
رواية ظلمات ال نعمان بقلم لادو غنيم
رواية ظلمات ال نعمان الفصل الثاني2بقلم لادو غنيم
الله الله هـو البيه قبض التمن'؟ طبعاً مدام قاعد بتـحش ـش و محضر كيس الشم بتاعك يبقى المفجوع بياكل فى السنيوره اللى جـوه'
فـور أن تصدرت بحت "صباح"مقر العياده الدنيئه
تـشتت" صابر"الذي على وشك أمتلاك جسد تلك النائمه'و ضرب الخـوف أبواب قلبه فـلم يـعلم ماذا عليه أن يفعل ليفر من غـضب زوجته'التى تتشاجر بصوتاً جلجلا بـالزوايه'فـئسرع "صابر" بـالخروج إليها ليهدئها كـالذئب البرئ:
مالك بس يا صباحة قلبى صوتك عالى كدا ليه'
هـو أنتَ لسه شـوفت حاجه يا راجل يا رمرام بـقى مقعد الطرطور دا هنا و مقضيها جوه معا أخته دأنتَ ليلتك معايا مش فايته'
تشابكة يداها بملابسه لـتريه ثـورة ضـرباة بالرأس بينما يصيح بـزمجره:
ياوليه أتلمى متخلنيش أمد أيدى عليكِ و أنتِ كبيره كدا أحترم سنك'
لـم تكف عن أصطدام رأسها برأسهُ تزامناً معا قولها:
لما تحترموا أنتَ الأول يا ناقص'و أنتَ يا زفت خد البت اللي معاك و غور من هنا قبل ما أصوت و لم عليكم الناس'لاء ناس أيه أنا هجبلكم البوليس يقفل المخروبه ديه عشان أرتاح من قرفها'
كانَ يعلم "صابر" أن زوجتهُ ستفعل ما تقول إنِ لم يلبئ أوامرها مما دفعهُ للنظر إلى "عماد" بأمراً:
خد البومه بتاعتك و حسك عينك تيجى هنا تانى يلا غـورو من هنا يلا"
القى"عماد"السيجاره بجوار قدمه بستياءً مرير:
بقى كدا يا "صابر" ماشى و حياة أمى محد هيقفل هالك غيري'!
ـــــــــــــــــــــــــ"
«سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 🍀»
"
«بـمقر شركة النعمان»
أقتحمَ "برهان المحمدى" صاحب الستون عاماً'مـكتب السيد"منذر"و الغضب يتملك وجهه المتجعد و لسانهُ يـردف بـحنقاً:
الحد كدا و خلصت يا "منذر" الواد أبن أخوك لو ملمش نفسه وراح سحب ورقة من مكتب الترشيحات هفـرم هـولك زى ما عملت فـى أبوه زمان و إلا أنتَ نسيت أنا عملت إيه فـى حافظ لما فكر يقف قصادى'
زارة بعض الذكريات عقلهُ الذى تسبب بضخ الإلم لمنبع القلب النازف على فراق أخيه'فـثارة ثورات خوفهُ على "خليل" مما دفعه للسير إلى "برهان" يناقشهُ:
"برهان" مش عايزين نفتح اللى فات'و بعدين "خليل" مش هيكسب الأنتخابات صدقنى دا مجرد حماس ذياده عنده'!
يبدو أن حديث"منذر"لم يكن كافى للحصول على تعهداً بعدم التقرب من أبن أخيه'فـملامح "برهان" التى أشتدت غـدراً أفصحت عن خباياه الخائفه من ذلك الوريث بعكس ما يظن "منذر" مما جعلا الأخر يلقى الكلمات بعدم حساب:
الحماس دا تحرقوه يا "منذر" بدل ماحرقوا أنا بأيدى'و أظن أنتَ عارف كويس أقدر أعمل إيه لو "خليل" مترجعش عن اللى الأنتخابات'!! و يكون فى معلومك زعلى مش هيحرقوه هـو بس لاء دا هيحرقكم كلكم واحد واحد هخليكم رماد' أدينى بنبهك بكرا الصبح يجيلى خبر أنسحابه بدل ما أبعتلك أنا خـبر وفاته و يشرف قـبر أبوه'
أطلق التحذيرات مثل المدافع الـصهيونيه بـوجهاً بارد مثل جبال الجليد'مما جعلا الأخر يتفادى جميع مخازن القلق و يتشبث بـحنقاً أنفجرا بوجه "برهان" دون سابق حدوث:
زمان مقدرتش أمنعك من أذية "حافظ" عشان كنت صاحبى و فكرت أن الصداقه هتمنعك من إنك تكون السبب فـى موت أخويا'؟
من سبعه و عشرين سنه أنا كنت لسه شاب صغير عايش حياتى بالطول و بالعرض بـقلق من أقل حاجه عكس "حافظ" ودا كان السبب فى إنى مقدرتش أخُد تار أخويا منك و إلا حتى أمنعك عن أذيتوه'! بـس اللي واقف قدامك دلوقتى مش"منذر" بتاع زمان لاء اللى واقف قدامك دلوقتي معندوش مانع يخلص عليك بنص مكتبه بدم بارد لـو فكرت مجرد التفكير أنك تأذي "خليل" اللي حصل "لحافظ" مش هسمح أنوه يحصل لأبنه'؟
بقى كدا تمام قعد بقى و ستنا خبر أبن أخوك'لو متراجعش عن اللي فى دماغه'! و يكون في معلومك كل الكلام اللي سمعت هولى مشترتوش بربع جنيه'عارف ليه عشان أنا و أنتَ عارفين كويس أخرك ايه و أخري، إيه يا صحبى" ورحمة "حافظ" لو أبنوه مبعدش عن طريقى لاهكون مصفيه و قدام عينيك زي ما حصل فـى أبوه زمان'؟
تـرك المكتب مليئ بـالقلق على قلب "منذر" الذى لم يستطيع قلبه المريض تحمل تلك التحذيرات فـهو لا يستطيع أن يرا الزمن يعود من جديد ليحدث "لخليل"ما حدث لأبيه"حافظ"على يد ذلك الماكر' فتصادم جثمانه بـالأرض ليفقد ادراكه بـالواقع'
ــــــــــــــــــــــ"
«يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لى شأنى كله وإلا تكلنى إلى نفسي طرفة عين 🍀»
"
«بـشقة عماد بـعد ثلاث ساعات»
يـعنى إيه الراجل عرف أنها مش بنت بنوت و لغى الجوازه متقول كلام غير دا يا ريس "سيد"
انفجر بضيقاً عـبر الهاتف فـقال الأخر بـحده:
زي ماسمعت كدا يا "عماد" الجوازه باظت و يكون فى معلومك من النهارده ملكش زباين عندى '! أنا مش ناقص فضايح أكتر من كدا جأت' واحده أسمها صباح لمكتبي و هزقتنى و قالت للكل أنى بشتغل فـى البطال و الجوزات السوري و لوله ستر الله كان زمانى متاخد فـى كلبوش'فمن الأخر كدا تشوفلك أي سمسار غير يجبلك عرسان للمحروسه أختك'و يلا من غير سلام جاتكم القرف'
أغلق الهاتف بـوجهه ففقدا "عماد" صوابهُ'و إسرع بـأقتحام حجرة شقيقتهِ يـجذبها من شعرها و هـى مازالت تحت تاثير المخدر'فلم يكترث لما بها و نهالا عليها بالصفعات بلوماً حارق:
مش نبرتى فيها يابنت الــــــــــ" فضلتى تعيطيلي و شبعت من الفلوس و أتنيلت أديكى قعدتى فى أربيزي و هدلل عليكِ زى حتة الخرده المعفنه'دأنا هطلع مـيتيـ ن أهلك'!
منعهوا عن موتها صوت باب الشقه فالقى رأسها على الوساده التى تبللت بجروحها'
أما بالخارج فجلس "عماد" برفقة صديقهُ عبده هكر'الذى اعطاه سيجاره محشوه بـالحـشيـ ش
فقصا له "عماد" ما حدث معهم'و أكمل الحديث بوجهاً عابث:
يعنى السبوبه اللى كانت بتجيلي من وراه جوزاتها طارت خلاص'و فين بقى على مالقى واحد مختوم على قفاه يوافق يتجوزها و يصرف عليا و عليها'! بقولك إيه يا عبده ما تشوفلها كدا شقة تخدم فيها أهو تجبلى كل لليله حق السجاره و الذي منوه لأحسن أخوك على الحميد المجيد'؟
فـرك الأخر أنفهِ بـقولاً:
أشوفلك بس موعدكش أنتَ عارفنى مليش غير فى الشغل الخفافى شغل المزاج و الهكر و الذي منوه'بس عشان خاطر عيونك هشوفلك'المهم صحيح نسيت أقولك مش رجالة "خليل" الراجل اللي مترشح للدايره بتاعتنا عدوه على الحاره و سألونا طلباتنا إيه و الذي منوه ياريتك كنت هنا كان زمانك مسترزق بمصلحه'!
عقد الأخر حاجبيه بزمجره:
دول كلهم حبت جرابيع يفضلوا يجولنا و يسالونا الحد لما يكسبو و بعد كدا محدش بيشوف وشهم'؟
صحح لهُ "عبده" بـجديه:
لاء ياعم دا الناس بتقول عليه أبن بشوات من العيال المولودين و فى بوقهم معلقه دهب'دأنا سمعت الحج عبد العال و هو بيقول أن خليل دا عباره عن بنك فلوس متحرك مهما خدت منوه مبيخلصش'! يااه يا "عماد" الواحد لو يعرف يعملوه مصلحه من وراه يكسب دهب'؟
لـمعت "مقلتيه بـتخطيطاً خفى ملئ بـالحقاره'ثمَ نظرا إلية بستفهام خفى:
ياعم هما دول الواحد يعرف يطلع من وراهم بمصالح'المهم سيبك أنتَ و قولى فاكر موضوع الڤيديو بتاع البت سهى و عزيز صاحب محلات القماش'الڤيديو اللي عملته'
أخذ منهوا السيجاره يأخذ منها جرعه تزمناً معا سؤلهُ: أيوه طبعاً فاكروه دا كان أول ڤيديو أعملوه بالبتاع الجديد اللي طلع دا اللي أسموه الذكاء الصناعى'بس سيبك أنتَ الذكاء دا طلع سبوبه ميه ميه مفيش حد بيقدر يقفش الڤيديوهات أبن الذينه بيخليها طبيعيه ميه بالميه تسلم أيد اللي عملوه'
لمعت مقلتيه بـستجواباً أكثر لما يفكر من ثمَ قال:
أنتَ هتقولى مأنا شوفت الڤيديو بنفسى و صدقة أنوه حقيقي ميه بالميه تسلم أيدك عظمه على عظمه يا ريس'طب بقولك إيه ما تعلمنى بتشتغل عليه أزى أهو يطلعلى قرشين من وراه بدل الأشفره اللي أخوك فيها ديه'؟
بس كدا من عنيا يا حبيب أخوك أعتبر نفسك اتعلمت'
شقة البسمه الماكره وجهه الذي يخفى نوياه الدنيئه'
ـــــــــــــــــــــــــــ"
«سبحانك ربي و أتوب إليك🍀»
"
"بـالمشفئ"
للأسف زي ما بقول لحضرتك "منذر" بيه أتعرض لجلطه قويه فـى الدماغ و دخل فـى غيبوبه و الله أعلم هيفوق منها أمتا'؟
هكذا صرح الطبيب "لخليل" الذى شعرا بـقبضة حديديه أعترصت قلبه اليتيم'و كادت الدموع تغزو عيناه لكنه سجنها فـى طريقها تزمناً معا قوله الجاد عكس ما يشعر به من غضباً يود الحطام بكل من يراه:
بما أنك معندكش علم هيفوق أمتا'! فمظنش أن وجوده فى المستشفى هيفيدنا حضر كل الأوراق الزمه عمى هيتم نقله للقصر تحت رعاية أكبر طاقم متخصص فـى الحالات اللى شبهوا'هيتم رعايته من داخل القصر'
حاولا الطبيب الأعتراض بنقاش:
ملوش لأزمه ننقلوه أنا بقول يفضل هنا أحسن'!
الحرس هيستنوا تحت لتأمين عربية الأسعاف اللي هتنقلو للقصر'عايزك تبعت معاه أحسن طاقم عندك و أحسن إستشاري يتابع حالته'و عرفهم أنهم هيقبضوا حسابهم الضعف'
انهى الحوار بدخوله لحجرة عمهُ الغافى تحت تلك الأجهزه التى تحاوطهُ'فـجلس "خليل" على المقعد بجوارهُ يـتطلع به يراه طريح الفراش فتألم القلب أكثر و أشتدت الصعاب عليه فباحَ بما يـرهقه:
أحنا متفقناش على كدا يا "منذر" لما كنت صغير و أنا عندى خمس سنين وعدتنى أن عمرك ما هتسبنى زي ما أبويا ماسبنى'ليه جأي دلوقتي و عايز تخلف وعدك معايا'لو مفكرنى كبرت و عضمى نشف و ضهري شد تبقى غلطان أنت اللى شَددلى ضهري' أنتَ سندى الجزع اللى بتسند عليه و بتقوى بيه'العيل الصغير لسه محتاجلك لسه محتاج لحضن أبوه محتاج لنصاحتك و لحضنك و طبطبتك عليا لما بتحاول تقوينى'أنا بستقوى بيك يا بويا'أنا عارف أنك سامعنى لأنك طول عمرك بتسمعنى خليك قوى أنتَ اللى علمتنى القوه أزى جاى دلوقتي و تضعف أنتَ كدا عايزنى أضعف'! أنا هستناك ترجع فى إسرع وقت بمشائة الله و بقوتك و متأكد أنك مش هتخذل أبنك يا بويا'
القى الوداع بقبله لجبين و يد ذلك العم ورفيق الدرب لهُ'و حين خروجهِ تقابل معا "أدهم" الذى أنهىَ للتو أجرأ المشفى:
قابلة الدكتور و بلغنى بقرارك فخلصت كل أوراق الخروج و كلمتهم فـى البيت عشان يجهزوا الأوضة بتاعتوه'
أتصل بـسليم و عمك فؤاد و بلغوهم بالي حصل خليهم ياخدو أول طياره و ياجو فـوراً'!
حرك رأسه بإيماء مريراً على ما يحدث لأبيه'من ثمَ تلىٕ "خليل" ما تبقى لديه من حديث:
لما نوال بلغتك بتعب عمى'مقالتلكش إيه اللي حصلهُ قبلها أو إذا كان اتخانق معا حد من الموظفين'؟
قطب جبهته بتذكير:
قالت أنوه تعب بعد ما خـرج من عندوه "برهان المحمدى"لأنه قالها على أسمهُ قبل ما يدخل عند أبويا'!
ضاقت مقلتيه بـنتعاش الخنق الذى تغلل بين حنايا عروقهىِ الحاميه من ثمَ هتفَ بـجمود:
تاخد عمى للقصر و تخليك جانبُه الحد مأرجع'
أطلق ساقيه للتسابق معا خُطا المشفى أتجاه سيارتهُ تزمناً بأتصاله بأحدهم:
" برهان المحمدى"تعرفلى هو فين دلوقتي و تبعتلى اللوكيشن؟
ــــــــــــــــــــــــ"
«اللهمّ برحمتك و قوتك أغيث أهلك فلسطين و أطفالها من يد المعتدين🍀»
"
«بـشقة عماد بـعد ساعتين»
إستيقظت من أثار المخدر و هى تشعر بألماً يحتل جسدها أثار تلك الضربات التى طلقتها من أخيها أثناء غيبها عن الواقع'حاولت جمع قوتها للنهوض، بجسد ينكسر من الأرهاق الشديد'ووجهاً يؤلمها مثل حرق النيران فلمست ذلك الوجه الجريح فتصادمت أصابعها بخدوشها التى أشتدت إلماً'فـذهبت للمرأه لتتفاجئ بما حدث لها و كم الجروح التى تلازم وجهها الباكى'
أهلاً هى حبيبة أخوها صحيت حمدل على السلامه'
هكذا ردفا "عماد" ببتسامه ماكره جعلتها تسألهُ بحزناً:
ايه اللى عمل. فيا كدا'!؟
دى الوليه البومه مرات "صابر" نزلت العياده و هو لسه هيعملك العمليه و هاتك يا خناق معاه و ضرب فيكى والله لوله إنى ضربتها قلمين كان زمانها مشوهاكى'الوليه المجنونه معرفش كان مالها و طلعت غلها فيكِ و فيه'بس سيبك أنتِ ليكِ عندى خبر حلو مش أنا جيبتك ع الشقه و مخلتهوش يعملك العمليه'و بقولك إيه بقى اليومين دول عايزك ترتاحى على الأخر عشان محضرلك مفاجئه هتعجبك أوى أوى خلاص من النهارده مفيش عم صابر تانى و إلا جوزات معفنه يا قلب أخوكِ'
هتفَ بما لديه و تركها تنظر بأثره بـتعجباً لم يلغى قلقها من مكرهوا التى أعتادت عليه منذ صغرها'فزمة فمها ببسمة الحزن المعتاده و امسكت بقطعة قماش تجفف بها جروحها أمام عكس رؤيتها بالمرأه لترا الحزن أصبح صديق دربها ورفيق القلب أصبحت الدموع تسقيها لتشد من تجفف ثمار عمرها الضائع
ـــــــــــــــــــــــــ"
«اللهمّ لك الحمد كما ينبغى لچلال و چهك و عظيم سلطانك🍀»
"
«بمكتب برهان المحمدي»
كنت عارف أنك هتيجى خصوصاً بعد ما عرفت باللى حصل "لمنذر" تصدق بالله زعلت عشانُه ماهو بردو صاحب عمرى'
سابق بالحديث بـجموداً و لم ينهض من على مقعدهوا فكانت أجابة "خليل" أشد من هدؤ الجليد مختلطه ببسمة تحاوط زاوية فمهُ'و صاره من ثمَ جلس على المقعد المقابل لهُ ثمَ ضغطا على زرار السكرتيره متحدثاً:
هاتيلى فنجال قهوه بالزعفران و بلاش تاخير عشان مستعجل'!
رمقهُ"برهان"بـختناق بينما "خليل" فظلا ثابتاً بكامل هدؤه و بدأ بالحديث بذات الطابع الهادئ:
بلغونى فى الشركه أنك شرفتنا النهارده و قابلة عمى'
و بعد ما مشيت من عندوه تعب دا اللى أتقلى زي ما تقالك بس أنا اتقالى من أبن عمى أنما أنتَ بقى اتقالك من مين طبعاً مش عايزه ذكاء أكيد الجاسوس اللى زرعوا فى شركتنا هو اللى بلغك'؟ بس مش مشكله خليه يتجسس براحتوا أصل بينى و بينك أحنا ناس مبنحبش نقطع عيش حد'! لو مفكر أنك السبب فى تعب عمى و ضميرك مأنبك على صاحب عمرك زي ما بتقول فأنا جاى عشان أريح ضميرك و قولك متشيلش نفسك الذنب الأعمار بيد الله و عمى كان بقاله يومين تعبان فأكيد يعنى متعبش بسبب مقابلتك أصلها مش لايقه يعنى أن "منذر"باشا يقع بسببك عشان كدا جأت أصححلك معلوماتك و أشيل تأنيب ضميرك' مأنت عارف بقى السن ليه حكموه بردو و عمى كبر'! بس السن دا مش عندك أنتَ الله أكبر وحش لدرجة أنك كل يوم معا واحده شكل بس بصراحه ذوقك عالى قوى'تعرف يا باشا كان نفسي تاخدنى معاك و تخلينى أقضى لليله حلوه معا واحده من الجامدين بتوعك بس يا خساره أنا ماليش فى الشمال أصل الشمال دا ليه ناسوا'! و طبعاً الكلام دا بعيد عنك أنتَ أبو الشرف و الكل يشهدلك بكدا'!
بس مش دا المهم أنا كنت جايلك عشان أقولك أن القصر مفتوحلك و تقدر تشرفنا فى أى وقت عشان تطمن على صاحب عمرك بس و أنتَ جاى أبقى تعالى لوحدك بلاش تجيب واحده من اللى بالى بالك معاك مش عشان حاجه لا سمح الله كل الحكاية أن قصرنا شريف و مبيدخلوش أنجـا س' أصل أحنا بنعامل النـجاسـ ـه اللى من النوع دا على أنها زى الخمره لعن الله حاملها و ساقيها'صحيح خدها نصيحه منى كفياك الحاجه دى لأحسن خلاص من كتر لعنات ربنا هيخسف بيك الأرض قريب يعنى تخيل كدا من بكرا حياتك هتتقلب و كل يوم هطب على نوفخك مصيبه أقوى من اللى قبلها مش بس خسارة فلوس و شركات و هتبقي على الحميد المجيد و ترجع شغال على باب اللي زي ما كنت صبى قهوجى'و تجلنا عشان نعشيك و طبعاً أحنا مش هنقدر، نخذلك و الا هنأكلك فى مطبخ القصر زي مكنت بتاكل أيام أبويا الله يرحموه فى مطبخ قصرنا لاء هنقعدك معانا على السفره أنتَ بردو مهما كان صديق العمر لعمى'و العنات لما هتصيبك يعالم هتستكفا بتفليسك و شحاتك و إلا هتقصف عمرك بالمره'! أصل ربك لما بيغضب على عبد من عباده بيصلط عليه حد يجيب أجلوه واحده واحده فـعايزك تخلى بالك بقى من اللى جاى و من اللى حوليك عشان حاسس كدا أن اللى جاى صعب أوى عليك ربنا يسترها عليك'!
بدون توجيه حديثاً مؤاكد أو تهديدات صريحه أستطاع أثارة قلق و غضب "برهان" الذي سجنت الكلمات بفمه أمام قوة فصاحت عقل و لسان ذلك الوريث الصاخب بهدواً يُدرس'أما"خليل"فوقف بشموخاً يهندم ملابسه فدخلت السكرتيره و معاها القهوه فأخذها منها و تناول رشفه من ثمَ حرك رأسهُ بـتقزز بالغ الجمود:
أسوء قهوه شربتها فى حياتى'أبقى غير نوع القهوه هات حاجه نضيفه أتمتع بالفلوس قبل ما العنه ما تنزل و تطيرها يا باشا'!!
وضع الفنجال على الطاوله و غادر المكتب فـنفجرا بركان غضب"برهان"و قذف القهوه بقهراً لم يلامسهوا منذ سنوات"
ماشى يابن حافظ وحياة أمك ما هسيبك يأنا يأنتَ