
رواية عودة الأسد بقلم راضية
رواية عودة الأسد الفصل الثالث3 بقلم راضية
الساعة تشير الى التاسعة ليلا
منير على شرفة بيته الفخم المتواجد في أرقى حي في المدينة ، قلق جدا ، كان يظن ان سمير سيمضي بقية حياته في السجن ولكنه خرج الان ،
على مايبدو انه ليس له أي علاقة بمونيا ، وفي النهاية هو ليس ابن السيد صالحي و ليس له أي أموال او ثروة ، لكن رغم ذلك هو جد قلق ، سمير ليس منافسا سهلا .
اخذ هاتفه واتصل بوالد مونيا
منير : الو
سهام ترد على هاتف والدها : الو ، من معي ؟
منير : انا منير ، اريد التحدث مع السيد صالحي ؟
سهام : اه ، منير ، ابي في المستشفى ،
منير : ماذا حدث له ، هل هو بخير ؟
سهام : أزمة قلبية ، انه بخير ، لقد اتصلت بي مونيا وقالت بانه قد استيقظ .
منير : هل مونيا بخير ؟
سهام : كلنا قلقات على ابي ، سأدعك، تصبح على خير .
اقفل منير الخط ، وبدأ يفكر ، عليه ان يرى مونيا في أسرع وقت ممكن ، غدا سيذهب الى المستشفى ليرى السيد صالحي ويتحدث مع مونيا .
بعد الظهر كان الجميع في المستشفى فقد سمح الطبيب بزيارة السيد صالحي .
امام مدخل المستشفى ، تقف سيارة فاخرة برقم تسجيل اجنبي، يالها من سيارة رائعة، لابد انها تساوي الملايين .
الجميع منبهر لرؤيتها. ينزل منها شاب أنيق ووسيم يرتدي بدلة زرقاء ، يحمل باقة من الزهور ، يضع نظارات سوداء . يتقدم ويدخل ويصعد الدرج والجميع يتبعونه بانظارهم .
السيد صالحي كان مستلقي على السرير ، بناته حوله يضحكن معه ، وهو سعيدا جدا بينهن ،
سهام : ابي لقد قلقنا عليك ،
مونيا : لا تفعل هذا مرة اخرى ، والا سأترك العمل وابقى بجانبك واعتني بك في البيت .
السيد صالحي : لا ، يا عزيزاتي ، لن اعيدها ، لا تتركي عملك الذي تحبين مونيا .
مهدي ، سعيد ، ومنذر كانوا واقفين في الرواق .
ظهر منير وتقدم نحو غرفة السيد صالحي ،
كان مهدي اول من راه ، لم يصدق عينيه ، هل هو حقا منير ؟
منذر ايضا كان متفاجؤا برؤيته ، متساؤلا ترى ماذا يفعل هنا ؟
تقدم منير نحو الرجال الثلاثة ، والقى السلام عليهم .
منذر : ماذا تفعل هنا ؟ اذهب ، سوف يأتي سمير، لا أريد أن يراك.
منير : لن اذهب ، سمير رأيته بالامس، انا هنا لرؤية حماي المستقبلي
مهدي : من يكون حماك؟
منير : السيد صالحي ، فقد خطبت مونيا منه وهو قبل . اليوم ليس كالامس ، فلا تملك اي كلمة عليها.
غضب مهدي من كلام منير ، لكن بما انه في المستشفى لم يرد ان يدخل في مشاكل معه والا سيطرد .
في اللحظة نفسها خرجت كل من نوال وسهام من غرفة ابيهما ، وكانتا متفاجاتين لرؤية منير :
نوال متحدثة مع اختها : هل رأيت منير ، ياخذ الازهار معه الى اي مكان يذهب اليه.
.
سهام : لاتنسي انه كان يعيش في الخارج.
تقدم منير نحو الباب، وقال : نوال ، هل استطيع رؤية ابيك ؟
نوال : طبعا ، تفضل ، ادخل .
تخطى منير الباب ودخل الى الغرفة ليرى مونيا جالسة على كرسي امام والدها ممسكة بيديه .
وقفت مونيا لرؤية منير ، كانت جد متفاجأة لم تتوقع أن تراه هنا ، منير كان سعيدا برؤيتها. في عينيه بريق لانراه الا في أعين العشاق.
اقترب من السيد صالحي ، وسلم عليه وقال له : الحمد لله على سلامتك يا سيد صالحي .
السيد صالحي : :شكرا لك ياولدي، لماذا اتعبت نفسك .
منير : واجبي.
السيد صالحي متحدثا مع مونيا : منير جاء الى البيت وخطبك مني ، اسمعي يابنتي، اختاري الرجل الذي تريدين إكمال حياتك معه ، وانا ساساندك في اي قرار تتخذينه.
طاطات مونيا راسها ، ولم تتكلم ، رن هاتفها ، زميلتها تطلبها ، الاستعجالات مليئة بالمرضى عليها ان تعود الى عملها .
قبلت راس والدها واخبرته بان ستعود لرؤيته لاحقا وغادرت الغرفة ..
منير أيضا غادر ، وطبعا الانظار كلها نحوه ، ونحو سيارته الرائعة......
ذهب إلى المطار الدولي لاستقبال صديق له، واسمه معتز ، وهو مهندس معماري متخصص في الهيكلة والحسابات الزلزالية.
خرجت مونيا من الاستعجالات واتجهت نحو مكتب الممرضين في الطابق الأرضي، اوقفها امير
امير : مونيا ، اريد ان اتحدث معك
مونيا : انا منشغلة ، فيما بعد
امير : الرجل بالامس ، هل هو الرجل الذي تحبين ؟
نظرت مونيا اليه بغضب ، متساؤلة باي حق يطرح علي هذا السؤال ؟ ابن صاحب المستشفى؟ واذا ، لايحق له التدخل في حياتي الشخصية .
وقالت : لا أريدك أن أتحدث في هذا الموضوع. .
امير غاضبا : لماذا لاتريدين التحدث ؟ الى متى ابقى منتظرا ردك ؟
مونيا مندهشة : تنتظر ردي ؟ على ماذا؟ لم أطلب منك يوما ان تنتظر .
اكملت كلامها وواصلت طريقها ، امسكها امير من ذراعها، وقال لها : لم اكمل حديثي معك .
في هذه اللحظة يد قوية أمسكت بذراع امير ، أفلت امير يده وترك مونيا ، ونظر الى الرجل الذي امامه، انه هو , نفس الرجل الذي كانت تبكي من اجله بالأمس ، انه سمير
سمير : تعتدي على إمراة، قليل الرجولة، لو لم نكن في المستشفى لكسرت يدك.
الجميع كان ينظر اليهم ، من يكون هذا الرجل ؟ ماعلاقته بمونيا ؟ وكيف يجرا على الحديث هكذا مع ابن صاحب المستشفى؟
مونيا : لاتقلق سمير ، لم يحدث اي شيء.
سمير لم ينظر إليها ، اتجه نحو الدرج وصعد الى الطابق الثاني حيث ابوه .
مونيا تبعته ، وارادت الصعود ايضا ، زميلتها نادتها : مونيا اسرعي ، رئيسة الممرضين تنتضرنا.
عليها ان تذهب إلى الاجتماع ، ستعود لترى سمير لاحقا .
وصل سمير الى الطابق الثاني , وسلم على الجميع ، دخل الى غرفة والده ، نظر السيد صالحي الى الباب الذي يفتح ، ما ان رأى سمير حتى دمعت عيناه .
قبل سمير راس والده وقبل يديه وقال له وهو يبكي : ابي كيف حالك؟ لقد قلقت عليك.
السيد صالحي والدموع تنهمر من عينيه : هل كان علي ان امرض وادخل الى المستشفى لكي تأتي لرؤيتي؟
سمير : اسف ابي ، كنت مشغولا.
السيد صالحي : اعرف ان مامررت به لم يكن سهلا، الصدمة كانت كبيرة عليك ، وكانت كذلك علينا جميعا ، لكن رغم كل شيء تبقى ابني ، ابني الذي ربيته . حققت الكثير من الامور في حياتي التي انا فخور جدا بها اليوم ، ولكن تبقى انت ، يا ابني اكبر فخر في حياتي .
قال السيد صالحي هذه الكلمات وهو يضغط على عنق سمير بشدة وينضر اليه بكل حب واعتزاز.
قبل سمير يدي والده مرة اخرى ، وقال : من اليوم فصاعدا ، سوف اتي لزيارتك باستمرار .
السيد صالحي : غرفتك لاتزال كما هي ، لم يدخلها احد .
سمير : لا ابي، لن اعود لاعيش معك في نفس البيت .
السيد صالحي : لما لا ؟ فهو بيت ابيك، البيت الذي كبرت وتربيت فيه ، اما بناتي فاعتبرهن مثل اخواتك .
واصل السيد صالحي حديثه مع سمير : سنين عديدة مرت وبناتي بعيدات عني ، لقد أصبحت عجوزا ، واخاف ان تبقى بناتي بلا سند بعد موتي ، من غيرك انت ومن غير أخيك منذر ، تعرف انه ليس لديهن أحد.
اتمنى من كل أعماق قلبي ان تسامحهن ، صحيح انه بسببهن دخلت الى السجن ، ولكن تعرف جيدا ان حميد كان يهددهن . وانا ايضا اخطات ، كنت اعرف انك كنت تتاجر في المخدرات وتركتك ، كان علي ان أتدخل لمنعك من المواصلة في تجارتك الممنوعة .
سمير : ارتاح ابي ، سنتكلم مرة اخرى
السيد صالحي : لن ارتاح الا اذا سامحت بناتي ، تكلم معهن، استمع اليهن، انا متأكد من انك ستتفهمهن.
اخوك منذر سامحك ، رغم انك كدت ان تقتله، نحن عائلة واحدة سمير ، يجب أن نتسامح بيننا .
سكت سمير ولم يرد ....
دخل منذر الى الغرفة
منذر : كيف حالك اخي؟ هل عملك يسير بشكل جيد في المركز ؟
سمير : انا بخير ، كل شيء على مايرام .
منذر : ابي، هل صحيح ان منير خطب مونيا وانت قبلت ؟
السيد صالحي : صحيح ، ورايي من راي مونيا .
منذر : هل مونيا قبلت ؟
السيد صالحي : لم تقرر بعد ، لكن منير ناجح في عمله ، وقد تغير كثيرا ، واصبح رجلا جديا ومستقيما. لا أرى اي سبب لكي ترفضه
ما ان سمع سمير كلام والده ، حتى نهض والغضب باد على وجهه وقال : ابي ، علي ان اذهب لدي تمرين .
منذر : ابقى لبعض الوقت ، لقد اشتقنا اليك .
السيد صالحي : منذر ، دعه يذهب ، سمير غدا ساغادر المستشفى ، تعال الى البيت في المساء .
سمير : حسنا ابي .
قبل سمير راس والده، فتح الباب وخرج.
منذر : ابي ، لماذا مدحت منير امام سمير ؟ تعلم جيدا انه لايزال يحب مونيا.
السيد صالحي : منذ 6 سنوات ومونيا تذهب الى السجن لتقابله وتطلب السماح منه على مافعلت ، ولكنه رفض سماعها ومقابلتها
منذر : الامر لم يكن سهلا على سمير
السيد صالحي : اعرف ان الامر ليس سهلا ، كم من شخص تقدم لخطبتها ، وهي كانت ترفض من اجله ، وعندما خرج من السجن رفض العودة اليها ، دعه يشعر بالغيرة ربما عندما يرى انه على وشك ان يخسرها، يتحرك ويبادر
منذر : الله المستعان . ......