
رواية عودة الأسد بقلم راضية
رواية عودة الأسد الفصل الخامس5 بقلم راضية
وصل سمير الى مكان عمله، وجد صاحب مركز التكوين والتعليم الخاص بالأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة : بشير حمدان يتشاجر من جديد مع عمال البناء الذين يعملون في المركز التجاري المجاور.
هذه المرة ، وضعوا شحنة الأسمنت عند المدخل ، و لايمكن الدخول بالسيارات الى داخل المركز ، اركن سمير سيارته بجانب الطريق ونزل.
اتصل بشير حمدان بالشرطة ، وهم في الطريق .
صاحب المركز التجاري لا يتوقف عن مضايقته في كل مرة من اجل اجباره على بيع قطعة الارض التي بها الاسطبل .
وصل صاحب المركز التجاري ، والذي يسمى : صالح بن شحمة، منذ النظرة الاولى يمكن ادراك ان هناك علاقة وطيدة بين هذا الرجل و اسمه .
هجم عليه بشير حمدان ، وصفعه على وجهه، واسقطه ارضا .
وقال له : لن ابيع ، الا تفهم؟
في مكان ما ، غير بعيد ، شخص ما ، يقوم بتسجيل المعركة وإرسال الفيديو الى شخص يدعى : عنتر .
خرج بعض طلبة المركز مرتدين الكيمونو الابيض الخاص بالتايكواندو . ذهب سمير اليهم ليعيدهم الى قاعة التمرين ، لايريدهم ان يشاهدوا الحرب التي تحدث .
وصلت الشرطة ، نزلت كاتيا من سيارتها ، وتقدمت نحو بشير حمدان ، وهي تعرف جيدا ماطبيعة المشكلة ، فقد قام بتقديم شكوى عندهم من قبل .
مخطط البناء الذي صادق عليه منير متكون من 4 طوابق ، مع موقف السيارات تحت الارض الذي يتكون من 3 طوابق .
صالح بن شحمة الجشع ، يريد أن يضيف موقف اخر ل السيارات الى المخطط الأصلي، بشراء قطعة الارض المجاورة . لكن منير يرفض العمل بهذه الطريقة الملتوية ، ولايريد اي إضافات على المخطط الأصلي. كما ان بشير حمدان يرفض بيعه الارض ، من المستحيل ان يتخلى عن احصنته.
كانت كاتيا قد توقفت عن عملها لمدة عامين ، بعد اكتشاف حقيقة زوجها حميد و انتحاره ، تلقت صدمة قوية، تعالجت عند طبيب نفسي .لكنها تعافت ، وتزوجت من جديد مع زميلها الشرطي الذي كان يعمل معها . لقد تغيرت كثيرا ، اصبح شعرها اشقر اللون ، قصير لايتعدى رقبتها ..
خرج سمير ، واقتربت منه كاتيا
كاتيا : عندنا معلومات عن بلاك
يريد أن يهرب الى الخارج ، هو واخوه عنتر
وهو يتصل بأصحابه القدامى
اذا اتصل بك ، اخبرنا
لاتنسى انك تحت حمايتنا .
تم تحديد موعد العرس ، بعد شهرين بالضبط ، قام السيد صالحي بكراء اكبر وافخم قاعة اعراس في المدينة ، وقرر ان يدعو جميع سكان الحي ،و كل معارفه . كيف لا ، فهو عرس الغالي والغالية على قلبه .
تعاقد ايضا مع أشهر الطباخين ، ليحظروا أشهى الأطباق المعروفة في كل الولايات ، سهام تكفلت بملابس اختها ، وزارت افخم صالونات الملابس التقليدية ، واستاجرت ابرع خياطة في المدينة.
استقل صالح بن شحمة سيارته ليعود الى مكتبه ، سيارة 4×4 سوداء بنوافذ قاتمة تتبعه ، في لحظة ما ، هذه السيارة تجاوزته وقطعت عليه الطريق .
خرج رجلان ضخمان ، ملابسهما سوداء ويضعان نظارات شمسية .
اجبراه على النزول من سيارته والركوب في المقعد الخلفي لسيارتهم ، واركنا السيارة في جانب الطريق.
وجد نفسه وجها لوجه مع عنتر اخو بلاك ، الذي قال له بانه سيساعده لأخذ الارض مجانا ، فقط عليه ان يفعل مايطلبه منه
كان منير في بيته الفاخر ، جالسا على شرفة غرفته، الحزن باد على وجهه . لقد اتصل به السيد صالحي وأخبره بان مونيا ستتتزوج من رجل اخر ، وان الزواج قسمة ونصيب .
رن هاتفه ، صالح بن شحمة يطلبه ليذهب اليه ، لقد وجد حلا ليأخذ القطعة الأرضية.
منير عاد الى البلاد من اجل مونيا، والان ستتزوج، ما الفائدة من البقاء ؟ لم يعد يرغب في مواصلة هذا المشروع .
صالح بن شحمة انسان طماع ومخادع ومنير لايثق به . فقد اخبروه اليوم ان الشرطة ذهبت إلى مكان المشروع ،و منير لايريد ان يدخل في مشاكل مع الشرطة ويجد نفسه ممنوعا من السفر .
لذا قرر ان يذهب للقاءه ، ولكن سيسجل هذا اللقاء بهاتفه، ليكون لديه دليل يدافع به عن نفسه امام الشرطة ان تطلب الامر.
دخل منير الى المكتب وبدأ صالح بن شحمة في الحديث اخبره بانه قد عرف ان سمير كان تاجر مخدرات وكان في السجن، وان شخصا يدعى عنتر سيساعده ليتخلص منه ويأخذ الارض مجانا .
صالح بن شحمة : سوف يعطيني بعض المخدرات
اضعها في الاسطبل
يتهمون سمير ويدخل الى السجن
المركز يغلق
واحصل على الارض مجانا ...
وينفجر ضاحكا . وكانه حقق شيءا عظيما .
كان منير جالسا على الاريكة ينظر إلى هذا الرجل الخمسيني الأصلع، صاحب البطن الكبير.
لايعرف لماذا ؟ ولكنه تذكر قارقمال Gargamel ، الشرير القبيح الذي يطارد السنافر .
مالايعرفه قارقامال ان منير أيضا كان يبيع المخدرات ، وكان من رجال سمير .
وايضا منير يعرف عنتر ، لم يلتق به شخصيا، ولكن سمع عنه
في يوم من الايام كان لسمير موعد مع عنتر ليتسلم منه دفعة من المخدرات،
، ولكنه غير الطريق لأنه تلقى اتصالا يخبره بوجود دورية من الشرطة في الطريق الذي ذهب منه في البداية .
تأخر سمير عن موعده بساعتين
غضب عنتر ، و قام بشتم سمير ذاكرا والدته ،
وويل لمن يذكر والدة سمير بسوء
، فضربه سمير ضربا مبرحا امام جميع رجاله وجعله أضحوكة،
ومنذ ذلك الوقت وعنتر يحقد على سمير واقسم بان يقتله او يدخله السجن .
يالها من فرصة لمنير ، فرصة على طبق من ذهب ليتخلص من سمير الى الابد ، هل يستغلها ؟
كان بلاك في مستودعه السري ، ينتظر أخاه عنتر . عرف من رجاله ان عنتر يدبر فخا لسمير من اجل ان يعيده الى السجن .انه غاضب جدا من اخيه ، حقده على سمير يعميه ، وهذا ما قد يجعلهما في خطر.
كان بلاك اكبر تاجر مخدرات في البلاد، له ماض اسود في الجريمة لذلك اطلق عليه هذا اللقب، يستلم المخدرات التي تدخل الى البلاد ، ويوزع جزءا منها على مختلف الولايات ، اما الجزء المتبقي فيعيد تصنيعه و تغليفه لشحنه وتهريبه عبر الحدود الى البلدان المجاورة .
كان سمير قد اتصل ببلاك ليقترح عليه فكرة تغليف المخدرات بمغلفات الحلوى التي تنتجها شركة ابيه السيد صالحي لتسهيل تهريبها عبر الحدود ، فاسم صالحي كان معروفا على المستوى الوطني ، ولا احد يشك في نزاهة هذه الشركة .ارسل بلاك البضاعة لسمير ودفع له مبلغا من المال ثمنا لهذه الخدمة .
لكن في النهاية تبين انه كان فخا نصبه حميد لسمير ، خسر بلاك بضاعته ، وسمير دخل الى السجن وحجزت الحكومة على كل الاموال التي كان يمتلكها في البنك باسمه .
يعرف بلاك ان سمير مفلس ، ولايمكن ان يستعيد أمواله منه ، لكن منذ دخول سمير الى السجن ، و بلاك يراقب عائلة صالحي ، جواسيسه في كل مكان ، ويعرف ان الحكومة حجزت فقط على الأموال التي كانت باسم سمير، اما التي كانت باسم الشركة و الاموال التي كانت باسم السيد صالحي لم يتم حجزها فقد تبين بعد التحقيقات ان هذا الاخير ليس له أي دخل في قضية المخدرات.
كان بلاك يعرف ان السيد صالحي يملك اموالا طاءلة، وقد اعطى بعضا منها لبناته ، فكل واحدة منهن تملك رصيدا في البنك يقدر بالملايين .
وصل عنتر
اخرج بلاك هاتفه ، وأظهر له صورة سمير و مونيا وهما امام المستشفى وقال له :
هو مفلس، لكن هي تملك ثروة .
فهم عنتر قصد اخيه ،
ولكن لاشيء يشفي غليل عنتر سوى تقطيع سمير الى قطع ورميها في شوارع المدينة لتاكلها الكلاب .
عنتر و بلاك لديهما جوازات سفر مزورة، وقد قررا الهرب من البلاد، فالاعمال توقفت مؤخرا ، التهريب اصبح صعبا ، الشرطة والجيش يحكمون الخناق على الحدود ، و بلاك مطارد من الشرطة في كل مكان .
اركن سمير سيارته امام بيته ، 3رجال بملابس سوداء خرجوا فجأة امامه ، طلب أحدهم منه ان يتبعهم ويركب في السيارة السوداء 4×4 المركونة في الجهة المقابلة.
نظر سمير اليهم بنظرة ثاقبة ، واستفسر عمن ارسلهم ، لكنهم رفضوا الإجابة، اخبروه بانه سيذهب معهم رغما عنه ، وهددوه بانهم سيستخدمون القوة ان لزم الأمر. لكن سمير رفض الركوب في السيارة قبل ان يعرف اسم الشخص الذي يريد أن يرا ه.
اقترب احد الرجال منه وحاول امساكه من ذراعه ، لكن سمير امسك بيد الرجل واداره حول نفسه بخفة كبيرة ثم ركله برجله ، اصطدم الرجل بقوة بعمود كهربائي وسقط على الارض فاقدا الوعي.
اقترب الثاني وحاول ان يلكمه على وجهه ، سمير تخطى كل محاولاته بسرعة مذهلة، الرجل لم يفهم شيئا، فجأة تلقى لكمة قوية على وجهه......ثم ثانية .....ثم ثالثة .... فقد توازنه ، ....رجع الى الخلف.... وسقط على الارض....مسافرا في أحلامه الى جهنم .
اقترب الثالث وكان يحمل عصى غليظة، حاول ضرب سمير بها ، امسكها سمير بيده من اللحظة الاولى ، وانتزعها منه وضربه بها على ظهره عدة مرات الى ان سقط على الارض متؤوها من شدة الالم .
انه سمير ، أسد بين الضباع .
كان عنتر في السيارة السوداء 4×4, وعندما رأى ذلك امسك شيءا بيده وجاء خلف سمير ، وفي لحظة غادرة ، غرز الحقنة في عنقه .
سقط سمير على الارض مخدرا
وهل يسقط الأسد الا بالغدر ؟
منير كان في سيارته لقد قرر ان يفعل شيءا
كان قد ذهب ليعيش مع امه في الخارج . بدا كعامل بناء بسيط ، باجر قليل، فقد تحمل الشقاء والعناء، وصبر على الغربة وظلماتها، وعمل ليلا نهارا ، بكد وبجهد.
عندما حصل على الإقامة الداءمة ، أسس شركته الخاصة والمتخصصة في اعمال البناء . والتي أصبحت من اكبر الشركات هناك. وهو لا ينوي ان يخسر اسمه وشركته من اجل رجل خبيث وطماع مثل صالح بن شحمة عليه ان يحمي نفسه قبل كل شيء .
وصل الى وجهته ، دخل الى مركز الشرطة وطلب مقابلة كاتيا من اجل ان يعطيها التسجيل ويطلب الحماية الى ان يجد رحلة بحرية يعود فيها الى البلد الأجنبي الذي يقيم فيه . وبعد ذلك يكلف محاميه بكل الإجراءات اللازمة لفسخ العقد الذي عقده مع صالح بن شحمة واسترداد حقوقه .......