رواية ما بين العشق والقدر الفصل الثالث والعشرون23 والرابع والعشرون24 بقلم هند صقر


 رواية ما بين العشق والقدر الفصل الثالث والعشرون23 والرابع والعشرون24 بقلم هند صقر


-بت يا ايمان أفتحي الباب يا منيلة

فخرجت ايمان من غرفتها وهي تنفخ بضيق :حاااضر ياماما 

ثم غمغمت بضجر وهي تفتح الباب :أفيش غير نيلة ايمان الواحد كره أسمه أجدعان 

-هانت كلها كام شهر وتدخل عش الزوجية وترتاحي يا مجنونتي

فابتلعت ريقها لتقول بارتبارك :سليم

فابتسم ليقول باستغراب:ايه مالك هو أنا مش معزوم عندكم علي الغدا ولا غلطت في العنوان

فافسحت المجال لتردف بنفي:لاء طبعا أتفضل 

فهز رأسه ليقول باعتراض:توء

فقطبت جبينها لتقول باستغراب :توء ليه 

فابتسم ليقول بمرح:الاول عايز بوسة حلوة

فهدرت به بصدمة:يااااالهوي أنت أتجننت ياسليم... ايه قلة الادب دي

فصاح وهو يكز علي أسنانه بضجر:يابنت المجنونة وطي صوتك..... 

ثم علي حين غرة جذبها مقربا اياها منه ليغمز لها وهو يقول بخفوت عاشق :وبعدين قلة ادب ايه وبتاع ايه... ها...  أنتي نسيتي أني جوزك 

 فرمشت بعينيها باتضطراب وتخضبت وجنتيها بالحمرة القاتمة وحبست أنفاسها من أقترابه الشديد منها وأنفاسه الساخنة التي تلفح وجنتيها  فلم تستطيع تمالك نفسها أكثر من ذلك فانتهز فرصة أنشغاله بالنظر الي عينيها  فتسللت من بين يديه بمهارة لتركض الي الداخل وهي تصيح بقوة :يامامااا يامامااااا

فابتلع ريقه ليردف بعدما جحزت عينيه بصدمة:يامجنونة المجانين 

فاتت والدتها من الداخل وهي تقول بتململ:ايوة يا قسمتي في ايه....

ثم اردفت بابتسامة عند رؤيتها لوجود سليم:اهلا يا سليم أتفصل يابني واقف علي الباب كده ليه...وفين ذينب منزلتش معاك ليه

فنظر سليم نحو ايمان بنظرات أستطاعت فهم معنها قبل أن يقول بتوضيح:لاء ياطنط أنا أنا صليت في الجامع وجيت علي طول وماما هتعمل حاجة وهتنزل كمان شوية متقلقيش

فهزت رأسها بتفهم ثم وكزت ايمان من خصرها وهي تقول بضجر :وانتي يامنيلة واقفة ذي خيال المقاته كده ليه.... مش تتدخلي جوزك وتقدميله حاجة لحد ما ابوكي يرجع ونقدم الغدا

ولكن لا حياة لمن تنادي فقد وقفت ايمان مغيبة تمام  بعدما شاهدت نظرات  سليم نحوها فقطبت والدتها جبينها من هيئتها لتحول نظرها نحو سليم لتهتف بتقرير :ربنا يصبرك يابني والله 
.............................

فتح باب الشقة ليدلف الي الداخل بهدوء ليجد من يرتمي عليه بقوة فارتدى الي الخلف من قوة الدفع ليصيح بابتسامة مزهولة:يامجانين خضتوني 

فأبتعدت  حياة عنه وهي تهتف بتحذير ولوم  :أمجد... أوعي تعمل كده تاني... مش كفاية سبتنا السنين اللي فاتت دي كلها 

بينما أضافت حور بمشاغبة :أيوة ساعتها سنقيم عليك الحد 

فنظر هو الي التي تقف من خلفهم وتتابع الموقف بأعين حزينة فتحرك ليقف امامها فرفعت عينيها  اليه لتقول بعتاب :كده كده تقطع قلبي وتقول أنك يتيم  وأنا روحت فين ها.....  ده أنت روحي والنفس اللي بتنفسه.... ربنا لوحده اللي يعلم السنين اللي كنت فيها في الغربة كنت عاملة اذاي... أنت صحيح مش أبن بطني بس أنت ابن روحي وقلبي والكلام اللي أنا.... 

وضع يده علي فمها ليقول بنفي:شششش.... 

ثم جذبها مجلسا اياها علي الاريكة ليجلس بجوارها ليردف وهو يطالع عينيها بمحبة :خلاص يا أمي مش محتاج تبرير.... أنا عارف أن الموضوع صعب أوي وخصوصا في مجتمع شرقي ذي اللي أحنا عايشين فيه... بس أنا عايز أوضح لك حاجة أنا كنت عايش أكتر من سبع سنين في امريكا وشوفت بنات أشكال وألوان ومن كل الجنسيات وخصوصا العرب اللي معظمهم بمجرد وجودهم في مكان شايفينه أنه متحضر بينسوا قيمهم وتدينهم و بيقلدوا الغرب في صفاتهم الغلط  وبينسوا الصفات الصح اللي مفروض تكون موجودة فينا كمسلمين أو عرب أنا طبعا مبجمعش بس بتكلم بناء عن اللي شفته..... 

فقاطعته فاطمة بنفي :بس يا أمجد... 

فاردف بهدوء محاولا استمالتها:مابسش ياماما.... صدقيني ممكن يكون عندك حق أنه اذاي حصل حب بالسرعة دي بس أنا زيك في الاول أستغربت نفسي وقولت انه مجرد أعجاب.... بس صدقيني  مش بأيدي حاجة عجيبه شدتني ليها مش عارف تفسيرها، ولقتها دايما شاغلة تفكيري.... وأنجذبت ليها أكتر لما سمعت حكايتها من حور وعرفت حاجات كتير عنها شدتني ليها أكثر... واللي ذاد يقيني بيها أني صليت أستخارة أكتر من مرة وكل مرة بتظهر في أحلامي  ودايما حاسس أني ماشي صح.... فأنتي قوليلي أعمل ايه 

فهزت فاطمة رأسها لتقول بتريث:خلاص يا أمجد اللي أنت شايفه صح أعمله أنت مبقتش صغير 

فنظر اليها ليقول بابتسامة :يعني نتكل علي الله خلاص

فأومأت موافقة فارتمي أمجد نحو أحضانها وهو يقول بسعادة :ربنا يحفظك ليا يا أحن قلب في الكون

فربتت علي ظهره بحنان وهي تقول :ويحفظك ليا ويباركلي فيكي ويكتبلك الصالح دايما ياحبيبي 

فصاحت حور بمرح :ياااس.... تعيش مامااا 

بينما ذهبت حياة بعقلها الي البعيد

.............................

اردفت بتحذير :والله هصوت وهقول لبابا عيب كده 

فاردف بصرامة :جربي كده وأعمليها 

همست بخجل وهي تحاول تحرير يدها من قبضته : طب بالله عليك يا سليم سيب ايدي ميصحش كده هيخدوا بالهم

فغمغم باعتراض:تؤ عاجبني... كده نفسي هتتفتح أكتر وأعرف أكل كويس 

-هاه يا حضرة الملازم هتبدء في شقة الزوجية أمتي 

فابتلع سليم الطعام الذي بحلقه ليقول بابتسامة :ياعم العمال شاغلين فوق من الصبح

فنظر اليه بزهول ليقول بعدها بابتسامة :شكلك مستعجل أوي 

فنظر سليم نحو ايمان الجالسة بجوراه ليغز لها بطرف عينه وهو يقول بمشاكسة :اوي أوي يا عمي 

فقهقه جميع الجالسين لتردف شيماء بخبث وهي تطالع أختها :صحيح يا ايمان انتي قاعدة من الصبح كده ومبتكليش ما تمدي ايدك وتأكلي زينا 

فوقع قلبها بين قدميها لتحاول تحرير يديها من قبضته بتوتر فاطبق هو علي كفيها أكثر ليقول وهو يطالع شيماء بغلظة :لاء أصلها عاملة دايت عشان متبقاش تخينية زي ناس 

فنظرت شيماء في طبقها بغيظ  ليردف والدها باذدراء :دايت ايه يا بنتي  هو أنتي ناقصة رفع

فهز سليم رأسه ليقول بوداعة: ما أنا قولتلها كده يا عمي وهي اللي مصرة أعمل ايه 

فصاح بها والدها بتململ :يلا يابنتي كلي بلا دايت بلا بتاع 

فنظرت ايمان الي سليم بنظرات محتقنة وهي تحاول تحرير يدها دون فائدة فضغطت بحذائها علي قدمه وهي تنظر اليه بتشفي ليحرر يديها وهو يتأوه بخفوت  لتردف هي بابتسامة زائفة :معلش يا بابا بس هو كده في اكلات  بتخلي الواحد نفسه تجزع و بيصوم عن الاكل بسببها

فقطب والدها جبينه بعدم فهم ليهز بغدها رأسه بلامبالاة لينشغل في طبقه بينما حدجت هي سليم بنظرات مشتعلة زادت من ابتسامته فأكثر ما أصبح  يحبه هو مشاكستها 

.........................
 
سمع طرق علي باب المنزل فاتجه  لفتحه ليردف بترحاب:أهلا يا بشمهندي أتفضل 

فاردف يحي بأعتذار:أسف لو كنت جيت من غير ميعاد بس أنا أتصلت بحياة أكثر من مرة ولما مرضتش قلقت 

فهز أمجد رأسه ليقول بهدوء :لاء تمام ولا يهمك...  أتفضل لغاية ما أبلغهم بوجودك 

دخل الي الداخل لثواني قبل أنا يردف بثبات أتفضل يا بشمهندس فتقدم يحي نحو الغرفة التي يوجد بها أدم ليقول بابتسامة :ها يا وحش بقيت عامل ايه النهاردة 

فصاح أدم بسعادة:بابا 

فتحرك يحي ليجلس بجواره علي السرير ليجذبه نحو أحضانه وهو يقول بحنان :ايوة يا حبيبي وحشتني يا بطل ها عامل 

فاردف أدم بابتسامة :كويس خالص.... بس مرحتش الحضانة النهاردة..... وطول اليوم قاعد في السرير 

فاردف يحي بتريث:معلش  يا بطل عشان رجلك تخف بسرعة وبعدها هفسحك وأخرجك ذي ما أنت عايز

فصاح أدم بحماس :بجد يا بابا.... يعني حضرتك خلاص مش هيبقي عندك شغل كتير وهتقعد معانا خلاص 

فنظر يحي الي حياة التي نظرت أرضا قبل أن يومأ وهو يقول بتقرير :أن شاء الله يا حبيبي 

ثم عاود النظر الي حياة ليقول بهدوء :صحيح حياة ممكن أتكلم معاكي شوية 

فقطبت جبينها بارتباك ثم نظرت الي والدتها وأمجد فأومأت والدتها لها بالموافقة فأشارت بيدها الي الخارج وهي تقول :تمام أتفضل 

فتحرك الي الخارج وهي من خلفه ليجلس علي الاريكة وهي علي المقعد القريب لتردف باهتمام:ايوة أتفضل 

فنظر الي وجهها لبرهة قبل أن يسأل باقتضاب:نفسي أفهم انتي من أين جبتي أني متجوز ومخلف 

فابتسمت بسخرية لتقول بتبرم  :لو سمحت ما تحاولش تخبي أنا عارفة كل حاجة ومن زمان..... 

فنظر اليه ليقول  بدهشة :أنا مش فاهم أنتي ليه مصره تتحسسني أني وحش أوي كده رغم أنك عارفة اني صريح وعمري ماهنكر حاجة ذي كده لو كانت موجودة 

فأشاحت بوجهها لتقول بنفي:أنا مقولتش غير اللي شايفاه واللي سمعته....   

فاردف بضجر :بردوا مصره...أقسملك بايه أني متجوزشتش ولا حبيت ولا هحب غيرك 

فابتلعت ريقها بصعوبة وتوردت وجنتيها بالحمرة من تصريحه المفاجئ فاردفت بتلجلج :أمال مين البنت اللي شافها أمجد معاك  في المحل  

فاردف بتذكر : دي جودي بنت أختي علياء.....علياء سافرت لجوزها وسايبها معانا

فزاغت عينيها بتشتت لتردف بعدم فهم :يعني دي مش بنتك أنت وياسمين

فصاح بضجر :ياستي قولتلك أني متجوزتش غير..... نفسي أفهم جبتي الكلام ده من أين وأشمعنا ياسمين 

فبرقت عينيها بصدمة وهي تتذكر احداث الماضي لتردف بتخبط:مامتك اللي قالتلي 

فشحب وجه وهو يردد بصدمة :أمي 

ثم وضع يده علي رأسه  بتخبط قبل أن يضيف بتوجس  :حياة أحكيلي كل حاجة حصلت وتعرفيها بتفصيل الممل

الفصل الرابع والعشرون
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-

-بت يا ايمان مالك سرحانة كده ليه يالهوي عليكي 

فاردفت ايمان بشرود :مش عارفة يا حور حاسة أني بحلم وطايرة لفوق كده 

فاردفت حور باستهجان:طب حاسبي ياختي لتقعي علي الزعزوعة ومنعرفش نعدلك

فضحكت ايمان بتهمك لتقول بملل :ههههه خفة يابت

فهدرت حور باستنكار : أصلك عيشالي  فيها دور المتيمة....  الله يرحم ما كانت جنازة...وأنا خايفة يا حور أانا مش عارفة ايه يا حور.... 

فاردفت ايمان بتبرم :ما أنتي ما شفيش سليم زمان وسليم دلوقتي ده أنا هتجنن 

فهتفت حور باستغراب :هتتجنني.... ياماما أنتي مجنونة خلقة هتتجنني أكتر من كده ايه تاني.... .بس ايه حكاية سليم زمان وسليم دلوقتي ده ايه اللي أختلف

فمطت شفتيها لتقول بشرود:سليم زمان كان تقيل كده وما بيعبرنيش وكنت بحس أنه مش طايقني 

فصاحت حور باهتمام:ودلوقتي 

فاردفت ايمان بتبرم :دلوقتي.... دلوقتي عايز بوليس الادب

فقهقهت حور عاليا لتقول باستمتاع :ليه بيعمل ايه ها.... قولي يابت ده أنا صحبتك حتي

فوكزتها ايمان في خسرها لتقول بغلظة :أهدي ياختي مفيش حاجة.... ده لو فكر بس ألم عليه أمة لا الله الا الله هو فاكرها سايبة ولا سايبة... قال اديه بوسة قال 

فهزت حور رأسها لتقول بتهكم :لاء عيب عليه بصراحة... اذاي يقولك حاجة ذي كده 

فلوت شفتيها لتقول بتقرير :اه شوفتي.... بس علي مين... 

فاردفت حور باستفسار :أنتو هتتجوزوا أمتي صحيح 

فهدرت ايمان بضجر :لما يخلص الشقة..... تصوري بدء فيها من تاني يوم كتب الكتاب.....هو صحيح لازم يبقي لينا أوضة مشتركة أصلي بحب يبقي ليا أوضة لوحدي ومبحبش أنام مع حد 

فنظرت اليها حور برفعة حاجب وهي تقول ببلاهة:نعم

فمطت ايمان شفتيها لتقول بضجر :هو أنا قولت حاجة غلط

فهزت حور رأسها لتقول بنفي :لاء أبدا..... بصي ربنا يصبره

فصاحت ايمان بامتعاض :ليه يعني هو أنتي وأمي هتبقوا عليا ده يحمد ربنا أصلا أني هقعد معاه في نفس الشقة

فلوت حور شفتيها لتقول باسبهلال :وأنا اللي كنت فكراكي ناصحة..... بقولك أيه يلا نروح عشان هحود علي نجلاء وأنا مروحة أشوفها مجتش ليه النهاردة 

فهزت ايمان رأسها لتقول بهدوء :ماشي يلا و ابقي سلميلي عليها.... مش هعرف اجي معاكي عشان يادوبك هروح ألحق أنام شوية  قبل مايستلمني تليفونات 

ثم تابعت بتفكير :ولا لأقولك أنا هقفل التلفون قبل ما أنام أحسن 

فدفعتها حور وهي تقول بضجر :طب يلا أتحركي قدامي يا أذكي أخواتك..... وربنا يكون في عونه 

.............................
دخل الي شقته بملامح تنبأ بانفجار وشيك منذ يوم كامل وهو خارج المنزل لا يعلم ما يجب عليه فعله بعدما سمع هذا الكم من الحقائق التي ما كان يصدقها يوما.... بحث بعينها في أرجاء المكان بدون فائده فهتف بصوت جهوري :مامااا يااا
 مااااماااا

فخرجت من غرفتها وهي تردف بضجر :ايه يا يحي بتزعق كده ليه 

فاقترب منها ليحدجها بنظرات قوية وهو يقول بألم:أنا بجد مش عارف أقولك ايه...

فعقدت مابين حاجبيها لتقول بعدم فهم:هو في ايه بالضبط... 

فصاح هو بجزع :عمري ماكنت أتخيل أن كرهك لحياة اللي بالنسبالي ملوش سبب أصلا يخليكي تعملي فيا كده..... ليه... ليه تلأذيني بالشكل القاسي ده.... ده انا لحتي أبنك الوحيد 

فجحظت عينيها بصدمة لتردف باستفسار متوجس:قصدك ايه 

فهدر باذدراء :قصدي أنتي عارفاه كويس..... الخطة اللي عملتيها  صح وقدرتي تفرقي بيني وبين حياة وخلتيني أطلقها.... علي فكرة أنا عرفت بالموضوع ده بالصدفة سمعتك وأنت بتتكلمي مع ياسمين 

فلاش باك 

رجع من شغله مبكرا فتحرك بتجاه غرفته برتابه ولكن لفت نظره الاصوات الاتية من غرفة والدته وخصوصا أن بابها نصف مغلق فوقف مكانه وكاد أن ينادي عليها الا أن أستوقفه 

-ياخالتي امتي هيجي يحي ويتقدملي بقي أنا بقالي سنين مستنية 

فوكزتها في كتفها وهي تقول بضجر :يابت قولتلك أصتبري علي رزقك شوية وبعدين سنين ايه اللي استنتيها انتي ناسية انك كنتي متجوزة من سنتين 

فاردفت ياسمين باذدراء :اه ده بعد ما سافر وسابني... وكنت فقدت الامل في انه  يفكر فيا وأنتي دايما كنتي بتوعديني وفي الاخر مفيش 

فاردف قائلة بلؤم :يابت أمال مين كان السبب في طلاق المشدوب أسمها حياة من يحي أمال أنا عملت كل ده ليه مش عشان أطلقه منها وأجوزهولك 

فاردفت ياسمين باعتراض:لاء أنتي عملتي كده عشان مكنتيش بتحبيها 

فشردت وهي تقول بامتعاض :صحيح مكنتش بحبها...... بس ده ميمنعش أني عملت كده عشانك بردوا وعشان انتي اللي تكوني مرات  ابني 

فابتسمت ياسمين باتساع وهي تقول بحماس :الا صحيح يا خالتي انتي محكتليش  قدرتي اذاي تقنعي يحي انه يطلقها ده كان ماسك فيها بايده واسنانه ولا كأنها ايه... 

ابتسمت ياسمين باتساع وهي تقول بحماس :الا صحيح يا خالتي انتي محكتليش  قدرتي اذاي تقنعي يحي انه يطلقها ده كان ماسك فيها بايده واسنانه ولا كأنها ايه... 

فرفعت كتفيها لتقول ببرود :ولا أي حاجة أستغليت فرصة المشكلة اللي كانت بنهم وأنها عند امها ؛فمثلت اني هروح أصلحها، وطبعا لم روحت عندها شعللت الجو وعرفتها انها مش فارقة معاه وانه زهق من خناقهم وبيفكر انه يطلقها ولم روحت قلت له نفس الكلام ده غير اني عيطت وقلتله انها هزقتني وطردتني.... بس فتاني يوم بعتلها ورقة طلقها وارتحنا منها

فبرقت عيني ياسمين بصدمة لتقول بزهول :سم ياخالتي بس هو اذاي صدق انها ممكن تعمل كده وطلقها بسرعة كده من غير ما يتأكد

فالتوي زاوية شفتيها لتقول بغموض:رسالة

فاردفت ياسمين باهتمام :رسالة ايه

فابتسمت قائلة بخبث:لما كنت عندها استغليت انشغالها وبعت رسالة من تلفونها ليه ومسحتها بعدها وطبعا الرسالة اللي بتأكد كلامي وصلت قبل ما اروح وأكمل المهمة 

فجحظت عينيها لتصيح بانبهار:يالهوي عليكي يا خالتي ده أنتي يتخاف منك... 

باك

-ايه كنتي فكراني مش هعرف.... عمر الكدب مابيستخبي ومسيره يوم بيتكشف

فنظرت اليه برعب حقيقي لتحاول امساك يده لتردف محاولة استمالته:يحي حبيبي أنا

فازاح يديها عنه ببردود ليقول بعدها بأسف:أنا كان ممكن أسامحك عن الموضوع ده رغم أنك عارفة أن كنت بتعذب اذاي ببعدي عن حياة... رغم أنك وجعتيني وخربتي بيتي... رغم أنك كرهتي فيا أكثر أنسانة أنا حبتها.... 

فقاطعته قائلة بتلجلج :يحي أنا....

فهز رأسه ليتابع بنفي :خلاص أنا مش عايز أسمع تبرير عن الموضوع ده.... أنا عارف أنك من الاول مكنتيش موافقة علي جوازي من حياة... وده بردوا مايعتبرش دافع للي عمتيه بس اللي أنا مش قادر أصدقه ولا أفهمه أنك أذاي قدرتي تخبي عني وجود أدم....اذااااي ردي عليااا...

فزاغت نظراتها لتنزل دموعها بصمت فقد كشفت كل أسراها اليوم ولا مجال للنفي أو التهرب 

نظر الي دموعها بضيق ليتحرك  ذهابا وايابا وصدره يعلو ويهبط من الغضب قبل أن يتوقف أمامها مرة اخري ليقول بوجع:يعني مكفكيش كل اللي عملتيه كله لاء بتخبي وجود ابني عني رغم معرفتك بوجوده... لاء وكمان مبتسأليش عنه ولا كأنه موجود..... ده ابني يا أمي حفيدك.... 

ثم تابع بتذكر :واتريني لما جبت شهادة ميلاده استغربت لما الموظف قالي أن شهادة الميلاد مبتتعملش غير بوجود الاب أو حد من عيلته... طلعتي أنتي.... أنتي يا أمي... بجد أنا مش قادر أصدقك بجد مش قادر 

فانتحب بقوة لتجذب يده نحوها وهي تقول برجاء :يحي أرجوك أسمعني حياة مكانتش الشخص اللي يستاهلك أنا عملت كل ده لمصلحتك... أنا... 

فنفض يده عنها لقول بوهن وهو  يهز رأسه بعدم تصديق:بجد أنا مش عارف أقول ايه... المشكلة الاكبر انك أمي فده معجزني وتعبني أكتر بس عشان ربنا وصلت الرحم اي حاجة تحتاجيها هتكون موجودة.... بس وجودي معاكي بعد كده في بيت واحد مش هقدر عليه علي الاقل دلوقتي... 

قال كلمته الاخيرة قبل أن يندفع الي الخارج كما دخل بقلب مكسور وعقل مشتت بينما جلست هي أرضا لتبكي بعنف فلم تكن تتوقع يوما أن تصل بها الامور الي هنا وأنا تنقلب اللعبة عليها بهذا الشكل ولكن من فينا يعلم متي تنقلب الادوار فمهما حاربت يا بن ادم للشر لا بد أن تظهر الحقيقة يوما 

............................... . 

سمع طرق علي باب المنزل فهرول مسرعا لفتحه ليصيح بحماس :ها يا حور عملتي ايه 

فازاحته من أمامها لتدلف الي الداخل وهي تقول بتعب:ياعم أستهدي أرتاح 

فارذف وهو يطالعها بتململ :أخلصي يا حور 

فجلست علي الاريكة لتضع قدم فوق الاخري وهي تقول بترفع:هاتلي الاول كباية ماية أو عصير اللي يجي في أيدك ويا حبذا بقي لو في ساندوتش حلوة كده اثنين ثلاثة ميضرش بردوا 

فضرب أرجله بقدمه وهو يقول بنفاذ صبر :حور أخلصي عملتي ايه

فنفخت بملل لتعتدل في جلستها قائلة بهدوء :أفيش نجلاء أصلا مجتش الكلية النهاردة

فضربها علي رأسها ليقول باذدراء :ياشيخة وتعباني من الصبح وعملاه تتأنعري عليا... 

ثم جلس بجوارها ليدفعها من ظهرها وهو يقول بملل :يلا أنجري أقومي يلا ذكريلك كلمتين ينفعوكي 

فحكت رأسها وهي تقول بتوعد :بقي كده

فهز رأسه ليقول بلامبالاة :اه كده.... يلا روحي أنا أخوكي الكبير ولازم تسمعي كلامي

فأنتصبت واقفة لتهدر ببرود :خلاص قشطة... بس علي فكرة نجلاء مجتش النهاردة الكلية بس أنا روحتلها البيت 

وكادت أن تتحرك الي أنه أندفع ليجذبها من معصمها وهو يقول بلطف :حوحو حبيبتي.... أنتي طبعا عارفة أنك في الحتة الشمال..... يلا بقي تعالي أقعدي كده وأحكيلي قولتلها ايه وقالتلك ايه 

فلوت شفتيها لتقول باستهجان :والله دلوقتي بقيت حوحو حبيتك ثم أنا أصلا مبحبش حوحو ده متقلهوش تاني

فأومأ ليقول بامتثال:تمام يلا أحكي بقي

فألتمعت عينيها بخبث لتردف :ماشي بس أيدك بقي علي ميايه 

فقطب جبينه قائلا بصدمة :نعم 

فهزت رأسها لتقول ببرود :فعلا أنا أستغلالية جدا.... ومن الاخر يا المية جندي لاما بقي مش هيتفتح النهاردة ولا بعدين

فزفرت بضجر ليمد يده في جيب بنطاله ليدفع اليها المال وهو يقول بحنق:خدي حار ونار.....

فتناولت المال منه وهي تردف بتحذير :ها مسمعتش 

فوضع يده علي فمه ليقول بملل :خلاص أتكتمت وأنتي خدتي الفلوس يلا أحكي 

فجلست بجواره لتقول بهدوء :بص يا سيدي 

فلاش باك 
 

ففتحت أمال الباب لتقول بترحاب:أهلا يا بنتي أتفضلي 

فأومأت حور لتدلف الي الداخل وهي تقول باستفسار :نجلاء جوه يا طنط 

فاجابتها أمال مؤكدة:ايوة جوه في أوضتها ادخللها 

فتحركت حور نحو غرفة صديقتها لتفتح الباب بهدوء لتجد صديقتها جالسة علي مكتبها ولم تدرك وجودها فتحركت بخطوات حذرة  لتقف خلفها  وتشاهد ما تفعله قبل أن تهتف باذدراء :مجتيش ليه يا هانم النهاردة 

فوضعت نجلاء الكتاب الي بيدها جنبا لتنظر الي حور وهي تقول بخضة:حور خضتيني

فجذبتها حور من ذراعها وهي تقول بحزم :تعالي عايزاكي في موضوع مهمز... 

فاردفت نجلاء باستغراب:طب براحة موضوع ايه المهم للدرجة دي 

فجلستها حور علي السرير لتجلس بجوارها لتردف بهدوء :بصي ياستي أنا هقولك علي حاجة بس توعديني تسمعيني للاخر وتفكري كويس فيه

فعقدت نجلاء مابين حاجبيها لتقول بعدم فهم :موضوع ايه ده قلقتيني 

فاردفت حور ببراءة :لاء كل خير أنا جايبك عريس بس

فجحذت عيني نجلاء لتصيح بدهشة :نعم.... عرييس

فابتسمت حور لتردف بهدوء :ايوة عريس مالك مستغربة كده ليه

فمطت نجلاء شفتيها لتجيبها باذدراء :أنتي عارفة أنتي بتتكلمي علي ايه يا حور 

فأومأت حور  لتنظر الي عينيها وهي تقول بصلابة:ايوة عارفة.... ذي ما أنا عارفة أنك لازم تعيشي حياتك وتبدئي من أول وجديد.... ومتعلقيش نفسك بماضي مش هيديكي علي وجع

فهزت نجلاء أكتافها وهي تقول بألم:لاء ياحور خلاص مش هقدر علي تجربة تاني خلاص أنا خدت نصيبي 

فوبختها حور وهي تطالعها بغضب :تبقي عبيطة لما تفكري كده أنتي لسه صغيرة دلوقتي ممكن تقولي كده بس بعدين الحال هيختلف لما متلاقيش ليكي سند ولم ماتلقيش حد يكون جنبك وقت فرحك يكون معاكي ووقت حزنك يقف جنبك شخص تحكيله مشاكلك وتتتحامي فيه شخص يكون معاكي وليكي أكيد في الوقت ده هتقولي يارتني 

فنظرت اليها نجلاء باستغراب :أنتي اللي بتقولي كده.....

فالتوي ثغرها بابتسامة جانبية لتقول بهدوء :يمكن... بس العريس يستاهل بجد أنك تفكري في الموضوع

فتنهدت بعمق لتردف بشرود :الموضوع صعب يا حور خصوصا دلوقتي 

فاردفت حور بتريث:صعب لانك شيفاه صعب يا نجلاء فكري في كلامي كويس.... وبعدين مش أنتي اللي قولتيلي نفسك كنتي تكوني أم

فرددت نجلاء بشرود:أم 

فهزت حور رأسها لتقول برزانة :أيوة أم.... وليه لاء.... وأدي الفرصة قدامك ليها تضيعها..... ليه لما الدنيا تضحك أنتي تقشري في وشها ومترضيش بالفرحة.... فكري كويس يا نجلاء عشان مترجعيش تقولي يارتني وساعتها هيكون الاوان فات  وصدقيني العريس يستاهل وأنا واثقة أنه بيحبك من قلبه وهيسعدك علي قد ما يقدر 

تسألت نجلاء باستهجان :مين ده يا حور مين اللي وافق بالزواج بواحدة مطلقةو.... 

فأمسكت حور بيدها لتقول باعتراض:متقوليش علي نفسك كده أنتي عارفة أنتي ايه بالضبط ويابخته اللي هاتكوني من نصيبه... بس بردوا أرجع وأقول العريس بردوا يستاهلك 

فاردفت نجلاء بتساؤل :مين ياحور 

فاردفت حور بجدية:لما توفقي علي المبدأ الاول

فاردفت نجلاء بهدوء :هفكر بس قوليلي أنا أعرف العريس

فابتسمت حور لتقول بلؤم:عز المعرفة كمان 

فنظرت اليها لتقول باهتمام:مين ده ياحور

فردت حور وهي تطالعها بترقب:أمجد

فعقدت نجلاء مابين حاجبيها لتقول بتشتت:أمجد مين

فاجابتها حور بابتسامة عذبة :أمجد أخويا

باك

فنظر اليها أمجد ليقول بترقب:يعني مفهمتش ردها ايه 

فاعتدلت حور في جلستها لتقول بهدوء :بص يا كوتش هو الموضوع كان غريب شوية عليها.... أنت عارف أنكم مفيش تتشات كتير مابنكم....وأنا عملت اللي عليا أتقلقش الباقي بقي عليك لازم أنت اللي تثبتلها أنك بتحبها ومتمسك بيها...

فقطب جبينه ليقول بتشتت:اذاي

فنظرت اليه بنظرة ذات معني وهي تقول بلؤم :بذمتك أنا اللي هقولك بردوا.... عيب عليك يا كوتش 

فابتسم بشرود ليقول بغموض:خلاص وصلت.... 

يتبع 

               الفصل الخامس والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات