
رواية ما بين العشق والقدر الفصل الاخير بقلم هند صقر
تجلس في مطعم فخم تنظر حولها بتوتر فقد أتي الي هذا المكان بناء علي رسالة اتت اليها من يحي وبها عنوان المكان فمنذ أخر مواجهة حدثت ومعرفتها بانهم الاثنان كان مجرد ضحية للعبة حيكت لتفرقتهم طوال تلك السنين هذه لم تشاهده ثانيتا وحتي وصلت لها هذه الرسالة اليوم بحتمية حضورها لهذا المكان لا تعرف أتفعل الان الصواب أم الخطأ فهما الان منفصلين ولا تربطهم اي علاقة ولكنها أقنعت نفسها بضرورة حضورها من أجل أدم فنظرت حولها بتململ لعدم حضوره حتي الان ولكنها نظرت أمامها بارتباك لتعتدل في جلستها عند رؤيتها لقدومه بتجاها
فازاح الكرسي المواجه لها ليقول بأعتذار :أسف أتأخرت عليكي
فهزت رأسها لتقول بهدوء :عادي ولا يهمك
فاردف بابتسامة :تشربي ايه الاول
فابتلعت ريقها باضطراب بعد رؤيتها لابتسامته الغائبة كما أنه اليوم يبدو في أبهي طلة له من ملابسه الرسمية وشعره المرتب بعناية فاردفت بجدية:اي حاجة
فاشار للنادل للقدوم ثم أردف وهو يطالعها بنفس الابتسامة :لو سمحت أثنين عصير مانجة
فأومأ النادل ليتحرك بعدها من أمامهم فقطبت جبينها من نظراته وتذكره لمشروبهم المفضل بينما أضاف هو بهدوء :حياة أنا عارف أن أمي كانت سبب في حاجات كتير حصلت... صحيح أن غلطت أني متأكدتش... بس اللي عايز أقلهولك أني طول السنين اللي فاتت دي مكنتش بفكر غير فيكي لدرجة أني سافرت عشان مكنتش قادر أقعد في مكان أنتي مبقتيش فيه....
فقاطعته حياة باعتراض :خلاص يا يحي الكلام مبقاش ليه لازمة دلوقتي
فهز رأسه وهو يقول بتصميم:لاء يا حياة ليه لازمة... عشاني وعشانك وعشان أدم يتربي في وسط عيلة....
فقاطعته قائلة بتلجلج :يحي أرجوك
فاردف برجاء :أرجوكي أنتي يا حياة.... أديني فرصه أني أعوضك عن سنين فاتت.... أديني فرصة أني أسامح نفسي أديني فرصة ابقي جنبك وجنب ابني...
ليأتي النادل في هذه اللحظة بناء علي أشارة من يحي وهو يحمل بيده تورتة الشكولاته علي شكل قلب ومزينة بقلوب من الشكولاته ومكتوب بوضوح تتجوزيني ليضعها أمامها وينفجر فوق رأسها الاوراق الملونة ليردف يحي بنظرات عاشقة :تتجوزيني ياحياة قلبي
فنظرت اليه ولم تعرف ماذا تقول أو تفعل ولكن قلبها كان يخفق بقوة من نظراته الصادقة والان فقد أكتشفت سبب ارتعابها الحقيقي من ظهوره فهي لم ولم تسطيع نسيانه لانه كان ومازال متملكا لقلبها الذي كان ميتا بغيابه
..............................
-يلا أركبي
ففغرت فاه وهي تنظر الي المتور (المتوسيكل) بتوجس:أركب فين بتهزر.... لا مستحيل أنا بخاف
فابتسم بلؤم ليقول بمشاكسة:مهو ده المطلوب
فلوحت بيديها وهي تقول باستنكار:لاء ياعم مش لاعب.... بص أنت روح وأنا هرجع مواصلات ذي كل يوم
فجذبها من يديها قائلا بتململ:يابنت الحلال أركبي... نفسي تسمعي كلامي وتبطلي تنكفي في كل حاجة كده
فاردفت بطفولية :ياسليم بخاف... الله
فنظر اليها بهيام قبل أن يردف بخبث :الله أنتي.... أركبي لحسان أنتي خلاص هتخليني أتهور وربنا
فابتلعت ريقها من نظراتها لتركب خلفه بسرعة فابتسم وهو يقول بتحذير :يابت أمسكي فيا هتقعي
فرفعت أكتافها لتقول باعتراض:لاء يا أخويا بتكثف
فقهقه عاليا ليقول بصدمة :أخوكي وبتتكثفي... يابت أنتي ناسية أني جوزك.... ده أنتي شكلك هطلعي عيني معاكي
ثم قام بادارة المفتاح لينطلق متحركا فاندفعت نحوه وقد تمسكت في ملابسه بقوة فابتسم برضا بينما أغمضت هي عينيها لتصيح بهلع :يامامي براحة ياسليم
فابتسم ليقول بتوجس مصطنع:يالهوي يا ايمان... أمسكي جامد في مطب في مطب
فذادت من تمسكها بيه لتدفن رأسها في ظهره فاذدات ابتسامته ليقول بمرح:يالهوي عليكي يابنتي مكنتش أعرف أنك خوافة كده، وبعدين أفيش حاجة تخوف... أنا كنت بهزر يا هلبة
ففتحت عينيها ببطء لتستشعر عدم وجود ما يقلق بل بالعكس الموضوع مسلي حقا فضربته علي ظهره وهي تقول بحنق:ماشي يا سليم هتتردلك
فصاح بتقرير:وربنا أنا بحب مجنونة وعيله في نفس الوقت
فتخضبت وجنتيها بالحمرة من تصريحه بحبها ولكن تبدل حالها سريعا بعدما تذكرت بقية الجملة فرددت بعبوس: مجنونة
فابتسم ليقول بنبرة عذبة :بس بعشقها وبعشق جنانها
.......................
-أمال فين ايمان
فاردفت حور بمرح :حضابط جه خدها علي متوسكلوله الابيض وطار
فابتسمت نجلاء لتقول بدعاء:ربنا يهدلكهم الحال يارب
فنظرت اليها حور بنظرة ذات معني لتقول:ويهدي ناس تانية ويخليهم يفكروا صح
فتنحنحت نجلاء لتقول بجدية مصطنعة منافية لما بداخلها :احم... مش خلصنا محاضرات يلا نروح
فهزت حور رأسها لتقول بهدوء :توهي علي الموضوع توهي... خلاص تمام أستنيني أنتي عند باب الجامعة بره وأنا هشتري حاجة من الكفتريا وهحصلك
فأومأت نجلاء برأسها لتتحرك من أمامها بخطوات ثابتة فنظرت حور الي ظلها الذي يبتعد وهي تردف بابتسامة :ربنا ينفخ في صورتك ياالي في بالي وتعرف تقنع المجنونة دي
..........................
وقفت أمام الجامعة وهي تنفخ بضجر من تأخر حور عليها.... أحست بوجود شخص يقف أمامها رفعت رأسها لتزوغ نظراتها بارتبارك عندما شاهدته يقف أمامها حاملا بيده باقة من الورد الابيض فكادت أن تتحرك من أمامه فاحس بنيتها فاستوقفها وهو يقول بهدوء:لو سمحتي يا انسة نجلاء ممكن نتكلم
فنظرت اليه لتقول بجدية:مينفعش وميصحش وقفتنا كده أصلا
فنظر الي عينيها ليقول بابتسامة :ما أنا عارف اني لو عزمتك علي مكان نقعد فيه هترفضي فالاحسن نتكلم هنا ولا أنتي ايه رأيك
فرفعت حاجبها لتقول بتململ :أنا شايفة أن من الاحسن أني أمشي
فاردف بهدوء :أنا أسف أذا كنت بضايق بس أنتي عارفة غرضي كويس
فتنهدت بتعب وهي تقول بتريث:وأظن وصلك ردري
فهز رأسه وهو يقول ببساطة:بس أن مش مقتنع
فهزت رأسها وهي تطالعه بدهشة :مش مقتنع بايه مش فاهمة
فمطت شفتيه ليقول بهدوء :يعني اللي بيرفد حاجة لازم يكون ليه أسباب ممكن أعرفها
فنظرت اليه بنظرات متعجبة لتقول بعدها باستفسار:أشمعنا أنا.... مافي بنات كتير حوليك ليه تختار واحدة ذيي...
فقاطعها قائلا بنظرة ساحرة :ببساطة لاني بحبك
فاتسعت عينيها من جرأته لتخفض نظرها أرضا باضطراب وهي تقول بزهول:اذاي وامتي أنت تعرف ايه عني
فابتسم ليقول بنبرة عذبة :حبيتك من أول ما شوفت... ضحكت وعيونك جننوني.....ومن حيث أني أعرفك فأن أعرفك أكتر من نفسك لان عيونك مرايه كشفت ليا كل أسرار...
فرفعت نظرها بتلقائية فابتسم ليقدم باقة الورود لها مضيافا وهو ينظر الي عينيها بعمق:أتفضلي أنا عارف أنك بتحبي الورد الابيض
فاردف بزهول وعينيها ترتكز علي نظراته :عرفت من أين تقريبا محدش يعرف الحكاية دي حتي حور
فابتسم بثقة ليقول بغموض:مش قولتلك أني أعرفك أكتر من نفسك.... بس ياريت تديني الفرصة عشان أثبتلك....
نظراته اليها كانت تحكي وبصدق عن عشقه الحقيقي فوجدت نفسها بدون أن تدرك تتناول باقة الورود من يديه لتقربها من أنفها كالمسحورة و.........
.........................
علي الجانب الاخر كانت حور واقفة تنظر الي هاتفها بين الحين والاخر تنتظر الخبر الذي تتمني سماعه فسمعت صوت شخص يردد أسمها فالتفت بجسدها لتقول باستغراب :أفندم
فاردف الشخص بهدوء :أنا أسفة يا انسة حور بس كنت عايزك في خدمة
فقطبت جبينها باستفهام لتقول باتزان :أتفضل..
فاجابها قائلا بتوضيح :دكتور عايدة بلغتني أن الجروب بتاعك تقريبا هو اللي قرب يخلص البروجكت اللي الدكتور طلبته مننا فأنا كنت عايز أستفسر عنه وكده
فهزت رأسها بتفهم ثم اردفت قائلة بابتسامة :خلاص تمام... بس الاول هكلم البنات اللي معايا في......
-حور
فبتر باقي كلامها والتفت برأسها لتنظر الي ذلك القادم نحوها وعينيه تشتعل بغضب فقطبت جبينها باستغراب بينما أقترب سيف ليقول بهدوء مصطنع وهو يكز علي أسنانه :عايزك
فاردف الشخص الاخر :أحم....طب تمام يا انسة حور شوفوا هتعمله ايه وابقوا بلغوني
فهزت رأسها بالموافقة ليصيح سيف بعد ابتعاده :كنتي واقفة بتهببي معاه ايه
فعقدت ساعديها أمام صدرها لتقول بجمود:والله شئ ميخصش حضرتك
فالتوي ثغره بابتسامة ساخرة :ولازمتها ايه حضرتك بقي بعد الجملة دي
فاردفت حور بتململ: والله اللي حضرتك شايفه
فهتف بها وهو يكز علي أسنانه بضجر :حور متعصبنيش...... وقليلي مين البقف ده وكنتي واقفة معاه ليه
فاردفت قائلة ببرود مستفز وهي تحاول أن تتحرك :وأنا قولت لحضرتك ده شئ ما يخصكش..... حضرتك مش أخويا ولا تربطك بيا صلة غير أنك مجرد صديق لاخويا وده ميدلكش الحق ف....
فقاطعها قائلا بنبرة دافئة وهو يطالعها بترقب :بس ليا الحق لما أكون خطيبك
فتسمرت مكانها قاطبة جبينها بعدم فهم ثم ما لبست أن أردفت بتشكك :خطيب مين حضرتك
فابتسم من هيئتها ليردد برفعت حاجب :ايوة خطيبك
فاتسعت عينيها وهي تطالعه بدهشة فاذدات ابتسامته ليردف وهو يطالع عينيها بعمق:ايوة أنا كلمت أمجد من فترة
أستفاقت من زهولها لتنظر اليه بنظرات جامدة تعقد يديها أمام صدرها ببرود أجادت تمثيله:ومين قالك بقي أني هوافق....
فنظر اليها بنظراته التي أستطاعت أن تجعل الكلام يتعلثم في شفتيها وهو يقاطعها قائلا بثبات :هتوافقي.... عشان بحبك وواثق أنك أنتي كمان بتحبيني عنيكي فضحتك ليا من زمان.... لقائتنا مكنتش صدفة ومن فراغ ده كان قدر وكنتي أنتي أحلي نصيب فيه..... بعشقك بكل حالاتك....ضعفك..... عنفوانك..... عصبيتك.....شقاوتك ....كل حاجة فيكي بتحرك جوايا كتير..... ياحورية من القدر ظهرتي عشان تحركي قلب معرفش معني الحب غير عشانك وعرفته يعني ايه ينبض بأسمك لوحدك
كانت واقفة مكانها مكانها غير مدركة لما يحدث معها فقد قلبها يهفهب بقوة والسخونة سرت في جسدها بالكامل وعقلها توقف عن العمل بعدما أحست تلك الذبذبة مجهولة الهوية تتعمق لتستقر بداخل روحها وتشعرها بانها خاوية تمام سوي من أمر واحد وهو لم تستطيع نطق اسمه ولكنها حقا تستشعره.... تحس بأنها في حلم لم تختبره يوم.....
بينما ابتسم هو بانشاء عندما شاهد هيئتها ونظراتها المغيبة فاردف وهو يطالعها بعشق: أعملي حسابك أني مبلغ أمجد أننا جاين النهاردة أنا ووالدتي عشان تبقي رسمي
تمت بحمد الله