رواية اهواك الفصل الثالث3بقلم شاهندا


رواية اهواك الفصل الثالث3بقلم شاهندا




آدم جري بسرعة ناحية الباب ونادى على الدكتور وهو بيزعق:
"دكتور دكتور تعالي بسرعة"
الدكتور دخل بسرعة ومعاه ممرضة وآدم اضطر يبعد وهو خا*يف 
واقف جنب الحيطة بيبص لها وعينيه بتدمع ومش قادر يعمل حاجة.
الدكتور قرب منها وبدأ يكشف عليها والممرضة بتحاول تهديها لأنها كانت خايفة عينيها بتلف في الأوضة كأنها أول مرة تشوفها صوتها بيرتعش وهي بتسأل:
"أنا فين؟ وفيه ايه"
الدكتور قال بهدوء وهو بيطمنها:
"إهدي إنتي كويسة حصلتلك خبطة في الراس وده مأثر على ذاكرتك مؤقتاً بس إن شاء الله مع الراحة والعلاج هترجعلك."
ليان كانت بتبص حواليها ومش قادرة تهدى ولما عينها وقعت على آدم اللي كان واقف مش قادر يقرب قالت للممرضة بصوت خافت:
"ممكن يخرج؟أنا خايفة منه."
أدم اتصدم من كلمتها بس ما اتكلمش... بس سبت نظرته عليها لحظة وكأنه بيحاول يوصللها حاجة من غير كلام وبعدها مشي من غير ولا كلمة.
خرج وقف في الممر ضهره للحايط ووشه مداري إيده كانت ماسكة بعضها بقوة كأنه بيحاول يمسك نفسه ما ينهارش.
يوسف جه من بعيد وكان شكله قلقان لما شافه كده قرب وقال:
"آدم؟ مالك؟ حصل حاجة؟"
آدم بصله وعينيه حمرا وقال بصوت واطي:
"مش فاكرة حاجة حتى أنا قالتلي: إنتَ مين؟وقالتلهم طلعوه بره انا خا*يفة منه"
أدم بحز*ن:"خايفة مني انا ومش فاكراني وولا فاكره نفسها"
يوسف ما عرفش يقول إيه بس حط إيده على كتف آدم وقال بحنية:
"هتفتكر ليان قوية وهترجعلك بس لازم تستحمل."
آدم مسح وشه بسرعة وبص ليوسف وقال بحزم:
"أنا مش هسيبها حتى لو ما افتكرتنيش وده ممكن يكون احسن فهخليها تحبني المره ديه"
يوسف ابتسم له بهدوء وأدم بيبص ناحية الأوضة

تاني يوم...
الشمس كانت داخلة من شباك الأوضة على ملامح ليان وهي نايمة على السرير
 حركت جسمها شوية وفتحت عينيها كانت لسه مش مستوعبة لسه الحيرة في عينيها بصت حواليها المكان مش مألوف وكل حاجة غريبة.
الباب خبط خبطتين وبعدها دخلت ممرضة بابتسامة:
"صباح الخير عاملة إيه النهارده؟"
ليان بصت لها وسألتها بنفس التوتر:
"أنا فين؟ وأنا مين؟"
الممرضة قربت منها وقالت بهدوء وهي بتظبط السيروم:
"إنتي في المستشفى حصلتلك خبطة جامدة في دماغك وده مأثر على ذاكرتك شوية بس إن شاء الله هتبقي كويسة واسمك ليان."
ليان سكتت بس كانت باينة عليها إنها مش مرتاحة جسمها مشدود وعينيها بتدور في المكان كأنها بتدور على أمان مش لاقياه.
الممرضة قالت وهي بتبتسم:
"جوزك مستني بره تحبي يدخل؟"
ليان بصت لها وقالت بسرعة:
"أنا مش عايزة حد يدخل مش دلوقتي."
الممرضة هزت راسها:
"زي ما تحبي لو احتجتي حاجة دوسي على الزرار."
خرجت الممرضة وسابت ليان لوحدها في الأوضة.
بره آدم كان قاعد على الكرسي شعره منكوش لابس نفس هدوم امبارح وعينيه حمرا من السهر. يوسف جاله بكوباية قهوة ومدهاله:
"اشرب بقالك اكتر من١٢ ساعة ما دوقتش حاجة."
آدم أخد الكوباية وهو ساكت وبعدين سأل:
"لسه مش عايزة تشوفني صح؟"
يوسف هز راسه وقال:
"لسه بس طبيعي هي مرعو*بة مش فاكرة حاجة وبتشوف ناس أول مرة تشوفهم خليها تاخد وقتها."
آدم سكت وبعدين قال بصوت واطي:
"أنا معرفش أعيش من غيرها يا يوسف ما صدقت وصلت للحظة دقه لو ما افتكرتنيش وكانت عايزاني ابعد عنها أعمل إيه؟"
يوسف بصله وقال بحزم:
"تخليها تحبك تبدأ من أول السطر يا أدم المره ديه."
آدم بصله لحظة وبعدين ابتسم ابتسامة حزينة وقال:
"يبقى أبدأ من الأول وأحبها من جديد كأننا أول مرة نتقابل."

بعد العصر الممرضة قربت من آدم وقالت له بلطف:
"هي قالت ممكن تدخل بس تكون هادي."
آدم قام بسرعة قلبه بيدق بسرعة كأنه أول مرة يشوفها فعلًا فتح الباب بهدوء ودخل.
ليان كانت قاعدة في السرير ظهرها على المخدة وحوالين راسها فيه شاش وعينيها تعبانة لكن فيها لمعة خوف وفضول.
لما شافت آدم حسّت بشيء غريب في صدرها حاجة مش مفهومة مش خو*ف زي المرة اللي فاتت بس مش راحة كمان.
آدم وقف عند الباب لحظة وبعدين قرب خطوة بخطوة وقال بصوت واطي دافي:
"ازيك"
ليان بصت له لحظة وبعدين بصّت بعيد وقالت:
"انت اللي بتقول إنك جوزي؟"
آدم هز راسه وقال بابتسامة:
"أيوه اسمي آدم وإحنا متجوزين من شوية بس واضح إنك مش فاكرة حاجة خالص."
ليان بصوت متلخبط:
"مش بحاول أكون قاسية بس أنا فعلاً مش حاسة بأي حاجة بتربطني بيك لما ببصلك أنا مش حاسة إني أعرفك."
آدم ابتسم ابتسامة حزينة وقرب شوية وقال:
"ده طبيعي وأنا مش جاي أضغط عليكي أنا بس كنت عايز أطمنك وأقولك إني هفضل جنبك لحد ما تفتكريني أو حتى لو ما افتكرتنيش نبدأ من جديد."
ليان بصت له وفي سؤال كان واضح في عينيها لسانها نطق بيه من غير ما تحس:
"كنت بتحبني؟"
آدم اتنفس نفس عميق وعينيه عليها وقال :
"كنت؟
أنا لسه 
كل يوم وكل لحظة وكل نفس ليكي انتي يا ليان انا ما صدقت بقيتي ليا."
سكتوا لحظة الجو بقى فيه هدوء غريب
ليان قالت فجأة:
"لو هنبدأ من جديد قولي حاجة عني حاجة بتحبها."
آدم ابتسم وقعد على الكرسي جنبها وقال بحنيه:
"فاكرة مرة
رُحت بيت مامتك وأنا بسأل عليكي كنتي مش بتردي على تليفونك وكنت قلقان عليكي.
مامتك قالتلي إنك في أوضتك ومش طايقة حد.
طلعتلك ملقتكيش.
سمعت صوت من المطبخ دخلت لقيتك"
فلاش باك
المطبخ كان متبهدل حرفيًا.
الدقيق في كل حتة  على الأرض وعلى الرخامة وحتى على وش ليان.
كانت لابسة بيچاما بيت لونها رمادي وشعرها مر*بوط  كانت متعصبة بتعجن بع*نف وهي بتكلم نفسها:
"مافيش حاجة بتمشي زي ما أنا عايزة حتى العجينة دي"
آدم دخل بهدوء ووقف يتفرج عليها لحظة ابتسم غصب عنه وبعدين قال:
"إنتي بتحا*ربي؟"
ليان اتلفتت له بسرعة وعنيها كانت محمرة من الزعل وبصّت له بغيظ وقالت:
"إطلع برا يا آدم مش فاضية."
قرب منها وقال:
"مالك؟ إيه اللي مضايقك؟"
ليان وهي بتحاول تمسك دموعها وبتلف وشها:
"كل حاجة كل حاجة مخنوقة ومش عايزة أتكلم."
آدم بصّ حواليه وبعدين مد إيده وغرّف شوية دقيق من على الرخامة وبهدوء
رماه عليها.
ليان اتصدمت فتحت بُقها وقالت:
"إنت اتجننت؟"
آدم قال وهو بيضحك:
"لا بس شكلك محتاجة تفريغ طاقة فهساعدك."
وقبل ما تتكلم تاني كانت رمت عليه دقيق 
اتحول المطبخ لساحة معركة بيضا دقيق بيطير ضحك ليان بتجري وآدم وراها لحد ما اتزحلقت من كتر الدقيق ورجعت قعدت على الأرض تضحك وآدم قعد جنبها خد نفس وقال:
"بس كده اهو الوش نور أحسن من العياط."
ليان بصت له ساعتها وقالت:
"بجد انت طيب قوي يا ادم يا بختها اللي هتتجوزها ديما عندك حلول سهلة لكل حاجة."
آدم رد وهو بيبصلها بلطف:
"قريب اتجوزها المهم بحب إنك بتضحكي في الآخر وده كفاية عليا."
رجوع للحاضر
آدم وهو بيبصلها:
"كان يوم غريب ومليان بس كان فيه ضحكة من قلبك
أنا مستني الضحكة دي ترجع حتى لو استنيت العمر كله."
ليان بصّت له وعينيها بدأت تدمع بس المرة دي فيها دفا 
آدم فضل يبص في عنيها لحظة طويلة وكأن اللحظة نفسها واقفة ما بين الماضي والحاضر.
أدم قعد بهدوء جنبها على السرير.
مدّ إيده ببطء ومسَك وشها بين كفوفه برقة
ليان كانت بتبص له ملامحها فيها ارتباك بس ما بعدتش عنيها ثابتة في عنيه كأنها بتحاول تفهم أو تحس أو تفتكّر.
آدم صوته طلع بهمس:
"وحشتيني
من قبل ما تنسيني ومن بعد ما نسيتيني
وحشتيني في كل نسخة منك حتى النسخة اللي مش عارفاني."
قرب أكتر نفسه بقى متلخبط عينه على شفايفها اللي اتحركت لكنها ما قالتش ولا كلمة.
ومع كل لحظة كانت المسافة بينهم بتقل وملامح آدم بتتلين أكتر
بدأ يميل ببطء وشه قرب من وشها أنفاسه دافية وإيده لسه حاضنة وشها.
وفي اللحظة اللي قرب فيها أكتر كانت شفايفه لمست شفايفها بحذر برقة 
بعد ما بعد عنها مسك وشها برقة وسند جبينه على جبينها
عينيه كانت مقفولة للحظة وأنفاسه كانت سريعة وكان بيحاول يستجمع نفسه مش قادر يصدق أنه وصل للحظة ديه هو وليان وفجأة همس قدام وشها وهي مغمضة:بهواكِ



                  الفصل الرابع من هنا

تعليقات