
صلوا على أشرف الخلق ♥️
××××××
بعد مرور سبع سنوات:_
هل من الممكن أن يعشق الإنسان أدق تفاصيل أحدهم! كتلك الخطوط الرقيقة التي ترتسم عند إبتسامتها! أو عينيها التي تنغلق عندما تطلق لضحكاتها العنان!
كان يرمقها بعينين تشتعلان بنيران مشاعره التي لم تخمد مع مرور السنون بل على العكس تماماً لقد زادت إشتعالاً وفتنة بـمالكة القلب والوجدان!
هتف "شعـيب" بصوت رخيم: لتيـن!
إلتفتت إليه وخصلات شعرها تتطاير من حولها بشكل يخطف الأنفاس
_نعم يا حبيبي!
أجابته بإبتسامة مشرقة وعينين تلمعان كالنجوم من فرط سعادتها فبعد سنوات عجاف أتاها خيراً كثيراً لم يكُ بالحسبان وها هي تنعم بحياة هانئة مع حبيبها "شعـيب" وأطفالها الخمس!
فغرت شفتاها بضحكة مبهورة وهي ترى المشهد كاملاً .. "شعـيب" يجلس على أحد الأرائك بهالته الآسرة وعلى ساقه تجلس الصغيرة "فرح" بعمر ست سنوات وبجواره يجلس "سيف" ذو السبع سنوات ، "وملك "ومالك" ذوي العشر سنوات "وعائشة" ذات السادسة عشر
إقتربت من شعـيب لتجلس جواره فحاوطها بذراعه اليمنى قائلاً بهمس استمعته وحدها: خليكِ جانبي
أجابته بهمس مماثل: أنا جانبك بس بحضر الغداء للولاد زمانهم جعانين!
هتف بعبث وأنفاس مشتعلة: إن جيتي للحق أنا اللي جعان وجداً كمان
إبتسمت "لتيـن " بدلال قائلة بغنج: طب أوعى إيدك اللي مكلبشاني دي وربع ساعة والغداء هايخلص
صاح شعـيب بإنزعاج: والغداء بتاعي هيجهز إمتى!
إبتسمت بإتساع وهي تنهض من جواره قائلة: في المشمش!
تمتم "شعيب" بكلمات غير مفهومة قبل أن يرمقها بوعيد فإنطلقت ضحكاتها بسعادة
هتفت "فرح" بدلال طفولي: شع شع
نفخ الأخير بغيظ من تلك الأسماء الغريبة قائلاً: فرح مش قولنا بلاش الاسم دة!
مسدت الصغيرة لحيته الغير حليقة قائلة: لماذا يا أبي إنه يليق بك كثيراً كما أن والدتي تدعوك به طوال الوقت!
أجابها بحنق: ما شاء الله قناة سبيستون إشتغلت عندنا
رمقته بعتاب طفولي فلثم وجنتها قائلاً بحنان: خير ياروح شع شع أؤمري!
إبتسمت بإنتصار قائلة: أريد الذهاب مع "آسر" إلى الإسكندرية!
أجابها بحنق: وإحنا أي مكان يروحو آسر هانروحوا؟ طب آسر أبوه الدكتور النص كم و واخد إجازة إنما أنا عندي شغل كتير أول ما يخلص أوعدك هنسافر
عبست فرح بشدة وهتفت بصوت مشبع بالبكاء: ولكني وعدت آسر بالسفر معه! كما أن عمتي "تقى" لا تعترض على ذهابي معها يمكنني أن أذهب معهم وعندما تنتهي من عملك تلحق بنا أنتَ وأمي والصغار!
رفع حاجبه بإستنكار قائلاً: والصغار!!!! الصغار دول اللي هما ملك ومالك وعائشة؟
أومأت ببراءة: أجل
_ما شاء الله لما هما صغار أومال أنتِ إيه يا زقردة!!!!
هتفت بإعتراض: أبي!!! لا تنعتني بتلك الكلمة إنها لا تليق بي! انظر إليّ جيداً! هل أبدو كالقرود! بعينان رائعتان شديدتا السواد وبشرتي الحريرية الجميلة وصوتي الذي يشبه زقزقة العصافير!!!! وبعد كل هذا تشبهني بالقرود! أعني إنهم رائعون ولكنني إنسانة وجميلة من الداخل والخارج كما تقول أمي فـهلّا تقدرني قليلاً!
بصعوبة بالغة إبتلع ضحكاته كما فعل الآخرون قائلاً: لا عندك حق فعلاً أقنعتيني! بس زقردة دي معناها
قاطعته برجاء: أبي رجاءً لا أريد سماع تلك الكلمة إنها تضايقني!
وأكملت بتذمر: ألا يكفي "مالك" إن مالك يدعوني بها طوال الوقت رغم معرفته بأن هذا الاسم يضايقني لدرجة البكاء! ولكنه لا يترك فرصة إلا ودعاني به!!
رمق شعـيب "مالك" بتركيز وهتف بعتاب رقيق: لما يا مالك؟ يوووه أقصد ليه يا مالك بتقولها يا زقردة؟ (وأكمل بمرح) أنت مش عارف إن اسمها فرح ولا إيه؟
إرتبكت ملامح مالك ودارت عينيه داخل محجرهما فقالت ملك بإندفاع: فرح بتكذب يا بابا وبتقول نص الحقيقة .. يعني مثلاً ما قالتش إنها بتقول لمالك إنه بنص لسان!!
ران الصمت للحظات عائشة تتابع الحديث بصمت .. ومالك يرمق شعيب التي تبدلت ملامحه الحنونة إلى أخرى صارمة أما فرح فقد انعقد لسانها الفصيح ولمعت عيناها بدموع حبيسة تهدد بالإنفجار
كان مالك يعاني من عدم القدرة على نطق بعض الحروف كالراء والكاف والقاف فكانت بعض الكلمات تخرج شبه مبتورة ولكنها تكون مفهومة لعائلته نظراً لتكرار حديثه أمامهم
هتف شعيب بصبر وصوت رخيم: نهانا الله عز وجل عن التنابز بالألقاب .. يعني إيه التنابز؟ يعني إني ا
أوصف شخص باسم أو صفة أو لقب يكرهه أو إني أحتقره أو أستهزئ به .. والله سبحانه وتعالى أشار في آيات كتابه الحكيم إن اللي يعمل كدة زي اللي يكفر من بعد الإيمان في قوله تعالى :
(وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ) [الحجرات:11]
وكمان قوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ {الحجرات: 11)
و وجّه حديثه لمالك قائلاً: إنك تنادي أختك الصغير بلقب بيإذيها نفسيا وأنت متعمد دة تصرف غير سليم بالمرة وربنا سبحانه وتعالى ما أمرناش بكدة
أما أنتِ يافرح فأنتِ بتتريقي على إيه؟ على خلقة ربنا؟
هزت رأسها نافية وقالت بخشية: أستغفر الله العظيم بالطبع لا ولكني كنت أ
قاطعها بهدوء: مفيش حد بيختار شكله أو لونه أو طريقة كلامه أو طوله أو حتى وزنه ربنا سبحانه وتعالى قال:
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)
الإنسان صحيح مش مسؤول عن شكلة ولا صفاته الجسمانية ولكنه مسوؤل عن إحترامه للآخرين وإحترام تميزهم الإنسان مسؤول عن أخلاقه والأخلاق الطيبة هي اللي بتبان مع تعاملنا وتقبلنا لكل شخص مميز أو مختلف عننا ..
فهمتي يا فرح؟
أومأت موافقة فهتف بتساؤل: ودلوقتي مش عايزة تقولي حاجة؟
إقتربت الصغيرة من مالك وهتفت بإعتذار: آسفة مالك هل من الممكن أن تسامحني؟ أعدك ألا أكررها مرة أخرى
إبتسم مالك قائلاً: مسامحك وأنا كمان آسف ماتزعليش
إبتسمت فرح بإتساع وهرعت تجاه شعيب قائلة: لقد تصالحنا وإعتذر كل منا للآخر .. هل سيغفر الله لنا؟
أومأ شعـيب بإبتسامة حنونة: أكيد طبعاً ربنا غفور رحيم أهم حاجة إنك تتوبي إليه وما تكرريش نفس الغلط لا مع أخوكي ولا مع أي حد وتستغفري ربنا من كل قلبك
(ورمق مالك قائلاً: مش كدة يا مالك؟
أجابه مالك بإبتسامة ممتنة: صح يا بابا
ربت شعيب على كتفه بحنان قائلاً بخفوت: أوعى تزعل من فرح هي مجرد طفلة مع إن دة مش مبرر على سكوتك عن غلطها .. مهما حصل ما تقبلش إن أي حد يهينك أو يتنمر عليك حتى لو أختك .. أنت مش أقل من حد بالعكس أنتَ فيك مميزات كتير أهمهم إنك ابني طبعاً
قالها بمرح فضحك مالك بخفوت قائلاً: ربنا يخليك لينا يا بابا
_ويخليك ليا ياحبيبي هقولك حاجة خليها دايما قصاد عينيك طول ما أنت راضي عن نفسك وراضي باللي ربنا إداهولك وحاسس بكل نعمة عليك هتقدر توقف أي حد عند حده .. واللي يشوف غير كدة اعرف إنه هو اللي حاسس بالنقص عشان كدة بيحاول يعوضه من خلالك وإنه يخليك تشوف نفسك قليل وأنت أبعد ما يكون عن كدة .. أنتَ غالي قوي عندي وعند ماما وحتى أخواتك .. أنت ابني الكبير اللي هاتخلي بالك منهم من بعدي
هتف مالك بفزع: ربنا يطول في عمرك يا بابا أنا بحبك قوي
_وأنا كمان بحبك ودلوقتي بقى روح سلك فرح من إيد سيف اللي على وشك أكلها!!!
أومأ موافقاً وأسرع تجاههما أما شعيب فقد انسحب بهدوء تجاه المطبخ فكما توقع كانت لتيـن تبكي بتأثر شديد فعانقها بعشق قائلاً: ها مش قولنا 100مرة نحافظ على حبات اللؤلؤ اللي عمالة تهدريهم دول؟ الإسراف وحش يا لوليتا
هتفت بصوت متحشرح أثر البكاء: أنا بحبك قوي يا شعيب .. أنتَ أحسن أب في الدنيا .. مش متخيل أنا سعيدة قد إيه إنك بتعامل مالك زي باقي الأولاد وعمرك مافرقت ما بينهن
أجابها بثقة: ولا عمري هفرق ما بينهم لأنهم بالفعل كلهم ولادي وعلى فكرة أنا كمان بحبك
هتفت بغنج وهي تمحي دموعها: عارفة على فكرة!
همس بعبث: يا واد يا واثق أنتَ! أنا من رأيي نلغي الغداء وأحلي بيكِ علطول
ضحكت بدلال قائلة: دة بعينك (وهتفت بصوت عالي) يا ولاد يلا الغداء جهز
××××××
~في المساء~
_يـا مااااااااااااازن
تنهد مـازن بنفاذ صبر وصاح بحنق: نعـــــم!!!
هتفت تقى بنبرة على وشك البكاء: ابنك ابن الـ
قاطعها بصرامة: ها ابن إيه؟ ألفاظك يا مدام!!!
أكملت بغيظ شديد: ابنك ابن الناس الكويسين ناوي يجلطني!!!
هتف بريبة: عمل إيه المرة دي؟ ولع في الستاير؟ أوعي يكون اتحرق!
صرخت تقى بغضب شديد: مـازن لو سمحت مش وقت هزار أبداً ابنك يا دكتور بهدل لي هدومي كلها تخيل الجاحد يفرغ كل علب المانكير على هدومي! هدومي أنا بس ما لمسش هدومك ولا حتى هدمة!
همس بفخر: ابني تربيتي
صاحت بإستنكار: تربية قذرة .. بص بقى عشان أنا جبت آخري أنتَ تطلع لابنك المحترم وتعاقبه (وأكملت بتحذير) عقاب بجد يا مازن لو سمحت مش زي كل مرة!
أومأ موافقاً وهتف بوعيد: متقلقيش دة أنا هعاقبه عقاب!
أسرع للخارج لكنها منعته قائلة بقلق: مـازن عاقبه بس أوعى تضربه مش عايزين الولد يكون معقد
أجابها بإستدراك: عيب عليكِ دة أنا حتى من أكبر الداعمين للتربية الحديثة!
_ برافو عليك يا حبيبي وبردو أوعى تهينه عشان نفسيته متتأثرش أو تزعله كلمه بهدوء وإشرح له إن سلوكه دة غلط
أخذت تلقي على مسامعه العديد والعديد من الوصايا وكيف يكون العقاب المناسب لسن آسر الذي يماثل عُمره عُمر فرح ابنة شعيب
صاح مـازن بنفاذ صبر: بقولك إيه روحي عاقبيه أنتِ أنا زهقت! إيه كل التعليمات دي؟ هو أنا رايح أمتحن؟ دة أنا هاعاقب ابني؟ وياريته عقاب من بتاع زمان! دة عقاب حديث!!! سبحان الله حتى العقاب إتحدّث .. عارفة لو جدتي صباح كانت لسة عايشة؟ كانت عملت العقاب الصح دي كان عليها قرصة ودن إنما إيه! الله يرحمها
إبتسمت بحنين: الله يرحمها يا حبيبي مش متخيلة إنها ماتت هي وجدو مهران!!! حتى عمي توفيق مات بعدهم بفترة صغيرة
_الله يرحمهم ويغفر لهم
_اللهم آمين
تنفس مـازن بعمق قائلاً: ممكن بقى أخرج لابنك اللي زمانه دمر باقي الشقة!
شهقت بفزع قائلة: إجري يا مـازن إلحقه دة كان قاعد جنب شنطة الشغل بتاعتك
إتسعت عينيه برعب وركض للخارج بإتجاه غرفة الجلوس وهاله ما رأى!!!
كان "آسر" يجلس على الأرض وحوله العديد من الأشياء بعضها تخص مـازن والبقية تخص تقى! جميعها إما ممزقة أو متسخة بفظاعة!
هدر مـازن بذهول: إيه اللي أنت عامله دة يا ابن الكـ ـلب!!!
بصعوبة بالغة إبتلعت تقى ضحكاتها وهتفت بتشفي: ألفاظك يا دكتور
أجابها بإمتعاض: اسكتي أنتِ بدل ما أسمعه الألفاظ على حق! ابنك دة ما ينفعش معاه أي تربية حديثة دة عايز يتعلق من رجليه على باب العمارة و اللي رايح واللي جاي يديله على قفاه لعل وعسى يتوب من داء التدمير والتخريب اللي بيعاني منه دة!!!!
وجه حديثة لآسر قائلاً بصوت خَطِر: أنتَ يا بيه إيه اللي أنتَ عامله دة؟
أجابه آسر ببساطة كادت أن تقتل والده: بلعب
شهق مـازن بذهول قائلاً: بتلعب!!! أنتَ عارف الحاجات اللي أنتَ بتلعب بيها دي بكام أو بتاعة إيه؟
هتف آسر بعدم مبالاة: مش مهتم أعرف!!!!
إقترب منه مـازن بشر ورفعه من ملابسه قائلاً بفحيح: أعمل فيك إيه دلوقتي؟ أنا مش قايلك ما تدمرش أي حاجة تيجي قدامك؟ ولا أنا كلامي مش مفهوم؟ (وأكمل بترهيب) تحب أجبلك الراجل أبو رجل مسلوخة وأخليه يفهمك بطريقته؟ ولا أجبلك أمنا الغولة أحسن!
إبتسم آسر بسخرية قائلاً: على فكرة دي تخاريف ومفيش في الواقع ناس بالشكل دة! عمي عماد قال لي إن دي إشتغالة .. وأصلاً أنا مش صغير وعارف إنك بتحاول تخوفني بس أنا مش بخاف أنا آسر مازن مهران مش أي حد!!
قضم مـازن شفتاه بقسوة وهتف بغيظ شديد: عمك عمـاد قولتلي!!! تصدق وتؤمن بالله أنتَ عقابك الحقيقي إنك ما ترحش لعمك دة تاني؟
إعترض آسر برجاء: بابا لو سمحت
قاطعه بشدة: بلا بابا بلا ماما طول ما أنتَ مش بتسمع الكلام أنا كمان مش هنفذ رغباتك لما تبقى محترم وتحترم كل حاجة حواليك حتى الهدوم اللي أنتَ بتبوظها عمال على بطال في حين إن في غيرك مش لاقي هدوم يلبسها! أبقى ساعتها أفكر في طلباتك على أوضتك يلا ولو جيت لاقيتها فيها حاجة مش مظبوطة عقابك هيبقى شديد يا آسـر!
إنسحب الصغير بعينين تلمعان بالدموع ولكن مـازن لم يهتم فقد ضاق ذرعاً من تصرفاته التي تتكرر بإستمرار
إقتربت تقى من مازن وعانقت كفه بأناملها قائلة: بما إنك معاقبه بجد المرة دي؟ أفهم من كدة أنك هاتلغي الرحلة؟
رمقها بحنان قائلاً: تؤتؤ أنا صحيح معاقب آسـر بس الأكيد إني مش معاقب أمه
تقى بإمتغاض: أمه!!!
تجاهلها قائلاً: مامته ما علينا المهم إن الرحلة بكرة الصبح لا وإيه كل العيلة طالعة معانا شوفتي الحلاوة
هتفت بسعادة: بجد! مين اللي قالك؟
_شعـيب إتصل عليا من شوية وحرفياً أمر إني أحجز له معانا وكمان عمي سالم وحنونة هايسافروا معانا أكيد مش هانسيبهم لوحدهم
صاحت تقى بسعادة قائلة: هاتبقى رحلة عائلية تجنن
هدر بحنق: بالله أنا اللي هتجنن وأنا اللي قولت إنه هايكون شهر عسل جديد! بس نقول إيه المنحوس منحوس
ضحكت برقة وحاوطت رقبته بذراعيها قائلة: ما شبعتش من العسل؟
همس بعشق: أشبع منك؟ ليه هو أنا أهبل! يا عسل أنتَ
ضحكت بدلال فعانقها قائلاً: طب والله عسل
××××××
وضعت رأسها على صدره موضع قلبه تماماً تستمع شاردة إلى نبضاته الهادرة
هتف شعـيب بهمس: سرحانة في إيه ياحبيبتي
أجابته بهمس مماثل: بفكر في مالك .. تفتكر ممكن يفكر إننا بنميز باقي الولاد عليه وعشان كدة أوضته بقت تقريباً ملحق منفصل عن شقتنا ولازم نفتحله الباب عشان يقعد معانا
كانت حقاً قلقة على نفسية مالك .. فلقد صمم شعيب فصل غرفة مالك بشكل أكثر خصوصية له ولبناته حتى أصبحت الغرفة كـملحق خاص بمالك .. فمهما إعتبروه بمثابة ابنهم ولكنه لا يزال غريب عن بناته "عائشة وملك وفرح" ! هي تتفهم موقفه ولكنها لا تستطيع منع قلبها من القلق على أكبر أبنائها الذكور مالك! إن كانت نورا هي من أنجبته فهي من اعتنت به حتى أصبح قبلة للنظر!وإأن كان اسمه في الأوراق الحكومية هو "مالك محمد رشوان" ولكنه ابن شعـيب ابنه بقلبه بإهتمامه ورعايته له بحب اللا مشروط
أفاقت من شرودها على صوت شعيب الجاد: ما تقلقيش أنا فهمّت مالك وإتكلمت معاه كتير وهو مش زعلان بالعكس هو حاسس إنه مميز عنهم وبقى عليه مكانة الخاص وما تنسيش إن طول السنين اللي فاتت وأنا بمهدله لخطوة زي دي عشان يكون مستعد ليها نفسيا وأنا كمان خصصت مكان لسيف بحيث يكون مكان نومه مع مالك في معظم الوقت أو على الأقل في البداية بس
أومأت لتيـن بهدوء وعينيها تتشربان ملامحه بأفتتان وهمست بصوت ساحر: أنتَ إزاي كدة؟ بتفكر في كل تفصيلة في حياة كل حد فينا؟ أنتَ حنين قوي وفي نفس الوقت قوي جداً قوي من غير قسوة ولا صوت عالي .. قوي بحبك لينا وهدوءك معانا .. قوي بطيبة قلبك اللي بتظهر لينا إحنا وبس أو أي حد يستاهل الطيبة دي .. أنا بحب قلبك قوي
ختمت كلماتها وإقتربت بهدوء تُقبل موضع قلبه .. تأوه شعـيب دون صوت من قوة مشاعره الثائرة .. أن تُقبل موضع قلبه لهي لافته شديدة الرقة كصاحبتها
هتف بشغف ويده تتلمس ملامح وجهها بفتنه : أنا بقى مُتيم بكل شيء فيكِ .. أنتِ الحلم اللي إتسرق مني ورجعلي بعد ما فقدت الأمل .. أنتِ أنا روحك حبيبة روحي وقلبك مرتبط بقلبي وحتى عقلي مرتبط بيكِ!! أنا كُلي متشعلق بيكِ
عانقته بقوة وبسعادة طاغية إنها تهيم به عشقاً وهو يحيا بعشقها المتغلغل لوجدانه!
××××××
كان يدندن بخفوت مع أحد الأغاني التي تنبعث من هاتفه وعينيه تسبحان في السماء بنظرات شاردة
همس عماد بخفوت: هنعيش لسة ياما ونشوف .. ها نعيش تحت أي ظروف
رمق ساعة معصمه قائلاً بقلق: هو آسـر ماطلعش ليه لحد دلوقتي؟ الساعة بقت تسعة
إنتبه لصوت الجرس الذي صدح بقوة فإبتسم بسعادة وإستقام واقفاً يخطو باتجاه الباب قبل أن يفتحه ليقابل وجه مـازن الغاضب!!
هتف عمـاد بتساؤل: خير؟ إيه اللي جايبك في وقت زي دة؟ وفين آسـر؟
دفعه مـازن بغيظ ودلف للداخل ليتبعه عماد قائلاً: أنتَ يابني مش بترد عليا ليه؟
قبض الأخير على تلابيبه وكأنه على وشك ضربة قائلاً: أنتَ عايز تفسد لي الواد اللي حيلتي؟
أزاحه عمـاد بقوة قائلاً: ابنك فاسد لوحده مش محتاج مساعدة ثم أنتَ أزاي تمسكني المسكة دي؟ لا وكمان بتقول على آسـر فاسد فوق لنفسك يا ابني بدل ما أفوقك
هتف مـازن بذعر مصطنع: ياما ياما ياما خوفت أنا كدة!
رمقه عمـاد بسخرية دون أن يجيبه وجلس شارداً فهتف مازن بعد فترة قائلاً: إيه يا ابني أنتَ واكل سد الحنك؟ ساكت ليه؟ هي البت بتاعتك حلقتلك ولا إيه؟
رمقه عمـاد بعينين غاضبتين توشك على قتله: مـازن!!! بلاش إستظراف عشان ما أزعلكش
أجابة ببرود: خلصت! قولي بقى إيه اللي حصل؟ رفضت تتجوزك؟
هتف عماد بسخرية: لا وأنتَ الصادق طلعت متجوزة ومعاها ولدين
إنفجر مـازن ضاحكاً بهستيرية فشاركه عمـاد الضحك قائلاً: لا وإيه وأنا اللي بقالي سنة ونص معجب بيها!!
هتف مـازن من بين ضحكاته : ياالله دة أنتَ نحس طول عمرك!
إبتسم عماد بهدوء ولم يعقب
_بقولك بكرة مسافرين إسكندرية هنقعد كام يوم في الشاليه بتاعنا كلنا رايحين .. إيه رأيك تيجي معانا وترفه عن نفسك شوية؟
_كلكم مين يعني؟
_أنا وتقى وآسر وشعيب ومراته بعياله وعمي سالم ومراته
هز رأسه بإشارة ليس لها معنى قائلاً: للأسف مش هاقدر عندي شغل كتير
مازن بحنق: شغل إيه أنت هاتستهبل؟ لحد إمتى هتفضل تتهرب من أي تجمع يجمعك بشعيب؟
أجابة بهدوء: لحد ما أحس إنه متقبل وجودي وبما إنه لا يمكن يتقبله فأنا مش هاقدر أجتمع معاه في أي مناسبة خلينا كدة الحياة هادية بدون مشاحنات بيني وبينه
زفر مازن بقنوط فهتف عماد بمزاح: ما تلويش بوزك وحياة عيالك نبقى نرتب لرحلة أنا وأنتَ ومراتك وآسر حبيب عمه الأيام جاية كتير