رواية أزهار الفصل الحادي عشر11 بقلم نرمين قدري

رواية أزهار  بقلم نرمين قدري

رواية أزهار الفصل الحادي عشر11 بقلم نرمين قدري

وقفت لارا خلف نافذة مكتبها تتأمل بحقد ازهار وماجد 

وتقول وهي تجز علي أسنانها بغيظ:

- لا بقا لحد كده واظن كفايا قوي البنت دي مش سهله. مش مجرد داده لبنته  ولا حتي فراشة. في المكتب 

  لا دي بتاخد مكان اكبر شكلها بترسم لبعيد

توصل لحد أن  تخلي ماجد بجلاله قدرة يهتم بيها بعد اللي حصله،  ده انجاز قدرت علي انا بقالي اربع سنين بخطط له ومش عارفه وهي في شهرين بس لفتت نظره

انا لازم كده اتصرف بسرعة احسن اللي فضلت اخطط له السنين دي كلها ممكن يروح مني في غمضة عين 

دخل عليها لؤي المكتب كان يود أن يسألها علي ماجد واين اختفي وجدها في عالم أخري ولم تشعر بوجود وعلي ملامح وجهها غيرة و كره نظر لها وقال بجدية:

- خير يا لارا شكلك بيقول انك مش ناوية علي خير ربنا يكفينا شرك يا شيخة وشر دماغك 

التفت له لارا  :

ها كنت بتقول حاجة يا لؤي 

رفع لؤي نظارته:

لا مكنتش بقول ربنا يستر وتركها وخرج وهو يبحث عن سر تغيب ماجد المفاجئ 

وعند ماجد دخل المطعم بصحبة رقية التي كانت تتعلق في يد ازهار والإبتسامة تنير وجهها 

جلست أزهار بجوار رقية  و فجاءة تذكرت كلمة ماجد لها و ارتجفت من الداخل ولكن ازدادت حمرة وجهها

لاحظ ماجد ارتجافها ابتسم علي طفوليتها فشعر كأنه مسؤل عنها مثل رقية 

دق قلبه لها بشدة وأود أن يضمها لحضنه

احضر النادل البيتزا ساعدت ازهار رقية في الطعام لحد أن انتهوا  

ثم التفت ماجد نحو رقية وقال بحب:

-ايه رايك يا روكا تقومي تعلبي في الالعاب اللي هناك دي 

التفت رقية و قامت تصفق من الفرح وجرت تلعب مسرعة

ازداد خفقات قلب ازهار فاهي تعلم أنه تعمد رحيل رقية عنهم 

ابتسم ماجد واقترب منها وقال هامسا :

-ممكن تهدي شوية انا مش هكلك انا عاوز اتكلم معاكي بس 

رفعت ازهار عينيها في خجل وخوف  شديد فاهي خافت أن يسألها عن ما تخفيه  :

-حضرتك عاوز تتكلم في انا سمعاك:

اجاب عليها :

تعرفي يا ازهار انك صنعتي المستحيل 

نظرت له ازهار بتعجب !

أكمل كلامة مسرعا وقال :

اه يا ازهار صنعتي المستحيل انتي عملتي اللي محدش قدر عليه ،ممكن تلاقي شبه الشكل اربعين زي مابيقولو  ..  وممكن تلاقي حد يقلدك في كل حاجة  .. إنما مستحيل تلاقي حد يشبه روحك  ..  يشبه حضورك  ..  يشبه طلتك وضحكتك  ..  الروح ماينفعش تتقلد  ..  


الحضور ماينفعش يكون مفتعل  ..  الضحكة ماينفعش يجي زيها  ..  

في ناس ربنا بيعطيها قبول من عنده سبحانه  وجايز اوي مايكونش شكلهم جميل  او ملامحهم حلوة  ..  انما ربنا عطاهم روح مافيش احلي ولا اجمل منها... تخلي اي حد  يشوفهم يحبهم  .. ناس بتحلي اي قعدة تقعد فيها  ..  ناس ليهم بصمة  ووجود واثر ف نفس كل بني ادم بيتعاملو معاه وف كل مكان بيروحو فيه  ..  

نعمة القبول  من احلي النعم اللي ممكن ربنا ينعم علي اي حد  بيها  ..  وان يخلي كل اللي يشوفك قلبه يتفتح ليك ويحبك ويدعيلك ويتعامل معاك كأنك حد من عيلته مثلا مع انه ممكن يكون اول مرة يشوفك فيها  

وانتي فيكي قبول غريب و روح حلوة قوي بتخلي كل اللي يشوفك يتشد ليكي وكمان شكلك سبحان الخالق 

تعرفي يا ازهار انا كنت فاكر أن حياتي خلاص خلصت علي كده كنت عايش بس علشان رقية اربيها و اشوفها احسن واحده .

فكرة أن ممكن احب أو قلبي يرجع للحياه تاني كانت فكرة مستحيلة لكن انتي عملتي اللي متعملش انتي رجعتي الحياه تاني لقلبي رجعتي له نبضة 

انا حاولت كتير اخبي مشاعري بس مقدرتش اتحكم فيها 


رفعت عينيها و تقابلت عيونهم في نظرة طويله نظرة تدل علي مدي عشقها له  ثم قالت بصوت منخفض:

ا-ستاذ ماجد انا ظروفي متسمحش لا بحب ولا ارتباط انا مقدرش اوعد حضرتك بحاجة 

قال مقاطعا:

-وانا مطلبتش منك حاجة انا كل اللي طلبته ادي مشاعرك فرصة 

قامت واقفة وكأنها بتنهي الحديث  :

-بعتذر منك انا مش مستعده دلوقتي لاي ارتباط 

نظر لها  ثم اخفض عينه وتجمدت ملامح وجهه :

-تمام يا آنسة ازهار وانا كمان بعتذر عن تسرعي ويا ريت تنسي اي كلام حصل بنا من فضلك هاتي رقيه و حصليني علي عربية 

علمت ازهار أنها جرحت كبريائه ولكن ما بليد حيلة فاهي غير قادرة علي خوض اي علاقة في ظل ظروفها ووضعها الحالي 

مر اسبوع علي هذا الحدث وكل منهما يحاول تجنب الاخر بقدر ما يمكن 

و لارا في كل لحظة تحاول أن تسفذ ازهار وتقلل من شأنها وبالأخص امام ماجد الذي كان يتجاهل ازهار بشده 

لاحظ لؤي ما يدور بينهم من حرب وتجاهل 

دخل لؤي علي ازهار وهي تعد  بنفاذ صبر خامس كوب نسكافيه لأجل لارا ولا يعحبها 

نظر لها لؤي وقال:

مش هيعحبها برضوا متتعبيش نفسك 

نظرت له ازهار و هي تضع المعلق من يدها مصدرة صوت عالي:

ما هو لو معحبتهاش المرداي هلبسهلها في شعرها و تبقي تعمل حمام كريم بالنسكافية بقا علشان للصبر حدود وهي عدتها 

ضحك لؤي علي شكلها طفولي :

مالك بس يا زوزو. برضوا لارا اللي معصباكي ولا الكبير اللي معصبك  شايف انا نظرات تحدي بينكم  مش مريحاني و ماتنسيش كمان إن كان في كلام بينا لسة مخلصش 

هزت ازهار راسها :

-حاضر يا استاذ لؤي هحكيلك كل حاجة بس مش وقته انا عاوزة اعرف منك حاجة تخص اساتذ ماجد:

ابتسم لؤي فهو يعلم أنها ترد أن تعرف كل شيء يخصه:

-خير يا زوزو عاوزة تعرفي عن ماجد ايه

=عاوزه اعرف سر الحزن الكبير اللي في عينه و ليه كان قافل علي قلبه كل سنين دي كلها 

قال لها بمكر:

-ليه هو حد قالك أنه فتح قلبه و انتي عرفتي منين أنه كان قافل وفتح 

احمر وجه ازهار من كلامة ولكنه نقذ موقف وقال:

-عمتا يا ست زوزو انا مش هغصب عليكي بس هقولك ايه سر حزن ماجد بس بشرط انتي كمان تحكيلي سبب الحزن العميق اللي جوة عيونك و ايه حكايتك بلظبط لان انا مقتنعتش باي حاجة حكتيها 

بصي يا ستي انا اعرف ماجد من ايام الجامعة كنا احنا تلاته شلة واحده 

استعجبت ازهار وقالت:

-انتم التلاته 

=اه احنا التلاته ، انا وماجد ، و انجي كنا مش بنفارق بعض الا عند نوم كنا جيران , دخلنا الجامعة سوا 

ارتبط ماجد ب قصة حب خرافية هو وانجي، حاجة كده زي اللي بنسمع عنها في الروايات والأساطير العشق روحهم كانت متعلقة ببعض بس ماجد لما جه يتقدم لانجي أهلها موفقوش عليه ما هو ساعتها ما كنش ماجد بتاع دلوقتي كان لسة شاب متخرج وبيتدي حياته واهلها كانوا عاوزين حد جاهز 

تعبوا كتير هما الاتنين علشان يحاولوا يقنعوا أهلها ولكن كانوا مصممين علي رفض

غير انهم  كانوا عاوزين يجوزها غصب عنها واقفت انجي في وشهم لدرجة أنها فكرة في الانتحار لولا ماجد وانا وقفنها عن الفكرة


ظل يقص عليها ذكرياتهم والحنين يقتله و الدموع تحتبس  في عينية حاول جاهدا أن يوصل لها الصورة كاملة اكمل لها :


-ماكنش قدمنا غير أننا نحط أهلها قدام الأمر الواقع وراحوا كتبوا كتابهم من غير علم حد 

اهلها لما عرفوا قطعوها عاشت مع ماجد اجمل اربع سنين من عمرهم بس ربنا ما كنش رزقهم بالخلف و ظرفهم ما كنتش و قتها تسمح باعلاج استحملوا سوا لحد ما ربنا بدأ يفتحها عليهم وفتح ماجد المكتب ده ودخلت انا شريك معاه وهي كمان باعت ذهبها كله و دخلت شريكة والمكتب الحمد لله اشتغل وقدرو يجمعوا حق طفل الانابيب والحمد لله العملية نجحت وكانت فرحتهم متتوصفش كأنهم ماسكوا النجوم بايدهم وجة يوم الولاده وكانت مبكرة 

اخدها ماجد بسرعة علي عربية وساق بسرعة رهيبة من كتر خوفه عليها لان كان عندها وجع شديد لكن القدر كان ليه راي تاني عمل ماجد  حادثة وعربية انقلبت بيهم 

ماجد كان عنده كسور كتير و هي خدوها علي غرفة العمليات بسرعة للاسف فارقت الحياه قبل حتي ما تولد بسرعة خرجوا البيي من بطنها ودخل حضانه

فاق ماجد زي مجنون مش عارف يقوم من كسور اللي عنده ونفس الوقت هيتجنن عليها حاله كان يصعب 

انا ما كنتش عارف اعمل ايه اعيط علي صاحب عمري ولا صديقتي 

غير بقا لما أهلها عرفوا طبعا حملوا الذنب كله لماجد اللي فضل عايش بذمبها و قافل علي نفسة لحد ما انتي جبتي فتحتي قلبه تاني 

نظر لها وجدها منهارة في البكاء 

اقترب منها وقال :

=ايه يا زوزو لدرجة دي اتاثرتي 

قالت بصوت باكي: 

-وانا جيت كملت عليه ورفضت حبه 

رفع لؤي وجهها له وقال:

-ازهار انتي بتحبي ماجد صح

هزت ازهار راسها موافقه

-أمال ليه رفضتي 

ظروفي متسمحش و الله غصب عني انا ظروفي صعبة قوي

             الفصل الثاني عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات