
رواية ما بين العشق والقدر الفصل التاسع عشر19 والعشرون20 بقلم هند صقر
مبروووك يا عروسة
فنظرت ايمان الي حور وهي تقول بتململ :عروسة أيه ونيلة ايه بس
فقطبت حور جبينها لتقول باستغراب :مالك يا بت أنتي هتعيشي عليا الدور ده أنتي أمبارح بقأك ما أتقفلش من الابتسامة... وخدودك كانوا عاملين ذي الطماطماية... وعيناكي واه من عينيكي وأنتي بتسبلي لحضرت الظابط
فاردفت ايمان بعبوس:حضرت الظابط ايه ونيلة ايه ده كتلة جليدة متحركة
فقهقهت حور عاليا لتقول باهتمام :ليه بس ايه اللي حصل
فهزت ايمان رأسها لتقول بحنق:أمبارح ياختي بعد ما روحتوا فضل قاعد مع بابا لغاية ما طلع ومعبرنيش ولا بكلمة واحدة والنهاردة يتصل بدل مايقول كلام عدل لاء بيعاملني ذي المجرمين اللي خرجوا من السجن
فجحظت عيني حور لتقول بعدم فهم :اذاي
فاردفت ايمان بتبرم :قال ايه لازم اديله تقرير روحت الكلية امتي وهروح امتي... هيموتني يا حور أنا مش عارفة خطبني ليه من أساسه
فصاحت حور باندهاش :للدرجة دي.... يابنتي ما انتي ممكن اللي تكوني فاهماه غلط
فهزت رأسها لتقول باعتراض :لاء صح... وصح الصح كمان
فصاحت حور باستفسار :طب هتعملي ايه
فابتسمت ايمان لتقول بهدوء :عادي مش هو عايز تقرير يومي من عيوني هيستلم تقرير يومي لما هيشبع
فضيقت حور عينيها لتقول بتوجس :هتعملي ايه يا نصيبة عرفيني
فرفعت ايمان أكتافها لتردف بلامبالاة :ولا اي حاجة.... المهم هي نجلاء مجتش معاكي ولا ايه
فاردفت حور بنفي:لاء هتيجي علي المحاضرة الثانية بس تعالي انتي وفهميني هتهببي ايه
فصاحت ايمان بنظرات مبهمة:كل خير
............................
هبطت من الميكروباص لتتجه الي الجامعة فاخرجا هاتفها من حقيبتها يدها لتتأكد من الساعة ثم وضعته في مكانه مرة اخري وكادت أن ترفع رأسها لتتفاجأ بوجود شخص يقف علي بعد خطوتين منها فنظرت له لبرهة بصدمة وقررت أن تلتفت عائدة الا ان تراجعت في أخر لحظة بعدما لاحظت ذقنه الغير حليقة وملابسه الغير مرتبة هيئته كلها غريبة عليها فغمغمت بخفوت :طارق
فنظر اليها بنظرات مشتاقة فرجع بقدميها للخلف خطواة وكادت أن تستدير للهروب من امامه
الا انها صاح برجاء:نجلاء أرجوكي في موضوع عايز أتكلم معاكي فيه ياريت تسمعيني ومتهربيش
فنظر اليه بدون تعبير لتقول بجفاء:أسفة بس أنت فقدت الحق ده
فهز رأسه ليقول بوهن:عارف.... بس أرجوكي تسمعيني لانه موضوع يهمك قبل ما يهمني
فنظرت اليه بتردد ففهم نظراتها فأضاف برجاء:أرجوكي أنا ضميري بيعذبني ولازم أقولك علي الحقيقة عشان أنتي متستهليش مني كده
فعقدت مابين حاجبيها لتقول بعدم فهم :قصدك ايه
فاردف وهو ينظر الي عينيها بوجع :قصدي عن سبب تغيري ومعملتي ليكي وعن سبب اللي حصل في حياتنا كله
فترقرقت الدموع بعينيها وهي تقول بضيق :لو سمحت كفاية أنا مش عايزة أفتكر حاجة عن الماضي
فأغمض عينيه ليقول محاولا الثبات :الموضوع مش ذي ما أنتي فاهمة.... نجلاء أنا كدبت عليكي
فهزت رأسها وهي تطالعه بعدم فهم فاسترسل هو :العيب في الخلفة كان مني أنا مش منك
فزاغت نظراتها بعدم فهم ليتابع هو بجزع:لما أتأخرتي في الحمل وعملنا التحاليل ان اللي روحت عشان أجيب النتيجة وللاسف كان ده أسوء يوم في حياتي لان النتيجة كانت بتقول أني أنا اللي عندي مشكلة ومستحيل أني أخلف ساعتها الدنيا كلها أسودت في وشي.... صدقيني صعب أوي علي اي راجل أنه يحس أنه عاجز في موضوع ذي ده
فاردفت ودموعها تنهمر من عينيها بقوة لتشير الي نفسها وهي تسأل بصدمة وتشتت :طب وأنا
فمطت شفتيها ليجيبها :كانت تحاليلك كلها سليمة ومعندكيش مشكلة
فارتخت شفتيها السفلي لتنظر اليه بزهول قبل أن تردف بتخبط:يعني كنت كل السنين دي مخدوعة يعني.... يعني اللي يوم اللي جيت وقولتلي أني عاقر كان كدب...
فأخفض رأسه أرضا ولم يعلق فاسترسلت هي بوجع :ياه قد ايه أنا كنت غبية ومخدوعة فيك.... اذاي مقدرش أفهم سبب عياطك وخوفك أني أنا اللي أسيبك أذاي كنت غبية لما أهدرت في كرمتي وفرطت في حق نفسي لما كنت بتطاول عليا بالكلام أو بالايد اذاي كنت غبية لما كنت بخاف علي شعورك انت قبل شعوري وكنت دايما بخلقلك أعذار وهمية لاني دايما كنت بحس بالنقص واني حرامك من حاجة انت تستاهلها أنت كسرتني لما عرفتني أن كل التضحيات والاعذار اللي فاتت دي مكنش ليها أساس ولا لازمة ياأخي حرام عليك....
فقاطعها بقوة مصطنعة :نجلاء كفاية
فهدرت وجسدها ينتفض من الانفعال :كفاية ايه بالضبط.... ها قولي كفاية ايه.... اه ولا يمكن تكون عايز تكمل ضربك يلا أنا وافقة قدامك اهو أضرب تعال مستني ايه يلا أكسرني أكتر... يلا مستني ايه
فنظر اليها نظرة أخير تحمل الكثير قبل أن يندفع من أمامها تاركا اياها غارقة في دموعها ولا تقوي علي الحركة
..........................
-حور نجلاء مجتش ليه لدوقتي معقولة متجيش أخر محاضرة لدكتور سيف
فغمغمت حور باستغراب :والله مش عارفة يا ايمان أنا كمان مستغربة
فاردفت ايمان بقلق:طب ما تتصلي بيها
فهزت حور رأسها لتقول :أتصلت بس ما بتردش
فاردفت ايمان بخفوت:خلاص اسكتي الدكتور دخل لما نخلص هنكلمها سوا أو نروحلها البيت
فهزت حور رأسها لتلتفت الي ذلك الذي عينيه لا تبحث عن سواها فقطبت جبينها باستغراب عندما تلاقت أعينهما بينما ابتسم هو برضا ليبدء بعدها في الشرح لتدون هو ما يمليه عليهم ولكن قلبها يخفق بأضطراب عندما تدرك عينيها علي نظراته التي تقع عليها بين الحين والآخر هي دون سواها
.....بينما ابتسم هو بعد أنتهائه من الشرح ليقول بت:وبكده نكون خلصنا المادة ووضحتلكم المهم فيها فلو في اي استفسار يعرفني
نظر الي الوجوه الساكنة أمامه فاردف بابتسامة :طب تمام كده يبقي مفيش مشاكل....يارب أكون أفدتكم علي قد ما أقدرت
ثم ركز نظراته نحو حور ليقول بغموض:وهتوحشوني لحد الترم الجاي
فنظر الطلاب الي بعضهم البعض باستغراب بينما رمشت حور بعينيها باضطراب فابتسم بتسلية وهو ملم هو أغراضه ليقول بهدوء :تقدروا تتفضلوا
فاندفع الطلاب الي الخارج فورا بينما تحجر حور مكانها وهي تتطالعه بنظرات شاردة فوكزتها ايمان في كتفاها وهي تقول بتململ:أنتي لازقتي ولا عجبتك القاعدة ما تتحركي يا أمي خلينا نمشي
فادركت انها لم يتبقي سواهم في القاعة فانتفضت واقفة لتنظر اليه لبرهة قبل تتحرك ومن خلفها ايمان محاولة الخروج قبل أن...
-حور
وها قد تحقق أحساسها فالتفت لتبتسم بسماجة وهي تقول :ايوة يا دكتور
فكتم ابتسامته ليردف بهدوء :احم....كنت حاسس أنك مش مركزة في المحاضرة النهاردة
فعقدت ما بين حاجبيها لتقول باستغراب :أنا لاء مفيش حاجة... وبعدين يادكتور أنا طالبة ذيي ذي غيري فمفيش داعي لاهتمام حضرتك الزياد
فتقوس زاوية فمه ليقول بابتسامة جانبية :ومين قال أنك مميزة
فاحتقن وجهها لتنظر الي بغيظ ليضيف هو باستمتاع من نظراتها:أمجد وصاني عليكي وأنا بعمل ذي ما قالي بس لو ده مضايق فخلاص ذي ما تحبي
قال كلماته ليتخطاها مبتعدا بدون ان يسمع رد من ناحياتها
...........................
الو ايوة يا عصام أنتي فين.... طب تعال دلوقتي.... مفيش لما تيجي هقول....يوه يا عصام بقي لما تيجي
أغلقت أمال الهاتف بعد مكلمتها مع زوجها لتتحرك بعدها في الصالة ذهابا وأياب لمدة ربع ساعة وتوقفت عند سماعها لصوت إنفتاح الباب فتحركت نحوه بخطوات سريعة وهي تقول بضيق:كل ده يا عصام أتأخرت ليه
فدلف الي الداخل ليقول باندهاش:في ايه يا أمال بالظبط ايه اللي حصل وجبتيني علي ملي وشي ليه
فمصمصت شفتيها لتقول بوجوم :نجلاء
فقطب جبينه وهو يقول بهلع:مالها حصل ايه يا أمال أنطقي
فأضافت بحزن:من ساعة ما جت من الكلية وهي قاعدة في أوضتها ومش مبطله عياط و.....
لم يمهلها الفرصة للتكملة بينما هرول سريعا الي غرفة ابنته ليفتح الباب ويندفع الي الداخل وهو يصيح بقلق :نجلاء
فرفعت له نجلاء عينيها الممتلئه بالدموع فنظر اليه بصدمة ليقترب منها وهو يقول بهلع:مالك يا عيون أبوكي
فهتفت بصوت متحشرج من بين بكائها :بابا أنا تعبانة أوي
فجلس علي السرير بجورها ليقول بوجع:مالك بس ايه اللي حصل
فاردفت قائلة بألم:أحضني يا بابا...
فجذبها لاحضانه فصاحت به قائلة برجاء: أحضني أوووي محتاجة حضنك
فشدد من أحتضانها وهو يقول وهو يقول بحزن من هيئتها فهو لم يرها بهذه الحالة في أضعف حالتها حتي عند أنفصالها عن طارق :بس لو تقوليلي مالك... مشكلتك أنك طول عمرك كتومة...لازم تتكلمي يا بنتي عشان متتعبيش وتتعبينا معاكي
فلم يأتيه جوابا منها سوي انها اذدادت من تمسكلها به فملس رأسها بحنان لفترة فهدءت شهقتها رويدا رويدا حتي أستمع الي صوت تنفسها المنتظم فادرك ذهابها في النوم فحاول تحرير نفسه من يديها المتشبثه بيه بحذر ليهيأ لها وضعية نوم مريحة ليتحرك بعدها الي الخارجة بخطوات حذرة مغلقا الباب خلفه بهدوء
..............................
-لاء بصراحة أدهملك صح
أستفاقت حور من شرودها لتنظر الي ايمان بعدم فهم :قصدك ايه
فرفعت ايمان أكتافها لتردف بلامبالاة :لاء ياختي وأنا مالي
فهدرت بها حور بحدة:ايمااااان
فامطت ايمات شفتيها لتقول بضجر :أتصلي بنجلاء يا حور وفكي مني أنا مش عايزة دماغي تبوظ قبل المعركة
فرفعت حور حاجبيها وهي تقول باستفهام:معركة ايه
فصاحت ايمان بتذكر :الله وتتصلي أنتي ليه تصدقي نسيت أن عندي رصيد يكفيني ميت سنة قدام ده لو فضل في الواحد نفس لميت سنة
فقطبت حور جبينها لتقول بتململ :يابت أنتي مالك النهاردة كلامك مش مفهوم ليه
فاردفت ايمان وهي تجذب هاتفها من شنطتها :مش مهم...مش مهم
-الو ايوة يا نجلاء.... عمي .... أمال فين نجلاء.... طب يعني هي كويسة أكيد.... طب تمام وابقي بلغها اننا كلمناها.... خلاص تمام...... و عليكم السلام
فنظرت اليها حور باستفسار فاردفت ايمان بهدوء :عمي عصام اللي رد قال انها تعبانة شوية وكسلت تيجي
فهتفت حور بعدم أقتناع :طب ليه هو اللي رد عليكي
فاجابت بهدوء :بيقول أنها نايمة
فمصمصت حور شفتيها لتقول بامتعاض :مش عارفة بس قلبي مش مطمن
فهزت ايمان رأسها لتقول :ياستي نبقي نكلمها بكرة ونفهم منها ولو كده نبقي نروحلها
فأومأت حور لتقول بتعب :خلاص يلا نروح.... واحنا ماشيين كده تعرفييني معركة ايه وهبل ايه اللي بتتكلمي عنها
فابتسمت ايمان لتقول بغموض :ماشي يلا
الفصل العشرون
-_-_-_-_-_-_-_-_-
-روحتي
فاجابته بحماس:اه تمام.... وياه كان يوم فظيع من أول ما خرجت وأنا مش مرتاحة كده المهم روحت ركبت الميكروباص وبعدين...... ومشيت الشارع لغاية الجامعة....
فقاطعها قائلا بملل:خلاص تمام المهم انتي دلوقتي في البيت
فاجابته باستمتاع :اه تمام... بس استني بس مكملتلكش ودخلت الكلية وأول محاضرة كانت مملة الدكتور قعد يشرح فيها.......... وبعدين.........
فقاطعها بضجر :خلاص تمام بس كنت.....
فردت قائلة بسرعة ولم تترك المجال له ليتحدث :و.......وكله كوم والمحاضرة الثانية كوم.......... و.....واه المحاضرة الثالثة حصل فيها حاجات.....أنت روحت فين.....
فاردف وهو يتثائب:تصبحي علي خير يا ايمان
فقطب جبينها لتقول باستغراب :ليه هي الساعة كام دلوقتي
فلوي ثغره ليقول بتهكم :تقريبا 9
فصاحت بدهشة:يالهوي كل ده... بس أنا لسه مكملتلكش علي اللي حصل...
فهتفت ببراءة بعدما أحست بانقطاع الخط :سليم... سليم
فقفزت وهي تتمايل بخصرها لتقول بنشوة :ياسليم ياسليم أما وريتك
ثم حكت حنجرتها لتقول بنهاك :يالهوي ده أنا بعاقب نفسي مش بعقبه أه يا أحبالي الصوتي اه ياني
...........................
-صباح الخير يا بابا
فرفع رأسه من علي الجريدة التي يطالعها لينظر اليها بابتسامة من تبدل حالها :صباح الفل والياسمبن علي أحلي عيون لاحلي نوجة في حياتي... ايه شايفك لابسه أنتي راحة الجامعة ولا ايه
فهزت رأسها لتقول بنفي :لاء هروح لحور بيقولوا نتيجة الترم الاول هتظهر علي النت النهاردة فهروح أشوفها عندها
فابتسم ليقول موافقا :بجد طب ربنا معاكي ما يلا روحي عشان تلحقي تقعدي وتيجي بدري
فنظرت حولها لتقول بتساؤل :بس مش لما أقول لماما الاول
فاجابها بنفي:لاء يا حبيبتي روحي أنتي وأنا هقولها
فقبلت جبينه قبل أن تتحرك مبتعدة لتقول :يلا سلام عليكم
فرفع يده عند أبتعادها ليقول بتضرع:ربنا ينجحك ويفتحلك أبواب السعادة والفرحة ويهديلك حالك ويريح بالك ويحبب فيكي خلقه يا بنت قلبي
........................
-سليم أنا تعبت من تحكماتك دي
فاجابها سليم باقتضاب :وأنا قولتلك يا نجلاء مينفعش تروحي لبيت حد ولو وعلي النتيجة أنا هتصرف وهجبهالك يا ستي
فزفرت بضجر وهي تصيح باعتراض :الموضوع مش موضوع نتيجة... نجلاء هتروح وأنا كمان عايزة أروح أنا طول الاجازة قاعدة في البيت وحتي لما الترم الثاني بدء ببقي من البيت للكلية ومن الكلية للبيت أنا زهقت بقي....
فصاح بها ببرود :وأنا قولت مفيش مرواح يا ايمان
فهتفت باستنكار :وليه بقي أن شاء الله
فاردف بنفاذ صبر :مش صحبتك دي ياهانم اللي أخوها وصلك بعربيته قبل كده
فقطبت جبينها بتفكير قبل أن تردف بتذكر:ياه أنت لسه فاكر
فاردف بهدوء :ايوة وخلاص كلام وأنتهي ومفيش مرواح لحتي يعني مفيش مرواح ويلا أقفلي بقي عشان عندي شغل
فنفخت بضيق قبل أن تردف بتحدي:لاء هروح أنا هستاذن بابا وأنا واثقة أنه هيوافق وهروح وساعتها يبقي منك ليه بقي بس ها
فصاح بحدة تكاد تجذم أنها خرقت طبلة اذنيها :اياكي تعملي كده ليه مخطوبة لسوسن حضرتك مليش كلمة عليكي مثلا
فاردفت بعناد :اديك قولتها اللي بنا مجرد خطوبة فخلاص بقي
فهز رأسه هاتفا بحنق :بقي كده.... يبقي خلاص جهزي نفسك لاني هكلم عمي وكتب الكتاب هيكون بكرة يا بعده بالكتير وساعتها بقي هنشوف هتسمعي كلمتي ولا لاء يا استاذة ايمان
-ولا انت ياض.... ياحوستي... يا نهار بنفسج....ده قفل... أنا ايه اللي هببته ده أنا عارفها قد كلمته طلاما قال كتب كتاب يبقي كتب كتاب وابقي اتفلحسي وعاندي بقي يا ايمان.... ده هيظبطك... بس المشكلة اني لدلوقتي معرفش هو خطبني ليه اصلا.... ياتري بيحبني... ولا... لاء...
خبطت رأسها لتقول معنفة :ياهبلة أنتي في ايه ولا في ايه .....طب أعمل ايه.... ها أعمل ايه... الخطوبة وكان مقدور عليها لكن كتب كتاب... كتب كتاب.... عاااااا... ده أنا كده هلبس رسمي وعمك الحاج فهمي ونظمي شاهدين ...
..........................
طرقت باب المنزل بهدوء فركضت حور سريعا لتفتح وهي تقول بابتسامة واسعة :نوجة حبي تعالي ادخلي
فلدفت نجلاء بخطواتها الهادئة وقد تحركت حور أمامها وهي تقول بحماس: تعالي نقعد في أوضتي لغاية ما الهبلة ايمان تيجي
فاردفت نجلاء بملل:يابنتي ارحمي دي لو سمعتك
فرفعت حور حاجبيها لتقول بلامبالاة :ما تسمعني... بس لما تجيلي السوسة اللي فينا دي هي اللي هتجيب تقدير أنا عارفة
فابتسمت نجلاء وهي تتبع حور نحو غرفتها ولم تدرك ماذا فعلت ابتسامتها بذلك الذي يقف من بعيد يتابع الموقف بمشاعر متضادة
..........................
-ايه ياحبيبي قررت هتعمل ايه
فهز رأسه ليقول بشرود :مش عارف ياماما أنا طول الفترة اللي فاتت كنت بحاول أصلح صورتي عندها لاني في الاول حصل بينا سوء فهم كتير
فربتت والدته علي كفه وهي تقول بترقب:طب وبعدين قررت هتعمل ايه مأنش الوقت
هز رأسه ليقول بابتسامة :ان شاء الله ياماما....هشوف الفرصة المناسبة وهفاتح أمجد في الموضوع
فاقترحت قائلة :طب ايه رأيك تعزمهم عندنا علي الغدا وأهو بالمرة تبقي فرصة كويسة أتعرف علي أمجد وعليته وبالمرة أشوف حور
فاتسعت عينيه ليقول باعجاب:تصدقي فكرة حلوة
ثم هب واقفا ليقول بحماس:أنا هروح أكلمه دلوقتي
فابتسمت من سعادته البادية من عينه بينما تحرك وهو يفكر فيها وفي الفترة الفائتة وأسلوبه الجديد في التعامل معها فهو أصبح يعرفها جيدا فهي من النوع الذي لا يحب أن يكون مهمشا وهو لعب علي هذا الوتر في الفترة الاخيرة بشكل جيدا جدا فبدلا من الاهتمام بها والبحث عنها بعينه والاهتمام بها غير تلك الطريقة ليتحلي بالجمود الظاهري وقد رأي من خلال نظرات عينيها التي يحفظها جيدا تأثير ذلك عليها جيدا ولكن حان الوقت لاعلان الهدنة لتنتهي تلك الحرب بالشكل الذي يريده وتصبح تلك الحور سيدة بيته وحياته كما أصبحت سيده قلبه
............................
-قولي بجد أنتي كان مالك الفترة اللي فاتت وفي فترة الامتحانات بالتحديد
فابتلعت نجلاء غصة عالقة بحلقها لتقول بنفي:مفيش ياحور... ليه بتقولي كده
فصاحت وهي تطالعها بنظرات قوية :نجلااااء احكي..... انتي فكراني مصدقة ضحك وكلام اللي بتحاولي تخليه طبيعي ده أنا شايفة حاجة في عنيكي حاجة وجعاكي بس بتحاولي تخبي
فتنهدت نجلاء لتقول بتعب:كنت عايشة في أكبر كدبة في حياتي
فرفعت حور حاجبيها لتقول باهتمام :ايه اللي حصل
فاردفت نجلاء بوجع:الاول كنت مفكرة انه الراجل الشهم اللي مرديش يتخلي عن واحدة عاقر ذيي و أستحمل أنه ميكونش أب وكمان يفهم الناس اننا مأجلين الحمل بحجة دراستي و كل ده عشان بيحبني وميجرحنيش وفجأة واحدة واحدة بدأ يتغير يسهر بره ساعات كمان كان بسبني بالايام ولماوبيكون موجود كان بيحاسبني علي أقل حاجة دايما زعيق وخناق واحيانا ضرب.....
عضت علي شفتيها بألم لتتابع بسخرية :ولكل ده كان مجرد كدبة... قبل الامتحانات بالتحديد في اليوم اللي غبت فيه ظهر قدامي فجأة وقالي ................
فجحظت عيني حور بصدمة لتقول باستنكار:ياه كل ده حصل وكان في قلبك وساكتة
فاردفت نجلاء بنظرة خاوية :خلاص مبقاش فيه حاجة أتكلم فيها.......
فجذبتها حور نحوها لتحتضنها بقوة وهي تبت علي ظهرها بحنو بينما في الجانب الاخر تصنم أمجد مكانه أمام باب الغرفة النصف مغلق حيث كان متجها نحو غرفته بعدما سمع رنين هاتفه فاستمع بالصدفة للحوار كاملا
.......................
بينما كانت حياة جالسة في الاتيله تتابع العمل بنفسها ولكن عقلها كان شاردا في ماحدث لحياتها يحي وظهوره المفاجئ وأسلوبه وشخصيته اللي لم تتغير فهي بدءت حقا تخاف من نفسها فوجوده في حياة أدم وتعلق أدم الشديد بيه يرعبها فمهما كان فهو أولا وأخرا أنسان متزوج وله أسره وطفلة لا تنكر أهتمامه الحقيقي بادم وكأنه ابنه الوحيد ولا يملك أطفال سواه فمعظم وقته يقضيه معه تحس بالتخبط حقا فكيف له ان يكون بهذا القدر من الحب تجاه أبنها وعندما ذهبت لاخباره أعلمتها والدته بانه يكرهها ويكره كل ما يخصها ولا يهتم بوجود أدم أو عدمه.........
.............................
-مجتيش ليه يا منيلة أمبارح ومردتيش علي تليفونك ليه.... يلا كده كده النتيجة منزلتش
فعبست ايمان بجهها وهي تقول:اسكتي بالله عليكي يا حور أنا هموت من الخوف
فعقدت حور مابين حاجبيها لتقول باستغراب :مالك يا ميمو في ايه
فأضافت نجلاء بتساؤل هي الاخري :في ايه يا ايمان مالك
فاردفت ايمان ببكاء طفولي:الواد ابن المجانين لما قلتله اني هجيلك مرديش... فانا ايه بقي احط الشبشب في بقي ولأسكت لاء ميصحش والا مبقاش ايمان....المهم عندت معها وانه بالمفتشر ملوش حكم علي دي مجرد خطوبة.... الواد دماغه طارت وقال هيكتب كتابنا... وعمالة أتصل عليه من أمبارح بيردش
فقهقت حور عاليا لتقول باستمتاع :وربنا أنا بموت موت في حياتك أنتي وهو... تصدقي أنتو لايقين علي بعض موووووت
فلوت ايمان شفتيها لتقول بتبرم :اه أضحكي أضحكي أصلها نقصاكي
ثم وجهت نظرها الي نجلاء لتقول :قولي أنتي يا نوجة أعمل ايه
فصاحت حور بملل :يابت هو أنتي بطة شرشيري مثلا.... أتخطبي لده يا ايمان تقاقي... أتجوزي ده يا ايمان تقاقي.... ماترفضي
فاردفت نجلاء بتريث:استني ياحور.... انتي بعد ما أتخطبتيله.... فكرتيش ليها تكلمي بباكي وتقوليه أنك مش قادرة تكملي... أنتي موضوع المحاولة مجربتهوش.... ده دليل أنك مش عايزة الموضوع يتفشكل وفي نفس الوقت خايفة ليتم....شوفي ايه اللي قالك يا ايمان وحليه لان الجواز مش لعبة.... لو بتحبيه وواثقة أنه بيحبك كملي ولو شاكة واحد في المية انك مش هتقدري.... يبقي خلاص حاولي والمحاولة مش هتخصرك
فشردت ايمان في كلامها فهي رغم تشككها في حبه الا انها تعودت عليه وعلي تحكماته وغضبه علي كلامها معه بالساعات تسرد له تفاصيل يومها.... فمثل ما قالت نجلاء هي لو كانت لا تريده لكانت أحتجت وحاولة علي الاقل وتكلمت مع والدها في ذلك فوالدها ليس بذلك السوء صحيح أنه يحب سليم ولا يرفض له طلبا ولكنها هي ايضا ابنته ولها تأثير عليه ربما أوهمت نفسها من البداية باستحالة تغير قرار والدها لانها.....