
رواية الذئب مطلوب الفصل التاسع9 والعاشر10والحادي عشر11 بقلم صابرين شعبان
نظرت نسيم بقلق بعد إنصراف شوقي فقالت لهارون بتساؤل .." هو يقصد ايه بالكلام إلي قاله يا هارون أنا خايفة يعمل فينا حاجة "
حاول هارون طمئنتها و لكنه هو نفسه قلق فهو مرهق و جائع و متألم من كثرة ما ضرب من ذلك الحقير شوقي و لكنه لا يستطيع إظهار شئ أمامها حتى لا تقلق و ترتعب قال لها بهدوء .." ماتخفيش لو كان عايز يقتلنا كان قتلنا من وقت ما مسكنا و لكن أنا متأكد أنه عايز مننا حاجة و عشان كده سيبنا عايشين متقلقيش يا نسيم أن شاء الله كل حاجة هتكون بخير " ثم أكمل مبتسما.." بقولك ايه حاولي تقربي بالكرسي بتاعك جمبي عشان تنامي شويه و إنتي سانده رأسك على كتفي أكيد لما تصحي عقلك هيكون صافي و نفكر مع بعض هنتصرف إزاي "
هزت رأسها موافقة و هى تقول بهدوء.." حاضر هحاول " وقفت على أطراف أصابعها و رفعت المقعد عن الأرض و بدأت في التحرك تجاهه ببطء و هو يبتسم لها مشجعا و عندما أصبحت بجواره جلست مرة أخرى و هى تتنهد براحة كمن بذل. مجهود شاق ..قالت بهدوء .." أنا جعانة قوي مش قادرة أستحمل خلاص الراجل ده معندوش دم و لا ضمير عشان يسبنا كده من غير أكل الله أعلم بقالنا أد ايه هنا الليل زي النهار عندي " أبتسم هارون ينظر لملامح وجهها المرهقة فهى رغم كل ما مر بهم لم تنهار خوفاً أو ترتعب نعم أرتعدت قليلا و لكن اي كان في مكانها و تعرض لهكذا موقف كان سيقلق بعض الشئ و لكنها أثبتت له أنها رغم كل شئ قوية و تتحمل أصعب الظروف و لم يجدها تلك الفتاة المدللة التي ظنها أنها حقاً فتاة شجاعة و يعتمد عليها قال لها بحنان ..
" حطى رأسك على كتفي يا نسيم و نامي شويه و إن شاء الله هتقومي فايقة و كويسة و التعب قل "
هزت رأسها بتعب و هى تقترب منه بمقعدها أكثر لتجلس ملتصقة به وضعت رأسها ببعض الخجل و الحرج على كتفه و حاولت أن تغمض عينيها لتستريح قليلاً و لكن بدلاً من ذلك تنهدت بهدوء سأله إياه..
" هارون تفتكر مامتك كانت هتحبني لو عرفتني "
تعجب من سؤالها لا يعلم بما يجيبها فقال بحيرة .." معرفش يا نسيم ليه بتسألي "
أجابت بحزن .." أبدا عادي يعني سؤال و جه على بالي "
صمتت قليلاً ثم عاودت حديثها مخبره إياه .." تعرف أخويا معاذ كان أكيد هيحبك لو عرفك " صمتت مرة أخرى ثم تثأبت و قالت .." هو زي بيحب كل حاجة أنا بحبها "
أتسعت عينى هارون دهشة من حديثها و هو ينتظر لتكمل و لكنها لم تفعل هل تقول أنها تحبه أنتظم تنفسها فعلم أنها غرقت في النوم من كثرة التعب و الإرهاق فتنهد حائرا و هو يستند بوجنته على رأسها و يغمض عينيه هو الآخر ليغرقا في النوم ....
*******
لم يعلما كم مر عليهما من وقت و هما نائمان عندما سمعا جلبة في المكان و شوقي يدخل دافعا أمامه رجل قصير يرتدي سروال أسود و قميص أزرق بخطوط بيضاء و يحمل بيده حقيبة سوداء من الجلد و الرجل يتحدث مع شوقي كأنه يفهمه أمر ما .."يا حضرة إلي أنت عايزة ده مينفعش و لا يجوز شرعاً و تُحسب زيجة حتى لو تممت رسمياً "
كان هارون و نسيم ينظران لما يحدث بعدم فهم قلقت نسيم من حديثه خائفة أن تكون هى المقصودة بحديثه هل يريد أن يتزوجها هى رعد قلبها فزعا في صدرها و هى تتابع ما يحدث بإهتمام لتفهم عما يتحدثان عندما وكز شوقي الرجل و هو يدفعه و أشار لأحد رجاله فأخرج هذا الأخير سلاحه من جيب سترته القديمة وجهه للرجل بتهديد الذي قال بتصميم و تأكيد .." أنت حر بس خليك عارف أنه غير شرعي طالما الطرفين مش موافقين عليه "
هنا قاطعه هارون و قد نفذ صبره و قال سألا ببرود .." ممكن حد يقولي في ايه بالظبط "
نظر إليه الرجل القصير ثم قال لشوقي الواقف بجمود .." تقول أنت و لا أقول أنا "
أشار له شوقي ساخرا بيده يدعوه لإخبارهم بنفسه فالتفت الرجل لهارون ليكمل .." و لا حاجة بس عايزني أجوزكم "
شهقت نسيم و عقد هارون حاجبيه و شوقي يبتسم بشماته قائلاً بخبث .." يا بخت من وفق راسين في الحلال يا باشا أنا غلطان "
نظر إليه هارون بحدة و هو يكتم غضبه بشق الأنفس هل الرجل قد جن حقاً زواج زواجهم من هو و نسيم هذه الفتاة التي قابلها صدفة و لم تكن سعيدة منذ رأها و أبيها الذي حتما يبحث عنها الآن تحت الصخر هل سيدع شئ كهذا يمر تتزوج و بدون علمه و هى خطيبة آخر لا مستحيل أن يحدث هذا معه الن يفيق من هذا الكابوس قال له ببرود مؤكداً لشوقي .." أنت أكيد اتجننت يا شوقي دي مخطوبة لواحد تاني و ده لا يجوز شرعاً حتي لو أنا عايز اتجوزها بجد يا عديم الضمير "
فسألته نسيم بريبة و هى تنظر لهيئة الرجل .." ده مأذون و جاي عشان يجوزنا طب إزاي مأذون و لابس بنطلون و قميص أنا ديما بشوفهم في الأفلام بيلبسوا قفطان و عباية و طاقية على راسهم "
نظر إليها هارون بذهول و هو يجيبها بعدم تصديق .." هو ده كل إلي لفت نظرك أن المأذون لابس بنطلون بدل القفطان و مش واخدة بالك أنه بيقول هيجوزنا "
رفعت حاجبيها متذكرة .." اه صحيح أنت بتقول ايه يا راجل يا مجنون أنت تجوزنا إزاي أنا مخطوبة و هو متجوز "
سألها شوقي .." مين إلي متجوز وهو يمنع يتجوز واحدة تانية لو متجوز و بعدين هو مش خطيبك أصلا و لا أنتوا بتشتغلوني "
رد هارون بحدة .." بنشتغلك ايه يا مجنون أنت ..و أنا كنت قولتلك إنها خطيبتي عشان بشتغلك "
نهى شوقي الحديث و قال للرجل القصير و هو يربت على كتفه بتهديد .." يلا يا مولانا طلع دفترك و سجل ...الجوازة دي لازم تتم "
صرخ به هارون .." إيه يا مجنون أنت مش سمعت المأذون هتبقى لاغيه حتى لو ده حصل "وكز شوقي المأذون في جانبه و سأله .." يعني القسيمة إلي هتطلع مش هتبقى إثبات على الجواز "
أرتبك المأذونة قال " أنا مأذون كاتب عقد قران مش أكتر أنا مش شيخ عشان أفتي في الأمر كل إلي بقوله إن طالما الزواج بدون موافقة الطرفين يعتبر غير شرعي أما الأمور المتعلقة بالعقد فده شئ يخص القانون و طالما صدرت قسيمة جواز فلازم لو الزوجين هيفترقوا لازم يطلقوا طلاق رسمي و إخراج قسيمة طلاق " فقال له شوقي بعد أن أطمئن لما يريد .." طيب يلا أخلص معندناش اليوم كله عشان خاطر حضرتك تدينا تدينا مواعظ و تنصحنا يلا طلع دفترك و أكتب "
قال الرجل القصير في محاولة أخيرة منه .." طيب إزاي لا في صور و لا بطاقة و لا أي حاجة تثبت "
قال شوقي ساخرا .." مين قالك مفيش بطاقة تثبت في طبعاً " أخرج من جيبه بطاقتين شخصيتين أحدهما لهارون و الأخرى لنسيم فسأله الأول .." أنت جبتهم منين "
رد شوقي بلامبالاة .." من جيبك و جيبها يا ناصح يلا يا مولانا خلصنا "
سأله المأذون .." طيب يا أستاذ أنت موافق على الجوازة دي و لا لأ "
رد هارون بجدية و سرعة .." لأ طبعاً دي مخطوبة لواحد تاني مينفعش و كمان أبوها ..."
قاطعه شوقي بغضب و هو يتجه لنسيم يمسك يدها لينزع من إصبعها خاتم الخطبة و قال و هو يلقي به في أخر المكان .." اهه مش مخطوبة أستريحت " رد هارون بغضب شديد .." لأ مستريحتش و بطل جنان و مشي الراجل ده من هنا دلوقتي "
أقترب منه شوقي و أمسك به من شعر رأسه بعنف و قال بحدة .." يا تتجوزها يا هقتلها تختار إيه و أنت حر "
أرتعدت نسيم و هتفت به خائفة .." هارون "
التفت إليها مطمئنا .." أطمني هو كده كده هيتلغي ماتخفيش "
أطالت النظر إليه بصمت هل يظن أنها خائفة لزواجها منه هى خائفة من هذا الرجل الذي يسبب له الأذى الجسدي كلما غضب بإختصار هى خائفة عليه أشاحت بوجهها و قالت بهدوء .." معاك حق "
زفر شوقي بضيق و هتف بهم .." يا رب نخلص من الكلام الجانبي ده و ندخل في المهم و المهم هو أنك يا حلو هتتجوز السنيورة النهاردة و دي مش أول مفاجأة أنا محضرها لسه عندي مفاجأت كتير بس أستناني" ثم التفت إلى الرجل و قال بتهديد ..." يلا يا مولانا أبدا بدل ما أبدا أنا بيك أنا و أخلص عليك "
أرتعد الرجل و قال لهارون و نسيم في كلمة أخيرة ..." أنتوا موافقين على الجوازة دي "
هزت نسيم رأسها موافقة و هارون يجيب هو الآخر .." أيوة يا سيدنا موافقين أتفضل أكتب إلي أنت عايزه مش هتفرق "
هز الرجل رأسه بلامبالاة و أخرج من حقيبته دفتره الخاص بعقد القران و بدأ في كتابة العقد تحت نظرات شوقي الفرحة بشماته أنهى الرجل عقد قران هارون و نسيم و امرهما بالتوقيع على العقد و أحضر شوقي رجل من رجاله ليشهدا عليه زمت نسيم شفتيها و قالت ببرود .." أنا يشهد على جوازي إتنين مجرمين "
رد هارون بسخرية .." يعني هو جواز بجد يا نسيم "
رد كاتب العقد بتعجب .." هو أنتوا مش وافقتوا على الجواز برضوا و لا أنا غلطان "
أتسعت عينى هارون و نسيم بدهشة و سألا في صوت واحد .." تقصد ايه "
رد الرجل بهدوء .." يا أستاذ أنا سألتكم موافقين على الجواز قولتوا ماشي موافقين "
سأله هارون .." يعني ايه "
أجابه الرجل .." يعني تسأل في الموضوع ده أولا واحد شيخ و ثانياً موقفكم القانوني من الجوازة دي لو حبيتوا تتطلقوا "
أشار شوقي لأحد رجاله أن يخرج الرجل قائلاً .." كفاية كده بقي رغي و أنت" وجه حديثه لكاتب العقد قائلاً بتهديد ..." حاول تخلص إجراءاتك و تطلعلي القسيمة بسرعة عايزها تبقى في أيدي بعد بكرة بالكتير أتصرف أدفع رشوة أي حاجة المهم تكون معايا بعد يومين و إلا أنت عارف ايه اللي ممكن يحصلك أنت و مراتك و عيالك الراجل بتاعي هيفضل معاك لحد ما تجبها "
أرتعد كاتب العقد بخوف و هز رأسه موافقا و هو يغادر مع الرجل بعد أن رحل وقف شوقي و هو يكتف يديه أمام صدره ناظرا إليهم بشماته و هو يقول بسخرية .." مبروك يا باشا مبروك يا طعمة بالرفاه و البنون "
صمت قليلاً ثم أنزل يديه يعقدها خلف ظهره و يكمل ببرود متجولا ذهابا و إيابا أمامهم .." طبعاً أنتوا عايزين تعرفوا أنا ليه جوزتكم "
نظر إليه كلاهما و هو يكمل بسخرية .." أولا أنا عرفت إنتي مين يا بنت شكري عبد المقصود الجبالي صورك ماليه الجرايد و عامل مكافأة للي يدل عليكي "
أبتسم شوقي شامتا و هو يرى أتساع عينيها رعبا فقال .." ماتخفيش يا حلوة أنا مش عايز فلوس أبوكي زي ما بتشوفي في الأفلام أنا مش عايز منك إنتي حاجة " ثم التفت لهارون و أكمل ..." أنامن الباشا و إنتي بس هتكوني ورقة ضغط عشان ينفذ طلباتي و عشان هو عنده ضمير ذيادة عن اللزوم مش هيضحي بيكي حتى لو كان على رقبته المهم دلوقتي هنتحرك من المكان عشان أنا مضمنش المأذون يفلت من الراجل بتاعي و يروح يبلغ عن مكانا أصلي أنا جبته عادي من غير ما أغمي عنيه زي الأفلام .." ثم ضحك ساخرا و قال .." أصلي إحنا مش بنمثل يا قطة ده الواقع و الواقع بيقول أن لو طلباتي متنفذتش يا باشا هتكون حياتها التمن "
سأله هارون و قد دب الخوف في قلبه يخشي أن يعرض حياة نسيم للخطر بسببه أو لا يستطيع حمايتها .." و ايه طلباتك يا شوقي عشان أعرف "
مط شوقي شفتيه و قال .." بعدين بعدين يا باشا هتعرفها في الوقت المناسب و دلوقتي هنتحرك عشان نروح مكانا الجديد "
هتف برجاله الماكثين في الخارج في إنتظار أوامره .." حودة ... سعده" دلف كلاهما إليه و الأخير يقول .." أيوة يا ريس أوامرك "
أجاب شوقي .." هاتوا بقية الرجاله عشان هنتحرك على المستودع الجديد " ثم أبتسم بمكر .." بس المرة دي غمي عنيهم عشان مليش مزاج أغير المكان تاني "
تحرك الرجلين ينفذان أوامر شوقي فأتجها لنسيم و هارون اللذين كانا مازالا ماكثان على المقعدين الخشبيين و مقيدان كما هما فقاما بتعصيب عينيهما و فك قيود ايديهما و ارجلهما ثم بعد ذلك قيدا أيدي هارون للخلف حتى لا يشكل تهديدا عليهم أثناء الطريق خرج شوقي يضحك بمرح كمن يشاهد مسرحية هزلية أمامه ...
الفصل العاشر
دفعهم رجال شوقي لغرفة لم يتبيناها بسبب عصبة عينيهم فهما عندما رحل الرجل الذي عقد قرانهم و هما تحركا راحلين من المكان بسرعة فلم يريا إلى أين ذاهبان كان الوقت يمر كالدهر عليهم كان هارون يحاول أن ينصت لأي صوت في طريقهم يدله على المكان الذي يأخذهم إليه هذا البغيض و لكنه لم يتبين سوى شئ واحد فقط أحتفظ به في ذاكرته لحين قدم الوقت المناسب سمعا غلق الباب فظلا متسمران مكانهما بعض الوقت قبل أن يتحرك هارون و يزيل عصبة عينه لينظر حوله ليجد نفسه في مكان عبارة عن حاوية نعم حاوية مثل التي تستخدم في نقل البضائع على الناقلات العملاقة كانت مضائة و بها فراش مرتب و مقعدين مريحين و طاولة صغيرة و كأنها معدة لمعيشة أحدهم أتجه لنسيم الواقفة بقلق تخشى التحرك فدنا منها يهم بنزع عصبة عينيها فصرخت نسيم بخوف فقال مطمئنا إياها.
" ماتخفيش أنا هارون "
زفرت براحة و هى ترفع يدها لتزيل الغطاء عن عينيها لتتطلع حولها كما فعل هارون و تنظر لمحتويات الغرفة بقلق عاقدة حاجبيها و هى تسأل هارون .." هو إحنا فين يا هارون و ايه المكان ده "
صمت قليلاً مفكرا ثم أجابها بهدوء .." مش عارف يا نسيم بس عندي شك في حاجة و المكان ده أكدهولي ماتخفيش يا نسيم أنا عندي فكرة إحنا ممكن نكون فين " كان يشعر بالتعب فقال مطمئنا .." تعالي نستريح شويه على الكراسي لحد مانشوف هنعمل ايه و المجنون ده عاوز مني ايه بالظبط"
جلست على المقعد الضخم براحة و رفعت قدميها ثانيه إياها تحتها في وضع أكثر راحة لتستند برأسها على ظهر المقعد و هى تقول لهارون ..
" أنا جعانة قوي حاسة أني هموت لو لو مأكلتش دلوقتي "
رق قلبه و شعر بالضيق لعدم إستطاعته لإطعامها فقال واعدا إياها .."لما يجي حد من البهايم دول هطلب منهم يجيبوا أكل "
ردت عليه بسرعة خوفاً عليه .." لا بلاش تطلب منهم حاجة أحسن يمدوا إيدهم عليك و تتأذي تاني بسببي مش مهم أنا هحاول أستحمل"
ظلا جالسين بصمت يتطلعان لبعضهما من وقت لآخر حتى سئم هارون صمتها على غير عادته فسألها بجدية متفرسا في ملامح وجهها الهادئ
” إنتي ليه قولتي أن أخوكي معاذ لما يعرفني هيحبني مش يمكن العكس لما يعرف الي أتعرضتيله بسببي “
ردت نسيم برقة و هى تتخيل ملامح وجه أخيها الهادئة بشعره البني الناعم الشبيه بشعرها و عينيه الخضراء لون عيني جدهما و بشرته الخمرية و جبينه العريض ..” لأ معاذ هيشكرك لما يعرف أنت عملت ايه عشاني و عشان تساعدني لولا وقوفك على الطريق الله أعلم كان ممكن ايه يحصلي إلي حصل ده مش بسببك بالعكس أنا إلي لولا وجودي معاك كان زمانك دلوقتي في بيتك مع مامتك و أختك و ...و مراتك أكيد أنت مشتقلها مش كده “
أرتبك هارون و هو يشيح بوجهه عنها لما يشعر في نبرة صوتها بالعتاب و اللوم لما يشعر تجاهها بالمسئولية و أنها تخصه فسألها بصوت خرج لأذنه غريباً هو هو غيرة أم ضيق من الوضع ككل ..” وأنتي كمان أكيد خطيبك أشتقتيله مش كده تلاقيكي بتقولي يا رتني ما هربت و سبته يوم الخطوبة كان زمانك في أمان مش كده “
رفعت حاجبيها بتعجب و هزت رأسها نافية ..” لأ طبعاً كنت برضوا ههرب حتى لو كنت عارفة ايه الي هيحصل أنا رأي متغيرش و أنا لسه مش موافقة على الجواز من هشام و لما نخرج من هنا إن شاء الله هقوله كده و هنهي الموضوع أكيد “
تنهد براحة و سألها بهدوء و لامبالاة ..” لما نخرج من هنا هترجعي البيت عند أبوكي و لا هتيجي معايا بيتنا “
أجابته نسيم بحزم فهى قد قررت المواجهة و ليس الهرب و هذا تعلمته منه ..” لأ هرجع البيت و هواجه الأمر أنت كان عندك حق مكنش لازم أهرب من المشكلة كان لازم أواجههم و أرفض وده هيتصلح لما أرجع إن شاء الله و متنساش إننا كمان أتجوزنا و أنا مش عارفة ايه ردة فعلهم إلي ممكن أتوقعها لما يعرفوا “
صمت قليلاً ثم هز كتفيه بلامبالاة قائلاً...” و لا حاجة ..! لما يعرفوا ايه الظروف إلي كانت وقتها هيعذرونا و بعدين إنتي ناسية إننا أتجوزنا تحت التهديد و الجوازة تعتبر لاغية و لا تجوز شرعا و لا ايه “
ردت نسيم بجدية ..” أنا معرفش في الموضوع ده بس متنساش أن المأذون سألنا و إحنا قولنا موافقين و بعدين هو قال طالما طلع قسيمة جواز لازم تطلع قسيمة طلاق لو أطلقنا يبقي نسأل عشان نعرف و نفهم و لا أنت ايه رأيك “
فقال هارون بمرح موكدا ..” عموماً حتى لو صحيح أنا ممكن أطلقك متخافيش “
أتسعت عينيها بصدمة و هى تسأله بدهشة و حدة ..” أنت عايز تطلقني يا هارون لو كان جوازنا صحيح زي ما بتقول “
صمت قليلاً مفكرا ما بها هذه الفتاة هل تريد أن تظل زوجته أم ماذا أنا لم أعد أفهم شيئاً رد بجدية و سأل بمكر و هو يرسم على وجهه أبتسامة مرحة ..” و لو كان جوازنا صحيح يا نسيم هترضي تكوني زوجة تانية و تعيشي معانا في نفس البيت أنا مش غني زي أبوكي عشان أجبلك بيت لوحدك “
كانت صامته تنظر لوجهه الملئ بالكدمات و عينيه التي حولها دائرة زرقاء متورمة ذكرها بدور القرصان في الأفلام و هو يخفي عينه برقعة سوداء لمزيدا من القسوة لإرهاب رجاله هل حقاً تقبل أن تكون زوجة ثانية في حياته أو في حياة اي رجل آخر و لكنه ليس أي رجل هو هارون الذي ساعدها في محنتها و لم يتخلي عنها رغم أخطائها المتكررة معه و تعريضها له للكثير من الأذى بسببها هى تعلم أنه لن يظلمها و سيحافظ عليها و لكن هل تقبل أن تأخذ رجل من زوجته أو حتى تشاركها به الأمر مؤلم لها فما بالها بزوجته و المفترض أن تكون حبيبته حارت بما تجيب و لكنها حسمت أمرها بعد قليل و هى تقول ..”هوافق يا هارون بشرط واحد “ صمتت قليلاً و هو ينظر إليها متفرسا في ملامحها منتظرا إجابتها فأكملت بثقة ..” إذا كانت مراتك موافقة و معندهاش مانع أشاركها فيك .. طبعاً هوافق“
نظر إليها بوجه جامد و قلبة ذادت دقاته تنفس بعمق و داخله يدور صراع حولها حول هذه الفتاة التي قابلها صدفة على الطريق هذه الفتاة التي تعيش داخل عالم خيالي و كلما قابلت واقعا ملموسا تصدم و لكنها تتأقلم سريعًا مع الأمر ..هى ..هى لا تمانع أن تكون زوجة ثانية له هى لا تمانع أن تكون زوجته هى لا تمانع أن تشاركه مع إحداهن أن وافقت الأخرى على ذلك هى لا تمانع أن ما هذه الفتاة أنها حقاً فتاة مجنونة هل تقبل أن تكون معه و في حياته أخرى و ترفض أن تكون مع خطيبها الذي ستكون كل حياته و لا أحد سيشاركها به أنها حقاً غريبة الأطوار كما علم عنها منذ قابلها طال الصمت بينهما بعد ذلك فلا جواب لديه الأن على الأقل.. هى فقط تتحدث هكذا لأنها مخططفة و سجينة لدي عصابة و لا تعلم أن كانت ستخرج حيه أم لا و لكن ما أن تستعيد حياتها و تعود لاحضان أسرتها ستتعجب كيف فكرت هكذا و كيف أخبرته مثل هذا الحديث نعم هو يعتقد ذلك ..سمعا الباب يفتح و نعيمة تدلف للغرفة حاملة بيدها صنية تقدم كبيرة عليها الكثير و الكثير من الطعام و الذي يبدو من مظهره أنه من أفخر المطاعم كانت تنظر إليهم و تبتسم بخبث و هى تقترب و تضع الطعام على الطاولة أمامهم و تقول بمكر ..” ده عشا عشان العرايس هدية من المعلم شوقي مبروك يا عرسان “
نظر هارون للطعام بشك و ريبة و قال يصرفها ...” لا شكراً خدية معاكي مش عايزين حاجة منه أتفض..“
قاطعته نسيم هاتفة بنعيمة ..” لا لا أستني ده شكله حلو اووي و أنا هموت من الجوع و المعلم بتاعك ده راجل معندوش دم عشان أتأخر لحد دلوقتي أنه يأكلنا “
ضحكت نعيمة بمرح قائلة..” بالهنا والشفا يا سنيورة “
ثم أقتربت من نسيم لتميل على أذنها تهمس لها بشئ فأحمر وجهها خجلا و صدمة و هى تشهق بذهول و هى تنهض لتدفعها تجاه الباب لتبعدها و تقول لها بحدة ..” لأ شكراً كفاية الأكل مش عايزين حاجة تانية منه أو منك “
سألها هارون بريبة ..” هى قالتلك ايه “
أستدارت إليه نعيمة قائلة بمكر ..” متقوليله مش يمكن يجي كلامي على مزاجه “
صرخت بها نسيم ..” شكراً يا ست إنتي أتفضلي بقى مش عايزين حاجة منك قولتلك مع السلامة ..مع السلامة و شكرا على الأكل “
خرجت نعيمة و ضحكتها ترتج في المكان و صوتها يرتفع أكثر فأكثر و هى ترحل ..
سألها هارون بتصميم ..” هى قالتلك ايه يا نسيم قوليلي عشان لو في حاجة هتضرك أعرف أتصرف “
أدعت إنشغالها بالطعام و هى تضعه أمامه لتداري وجنتيها المحتقنتان وقالت بهدوء مدع ..” و لا حاجة دي ست مجنونة هى و الراجل إلي إسمه شوقي سيبك منهم يلا كُل زمانك ميت من الجوع و التعب بعد كمية الضرب إلي أكلتها منه كُل و نام شويه على السرير ده لحد منعرف عايز منك ايه “
كان يتفحص ملامحها المرتبكة و هى تتحدث و علم أن هذه المرأة قالت لها شيئاً مخجلا جعلها تترتبك هكذا فكر قليلاً و أحترق ليعرف ما هو الشئ الذي ربما يكون على هواه كما قالت المرأة تجاهل الأمر مؤقتاً و هو يمط شفتيه قائلاً ببرود ..” الضرب إلي أكلته امممم و يا ترى مسألتيش نفسك أنا سبته يضربني ليه “
ضحكت نسيم بمرح ..” أضربت عشاني يا هارون عارفة مانا بشوف كده في الأفلام البطل و البطلة لما يقعوا في أيد العصابة و البطل يضرب عشان محدش يقربلها و يستحمل هو كل إلي بيحصل “
رفع هارون يديه يشد شعره بغيظ هاتفا بحده ..” يا رب صبرني و خلصني من إلي أنا فيه ده أحسن أتجنن ع الأخير و الاقي نفسي عايش فيلم إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين “
أنفجرت ضاحكه و هى تقول بصوت متقطع ..” طب ..خلاص..كُل مش هجيب سيرة أي فيلم تاني عشان متزعلش “
أعتدل في جلسته و قال بجدية ..” طيب أستني أنا هدوق الأكل الأول و بعد كده ممكن تاكلي “
وضعت يديها على خصرها و هى تقول بغيظ ..” ليه بقى إن شاء الله ايه الطفاسة دي أنت هتعيش دور سي السيد و لا ايه يا سي هارون عشان أستناك تأكل الأول “
رفع يده في قبضة أمام وجهها و كأنه سيهم بضربها فتراجعت تستند لظهر المقعد خائفة فقال من بين أسنانه ..” يعني مفيش فيلم عدى عليكي كانوا حاطين السم في الأكل و واحد بياكل و يموت أو حد بيجرب الأكل الأول عشان الباقي يعيش “
رفعت حاجبيها بفهم قائلة ..” ااااه صحيح إزاي مفكرتش في كده “
ثم أبتسمت ساخرة و رفعت إصبعها تشير عليه ..” أهو أنت إلي جبت سيرة الأفلام مش أنا “
زم شفتيه بضيق و قال ..” أسكتي يا نسيم أسكتي بدل ماسكتك بطريقتي “
أحمر وجهها و هى تخفض عيناها هربا منه و قد تذكرت ما كانت تشاهدة في الأفلام عندما تغضب البطلة البطل بحديثها فيسكتها بقبلة لتصمت نظر لإحمرار وجهها بتعجب و سألها بغيظ ..” هو أنا قولت إيه عشان وشك يحمر كده قولت حاجة عيب لا سمح الله “
أرتبكت بخجل و أجابت ..” لا أبداً عادي يعني“
ثم أكملت بحماسة ..” يلا بقى عشان ناكل الا أنا خلاص فصلت قوي و عايزة أشحن و مش هصبر أكتر من كده “
تذكر حديث سمير عندما قال نفس كلمتها و لكنه كان يقصد معنى آخر فأبتسم بمكر متمنياً هو الآخر أن يفعل مثله معها أوقف يدها الممتدة للطعام ..” طب أستني لما أدوقه الأول أحسن يكون الجبان ده حاطط فيه مخدر و لا سم أي حاجة تأذيكي “
مد يده و تناول القليل من بعض الطعام و أنتظر قليلاً ليتأكد من خلوا الطعام من اي شيء و هى تضع يدها على وجنتها بملل قائلة ..” هارون أنا جعت يلا بقى “
أبتسم برقة ينظر إليها تبدو كطفلة صغيرة تبحث عن إلاهتمام و ليس الطعام ..” ماشي يا نسيم كُلي الأكل مفيهوش حاجة “
أبتسمت براحة و هى تمد يدها لتتناول الطعام بنهم تحت نظراته الحانية يشعر بالذنب لأنها متورطة معه في ما يحدث بسببه ..أنهيا الطعام و تناولا بعض الشاي الذي جلبته نعيمة مع الطعام في أكواب حافظة للحرارة بعد أن أنتهيا أستندا على ظهر مقعديهما براحة و قد أستعادا بعض قوتهما و صفاء عقلهما عندما سألته نسيم ..” هنعمل ايه دلوقت يا هارون هنهرب إزاي من هنا و إحنا حتى مش عارفين موجودين فين “
التفت حوله ينظر للحاوية التي يمكثان فيها و قال..” أنا عندي تقريباً فكرة عن مكان وجودنا بس هستني لما أتأكد الأول و بعدين هقولك هنعمل ايه بس المهم مفيش حاجة تطلعلنا و تفاجأنا “
سألته بإلحاح ..” طيب ماتقولي دلوقتي بتفكر في ايه عشان نفكر سوا“
أشار لها لتتوقف عن الحديث عندما أستمع لصوت أحدهم قادم عندما فتح الباب و دلفت نعيمة لتأخذ صنية الطعام بما تبقى عليها و هى تنظر لنسيم بمكر قائلة ...” فكرتي في إلي قولته يا عروسة “
نهرتها نسيم ..” جرا ايه يا ست إنتي متبعدي عني قولتلك مش عايزة حاجة ايه مبتفهميش “
مطت نعيمة شفتيها بسخرية ..” إنتي حرة أنا قلبي عليكي و أنا شيفاكي متشح...“ هبت نسيم لتضع يدها على فمها لتكممه قائلة..” بس بس أبعدي عني يا ست إنتي و خليكي في حالك أتفضلي يلا من غير مطرود “ كانت تدفعها تجاه الباب و نعيمة تنفجر بالضحك تحت نظرات هارون المتعجبة الدهشة و قد صمم أن يعلم ما يدور بين هاتين الاثنتين و هذا الحديث الدائر بالالغاز ....
الفصل الحادي عشر
سأل هارون نسيم بتصميم ..” في ايه يا نسيم الست دي عايزة منك ايه“
كانت نعيمة قد تركت الغرفة بعد أن دفعتها نسيم بما تحمل بيدها للخارج عادت للجلوس مرة أخرى قائلة بضيق حرج ..” مافيش يا هارون متشغلش بالك دي ست مجنونة و فاضية و مش لاقية حاجة تعملها بتضايق في خلق الله ..بقولك ايه ماتروح تنام على السرير ده شويه لحد مانعرف الزفت شوقي عايز منك ايه “
هز رأسه بنفي ..” لأ روحي إنتي أكيد تعبتي من القاعدة على الكرسي“
نهضت و أمسكت بذراعه و هى تسحبه تجاه السرير ..” لا بس تعال أنت ماتخفيش أنا كويسة و بعدين هنبقي نبدل مع بعض بس الأول أنت أرتاح “
أجلسته على الفراش تحت نظراته المتعجبة من تصرفاتها ود لو علم ماذا أخبرتها تلك المرأة لتحمر هكذا و تفزع و هى تدفع بها خارج الغرفة تمدد على الفراش بتعب فهو حقاً متعب و مرهق من كثرة ما ضرب من ذلك الوغد فقال يخبرها قبل أن يغفو ..” لو حصل حاجة صحيني على طول سامعه يا نسيم “
هزت رأسها موافقة و هى تطمئنة و تعود جالسه على المقعد مرة أخرى ..” ماشي يا هارون أطمن نام بقى “
تنهد بضيق ما بها تريد التخلص منه هل سئمت من الجلوس معه لما تتصرف هكذا و كأن جلوسها معه فيه تهديد لها فليسترح الآن حتى يصفو عقله ليعلم كيف سيتصرف فيما بعد ....
لا يعلم كم ظل نائما عندما سمع صوت خافت فقام فزعا يبحث عن نسيم عندما وقع بصره عليها كانت غافية على المقعد ذهب وقف أمام الباب الذي فُتح و دلف منه شوقي و أحد الرجال يشهر سلاحه في وجه هارون للحماية ..أبتسم شوقي عندما رآه متأهبا لملاقاته فقال يخبره ببرود ..” و دلوقت بعد ما أكلت و شربت “ و صمت قليلاً و أكمل بخبث و عينه تهرب لنسيم الغافية على المقعد ..” و نمت دلوقت يا حلو جه الوقت لتنفيذ طلباتي قصاد حياة السنيورة “
نظر مرة أخرى لنسيم الغافية التي رغم حديثهم المرتفع لم تفق كتف هارون يديه يسأله بريبة ..” طلباتك “
أجاب شوقي ساخرا ..” كده ع الواقف مش تقولي أعد شويه عشان نعرف نتكلم براحتنا “
أتجه هارون لنسيم النائمة ليهز كتفها برقة حتى لا تفزع ..” نسيم أصحي“
نهضت تتثأب بكسل غير مدركة لما حولها ..” في ايه يا هارون في حاجة حصلت “
طمئنها بخفوت ..” لأ مفيش بس قومي أعدي عشان الزفت ده هنا و ميصحش يشوفك و إنتي نايمة روحي اعدي على السرير لحد مايقول الي. عايزه و يمشي “
كتم شوقي غيظه و هو يسمع نعته إياه بالزفت هدء اعصابة فالمهمة أصبحت على وشك الإنتهاء و حينها سيمزقه شر تمزيق هذا الوغد المغرور .. نهضت نسيم واقفة و سألته بقلق ...” هو عايز منك ايه “
أجاب بهدوء ..” هنعرف دلوقت متقلقيش إنتي روحي زي ماقولتلك “
أبعدها قليلاً عن مكان جلوسهم على الأقل لو إستطاع لأخرجها من الغرفة .. التفت لشوقي يسأله ببرود ..” طلباتك “
زم شوقي شفتيه من بروود هذا الرجل رغم أنه له اليد الطولى و لكنه يشعره دوما بالدونية جلس على المقعد و هو يتحدث بجدية ..” أخويا إلي أنت قبضت عليه عارف أتحكم عليه بكام سنه“
هز هارون رأسه بلامبالاة قائلاً ..” ميهمنيش أعرف .. قول داخله إيه بحديثنا دلوقتي “
قال شوقي يجيبه بحزم ..” هتخرجه من السجن يا باشا زي ما دخلته هتخرجه “
نظر إليه هارون بإستنكار و قال ساخرا ..” أخرجه إزاي يعني أروح أقولهم و النبي المجرم ده أنا إلي قبضت عليه و عايزه يخرج مثلاً أنت فاكره ايه سجن أبويا عشان أتحكم فيه “
نظر شوقي إليه بحدة و قال ..” أنا عارف كل ده يا باشا أنا مش بطلبك منك تخرجه أنا بطلب منك تهربه تهربه يا باشا “
عقد هارون حاجبيه و قال له بعدم فهم ..” أفندم أهربه أهربه أزاي يعني أنت مجنون يا راجل أنت إزاي أهربه من السجن أنت بتشوف أفلام عربي كتير “
قال شوقي بتهديد ..” أعد بس يا باشا عشان السنيورة متقلقش و هى سمعه صوتك العالي فتتخض “
عاد هارون للصمت و هو ينتظر سماع ترهاته فعاد شوقي ليكمل ..”بكرة هيترحل من سجن (....)لسجن (....) الساعة عشرة الصبح طبعاً هتسألني عرفت منين هقولك ملكش دعوة المهم أني عرفت طبعاً أنت عارف المسافة من السجن ده للسجن ده أد ايه و الطريق بينهم مش كده “
و عندما لم يجبه هارون أكمل شوقي بغيظ في منطقة (........) هتمر العربية و أنت عارف أنها صحرا و مفيهاش حاجة وده أنسب مكان ممكن تهربه فيه طبعاً عشان بشوف أفلام زي مابتشوف يا باشا مش ههجم عليها أنا و رجالتي و ضرب نار و الكلام الفارغ ده لكن أنت بحكم عملك تقدر توقف العربية و تخرجه منها و تسلمهولنا معرفش تعملها إزاي مليش دعوة المهم أخويا تجبهولي صاغ سليم من غير خدش واحد و إلا بقى أنت فاهم “
و أشار بعينيه لنسيم الجالسة بقلق تستمع لحديثهم رد عليه هارون و قد فهم أشارته ..” أنت فاكر أن دي حاجة سهلة حتى لو كنت ظابط مينفعش أوقف عربية بتنقل مساجين وسط الطريق و أختار منهم واحد أنزله أنت فاكرها سايبة “
رد شوقي بلامبالاة ...” خلاص أنت حر عموماً أنا عارف أن كل إلي بيطلع مع المساجين تلت اربع عساكر و ظابط و لا شويش من صول مش هتفرق في النهاية ميجوش سته سهلة ممكن أنا ورجالتي نفتح عليهم النار نخلص عليهم و برضوا هنخرجه بس أنا قولت مش عايز دم و أنك تقدر تخلص الموضوع من غير ماحد يموت “
صمت شوقي فسأله هارون ..” طيب هوصل هناك إزاي و أنا محبوس هنا “
هبت نسيم تصرخ به ..” هارون إنت أتجننت عايز تهرب مجرم بيساعد في قتل الناس بالسموم إلي بيوزعها و بيدمر شبابنا “
نظر إليها شوقي بسخرية و أشار للرجل الممسك بالسلاح فأتجه إليها يقبض على عنقها و يضع السلاح في رأسها فأرتعدت بخوف و هى تشهق تحت يد الرجل فرفع هارون يديه مهدئا ...” خلاص سيبها أنا هنفذلك كل طلباتك بس إيه إلي يضمنلي أنك مش هتأذيها “
رد شوقي بلامبالاة ..” أنت الضمان يا باشا لما ترجعلي مع أخويا أوعدك هى هتمشي من هنا أما أنت فهتفضل معايا و أنت ناسي إبن عمي إلي قتلته بإيدك ده لسه مخدتش بتاره و لا أنت فاكر أني هسيبك ترجع تعيش حياتك عادي و أفضل أنا متهدد و وجودك يبقى سيف على رقبتي تبقى بتحلم يا باشا “
قالت نسيم ببكاء ..” طب ليه ليه عايز تموته لو عايز فلوس أنا هخلي بابا يديك إلي أنت عايزه بس سيبه سيبه عايش “
أجاب شوقي ساخرا ..” و إنتي فاكرة أني هعمل كده عشان الفلوس لا يا طعمة كنت طلبتها من أبوكي أول ما عرفت إنتي مين “ ثم أكمل بغل ”انا مستحيل اسيبه عايش بعد مادخل أخويا السجن و قتل إبن عمي و خلاه يموت بحصرته على إبنه و أنا أنا مش سايبني في حالي لأ روحه قصاد حياتك تختاري إيه “
كانت تبكي و الرجل مازال يهددها بسلاحه بعد أن ترك عنقها فقالت بتأكيد و حزم ..” خلاص عايز تموتني موتني بس سيبه أنا أصلاً حياتي مش مهمة بالنسبالي و لا مهمة عند حد أنا راضية تاخد حياتي لو ده هيريحك “
نظر إليها هارون بذهول و هو يقول بصدمة و صوت خرج أجشا لشدة إنفعاله ..” نسيم “
أبتسم شوقي ساخرا و لم يجبها بل التفت لهارون قائلاً و هو يهم بالخروج من الغرفة ..” معاك أربع ساعات و بعدين هيجي حودة و سعده عشان يوصلوك لأقرب مكان و متنساش إلي أتفقنا عليه سلام يا باشا “ ..و أكمل بمكر ” و أبقي طمن السنيورة حرام حالتها وحشة قوي و أربع ساعات وقت كافي مش كده “ و خرج و هو يضحك على حديثه الوقح تاركا هارون و نسيم ينظران لبعضهما بصمت و ما أن أغلق الباب حتى هتف بها هارون ...” نسيم إنتي أتجننتي عشان تقولي حاجة زي دي “
تهالكت على الفراش و هى تبكي بحرقة ..” أنت هترجعله بجد يا هارون إنت فعلاً ناوي ترجع هنا و تهرب اخوه كمان .. طيب إزاي ده يحصل بلاش بلاش يا هارون تعمل كده هتخسر نفسك و ضميرك و شغلك و فوق كل ده حياتك ليه صدقني أنا راضية بأي شئ يحصلي لكن أنت أنت لو حصلك حاجة أنا ممكن أموت صدقني “
كان ينظر إليها بصدمة مرددا بخفوت ..” نسيم “
رفعت وجهها تجاهه ز و نهضت من على الفراش لتدنو منه لترفع يدها تتحسس وجهه المكدوم برقة قائلة بقوة ..” أنا بحبك بحبك يا هارون و مقدرش أعيش من غيرك “
نظر لعينيها الدامعه و هو لا يعرف بما يجيبها ليستمع لصوته و هو يردد بغباء كالبغبغاء إسمها ..” نسيم “
زمجرت و هى تحتضن وجهه بكفيها قائلة بغيظ ..” نسيم نسيم معندكش حاجة تقولها يا هارون غير إسمي “
ثم أكملت بحزن ..” أنا عارفة يا هارون أنك متجوز و أكيد بتحب مراتك و عارفة أنك مش بتحبني بس ده “ و أشارت لقلبها ثم أكملت بحزن.. ”مليش سلطة عليه صدقني أنا حاولت كتير بس مقدرتش مقدرتش أتحكم فيه سامحني سامحني أن دخولي لحياتك خلاها أصعب أنا ...“
وضع إصبعه على شفتيها يصمتها عن الإسترسال و هو يخبرها بحنان ..
” أسكتي أسكتي يا نسيم و إلا هسكتك بطريقتي “
أبتسمت عيناها و هو مازال يضع إصبعه على شفتيها التي أزاحته برقة سائله ..” ايه هى طريقتك يا هارون نفسي أعرفها قبل ما نفترق و يعالم هنشوف بعض تاني و لا لأ “
أبتسم برقة سألا ..” حقيقيي عايزة تعرفيها “
هزت رأسها بصمت فأجاب بمكر مرح ..” يعني واحد شغال ظابط تفتكري ايه هى الطريقة الي الي ممكن يسكت بيها حد “
أتسعت عينيها بفهم محبطة هذا الرجل لا يعرف شئ عن الرومانسية أنه بعيداً تماماً عنها كيف له زوجة لا تفهم فسألها هارون بمكر ..” أمال إنتي كنتي فاكرة ايه “
أجابته ببرود ..” لا لا ولا حاجة “
همت أن تستدير لتعود للجلوس على الفراش فأمسك بيدها يوقفها نظرت ليده الممسكة بيدها لتضطرب أنفاسها ثم رفعت عيناها لتتطلع لوجهه المبتسم برقة رفعت حاجبيها بتساؤل و هى تهز رأسها بصمت فدنا منها يلتصق بها جعل أنفاسها تخرج شهقات و هى تهتف به بذهول ..” هارون إنت هتعم....“ أسكت حديثها بطريقتها التي تمنتها هذه المرة و هو يميل على وجهها يقبل شفتيها برقة جعلها تقف مسمرة بذهول و هى تستقبل قبلتها الأولى و التي تخيلتها كثيرا و لكنها فاقت كل تخيلاتها ترك يدها حرة حتى إذا أرادت دفعه بعيداً عنها فعلت و أنتظر أن تفعل ذلك و هو مازال يقبلها بشغف ليرتوي قبل أن تفيق من صدمة قربه منها و لكنها لم تفعل لم تدفعه لم تنهره لم تغضب هى فقط هى كانت مستمتعة بالأمر أبتعد عنها ينظر لعينيها اللامعة قائلاً بصوت مختنق من العاطفة ..” نسيم “
رفعت يدها تلفها حول عنقه و تعاود هى الإقتراب منه هذه المرة كانت محتقنة الوجه تتنفس بعنف فدنا منها مقتربا ليزيل من نفسها أي فكرة للإبتعاد عنه ضم خصرها بيديه يلصقها بجسده الصلب يعتصرها عصرا وهى تمرر يديها على ظهرة كالممسوسة تخشى إبتعادة أي وقت تحدث نفسها تطمئنها أنه زوجها زوجها و لها حق به كالأخرى نعم هو زوجى هارون زوجى أنا أيضاً كانا يتنفسان بقوة بعد أن أبتعد عنها لتأخذ أنفاسها وضعت رأسها على صدره تستند عليه تضم خصره بيديها كانت حائرة فيما يحدث و ما سيحدث قالت ترجوه بيأس ...” هارون بلاش تروح زي ما الراجل ده قال ده فيه خطورة عليك “
لم يستطع طمئنتها هذه المرة لن يستطيع أن يجازف بحياتها و يخسرها إذا كانت حياته ثمنا لسلامتها فسيفعل بطيب خاطر يكفي أن كل ما يحدث معها للأن بسببه ظل صامتا فرفعت عينها تنظر إليه برجاء قائلة ..” هارون أرجوك “
أبتعد عنها قائلاً بهدوء كاذب ..” ماتخفيش يا نسيم كل حاجة هتتصلح و هترجعي بيتك يا إن شاء الله “
دفعته في صدره بغضب هاتفة به ..” أنت فاكرني قلقانة عشان عايزة أرجع بيتنا أنت ايه مابتفهمش أنا خايفة عليك أنت أنت إلي تهمني أنا مصدقت لقيتك حياتي من غيرك ملهاش قيمة أرجوك يا هارون مترحش لمرة واحدة أسمع صوت غير صوتك و متعملش الي بيقول عليه هو ادانا اربع ساعات شوف لنا طريقة نهرب بيها من هنا عندنا وقت كافي عشان نفكر و نتصرف أرجوك “
كانت تتحدث بهسترية و قلق فأمسك بكتفيها و قال بهدوء مفهما و شارحا لها ..” نسيم إنتي شايفة المكان هنا عبارة عن إيه ده مكان مغلق مفيهوش حتى شباك و المكان الوحيد إلي ممكن نهرب منه هو الباب و ده أكيد واقف وراه عشرين راجع بسلاح و أنا و إنتي زي ما إنتي شايفة معناش حتى قلم رصاص إزاي يعني نهرب منه و هو عبارة عن أوضة حديد في حديد الطريقة الوحيدة إلي تقدري تخرجي بيها أني أجبله أخوة المهم إنتي تخرجي و بعدها أنا ممكن أتصرف متقلقيش “
” متقلقيش متقلقيش “ رددتها بحنق و هى تدفعه في صدره فأمسك بيدها يوقفها ..” أهدي يا نسيم و كله هيتحل “
نظرت إليه و عيناها تلمع بالدمع خوفاً ..” أنا خايفة عليك و أنا عارفة ايه الي مستنيك لما ترجع أنا مقدرش أسيبك أنت متخيل أني أقدر أمشي من هنا و أسيبك ورايا و أنا عارفة الراجل ده عاوز منك ايه ده هيقتلك فاهم يعني ايه هيقتلك “
وضع إصبعه على شفتيها و هز رأسه قائلاً ..” بس متفكريش في حاجة خالص “
ضمته بحب ..” هارون أنا بحبك عارف يعني ايه “
صمت قليلاً ثم قال بهدوء...” عارف يا نسيم عارف أطمني أوعدك كل شئ هيكون بخير إن شاء الله بس إنتي أطمني