رواية الورطة الذهبية الفصل الخامس والاخيربقلم اميرة جابر


رواية الورطة الذهبية
 الفصل الخامس والاخير
بقلم اميرة جابر




(يبدأ اليوم الجديد، وإياد جالس في غرفته، محدقًا في السقف بعيون مليئة بالحقد، بينما يزن يجلس بجواره ممسكًا بكوب قهوة، ويحاول كتم ضحكته، لأن إياد يبدو وكأنه يخطط لعملية سرية عسكرية.) 

يزن: (بضحكة مكتومة) فيك شي، إياد؟ 

إياد: (بهدوء خطير) نعم… عندي شي اسمه خطة تدمير الديك للأبد! 

يزن: (مندهشًا) شو؟! 

إياد: (يبتسم ابتسامة شريرة) الديك رجع للبيت، وهرب من المزرعة، وكأنها كانت إجازة عند خالته، مو عقوبة! وهلق… لازم يتربى! 

يزن: إياد، اسمعني، لا تخلي الحقد يعميك… هو مجرد ديك، مو مجرم دولي! 

إياد: (يقفز من مكانه) بالعكس! هاد عنده مخطط للسيطرة على العالم! أول شي سرق نومي، بعدين دمر سمعي، بعدين رفع عليَّ قضية، وهلق رجع كأنه فاتح مملكته الخاصة في بيتي! 

يزن: (يفكر قليلًا) طيب، شو خطتك؟ 

إياد: (يضحك شرًا) بسيطة… عملية الديك الأخير! 

يزن: (يرفع حاجبه) اسمها بيخوف… شو الخطة؟ 

إياد: راح نسرقه… ونعطيه لعمي أبو صلاح اللي عنده مزرعة دواجن خارج المدينة! 

يزن: (ينفجر ضاحكًا) يعني… الديك بدل ما يكون ديك واحد مدلل، رح يكون مجرد رقم بين آلاف الدواجن؟ 

إياد: بالضبط! هاد العقاب العادل! 

يزن: (بسخرية) رح تتخرج من عنده جامعة الديكة كرهًا! 

(في منتصف الليل، يرتدي إياد قناعًا أسود مثل لص محترف، ويحمل قفازات، بينما يزن يقف بجانبه غير مصدق ما يراه.) 

يزن: (مترددًا) إياد… حاسس حالي بهجوم كوماندوز، مو عملية اختطاف ديك! 

إياد: (بتركيز) كل عملية إلها وقتها… ركز معي! 

(يدخلان إلى غرفة الديك، حيث يجلس الأخير على الوسادة بكل ثقة، وكأنه رئيس المنزل.) 

إياد: (يهمس) ها هو العدو… نام؟ 

يزن: (يراقب الديك) والله نايم بس شكله نايم بعين وحدة… 

(إياد يقترب بحذر، ثم يمد يده للإمساك بالديك، لكن فجأة… يفتح الديك عينيه ويصيح بصوت أقوى من أي وقت مضى!) 

الديك: كووووووووكوووووودووووو! 

إياد: (يصرخ) لااااااااا! 

يزن: (يركض) يا مجنون! كشفنااااااااااا! 

(تستيقظ رُبى على صوت الفوضى، وتفتح باب الغرفة بسرعة، لترى إياد على الأرض، والديك فوقه، وكأنه مصارع محترف يهزمه في جولة نهائية.) 

رُبى: (بذهول) شو هاد… حرب عالمية ثالثة؟ 

إياد: (مُنهار) أنقذيني! 

رُبى: (تضحك بجنون) مستحيييييل! هاد انتقام الديك!

(في اليوم التالي، يعود إياد للمحكمة، لكن هذه المرة ليس كمتهم، بل كمدعي… ضد الديك!) 

القاضي: (متعبًا) السيد إياد… عدنا من جديد؟ 

إياد: (بإصرار) نعم يا سيادة القاضي! هاد الديك صار تهديدًا للأمن النفسي والاجتماعي! 

القاضي: (يتنهد) وما الأدلة؟ 

(يفتح إياد هاتفه، ويشغل فيديو سجله يزن، يظهر فيه إياد وهو يركض داخل البيت والديك يطارده كأنه مصارع شرس، بينما رُبى تنهار من الضحك في الخلفية.) 

القاضي: (يحاول كتم ضحكته) حسنًا… يبدو أن هذا الديك ليس عاديًا. 

الديك: (ينظر للقاضي بفخر) كووكووكو! 

القاضي: (يرفع حاجبه) حتى أنه واثق من نفسه… غريب جدًا! 

إياد: (بيأس) خلاص… بس أرجوكم، حلوه بطريقة قانونية! 

(بعد نقاش طويل، يقرر القاضي نقل الديك إلى حديقة الحيوانات، حيث سيكون تحت رعاية خاصة.)

(بعد أيام، يجلس إياد على الأريكة، وعيناه تلمعان براحة لأول مرة منذ شهور.) 

إياد: (يأخذ نفسًا عميقًا) وأخيرًا… صمت! لا صياح، لا فوضى، لا تهديدات نفسية! 

يزن: (يضحك) يعني رسميًا، إياد 1 – الديك 0؟ 

إياد: (بثقة) لا، إياد 10 – الديك راح للمجهول! 

رُبى: (تمسك هاتفها) بالمناسبة… الديك صار نجم على الإنترنت بعد فيديو المحكمة، والناس سمتّه "الديك الماكر"! 

إياد: (ينظر بذهول) إيه؟؟؟! 

رُبى: (بمرح) وآخر خبر… فيه ناس بعتوا عروض رعاية للديك، حتى صار عنده حساب على إنستغرام! 

إياد: (ينهار على الأرض) لااااااااااااا! 

يزن: (يضحك) مبروك، يا إياد… عدوك صار نجم عالمي! 

إياد: (ينظر إلى السماء) ليش أنااااااااااااا؟! 


                          تمت
تعليقات