
رواية ما بين العشق والقدر الفصل الحادي والعشرون21 والثاني والعشرون22 بقلم هند صقر
يلا يا جماعة أنتو لسه ملبستوش.... وفين حياة وأدم
فاردفت فاطمة بهدوء :ياحبيبي لسه بدري علي معاد الغدا وبعدين أنت نسيت أن يحي خد أدم معاه للملاهي وأدم طبعا أصر أن حياة تبقي معاهم
فأضافت حور بلامبالاة وهي تقضم قطعه من الخيار في يدها :اه وأنا كمان مش هروح
فقطب أمجد جبينه ليقول باستفسار :ليه بقي أن شاء الله
فتنحنحت حور لتقول بهدوء :لاء يعني عادي واحد صاحبك عازمك عنده فأنا يعني ايه لازمتي في الموضوع.... وبعدين الامتحانات قربت وأنا عندي مذاكرة
فاردف بضجر: علي أساس أنا المذاكرة دي مقطعة بعضها معاكي مثلا .... وبعدين هو عزمنا كلنا والدته عايزة تتعرف علينا قبل ما ترجع البلد... وبصراحة سيف ده أكتر من صاحبي وياما ساعدني في الغربة... أجي أنا بقي وأقوله معلش أصل أختي مش عايزة تتعرف علي والدتك....
فقاطعته فاطمة قائلة بهدوء :خلاص يا أمجد كلنا هنروح
ثم وجهت أنظارها نحو حور لتقول بأمر :يلا ياحور قومي البسي وبطلي لماضة
فتأففت حور لتقول بضيق :بس يامااماااا....
فقاطعتها فاطمة بحزم :مبسش يلا
فنفخت حور بضجر للتحرك الي غرفتها مرغمة وهي تتمتم بكلام مبهم
.........................
سمع باب المنزل يطرق عدة طرقات فاتجه نحوه بحماس وعيني والدته تتابعه بابتسامة..... فتح الباب ليقول بابتسامة واسعة:أبو المجميج اتفضل ياعمنا.... وشايل ومكلف نفسك ليه ياعم
فاردف أمجد بابتسامة مرحة:كله من خيرك يا عطار
فافسح سيف له المجال للدخول وهو يقول بترحاب :طب أتفضل علي جوه متقفش كده
فخطي أمجد للداخل بهدوء بينما نظر سيف الي الخارج وهو يقول بتساؤل :هو أنت جيت لوحدك ولا ايه
فاجابه أمجد بنفي:لاء الحاجة طالعة ورايا علي السلم
فأصاب سيف خيبة أمل كبيرة من عدم مجيأها ليهدر بصوت جهوري :يامااماااا
فاتت والدته علي الفور وهي تقول بترحاب :يا أهلا وسهلا يابني أتفضل.... ماكنش له لازمة التعب ده والله
فقدم أمجد الاكياس التي يحملها لسيف وهو يقول بابتسامة :دي حاجة عادية مش مستاهلة ياطنط
فابتسمت له وهي تقول باستفسار :أمال فين الست الوالدة وبقيت العيلة الكريمة
فاردف قائلا بتوضيح :طالعة ورايا علي السلم شكل الاسانسير عطلان
ولم ينهي جملته حتي صاح :أهي ماما طلعت أهي
فالتفتت سمية نحو الباب لتهتف بترحاب:أهلا وسهلا أتفضلو أتفضوا
فالتفت سيف برأسه سريعا لتفتر ثغره عن أبتسامة واسعة عند رؤيته لمجيأها
................................
-أدم مبسوط أوي
فنظرت الي ادم الذي وهو يتزحلق مع الاطفال يبتسم بسعادة فاردفت بشرود:أيوة فعلا
ثم وجهت نظرها اليه لتقول بغموض :بس ياتري السعادة دي هتفضل لامتي
فرفع حاجبيه ليقول بعدم فهم:قصدك ايه
فنظرت اليه لبرهة قبل أن تقول باستهجان :قصدي أنك دلوقتي مهتم بأدم... بس بعدين.....
فهدر بجدية :مفيش بعدين أنا حياتي كلها لادم، وطول ما ربنا مديني نفس ؛فهكون موجود عشان أسعده وبس.... أنا معنديش غيره
فتقوس فمها بابتسامة ساخرة لتقول بتبرم: طب وبنتك وحياتك التانية.... هتقدر توفق بين كل ده أذاي... أ..
فقاطعها قائلا باستغراب :بنت مين وحياة تانية ايه....
فهزت رأسها قائلة بلامبالاة وهي تتحرك من أمامه :خلاص يا يحي
فجذبها بقوة من ذراعها موقفا اياه فنظرت اليه بشراسة علي أثر فعلته بينما تابع هو غير أبها لنظراتها :أنتي مش تقولي الجملة وتهربي بعدها، فهميني بنت ايه وحياة تانية مين
فنفضت ذراعها من قبضته لتهدر محاولة الحفاظ علي هدوءها الذي بدأ يتلاشي :قصدي واضح يا بشمهندس قصدي ياسمين مراتك وبنتك ولا فاكرني مش عارفة أنك أتجوزت بعد ما طلقتني بأسبوع
فقطب جبينه بضياع وهو يحاول فهم كلامها وكاد أن يتكلم ألا أن صراخ أدم أستوقفه فهرول الاثنان نحوه لتنحني حياة لمستواها وهي تهتف بتوجس:مالك ياحبيبي
فأشار الصغير نحو طفل أخر وهو يقول ببكاء :الولد ده ياماما زقني ووقعني علي الارض
فصاح الطفل الاخر بنفي:والله يا طنط مكنش قصدي.... أنا كنت بجري وخبطت فيه غصبن عني
فهزت حياة رأسها وهي تقول بهدوء :حصل خير
ثم مسحت دموع أدم وهي تقول بلطف:خلاص يا حبيبي معلش
فهز الصغير رأسه وهو يقول بألم :رجلي بتوجعني أوي يا ماما مش قادر أقف
فانح يحي نحوه ليقول باستفسار :أنهي رجل يا أدم
فأشار أدم نحو رجله اليمني قائلا:دي يابابا
فقطبت حياة جبينها وهي تقول بقلق هتعمل ايه يايحي فاردف بهدوء وهو يستقيم واقفا حاملا اياه بين يديه :يلا..هنروح لدكتور نطمن أحسن
فهزت رأسها لتتحرك خلفه بوجل
.....................
-أمي وأمك أنسجموا مع بعض وكأنهم صحاب بقالهم زمان
فضحك سيف وهو بقول بتقرير :فعلا... بس أنا كده مش متطمن خايف بصراحة ليتفقوا علينا....
فتنحنح أمجد ليقول بجدية:بمناسبة الموضوع ده أنا كنت عايز رأيك في موضوع كده
فقطب سيف جبينه ليقول باستفسار :موضوع ايه
فأردف أمجد بحماس: بصراحة كده أنا فكرت أتجوز
تهللت أسريره ليقول بابتسامة واسعة :بجد ألف مبروووك....
فهز رأسه ليقول بعبوس :بس في مشكلة
فعقد سيف ما بين حاجبيه ليقول باستغراب:مشكلة أيه
فزفر أمجد وهو يقول بتشتت: مش متأكد من موافقة العروسة وغير ردت فعل أمي..
فزاد أنعقاد ما بين حاجبي سيف وهو يقول باستفهام :لاء براحة علي وفهمني بهدوء لاني مش فاهم حاجة
فمط أمجد شفتيه ليقول موضحة :العروسة تبقي نجلاء صاحبت حور
فهز سيف رأسه وهو يهتف بتذكر :أيوه أيوة خدت عرفتها.... طب ما تمام كده مامتك هتعترض ليه و.....
فقاطعه أمجد بوجوم :المشكلة أنها مطلقة
فهز سيف رأسه بعدم تصديق ليتابع أمجد بتخبط:المشكلة أني مش عارف أخرجها من دماغي فكرت في الاول أنه مجرد أعجاب بس من ساعة ما شوفتها وهي لخبطت كياني وعلي طول شاغلة كل تفكيري لدرجة أني ساعات بروح عند بيتها في معاد مروحها من الكلية لما بكون عارف الميعاد وو......
فقطاعته سيف وهو يطالعه بجدية :أنت متأكد أن اللي أنت فيه ده حب حقيقي
فأومأ وهو يقول بقوة :مية مية
فرفع سيف كتفه ليقول بابتسامة :خلاص....يبقي كده مفيش مشكلة..... كل حاجة هتتحل...
فهز رأسه بتفهم وقد لمعت عينيه بأصرار وقد أدرك ما عليه فعله بينما ألقي سيف نظرة خاطفة نحو حور التي تجلس بجوار والدته قبل أن يحول نظره نحو أمجد ليقول بغموض:وأنا كمان يا أمجد عايز أعترفلك بحاجة وأطلب منك حاجة
.....................
جلست في غرفتها لتشرد في ما حدث اليوم ونظرات سيف التي كانت تلاحقها اينما كانت وتذكرت الموقف الذي جمعهما
فلاش باك
جذبتها قدميها نحو الشرفة عندما وجدت أندماج سيف ما أمجد وتلاحم والدتها مع والدة سيف فوقفت بها وقد شردت وهي تطالع السماء المتلبدة بالغيوم فالمنظر من هذه الشرفة جذاب لابعد حد ولكن لم تستطيع الاختلاء طويلا حيث جذبها من شرودها وتأملها ذلك صوته الاجش قائلا:عجبك المكان
فالتفت بتجاه الصوت لتجده يقف بجوارها علي بعد منها ليس بكبير فالتفتت لتطالع السماء مرة اخري وهي تقول بانبهار:بصراحة المنظر من هنا تحفة أوي
فابتسم ليقول بنبرة عذبة :المكان ده من أفضل الامكان اللي بحب أقعد فيها تقريبا مبتنقلش من هنا وخصوصا لم باكون محتار بفكر في شخصية عنيده ومزاجية ظهرت في حياتي فجأة وغيرتني 360 درجة
فتلبكت وقد أحست بناقوس الخطر فاردفت بتوتر وهي تتحرك الي الداخل :أنا هدخل أشوف مامه عايزة ايه
فابتسم وهو يشاهد خطواتها المتعجلة واذدات ابتسامته اتساعا عندما توقفت مكانها لتلتفت له بنظرة مشتتة قبل أن تتجه بتجاه والدتها
باك
تنفست بعمق وهي تحس بالرعب من هذا الشعور الغريب الذي يسري بداخلها و شرد تفكيرها الي كلام والدته عنه"سيف علي قد ماهو حمبري وحمقي بس مافيش أطيب ولا أحن من قلبه علي الكل فما بالك بقي باللي بيحبهم... يابخت اللي هتكون من نصيبه"نفضت رأسها سريعا وهي تلوي شفتيها بتهكم من تلك الافكار الغريبة التي تراودها لتستمع بانتباه للجلبة الاتية من الخارج فخرجت من غرفتها لتتحرك نحو الصالة لتشهق بصدمة وهي تتجه صوب أدم :يالهوي مالها رجلك
فاردفت حياة بهدوء :متقلقيش ياحور الحمد لله جت سليمة ده مجرد جزع بسيط
فضمته حور وهي تقول بعبوس :سلامتك يا اندومي ياحبي ألف سلامة عليك
فصاحت فاطمة بهدوء :طب يلا ياحياة خدي أدم علي أوضتك عشان يرتاح
فهزت حياة رأسها موافقة لتحمل أدم بين يديها وتتجه صوب غرفتهم ومن خلفها حور وكادت فاطمة أن تتحرك نحو غرفتها الا أن أمجد أستوقفها وهو يقول بثبات :ماما
فالتفتت اليها وهي تقول باهتمام :ايوة يا حبيبي
فاردف قائلا بجدية :كنت عايزك في موضوع
فهزت رأسها لتتحرك للجلوس علي الاريكة وهي تقول بهدوء :ايوة أنا سمعاك
فجلس بجورها وسكتت محاولا استجماع شجاعته قبل أن يقول بنفس الجدية :ماما أنا عايزة أتجوز
.........................
-ها نام
هتفت حور بصوت خفيض
فأومأت حياة بموافقة وهي تقوم بدثره جيدا بالغطاء لتتجه للجلوس بجوار حور علي السرير المجاور وهي تزفر بتعب فاردفت حور باستفسار :مالك يا حياة
فهزت رأسها وهي تقول بنفي :مفيش حاجة اليوم كان متعب بس شوية يلا أنا هقوم أنام جنب أدم عشان أقدر أصحي بدري للشغل
فاردفت حور بهدوء :تمام وأنا بردوا عندي كلية الصبح... يلا تصبحي عل....
بترت جملتها وهي تستمع الي صراخ والدتها القادم من الخارج فقطبت جبينها بخضة بينما أنتفضت حياة وهي تصيح بدهشة:هو في أيه
فرفعت حياة أكتافها وهي تقول بتقرير:مش عارفة.... بس شكل اليوم النهاردة مليان مفاجأت
.......
الفصل الثاني والعشرون
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-
-أنت أكيد بتهزر
هتفت بها فاطمة بصدمة
فاردف أمجد باعتراض:يامامااا أنا قولت لحضرتك أني بحبها وشايف أنها الانسانة الاصلح ليا وبعدين أنتي شايفاها وافقت
فصرخت فيه بامتعاض :حب ايه اللي بتتكلم عنه ده أنت شوفتها كام مرة ولا أتعرفت عليها اذاي .... حب من أنهي أتجاه ده
هتفت حياة وهي تتطالعهم بزهول:في ايه ياجماعة بتتخنوقوا وصوتكم عالي كده ليه
فالتفتت لها فاطمة وهي تصيح بضجر :تعالي ياحياة تعالي شوفي أخوكي بيقول ايه
فنظرت حياة لامجد وهي تهتف باستغراب:في ايه يا أمجد مزعل ماما ليه
فصاح أمجد بضيق :ماما زهقانة أني عايز أتجوز
فهدرت به فاطمة بحدة:أحترمك نفسك يا ولد أنت عارف كويس أنه يوم المني بالنسبالي... بس المشكلة في اللي عايز يتجوزها
فصاحت حور باهتمام:مين دي ياماما
فنظرت اليها فاطمة وهي تقول بامتعاض :نجلاء صحبتك يا هانم
فاتسعت عيني حور وهي تردد بصدمة :نجلاء
بينما تابعت فاطمة باستهجان:اذاي عايزني أوافق علي أنك تربط حياتك بواحدة مطلقة وأنت لسه مدخلتش دنيا
فهدر بصلابة:يا ماما أرجوكي متكبريش الموضوع دي مش مشكلة كبيرة أوي للدرجة دي
فنظرت اليه وهي تقول بتصحيح:لاء قولها قولها يا أمجد قول أني مش من حقي أعترض ولا أدخل في حياتك... يلا قولها واوجعني أكتر... قول أني خالتك مش أمك.....
فأقترب منها وهو يطالعها بأعين يملأها الوجع ليردف بألم:أنتي ايه اللي بتقوليه ده يا أمي.... ده أنا مانطقتش الكلمة دي غير ليكي، مقولتش ماما غير ليكي أنتي وبس.... من وأنا عندي خمس شهور لدلوقتي معرفش أم غيرك... ومبتمناش من الدنيا دي كلها غير رضاكي عليا وكل همي اني أفرحك.... لكن أنتي متخيلة أني قصدي أجرحك وأنتي اللي بتجرحيني ولاول مرة في حياتي بتحسسيني أني يتيم وأن أمي وأبويا ماتوا النهاردة......
قال جملته الاخيرة وهو ينظر اليها نظرات أصابتها في مقتل قبل أن يتحرك من أمامها بسرعة الصاروخ لينطلق الي الخارج غالقا الباب خلفه بقوة
لتهدر حياة بعدها بحزن ودموعها تجري علي وجهها كالشلال :ليه عملتي كده يا ماما.... ليييه
فارتمت فاطمة جالسة علي الكرسي خلفها لتهدر بانكسار:ما كانش قصدي أنا كل همي خايفة عليه وعلي مصلحته... لاني عارفة أنها هتبقي علاقة فاشلة ومش هتكمل... بعمل كده لمصلحته ولمصلحتها بس ما كانش قصدي أقول كده... لو الدنيا كلها أجتمعت وقالت انه مش ابني فهما كدابين أمجد ابن روحي وحياتي
أنتصبت واقفة لتمسك يد حياة وهي تنتحب بهلع :أعملي ايه يا حياة أتصرفي أنا خايفة يعمل في نفسه حاجة.... اه قلبي بيوجعني نظرته ليا كسرتني من جوه
فأقتربت حور منها لتحتضنها وهي تربت علي ظهرها بحنان ليبكوا معا بصوت مرتفع
لتردف حياة بثقة من بين دموعها:متقلقيش...... أن واثقة من أخويا مش ممكن يعمل حاجة تغضب ربنا وهيبقي بخير عشانا أمجد لا يمكن يتخلي عنا
........................
كان يجلس في الشرفة وهو ينظر الي السماء باستمتاع فكلامه مع أمجد اليوم أراحه كثير وفجأة دوي صوت رنين هاتفه ليعكر الاجواء فنظر الي شاشته ليهتف بدهشة:أمجد
ثم وضعه علي اذنيه وهو يقول مرح:ايه ياصاحبي لحقت أوحشك للدرجة دي
فاردف أمجد بصوت واهن:سيف ممكن تجيلي دلوقتي
فقطب سيف جبينه باستغراب ليجيب:مالك يا أمجد في حاجة حصلت ولا ايه
فرد أمجد بايجاز :مفيش حاجة كبيرة مشكلة بسيطة في البيت بس محتاج أكلم معاك
فسأل سيف باستفسار :بسبب الموضوع التي أتكلمنا فيه
فاجابه موافقا:ايوة
فاردف سيف بهدوء :طب أنت فين دلوقتي
فرد أمجد:أنا في............
فاردف سيف بهدوء :طب ما أنت قريب من البيت أهو.... خلاص تعال أنا كده كده قاعد لوحدي ماما رجعت البلد مع خالتي وجوزها من شوية ...... فتعال يلا أنا مستنيك
فنتفس أمجد بعمق وهو يقول:خلاص تمام أنا جاي
...........................
علي الجانب الاخر
جلست في غرفة الجلوس تنظر الي الصبغة الزرقاء التي بأصبعها بتوجس لا تعلم كيف وافقت أن تربط أسمها باسمه وهي حتي الان لم تتأكد من شعوره نحوها كيف أستطاعت عينيه التأثير عليها لتذهب كالمغيبة وتمضي بجوار أسمه لتصبح من اليوم زوجته ... أبتلعت ريقها بتوتر وهي تري باب الغرفة يفتح ليطل هو من خلفه بهيئته التي تسلب أنفاسها فنظرت أرضا لتخبئ أنظارها عن عيناه القاتلة بينما أقترب هو ليجلس بجوارها ليجذب كفي يديها المشتبكة ببعضها وهو يقول بنبرة عذبة:مبروك يا ايمان قلبي....
رفعت عينيها سريعا علي أثر جملته لتطالع عينيه العاشقة فزادت ضربات قلبها وهي تنظر اليه مشدوها غير مصدقة لما يحدث فتقوس فمه بابتسامة جانية ليقول باستفهام:ايه مالك
فهتفت وهي تطالع عينيه بانجذاب تمام :سليم انت أتجوزتني ليه
فاحتفظ بابتسامته وهي يقول بوداعة :عشان بحبك هي دي عايزة سؤال
فاتسعت حدقتي عينيها بزهول ونظرت خلفها لتتأكد من أنه يتكلم معها هي فابتسم من ردت فعلها بينما أدارت هي جملته في عقلها عدت مرات بعدما تأكد أنها هي الوحيدة الموجودة معه بالغرفة فانتشر الحمرة في أنحاء وجهها وهي تشاهد نظراته المصوبة نحوها فتهربت منه مخفضه نظرها للاسفل لتقول بعدم تصديق:أنت بتتكلم جد يعني مش متجوزني عشان الاتفاق اللي كان بين بابا وعمي من وأحنا صغيرين
فاجابها بهدوء شديد:أنتي قولتيها لوحدك وأحنا صغيرين بس أحنا دلوقتي كبار وأكيد يعني أنا مش من النوع اللي أتجوز واحدة مبحبهاش
فرفعت وجهها نحوه وهي تقول بطفولية :بس أنت مكنتش بتطيق تبص في وشي... وكنت دايما بتحسسني أني بعمل حاجات غلط.... يبقي أذاي بتحبني
فاردف وهو يطالع عينيها بحالمية:عشان كنت عبيط
فرمشت بعينيها عدة مرات وهي تتطالعه مشدوها فهز رأسه وهو يتابع :ايوة فعلا عشان كنت عبيط... كنت فاكرك كله ده لسه ايمان الصغيرة اللي مابتبطلش مشاكل ومقالب...
عقدت ما بين حاجبيها ثم سألت بتشتت:طب وايه اللي خالك تغيرك رأيك فجأة كده
فاردف موضحا:عشان حسيت أنك ممكن تضيعي مني
فزاد أنعقاد ما بين حاجبيها لتقول باستغراب :أذاي
فاجابها بغيظ:واحد يا هانم من فرح بنت خالتك اللي كنت فرحانة بيه جه وطلب ايدك مني تصوري دي
فتنحنحت هي بحرج لتخفض رأسها لاسفل مرة اخري وهي تقول بصوت خفيض:أشمعنا منك أنت
فابتسم وهو يضيف بتهكم :عشان الشخص ده دفعتي ولما عرف أنك قربتي جه وكلمني
فتسألت بخجل:طب وأنت عملت ايه
فرفع حاجبيه وقد تصلبت ملامح وجهه وهو يقول بصرامة:جت سليمة كنت هعمله عاها مستديمة بس ربنا ستر
فقهقهت عاليا وهي غير مصدقة لكلامه بينما طار هو مع ضحكاتها التي سلبت لبه وجعلته في مكان أخر ولكنه أستجمع نفسه ليقول بجدية مصطنعة :بتضحكي حضرتك
فأغلقت فمها سريعا لتقول بتلجلج :مش قصدي والله بس...
فضحك بصوت مرتفع ليقول بمشاغبة:بيعجبني أوي لما بتقلبي كتكوت مبلول فجأة كده
فوكزتها في ذراعه وهي تقول بغيظ:غلس
فرفع حاجبها وهو يقول بدهشة:لاء ده أحنا أطورنا أوي وبقينا نمد أدينا كمان
فانتصبت واقفة قائلة بتوتر:أحم أنا هروح أشوف ماما بتندهلي
فجذبها من ذراعها وهو يقول بتهكم:بتندهلك ايه أحنا هنضحك علي بعض.... يابت أنتي مراتي مرات الملازم أول سليم جودت يعني لما تكوني معايا تنسي كل الناس
فتنخبت خدودها بالحمرة من كليماته لتخفض نظرها أرضا بخجل ليطالعها هو بابتسامة واسعة وهو لا يصدق أن تلك الملاك التي تجلس أمامه هي زوجته وشريكة حياته من الان فصاعدا
...........................
سمعت صوت هاتفها يرن فتحركت بتجاه غرفتها لتبتسم بسعادة وهي تشاهد اسم أمجد يزين شاشته فردت علي الفور :أمجد أنت فين خضتنا عليك..... وماما مبطلتش عياط من ساعة ما مشيت..... بس أنت كويس طمني ساكت ليه
فتنحنح وهو يقول بمشاغبة :مش لما تديني الفرصة عشان اتكلم
فرفعت الهاتف عن اذنيها لتنظر الي شاشته لتتأكد من هوية المتصل قبل ان تضعه مرة اخري وهي تقول باستغراب :مين معايا
فاردف سيف قائلا بهدوء :سيف
فرددت ببلاهة :سيف مين
فابتسم ليقول:دكتور سيف
فنتنحنحت لتقول بحرج:هو مش ده تلفون أمجد
فاجابه مؤكدا:ايوة هو عندي دلوقتي أنا أتصلت عشان أطمنكم عليه
فهتفت باستفسار :بجد طب هو كويس ممكن أكلمه
-ايوة يا حور
فصاحت بسعادة عند سماعها لصوته:أمجد.....أنت كويس هتيجي امتي....... كلنا قلقانين عليك اوي
فاردف بهدوء :أطمني أنا بخير بس مش هعرف اجي النهاردة أنا هقعد عن سيف...
فقطاعته بوجوم :أمجد ماما من ساعة ما خرجت ما بطلتش عياط
فاردف بثبات:طمنيها ياحور وأنا هحاول أجي بكرة أن شاء الله
فصاحت بابتسامة :بجد....ده وعد
فاردف بايجاز :أن شاء الله ويلا سلام بقي روحي طمنيهم وناموا
فاردفت بمرح:علم وينفذ يابوص..... أنا قولتلك قبل كده اني بحبك ياواد انت
فالتوي صغره بابتسامة :سلام يا حور
فردت حور :سلام
ثم ركضت سريعا الي الصالة حيث تجلس والدتها وحياة لتصيح قائلة
-مااامااا يا ماماااا
فهتفت فاطمة باهتمام:ايوة ياحور ايه في أخبار
فاردفت حور بابتسامة :ايوة متقلقيش.... هو لسه مكلمني من هو عند دكتور سيف هيبات معاه النهاردة بس قالي هيجي بكرة ان شاء الله
فزفرت فاطمة براحة وهي تحرك صوب حور لتسألها باستفسار :طب هو كويس ياحور قالك ايه..... طب هو زعلان مني و...
فقاطعتها حور بابتسامة :ياستي والله هو كلمني وكويس وهيجي بكرة ان شاء الله ابقي اسأليه براحتك بقي
بينما وضعت حياة يديها علي كتفها وهي تقول بهدوء :ماما يلا قومي أرتاحي دلوقتي...... وذي ما أتفقنا وانتي عارفة أمجد قلبه طيب قد ايه
فهزت فاطمة رأسها وهي تقول بقلق :ماهو ده اللي مخوفني