رواية تمرد القمر الفصل الاول1بقلم ورقة وقلم


رواية تمرد القمر الفصل الاول1بقلم ورقة وقلم

تمرد القمر 🖤

البارت الأول

= البيت بيتـهـدددددددددد!!
صرخت سلوى بكل جدية، وهي تقول:
= البيت بيقع والله بيقع!!

ضحكت صغيرتها بشدة وقالت:
= يا ماما دي خالتو ملوك بتتمرن!

سلوى ضربت على جبينها وقالت بغيظ:
= ملوك وهي فاكرة نفسها هولاكو!

صرخت وهي تتجه نحو غرفتها:
= يابت اتهدي الله يهديكي! البيت هيقع!!

فتحت الباب بقوة دفعة واحدة، لتجد المشهد التالي:
ملوك توجّه لكماتها العنيفة إلى كيس ملاكمة ضخم، والعرق يتساقط من جبينها كشلال لا يهدأ.
كانت ترتدي ملابس الرياضة الخاصة بها، وقد رفعت شعرها ذيل حصان مرتفع، واضعة سماعات الهاندفون في أذنيها.

سلوى وهي تسحب السماعات بغضب:
= يابت ليّا ساعة بكلم!

ملوك، بالكاد تلتقط أنفاسها، قالت:
= في إيه يا سلوى؟ مش شايفاني في وقت التمرين بتاعي!

سلوى، وهي تضع يدها على خصرها:
= ياختي، لو هنزعج عمو هولاكو اللي جواكي ده، اهدي شوية وانزلي تفطري، لحسن بابا مش راضي يحط لقمة في بقه إلا لما تنزلي!

قفزت ملوك فجأة:
= عموري ننزله حالاً!

ضربت سلوى كفًا بكف بخيبة أمل، وهي تتمتم بغضب أثناء نزولها للأسفل.

سمعت صوتًا يقول بجدية:
= بس يا عموري...

فجأة وجدت نفسها أمام عمر، الذي مد لها خطاب الرفض قائلاً:
= براااا براااااا!

ضحك الرجل العجوز الجالس على الكرسي بقوة، وشاركه الآخرون الضحك.

قالت ملوك بصدمة وهي تضرب على صدره:
= اترفدت يا مصطفى؟!

مصطفى ابتلع ريقه برعب وقال بصوت ضعيف:
= اللي مش بيقدر المواهب... الله يسامحه.

اقتربت منه ملوك بعينين لا تبشران بالخير:
= اترفدت؟!

مصطفى ضحك ضحكة سمحة:
= يعني اللي خلق الوظيفة دي، ما خلقش غيرها! بكرة أشتغل عند سيد سيده!

ضحك عمر حتى دمعت عيناه، بينما سلوى كادت رأسها تطير من مكانها غضبًا.

هرولت ملوك إلى عمر لتقبله بحب وقوة امتلاك، وقالت:
= عموووووري، وحشتني الساعتين اللي نمتهم دول!

عمر وهو يضحك:
= يابت يا بكاشة! ليكي ساعتين بتضربي في الراجل اللي ملهوش أهل يسألوا عليه ده!

قهقهت ملوك وقالت:
= أعمل إيه يا بابا؟ عضلاتي بدأوا يخسوا فقولت أنمي العضلة!

مصطفى، وهو ينظر لكتفها المرتفع ثم إلى كتفه الصغير، ابتلع ريقه وقال:
= أنا ما عنديش اللي عندك دول!

رفعت ملوك حاجبها وقالت:
= بتقول حاجة يا مصطفى؟

سارع مصطفى للرد:
= بقول يزيدك يا كبيرة!

قال عمر بجدية:
= يلا تعالوا نفطر!

ملوك بسرعة:
= مافيش وقت يا حج! يادوب ألحق قبل ما أترفد من المكتب وأبقى أنا ومصطفى عاطلين عن العمل!

غمزت لمصطفى بسخرية، فضحك الجميع.

مصطفى، وهو يصرخ خلفها:
= بكرة أشتغل عند سيد سيده وهتشوفي!

سلوى بغضب:
= اطردت ليه من الشغل يا بشمهندس؟

مصطفى جلس على الطاولة ورفع كتفيه قائلاً:
= أبداً... المدير قالي مش سامعلك حس في المشروع، قمت غنيتله، فطردني! مش بيقدر المواهب والله.

سلوى فتحت فمها بذهول، بينما ضحك عمر وابنة مصطفى الصغيرة (مكة) بقوة.

---

🌚... المشهد ينتقل ...🌚

في أحد المكاتب الكبرى، المطلة على النيل، والمزينة بالأشجار في حي المعادي، كان المبنى مكونًا من ثلاث طوابق ويعلوه يافطة كبيرة:
(المستشار / مروان الهواري).

وفي عجلتها، كانت ملوك ترتدي زيها الشرعي الأسود، مكحلة العينين بلا كحل، وعدساتها البنية تلمع كألوان القهوة، وكان وجهها مضيئًا كالقمر وسط غيمة سوداء.

جلست على مكتبها الذي يعلوه لافتة أنيقة:
(المحامية / ملوك عمر الهلالي).

وقبل أن تستقر على مقعدها، جاءها رجل يحمل ورقة وهو يقول بجدية:
= أستاذة ملوك! على غرفة الاجتماعات فورًا.

سارت مسرعة لتجلس وسط زملائها، وعلى رأس الطاولة جلس أستاذهم ورئيسهم المستشار مروان الهواري، الرجل الستيني الذي لا يظهر عليه الكبر.

مروان قال بجدية:
= القضية اللي جاية دي، قضية حياة أو موت. أتمنى تكونوا قرأتوا ورقها كويس.

همّت ملوك بالرد بسرعة:
= حضرتك، القضية دي خلصانة، المتهم لبسها لبس، غير إنه يستحق بصراحة!

نظر لها مروان نظرة كلها شر وغضب وقال:
= ولما تكون لبساها لبس، انتِ إيه شغلتك يا أستاذة؟

ملوك، بكل ثقة وغرور وتمرد، أجابت:
= شغلتي أنصر الحق على الباطل... والقضية دي أطلع فيها واحد متهم بـ25 قضية قتل وأطنان مخدرات؟! دي مش قضية، دي مافيا!

مروان امتص غضبه بصعوبة وقال:
= وللأسف... محدش هيقدر يقوم بالواجب ده غيرك.

ملوك، وقد احتقن وجهها بالغضب:
= ده لو فيها موتي، مش هدافع عن عصابة!

مروان، وهو يمسح على وجهه بتعب، قال:
= ملوك، لو ما اترفعتش في القضية دي، اعتبري نفسك نسيتي حلمك للأبد!

ملوك ألقت الأوراق على الطاولة بغضب وقالت:
= الله الغني عن حلمكم ده.

وتركت الاجتماع وهي تغلي كالبركان...

وفي تلك اللحظة، رفع مروان هاتفه واتصل:
= مش بإيدي يا إياد باشا، قلتلك مستعد أرافع بنفسي، بس دي مستحيل!

رد عليه إياد ببرود:
= مافيش حاجة اسمها مستحيل... انت لو اترفعت، هتضمن إن حازم يلبس القضية.

وأغلق الخط في وجهه بغضب.

ملوك عادت لمكتبها، تجمع أغراضها وهي تشتعل نارًا.
جاءت خلفها زميلتها سارة قائلة بتوتر:
= اهدي بس يا ملوك! مافيش حد ضربك على إيدك، فكري بهدوء!

ملوك وهي تدفع شنطتها بغضب:
= أفكر في إيه يا سارة؟ عاوزني أدافع عن رئيس مافيا! مستحيل! لا وكمان بيهددني بحلمي!

وخرجت من المكتب...

وما إن خطت خارج الباب حتى رن هاتفها برقم مجهول.

استغفرت ملوك تحاول تهدئة نفسها، ثم أجابت بهدوء:
= السلام عليكم.

جاءها الرد سريعًا:
= بصّي على يمينك يا بنت الهلالي...

وما إن نظرت حتى جحظت عينيها...

(("خرجت ملوك من المكتب، لا تحمل معها سوى تمردها... فهل يكسرها القدر، أم تكسر هي القيود؟"

.

                  الفصل الثاني من هنا

تعليقات



<>