
رواية عهد الغرام الجزء الثالث3 اسيرة في مملكة عشقه بقلم سيليا البحيري
رواية عهد الغرام الجزء الثالث3 اسيرة في مملكة عشقه الفصل الخامس5 بقلم سيليا البحيري
في غرفة العمليات في مستشفى في دمشق. الجو متوتر جدًا، صوت أجهزة التنفس وأجهزة مراقبة القلب مليان المكان. غزل نايمة على السرير، وقلبها وقف. الفريق الطبي بيشتغل بكل طاقتهم عشان ينقذوها، والدكتور سامر ماسك المسؤولية.
دكتور سامر (بصوت حازم وهو بيبص لفريقه):
"قلبها وقف! الكل يركز معايا. جهزوا جهاز الصدمات بسرعة!"
الممرضة (بسرعة):
"الجهاز جاهز، دكتور!"
دكتور سامر (بياخد الجهاز ويحطه على صدر غزل):
"اشحن 200... صدمة دلوقتي!"
جسم غزل يهتز شوية مع الصدمة، لكن الجهاز ما بيظهرش أي استجابة. التوتر بيعلى أكتر
دكتور سامر (بصوت أكتر حدة):
"مفيش استجابة! اشحن 300... تاني!"
يحاول مرة كمان، لكن مفيش فايدة. ياخد نفس عميق ويتكلم بحزم:
"مش هسيبها كده! حد يجيبلي إبرة الأدرينالين حالًا!"
الممرضة بتديه الإبرة، يحقنها بسرعة ويبدأ يعمل مساج يدوي بقوة وعزم
دكتور سامر (وهو بيضغط على صدرها):
"فوقي يا غزل... ارجعي لنا. إنتِ قوية، ما تستسلميش دلوقتي. عايز أشوف نبض!"
الفريق الطبي واقف في قلق، والوقت بيعدي ببطء شديد. فجأة، صوت ضعيف لجهاز القلب يظهر، أول نبضة بعد التوقف
الممرضة (باندهش):
"دكتور! في نبض! ضعيف، لكنه موجود!"
دكتور سامر (وهو بيتنفس بصعوبة لكن عينه مليانة أمل):
"الحمد لله! كملوا المراقبة... لازم نثبت حالتها حالًا."
الفريق الطبي يبدأ يتحرك بسرعة لتأمين الأجهزة ومتابعة حالتها. دكتور سامر يقف للحظة جنب السرير ويبص لوش غزل، وبعدين يهمس:
"إنتِ معجزة حقيقية يا بنتي. حاربتِ لآخر لحظة، وأنا واثق إنك هترجعي أقوى."
*********************
في فيلا عائلة الشرقاوي في مصر، الجميع متجمع في الصالة الرئيسية. الجو متوتر، وعيون الجميع مليانة قلق وحيرة. ميار، والدة غزل، قاعدة جنب زوجها سليم وبتحاول تمسك أعصابها، لكنها باينة عليها الانهيار. زين، عم غزل، قاعد قريب من التليفون، منتظر المكالمة من الدكتور سامر. فجأة، التليفون يرن. الكل بيبص لزين.
زين (بصوت متوتر وهو بيرد):
"ألو؟ دكتور سامر؟"
دكتور سامر (من الناحية التانية):
"أيوة، أستاذ زين. أنا سامر. عندي خبر يهمكم."
زين (وهو واقف بسرعة، صوته مليان قلق):
"خير يا دكتور؟ بنتنا عاملة إيه؟"
دكتور سامر (بهدوء رغم الموقف):
"كانت حالة غزل حرجة جدًا. قلبها وقف، واضطرينا نتدخل بسرعة. الحمد لله، قدرنا نرجع النبض وهي دلوقتي مستقرة، بس محتاجة تفضل تحت الملاحظة."
زين (بصوت فيه مزيج من الصدمة والفرحة):
"إيه؟! يعني قلبها وقف؟ هي كويسة دلوقتي؟ نجت؟!"
دكتور سامر:
"أيوة، قدرنا ننقذها. كانت معجزة بصراحة. هي قوية جدًا."
زين (بابتسامة وهو بيلتفت للعائلة):
"الحمد لله... الحمد لله! غزل بخير! الدكتور سامر بيقول إنها نجت!"
ميار، والدة غزل، بتقوم فجأة وهي بتبكي بصوت عالي:
"بنتي بخير؟ يعني لسة عايشة؟!"
زين (بيهز رأسه):
"أيوة، دكتور سامر بيقول قلبها وقف، لكنهم قدروا يرجعوها. الحمد لله، يا ميار."
ميار بتنهار من البكاء، وسليم بيحاول يواسيها. الأطفال الصغيرين، أدهم ومازن وحور، بيتجمعوا حوالين جدتهم صفاء اللي بتبكي هي كمان. العائلة كلها بتبدأ تعبر عن فرحتها
سليم (بصوت متماسك بصعوبة):
"قل للدكتور... قل له شكراً. شكراً إنه أنقذ بنتي."
زين (على التليفون):
"دكتور سامر، شكراً جدًا ليكم ولكل الفريق الطبي. أنقذتم حياتها... ربنا يجازيكم كل خير."
دكتور سامر:
"مافيش داعي للشكر، أستاذ زين. دي مسؤوليتنا. بس حابب أطمنكم إنها محتاجة ترتاح ونتابع حالتها عن قرب. لو فيه أي حاجة جديدة، هبلغكم فوراً."
زين:
"طبعاً، هنفضل على تواصل. شكراً مرة تانية يا دكتور."
زين يقفل التليفون وبيبص للعائلة وهو مبتسم لأول مرة من ساعة ما عرفوا بخبر القصف
زين:
"الحمد لله، يا جماعة. غزل رجعت لنا. ربنا كتب لها عمر جديد."
صفاء (الجدة، بصوت مليان فرحة ودموع):
"الحمد لله، يا رب. بنتنا قوية... كنت حاسة إنها هترجع لنا."
(ميار بتقع في حضن سليم وهي بتبكي):
"كنت عارفة إن ربنا مش هيخذلني. بنتي هترجع لنا."
سليم (وهو بيحاول يسيطر على دموعه):
"غزل قوية... وهنفضل جنبها لحد ما ترجع أحسن من الأول."
الأطفال بيبدأوا يهتفوا باسم غزل بفرحة، والجد نادر بيحمد ربنا بصوت مسموع، والعائلة كلها بتتجمع حوالين ميار وسليم عشان يواسوهم ويفرحوا بسلامة غزل
يرن هاتف زين من جديد و كان الدكتور سامر ،
سامر (من الطرف الآخر):
"الحمد لله، غزل حالتها مستقرة دلوقتي، لكن لسه محتاجة رعاية مكثفة. فكرنا في نقلها لمصر، بس ده محتاج تجهيزات كبيرة وطائرة طبية."
زين (بتنفس عميق، وهو يحاول السيطرة على مشاعره):
"طائرة طبية؟ ماشي، ده ممكن يتوفر. بس حالة غزل تتحمل النقل؟"
سامر:
"بالإمكانيات المناسبة والفريق الطبي المجهز، النقل ممكن يتم بأمان. بس لازم نتأكد إن كل حاجة متوفرة."
زين (بنبرة حاسمة):
"سيب الموضوع ده عليا. هنتصرف ونوفر الطائرة والمعدات المطلوبة. أهم حاجة إنها تكون في أمان."
سامر:
"أنا هبعت لك تفاصيل الحالة ومتطلباتها حالاً، ونتابع أول بأول."
زين:
"ماشي، شكراً يا دكتور. خلينا على تواصل."
زين يغلق الهاتف وينظر إلى الجميع، الذين ينتظرون بفارغ الصبر سماع الأخبار
سليم (بلهفة):
"إيه يا زين؟ طمني، بنتي كويسة؟"
زين (بحزم):
"الحمد لله، حالتها مستقرة، لكن لازم ننقلها لمصر بأسرع وقت. سامر قال إن ده ممكن، بس محتاج طائرة طبية مجهزة بالكامل وفريق طبي مختص."
نادر (الجد الأكبر، بصوت هادئ لكن حاسم):
"هنوفر كل حاجة. دي غزل، حفيدتي. أنا شخصياً هتكفل بأي حاجة مطلوبة."
صفاء (الجدة، وهي تربت على كتف ميار):
"اهدي يا ميار، غزل هترجع لنا بالسلامة. ربنا كبير."
ميار (تبكي وهي تمسك يد سليم):
"لازم ترجعلي يا سليم، مش قادرة أستنى أكتر من كده."
سليم (بحزم):
"غزل هترجع، يا ميار. أنا مش هرتاح غير لما أشوفها قدامي."
زين (بصوت جاد):
"هكلم الشركات اللي بتوفر الطائرات الطبية دلوقتي، ونجهز كل حاجة. لازم نتحرك بسرعة."
أدهم ومازن، إخوة غزل الصغار، يقتربان من ميار ويحاولان تهدئتها، بينما حور الصغيرة تحتضنها وتقول بصوت طفولي:
"ماما، غزل هترجع، صح؟"
ميار (تحتضن حور وتبكي):
"هترجع يا حبيبتي، أكيد هترجع."
الجميع يبدأ في التحرك، كل واحد يحاول المساعدة بأي طريقة. زين يجري اتصالاته، وسليم يناقش الترتيبات مع نادر، في حين ميار ، تنظر نحو السماء وتتمتم بالدعاء
الجميع لا يزالون متجمعين في الصالة الكبيرة. زين أنهى مكالمته مع الطبيب سامر، وبدأ في تجهيز ترتيبات نقل غزل إلى مصر. الجو مشحون بالتوتر، وفجأة يقاطع الحديث سليم الابن، ابن زين، وهو يقف فجأة، متوترًا ووجهه يعبر عن خليط من الغيرة والخوف على غزل.
سليم الابن (بنبرة حادة وهو يوجه كلامه لوالده زين):
"أنا مش فاهم! ليه لازم نستنى ترتيبات الطيران والموافقات وكل الكلام ده؟ غزل محتاجة ترجع دلوقتي، أي تأخير خطر عليها!"
زين (يلتفت إليه بهدوء محاولًا تهدئته):
"سليم، الموضوع مش بالسهولة دي. نقل حالة زي غزل محتاج تجهيزات طبية معينة. لو استعجلنا، ممكن نضرها بدل ما ننقذها."
سليم الابن (بانفعال):
"مافيش وقت للمخاطرة! إحنا عيلة غنية، نقدر نوفر اللي ناقص، ليه بنتحرك بالبطء ده؟ لو الموضوع ده يخص حد تاني، كنّا هنتصرف بالشكل ده؟"
سليم الأب (بنبرة صارمة وهو يقف):
"سليم! كفاية. إحنا بنعمل كل اللي نقدر عليه. محدش أكتر مني عايز يشوف بنتي قدامي دلوقتي، لكن التهور مش هيحل حاجة!"
سليم الابن (بصوت يرتجف قليلاً، وهو يحاول السيطرة على نفسه):
"أنا... أنا بس خايف عليها. غزل مش أي حد. هي تستاهل أكتر من كده."
ميار (التي توقفت عن البكاء للحظة، تلتفت إلى سليم الابن):
"سليم، حبيبي، كلنا خايفين على غزل. هي بنتي، وروحي فيها، لكن لازم نتصرف بعقل. لو استعجلنا، ممكن نفقدها."
سليم الابن (يخفض نظره، وصوته يصبح أهدأ لكنه لا يزال غاضبًا):
"بس إحنا كل دقيقة بنضيعها، بتكون هي في خطر. أنا مش قادر أتحمل فكرة إنها هناك لوحدها."
زين (يضع يده على كتف ابنه):
"عارف إنك بتفكر فيها وبتحبها، وده واضح من كلامك. لكن الحب مش معناه التهور. غزل محتاجة إننا نتصرف بحكمة. اسمع، أنا هفضل متابع كل التفاصيل بنفسي، وأوعدك هنرجّعها بأسرع وقت ممكن."
سليم الأب (يتدخل بحزم، محاولاً إنهاء النقاش):
"زين عنده حق، وأي خطوة هنتخذها هتكون لصالح غزل وبس. وسليم، لو عندك أي طريقة تساعدنا بيها عملياً، بدل الكلام، دلوقتي هو وقتها."
سليم الابن (يتنفس بعمق ويحاول تهدئة نفسه):
"ماشي... سامحوني لو كنت عصبي. أنا بس... مش قادر أتحمل فكرة إنها بتعاني هناك."
ميار (بحنان، تمسك بيد سليم الابن):
"غزل قوية يا سليم. هتعدي الأزمة دي وهترجع لنا. إحنا بس محتاجين نصبر وندعي."
الجميع يهدأ قليلاً، بينما يستأنف زين إجراء اتصالاته، وسليم الابن يجلس في زاوية الصالة، يفكر بصمت وقلق واضح على وجهه
********************
في النادي الرياضي، وقت العصر. الشمس مائلة نحو الغروب، وغيث يقف أمام جهاز الجري، يحاول التمرن لكنه شارد الذهن تمامًا. عيناه تلمعان، وفي ذهنه صورة غزل التي رآها على شاشة التلفاز. فجأة، يتوقف عن التمرين، يلتقط منشفة ويمسح عرقه، ثم يجلس على أحد المقاعد القريبة، يخرج هاتفه ويبدأ في البحث عن أخبارها مجددًا.
صديقه سامح (يقترب منه وهو يضع حقيبته على كتفه):
"إيه يا غيث؟ شكلك مش هنا النهارده. مالك؟"
غيث (يبتسم بخفة وهو ينظر إلى الشاشة):
"لا، مفيش حاجة... بس كنت بتابع خبر مهم."
سامح (يجلس بجانبه وينظر للشاشة):
"أوه... الصحفية دي؟ اللي كانوا بيقولوا إنها اتصابت في سوريا؟ دي شكلها شجاعة بزيادة، البنات دول مبيخافوش من حاجة!"
غيث (بصوت هادئ وفيه إعجاب واضح):
"مش بس شجاعة... دي مختلفة. شفتها في التقرير... كانت بتتكلم عن اللي بيحصل هناك كأنها مش خايفة من الموت. عينيها مليانة حياة، رغم كل الخطر حواليها."
سامح (يضحك بخفة وهو يضربه على كتفه):
"إيه يا غيث؟ وقعت في الحب من أول تقرير ولا إيه؟"
غيث (بابتسامة باهتة وهو يعيد الهاتف لجيبه):
"مش عارف، بس حاسس إن في حاجة في قلبها مختلفة... مش زي أي حد تاني."
سامح (ينظر له بجدية مفاجئة):
"بس يا صاحبي، دي عيلة كبيرة وثرية، وحياتها بعيدة عن حياتنا تمامًا. متنساش ده."
غيث (بصوت ثابت):
"عارف، بس الحب مش بيعرف حدود. يمكن مقدرش أعمل حاجة، لكن على الأقل... نفسي أعرف إنها كويسة. مش أكتر."
سامح (يهز رأسه وهو ينهض):
"ماشي يا شاعر، المهم ما تنساش تركز في حياتك. الحب من بعيد لبعيد مش هيجيب غير التعب."
غيث (يبتسم بخفة وهو ينظر للأفق):
"التعب أهون من إني أكون زي أي حد عادي في حياتها. حتى لو مجرد فكرة، كفاية إنها خلتني أحس إن في أمل لحاجة حقيقية."
سامح يهز رأسه وهو يغادر، بينما غيث يظل جالسًا في مكانه، شاردًا، يفكر في غزل ويتمنى أن تصل إليه أخبار جيدة عنها قريبًا
*********************
في اليوم التالي ،
الطائرة الخاصة تهبط ببطء على المدرج. الجميع يقفون على أحرّ من الجمر في قاعة الاستقبال الخاصة، حيث تم تخصيص فريق طبي لنقل غزل مباشرة إلى مستشفى مجهز لاستكمال علاجها. العائلة بأكملها كانت متجمعة، تتملكهم مشاعر مختلطة من القلق والخوف.
صفاء (الجدة):
"ربنا يستر عليها يا عادل، قلبي مش متحمل أشوفها كده."
عادل (الجد):
"إن شاء الله تكون بخير، يا صفاء. ربنا كبير."
ميار (الأم، ترتجف ودموعها لا تتوقف):
"مش عارفة ليه حاسة إن الوقت بيمشي ببطء... عايزة أشوفها دلوقتي!"
سليم (الأب، يحاول تهدئة ميار رغم قلقه الواضح):
"اطمني يا ميار، الطاقم الطبي جهز لها كل حاجة. غزل بنتك قوية، مش هتستسلم."
أصوات خطوات سريعة تُسمع مع فتح الباب، يدخل فريق الطوارئ الطبي يدفع نقالة تحمل غزل المتصلة بأجهزة طبية
ميار (تندفع نحو النقالة وهي تصيح):
"غزل! يا حبيبتي!"
زين (عمها الأول، يمسك ميار بلطف ليهدئها):
"هدي أعصابك، ميار. خليهم يشوفوا شغلهم الأول."
أدهم (شقيقها الأصغر، يمسك بيد والدته ويحاول مواساتها بصوت مختنق):
"ماما، غزل هتصحى وتبقى كويسة... صح يا بابا؟"
سليم (بصوت هادئ ولكن مفعم بالقلق):
"أكيد يا أدهم. غزل بنتي قوية."
سليم الابن، ابن زين، ينظر إلى غزل بعيون مليئة بالحزن والغيرة المكبوتة. يخطو خطوة نحو النقالة لكنه يتوقف عندما يرى والدته تقى تمسك بذراعه برفق
تقى:
"سليم، خليهم ينقلوها للمستشفى الأول، وبعدها نبقى نشوفها."
سليم الابن (بصوت منخفض):
"كان نفسي أكون معاها هناك، أحميها..."
نادر (الجد الأكبر، يتقدم ببطء لكنه بوجه مطمئن):
"محدش يقدر يحميها غير ربنا، يا سليم. تعالوا نركز دلوقتي إنها تتعافى."
يبدأ الفريق الطبي في دفع النقالة نحو سيارة الإسعاف الخاصة، وميار تصر على مرافقتهم، لكن سليم يمنعها
سليم (بحزم):
"ميار، هدي أعصابك وخليهم يشتغلوا. إحنا هنروح المستشفى وهنكون جنبها طول الوقت."
ميار (تبكي):
"دي بنتي، سليم... مش قادرة أستنى لحظة واحدة بعيد عنها."
في هذه اللحظة، تدخل ميار الصغيرة (ابنة خال غزل، شبيهة بها) وتتوجه نحو ميار الأم بخطوات هادئة
ميار الصغيرة:
"خلوا عمتو ميار تركب معاها. وجودها جنب غزل مهم دلوقتي."
زين (يتدخل):
"حقها يا سليم. خلى ميار تروح معاها، واحنا هنلحقهم حالًا."
يوافق سليم بصمت، وتركب ميار سيارة الإسعاف مع غزل، بينما الجميع يتبعونهم بسياراتهم في موكب طويل، القلق يسيطر على وجوههم
داخل غرفة الطوارئ المجهزة، يتم نقل غزل إلى سرير العناية الفائقة. الأجهزة الطبية تُصدر أصواتاً منتظمة. العائلة تقف خارج الغرفة خلف الزجاج الواقي، يملأهم القلق والخوف. الطبيب يخرج لطمأنتهم أن حالتها مستقرة ولكن لا يزال الوقت مبكرًا لتوقع استجابتها. تنهار ميار بالبكاء، بينما يحاول إخوتها تهدئتها
ميار (بصوت مختنق وهي تضغط وجهها بكفيها):
"مش قادرة أتحمل أكتر من كده! غزل، بنتي... كانت قدامي دايمًا مبتسمة، إزاي أوصلنا للمرحلة دي؟!"
أدهم (خال غزل الأكبر، يمسك بكتفها بحزم وحب):
"هدي نفسك، ميار. إحنا كلنا هنا جنبك وجنب غزل. هي قوية، أكيد هتعدي."
سيف (يضع يده على رأس ميار ويحاول تهدئتها):
"غزل صغيرة ودماغها أقوى من أي حاجة. لو حد هيقوم من اللي هي فيه، فهي غزل."
مازن (يأخذ يدها برفق ويحاول التخفيف عنها بابتسامة صغيرة):
"مش معقولة غزل تخلي أمها الجميلة دي تبكي. صدقيني، يا ميار، هتصحى وهتقولك: 'ليه كنتي بتعيطي؟'."
ميار (بصوت متقطع وهي تمسك بيد مازن):
"مازن... أنا خايفة... خايفة أضيّعها."
أدهم (بحزم):
"إحنا مش هنضيعها، يا ميار. انتي أمها، وهي بتحبك، وهتقاوم عشانك."
على الجانب الآخر، يقف سليم (والد غزل) في زاوية الغرفة بصمت، لكنه يبدو على وشك الانفجار. عيناه مملوءتان بالغضب والضعف. زين يحاول الحديث معه، لكن سليم يهز رأسه في صمت غاضب.
زين (يقترب من سليم، بصوت هادئ لكن حازم):
"سليم، مش وقت إنك تشيل كل حاجة على كتافك لوحدك. غزل محتاجة وجودك القوي دلوقتي."
سليم (بصوت مرتفع، ينفجر):
"قوي؟ إزاي عايزني أكون قوي وهي جوة بتعاني؟ أنا أبوها! كان المفروض أحميها!"
إياد (يقف بجانبه ويضع يده على كتفه):
"كلنا بنحب غزل، وكلنا بنحس بنفس الألم اللي إنت حاسه. بس إحنا هنا عشان نعدي المحنة دي سوا."
رهف (تتحدث بلطف):
"سليم، إحنا كلنا خايفين، بس إحنا محتاجينك... ميار محتاجاك، وأدهم ومازن وحور كمان محتاجينك. متخليش خوفك يكسرك."
حلا (تقف بجانب رهف):
"غزل بتحب أبوها وبتشوفه أقوى حد في الدنيا. متخليش صورتك القوية تنهار عشان هي أكيد هتحتاجك أول ما تفوق."
سليم (ينظر إليهم بصمت، ثم يمسح وجهه بيده):
"أنا مش عارف أعيش فكرة إنها ممكن ما تصحاش... مش عارف أكون الأب اللي كنت دايمًا فخور إني هو."
زين (يضع يده على كتف سليم بقوة):
"غزل هتصحى، وأنا متأكد من ده. لكن دلوقتي لازم تكون أقوى من أي وقت فات، مش عشانك... عشانها."
إياد (بابتسامة مطمئنة):
"بالمناسبة، مين اللي بيشوفنا كلنا مجتمعين كده ما يحسش قد إيه عيلتنا قوية؟ غزل هتشوفنا وتعرف إن محدش هيقدر يهزمها، لأننا كلنا وراها."
على الجهة الأخرى، صفاء (الجدة) تراقب الوضع بعيون دامعة لكنها تحاول التماسك أمام أحفادها الصغار الذين يشعرون بالخوف. نادر (الجد الأكبر) يقترب منها ليشد من أزرها.
نادر (بصوت مطمئن):
"كل حاجة هتكون بخير، يا صفاء. غزل حفيدتنا قوية زي أمها وجَدتها. دي بنت الشرقاوي، وإحنا ما بننكسرش بسهولة."
صفاء (تمسك بيده وهي تمسح دموعها):
"إن شاء الله، يا عمي. أنا بدعي ربنا ما يحرمنا منها أبداً."
الجميع يجتمع حول زجاج الغرفة، يراقبون غزل داخلها، وكلهم أمل أن تستجيب قريباً
في صالة الانتظار خارج غرفة العناية المركزة
يجلس الأطفال في زاوية من صالة الانتظار، تتشابك ملامحهم بين الحزن والقلق. أدهم ومازن (إخوة غزل) يجلسان بجانب بعضهما، بينما حور تلعب بدمية صغيرة بين يديها. محمد وسارة ينضمان إليهم، يحاولون فهم الموقف
مازن (بصوت منخفض وبحزن وهو ينظر إلى الباب):
"ليه غزل ما بتقومش؟ هي كانت دايمًا تقولي إنها قوية وما بتخافش من حاجة."
أدهم (يمسك يد مازن بحزم):
"غزل قوية، بس هي محتاجة وقت عشان ترجع لنا. الدكتور قال إنها هتكون كويسة."
حور (وهي تمسك بدمية وتقترب منهما):
"أنا عايزة غزل ترجع عشان نكمل القصة اللي كنا بنلعبها. كانت بتقول إن الأميرات دايمًا بينتصروا."
محمد (يحاول طمأنتهم بصوت حازم):
"غزل هتصحى. هي ما بتسيبش حاجة نص نص، وأكيد هتصحى عشان تحكي لنا حكاياتها."
سارة (وهي تجلس بجانب حور وتمسك يدها):
"ماما قالت إننا ندعي لربنا عشان غزل. كل مرة بندعي، ربنا بيستجيب. ليه ما ندعيش دلوقتي؟"
حور (بابتسامة صغيرة و بريئة):
"يعني لو دعيت أنا و العروسة بتاعتي، غزل هتصحى؟"
أدهم (بنبرة جادة):
"كلنا لازم ندعي. غزل بتحبنا وإحنا بنحبها، ولازم نحسسها بده حتى لو هي نايمة."
يصمت الجميع للحظة، ثم تبدأ حور بالصلاة بصوت طفولي، تردد كلمات بسيطة لكنها مؤثرة، بينما ينظر البقية لبعضهم وينضمون إليها في الدعاء.
بعد لحظات، يظهر ماجد وهو يركض نحوهم بحماس طفولي رغم التوتر في الجو.
ماجد (بحماس):
"بابا قال لي إن غزل هتصحى قريب! وإحنا لازم نبقى مستعدين لما ترجع."
مازن (بتردد):
"إزاي مستعدين؟ هي مش هتقدر تلعب على طول."
ماجد (يبتسم بفخر):
"هنعمل لها حفلة صغيرة. مش لازم تكون كبيرة، بس لازم نوريها إنها وحشتنا، وإننا مستنيينها."
أدهم (ينظر لماجد ويفكر):
"فكرة حلوة، بس لازم نستأذن بابا وماما."
محمد (يبتسم وهو ينظر إليهم):
"هنخلي الكبار يوافقوا، وإحنا نجهز كل حاجة. غزل بتحب البلالين، صح؟"
حور (بحماس):
"وأنا هجيب لها ورد. غزل بتحب الورد الأبيض."
في حديقة المشفى
سليم وميار( الاولاد ) يجلسان معًا على مقعد خشبي في الحديقة، كانت الأجواء مشحونة بالقلق بسبب وضع غزل، لكن سليم وميار يحاولان التحدث مع بعضهما البعض دون أن يظهر أي منهما حقيقته الداخلية. كلاهما يشعر بحالة من التوتر والقلق، لكن عيونهم تعكس مشاعر مختلفة.
سليم (بصوت منخفض، يحاول كبح مشاعره):
"عارفة... كل شيء صار غريب. غزل كانت دايمًا تقول لي إنها قوية، ودي أصدق، بس دلوقتي... أنا مش عارف."
ميار (تنظر إلى الأرض، ثم ترفع عينيها إليه بصمت، وترد بصوت هادئ):
"أنت مش لوحدك، كلنا بنمر بنفس الشعور. غزل هتكون كويسة، لازم نكون أقوياء عشانها."
سليم (يبتسم، لكن ابتسامته ضعيفة):
"أنتِ كمان متأثرة، صح؟ كلنا متأثرين... بس ما بقدرش أفكر في حاجة غيرها."
ميار (تنظر إليه برفق، محاولة تغيير الموضوع قليلاً):
"أنا عارفة... بس لازم نكون قريبين من بعض عشان غزل محتاجة كل واحد فينا دلوقتي."
سليم (يمسك يده بقوة من غير قصد، ثم يبتعد بسرعة):
"أنا آسف... بس، مش عارف إذا كنت قادر أتحمل فكرة إن حاجة تحصل لغزل."
ميار (بصوت خافت، بينما تشعر بالارتباك):
"سليم... أنا عارفة إنت مش لوحدك. كلنا خايفين. بس لازم نتحمل، عشان غزل هتحتاجنا."
صمت طويل، ثم يقترب سليم منها قليلاً، يلاحظ توترها ويشعر بنفس الشيء.
سليم (بتردد، يحاول كبح مشاعره):
"أنا... أنا مش قادر أخبي مشاعري تجاهها. أنا عارف إنه مفيش مجال للحديث عن ده دلوقتي، بس مش قادر أعيش في نفس الغرفة مع فكرة إنها ممكن تكون... مش هنا."
ميار (تهز رأسها وتبتسم ابتسامة حزينة):
"أنا كمان بحس بنفس الشيء. كنت دايمًا بفكر إن غزل هي الأخت اللي عمرنا ما كان لنا، بس دلوقتي مش عارفة إزاي ممكن أواجه حياتي من غيرها."
سليم (ينظر إليها، وعيونه تحمل الكثير من المشاعر المكبوتة):
"إنتِ قويّة. كلنا هنبقى أقوياء، بس غزل... غزل لازم ترجع عشان نقدر نعيش بسلام."
ميار (تنظر إلى سليم بحذر، وفي داخلها شيء ثقيل):
"إحنا عائلة واحدة، لازم نكون مع بعض عشان نعدي الأزمة دي. غزل هتحتاجنا كلنا... بس... إحنا هنبقى جنب بعض."
تتبادل النظرات بين سليم وميار، كل منهما يحمل شعورًا خفيًا تجاه الآخر، لكن لا أحد منهما يعبر عن ما بداخله. كل منهم مشغولًا في التفكير في غزل، بينما المشاعر المكبوتة بينهما تظل عميقة في الصمت