رواية عشق الجان
الفصل الخامس 5
بقلم شيماء طارق
كانت تستمع له في صدمه خوف دهشه هي لا تستطيع تفسير شعورها تجاه ما قاله كانت تنظر له اثناء حديثه وكأنها تحفظ ملامحه عيناها تحتفظ بكل أنش في وجهه تتأمل عيناه وتنظر بها بعمق تجد الصدق ينتشر بين ثنايا الاحمرار المتوج
في عينيه كانت تتابع تعابير وجهه اثناء اعترافه بحبه لها واثناء حديثه علي انه لم يستطع ان يراها مجددا فهو سوف يتقدم الي العقاب من اجل انقاذها من براثين
طوماس او شمعون هو لن يقبل بأن يمسها السوء طالما مازال علي قيد هذه الحياه...... حبه لها حب تضحيه يستطيع تقديم اي شئ كان حتي لو كان عمره من اجل فقط ان يري سعادتها وان لا تمس بالسوء من اي
شخص........ كانت تتابعه ومع كل كلمه تخرج من فمه كانت تجعل قلبها ينبض بشده لا تعلم أينبض فرحاً لما يقوله هذا اما ينبض خوفاً مما يقول هي كل ما تعلمه انها مستمتعه بحديثه هذا وبوجوده امامها هكذا.......
ظلت هكذا الي ان اختفي من امامها فجأه لا تعلم ما حدث ولكنها ظلت تجوب بعيناها الغرفه تبحث عنه تريد ان تراه هل بل فعل غادر هل بالفعل تركها كما كان يتحدث منذ قليل
اهو سيبتعد ويتركها هي لا تعلم لما انقبض قلبها مجرد فكره عدم رجوعه اليها ولا فكره عقابه هي تريده بجوارها لايتركها ولا يمسه السوء... تتلفت حولها تبحث بعينيها تريد اشباع عينيها من عيناه تذهب هنا وهناك تريد رؤيته تريد تكذيب ما وصل اليها من حديثه.....
رنا : يا هااااااااذا اين انت... لا تتركني وحدي.... اريدك...... يا رافي... راااافي... اريد رؤيتك من جديد..... ليس من حقك ان تظهر امامي ثم تتركني هكذا.... انا احتاجك حقاً بجواري..... ارجوك عُد لي وانا لن اخبرك بالذهاب مره اخري....... لا اريد ان تتعاقب... عُد لي...... انا هنا وحيده انا اوافق ان اعيش معك في عالمك ولكن لا تتركني..... يا انت....
كان صوت صريخها يستمع في ارجاء المنزل صرخاتها تهتز لها الجدران دموعها التي تنساب علي خديها لم تتوقف لحظه وكأنها كانت تنتظر الامر بالنزول واعطتها هي الامر بعد ان تأكدت من مغادرته وعدم عودته لها من جديد بعد ان تأكدت انها ستظل وحيده في هذا العالم.....
صرخت صرخه مداويه وانتفضت جالسه علي سريرها منتبه لما حولها نظرت حولها وجدت نفسها علي سريرها وفي غرفتها تتلفت حولها لا تجد شىء انتبهت لحلمها... نعم فقد كان حلماً كل ما كان يحدث لها كان مجرد حلم منذ لقائها الاول لرافي وهي في حلم.. حلم تمنت انه لم يحدث وتمنت ان يحدث بالفعل ابتسمت بسخريه علي حالها فهي تتمني الشئ ونقيضه تتمني ان يحبها اي احد حتي لو كان جان وتتمني ان لا يحبها الجان.... هذا ما وصلت اليه في هذه الحياه القاسيه بجوارها اصدقاء نعم ولكن كل منهم لديه حياته انما هي.. هي وحيده وستظل هكذا حتي من احبها من الجان كان في حلمها ما هو الا حلما فقط.....
تنهدت رنا ونظرت الي الساعه في هاتفها فوجدت انه مازال وقت علي العمل فتوجهت الي المرحاض ولكن كلمات رافي تتردد في عقلها وصورته تظهر امام عيناها تنهدت بعمق ثم توجهت الي خزانه ملابسها وارتدت ثيابها واتجهت للخروج فقد قررت الذهاب الي العمل مشياً علي الاقدام ...فتحت باب شقتها فوجدت جارتها تخرج مع زوجها من شقتهم فتذكرت وجودهم في الحلم ورفضهم تصديقها ابتسمت بسخريه من حالها ثم قالت
رنا في نفسها : كفي رنا هذا حلم ....رفعت صوتها لكي يستمعون لها
رنا : صباح الخير يارا صباح الخير حسام كيف حالكما
يارا وحسام : صباح الخير رنا حمداً لله علي كل حال.. كيف حالك انت
رنا : بخير
حسام : هل ستذهبين مبكرا لعملك
رنا : لا بل سأذهب مستخدمه قدماي هههه
يارا : ههههه ولما التعب تعالي معنا ونوصلك في طريقنا
رنا : لا اذهبا انتما يوماً سعيداً لكما
حسام : حسنا رنا الي اللقاء نلقاكي في المساء
رنا : حسنا الي اللقاء....
توجهه كلا منهم في طريقه بينما تسير رنا علي اقدامها في اتجاه العمل.... تسير في شرود تام تحاول استيعاب حلمها ماذا لو حدث بالفعل هل ستتقبل الامر ام سيظل حلما للابد ماذا ستكون رده فعلها اذا حدث هذا هل سيتركها ام هي ستتركه
رنا لنفسها : كفي رنا هذا فقط حلماً هل ستظلي هكذا تشغلي عقلك بأكاذيب وخرافات لن تحدث .....
انتبهت لنفسها امام الشركه ضحكت عندما تذكرت خوف رئيسها من رافي عندما كاد رافي ان يفتك به بسبب انه اتعبها كثيراً في العمل ....
....دلفت الي الداخل وجدت رحمه في انتظارها كما هي العاده....
رحمه : لما تأخرتي رنا
تذكرت رنا خوف رحمه عندما استمعت لصوت رافي ومغادرتها لمنزلها فأبتسمت بخفه ثم نظرت لها
رنا : صباح الخير اولا رحمه
رحمه : السيد ادورد يريدك في مكتبه حالا
رنا : ومتي هو لم يريدني هو دائماً يريدني يريد توبيخي علي عملي ويعطيني المزيد من الاعمال لكي انهيها ثم اذهب الي مواقع العمل واتابع العمال هناك لا يهتم لتعبي و لا انني فتاه لا استيع ان اعمل كل هذا العمل وحدي يحملني الكثير وانا اصمت فقط
رحمه بأستغرب ودهشه : ماذا بكـ رنا هل حدث لكي شئ كل هذا يحدث منذ سنين وانتي لم تتفوهي بشئ والان انتي منزعجه
رنا : ولما لا هل لا يجب ان انزعج انا حقاً متعبه انا لا استطيع ان اعمل كل هذا العمل وحدي انا بشر ولي طاقه لا يجب استنفاذها جميعها في العمل ولكن من يهتم لي انا فقط مجرد فتاه تعمل وتنام تستيقظ متأخره تأتي الي العمل ثم تعمل وتنام هل تعتقدين رحمه انني اصبحت مجنونه الان صحيح فأنا مجنونه منذ فتره بسبب كل ما يحدث لي انا قد جننت رحمه انا اعيش وحدي لا احد يزورني ولا يأتي لي اعمل من اجل سيدك هذا الذي يعتقد انني أله يجب ان تنتج فقط ولا يعلم ان هذه الاله يلزمها الراحه
رحمه : اهدائي رنا اهدائي
رنا : لا تقولي لي اهدائي رحمه انا لا اريد ان اري الشفقه في عينيك انا ذاهبه ل أري ماذا يريد مني هذا المدير
......تركتها وغادرت
رحمه : رنا انتظري رنا... رنا... يا الهي انها متعبه حقاً
.......توجهت رنا الي مكتب المدير ولم تجد السكريتيره الخاصه به لكي تستأذنه فتوجهت هي للدخول طرقت الباب وانتظرت حتي اذن لها الدخول فدلفت الي الداخل
.....وجدت المدير يجلس خلف مكتبه وامامه شخص لم تري هي وجهه
رنا : سيدي لقد طلبتني
ادورد : اجل رنا تعالي واجلسي بجوار سيد احمد
رنا وهي تتوجهه للامام وكان أحمد منغمس في قرأه الاوراق فلم تستطع رؤيه وجهه....
رنا : نعم سيدي
ادوارد : رنا لقد اتي الينا السيد احمد ويريد ان تعمل له شركتنا علي فيلته التي يريد بنائها ولجأ الينا
رنا : حسنا سيدي يخبرني ماذا يريد وانا سأتكلف بالامر
ادوارد : قمت بعرض عليه بعض من اعمالك ونو الان يتابعها
رنا : حسنا
ادوارد : سيد أحمد ما قرارك
انتبهت له رنا وادوارد فرفع أحمد انظاره لهم
نظرت له رنا في صدمه الجمت لسانها صدمه جعلتها تنظر له كثيرا بدون حراك وتستمع لحديثه الدائر مع ادوارد ولكنها لا تشارك تنظر له فقط... فهو يشبهه الي هذا الحد ايعقل ان يكون هو.. هو من كان يظهر في حلمها... هل هذا هو الجان الذي احبها... هل هذا هو رافي
ادوارد قاطعا لافكارها واعادتها لارض الواقع : ما رايك رنا
رنا : هااا.... عذرا سيدي لم اكن منتبهه
أحمد : لا عليك انا اريد هذا التصميم ان يكون في فيلتي
امسكت بالورقه المرسوم عليها التصميم ثم نظرت له
رنا : حسنا سيد أحمد سأنفذ لك ما تريد ولكن اريد ان استكشف الارض الذي سيتم الانشاء عليها
أحمد : حسنا اذا اردتي. تأتي معي الان
ادوارد : حسنا اذهبي رنا
رنا : ولكن سيدي لدي بعض الاعمال
ادوارد : اتركيها رنا الان واذهبي معه
رنا : حسنا سيدي
أحمد : حسنا الي اللقاء سيد ادوارد تفضلي معي
رنا : حسنا
توجهت رنا الي الخارج مع أحمد توجهه احمد الي سيارته وصعد بها وطلب من رنا الصعود فلبت هي الاخري وصعدت
ظلت شارده في حلمها وفي صوره احمد الجالس بجانبها يحادثها ولكنها لم تستمع اليه مرت السياره من امام المقابر ووجدت بعض من عظام الانسان علي الارض فصرخت به بأن يتوقف بالسياره فتوقف وهو لا يعلم ماذا يحدث... ترجلت من السياره وذهبت بأتجاه المقابر وهو خلفها..
رنا في نفسها : نفس المكان هذه العظام هل يعقل ان هذه الاماكن التي ذهبت اليها في حلمي حقيقه ولكن ماذا عن هذا أحمد فهو يشبه رافي كثيرا اهذا حلما ايضا..
قاطعها احمد من شرودها وافكارها
أحمد : ماذا هناك سيدتي
انتبهت له رنا وانه اتي خلفها : لا لا هناك شئ هيا لنذهب
أحمد : هل انتي بخير
رنا : نعم انا بخير هيا لنبتعد عن هنا
أحمد : حسنا هيا ...
توجهه الاثنان الي السياره وصعدو اليها ثم انطلق احمد الي وجهته
رنا : ماذا عنك
أحمد : ماذا
رنا : اقصد من انت
أحمد : انا اُدعي أحمد صابر رجل أعمال
رنا : هل كنت خارج البلاد انا لا اتذكر انني رأيتك قبل ذلك اليوم
أحمد : نعم كنت أسافر كثيرا ولكن الان قررت العوده الي البلاد وعدم الابتعاد مجددا
رنا : حسنا
احمد : حسنا لقد وصلنا
نظرت رنا حولها من خلال نافذه السياره وجدت انهم قد وصلو الي منطقه خاويه من الاناس فوجهت انظارها الي احمد وقالت
رنا : هنا
أحمد وقد أحمرت عيناه كما كانت تري اغين رافي
أحمد : نعم هنا رنا....
نظرت رنا الي عيناه تحاول فهم ما يحدث هذا.. ولكن قطع عليها نظراتها صوت احمد..
أحمد : تعتقدين انكـ شاهدتيني من قبل وراوضتك افكار كثيره في احلامك اهذا صحيح رنا
ابتلعت رنا ريقها بخوف واكتفت بإهتزاز رأسها مؤيده كلامه فأكمل
أحمد : انا أيضا شاهدتك في احلامي ووجد صورتك مع السيد ادوارد في حفلات انتهاء المشاريع فبحثت عنك الي ان وصلت اليك
رنا : لما
أحمد : لا اعلم ولكن انت كنت تأتي في احلامي وانا كنت ابحث عنك كثيرا لان قلبي اصبح متوج بك
رنا : ماذا تريد مني
أحمد : اريد الزواج بك انت ترفضين الجان اليس كذلك ولكن انا ليس ب جان انا بشر من بني ادم مثلك
رنا : ولكن.......
قاطعها احمد : لا يوجد لكن انا اخبرتك انني احبك سأترك لكي الوقت لتفكري في عرضي وان وافقتي ستكون الفيلا التي ستنفذيها انت هي مكان سكننا
رنا : اريد العوده
أحمد : حسنا ولكن انا انتظر قرارك
.......
اوصلها احمد الي منزلها فنظرت له نظره اخيره ثم صعدت الي شقتها بسرعه وقلبها ينبض بشده من الخوف....
دلفت الي شقتها وجلست علي الكرسي محتضنه نفسها بخوف ترتجف من شده الخوف...
رنا لنفسها : ماذا يحدث لي ما كل هذا... انه فقط حلم والان يظهر لي علي هيئه بشر انا حتي لا اعلم اذا كان بشر ام جان... يا الهي ساعدني... كن بجواري ياربي انا احتاجك بشده
افاقت علي صوت هاتفها فتلقفته وتحدثت
رنا : الو...
......: ما هو رأيك
رنا : اااانت
أحمد : نعم والان اخبريني
رنا : ولكن انت لم تعطني فرصه للتفكير
أحمد : سأعقد معكي اتفاق نعلن خطوبتنا الان والزواج بعد ان تحددي انت
رنا : حسنا...... لم تعي ما تفوهت به الا بعد اغلاق الهاتف....
رنا لنفسها : ما هذا الذي فعلته انا.. هل وافقت بدون تفكير... كفي رنا انتي كنتي تبحثين عن الحب.... ولكن ليس بهذه الطريقه.... وما هي الطريقه اذن.... لا اعلم كفي عن الحديث..... يا الهي هل جننت... الهي كن معي فا أنا ضعيفه ووحيده
.............في اليوم التالي مباشره تم اعلان خطوبه رنا مع احمد تحت صدمه رنا التي لم تتوقع هذه السرعه ....
مررت الايام وكان في كل يوم يتقرب احمد من رنا وهي تشعر بالراحه تجاه وانه عوضها عن وحدتها.... بعد مرور شهرين علي خطبتهما
أحمد : رنا متي س تحددي ميعاد الزفاف
رنا : فلننتظر قليلا احمد انا لم اتأهب بعد
أحمد : رنا انا احبك بل اصبحت اعشقك لا استطيع الابتعاد عنك مجددا ارحمي قلبي الضعيف ووافقي علي تحديد الزفاف انا لن اجبرك لاني تركت هذا الامر لك منذ البدايه
رنا : حسنا أحمد ولكن...
أحمد : لا يوجد لكن رنا من اجلي
رنا : حسنا..
........تم تحديد يوم الزفاف..... ومرت الايام سريعا الي ان اتي يوم الزفاف اتفقت رنا مع احمد علي ان تفتعل حفل صغير للزفاف ويكون مقتصرا علي الاصدقاء فقط ....
بعد انتهاء الزفاف توجهت رنا وأحمد الي فيلتهم التي تم تصميمها علي ذوق رنا
أحمد وقد احمرت عيناه : اهلا بكي في مملكتك رنا
رنا بنفس احمرار العين : اهلا بك في مملكتي رافي
