للرهن، بنيات مال وجمال وكل وحده فيهن أضرب من الثانية، واني من حظي الحنظل رايح ارهن رجوة الفانص. 
وهنا ردت عليه خوله التي دخلت الخيمة تواً:
- ياصياح ماتطمع، وهو من كل عقلك  قياتي يعطيك إذا طلبت؟ اذا رجوة وبألف دعوة أبوها وافق،
 ولو ماانها فانص وعايفها سالم ماكنت تحلم تمسك جدايلها، جاي الحين تتحسر؟ أنت ماتسمع بنيات القبيلة إيش يقولون عنك، والله يقولون صياح أبو رجول طوال، ووقت سباقات الهجين يسألوني ليش ماشاركتوا باخوك صياح ياخولة بالسباق يجيبلكم المركز الأول.
 وتريد الصدق ياخوي انت رجولك طوال واجد واقدامك كبار وتحس رجولك باديه من عند صدرك. 
- الله يلعنك ويصب غضبه عليك يامكسرة مجاديفي وحابطه عزيمتي يابهيمة الوديان. 
-صكري خشمك ياقليلة الحيا ولا تقولي لاخوك كلامك العلقم مرة ثانية وإلا بربي اقص لسانك.. وربي إن عيني ماتشوف احلا ولا اجمل من صوييح حبيب عين امه. 
- اي ومن يشهدله غيرك يعني؟
صالحه:
- خوله روحي يم البنات وشوفي ايش يسوون وساعديهم، روحي حركي حالك وخلي العين تشوفك معدله وتشتغلين متل البنات. 

-زين رايحة.. بس قبل بمشي للشيخة عوالي اجيب من عندها كحل وحُمرة. 
صاح بها صياح بغضب:
-ولك الله ياخذك أخذ عزيز مقتدر، الشيخ يموت وانت تريدين من أخته تعطيك حمرة وكحل! عرس بوك هو؟ 
- كنت اتركها ليش تنبهها، لجل كانت الشيخة عوالي كوتها بالنار فخشمها اللي تريد تحط فيه حُمرة وخلت حُمرته رباني. 
حكت خولة في رأسها وقد تداركت أنه بالفعل ليس الوقت المناسب، وغادرت الخيمة تفعل مثلما قالت لها أمها، وتكمل تشمتها في رجوة فهي لم تكتفى بعد. 
مر اليوم وبنات قياتي كانوا في محزنة حقيقية، وبدا الأمر وكأنهم اتوا للقبيلة لقضاء لم يتوقعوا حدوثه.



الفصل الثامن عشر18 

العنود:
- ياامي انا مااريد اي نهوة علي الحين، انا مازال قدامي عام بجامعتي ومن بعدها اريد آخذ الدكتوراه واشتغل بشهادتي، هي أحلامي منذ الطفولة وانت تعرفين إن الزواج مقبرة الأحلام، زين ليش ابوي يعلمني إذا بالنهاية يقبر أحلامي ويقبرني بالقبيلة؟ 
نوف:
-. والله والله إذا تحكمون علي اتزوج بالقبيلة لأصعد فوق أعلى بناية بليبيا وارمي حالي وأموت أهون لي ولا اعيش كل عمري بين الهوايش والبهايم وأموت مسموطة بنار جهنم اللي هين أو أتحنط من برد الشتا اللي مايحول بينه وبين الناس غير قطعة قماشة ماتحوش صقيع، 
وأصلاً انا مااحب القبيلة ولا عيشتها ولا ناسها ولا اليسوونه ولا اللي يقولونه. 

ردت عليها أمها بقلة حيلة:
- يانوف ابوك علمك الاعراف ومايصير تـ.... 
- الله يلعن أبو الاعراف على اللي سوى الاعراف، ياااخ انا اكره الأعراف. 
- ششش اصمتي يانوف مااريد حد يسمعك، مااريد أهل القبيلة يقولون مرت قياتي وقت سكنت الحضر ماعاد تعرف الأصول ولا علمتها لبناتها، مااريد تنزلون راسي وراس بوكم. 
العنود:
- زين ياأمي اقول.. مايصير تأجلون قرار الدفن هاد، يعني اعطونا وقت نستعد، ندري اننا مانملك حق الاختيار، بس عالأقل نملك حق التأجيل. 
-. ماادري ياعنود، اشوف ابوك وارد عليك، وإلا نوجدوا حل. 

نظرت الأم لعفراء التي كانت جالسة تأكل في خبزة ساخنة أحضرتها من النساء وهي آتية للخيمة وسألتها بإستغراب:
- اقول ياعفراء، ماسمعت رايك بالموضوع يعني؟ 
- ليش هو الموضوع به رأي.. اللي يحكم به الحجي قياتي يصير، ثم انكم تعرفون اني أموووت علي حياة القبيلة واحبها واااجد، يعني ماعندي مشكلة إذا عشت فيها. 
نوف:
- يارب ياعفراء يرهنك ابشع شاب بالقبيلة كلها وتعيشين هين عيشة الكلاب، وتتصلي تلطبي الغوث وماتلاقية، وتبلعك رمال الصحرا المتحركة.. 
ولك ياغبية أنت هي حياة بدائية، تخيلي معي وانت تتحممي بخيمتك والهوا طير الخيمة إيش وقتها تسووين بروحك وانت ماتشوفين روحك إلا جالسة بمجلس الرجال من دون ملابس متل ماولدتك أمك والقبيلة كلها تنظر لك ؟ 

سرحت عفراء في الموقف ولم ترد عليه سوى بضحكة مجلجلة عقبتها ضحكة من أمها واختها العنود، وانقلبت المناقشة الجدية لنوبة من الضحك لم تشارك بها نوف ولا حتى بإبتسامة صغيرة؛ 
فهي تتحدث في أمر هام من وجهة نظرها ولا تعرف هؤلاء المعاتيه علامَ يضحكون؟! 

اما في خيمة الشيخة عوالي:
قياتي:
- يابوي من رخصتك انا فتحت باب الرهن على بنياتي، تعرف إني ماأجي للقبيلة إلا كل حين، وما أملك الوقت والبنيات كبرن وصارن بسن زواج، وانا مااريد انساهم بزحمة أشغالي. 

- خير مانويت ياوليدي، ستر البنية حمل ولزوم ينزاح من فوق كتافك، بس ياقياتي ماتعطيهم إلا لليشبههم، بناتك مايوالمهم أي رجال. 
- اعرف ياشيخ، والحين انا قررت اخلى الأختيار بيدهم هم؛ لأني مااريد أشيل وذرهم ولا اشوف اللوم بعيون وحدة منهم بيوم من الايام، 

بمعنى ان هم يعرفون إن مايصير يتزوجون إلا من القبيلة، بس يعني مو أي شخص بالقبيلة يقول رهنت اعطيه، ولا انا غالط ياشيخ؟ 
- لا ياوليدي ماغالط ولا شي، بس أنت لو عملت هيك بتفتح عيون بنيات القبيلة على الاختيار وتعطيهم حق ومثال للرفض، ونحن ماعندنا رأي لبنية بأمر زواجها وانت تعرف هالشي زين. 
- ادري ياشيخ بس هاد لا بشرع ولا دين، الزواج عرض و قبول ورأي  لبنية من قواعدة وشروطة، ولزوم تشوف راهنها وهو يشوفها وتوافق عليه قبل مانحكي تم. 

- تدري ياقياتي.. احمد الله إنك ماصرت شيخ للقبيلة من بعدي، كنت خليت الفنص فيها يوصل لعنان السما، وضحكت كل القبايل عليك وع القبيلة. 

- ليش أنا حكيت شي غلط يابوي؟ 
- من شرع الله مو غلط، بس بشرع القبايل أبو الغلط.. 
طيب احكيلي ياقياتي، إذا أنت ماناوي تعمل بأعرافنا وتمشي عليها، ليش جايب بنياتك يتزوجون من القبيلة؟
- لن مايصير يابوي يتزوجون إلا من ولاد عمومتهم. 
- زين..مين اللي قال يصير ومايصير، الشرع والدين قالها ياقياتي ولا اعرافنا؟ 
- لا يابوي اعرافنا. 
-ودامك تعرف لا ليش ماخالفتها وزوجتهم من غير البدو؟ 
- لأن مايصير ياشيخ ولا أخلي دم احفادي ينخلط بدم اغراب وماينتمون لينا. 
- أشوفك تاخد من الاعراف اللي على هواك ياقياتي وترمي الباقي!
ياولدي هي الاعراف انوجدت للحفاظ على قبيلتنا، على دمنا وأصولنا وعلى نسلنا.. ومايصير ناخد منها شي ونرمي شي. 
- يعني يابوي مااخيرهم بمسألة زواجهم؟ 
- ماحكيت هيك.. بس فيك تتحايل حتى ماتخرب وتضرب حجر بالمي الراكد تعكر صفوه ومن عندك تبدأ شرارة التمرد.
شورهم بس بينك وبينهم وخلى الأمر وكأنك انت صاحب القرار والراي والكلمة العُليا. 

هز قياتي راسه بموافقة على كلام أبيه، وأبيه بحكمته المعتادة أكمل:

- رماتنسى ياقياتي تعلم بناتك إن مشاركتهم بقرار زواجهم إستثناء حتي يحسون بتميزهم وعلو شأنهم عندك. 
ولجل مايطمعون بحرية اكثر بباقي أمور حياتهم مع ازواج تربوا علي الاعراف ومايملكوا عقلية متل عقليتك، ولا تفكيرهم متل تفكير بناتك الفوانص. 
رد عليه قياتي بضحكة:
- هههه يابوي وين فوانص بنياتي؟ 
- فوانص واااجد ياقياتي،وأنت بعد صرت فنص من بعد غربتك عن القبيلة. 
أمال قياتي على أبيه وقبل رأسه ويده وهو يضحك علي مزحته الجميلة والتي تخفي خلفها لفت نظر بأن أفعاله باتت لا تُعجب ابيه. 

اما عوالي فكانت في هذا الوقت تستعد لمغادرة القبيلة وشراء إحتياجات النساء الشهرية، فبرغم مرض منصور إلا أنها لا تنسى واجباتها، واليوم سيأخذها سالم بسيارته؛ 
فرابح خرج للصيد وآدم أخبرها بأن هناك أشغال تراكمت عليه يجب أن يُنهيها اليوم. 
مرت عوالي من أمام خيمة مزيونه فدخلت عليها تسألها عن احوالها وإن كانت تريد شيء:
- يامزيونه. 
- هلا هلا بعمتي تعالي يالغاية فوتي وباركي خيمتنا بخطاويكي الطاهرة، قالتها وأسرعت تقبل يد عوالي بمحبة فربتت عوالي على ضهرها وهي تقول:
- يازين حسنك وزين أخلاقك وزين رباية أمك فيك يازينة بنيات القبيلة.. قوليلي يامزيونه بنفسك شي اجيبه لك من الحضر؟ 
- لا والله ياعمتي ولا اي شي اريد بعد مااخذت اللي بنفسي وحمدت ربي عليه. 
-مرتاحه يامزيونه؟ 
- واااجد مرتاحة ياعمتي وكل ماقلبي يفكر انه يعترض ويثور اضربه بعصى الرضى واقولة نص العما يانكار النعم ولا ظلام الحرمان. 

- الله يكملك بعقلك ويديم عليك نعمة الرضى يازينة الصبايا.. زين قوليلي اللي تشتهي تاكليه أو ثياب تشتهي تلبسيها لسلومه، ولا اجيبلك انا على عجب عيني؟ 
- والله ياعمتي كل شي مااريد.. ولا اقولك.. جيبيلي سفرجل روحي رايحاله. 
- قولتيلي سفرجل! بس السفرجل ماتروحله إلا النفس الوحمانه يامزيونه.. لتكوني سويتيها؟ 
تبسمت مزيونه ونظرت للارض بخجل وأماءت برأسها تؤكد شكوك عوالي، فصاحت بها عوالي:
- ياااكلبه من متى تعرفين وماقولتي لي لا انت ولا سويلم الردي اللي كل الوقت بخيمتي ماجابلي سيرة؟ 

- لا ماتظلميه ياعمتي والله بعده مادري ولا قولتله شي، انا من يومين تأكدت من عمتي جنديه ونبهت عليها ماتقول شي، وكل مااجي ابشر سالم اشوف الوضع مو تمام، وما اريد ازفله الخبر إلا بالوقت اللي احس أنه راح يفرق معه ويعطي الخبر حقه من الفرحة. 
- زين.. الله يتم حبالك علي خير يابنيتي وتجيبي اللي ياكل عقل سويلم وعلى وجهه يشوف كل الخير،
 بس إذا وليد ماتعطيه عيونك الناعسات ماناقصنا فنص من بنيات القبيلة وهم يتعاركون عليه. 
ضحكت مزيونه وضحكت معها عوالي وهمت تغادر الخيمة فقالت لها مزيونه:
- ماتنسي السفرجل ياعمتي.. سمعت أنه يزيد جمال المولود وإذا بنية اريدها تكون أجمل بنيات القبيلة. 
- اعرف إن السفرجل يزيد جمال الوليدات، وما هنسى اجيبلك وبس يعرف سالم راح يعبيلك الخيمة سفرجل.. أبشري. 

ذهبت عوالي للسيارة وركبت  في المقدمة وكانت مايزه تجلس بالخلف، وانطلق بهم سالم، وكان طوال الطريق متعجباً من نظرات عوالي له وإبتسامتها التي لم تختفى! 

 وصلا المكان وبعد أن إشترت عوالي كل الازم وقفت أمام ملابس الأطفال  ونادت لسالم وقالت له:
- سويلم تعال نقي معي ملابس لوليد صغير. 
- انا ياعمتي؟ ومن وين انا اعرف بملابس الصغار؟ 
- ياولد جرب ايش بتخسر، وبعدين من يدري يجوز فال زين والله يرزقك عن قريب بوليد، ووقت تيجي تختار ملابسه تكون عارف إيش تختار. 

- لا ياعمتي إذا عالوليد ماراح تختار ملابسه غير أمه، هي ابسط حقوقها وفرحتها وانا عاهدت نفسي إني مااحرمها من شي طول ما انا قادر اسويه. 
- والله إذا هيك ياسويلم، حتى اللي كنت اريد اختارلها ملابس وليدها ماراح اختارهم، وتبقى تيجي بروحها  للسوق تختار وتفرح. 
- زين ماتسوي ياعمتي، والحين بالأذن بمشي لدكان الحلويات اريد اجيب شي حلو لمزيونه. 
- اقول ياسويلم هاتلها سفرجل، هي وصتني على سفرجل واخاف انسى. 
- عيوني لها، اطيب سفرجل بالسوق يجيها..قوليلي انت نفسك بشي اجيبه لك؟ خاله مايزه نفسك بشي حلو اجيبه لك؟ 
اجابته عوالي:
- من وين لنا سنون للحلو ياوليدي، جيب الحلو للحلو وتوصى.. قالتها وتبعتها بغمزة من عينها، فضحك سالم عليها و غادر المكان وترك عوالي تنظر إليه بمحبة وهي حائرة في أمره! 
فحين يتعلق الامر بمزيونه يبدو عاشقاً حتى النخاع، وحين تُدار الدفة على رجوه لا يخفى على الناظر أنه يذوب عشقاً،
 فعلى أية قبلة نوى قلبه الإستقامة، أم انه سيظل يتخبط بين القبلتين لا توبة له ولا إستقامة؟ 

 انتهوا من كل شيء وعادوا للقبيلة، وصُدمت عوالي بتعب منصور المفاجئ وتدهور احواله وهي من تركته يتحدث ويجادل قياتي ويعطيه دروس في الاعراف والعادات والتقاليد. 

ومن ساعتها وانقطع منصور عن الحديث وتدهورت أحواله وتأجلت كل خطط أهل القبيلة، وحتي آدم أبى الرجوع للقاهرة في ظل هذه الظروف، وارسل لوالديه أحضرهم للقبيلة تحت حراسة مشددة حتي يودعوا الشيخ منصور.. ولم يبرحوا القبيلة إلا بعد أسبوع كامل من وفاته. 

(عودة للوقت الحاضر).. 
- ياصالحة، خذي الحليب ولا تعطي خوله منه شي. 
 اخذت + صالحه سطل الحليب من ولدها ونظرت فيه ثم نظرت لبرق وصاحت به:
- وهو وين الحليب من الأساس اللي اعطي منه لخوله إذا مايكفون حتى اتسمم انا؟ 
- يما والله حلبت ثلاث معزات بالسطل، ايش فيك تريدين برميل حليب؟ 
ردت عليه خوله بضحكة:
- اي أمك ماتشبع، اصلاً دورت بطنها كله على ظرف قولت اكيد إلا مالاقي بطنها مظروف وينزل منه الوكل بس مالقيت.. 
اسمع يابرق وقت تروح تجيبلها حليب إنتبه لأي معزه تبول وخد بولها بالسطل يزود الحليب وأمك تشبع، انا دوم اسويها.

سمعت صالحة كلمات خولة وجحظت عيناها وصاحت بصوتها العالي:
- حيييه عليكي وعلى ابوك وعلى اليوم اللي بشرتني القابلة بيك وقالت جبتي رزيه.. جد تسويها ولا تمزحين؟ انطوقي الحين ياخوله. 

- وربي ماامزح، لكن من وين املالك  السطل اللي يكفي كل القبيلة حليب انا كل يوم؟
وانا اللي لو حلبت كل معز القبيلة بأغنامها بنسوانها المرضعات ماأملاه! . 
- ملاكي الجرب اللي يخليك تتمرضغين بالرمل متل الثعبان  المطشوش راسه يامعدومة الضمير ياللي ماتخافي الله، 
وانا اقول ليش اشرب الحليب وانكفى على بوزي مااشوف من الدنيا شي لن يطلع النهار؟!
 والله اليوم ياأنا ياأنت، امسكها لي يابرق، امسك واذا فلتت منك ادج راسك بحجر اشقو نصفين وتاخذ انت العقاب بدالها..امسك الفانص اللي ذبحها اليوم على يدي. 
هجم برق على خوله فأخذت تراوغ داخل الخيمة وهي تقول لأمها:
- ياصالحة ايش مشكلتك اذا تاكلين وتشبعين، وبعدين ماهي غريبة يعني شرب البول مانحن نشرب بول الأبل والناس تجي لقبيلتنا مخصوص تاخذه للعلاج وتشربه هو وحليب الإبل ويخلطونه، إيش فرق بول الإبل عن بول الغنم والماعز؟ 

- صكري خشمك ولا كلمة اريد اسمع، تعي اقتربي ومن دون نفس تتحملي اللي يقدر ذراعي عليه من ضرب.. وبالاخير اذبحك ومااريدك ترفعي يد ولا رجل ولا حتي يرفلك جفن. 

- والله؟ ليش يعني مفكره روحك تذبحين دجاجه ميته انت؟ 
وربي ولا اتحمل ذراعك ولا رجولك، وفايتالك الخيمة وهاجه وماارد إلا وقت تهدي وعيونك الحُمر اللي صايره عيون غوله يردلها اللون الأبيض. 
قالتها ثم انطلقت للخارج، ولم يجد برق بُداً من أن يغادر الخيمة مسرعاً هو الآخر خلفها خوفاً من أن ينال  العقاب بدلاً عن خوله،ولم يكف عن اللحاق بها ومحاولة إمساكها حتى وهي تقع وتنهض إلى أن وصلت خيمة الشيخة عوالي فوضعت أصبعها أمام وجهها وقالت له محذرة:

- والله إذا اقتربت اشكيك للشيخة واخليها تقتص لي منك..هيا غادر هي  منطقة خيام لبنيات ومايحقلك تكون فيها بهالوقت من الليل. 
تلفت برق حوله وخاف ان تنفذ تلك المجنونة تهديدها فغادر وتركها، وهو لن يعود لخيمة أمه إلا في الصباح على اية حال. 

اما خوله فوقفت امام خيمة عوالي وطلبت الإذن بالدخول.. 
ولما أُذن لها دخلت، وبخطوتين كانت فوق رأس الشيخة عوالي المتكئة على الفراش وتحدثت بإندفاع:
- ياشيخة زوجيني اريد اتزوج الحين. 
إعتدلت الشيخة عوالي في جلستها ونظرت لخوله بإستغراب ولاحظت انفاسها العالية وحبيبات العرق المتجمعة على جبينها وثيابها المتربة وقالت:
- يامنجي نجي، إيش جاك بهالليل يابت صالحة ووين كنتِ ومع من وايش قاطع انفاسك؟
 مايزه قومي الظاهر قيامة القبيلة بتقوم الليلة.. قومي وشوفي اللي عيني تشوفا! 
- إعتدلت مايزه وهي تفرك عينيها لتتضح الرؤية ثم نظرت لخولة وسألتها:
- إيش فيك ياخوله وايش جايبك بهالوقت 
- قوليلها يابت صالحة ايش جابك وعيدي عليها اللي قولتيه لي. 
- انا قولت للشيخة اريد اتزوج. 
عوالي:
- وقولتي الحين. 
- اي اذا امكن الحين. 
وهنا همست مايزه بصوت خائف:
- ياااأرض انشقي وابلعي الفوانص.. وليش هبت عليك الهبه ياخوله.. إيش جرالك ومن ايش ثيابك معفرات؟ 
- تيابي معفرات من طيحتي عالرمال وانا ارمح من اخوي برق وهو يريد يمسكني لامي لجل تذبحني. 
وهنا صرخت عوالي:
- وااااااك عليكي يابت صالحة..وصلت للذبح.. هاد يعني إن اللي خطر ببالي هو الصواب، 
قومي يامايزه جيبي الخنجر المسنون وامسكيلي هي الفانص اللي هاربه من الذبح لخيمتي مفكرة إني استر عليها ومااذبحها انا بيدي.. قومي يامايزه قومي.. قومي كتفيها وانا اجيب الخنجر. 

حكت خوله في رأسها بعدم فهم، ونهضت مايزه وعوالي معاً وأمسكتها مايزه بإحكام،
 أما عوالي فآحضرت الخنجر ووقفت أمام خوله وأمسكتها من تلابيبها وسألتها وهي تجز على اسنانها:
- انطوقي من اللي سواها وتريدي تتزوجيه الحين، قري واعترفي يافانص.
تعليقات