رواية المجنونة الفصل الواحد والعشرون21بقلم اليا
سايق العـربية راجع لعندها ، لقاها في حضن واحد غـريب مقدرش دماغه يستوعب ، المـوقف حسسه بإحساس مفهمش طبيعـته بس خنقه ..
عدنـان لغى الوعي من تفكـيره و نزل يهجـم على اللي قدامه من غير ما يسأل هـو مين حتى _ " ليــــــــــن .. "
" ليـن نورعـيني لازم امشي دلوقتي أوعـدك اني هرجع متعييش و خدي بالك من نفسك .. "
بيـرجع خطوات كبـار لورا و مع كـل كلمة صوته بيعلى جري هربـان بعدها من عدنـان اللي لثـاني مرة معرفش يمسكة اتعـرف عليه هـو نفـسه اللي دخلها أوضة المشفـى ..
عدنـان بيشتم في سـره راجع و في إيده جاكيت الراجل الهـربان كان مسكه من جاكـيته بس فلت مـنه ، قومها و زعق _ " مين اللي كنت في حضنه ده ؟..
ليـن مسحت باقي آثار دمعها و لسا كم شهقة بتفلت من بقـها كل شوية ، مدت إيدها تاخد منـه الجاكيت _ " اديهـولي .. "
عدنـان بتريقة _ " اديهولك ؟.. عاوزه تشمي فيه ريحته .. "
ليـن مش هاممـها توضحله أي حاجة ، عيونـها بس على الجاكيت عاوزه تاخده منه _ " قلتلك اديهـولي .. "
عدنـان رمى جاكيت على الأرض قعد يرفس فيه بعصبية يشفـي غليله ماسـك إيدها مسمحلهاش لها توطـى الارض تجيبه _ " مـش هامـك غير قطعـة القماش الزبـالة ديه .. "
انضغـطت جامد جية شمـس توثر علاقتها مع مـريم ، دلوقتـي اللي هي فيه ، اتخنقت بقت تفرك في صدرها و تشد في شعرها صوتت
" سيبـوني في حالي ، ملكوش دعوة بيـا ، سيبــــوني فحالي .. "
عدنـان خاف عليها ، تصرفاتها مكـنتش طبيعية _ " طيب خلاص اهـدي .. "
قرفصت عـلى الارض دفنت وشها بين ركبـها ثاني ، مبقـاش عارف يتصرف معاها ، واقف جنبـها زي الحارس بيـاخد باله منها لبيـن ما يجي معـاذ ..
معـاذ نزل من العـربية بعـد اتصال عدنـان اجا على طـول _ " فيه إيه مالها ليـن .. "
عدنـان تنهـد بيحاول يضبط أعصابه _ " انـا حاولت اقنعـها نرجع البيت مسمعتش مني .. "
معـاذ مسح على راسـها _ " ليــن .. "
ليـن رفعت وشها بهدوء ، كأنـها ضايعة و قاعدة تستـوعب الوضع قامت حضنته _ " بـابـا .. "
معـاذ شدها على صدره جامـد _ " إيه وصلها الحـالة ديه ؟.. "
أخد منه جواب السـؤال شوية تفكـير بس قرر يخبي عنـه موضوع الراجل ، حكاله الجزء المتعلق بجية شمس ، استأذن يمـشي يشوف شغله ، معـاذ استوقفه ..
" خليك بعـيد عن بنـتي يا عدنـان هتغـاضى عن المـوضوع المـرة ديه بمزاجي بس مش هيحصل المـرة الجاية .. "
ماسـك إيدها داخل ويـاها من بـاب البيت و نظراتـها تلقـاني راحت ناحية مـريم تتأكد انـها لسا زعلانة فمشيت تراضيها من غـير تردد
ليـن ببراءة زي طفلة جالها استدعاء ولي أمـر من الحضانة بعدما تشاقت حست بالذنب و راجعة تعـتذر من الميس _ " مـريم ، اسفة مكنش قصدي .. "
مـريم شاورت على خدها خلت ليـن تبوسها _ " كده سمـاح .. "
بسـمة _ " بص الهبلة سامحتـها .. "
معـاذ بحدة _ " فايه يا بسـمة ، ايه اللي مضايقـك بـدل ما تحكي في ضهري بقـيتي تحكي قدامي و تفـرضي سيطرتك في وجـودي ده اللي ناقص .. "
بسـمة اتلبكت _ " حبيبـي مش قصدي .. "
معـاذ بصرامة ، رافع صباع التحذير _ " اسمعوني كـويس السيرة ديه هتتقـفل و اللي حصل اليوم تنسـوه محدش يجيب سـيرته ولا يسأل عـنه و البنت اللي اجت مـش عايز المـح رجلها بتدعس بيتي مفـهوم ؟.. "
السكوت كـان الجواب ..
على صوتـه _ " مفهـــــوم ؟.. "
الاربعـة في صـوت واحد _ " مفهـوم .. "
" اتمـنى و الا مـش هيحصل خيـر .. ( نبرته تغـرت مية و تمـانين درجة ) اطمني محدش هيعـرف يدايقك ولا يلمس شعـرة منك في وجودي .. "
ليـن همست لمريم بمجرد ما مشي بلعت ريقـها _ " بابا بيخوفني أحيانا .. "
مـريم _ " انت لـسا شفـتي حاجة ربنـا يستـرك من عصبيته ، ليـه نظرة بتشل من كـثر ما بتخوف .. "
فمسا اليوم اللي بعـده ، بعدما مخها موقفـش تفكير فيه و جاكـيته اللي عدنـان شاله من الارض خده و هـو ماشي ، هي مصرة ترجـع الأثر اللي سابه مـمكن يخفف اشيـاقها بعد غياب دام سنين و لقـاء متعـرفش هيحصل متى تاني ..
ليـن بمجرد ما رجع أبـوها من شغله نطت فوشـه لابسة مستعـدة للطلعة _ " بـابـا بص أنا جهزتلك نفـسي عشان منتأخرش زيـادة يلا نمشي .. "
معـاذ استغرب _ " على فين ؟.. "
فـريدة _ " ما تسيبي الراجل يقعد ، خليه ياخد نفـسه الاول .. "
ليـن شدته من ايده قعـدته و خلته ياخد نفـس _ " اهو قعد ، اهو خد نفـس يلا نمـشي .. "
معـاذ ضحك على تصرفها و مستغـربه ، زاي بتتنطط و متحمـسة للطلعة _ " على فين طيب ؟.. "
ليـن همست في وذنـه _ " ع الدرس .. "
معاذ فهـم قصدها طلعـها على الجنينـة يتكلمـو على انفـراد اتلبك لام نفـسه انه مفـاتحهاش في المـوضوع قبـل _ " ليـن عدنـان مش هيديكي الدروس .. "
ليـن الروحة على بيته كانت بالنسبالـها حجة لتقدر ترجع جاكيت فرصتها بتضيع ، كشـرت _ " انسحب .. "
معـاذ بهدوء _ " هشفلك واحد غـيره .. "
ليـن قاطعته _ " فهمت ملوش لزوم مش هسمـح لحد تاني غـيره يعرف ، كفـاية .. "
معـاذ لف وشها تبصله ، حاوط كفوفها بين اديه _ " لين اسمعيني يا بنتي .. "
ليـن دارية بنقطة ضعـفه بتحاول تضغـط عليه بيها عشان يوافق يمشو بيت عدنـان _ " حتى انت هتعـمل زيه هتحبسنـي في البيت و تمنعني أطلع ، خايف يقـولو بنت معـاذ جاهلة و مبتفـهمش طيب ليه خليتني اتأمل كـثير .. "
الخذلان اللي مالي نبرتـها قطع قلبه مـية حتة ..
" متخفـش مش هزعل منك هي غلطتي .. "
قامت لفتله ظهـرها بتمـشي بالراحة مغمضة عيونـها على امل ينده عليها ، معلقة كل آمالـها على لعبة العواطف اللي لعبتـها من شوية و خايفة يكون كاشفـها ..
" ليــــن .. "
ابتسـمت " جايالك يا عدنـان ..