رواية أزهار الفصل التاسع9 بقلم نرمين قدري

رواية أزهار الفصل التاسع9 بقلم نرمين قدري

اجاب لؤي يتهكم وهو غير مصدق :

-ليا اكل  وبس  المهم الشغل يكون خالص

نظر ماجد له نظره تفحصية وقال بمكر :

-الا صحيح بجد يا بهاء لحقت خلصت الشغل أمتي مع انك  سايب كل شغلك هنا و انا مانع شغل يطلع برا المكتب ولا انت خالفت القواعد واخدت الشغل معاك البيت

احمر وجه بهاء وبداء يعرق ويتلجلج في الكلام ولكن نقذ الموقف دخول العميل المنتظر 

نظر ماجد لبهاء وقال:

-عمتا مش وقته اتفضل معايا علشان نسلمهم الشغل 

دخل ماجد وبهاء غرفة الاجتماعات وقاموا بلترحيب بلعميل  وبدأ بهاء بعرض الشغل علي العميل الذي ابدي انبهاره بالشغل و بلدقه المتناهية 

تعمد ماجد أن يستدعي ازهار بحجة معرفة ماذا سيشرب العميل 

دخلت ازهار بعد أن استأذنت ولكنها فوجئت بمدح العميل  لشغلها ترقب ماجد نظرتها و لاحظ الاهتمام واضح عليها فكان العميل يتكلم بلغة الأسبانية التي تجيدها جيدا وكان يشكر بهاء علي ما اتقنه من عمل ألقت نظره سريعة علي بهاء وقدمت القهوة و بعض الفطائر وخرجت بدون أن تتفوه بكلمة 

انتهي الاجتماع وتم تسليم العمل واستاذن العميل 

خرج  ماجد  من غرفة الاجتماعات وعلي وجه ابتسامت تحدي  و وقف في منتصف بهو المكتب يبحث بعينه عليها  و قال بصوت عالي  مما جعل الجميع يلتفت له:

-  انا انهارده اكتشفت عبقري شغال معانا في المكتب وكلنا ما كناش واخدين بالنا منه وبسبب اجتهاده مضينا عقد مع شركة إسبانية كبيرة لمده سنة مكتبنا هو اللي هيمسك كل تعاملاتها وفضله المكتب هيتنقل نقله تانية خالص 

وقفت ازهار مكانها تستمع  الي حديث ماجد وقلبها يخفق بشدة تخشي أن يكون قد افتضحي أمرها و يكون علم من الذي قام بإنهاء العمل المتاخر ولكن قد خاب ظنها بعد أن سمعت المتبقي من حديث ماجد 

اكمل ماجد حديثة و التفت لبهاء الذي كان يقف بدوره وعلامات الذهول و الاستفهام على وجه فهو غير مصدق ما حدث حتي الآن وفي داخل رأسة العديد من الأسئلة التي ليس لها إجابة 

قال ماجد :

-احب اشكر بهاء علي مجهوده لان بفضلة مكناش حققنا كل ده و احب اقدم له  شهر مكافأة نتيجة مجهوده

ثم التفت نحو ازهار وقال بسخرية :

وانتي يا آنسة ازهار شوفي المكتب كله يشرب. ايه و الحساب كله عندي انهارده 

ثم رفع حاجبيه وأكمل:

ماهو كل واحد لازم يقوم بشغله ولا ايه 

هزت راسها وتركته وذهبت تكمل عملها وقد احمر وجهها من الغضب

لم يكن حال بهاء افضل منها فكان مرعوب من القادم فاهو لا يعلم من الذي أتم العمل ولا يعلم ماذا سيفعل وقد كثر الشغل أكثر علي عاتقه فا هو ليس لدية الخبره الكافيه لكي يقوم بعمل بلحجم ده 

دخلت ازهار تعد القهوة والشاي والعصائر مثلما طلب منها ماجد و هي تكاد تشطات غيظا دخل ورائها لؤي وهو ينظر لها بريبة وقال بأسلوب ماكر وهو يدور حولها:.

الا قوليلي انتي كنتي بتسالي عن مكتب بهاء ليه 

احمر وجه ازهار وقالت بزعر:

لاء عادي يعني حب فضول بعد ما سمعت بشمهندس ماجد بيزعق علشان الشغل المتأخر

رفع لؤي حاجبه وقال وهو يعبث بنظارته  :

صدفة غريبة بصراحة بهاء اللي بقاله معانا اكتر من سنتين ينزل عليه الوحي فجاءة و يخلص شغل اسبوع فجاءة و كمان بدقة غريبة اتصدقي مش عارف اقتنع 

بصي يا ازهار وتسمحسيلي طبعا اقولك ازهار بدون القاب 

انا قديم قوي في الشغل هنا و خبرتي بتقولي أن مش بهاء اللي عمل شغل ده وخبرتي كمان بتقولي انتي مش مجرد مدبرة مكتب لا شكلك ولا اسلوبك ولا حتي طريقة لبسك بتقول كده انتي ايه حكايتك بلظبط 

ابتسمت ازهار ابتسامت قهر وقالت بعد تنهيده  وهي تنظر للا شيء:

- تعرف يا استاذ لؤي فيه فترة كده في حياتك هتمر بيها هتربيك قوي ، هتخليك تكبر سنين قدام ، هتعلمك ان مش كل الناس أصحاب وحبايب وولاد أصول ومتربيين ومش اللي هيأكل معاك في طبق هيصونه ، ومش كل اللي يقولك كلمه حلوه يبقي حبيبك وساعات بتبقي شايف وعارف بس ملكش نفس تعاتب ، فيه فترة هتمر بيها وتطلع منها واحد غيرك واحد أنضج و أقوي وقادر يكمل لوحده ، هتتعلم فيها أن اقرب حد ليك هو نفسة عدوك ؛  دمه هو نفس دمك بس بس غريب بيكون احن عليك منه ،فيه شده هتيجي تحول حياتك  وتبقى حد تاني غيرك وتصحي مش عارف انت مين ولا بتعمل ايه وتكون مجبور انك تعيش مع شخص ده اللي هو مش انت  

وفجاءة دخل ماجد عليهم وعلي وجه علامات الغضب فاهو لاحظ التقارب السريع بينهم 

نظرت ازهار الي لؤي تسترجاه بعيونها أن يصمت عن الكلام 

أدرك لؤي أن فعلا وراها حكاية كبيرة فالتزم الصمت لحين المعرفة بقصتها 

نظر لهم ماجد وقال بغضب مفتعل :

انسه ازهار هو انا مش قلتلك تشوفي طلبات الموظفين كل واحد عاوز يشرب ايه ولا اجي انا اخلص شغلك مكانك حتي اتعلمي من اللي حصل مع بهاء شخص مخلص في شغله وجاب عقد كبير للشركه بصراحة ونعمة الموظف الملتزم ما هو لو كل واحد يشوف الشغل اللي عليه المكتب حيبقي حاجة تانية بس نقول ايه 

اندفعت ازهار في الرد وكانها قد أنهت ما تبقي لها من صبر  وبدأ العرق الصعيدي  يظهر عليها وقالت بعصبية:

-استاذ ماجد حضرتك اعتبرني مستقيلة لو شايف أن مقصرة في حق شغلي لكن حضرتك متكلمنيش  بطريقة دي مش اول مرة حضرتك تجرحني كده وتحسسني بوضعي ومكاني بطريقة غير مباشرة

اجاب صوت خلف ماجد بسخرية :

-امال جناب البرنسيسه تحب نكلمها بأنه طريقة يعني مثلا قبل ما اطلب منك نسكافيه اقوم اضربلك تعظيم سلام ولا اعمل ايه قوللنا بس علي طريقة اللي ممكن نتعامل بيها مع فراشة شغاله في مكتب كله مهندسين

احمر وجه ازهار أكثر لشعورها بالإهانة وكان أحد صفعها علي وجهها

ولكن اوقف ماجد هذة المهزله و جه كلامة الي التي تقف خلفة وقال بغضب:

لارااااااااااااااااااا في ايه ومين سمحلك تخشي في الكلام اصلا؛

غير أن ازهار مش فراشة هنا ازهار هنا زيها زي اي موظف شغال في المكتب كلكم زي بعض هنا وكل واحد بيقوم بشغله 

ثم التفت إلى ازهار وقد لمح دمعة عالقة تهدد بالانهيار تجاوز وكأنه لم يراها وقال يتهكم:

وانتي يا آنسة ازهار اتفضلي علي شغلك و انسي اصلا موضوع الاستقالة حضرتك ماضية معانا عقد وفي شرط جزائي احنا مش بنلعب هنا 

ثم تركهم وخرج وعلامات الغضب علي وجه و شعور غريب داخل قلبه يكادو ينفطر عليها 

فقد تكلم القلب وسكت العقل عن الكلام فتحدث العشق بداخله يعلن الاحتجاج 

نعم إنه العشق يا ساده إذا تحدث اخرس السان عن الكلام 

بدات مشاعر ماجد تتحرك نحوها دون أن يشعر فكانت مشاعره صادقه 

وهي ايضا اول مرة قلبها ينجذب لأحد فاهي الاخري لم يكن حالها افضل منه فقد دق  قلبها لاول مرة 

ولكن شعورها بالإهانة وأنه يتعمد في كل مرة يذكرها 

بوضعها جعل. كرامة النفس تعلوا رغبات القلبو  كبريائها يتغلب علي قلبها 

تعلق ماجد بها يزداد يوما تلو الآخر ولكن ما تخفيه عنه جعله يزاد حرصا وخشي أن يظهر مشاعره اتجاها قبل أن يتأكد ما روأها من حكاية

                 الفصل العاشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات