
رواية الذئب مطلوب الفصل الثاني عشر12 والثالث عشر13والرابع عشر14 الاخير بقلم صابرين شعبان
ضمته بحب ..” هارون أنا بحبك عارف يعني ايه “
صمت قليلاً ثم قال بهدوء...” عارف يا نسيم عارف أطمني أوعدك كل شئ هيكون بخير إن شاء الله بس إنتي أطمني “
أمسك بيدها قائلاً ..” تعالي ..تعالي أعدي و إرتاحي خلينا نتكلم شويه في أي حاجة لحد ما الوقت يمر إيه رأيك “
أجلسها على الفراش و جلس بجانبها مكملا ..” إيه رأيك تحكيلي عنك أنا معرفش حاجة غير إلي قولتهولي عن باباكي و مامتك و معاذ أخوكي إنتي دراستك إيه مثلا “
مسحت وجهها بيدها و هى تجيبه ..” أنا تربية قسم لغة عربية “
أستند بظهره على السرير و أشار لها لتنضم إليه في الصعود للسرير ففعلت فسألها هارون ..” مش بتشتغلي بدراستك “
هزت رأسها نافية ..” لأ بابا مرضاش قالي يا تنزلي الشغل في الشركة يا مافيش شغل ففضلت القاعدة في البيت على الشغل معاه “
ضحك هارون بمرح متذكرا ..” و فضلتي قاعدة أدام التلفزيون تتفرجي ع الأفلام إلي لحست مخك “
ضحكت نسيم و قالت بدلال معاتب ..” هارون إيه لحست مخي دي “
رد باسما ..” أمال إسمها إيه واحدة كل موقف بتتعرضلة بتشبهه بفيلم شافته محسساني أني في مبنى الإذاعة والتلفزيون طول الوقت“
زمت شفتيها حانقة فضحك على تعابير ها الطفولية مد يده يمسك بيدها برقة قائلاً ..” أنا أسف أني ورطتك معايا في كل إلي حصل ده سامحيني “
أقتربت منه ببعض الخجل و الحرج تستند لصدره فمد يده يحتويها فتنهدت قائلة بحزم ..” أنا قولتلك أنك ملكش ذمب في إلي حصل ده قدر و نصيب عشان نتقابل و نفضل مع بعض و أنا مش ندمانه على أي حاجة حصلت “
صمت كلاهما يستمعان لصوت تنفسهما الهادئ عندما سألته و قد شاب صوتها شئ من الغيرة ..” هارون تفتكر مراتك هتقبل تتجوز عليها واحدة تانية و لو قالتلك تطلقني هطلقني “
أخذ نفس عميق و أخرجه بقوة شاعرا بالذنب تجاه كذبه عليها في ذلك الأمر أجابها بجدية ..” نسيم أنا عاوز أقولك على حاجة “
هزت رأسها منتظرة حديثه فقال ..” أنا مش متجوز و لا حاجة و لا حتى خاطب “
تسارعت دقات قلبها و خرجت أنفاسها حارة تنظر إليه بحيرة و عدم فهم و سألته بعتاب ..” طيب ليه “
زفر بضيق ..” معرفش هى جت كده لقتها بتخرج مني كده لما سألتيني“
أبتعدت عنه بحزن ظهر على محياها ..” فهمت “
زم شفتيه بضيق سائلا ..” فهمتي ايه يا نسيم قوليلي “
ردت ببرود أثار أستفزازه ..” متشغلش بالك “
عقد حاجبيه بضيق و ظلا صامتين مر وقت و هما لا يتحدثان و كأن حديثهم الأخير أقام بينهم الحواجز تمدد بجوارها على الفراش واضعا يده تحت رأسه فحاولت النهوض من جواره عندما أمسك بيدها يمنعها من النهوض سائلا ..” رايحة فين “
ردت بهدوء ..” هسيبك ترتاح على السرير “
أعتدل هارون و رد بعتاب ..” السرير واسع يا نسيم و أنا مرتاح اعدي زي ما انتي “
حاولت نزع يده عن يدها و هى تقول ..” سيب أيدي يا هارون لو سمحت “
جذبها بقوة فسقطت عليه مما جعلها تثور ثائرتها و تغضب فضربته على كتفه ليتركها فلم يفعل فظلت تضربه بغضب و هى تنهره ..” سبني يا هارون سبني “
لمعت عينيها بالدموع فمد يده الأخرى ليحتويها بحنان قائلاً ..” أنا أسف أنا لقيت نفسي بقول كده معرفش كنت بحمي نفسي و لا بحميكي إنتي يوم ما شوفتك و إنتي واقفة في نص الطريق بفردة جذمتك و وشك إلي مليان بوهيه متبنش منه ملامحك مكنتش شايف ساعتها عيونك العسلي و لا شعرك المجنون ولا شفايفك إلي زي الوردة “
كانت نسيم تبكي بصمت تسمع حديثه الغريب على ما حدث هل يقول أنه تأثر بها هل معاملته الساخرة لها أيضاً من ضمن برنامج حمايته قال مهدئا ..” خلاص بقي يا نسيم كفاية عياط أنا شويه و ماشي و يا عالم هشوفك تاني و لا لأ “
تعلقت برقبته و قالت ..” بس أسكت متقولش كده أكيد هنشوف بعض تاني أوعدني أوعدني يا هارون أنك هتخلي بالك من نفسك و هترجعلي عشان خاطري“
ضمها بحنان قائلاً..” أوعدك يا نسيم مفيش حاجه هتبعدني عنك غير الموت “
وضعت يدها على فمه تسكته ..” أسكت يا هارون متقولش كده أنت هترجعلي أنا واثقة أن ربنا مش هيحرمني منك أنا متأكدة “
سمعا جلبة عند الباب فعقد هارون حاجبيه و أبتعد عنها قليلاً و هب واقفا عندما دخل شوقي و رجاله الغرفة ينظر إليه بشماته قائلاً بسخرية ..” ها أتبسطت يا باشا يلا بقى عشان وقتك خلص “
أجابته نسيم بقلق ..” أنت قلت أربع ساعات و مافتش ساعتين منهم“
قال شوقي بلامبالاة مستفزة ...” مزاجي يمشي دلوقتي أنا حر إنتي مشركاني يلا يلا أتحرك يا باشا أنا معنديش الليل كله و متنساش إلي أتفقنا عليه عشان حياة السنيورة متتهددش “
تعلقت به نسيم بفزع قائلة ..” هارون متسبنيش أرجوك متسبنيش معاهم “
شعر هارون بحريق في صدره لعدم إستطاعته تخليصها فقال لشوقي بتهديد ..” قسما بالله لو عرفت أن حد فيكم مد أيده عليها لهقطعهاله و هتستلم أخوك جثة على نقالة بدل متستلمة على رجليه أنت فاهم “
شعر شوقي بالغيظ فهو لولا حاجته لجلب أخيه لأنهاه الآن عقابا على غروره هذا فهو لم يقابل أحدا تمني قتله كهذا الرجل ..” متخفش يا باشا أنا قولتلك إنها متهمناش أنت.. أنت يا باشا إلي تهمنا و بس بالنسبة لها متقلقش “
تقدم منه رجلي شوقي لينزعاه من بين يديها المتعلقة به و هى تهتف به بخوف ..” هارون متسبنيش عشان خاطري “
طمئنها قائلاً ..” ماتخفيش يا نسيم أنا هرجع و هخرجك من هنا “
عقد الرجل عصبة على عينيه و دفعه خارج المكان و خرج شوقي خلفهم و نسيم تبكي بخوف أغلقا الباب خلفهم و قام بإصعاده في السيارة و يجلسان كلا على جانب منه و أحدهم يضع في خصره السلاح مهددا و منبها الا يقوم بفعل أحمق رحلا بالسيارة مبتعدين عن المكان المحتجزة به نسيم توقفا بعد فترة ليست بالقصيرة و ترجل أحد الرجلين الجالسين بجواره ممسكا به من ذراعه قائلاً ..” أنزل وصلنا متنساش إلي الريس قالهولك “
وقف على الطريق ينصت حتى ابتعدا بالسيارة تاركينه خلفهم رفع يده يزيل العصبة عن عينيه ليتطلع حوله في المكان ليجد أنه على طريق مأهول تمر به السيارات من وقت لآخر و هذا طمئنه أنه يستطيع التحرك الآن ليجد وسيلة لإيصاله نظر في ساعة يده إذا هناك عشر ساعات ليعلم أين هى نسيم و إلا عليه أن يفعل ما قاله شوقي و يجلب أخاه من السجن إذا ليتحرك حتى لا يضيع مذيدا من الوقت أشار لسيارة قادمة قائلاً للسائق ..” أقرب قسم يا أسطى و لا أقولك خدني لأقرب فندق من القسم الأول “ فهو كان يخشى أن يكون شوقي قد ترك أحد رجاله لمراقبته من بعيد حتى يتأكد أنه لن يبلغ رؤسائه فليذهب للفندق أولا ثم عليه التصرف من هناك بدون أن يثير الإنتباه و إذا كان مراقب عليه أن يعلم حتى يستطيع التصرف ..أوصله السائق للفندق فأنقده أجرته فهذا الحقير لم يترك معه شئ سوى هويته و ما تبقى معه من نقود ..” معلش يا أسطى معيش غير دول أرجوك سامحني في الباقي “
أبتسم السائق ..” و لا يهمك يا أستاذ لو عايزهم كمان خدهم و روح أي صيدليه أنت وشك متشلفط ع الآخر “
أبتسم هارون ..” شكراً يا أسطي متقلقش أنا هجيب علاج أتفضل أنت كتر خيرك “
رحل السائق و دخل هارون للفندق معرفا عن نفسه و حجز غرفة ليوم واحد أصعده الرجل لغرفته و رحل فأتجه للهاتف و جلب الدليل ليبحث عن ضالته أجرى إتصالا سريعا و أنتظر الطرف الآخر أن يجيب بلهفة كاتما أنفاسه قال بجدية عند سماعه صوت الطرف الآخر ..” شكري عبد المقصود الجبالي “
أجابه الطرف الآخر فأكمل هارون..” عندي معلومات عن نسيم بنتك تعالى فندق ( ....) في شارع (....) إذا سمحت و يا ريت محدش يعرف أنت رايح فين و ليه هسيب خبر في الاستعلامات تحت يوصلوك لأوضتي “
أنهى الإتصال و نهض ليغتسل قبل مجيء والد زوجته أبتسم بسخرية زوجته المختطفة بسببه زوجته التي تزوجته تحت التهديد يال حياتك الحافلة هارون حتى حين تقبل بدخول امرأة إليها تدخلها مجبرة ماذا سيقول والدها يا ترى فلينتظر ليعرف ....
*********
كانت تجلس خائفة تخشى أن يتهجم عليها أحد الرجال في الخارج فقامت بدفع المقعدين و وضعت فوقهم الطاولة خلف الباب لتعيق أي أحد يحاول الدخول إليها تنتظر حتى يعود هارون هى تعرف أنه سيعود و لن يتركها هو وعدها بذلك كم مر عليها من وقت منذ رحل ساعة ساعتين ثلاث لا تعلم فالوقت يمر هنا كالدهر و هى وحدها جلست منكمشة على السرير داعية الله أن يخلصها مما هى فيه و أن يحمي زوجها من كيد ذلك الرجل زوجها نعم هو زوجها حقاً لقد أصبحت زوجة هارون بموافقتها و رضاها إذا كيف ستواجه الجميع و تقنع أبيها بالموافقة بعد أن تعود ماذا ستقول له و لاخيها و امها أغمضت عينيها و هى تضجع على السرير و تهرب من مما هو قادم بالنوم
***********
كان يجلس أمامه بصمت مفكرا يحاول التغلب على صدمته و التماسك أمام ذلك الرجل الواقف أمامه بثبات يقول بهدوء أنه زوج ابنته الصغيرة بكل بساطة مخبرا إياه أنها خطفت بسبب وجودها معه في ذلك الوقت ابنته تزوجت بدون علمهم و بدون موافقتهم و هى لديها خطيب أيضاً ابنته خطفت بسبب هذا الذي أمامه زوجها الذي يخبره بكل برود و جدية أمراً إياه بمساعدته لتعود زوجته هو يقول زوجته و ليس ابنتك هل انتهى دوره كأب عندما أصبحت زوجه قال بهدوء ...
” عايزني أساعدك إزاي عشان ترجع بنتي للبيت قول أنا سامع “
تنهد هارون براحة و شرح له ماذا يريد منه أن يفعل أن لم يستطع إيجاد المكان المحتجزة به نسيم قبل موعدة مع شوقي نهض شكري و اتجه إلى الباب و هو يخبره ..” لينا حديث طويل أنا و أنت بس بعد ما ترجع نسيم لحضني “
هز هارون رأسه و قال بهدوء ..” عارف حضرتك و أنا كمان عندي كلام أقوله بس نسيم ترجع و أطمن عليها “
قبل خروجه هتف به هارون ..” معاذ خليه يروح عندي البيت يطمن أهلي لأني مش هينفع أتحرك قبل ما ترجع نسيم إذا سمحت “
هز شكري رأسه و أنصرف بهدوء تاركا هارون خلفه يقوم بإجراء مكالمة مهمة أخرى كان يستطيع أن يهاتف والدته و يطمئنها و لكنه يعرف مدي قلقها عليه و لا يريد لعقله أن يتشتت الآن حتى يجد نسيم أجاب الطرف الآخر فعاد لإنتباهه قائلاً ..” سمير أنا هارون أسمع كويس إلي هقولك عليه “....
************
أسرعت تفتح للطارق لعله يكون شقيقها فوالدتها منذ علمت من سمير أنه قابله عائدا منذ ثلاثة أيام و ظن أنه رجع مرضت من كثرة الخوف عليه فتحت الباب بلهفة هاتفه بالقادم ..” هارون “
ما أن نظرت للقادم حتى شعرت بالخيبة و هى تسأله بهدوء ..” مين حضرتك و عايز ايه “
تعجب معاذ من إستقبال الفتاة الفاتر و لكنه التمس لها العذر لقلقها على شقيقها فمنذ أخبره والده ما حدث مع شقيقته خلال الفترة الماضية و هو لم يستوعب بعد ما يحدث أن صغيرتهم مختطفة و متزوجة أيضاً ليخبره أن يذهب ليطمئن عائلة زوج شقيقته يا إلهي لقد أصبحت نسيم زوجة أرتبك قليلاً عند رؤيتها لا يعلم كيف يخبرها فما يحدث لا يطمئن ..” أنا معاذ شكري أنا أخو حضرتك باعتني عشان أطمنك عليه و أقولك أنه كويس و بخير و بيقولك هما يومين و راجع إن شاء الله متقلقيش و طمني والدتك “
أتسعت عينى مريم فرحا تهتف بوالدتها تركه معاذ واقفا على الباب ..
” يا ماما...ماما ياسمين خرج كل من ياسمين و الحاجة زهرة و والدة هارون التي يظهر عليها التعب سأله بلهفة ...” في إيه يا مريم في أخبار عن أخوكي هو جراله حاجة “
قالت مريم باكية و هى تمسك بيد معاذ تدخله للمنزل و هو يتحرك معها بحرج منما تفعل ..” لأ يا ماما الأستاذ بيقول أن هارون كويس و بخير و راجع بعد يومين أطمني “
أندفعت والده هارون تمسك بيده هى الأخري و تسأله بلهفة ..” أنت بتتكلم جد طيب هو فين يعني هو بخير طيب و البنت إلي معاه كويسة هى كمان “
سألها معاذ متعجبا ..” و إنتي عرفتي منين أنه معاه بنت يا أمي أنا لسه مقولتش حاجة “
تدخلت الحاجة زهرة قائلة ..” يا إبني طمنا هارون و خطيبته كويسين ليه مرجعوش لحد دلوقتي إحنا سايبنهم من كام يوم على أنه راجع تاني يوم و كانوا هيفوتوا علينا و لما أتأخر قلقنا و قولنا نيجي نطمن “
لم يجد معاذ بدا من تبليغهم بما حدث معهم مؤكداً عليهم بعدم اخبار أحدا لحين عودة هارون ..” هما لحد دلوقتي بخير يا أمي المهم هو يقدر يرجع مراته من إلي خاطفينها لحد دلوقتي إحنا مش عارفين هى فين لسه منعرفش مكان أختي “
أتسعت عينى والدة هارون و مريم قائلتين في صوت واحد ..” مراته هى نسيم تبقى مراته هو هارون أتجوز “
هز معاذ رأسه ..” ده الي عرفته من بابا أن نسيم أختي أتجوزت إبن حضرتك من يومين “
التفتت والدة هارون لابنتها قائلة بحزم ..” أتصليلي بسمير فوراً أنا لازم أفهم إيه الي بيحصل و أبني فين “
قاطعها معاذ ..” لو سمحتي أنا قولتلك محدش يعرف ده هيعرض أختي للخطر و دي أوامر إبنك على فكرة “
أخرج من جيبه كارت و قال ..” ده رقم تليفوني لو عوزتوا أي حاجة يا ريت تتصلي بيا لحد ما إبنك يرجع و أنا لو عرفت حاجة أنا هاجي أبلغك بنفسي عشان تطمني بس أرجوكي أرجو من حضرتك محدش يعرف عشان حياة نسيم متتعرضش للخطر “
ترقرقت عيني والدة هارون بالدمع و قالت ..” حاضر يا بني أطمئن هي كمان تهمني زي إبني بالظبط المهم يرجعولنا بالسلامة تعال ..تعال ..أعد إحنا أسفين مقمناش بالواجب معاك قلقي علي إبني طير برج من نفوخي “
أجابها معاذ ..” معلش يا أمي مرة تانية لازم أمشي عشان بابا محتجني معاه عن أذنك “
أنصرف معاذ فالتفتت زهرة لوالدة هارون الباكية ..” خلاص بقى يا ام هارون ادينا أطمنا عليه و راجع إن شاء الله بعد يومين “
فقالت والدة هارون تجيبها ..” بيقولك أتجوز و مراته مخطوفة “
أبتسمت زهرة ..” و إنتي زعلانه عشان أتجوز و لا عشان مراته مخطوفة يا عايدة “
فهمت عايدة تلميحها فقالت مبتسمة ..” و الله إنتي رايقة يا زهرة إنتي فكراني غيرانه ياختي ما أنا ياما اتحيلت عليه عشان يتجوز و هو إلي كان بيرفض هغير من إيه بقي أنا خايفة على البنت يجرالها حاجة دول ملحقوش يفرحوا “
أبتسمت زهرة ..” متخافيش يا عايدة هيرجعها و هيكونوا بخير هما الإتنين إن شاء الله “
دنت مريم من والدتها تحتضنها هاتفة ..” يا رب يا تيتا يا رب “
الفصل الثالث عشر
بعد عدة ساعات
أتجه سمير لهارون الجالس في سيارة من سيارات الشرطة قائلاً..” عرفت كل الأماكن إلي ممكن تكون مستخبي فيها شوقي جلس بجانبه و أخرج خريطة للمدينة و أشار لعدة أماكن و قال ..” ده أقرب مكان للمكان اللي نزلوك فيه طبعاً إذا كانوا اغبية و معملوش عملية تمويه عشان متنتبهش للوقت إلي وصلوك فيه “
هز هارون رأسه بصمت فسأله سمير بجدية ..” بجد أنت خرجت إزاي من الفندق من غير ما حد يشوفك “
نظر إليه هارون بلامبالاة قائلاً..” سؤال غبي زيك يا سمير هيكون إزاي يعني و أنا في الدور الرابع “
رد سمير بحنق ..” أنت متعرفش تجاوب من غير غلط و طولة لسان و سؤالي مش غبي على فكرة الفندق ملوش غير مدخل واحد يبقى منين يا ناصح “
مط هارون شفتيه بسخرية و قال ..” أولا أتصلت بالإستعلامات قلتلهم محدش يزعجني و لا يجي عندي الأوضة و الظاهر وشي المشلفط خلاهم يحسبوا أني تعبان و عايز أنام و بعدين نزلت الدور التاني و خبطت على الأوضة إلي تحت أوضتي بالظبط و أستنيت شويه و لما محدش فتح دخلت كانت فاضية دخلت الحمام و فتحت الشباك إلي كان كبير نوعا ما و فعلاً خرجت منه و أتشعلقت على المواسير زي الحرامية و نزلت تحت و الحمد لله محدش شفني “
قال سمير بتعجب ..” طيب ليه كل ده منزلتش من شباك أوضتك ليه طالما هو كمان بيوصلك لنفس المكان من الشارع الخلفى الي ورا الفندق “
رد هارون بسخرية ..” و لما أقع تتكسر رقبتي من الدور الرابع يا ناصح يا أخي راعي ظروفي دا أنا أكلت ضرب مكلهوش حمار في مطلع زي ما بيقولوا و مش قادر أحرك عضمة في جسمي و أنت عايزني أنزل زي البهلوان و أتشعلق على المواسير “
ضحك سمير بقوة و هو يقول بمرح ..” و الله يا هارون مش مصدق أنك مرفعتش إيدك على حد فيهم و أستحملت كل ده “
قال هارون بضيق و خيال نسيم الخائفة يمر أمامه ..” و لما يأذوها يا سمير أعمل إيه ساعتها لا معايا سلاح و لا و لا أي حاجة حتى السكينة الصغيرة إلي ديما كانت معايا وقعت مني لما نزلت من القطر ورا الراجل إلي مراته كانت مخطوفة “
أبتسم سمير بمرح ..” بجد يا هارون إنت عشت مغامرة و لا في الأفلام أنت و البنت إلي معاك “
نهره هارون بحدة ..” بس متقولش عليها بنت دي مراتي يا فالح أتكلم عليها بأدب و دلوقت أتحرك كفاية تضيع وقت في الرغي بتاعك ده أنا كان لازم أطلب حسام أحسن منك عشان اريج دماغي “
ضحك سمير ..” أوامرك يا باشا مستني توجيهاتك “
قال هارون ..” أتحرك على أقرب مكان نزلوني فيه هنبدأ بيه الأول عشان منضيعش وقت أتمنى تكون هناك و نلاقيها “
أدار سمير السيارة و سأله ..” طيب و أخو شوقي عملت ايه في موضوعه لو ملقنهاش هناك “
نظر في ساعة يده و قال ..” متقلقش لسه ادامنا ساعتين و أنا كلمت حمايا العزيز هيتصرف لو الموضوع أتأزم هيجيب أخو شوقي بنفسه بعد ما كلم سياة اللوا و فهمه إلي حصل هو منع ترحيل المساجين الوقت ده بس سمح أنه ممكن ناخد أخو شوقي على ضمنتي و هو عامل حسابه جايب رجاله تأكل الزلط زي إلي بنشوفهم في الأفلام يعني مش هيقدر يهرب منه “
ضحك سمير ..” أفلام أفلام إيه يا هارون مال تشبيهاتك كدا غريبة متقول حرسات خاصة و خلاص “
تنهد هارون متذكرا نسيم لو سمعت حديثه الآن لضحكت مرحا لقد بات يتحدث مثلها قال بضيق ..” كلمت باقي القوات عشان يحصلونا “
هز سمير رأسه ..” أيوة أطمن بعد تلات دقايق بس هيجوا و هيفضلوا بعيد مستنين أشارتك “
سأله محذرا ..” أكدت عليهم مفيش ضرب نار إلا بأشارة مني أنا مش عايز نسيم يجرلها حاجة “
طمئنه سمير ..” متخافش يا هارون أنا فهمتهم على كل حاجة أطمن “
أشار إليه بالتحرك قائلاً ..” طيب يلا أتحرك ربنا يستر “
*********
سمعت جلبة في الخارج و أصوات صدام أنصتت جيداً لعلها تستمع لصوته بينهم و لكنها لم تسمع شئ سوى صوت ضربات و تأوهات و صمت يليه طرق على الباب و محاولة فتحه عنوه فزعت عندما وجدت الباب يدفع بقوة فذهبت لآخر الغرفة تنكمش على نفسها بجوار الحائط عندما سمعت صوته مطمئنا ..” نسيم أفتحي الباب إنتي حاطة إيه وراه “
أسرعت تهتف فرحه ..” هارون أنت جيت أنت كويس “
رد بغيظ ..” في إيه ورا الباب بقولك أفتحي “
أسرعت في إزاحة المقعدين و الطاولة بإهمال في جانب الغرفة و هو يدفع الباب بقوة ليدلف ينظر إليها بلهفة أندفعت لحضنه باكية ..” هارون إنت رجعتلي زي ماوعدتني “
ضمها برقة ..” خلاص يا نسيم أطمني إحنا الإتنين بأمان و شوقي و رجالته مقبوض عليهم و أخوه كمان محتجناش نخرجة من السجن خلاص ماتخفيش كل شئ انتهى “
أخرجها من الغرفة لتنظر حولها في المكان الذي احتجزت فيه كان يشبه بعض الشئ مكانهم القديم حاويات عملاقة و قاطرات قديمة متهالكه سألته نسيم..” هو إحنا فين يا هارون “
أجابها براحة ..” مش مهم المهم أنك معايا و بخير و تقدري ترجعي لبيتك يلا تعالى معايا “
خرجت معه لمكان السيارة لتجد شوقي و رجاله و نعيمة مكبلين في عربتان من عربات الشرطة و شوقي يقول متوعدا ..” و ديني مانا سايبك يا باشا مسيرك تقع في أيدي بس المرة دي مش هرحمك أنت و هى “
أرتعدت نسيم فضمها هارون لصدره قائلاً لسمير ..” أتحرك يا سمير مستني ايه خده خليه يحصل أخوه على السجن “
تحركت السيارات مبتعدة و هارون و نسيم في السيارة الأخرى التي أتى بها مع سمير ليرحلا عن المكان و ينتهى كابوسهم قاد السيارة بصمت لبيتها ممسكا بيدها يتطلع عليها من وقت لآخر مبتسما بحنان كانت تريد أن تسأله ماذا سيفعلان و ماذا سيقولان لأبيها و هل يريدها زوجة أم سيتركها الآن بعد أن أطمئن عليها وصلا لمنزلها فترجلا من السيارة ليدلفا لمنزل كبير فخم أقل ما يقال عنه أنه يشبه القصر أثاث فاخر لوحات فنيه تزين الجدران لكبار الفنانين أرضيات لامعه كل شئ يدل على ثراء فاحش أبتسم هارون ساخرا من ما يراه حوله لا يعتقد أن أبيها سيوافق على زواجهم و هو الذي سيجعلها تعيش مع أمه و شقيقته ...أندفعت امرأة في الأربعينات نحو نسيم تحتضنها و تقبلها بحنان هاتفة ..” حبيبتي إنتي رجعتي “
كانت تبكي و هى تعاتبها..” ليه كده يا نسيم ليه تعملي فينا كده كنتي هتضيعي مننا موتيني من الخوف عليكي “
خرج والدها وقف صامتا ينظر إليها في أحضان شقيقها الذي تضمه بحنان قائلة..” وحشتيني قوي يا مجنونة البيت من غيرك كان وحش وحش قوي“
ردت نسيم باكية ..” و أنت كمان يا معاذ وحشتني قوي كتير “
أبتعد عنها قليلاً لتنظر لوالدها الواقف هناك بجمود فترددت في الإقتراب منه و لكنها فعلت وقفت أمامه تقول برجاء ..” بابا أنا أسفة أرجوك سامح...“
رفع شكرى يده و هوى بها على وجنة نسيم بقوة فشهقت والدتها و صدم معاذ فهذه أول مرة يمد والده يده على أحدهم و عندها أندفع هارون محذرا ..” سيد شكرى مسمحلكش تمد أيدك على مراتي أنت فاهم “
قالت نسيم ببكاء ..” بس يا هارون هو بابا و يحقله يعمل فيا إلي هو عاوزه “
نهرها هارون بغضب ..” لأ مش من حقه نسيم يلا من هنا إنتي مش هتفضلي هنا دقيقة واحدة “
ردت بحزن و هى تنظر لأبيها الجامد الملامح ..” لأ يا هارون أنا مش هسيب بابا أنت ناسي كلامك ليا أني لازم أقف و أواجه الأمر و مهربش و ده إلي هعمله من دلوقت أنا مش ههرب تاني يا هارون“
رد بغيظ ..” نسيم إنتي مراتي و كلامي لازم يتسمع بقولك ملكيش قعاد هنا هتيجي معايا بيتنا ..“
قاطعه شكرى مغتاظا منه فهذا الوقح يريد أخذ ابنته منه هكذا ببساطة و يرحل ..” طلقها “
أتسعت عينى نسيم و شهقت والدتها و حاول معاذ التدخل و تهدئة والده ..” بابا الأمور متتخدش كده أرجوك فكر شويه و حاول تتفاهموا عشان ...“
قاطعه و هو يقول لهارون بحزم ..” بقولك طلقها “
نظر هارون لنسيم بهدوء سألا..” هتيجي معايا يا نسيم و لا هتفضلي هنا “
صمتت باكية و هى تنظر لوالدها برجاء و الذي تجاهل نظراتها ببرود و كأنها كانت تنتظر منه الموافقة على الذهاب معه فغضب منها هارون بشدة فعاود سؤاله مرة أخرى ..” هتيجي معايا و لا هتفضلي هنا يا نسيم “
مازالت تنظر لأبيها فقال هارون بغيظ يجرحها ..” عموماً أنا مش عاوز واحدة زيك مدلعة في حياتي واحدة متذبذبة و هوائية مش عارفة هى عايزة إيه رفضت خطوبة فهربت و دلوقتي مش عارفة أن كانت عايزة تفضل مع جوزها ولا لأ و عشان كده يا نسيم إنتي متلزمنيش إنتي طالق و خلي أبوكي ينفعك و يجوزك واحد زيه معهوش غير فلوس معندوش قلب و لا حب يقدمهولك “
أستدار خارجا تاركا خلفه الصمت سيد الموقف كانت واقفة بذهول تنظر لرحيله الصادم لها لقد تركها لقد طلقها زوجها حبيبها تركها و قد وعدها الا يفعل هو حتى لم يستمع لوجهة نظرها لم يعطيها فرصة لتقنع أباها لقد تخلى عنها هكذا ببساطة و رحل لم يسألها حتى ماذا تريد هى تريد مباركة عائلتها على زواجهم فقط لم ..لم يعطها فرصة لم حكم عليها لم ..لم هارون و كأن كل ما مرت به الفترة الماضية تراكم على عقلها و جسدها المتعب سقطت على الأرض هاربة من واقعها الذي لم ترى منه غير ما يصدمها ....
*************
بعد شهر
كانت تبكي بحرقة على صدر شقيقها و هى تقول منهارة ..” طلقني يا معاذ طلقني و بعتلي قسيمة الطلاق كمان تخيل أنا حتى مشوفتش قسيمة جوازي مشوفتهاش “
ضمها معاذ بحنان قائلاً بحزن ..” طيب يا حبيبتي مرحتيش معاه ليه لما قالك تروحي كان زمانكم مع بعض دلوقتي “
كانت تبكي بحرقة و غضب من هارون و هى تخبر معاذ ..” كنت عايزة بابا يوافق على جوازنا يا معاذ مكنتش عايزة أروح و هو مش راضي عني غلطت في ايه أنا غلطت في ايه “
أجابها بحنان ..” حبيبتي إنتي غلطتي لما وصلتيله أنك أخترتي أبوكي و فضلتيه عليه هو اه مينفعش تفضلي واحد منهم على التاني لأن ده مينفعش واحد فيهم أبوكي و ليه عليكي حق البر بيه و التاني جوزك و ليه عليكي حق الطاعة كان لازم تقوليله و تشرحيله وجهة نظرك لكن إنتي سكتي و سبتيه يعتقد أنه مش مهم عندك و عايزة تفضلي مع أبوكي مش معاه “
قالت نسيم برجاء من يتعلق بقشة ..” طيب قولي أعمل إيه دلوقت بابا مش موافق عليه و أنا مقدرش أعيش من غيره أرجوك يا معاذ ساعدني ساعدني عشان أفهمه و أخليه يصبر لحد ما بابا يوافق على جوازنا “
هدئها معاذ فشقيقته حقاً تحب ذلك المغرور بجنون هو حتى لم يحاول الحديث مع والدها بأدب حتى يحاول إقناعه بل تركها ورحل ..
” ماشي يا حبيبتي أطمني أنا هرحله و أفهمه يمكن يقتنع مع أني مش عارف هيقتنع إزاي واضح أن دماغه ناشفه قوي و مبيسمعش لحد “
ضحكت نسيم من وسط دموعها قائلة برقة تتذكر تفاصيله ..” اه هو كده فعلا مبيسمعش لحد أبدا غير نفسه بس أنت حاول عشان خاطري “
طمئنها معاذ ..” حاضر يا نسيم حاضر هحاول ...
*************
كانت جالسة في مطعم صغير بحرج تتحدث مع هشام بخجل و وجهها محتقن ..” أنا أسفة يا هشام على إلي حصل يوم الحفلة أنا مقدرتش أرفض وقتها و ملقتش غير الطريقة دي أدامي عشان أوصلك رفضي أنا أسفة و أسفة كمان على الخاتم لأنه ضاع مني “
أبتسم هشام ..” و لا يهمك يا نسيم معاذ شرحلي كل حاجة و أنا تفهمت الوضع و مش زعلان منك إنتي عارفة كان أرتبطنا مجرد أرتباط مناسب لينا إحنا الإتنين مش أكتر و طالما لقيتي سعادتك مع حد تاني فأنا فرحان ليكي من قلبي أنك مبسوطة و إن شاء الله الأمور تتصلح بينكم “
تنهدت بحزن متذكرة حديث معاذ معها عندما ذهب ليحادثة و أنه أخبره أنه لم يعد يريدها فهى عقلها طفولي و متذبذة و هو لا يريد مثلها في حياته مدللة و لا تتحمل المسؤولية ..” يا رب يا هشام يا رب تخيل أنه مش راضي يقبلني و لا حتى يتكلم معايا “
أبتسم هشام بخبث فمعاذ أخبره بما دار مع والدها ذلك اليوم و هو يعتقد فقط أن زوجها هذا يريد فقط دفعة صغيرة و جعله يعتقد أنها ستضيع من بين يديه و عندها سيهب للدفاع عن ما هو ملكه ..” و إلي يخليه يجي و يتكلم معاكي تعملي ايه “
سألته بلهفة ..” بجد قولي هتعمل ايه “
قال لها هشام بمكر ..” هخطبك تاني “
نظرت إليه بدهشة ..” بتقول ايه تخطبني تخطبني إزاي يعني “
فأكمل بخبث ..” مش خطوبة بس لأ كتب كتاب و فرح كمان “
فقالت نسيم بغضب ..” هشام أنت بتخرف تقول إيه أنا مش فيقالك “
فقال لها بمرح ..” طيب بس أسمعي إلي هقوله ممكن “
زفرت بضيق ..” أتفضل مهى ناقصة جنان “
قال هشام بجدية ..” الأول قوليلي عمو شكري وافق ترجعي لجوزك و لا لأ عشان إلي هقوله محتاج موافقته و كمان أهل جوزك الموضوع مش هينجح إلا بيهم كلهم “
عقدت حاجبيها بتعجب ..” اه اه بابا وافق بس أنت عارف كبريائه فوق كل شيء و مش سامح لنفسه أنه يتكلم مع هارون و بيقول لازم يجيله لحد عنده و يعتذر منه و يطلب أيدي و ساعتها ممكن يفكر و يا يوافق يا يرفض “
ضحك هشام ..” هو ده عمو شكري طيب أسمعي بقي يا ستي إلي هقوله “
أستمعت له و كلما يتحدث تذداد صدمتها مما يقول ...
الفصل الرابع عشر
دلفت لغرفته تنظر إليه بمكر كان يضجع على الفراش بملل يتطلع لسقف الغرفة بشرود فقالت موبخة إياه ..” هارون كفاية كده أخرج بقى من إلي أنت فيه ده يعني هو إلي خلقها مخلقش غيرها إذا كانت خلاص مش عايزاك خلاص يا حبيبي سيبها سيبها و شوف غيرها عندك مثلاً ياسمين هى اه صغيرة شويه بس مش مهم أحسن برضوا عشان تربيها على إيدك و اهى عرفنها و عرفين أخلاقها و عرفين أهلها و الحاجة زهرة ربتها كويس و فوق كل ده زي القمر إيه رأيك أكلملك جدتها “
أبتسم هارون بسخرية ..” طيب و نور يا ماما أعمل فيه ايه ده ممكن يخلص عليا لو عرف أني فكرت فيها “
سألته عايدة بتعجب ..” نور مين ده يا هارون إلي بتتكلم عنه “
رد بهدوء ..” نور خطيبها يا ماما هو مستني تخلص دراسة عشان يتجوزو أنا وعدته بكدا عايزاني أروح اتجوزها أنا دا كان يقتلني “
سألته عايدة ..” هى ياسمين مخطوبة امال يعني زهرة مقلتش “
مط شفتيه بملل ..” يمكن بس أتحرجت تقولك عشان مفيش حاجة رسمي المهم يا ماما أنا مبحبش ياسمين أساسا عشان أفكر فيها حتى لو نور مش موجود “
سألته عايدة بخبث ها قد وصلت للب الموضوع و ها هى ستلقي عليه بقنبلتها التي أعدتها هى و نسيم و مريم و معاذ مع هشام خطيبها السابق بمباركة والد نسيم ..” امال بتحب مين يا هارون قولي “
تنهد هارون بضيق و هو يستدير على معدته ..” ماما سبيني في حالي أنا عايز أنام شويه بعد أذنك “
فهمت بالخروج و قالت ..” حاضر يا حبيبي براحتك “
فتحت الباب و خطت خطوتين ثم عادت و كأنها تذكرت شئ غير هام فقالت بلامبالاة ..” اه صحيح هو أنت متعرفش أن نسيم فرحها بعد يومين على خطيبها ده إلي إسمه ...اه هشام إلي كانت مخطوبالة قبل متتجوزك “
هب هارون معتدلا على الفراش سألا بذهول ..” و إنتي عرفتي منين يا ماما إزاي تتجوز و هى لسه في العدة “
قالت عايدة بخبث ..” طيب أجاوب على أي سؤال الأول عموماً عرفت من معاذ أخوها هو حب يبلغني عشان مزعلش و فهمني أنك خلاص معدتش عايز أخته .. و ثانياً موضوع العدة ده على حد علمي اه ينفع تتجوز لأنها ملهاش عدة لأنكم مدخلتوش “
سألها بغضب ..” يعني إيه الكلام ده “
قالت له عايدة بلامبالاة ....”معرفش روح أسأل واحد شيخ عشان تفهم بس بسرعة أحسن الفرح بعد يومين “
خرجت تاركة وراءها هارون يشتعل غضبا و قهرا ..” طيب يا نسيم ماشي هنشوف هتتجوزي واحد غيرى إزاي “
سمعت والدته صوت تحطم فأبتسمت بمكر و أجرت اتصالا و أنتظرت الإجابة على الطرف الآخر الذي قال بلهفة ..” طمنيني “
قالت عايدة بنصر ..” تمام كله تمام و متنسيش تعزميني على الفرح بحب اتفرج أوي على الدراما إلي هتحصل “
ضحكت والدة نسيم ..” إنتي شمتانه في إبنك يا عايدة “
ضحكت عايدة بقوة ..” لا أبدا مش مسألة شماته بس نفسي أشوفه و هو واقع على جدور رقبته زي ما بيقولوا “
قالت والدة نسيم بمرح ..” يا ساتر منكم يا عايدة إنتي و نسيم هيلقيها منين و لا منين ربنا يكون في عونه منكم “
سألتها عايدة بجدية ..” طمنيني هى عاملة إيه دلوقتي “
ردت والدة نسيم بهدوء ..” هى كويسة بس خايفة شويه لأحسن ميجيش زي ما احنا متوقعين و الأمور تتعقد مع أبوها أكتر “
إجابتها عايدة ..” لأ طمنيها و قوليلها متخافش أكيد هيجي أنا واثقة ميه في الميه “
ردت والدة نسيم ..” ماشي يا عايدة لو في جديد بلغيني “
ردت عايدة ..” ماشي يا وفاء سلميلي على نسيم و قوليلها أني عايزة أشوفها يوم الفرح و لا الأميرات “
أبتسمت وفاء ..” الله يكون في عونك يا هارون من أمك و مراتك “
ضحكت عايدة ..” سلام يا وفاء “
أنهت المكالمة و أتجهت لغرفة مريم تسألها ..” مريوم ايه الأخبار كله تمام “
ردت مريم التي كانت تنهي دراساتها لليوم ..” أيوة يا ماما أشترينا الفستان و كل حاجة ماتقلقيش “
قالت عايدة..” طيب يا حبيبتي كملي إنتي مذكرتك و أنا هروح أعمل الأكل يمكن أخوكي يرضى يأكل النهاردة “
أبتسمت مريم ساخرة ..” يعني يا ماما مرضاش يأكل الأيام إلي فاتت هياكل دلوقتي بعد ما سديتي نفسه طب إزاي “
خرجت عايدة متذمرة ..” يووه مش هخلص منكم النهاردة أنا ماشية “
أبتسمت مريم لظهر والدتها و هزت رأسها بيأس و عادت لتكمل دراساتها...
******************
سمع طرق على الباب فاتجه إليه ليفتحه قائلاً ..” الصبر يالي ع الباب أنا جاي “
فتح الرجل الباب ليجد هارون واقفا أمامه بملامح وجه جامدة فسأله متعجبا ..” خير يا حضرة الظابط هو مش حضرتك أخدت قسيمة الجواز برضوا و لا أنا غلطان ..“
قال هارون بهدوء ..” ممكن أدخل يا سيدنا و لا هنتكلم كده من ع الباب“
قال الرجل القصير الذي قد عقد قرانه هو و نسيم عندما أحضره شوقي غصبا ..” أيوة يا حضرة أتفضل طبعاً أنا مكنش قصدي أبقى قليل الزوق بس أتخضيت لما شوفتك “
أبتسم هارون بقلق و قال ..” أنا جاي أسألك على حاجة مهمة و عايزك تفدني فيها “
هز الرجل رأسه ..” طبعاً أتفضل حضرة الظابط أعد و فهمني و قول إلي أنت عايزه و لو في إمكاني أساعدك مش هتأخر “
جلس هارون على مقعد صغير في الردهة الصغيرة و قال بهدوء ..” شوف يا سيدنا إلي حصل أني لما أخدت منك قسيمة الجواز ....“
سرد له هارون ما حدث معه و نسيم منذ أتم شوقي عقد قرانهم إلي أن طلقها أمام أبيها و أرسل إليها قسيمة الطلاق بعد أن أخذ منه قسيمة الزواج “
صمت الرجل قليلاً بعد أن أنهى هارون حديثه و قال بهدوء ..” و المطلوب يا حضرة عشان أفهم أنت بتحب مراتك و عايز ترجعها و لا هو بس عند و عايز تنتقم منها عشان هتتجوز واحد تاني غيرك و فضلت أنها تفضل مع أبوها على أنها تفضل معاك “
نظر إليه هارون بلامبالاة قائلاً ببرود ..” أنت شايف ايه “
أبتسم الرجل و هو يتطلع لملامح هارون الجامدة و قال ..” بتحبها يا حضرة الظابط بتحبها “
صمت هارون و لم يجب منتظرا الرجل أن يتحدث و عندما أطال الرجل الصمت سأله بحدة ..” في حل “
أبتسم الرجل قائلاً فهو متأكد أن هارون يريد إرجاع زوجته لأنه يحبها و ليس لينتقم منها ...” أيوة في طبعاً أكيد و معاك كل الحق ده شرع ربنا مش كلامي و لا مجمله مني هدورلك على عذر لا سمح الله “
صمت قليلاً ثم أكمل..” تعرف يا حضرة الظابط أنا كنت يا دوب بكتب كتاب أو أطلق دي كانت شغلتي و مكنتش أعرف حاجات كتير إلي تخص مسألة الجواز في الشرع و بسبب جوازتكم أبتديت أسأل في كل شئ يخص الجواز فأطمئن أن شاء الله ليها حل هو الفرح أمتي “
أجاب هارون ..” بعد يومين ده إلي والدتي قالته النهاردة الصبح “
فكر الرجل قليلاً ثم سأله ..” طيب أنت عايز تنهى الأمر قبل الفرح و لا أمتي بالظبط عشان أفهم برضوا “
قال هارون بمكر ..” لأ يوم الفرح هنروح سوا عشان الناس إلي متعرفش تعرف أنها لسه مراتي “
رد الرجل بهدوء ..” بس هى مش مراتك هى اه في العدة و مينفعش تتجوز واحد تاني بس في نفس الوقت هى طلقتك و مينفعش ترجعها إلا بموافقتها و عقد جديد و مهر جديد “
عقد هارون حاجبيه بقلق ..” يعني أنا مينفعش أرجعها غير لما توافق طب ليه “
رد الرجل ليفهمه ..” لأنك طلقتها و بعتلها ورقتها ..لو كنت رميت اليمين بس كنت تقدر ترجعها من غير متسألها “
تنهد هارون بضيق قلقا و خوفاً يخشى أن ترفض الرجوع له هل تحب ذلك المدعو هشام ألم تعد تحبه بعد ما فعل مسد صدره بيده بقوة شاعرا بالإختناق فسأله الرجل بقلق ..” أنت كويس حضرة الظابط حاسس بحاجة “
أجاب هارون ..” ماتقلقش أنا كويس أنا همشي و هجيلك بعد يومين نروح سوا عشان تبلغهم إلي قولته من شويه أتفقنا “
قال الرجل ناصحاً ..” طيب يا حضرة متروح قابلها و أتكلموا مع بعض و حلوا سوء الفهم يمكن الموضوع ينتهى على خير من غير دراما “
أبتسم هارون قائلاً بمكر ..” لأ يا مولانا نسيم بتحب الدراما و أنا عايز أعيشها واحد من أفلام الواقع إلي مشفتهوش قبل كده يلا أستأذن أنا و همر عليك “
هز الرجل رأسه موافقا ..” خلاص يا حضرة الظابط زي متحب “
رحل هارون تاركا الرجل خلفه حائرا من تصرفه هذا فهو يستطيع إنهاء الأمر دون إثارة المشاكل خاصةً أنه يقول أن والدها يرفضه و ما سيفعله سيذيد الوضع سوءا بالنسبة له ...
***************
بعد يومين
كانت جالسة بجوار هشام على مقعد مذهب فخم يدل على فخامة المكان المقام به العرس ترتدي فستان زفافها الأبيض الذي جلبته مع مريم أخت هارون كان طويل بأكمام محتشمة و تطريز على الصدر و الأكمام بحبات ألماس لامعه و زينة وجهها الهادئة التي أخفت قلقها عن الأعين و هى تنتظر قدومة مالت تحادث هشام قائلة ..” هشام أنا خايفة ميجيش و بابا ينفذ كلامه “
أبتسم هشام مطمئنا و هو يمسك بيدها يضمها عند صدره بحنان ظاهر و مكر خافي و هو يخبرها ..” ماتخفيش يا نسيم شوفي مين إلي واقف هناك ده عند الباب “
رفعت نسيم عينيها بصدمة و هى تنظر لهارون الواقف بغضب ينظر إليها و هشام ممسك بيدها فالتفتت إليه شاحبه بغضب و هى تهمس له ..” و ديني يا هشام لو الموضوع باظ أكتر مهو بايظ مهعتقك “
ضحك هشام الذي ترك يدها بعد أن نفضتها من يده قائلاً بمرح ..” مايضرش شويه غيرة يا نسيم شوفيه شايط إزاي “
أقترب منهم هارون و معه الكاتب قائلاً بسخرية و برود و هو يمسك نفسه حتى لا ينقض على ذلك الوغد الجالس بجانبها ..” بما أنك مستنتيش حتى العدة تخلص قولت الحقك قبل ما ترتكبي جريمة و تدخلي السجن “
تجمع حولهم بعض الحضور الذي تفاجأ هارون بوجودهم أمامه أمه و مريم شقيقته التي وقف بجانبها معاذ شقيق نسيم و بجوارهم والدتها و أبيها الذي قال ببرود ..” في إيه حضرة الظابط أنت جاي تبوظ فرح بنتي مش كفاية إلي حصلها بسببك “
رد هارون ببرود مماثل ..” أنا مش جاي أبوظ حاجة أنا جاي ألحقها قبل ما ترتكب جريمة “
أبتسم شكرى بسخرية مستفزه..” جريمة عشان هتتجوز ايه الجريمة في كده “
تدخل الرجل الذي عقد قرانهم من قبل قائلاً ..” يا حضرة الجوازة دي لا تجوز شرعا لأن بنت حضرتك لسه في شهور العدة و ده يمنع زواجها بآخر “
نظر شكرى لنسيم مغتاظا ظانا منه أنها أخفت عنه شئ ..” يعني هو مش طالما مدخلتش ملهاش عدة “
كانت تقف تنظر إليه بلهفة و عيناها تلمع بالدمع فهو قد أتى و لم يتركها تتزوج بآخر إذا هو يحبها و مازال يريدها ..قال الرجل بهدوء ..” فعلا عندك حق بس في حالة بنتك في حاجة إسمها عدة إحترازية و دي بتكون للأزواج إلي حصل بينهم خلوه و بنت حضرتك كانت مخطوفة و محبوسة مع جوزها في أوضه واحدة و على حد علمي مكنوش مربطين و لا حاجة و كانوا موافقين على الجوازة الله أعلم ايه إلي حصل بينهم وقتها و من هنا كشرع بنقول أن العدة دي أمان للطرفين لو حبوا يرجعوا يرجعوا لو حبوا يطلقوا بتستنى المرأة الشهور دي تخلص و بعدين تقدر تتجوز برحتها “
أحمرت نسيم عند تذكرها ما حدث بينهما فأخفضت رأسها بخجل و هى تسمع والدها يقول ...” ماشي يا سيدنا إحنا متشكرين أوي لتعبك و بنوعدك إننا هنستنى عدة بنتي تخلص و أجوزها و أعتقد أن هشام معندوش مانع يستني و لا إيه يا هشام “
أغتاظت نسيم فوالدها يدفع هارون كثيرا همت أن تتدخل عندما أنفجر هارون غاضبا ..” و مين قالك أني هسمح أنك تجوز مراتي لواحد تاني على جثتي ده يحصل حتى لو خطفتها و لا حتى قتلتلك عريس الغفلة ده “
أبتلع هشام غصة في حلقه و هو يتدخل رافعا يديه مستسلما ..” لا لا خلاص أنا مش عايز أتجوزها أنا بنسحب و أنت تقدر تخدها براحتك “
قال شكري متحديا ..” و مين قالك أني هوافق أجوزه بنتي دا واحد مغرور و وقح و ..“ قاطعته زوجته هامسة بجدية..” كفاية كده يا شكري جوز بنتك شكله شايط أرجوك عديها على خير “
رد بحدة ..” إنتي مش شايفة بيتكلم إزاي ده بيهددنا بدل ما يعتذر و يطلبها مني بأدب “
كان معظم الحضور قد شعر بالقلق خوفاً من حدوث صدام بين الرجلين فتدخل معاذ مهدئا الوضع ..” هارون خلاص الموضوع انتهى و تقدر تطلب نسيم من بابا و هو هيوافق “
نهره شكري ..” بطل تتكلم على لساني يا معاذ و أنا مقولتش أني هوافق“
فقال معاذ برجاء ..” بابا أرجوك “
زفر شكري بضيق و هو يعود للجلوس على المقعد و هو يمسك بيده كوب الماء الذي كان على الطاولة أمامه يهدء أعصابه فواضح أنه سيعاني مع زوج ابنته هذا تقدم هارون من نسيم ينظر إليها بعتاب و لوم و في عينيه نظرة قهر منها جعلت عينيها تدمع حزنا عليه لأنها ألمته رفعت يدها تلمس وجهه بحب و هى تهتف بحنان ..” حبيبي أنت رجعتلي أنت جيت هارون و مسبتنيش “
رد بعتاب ..” كنتي هتتجوزي غيري يا نسيم قوليلي قدرتي تعمليها “
هزت رأسها باكية ..” أبدا حبيبي أبدا “
ضحكت و هى تبكي و أندفعت تتعلق بعنقه تحتضنه بقوة قائلة بلهفة ..
” بحبك بحبك هارون “
ضمها برقة فرفعت وجهها لتقبله على وجهه و رأسه و فمه بجنون تحت نظرات الحضور الفاغره فاه و مريم و معاذ المصدومين و عايدة و وفاء الباسمتين و شكري الغاضب مما تفعله ابنته على الملأ أبتسم كاتب العقد منسحبا تاركا الجمع خلفه يتابعون هذه الدراما الواقعية
أمسك هارون يدها يبعدها عنه ضاحكا ..” بس يا مجنونة إحنا أدام الناس “
ردت نسيم برقة ..” بحبك حبيبي أنا كنت هموت من غيرك وحشتني وحشتني أوي “
رد بحنان ..” و أنا كمان يا عمرى كنت بتعذب من غيرك “
قالت بدلال و هى تقترب منه ..” واضح حبيبي واضح بأمارة أنك مكنتش عايز تكلمني “
دنا منها مجددا قائلاً بلهفة و هو يقبلها بجنون ..” أسف حبيبتي أسف سامحيني مش هتتكرر صدقيني “
ضمته بحب و هى تعاود إغراقه بقبلاتها مرة أخرى فهتف شكري بغضب
” و ديني لو بنتك محترمت نفسها هى و المجنون ده لأحلف أنه على جثتي يتجوزو “ فصرخ في وجهها مكملا ..” روحي روحي قوليلها تلم نفسها قليلة الأدب الوقحة هى و إلي معاها “
غمزت وفاء بعينيها لعايدة المستمعه لتذمرات شكري و أتجاها إثنتيهم إلى هارون و نسيم الغير منتبهين لما يقومان به أمام الحضور
قال معاذ لمريم المحمرة الوجه خجلا ..” عقبالك يا آنسة مريم “
شحب وجهها و هى تجيب بخجل ..” لا شكراً يا أستاذ معاذ لو على إلي شفته متشكرة أوي مش عايزة “
رد معاذ بمكر ..” يا خسارة أكيد كنا هنتبسط أوي أنا و إنتي “
شهقت بخجل و هى تستدير لتبتعد عنه ذاهبه جوار أمها الواقفة بجوار هارون توبخه على ما يفعل ..
زم هارون شفتيه بضيق و هو يستمع لحديث والدته التي تخبره أن يذهب لشكري معتذراً و يطلب يد حبيبته ..هز رأسه موافقا ..” حاضر يا ماما هعصر على نفسي لمونه و أروح أطلبها منه طبعا “
كان هارون يتحرك بجوار والدته و كأنه يحمل فوق كتفه جبالا وقف أمام شكري الجالس ببرود و هو يتنحنح قائلاً ..” عمي أنا عايز أطلب منك أيد نسيم بتمني أنك توافق “
وضع شكري قدم فوق الأخرى ببرود و قال ..” لأ طبعاً مش موافق “
وقف هارون صامتا ينظر إليه و نسيم تنظر إليه بصدمة و أكمل شكري قائلاً ..” غير لما تيجي عندي البيت و تطلبها مني زي أي عريس جاي يتقدم “
تنهد معاذ و مريم براحة و زفرت وفاء بحنق و أبتسمت عايدة بمرح و هارون يجيب بهدوء ..” حاضر يا عمي أنا تحت أمرك أكيد و دلوقتي ممكن أكلم نسيم قبل ما نمشي “
نظر إليه شكري بسخرية ..” اه أتفضل طبعاً هو بعد الفضايح إلي حصلت ممكن حاجة تانية تحصل أكتر من كده “
زم هارون شفتيه بضيق و أستدار حتى لا يوجه قبضته لوجه حماه العزيز أمسك بيدها و خرج بعيداً عن الحضور و قال مش كنا أتجوزنا النهاردة و خلصنا طالما الفرح جاهز هو لازم أبوكي ده يصعبها “
أخفضت رأسها خجلا قائلة ..” مهو مينفعش يا حبيبي أصل ده فرح هشام “
قال بغيظ ..” يعني ايه إنتي عايزاني أقتله دلوقتي يعني ايه فرح سي زفت “
أمسكت بيده لتخرجه للقاعة مرة أخرى لتريه وجد هشام جالسا و بجواره عروس أخرى و هما يلتقطان الصور معا مع الحضور فنظر إليها بغضب شديد ..” نسييييييم “
ركضت لتخرج تحتمي بوالدته فنظر إلى الوضع بفهم فعقد حاجبيه بغضب و هو يهتف بغيظ ..” نسييييييم“
كانت تضحك بمرح قائلة و هى تقف خلف والدته ..” شوفت المشهد ده في فيلم إيه يا نسيم فيلم إيه “
فقال هارون بمرح..” أكيد فيلم أقتل مراتي ولك تحياتي “
فقالت بدلال ..” هارووون “
ضحك صارخا بها و هو يرفع يديه للسماء ..” إنتي مجنونة مجنونة “
ضحك الجميع على جنونهم معا و تنهيدة راحة تخرج من صدورهم بأن كل شئ أصبح بخير
الخاتمة
كان يجلس أمامه صامتا يتطلع إليه بترقب في إنتظار رده على حديثه الذي أخبره به منذ قليل فقال شكري الجالس ببرود متجاهلا زوجته و والده لمحاولتهم التدخل لتهدئة الأمور التي على وشك الاشتعال و ه. يقول بإستنكار .." يعني ايه مينفعش تجيب شقة لبنتي و هتعيش مع والدتك و أختك في بيت واحد " ثم نظر لعايدة و مريم الجالستين بحرج و أكمل .." أنا مقصدش حاجة يا أم هارون أنا بس عايز مصلحة بنتي و إنتي لو مكاني هتعملي كده و أكتر "
ردت عليه عايدة متفهمة .." طبعاً يا أبو معاذ إلي أنت شايفة صح إحنا موافقين عليه و هارون معندوش مانع يجيب شقه و لا إيه يا هارون "
كتم هارون غيظه و قال بهدوء .." أنا مقلتش مش هجيب شقه لنسيم أنا قولت مش هنعيش فيها و هنعيش مع والدتى و أختي لأني مقدرش أسيبهم يعيشوا لوحدهم و
تمت بحمد الله