رواية أزهار الفصل الثامن8 بقلم نرمين قدري

رواية أزهار  بقلم نرمين قدري

رواية أزهار الفصل الثامن8 بقلم نرمين قدري

ظل ماجد واقف يفكر مكانه بضعت دقائق وهو مازال في حال من الزهول ولكن حب فضوله سيطر عليه ماذا كانت تفعل في أوراق بهاء هل هي عميلة لمكت ترجمة اخر وتود أن تنقل له عملنا أخذ عقله يأخذ ويعطي ولكن دون جدوى لم يلقي رد أو اجابه ولكنه حسم الأمر وقرر أن ينزل الي أسفل كي يكتشف بنفسة ماذا كانت تفعل 

انتهز ماجد انشغال ازهار في المطبخ ونزل مسرعا للمكتب و بدأ  يتفحص الاوراق من على مكتب بهاء ولكنه وقف مرة أخري ولكن هذه المرة أكثر زهولا و دهشه لقد تم تخليص كل العمل المتاخر وبحرفيه تامة 

ومن هنا ازاد يقينه أنها ليست مجرد مدبرة مكتب أن وراها حكاية كبيرة 


وعلي الجانب الآخر في صعيد مصر الجواني وداخل أحدي السريات يقف اسماعيل يشطاط من الغيظ و قد احمر وجه من شده الغضب ويقول بحقد:

بقي حته عيله تلبسنا كلاتنا طرح والله واللي خلق الخلق لهدفنها مطرح ما هلاقيها انا اسماعيل القناوي تسبني حته بت عيله ومتتجوزنيش 

ترد عليه عمت البنات وبنفس نبرة الغل :

هو ده كل اللي همك انك متجوزتهاش ومش همك ورثها اللي بلملاين اللي المجلس الحسبي جمده عنده و أننا طلعنا من المولد بلا حمص 

يلتفت إسماعيل لها ويقول بنفس الغضب:

جرا ايه يا امي منا كنت لما اتجوزها هكوش علي ده و هيكون بتاعتي بس برضك البت ذي حتة الملبن مش شبه جوز الغفر اللي حداي في دوار علي الاقل كنت هعيش وياها اهنه في سرايا بدل الخرابه اللي عايش فيها 

ثم رفع راسه وكأنه تذكر شيء  ثم قال بعين يلمع فيها بريق الطمع :

الا قولي بالحق يا ما  هي السرايا دي اية مصيرها 

تنهدت العمة وقالت بشماته:

انهد ومتحلمش السريا اتحطت تحت الحراثه وهتنققل من بكره 

هرش اسماعيل في راسه وقال بمكر: 

بقولك ايه ما تقومي اكده تدعبسي في أوض البنات يمكن تلاقي حتة دهب كده ولا كده ده ابوهم الله يجحمة كان مغرقهم دهب تقولش برنسيسات 

عوجت العمة فاها وقالت:

مش مستنياك تقولي البت قبل ما تهرب نفضت البيت من الدهب والفلوس كمان طلعه واعية شبه امها تربية نوال حتطلع ايه يعني اهم غاروا وريحونا


وفي الإسكندرية

فاق ماجد من ذهوله و رتب الاوراق كما كانت   و اغلق المكتب وصعد لاعلي كانت ازهار قد انتهت من شغل البيت و ذهبت  الي غرفة رقيه تساعدها في النوم ولكن غلب عليها النعاس من شده التعب 

دخل ماجد عليهم لكي يطمئن علي رقيه مثل المعتاد و جد أزهار في ثبات عميق من النوم و وجد رقيه تراقبها و تتفحص ملامح وجهها وهي مبتسمة 

دخل ماجد و سوف يتحدث أشارت له رقيه أن يصمت كي لا يوقظ ازهار

انسحب رقية بخفة من بين يدي ازهار وخرجت مع والدها وقالت بابتسامة :

خير يا بابي كنت عاوز حاجة 

ابتسم ماجد وحملها وقال :

هو انا لازم اخش عندك لما اعوز حاجة انا كنت داخل اطمن عليكي زي كل يوم بس ايه اللي نيم ازهار هنا المفروض كانت تنام تحت 

قالت رقية :

هي دخلت معايا غيرت ليا هدومي واخدتني في حضنها تحكي ليا حدوته يادوب لسة هتحكي هي اللي نامت


ضحك ماجد بشده علي طريقة رقيه في الحكي قال لها: 

-طايب يا لمضة هانم هاتي بوسة وخشي براحة نامي جمب ازهار وخالي بالك تصحيها شكلها تعبانه قوي

هزت رقيه رأسها وذهبت لتغفو بجوار ازهار

استيقظت ازهار وقد حل التعب علي جميع اجزاء جسمها فاهي غير معتادة علي العمل الشاق قامت بتكاسل و بطئ وبدأ يومها كالمعتاد أنهت عملها فوق ونزلت لتستكمل عملها في المكتب بدأت تعد القهوة و الفطائر حتي بدأ يتوافد الموظفون 

دخل لؤي عليها وقال بمرحه المعتاد :

- صباح جميل علي ست البنات صباحك سكر يا مسكر

ابتسمت ازهار علي طرقته ورحه الجميلة واقتربت منها وقالت بنفس نبرة المرح :

-صباح الكريم كراميل بالشوكولاته

ثم مدت يدها بفنجان قهوة وقالت :

-و القهوة دي مني ليك يا كبير  علشان الصباح اللي يفتح النفس ده 

دخل عليهم ماجد و لكنه انتابه شعور غريب شعر أنه قد اختنق من قرب لؤي من ازهار و كأن نار هبت بداخلة لأول مرة يشعر هذا الشعور ولا يعلم من اين اتي وتحولت معالم وجه لغضب غير مسبب و بدأ يوجه كلامة لازهار في حده وغضب :

-هو في أي يا آنسة انتي فتحتيها هنا كافتيريا للعشاق ولا اية اتفضلي روحي شوفي الموظفين لو عاوزين حاجة هي شركة مش كلها لؤي انتي هنا جاية تخدمي علي كل الموظفين مش موظف واحد بس اتفضلي يلا روحي شوفي طلبتهم 

شعرت ازهار الاهانه لاول مره حد يتحدث معاها بالاسلوب ده حبست دموعها وتذكرت كيف كان يدللها والدها و ترحمت عليه في سرها وذهبت في صمت دون أن ترفع راسها له أو  تدافع عن نفسها خوفا من أن يري. دموعها 

نظر له لؤي نظرة طويله وقال وهو يغمز بعينه فهو صديق ماجد من سنوات طويلة ويعرفه حق المعرفة:

-خير يا عم الشبح ايه اللي انت عملته في البيت الغلابانه دي شكلها مش بتاعة بهدله شكلها بنت ناس والزمن جار عليها أنا ليا نظرة بردو في الناس ما انت عارف ان مش بقرب ولا بتكلم مع حد بس البنت دي معدنها بيقول انها بنت اصول وانت عارفني بفهم الناس بسرعة

لكن طريقتك دي ماجد محيراني لانك انت اصلا مش كده. بجد مستغربك قوي 

تلجلج ماجد وبدأ يعدل نظارة القراءة بحركة لا ارادية وقال :

هيكون في ايه يعني يا لؤي انا كل ما اخش القيك هنا وسايب شغلك وقاعد تضحك وتهزر معاها و هي فتحها علي بحري متنساش أن احنا بيخش لينا عملا كتير منظرنا هيكون ايه قدمهم

هز لؤي راسه وقال بنبرة سخرية وقال:

ااااه قلتلي العملاء اه عندك حق ما اختش بالي معلش 

قطعة ماجد وقالت وهو ينظر لساعة يده:

يلا بقا عندنا شغل كتير غير أن بهاء باشا شرف تعالي نشوف عمل ايه في شغل الي متعطل

وعلي الجانب الآخر يقف بهاء ويفتح فاه في حاله زهو غير طبيعي. لدرجة عدم شعوره  بدخول ماجد ولؤي عليه 

قال لؤي بضحك:

اه يا بني فاتح بوقك كده اقفله احسن تخش دبانه معدية و انت فاتحة كده

انتبه بهاء علي صوت لؤي وقال صباح الخير معلش كنت سرحان شوية

رفع ماجد يعنيه وقال بمكر :

ها عملت ايه في الشغل المتاخر العميل جاي كمان ساعة تقريبا 

قال بهاء يثقه:

تمام الشغل كله خالص و علي التسليم 

أطلق لؤي صافرة إعجاب وقال:

وعملتها ازاي دي يا قرد انت بتغيب اكتر ما بتيجي لحقت تخلص كل ده انت

التفت بهاء له وقال بثقة :

انت ليك أكل ولا بحلقه المهم أن الشغل خلص ولكن عقل بهاء هيقف من كثرة التفكير في الشخص الغامض الذي انهي الشغل عنه لا أحد في المكتب بيعرف اسباني غيره

                 الفصل التاسع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات