
رواية ما بين العشق والقدر الفصل الثامن8والتاسع9والعاشر10 بقلم هند صقر
فتحت البوم الصور مرة اخري لتنظر الي محتوياته من الصور والدموع تسيل بغزارة من عينيها تبكي وتأن بداخلها بدون صوت وما ارهق البكاء الصامت ولكنها لاول مرة لا تعلم سبب بكائها أو حزنها الحالي هل بسبب علمها بعودته واحتمالية معرفته بابنه وخوفها من اخذه من احضانها ام لاحتمالية ظهوره في حياتها من جديد أو ربما يكون نساها وقد تزوج وهذه الطفلة تكون ابنته و يكون عنده أسرة جديدة ويأخذ ابنها كهدية.... زفرت بتعب وهي تحتضن نفسها بذراعيها لتسأل نفسها بتحير وهي لا تستطيع تخير اي إجابة منهم صحيحة أو هنالك اجابة اخري يأبي عقلها ان يطرحها أو ربما هي لا تبغي صحة اي اجابة فكلهم حلوهم مر
داعب النعاس اجفانها فجأة وكأنه علم بحالها وبحاجتها الشديدة للهروب من الواقع أو من نفسها فاخفت الالبوم في مكانه المعتاذ لتميل علي الفراش وقد جذبت الغطاء فوقها لتغمض عينيها باستسلام لحظات و ذهبت في سبات عميق ودموعها لازالت بوضعيتها علي خدها
..............................
دلفت الي المنزل بملامح تنبأ بانفجار وشيك فهتفت والدتها من داخل المطبخ بعد سماعها لاغلاق باب المنزل لتقول باستفسار:أنتي جيتي يا حور
فاجابتها بايجاز :ايوة يا ماما
فاردفت فاطمة بهدوء :طب يا حبيبتي غيري وتعالي ساعديني و اخرجي معايا الاكل
فنفخت حور بضيق لتقول :مليش نفس مش عايزة أطفح أنا هدخل أتخمدت أحسنلي
فقطبت فاطمة جبينها بدهشة لتترك ما بيدها وتخرج الي الصالون وهي تتجه خلفها لتقول بغضب:بت يا حور
فأخذت نفس عميق لتزفره بهدوء قبل ان تلتفت لتطالعها محاولة التمسك بالهدوء فاردفت قائلة:نعم يا ماما
فهتفت باستفسار وهي تتفحصها بتركيز :مالك
فمطت حور شفتيها لتقول بضجر :مفيش يا ماما مالي يعني
فهدرت بها بحدة :اذا كنتي كويسة امال ايه الاسلوب اللي بتتكلمي بيه ده... وبعدين أنتي من امتي بتقولي للاكل لاء
فزفرت حور لتقول وقد اسبلت اجفانها بانهاك :مفيش ياماما تعبانة وجعانة بس جعانة نوم ممكن بقي تسبيني ادخل اناملي ساعتين
فضيقت عينيها وهي تتفحصها بدقة قبل أن تهز رأسها لتقول :ماشي بس نامي في اوضتي أختك نايمة بلاش تقلقيها
ففتحت عينيها لتطالعها وهي تتسائل باهتمام :ليه مالها حياة
فمطت فاطمة شفتيها لتجيبها بعدم فهم:معرفش من الصبح في اوضتها ولما جيت اخشاها أمجد قالي انها نايمة وقالت محدش يصحيها
فسألت حور مستفسرة :وفين أمجد وادم
فاجابتها بايجاز :ادم في اوضة أمجد بيلعب.. بس أمجد خرج
استكملت بقلق:مش عارفة ليه مش مطمنة حاسة ان في حاجة حياة وأمجد مخبينها
فهتفت حور بلامبالاة :يعني هيكون ايه عادي ياماما.... يلا أنا هدخل أنام في أوضتك
فهزت فاطمة رأسها بملل وهي تتابع خطوات حور بتجاه غرفتها قبل ان تتجه هي الاخري الي المطبخ لاتمام ما بدئته
.............................
وقف في شرفة منزله ينظر الي السماء... يطالع نجومها التي تضئ ظلمة الليل الموحش... فهذا الليل يشبه قلبه تماما مظلم موحش متخبط احيانا لا يعلم الي ماذا يسعي حتي انه لا يجد اجابة سديدة لما يفعله يحس بتناقض افعاله وانه و لاول مرة يتصرف لا اراديا وكأن شئ داخلي لا يعلم مهيته هو الذي يقوم بقيادة افعاله وتصرفاته لا يعلم لما ولكنه اليوم بالتحديد احس باحساس جديد يكرهه ويكره تلك النغزة التي ادمت قلبه عند رؤيته للمعان عينيها الذي كان ينبأ بهطول وشيك لدموعها ولكنها صدمته بقوتها المفاجأة فبالرغم انه يعلم انها قوة وصلابة مصطنعة وان خلف تلك العينان التي تطالعه بنظرة متحجرة تختبأ نظرة هشة يستطيع وبإيجاد اختراق عمق عينيها ورؤية نظراتها الحقيقة فلم يري يوم عينان بنفس وضوحها وبرائتها مع انها تتصنع احيانا نظرات لا تناسب عينيها الشفافه الا انها تتقن ذاك التصنع بمهارة تستحق الايشاد بها ولكن كل هذا لا ينطلي عليه فهو ادري الناس بلغة عينيها فهي كمادة دراسية أبحر في صفحاتها حتي الاعماق فاصبح غير مخير وطريق الرجوع مبهم أخذ نفس عميق وهو يستمتع بنسمات الهواء الباردة التي تداعب وجه فتلمس شعره وهو ينظر بوجهه الي السماء وقد احس بتسلل البرودة الي اطرافه ولكنه لم يأبه بذلك بل استمر في تحديقه الصامت وهو يطالع بشرود تام نجوم السماء اللامعة ولكنه التفت بوجهه عندما أحس بيد حنونة تربت علي كتفه فطالعها بدهشة:مامااا
فابتسمت وهي ترى معالم الدهشة الواضحة علي وجهه فجذبته في أحضانها لتشبع أنفها من رائحته المحببة وهي تقول بشوق:وحشتني ياااقلب أمك
شدد من أحتضانها ليقول بمحبة:وانتي أكتر
فازاحته عن احضانها قليلا لتضيق عينيه وهي تقول بعتاب:كداااب عشان لو كنت وحشتك كنت جيت... بس شكلك خلاص نستني
فتناول كف يديها ليقوم بتقبيله وهي يجذبها نحوه ليقول بمشاغبة :أنا كدااب ياسمسمة الله يسامحك... بس تعالي هنا وقوليلي انتي جيتي اذاي دلوقتي.. الوقت متأخر!!؟
فنظرت اليه لتجيبه باتزان :افيش ياسيدي جوز خالتك كان جاي يقضي مصلحة... وانا بما ان ابني نسيني وبيعبرنيش قولت اكون أنا الكويسة واجي اشوفه وافجأه وبالمرة اقعد معاه كام يوم
فابتسم ليقول بمرح وهي يرفع يديه ليتكلم بطريقة مسرحية :اوعي ست الكل زعلانة.... لاء كده كتير فالتشهد السماء ولتقر الارض و لتهطل الامطار الغزيرة ولتعصف العواصف ولتهب الرياح العاتية لتلقي بي في مكان سحيق لأتعذب حتي الممات فمن انا لاحزن اجمل وأحن إمرأة في الكون
فقطبت جبينها لتضربه علي ذراعيه برفق وهي تقول بضيق :بعد الشر عنك.. ايه اللي انت بتقوله ده
فارتمي في احضانها ليقول بحب:وحشتني وفرحاان اوووي انك جيتي... بس مقولتليش أنك جاية لما كلمتك الصبح
فربتت علي ظهره لتقول بحنان :أنا جيت بالصدفة.... خالتك قالتي انها هي و جوزها جايين المستشفي هنا لاخو جوزها فلقتها فرصة أطمن عليك فجيت معاهم
فتحرك من احضانها ليردف باستفسار :الله امال هما فين
فاجابتها بهدوء موضحة :لاء ياحبييي هما وصلوني ومشيوا...ويلا بطل كلام كتير وتعال عشان نتعشا سوى أنا حضرت أكل وجبته معايا
فصاح بحماس :ايوة بقي هو ده الكلام وحشني أكلك ياست الكل
فمطت شفتيها لتقول بأسف :ياحبيبي... مهو عشان كده جيت
..........................
-يامااماااا قولت لحضرتك مليوووون مرة ان ياسمين أختي الصغيرة وعمري ماهفكر فيها غير كده
نطق بها يحي بنفاذ صبر من اصرار والدته المستمر في عروضها المتتالية وأصرارها علي تزويجه
فصاحت بيه والدته بضجر :انت هتستهبل عليا ياسمين.... وغير ياسمين ما انا بقالي فترة بعرض عليك كذا بنت وأنت اللي ميبس راسك أعملك ايه أنا تاني... ايه هتفضل كتير كده عايش من غير جواز ولا عيل ولا تيل
فهب واقفا ليتحرك في الغرفة ليقول محاولا التكلم بهدوء :متعمليش حاجة وايوة هفضل كدا ..... من الاخر كدا أنا مش عايز أتجوز أساساً ولا بفكر ولا هفكر في الجواز
فاستقامت هي الاخري واقفة لتقف في مقابلته وهي تصيح بضيق:ياسلام ليه يعني.... ااااه قول قول أنك لسه بتفكر في الحرباية اياها
فهدر بغضب وقد تحولت عينيه للقتامة :مامااااا
فلوحت بيديها في وجه لتقول بشراسة :ايوة يبقي أنا معايا حق و بعد كل السنين دي ولسه واكلة عقلك زي زمان... لكن ده بعدها فاهم لو اخر واحدة في الكون مش هترجعلها
فصرخ بصوت مرتفع وقد تملك الغضب منه :ايوة بحبها ومش هتجوز غيرها،ومفيش في قلبي غير حياة.... حياة وبس.... حتي لو هي كانت نسيتني و اتجوزت .... انا عمري ما هنساها و هفضل طول عمري ليها هي وبس.... أنا غلطت غلطت عمري لما طلقتها،ولغاية دلوقتي ولاخر عمري هفضل ندمان ومش هنسي اللي عملته فيها
قال كلماته ليتحرك بخطوات متبطئة نحو الخارج وهو يحدقها بنظرات قوية مشتعلة تحمل الكثير وكأنه يحذرها من افتعال مشكلة اخري او المساس باسم حبيبته بسوء وكان صدره يعلو ويهبط من فرط انفعاله
بينما وقفت هي مكانها وقد اتسعت عينيها بصدمة وخوف من القادم تحركت بخطوات مرتعدة للخلف لترتمي جالسه علي الفراش.... عينيه نعم عينه كانت تخبرها بأنه مدرك كل شئ وكأنه يعلم تمام المعرفة بما حدث بالماضي وبما فعلته هي بالتحديد.... وضعت يديها علي صدرها لتنظر الي اللاشئ بشرود وقد ذهبت بذكرياتها الي البعيد
...............................
قفز الصغير من مكانه تاركا العابه باهمال ليركض نحو أمجد ويسارع بالتشبث باقدامه وهو يقول بابتسامة :ميجوا اخيرا جيت
فانحي حاملا اياه ليقبل جبينه... وهو يمسح بعينه ارجاء المنزل قائلا باستغراب :ايه ده هو محدش موجود
فهتفت الصغير بعبوس طفولي :ماما وحور نايمين وتيتا بتصلي وأنا قاعد زهقان
-أمجد أنت جيت
سألت فاطمة مستفسرة
فالتفت أمجد بوجهه ليقول بهدوء :ايوة يا ماما
فقطبت جبينها لتقول :طب أحضرلك العشا ولا هتغلبني زيهم
فحرك رأسه ليقول بنفي :لاء نغلبك ايه..... كلنا هنتعشا سوى يلا صحي البنات وأنا وحضرتك الظابط هنحضر الاكل
فمطت شفتيها لتقول بضجر:كل واحدة نيمالي في أوضة ومش راضين يصحوا
فصمت قليلا بعدها نظر الي أدم بعيون لامعة لينزله أرضا لينتصب بعدها في وقفته وهو يقول بصلابة مصطنعة:حضرة الظابط قدامك مهمة عاجلة
فرفع الصغير يده يقوم بالتحية العسكرية وهو يقول بحزم لا يناسب سنه الصغير:تمام يافندم
فمال أمجد ليصل لمستواه وهو يملي عليه أوامره بينما نظرت إليهم فاطمة بأعين مرتقبة فرفع أمجد وجهه لينظر اليها ليقول بقطبة جبين :أنتي لسه وافقة يا ماما يلا حضري العشا
فنظرت اليه بنظرات مشتتة لتتحرك بعدها الي المطبخ
........................
أحست بصوت باب غرفتها يفتح فأغمضت عينيها لتدعي النوم فأحست بيد والدها التي تملس علي رأسها بحنان قبل أن يستدير للخروج غالقا الباب خلفه مرة أخرى ففتحت عينيها لتزفر بقوة فهي حقا لا تحتاج سوي الراحة والخلاء بنفسها بعد هذا اليوم الملئ بالاحداث فرغم كل شئ لما مازال يتعقبها الم يرأف بحالها وبما فعله بها فقد حطمها وأدمي قلبها للتحول الي أشلاء تحاول تجميعها لتستكمل حياتها التي دمرت بفضله.... تعلم انها كانت تحس بوجوده في بعض الاحيان من حولها ولكنها كانت تكذب نفسها دائما وتلعن قلبها الذي يستشعر وجوده هي تعلم انه لم يعد يمتلك مكان في قلبها ولكن لا يمكنها نسيان أنه كان يمتلكه كله من فترة ليست ببعيدة ابتسمت باستهزاء بداخلها علي هذه الفكرة فبرؤيتها لوجهه اليوم وبالرغم من هروبه السريع من امام ناظرها تيقنت من استحالت وجود مايسمي حب فاين ذهب ذلك الحب الذي كانت تكنه له يوم وكانت في سبيله تتغاضي وتنسي كثير من اللامها اليوم فقط تيقنت انه احالها الي قطعة من الجليد لم تعد تمتلك اي ذرة من المشاعر تجاهه حب او كره كلاهما ليس موجود بالمرة فمشاعرها تجاهه اصبحت خاوية
تقلبت في فرشها عدتة مرات يأبي النوم أن يرفق بحالها ويصحبها الي عالم الهروب والنسيان فالنوم هو الشئ الوحيد الذي يفصلها عن الواقع ليعطيها فترة استراحة قبل بداية يوم جديد بذكريات وألالام لا تنتهي فهي رغم صمودها واستعادها لشخصيتها التي تخلت عنها لاجل من لا يستحق الا ان هناك حيث الجزء الايسر يكمن قلبها..... قلبها الجريح الذي لم ولن تلتأم جروحه بعد أحتضنت وسادتها بقوة لتتنهد بعمق وهي تحاول أخراج شحنة الألم التي تملئ روحها فهي تعافر للصمود والنسيان ولكن جراحها مدفونة أسفل قناع من القوة المصطنعة هذه القوة التي تحاول استكمال حياتها من خلالها بحثا عن الافضل متيقنة من وجود حكمة خفية وراء كل ما يحدث
................................
الفصل التاسع
-_-_-_-_-_-_-_-
-بت يا ااااايمان انتي يا زفته
خرجت ايمان من غرفتها وهي تتأفف بضيق لتتجه حيث يصدح نداء والدتها لتقول بملل بعد وصولها لمكان تواجدها في صالة المنزل :نعم يا ماما
فلم تعيرها والدتها اهتماما بل انحنت لتحمل صندوق مغلق موضوعا علي الارضية لتعتدل بعدها لتوجهه نحوها وهي تقول أمره:خدي الكرتونة دي وطلعيها لمرات عمك فوق
فشحب وجهها لتنظر الي والدتها وهي تردد ببلاهة:أناااا
تلفتت حولها قبل أن تعاود النظر اليها وهي تلوي شفتيها قائلة :هو في غيرك واقف قصادي
وضعت الصندوق بين يديها وهي تقول بضجر :خدي يابت ويلا اخلصي انا مش فايقالك علي المسا
حاولت ان تعترض فسارعت والدتها بالتحرك من امامها وهي تغمغم بصوت خفيض فنفخت هي بملل لتقول بصوت مرتفع :اف بقي ياماما ما تخلي شيماء اللي تطلع انا عندي مذاكرة
فاتها صوت والدتها الغاضب من داخل وهي تقول :اختك في الدرس لسه واخلصي يابت ما كنتش شغلانة هي اللي هتعمليها
فدبدبت بقدميها بضيق لتأخذ شهيقا طويل قبل أن تنطلق الي الاعلي..... وصلت الي شقة عمها فوقفت للحظة تدعي أن يخيب ظنها ولا تجده متواجد بالداخل حسمت أمرها وهي تطرق علي الباب عدة طرقات فاتها صوت زوجة عمها الهادئ قائلة :مين
فتنحنحت ايمان لتجيب :أنا يا طنط
ففتحت لها الباب وهي تقول بترحاب :ايمان... ادخلي يا حبيبتي
اطرقت برأسها لتقول بنفي :لاء يا زوزو متشكرة
مدت يديها بالصندوق وهي تتابع :اتفضلي ماما بعتالك الكرتونة دي اعرفش فيها ايه هي قالتي انتي عارفة
فقطبت ما بين حاجبيها لتقول باستغراب : احنا هنفضل نتكلم علي الباب ادخلي ميصحش
فعضت شفتيها السفلي لتدلف الي الداخل باستسلام وقد خلعت عنها حذائها بينما تابعت الاخري بهدوء :ادخلي يا حبيبتي كويس أنك جيتي انا قاعدة زهقانة لوحدي
فاستدرات بوجهه وهي تقول وقد تهللت اساريرها بسعادة :ليه مفيش حد في البيت
فهزت زوجة عمها رأسها وهي تقول نافية:ايه مع شيماء في الدرس وسليم نبطشية النهاردة في القسم
عند ذكر عدم تواجد سليم احست بالسكينة تتملكها فزفرت براحة لتقول بهدوء :طب احط الكرتونة دي فين يا طنط
فاشارت بيديها نحو طاولة السفرة :حطيها عندك علي السفرة
ثم تابعت بحماس وهي تتجه نحو المطبخ :هروح اعملنا كوبايتين شاي في التمام واجي ندردش سوي شوية
فهزت رأسها وهي تتجه نحو طاولة السفرة لتضع الصندوق عليها ومن ثم تحركت لتجلس متربعة الارجل علي اريكة الصالون باريحة
وفجأة سمعت صوت باب المنزل يفتح فاعتدلت في جلستها وقد اتسعت حدقتي عينيها بصدمة عندما وقعت عينيها عليه
........................
هبت واقفة بعد رؤيته خارجا من غرفة ابنتهم لتقول باستفسار مترقب :ها يا عصام نجلاء مخرجتش معاك ليه
زفر بانهاك ليتوجه للجلوس علي الاريكة ليقول بايجاز :نايمة
فمصمصت شفتيها لتقول بأسف علي حال ابنتها:طب هنعمل ايه انا حاسة انا بنتي بتضيع مني ودايما بتحبس نفسها في أوضتها صحيح بتهزر ورجعت تضحك شوية بس مش من جواها حساها بتعمل كدا من ورا قلبها عشان متضايقناش
فطالعها بجمود ليقول بجدية:ياستي سبيها اكيد مش من يوم وليلة هتبقي ذي الاول اللي حصلها مش حاجة بسيطة انتي عارفة هي كانت بتحبه قد ايه
فلوت شفتيها لتقول بامتعاض :اه وهو اسم الله عليه قدر ولا عنده دم وبيحس...
فقاطعها ليقول بضجر :ياستي اللي حصل حصل قفلي علي الموضوع أهم حاجة دلوقتي بنتنا
فرفعت عينيها لتقول بتضرع:ربنا يهديلك حالك ويديكي علي قد نيتك يا بنت بطني ويراضيكي وميورنيش فيكي حاجة وحشة تاني
فأمن خلفها ثم أعتدل واقفا ليقول بهدوء :أنا هدخل أنام مش هتنامي ولا ايه
فهزت رأسها لتقول سلبا :لاء سلمتك مش جايلي نوم شوية كده وهحصلك
أومأ برأسه ليتحرك الي غرفته بخطوات ثابتة بينما تابعت هي حركته وهي تتحسر بداخلها علي حال ابنتها فهي أكثر شخص يعلم ما يخفيه قلبها العليل هبت واقفة للتجه الي المرحاض فتتوضئ وتبسط سجادة صلاتها للتجه الي الله بالصلاة والدعاء فمن وحده قادر علي أن يبدل موازين الامور ويريح القلوب ويطمئنها بالغد الافضل وما ألذ وأطيب تلك الراحة التي تنبع من الثقة بالله
.............................
فتح باب الغرفة ليركض قافزا فوقها وهو يقول : حور حور اصحي بسرعة حور الحقي
فغمغمت بكلمات مبهمة وهي تضع الوسادة فوق رأسها مستكملة نومها فحاول الصغير ازاحة الوسادة وهو يقول :حور حور الحقي
ففتحت عينيها ببطئ لتزفر بضجر وهي تعتدل جالسة بعد أن ابعدته من فوقها لتنظر الي قسمات وجه المرتعدة باعين مشتتة ثواني قبل تقطب جبينها وهي تهتف :ايه يا دومة في ايه
فانتصب واقفا فوق الفراش ليقول:ميجو الحقي ميجو
برقت عينيها بخضة لتقول بتوجس:أمجد ماله
فقفز ارضا ليركض الي خارج الغرفة وهو يردد:ميجو الحقي
ظلت كصنم لثواني تحاول استيعاب الوضع قبل أن تهب واقفة لتركض الي الخارج بتخبط وخوف
بينما تحرك ادم سريعا الي غرفة حياة ليهتف وهو يهز ذرعها قائلا:مامااا مامااا االحقي
فاعتدلت جالسة لتجذبه نحوها وهي تقول بقلق:ادم حبيبي في ايه فيك حاجة
فهز رأسه ليقول بنفي:ماما انا كويس... الحقي ميجو
هوي قلبها بين قدميها لتترك ادم دون استفسار وتركض الي الخارج وهي تبحث بعينها عن أمجد بتشتت بينما كان حور هي الاخري تتحرك في ارجاء المنزل بتخبط وبدون دراية تعركلت في طرف جيبتها ويترنج جسدها لتصتدم بحياة لتقع الفتاتان ارضا وهما يتآوان بصوت مسموع
حاول ادم وأمجد ان يسيطرا علي ضحكهما من منظر اصتدامهما الفكاهي ولكن لم يفلحا فصدح صوت ضحكتهما في المكان.... رفعت الفتاتان وجههما اليهما لينظروا اليهما بعدم فهم لثواني قبل أن تنتصب حور واقفة لتكور قبضة يديها وهي تهدر بغضب ووعيد :ااااه يا ولاد اللذينه أنا هوريكم
فحمل أمجد ادم فوق كتفه ليهرول وهو يهتف بتوجس:حرمت يابيه
فركضت حور خلفه بوجه محتقن قائلة :ماشي يا ادم بقي أنااا انااا حور حبيبتك تكدب عليا والله لوريك
تبعتها حياة وهي تصيح باعتراض:العيب مش علي ادم العيب علي الدكتور المحترم اللي مش هيكبر فاكر ان ده لعب عيال
خرجت فاطمة علي اثر صراخهم المرتفع فاسرع أمجد ليختبئ خلفها وهو يقول بوداعة:الحقينا ياماما حور وحياة اتجننوا علينا
فاقتربت منهم حور لتنظر صوبه وهي تهتف بضيق:تعالا هنا بقي شحط زيك ولسه بتتحامى في الماما يا نونو
فاشار بسبابته وهو مازال واقفا خلف والدته ليقول بتحذير:احترمي نفسك يا أوزعة لاما هوريكي
فصرخت حور محتدة:أوزعة في عينك يا نخلة... أنا
-بس
صرخت بها فاطمة بضجر ثم تابعت بصرامة وهي توزع نظراتها بينهم :محدش فيكم ليه دعوة بأمجد.... ايه عايزين ايه ... هتخدولي اليوم كله نوم من غير أكل
فصاحت حياة باعتراض:بس يا ماما ده مش اسلوب صحيان ده وقع قلبنا
فنظرت اليها فاطمة لتقول بنبرة حاسمة :وقع موقعش يلا روحي اغسلي وشك وصلي اللي فاتك
ثم وجهت نظرها نحو حور وهي تتابع :وانتي ياهبلة ياللي نايمة بهدوم خروجك روحي غيري هدومك وصلي وتعالوا انتوا الاثنين عشان العشا
فوزعت حياة نظراتها بين أمجد ووالدتها قبل أن تتحرك الي المرحاض باستسلام بينما ضربت حور الارض بقدميها بطفولية لتتحرك الي غرفتها بوجه عابس بعد ان حدقت أمجد بنظر متوعدة.....ولجت الي غرفتها لتحدث نفسها بحيرة :هو انا ايه اللي نيمني بهدوم الخروج.... ثم ايه نيمني دلوقتي اساسا.....
حكت رأسها وهي تقول بتخبط :ايه ده هو انا جالي زهايمر ولا ايه اجدعان
هزت رأسها لتقول بنفي وهي تملس بيديها علي معدتها :انا عرفاني كويس لاء أكيد ده من الجوع ااااه.... ااايوة...بالظبط هو الجوع ده
خبطت رأسها وهي تقول بتوبيخ:هبلة.... معروفة يعني طلاما
جعانة كل اعضاء جسمك بتوقف..
اكملت وهي تأمر ذاتها قائلة : يلا غيري وكلي واتظنبطي وكله هيبقي تومام
..............................
قفزت واقفة بارتباك عند رؤيتها لوجهه بينما طالعها هو لثواني قبل ان يحيد بعينه بعيدا عنها بلامبالاة وكأنها ليست موجودة فاشتعلت النيران في رأسها من أسلوبه الفظ بينما هتف هو قائلا:مامااااا
خرجت من المطبخ وهي تقطب جبينها باستغراب علي آثر سماعها لصوته :سليم انت جيت .... مش قولتلي عندك نبطشية
فنظر اليها ليجيبها بهدوء :في ورق مهم نسيته ونسيت المحفظة... شوفيهالي عقبال ما أجيب الورق
فهزت رأسها بتفهم وهي تتابع حركته السريعة بتجاه غرفته
بينما خرجت ايمان من صمتها وهي تقول بتلجلج:طب يا طنط انا هنزل بقي.... يلا سلام
عقدت ما بين حاجبيها لتقول باستنكار:ليه يابنتي خليكي قاعدة معايا ايه اللي حصل
فاجابتها بايجاز وهي تقول بارتداء حذائها :لاء اصل عندي كلية الصبح وورايا مذاكرة جامدة
أومأت برأسها لتقول بتضرع:ربنا معاكي ويفوفقك يارب
-ءاميييييين
نطقت بها وهي تدير مقبض الباب بيديها لتخطو الي الخارج
لتغلق الباب بهدوء يعقبه شهيقا عميقاً وكأن تنفسها كان محجوزا بالداخل وقفت لثواني تستجم نفسها ثم تحركت لهبوط السلم بخطوات بطيئة متشنجة وهي تغمغم بصوت خفيض يملئه الغيظ:هوا انا مثلا.....داخل ذي الباشا بيبصلي من فوق لتحت ولا كأني مجرم من المجرمين اللي عايش معاهم
مفكرش يرمي السلام حتي
وضعت يديها علي خصرها لتتمايل وهي تقول بدلع :منشبهش احنا مثلا ولا منسبهش
استقامت وهي تتابع هبوطها لتقول باستهجان :طب يراعي حتي ان بنت عمه واحدة كيوتة ورقيقة كدهون ويبطل حالة الرعب اللي بيعملهالي لاء البعيد جبلة
-هفضل واقف كدا كتير
سرى الرعب في أوصالها وأصبحت غير قادرة علي الوقوف فتمسكت بترابزين السلم حتي لا تتدحرج الي الاسفل ولكن في كل الاحوال فالنهاية نفسها فرعبها الاكبر يقف خلفها الان وربما سمع حديثها... سبت نفسها علي لسانها السليط الذي لا يفتأ من إقاعها في متاعب لا تعد فالتفت بوجهها وهي مخفضت الرأس منتظرة مصيرها المجهول
فتقوس فمه بابتسامة جانبية ليردف بعدها ببرود صقيعي :انتي هتفضلي وقفة ذي الصنم كده كتير عديني عشان انزل
فرفعت عينيها لتطالعه بتلقائية وسرى بداخلها أحساس غريب متناقض لم تعرف مهيته وهي تري جوهرة عينيه المظلمة فرمشت بعينيها عدة مرات بارتباك وهي تري نظراته المسلطة عليها وما لبثت أن أخفضت رأسها لتقف بوضع جانبي وهي تستند بظهرها علي جدار السلم تعض علي شفتيها السفلي بحرج فتخطاها وهو يتحرك بخطوات صلبة سريعة بدون كلمة اضافية فتابعت هبوطه لتتمتم بحنق:سادي متعجرف
جحظت عينيها بزعر وتيبست في مكانها عندما لاحظت توقفه المفاجئ وكأنه سمع جملتها ولكن لم تفت ثواني حتي أستكمل هبوطه بدون أن يلتفت اليها حتي فزفرت براحة لتضرب فمها وهي تقول معنفة نفسها :حماااارة.... هفضل حمارة طول عمري ولساني مش هيتظبط ابدا لغاية ماهروح في داهية بسببه
..............................
الفصل العاشر
-_-_-_-_-_-_-_-_-
بعد يومين في كلية الالسن
-عندي خبر ليكم أنما ايه علي الفرازة
هتفت ايمان بحماسة وهي تغمز لحور بطرف عينيها
فحملقت بها حور وهي تقول بتوجس:قصدك ايه ابت انتي... مش مطمنالك
رفعت رأسها لاعلي وتنحنحت وهي تمد كف يديها نحوها قائلة بخبث:تدفعي كام
فضربت كفها الممدود وهي تقول بضجر :اخلصي يا زفتة وانطقي أحسنلك
فاجابتها بابتسامة سمجة وبمنتهي البراءة:دكتور سيف
انصت اليه باهتمام عند ذكر اسمه لتمط شفتيها قائلة بامتعاض :ماله الوحش افندي القتم
فقهقهت ايمان من لفظها الذي تنعته بيه ثم اردفت بصوت خفيض وهي تطالعها بترقب:هيدينا مادة تانية
-نعمممم
صرخت بها حور بعدم تصديق وقد تشنجت قسيمات وجهها من هذا الخبر المزعج بالنسبة لها بالتأكيد
فأومأت ايمان برأسها مؤكدة ليشحب وجه حور ثم ما لبثت ان رفعت نظرها اليها لترمقها بنظرة متحجرة وهي تقولوبضيق :اه يا وجه البومة باخبارك اللي زيك
هزت أكتافها لتردف بجمود وهي تمط شفتيها بلامبالاة :طب وأنا مالي مش ببلغك باللي بيوصلني أنا الغلطانة يعني
فاجابتها وقد تقوس فمها بتهكم :لاء عيب... ياحبيبتي هو أنتي مش عارفة أنك ملاك وناقصلك جناحين وتطيري
فرفعت ايمان حاجبيها وهي ترمقها بنظرة مغتاظة بينما
اردفت نجلاء بتساؤل وهي توجه حديثها لايمان :هيدينا مادة ايه يا ايمي
فحركت ايمان كتفيها قائلة :مش عارفة والله ده اللي وصلني
فوكزتها حور في ظهرها وهي تقول بضيق:طب انجري قدامي خلينا نلحق المحاضرة
فتآوهت لتلتفت بوجهها تنظر اليها بعبوس وهي تقول باستهجان :طاااه براحة
............................
جلست بجواره علي الاريكة لتطالعه وهي تقول باهتمام :ها يا سيدي موضوع ايه اللي عايزني فيه
فنظر اليه لبرهة قبل أن ينطق بهدوء :أنا قررت أشاركك في مشروعك
فعقدت ما بين حاجبيها لتهز رأسها قائلة بعدم فهم:مشروع ايه
فنظر هو اليها ليقول بابتسامة :مشروع الاتيليه ومشغل التصميم
رمشت بعينيها وهي تطالعه باستغراب قائلة :أنت عرفت من أين
فتابع بحماس :مش مهم عرفت من أين... الاهم اني لقيت المكان المناسب واتفقت مع صاحبه كمان
فصمتت لثواني وهي تدير كلامه في عقلها ثم ما لبثت أن صاحت فاتحة عينيها علي وسعهما وهي تطالعه ببلاهة :نعمممم
ضحك علي مظهرها ثم أردف بهدوء :أقدر أعرف ايه في كلامي مش مفهوم بالضبط
فحكت رأسها لتردف وهي تطالعه بهدوء متفحص:ماما اللي قاتلك مش كدا
فاجابها بابتسامة عذبة:مش مهم مين اللي قالي..... المهم هنبدء في المشروع امتي
اعتدلت في جلسستها لتنظرت الي عينيه مليا لفترة قبل ان تهز رأسها بقوة قائلة باعتراض صارم :مستحيل اكون انانية.... ده حلمي وانا اللي هحاول احققه بنفسي ومش طالبة مساعدات من حد
فطالعها بجمود وهو يتابع بنبرة مستنكرة:ومين قالك ان دي مساعدة
فعقدت ما بين حاجبيها وهي تتسائل باستهجان :تقدر تقول ايه مصلحة دكتور في ادارة الاعمال انه يشارك في مشروع ملابس ويحط الفلوس اللي معاه كلها في مشروع ملوش علاقة اساسا بتخصصه
فاجابها وهو يطالعها بثقة:استثمار
فقطبت جبينها بعدم فهم ليتابع وهو ينظر الي عينيها بتركيز :بصي يا ستي انتي اكيد عارفة ان فلوس اللي ورثتها عن والدي ووالدتي الله يرحمهما
فقطاعته قائلة بصدق :الله يرحمهم
فهز رأسه بهدوء ليتابع: الفلوس كلها في البنك ذي ما هي، ومتلمسش غير جزء بسيط منها ساعة البعثة وده باصرار مني... غير كده مصاريفي الشخصية كلها علي ماما فاطمة... واديكي قولتيها بلسانك دكتور في ادارة الاعمال فايه المانع لما استثمر ولو جتي جزء منها في مشروع انا واثق من نجاحه الحتمي ومتحطيش في بالك القرابة والاخوة والكلام الفاضي ده كله.....المشروع جامد جدي غير انه حلمك فاكيد هتسعي بكل الطرق انه ينجح انا درست الموضوع من كل الجوانب واحب اقولك اني متفاؤل.... و ااااه انا بقولك اهو الشغل حاجة وسنية البطاطس حاجة فنركز مع بعض المشروع هيكون بالنصف ذي مابقولك كدهون انا المخ وانت العضلات قصدي الشغل هيكون منصفة بينا ولن اقبل باقل من ذلك..مات الكلام
رغم عنها التوي ثغرها بابتسامة عذبة وهي تقول بمرح:شكلك قعدت مع حور كتير أداتك شوية من القاموس
أنفرجرت اساريره عند تمكنه من استمالتها ليقول بابتسامة جذابة:ايوة بقي.... نقدر نقول مبروووك
فهزت رأسها بتردد لفترة ثم ما لبثت ان اجابته بتريث:يعني تقدر تقول مبدئيا
فقفز واقفا ليصيح بحماس :ايوة هو ده الكلام
ثم مال بجذعه ليلتقط دفتر وقلم موضوعان علي الطاولة الصغيرة ليجلس علي الاريكة مرة اخري بعدما فتح الدفتر علي أولة صفحاته ليقول وهو يطالعها باهتمام :ها ياستي قولي عن فكرة المشروع بنسبالك ووصلتلها اذاي عشان أقدر أقيمها وأعملها دراسة جدوي محترمة
فاعتدلت جيدا في جلستها لتطالعه قائلة :بص ياسيدي أنت عارف أني بكالوريوس في تصميم الملابس و بعد ما خلفت ادم قررت اني اشتغل وأعمل لنفسي كيان وطبعا الشغل في الشركات الازياء وغيره مبيبقاش متاح غير بالواسطة... المهم أنا كان معايا مبلغ محترم وماما ساعدتني شوية واجرت مشغل صغير أوضة وصلاة جبت كام مكنة خياطة وشغلت بنتين معايا في الاول جالي كام زبونة يفصلوا فساتين بشكل معين.. هما بيقولولي شايفينه اذاي وانا بعرض عليهم التصاميم... والموضوع أشتغل معايا بشكل كويس والزباين كتروا لان لما حد بيشوف الفستاين ما بيصدقوش أنها تفصيل أبدا
فنظر اليها باهتمام أكبر وقد أرتسمت علي شفتيه أبتسامة فخر واسعة لتتابع هي :في واحدة من الزباين ليها قريبة عندها محل ملابس كبير عرفتها عليا وعرضت عليا اني اعملها كذا قطعة ملابس وأنا وافقت بس أكتشفت بعدين أن القطعة اللي بتأخدها مني بتكون مقلدة لقطع موجودة في السوق وبتتباع بثلث أضعاف ثمن ما بتأخدها فمن هنا جاتني الفكرة... فعملت كذا قطعة من تصميمي وقطع من تصميمات موجودة وقررت أفتح محل صغير أعرض فيه شغليئوواحدة واحدة لأن شاء الشغل يكبر ويبقي اتيله ملابس كبير وكل اللي هيكون فيه هيبقي من شغل مشغلي
فطالعها باعجاب واضح ثم ما لبث أن اردف بتريث وهو يسجل بعض الملاحظات بالدفتر الذي بيده :جامد وأنا جاتلي حبة أفكار أنما ايه والمحل اللي قوتلك لقيته في مكان مناسب جدا وهيتقلب اتيله جامد ... بصي ولا بلاش اما اروح اكلم الراجل ونشوف هنبدء ازاي
فاعتدلت لتقف امامه وقد ارتسمت علي وجهها ابتسامة مشدوها لتقول بخفوت:بسرعة دي
فرفع حاجبيه ليجيبها بجدية:امال انتي فاكراني بهزر مثلا..
أحنا جامدين أوي بالصلاة علي النبي
فاردفت بخنوع:عليه أفضل الصلاة وأتم السلام
ثم تابعت قائلة باستنكار:بس بليز بلاش تقعد مع حور كتير لان بصراحة كفاية هي أوي علي ادم
فقهقه عاليا قبل ان يردف قائلا باعتراض:لاء اتخفيش ابنك لو كان عايز يلقط كان لقط من زمان القاموس موجود عنده بس هو اللي محترم طالع لخاله
فاردفت بابتسامة ساخرة وهي تطالعه بنظرة متهكمة:اه انت هتقولي يلا يا أمجد روح شوفك رايح فين
..........................
جلسن في قاعة المحاضرات يثرثرن كالعادة الي ان اتجهت انظارهن نحو الشخص الذي يدلف للتو من باب القاعة حينها لم تتمالك حور نفسها فصرخت باستنكار خافت بعدم جحظت عينيها بصدمة:لاء مش ممكن
فربتت نجلاء علي فخدها وهي تقول بخفوف وتوتر :اهدي ياحور
فطالعتها حور بنظرتها الضائعة لتقول باستهجان:اهدى ازاي....بقي يسيب كل الدكاترة وميخدش غير مادة دكتور ريهام!!!.. لاء كده حرام دي الدكتورة الوحيدة اللي بحبها وبحب مادتها
فتدخلت ايمان قائلة بتوضيح وهي تنظر امامها تتبع نظرات الدكتور التي تدور في ارجاء القاعة :ماتنسيش ان دكتور ريهام حامل وقربت تولد خلاص فأكيد ده السبب انه خد المادة... فاهدي كده.. ها.. أهدي وبصي قدامك مش عايزين مشكلة ذي كل مرة
فكظمت ضيقها لتتبع نصيحة صديقتها فهي حقا لا تريد مشكلة اخري ولن تعطيه الفرضة ليحرجها ثانيتا.... نظرت أمامها لتشاهد عينيه التي تمسح المكان بحثا عن......"لحظة لحظة هل حقا يبحث عني "حدثت نفسها بزهول مستنكر وزاد زهولها بدئه في الكلام الموجه للجميع بعد التقاط عينه لها!!!!!...
اما هو فبعد دخوله القاعة لم يهدر لحظة بل اتجهت عيناه بلا ارادة الي جميع أنحاء القاعة لتنظر الي وجوه جميع الطلاب في محاولة للبحث عن عينيها ليستطيع بعدها بدء شرحه لا يعلم لما ولكنه حقا لم يعد يستطيع التفوه بحرف قبل يري جوهرة عيناها العسلية وعندما وجد ضالته بدء حديثه عن أعطائهم المادة بدلا من دكتورة المادة وذلك لامور شخصية وبعدها بدء شرحه في منتهي الهدوء ليتركها هي في تشتتها حتي أنتهت المحاضرة بسلام هذه المرة
...........................
-خالو.... خالو
هتفت جودي وهي تربت علي كتفه في محاولة لجذب انتباه تجاهها حيث كان جالسا أمام الكمود نصف جلسه مرتكزا علي ركبتيه يبحث في محتوياته غير عابئا لندائها المتكرر وعندما وجد ضالته المتمثلة في دفتر ملاحظات صغير قديم الطراز قليلا هب واقفا وقد أنارت ابتسامة فرحة وجهه وكأنه فاز في حرب عظيمة
فقطبت الصغيرة جبينها وهي تردد بضجر:خالو...خالو..رد عليا
فأخفض نظره اليها وهو يقول بتململ :ايوة يا جودي
فوضعت يديها علي خصرها قائلة بملامح وجه ثابتة:عايزة ايس كريم وتيتا مش راضية تديني..
ثم عبست بوجهها وقد مدت شفتيها للامام لتتابع:بتقولي خلص
فزفر بتعب من تلك المشاكسة التي لا تنتهي طلباتها ثم قال بهدوء :طب والمطلوب
فأرتفعت بنظراتها اليه لتقول ببساطة :ننزل نشتري ايس كريم
فنظر اليها بهدوء فقد توقع اجابتها فاقترح قائلا :طب بصي أنا عندي مشوار مهم دلوقتي وهجبلك وأنا راجع ان شاء الله
فتأففت قائلة بتذمر:يوووووه......يعني هفضل قاعدة في البيت بردوا
فتصلب في وقفته وهو يقول بأمر غير قابل للنقاش مشيرا باصبعته السبابة تجاه باب الغرفة :ايوة....ولا اتفضلي روحي أعملي الهوم ورك بتاعك
فأغفضت رأسها لتتحرك الي الخارج بخنوع ضائق بينما شدد هو من قبضته علي الدفتر الذي بين يديه ليتجه بعدها الي الخارج