
رواية غرام السلطان الفصل السابع والعشرون27 والثامن والعشرون28 بقلم عادل عبد الله
في المستشفي
يدخل سلطان في غيبوبة وتقف شهد خارج الغرفة تبكي وتتصل بأختها لتبلغها بما حدث بينما يقف نور يحاول استرضائها .
تأتي شيماء سريعا فتجد شهد تصر.خ في وجه ابنها : انت السبب !! ايه الكلام اللي قولته لباباك ده ؟!!
نور : يا ماما انا كان قصدي ا.....
شهد : انت تخرس خالص ومتتكلمش تاني .
شيماء : اهدي يا شهد علشان اعصابك ، متخافيش سلطان هيفوق وهيبقي كويس ان شاء الله .
شهد : اعصاب ايه وزفت ايه !! لو حصل حاجة لأبوك يا نور انا مش هسامحك ابدا ، فاهم ؟!!!
نور : طيب اهدي يا ماما و ان شاء الله بابا هيخف ويبقي كويس .
تأتي غرام الي المستشفي وتعرف ان والدها تعرض لأغمائة !!!!
تجري علي غرفة الرعاية وتدخل لتري والدها في غيبوبة تامة !!!
تقف غرام بجواره متأثرة بشدة وتنساب دموعها .....
هل كان لقائها بوالدها مجرد لقاء للوداع !!
" معقول !! معقول وقت ما اقابل بابا يكون في اخر ايامه وملحقش احس باحساس الابوة اللي اتحرمت منه طول عمري !!! " . هذا ما كان يدور في تفكيرها .
تجري اليها شهد : ارجوكي يا غرام ارجوكي يا بنتي انقذي حياة باباكي بأي طريقة .
غرام " بدموع " : متخافيش يا طنط انا هعمل اي حاجة علشان بابا ميضعش مني تاني .
شهد " ببكاء " : سلطان تعبان قوي !! اول مرة اشوفه تعبان بالشكل ده !!
دكتور عمران : ارجوكم تخرجوا بره .
تخرج شهد وشيماء وتبقي غرام مع باقي الاطباء .
دكتور عمران : مفيش فايدة لازم جراحة .
غرام " بدموع " : مفيش اي حل تاني يا دكتور ؟؟
دكتور عمران : للأسف مفيش حل تاني .
غرام : مين اللي هيعمل العملية يا دكتور ؟
دكتور عمران : انا اللي هعملها بنفسي ، اطمني يا دكتورة متخافيش باباكي صديقي و عشرة عمر وهعمل كل جهدي علشان انقذه .
غرام : انا لازم اكون حاضرة العملية يا دكتور .
دكتور عمران : بلاش ، هيكون الموقف بالنسبالك صعب !!!
غرام " بدموع " : لازم اكون موجودة يا دكتور بعد اذنك .
دكتور عمران : حاضر يا دكتورة هتحضري العملية .
تخرج غرام مع دكتور عمران من الغرفة ليجدوا شهد تبكي .
شهد " ببكاء " : خير يا دكتور ؟ سلطان عامل ايه دلوقتي ؟
دكتور عمران : دلوقتي بقي احسن .
غرام : امتي العملية يا دكتور ؟
دكتور عمران : ممكن بعد تلات او اربع ايام بالكتير تكون حالته استقرت واتحسنت .
شهد : عمليه ؟؟ عمليه ليه يا دكتور ؟؟
دكتور عمران : حالة قلب سلطان دلوقتي لازم لها عملية جراحية .
شهد : و العملية دي خطيرة ؟
دكتور عمران : مش هخبي عليكي يا مدام هي فعلا خطيرة لكن باذن الله تعدي علي خير .
تمر ساعات ببطئ شديد بينما القلق والتوتر يسيطر علي مشاعرهم جميعا .
شهد تجلس تبكي في صمت وهي تراجع ذكرياتها مع سلطان حبيب عمرها وتشعر بقلق بالغ خوفا من فراقه .
اما شيماء فتشارك اختها خوفها وحزنها ولا تنسي ما تمر به هي من حالة حزن ووحده بعد موت زوجها وسجن ابنها وفراق ابنها الاخر بعد ان تركها ورحل .
اما نور فتسيطر عليه مشاعر القلق علي والده ومشاعر التوتر والخوف من ان يكون هو سبب لفقدانه .
اما غرام فتتملكها مشاعر القلق والخوف من فقدان الاب الذي قابلته اخيرا بعد ان عاشت طيلة حياتها بعيدا عنها .
وقبل ان تنتهي ساعات عمل غرام بالمستشفي تتصل بوالدتها .....
غرام : عاملة ايه يا ماما ؟
جميلة : الحمد لله كويسة يا حبيبتي .
غرام : انا بتصل بيكي يا ماما علشان اقولك اني هبات النهاردة في المستشفي .
جميلة : تباتي في المستشفي !! ليه يا غرام ؟ انتي عمرك ما عملتيها !!!
غرام " ببكاء " : بابا تعبان قوي يا ماما .
جميلة : بابا !!! ماله سلطان ؟ ايه اللي حصل له ؟
غرام : تعب قوي يا ماما ودكتور عمران مدير المستشفي قال انه لازم يعمله عملية قلب مفتوح .
جميلة : للدرجادي ؟!!
غرام : ايوه يا ماما انا كنت عارفة انه تعبان لكن كان عندنا امل يتحسن بدون جراحة .
جميلة : وايه اللي حصل ؟
غرام : معرفش يا ماما لكن هو في غيبوبة كاملة من النهاردة الضهر لحد دلوقتي .
جميلة : استر يارب ، طيب يا غرام خليكي جنب ابوكي لما تطمني عليه ، خلي بالك علي نفسك .
غرام : حاضر يا ماما متخافيش عليا .
ينتهي عمل غرام وتدخل غرفة الرعاية فتجد احدي الممرضات لتتابع حالته فتقول لها غرام انها ستتابع حالته بنفسها طوال الليل .
تجلس علي كرسي بجوار والدها و تنظر له بحزن وقلق وتطارد تفكيرها افكار حول موت ابيها !!
عيناها مركزتان عليه تتابعه في قلق بالغ .
ثم تجد اتصال علي هاتفها من باسل !! فتأخذ هاتفها تخرج خارج الرعاية و ترد عليه .....
باسل : مساء الخير يا غرام .
غرام : مساء النور .
باسل : اسف لو اتصلت في وقت مش مناسب او تكوني نمتي .
غرام : لأ انا لسه في المستشفي .
باسل : لغاية دلوقتي ؟!!
غرام : ايوه بابا تعب اوي النهاردة وكنت لازم اكون جنبه .
باسل : اونكل سلطان تعب تاني ؟
غرام " بحزن " : ايوه تعب قوي و في غيبوبة من الضهر لحد دلوقتي .
باسل : الف سلامة عليه ، ربنا بطمنك عليه .
غرام : متشكرة اوي ، علفكرة مامتك وطنط شهد لسه موجودين في المستشفي ، معقول انت متعرفش ان مامتك هنا ؟!!
باسل : بصراحة انا سبت لماما البيت من يومين وقاعد في شقتي لوحدي .
غرام : انا اسفة قوي مضطرة اقفل علشان لازم اكون جنب بابا في كل لحظة .
سلطان : اتفضلي ، ربنا يطمنك عليه ، وانا بكره هروح المستشفي اطمن عليه .
غرام : تصبح علي خير .
باسل : وانتي من اهله .
تعود غرام الي جوار والدها وتجلس وتتشابك الافكار في رأسها بين قلقها علي والدها و مشاعرها المتبادلة مع باسل و موقف والدتها ووالدته !!!
تغفو عينها للحظات ثم تفيق وتنظر لوالدها وتقوم لتتابع نبضات القلب و اجهزة قياس القلب .
فجأة تجد اصابعه تتحرك !!!
تنتبه اليه جيدا تبدأ الوظائف الحيوية تعود شيئا فشئ تسمعه حتي يفتح سلطان عينيه قليلا .
تبتسم غرام : حمد لله ع السلامة يا بابا .
سلطان : انااا....
غرام : انت زي الفل يا بابا ، ارجوك متتكلمش خالص دلوقتي .
سلطان : شهد و نور فين ؟
غرام : موجودين .
سلطان : هما فين ؟
غرام : ارجوك يا بابا ريح نفسك خالص دلوقتي ، وبكره الصبح هدخلهم علشان تشوفهم و يقعدوا معاك .
سلطان : انا هقولك كلمتين مهمين قوي يا غرام يا بنتي .
غرام : اجل اي كلام يا بابا دلوقتي .
سلطان : مينفعش الكلام ده يتأجل انا مش ضامن عمري .
غرام : بعيد الشر عنك يا بابا ، ارتاح يا بابا بعد اذنك .
سلطان : لازم تعرفي يا بنتي ان انتي ليكي في كل املاكي ، الشركة والفيلا والعربيات والفلوس ، كل ده انتي ليكي فيهم حق ولازم تاخديه سواء انا عيشت او موتت .
غرام : الف بعيد الشر عنك يا بابا ، ايه الكلام ده يا بابا ، ارجوك ارتاح وبلاش كلام علشان خاطري .
سلطان : انتي لازم تاخدي حقك ، كفاية انك اتظلمتي في طفولتك مينفعش تتظلمي تاني ، لازم تاخدي كل حقوقك ، ولو انا حصلي حاجة تاخدي حقوقك من نور وشهد ، متخافيش شهد مراتي حقانية وهتديلك حقك .
غرام : طيب يا بابا انا خلاص سمعت اللي حضرتك عايز تقوله ، ارجوك بقي ارتاح .
سلطان : الساعة كام دلوققتي ؟
غرام : الساعة اتنين ونص قبل الفجر .
سلطان : شهد ونور موجودين بره ؟!!
غرام : ايوه يا بابا .
سلطان : قوليلهم اني بقيت كويس وخليهم يروحوا البيت ، اكيد محتاجين يرتاحوا .
غرام : حاضر يا بابا .
تخرج غرام فنجد شهد وشيماء ونور مازالوا موجودين في الانتظار .
غرام : طنط شهد .
شهد : ايوه ، سلطان كويس ؟؟؟؟؟
غرام : ايوه يا طنط الحمد لله بدأ يفوق من الغيبوبة ، ممكن تتفضلوا تروحوا دلوقتي اكيد انتوا تعبتوا النهاردة .
شهد : انا مش همشي الا لما اشوفه واطمن عليه .
غرام : معلش يا طنط دلوقتي مش هينفع ، ممكن بكره الصبح ، وصدقوني هو بقي احسن ووجودكم دلوقتي مش هيفيد في حاجة ، اتفضلوا روحوا وتعالوا بكره احسن .
شيماء : يلا يا شهد نروح ننام ساعتين في البيت ونرجع الصبح .
نور : انا هفضل معاكي هنا جنب بابا يا غرام .
غرام : مينفعش يا نور تسيب مامتك وخالتك يمشوا لوحدهم في وقت متأخر زي ده !!!
شيماء : يلا يا نور تعالي معنا واختك جنب باباك هي اللي هتقدر تساعده دلوقتي لو تعب .
نور : امشي واسيبه تعبان ؟!!
شيماء : ساعتين تلاته نرتاح في البيت ونرجع تاني الصبح .
انصرفوا جميعا وعادت غرام الي غرفة الرعاية لتجد سلطان قد اغمض عينيه ونام .
تجلس غرام بجواره تغفو عينيها بين الحين والاخر حتي طلع ضوء الصباح ليعلن عن يوم جديد قد يحمل الكثير من الاحداث الغير متوقعة
قامت غرام باعادة الكشف علي والدها والاطمئنان عليه .
هو ما زال نائما ولكن حالة قلبه تبدو افضل من الأمس .
خرجت غرام من الغرفة و بدأت تجهز نفسها للأنصراف من المستشفي والعودة للمنزل لتنال قسطا من الراحة واذا بها تجد امها جميلة امامها !!!!
غرام " بتعجب تكاد لا تصدق عينيها " : ماما !!!!!!!!!
الحلقة ٢٨
خرجت غرام من الغرفة و بدأت تجهز نفسها للأنصراف من المستشفي والعودة للمنزل لتنال قسطا من الراحة واذا بها تجد امها جميلة امامها !!!!
غرام " بتعجب تكاد لا تصدق عينيها " : ماما !!!!!!!!!
جميلة : انا منمتش طول الليل وجيت اطمن عليكي .
غرام : انا كنت لسه همشي دلوقتي .
جميلة : طيب كويس علشان نروح مع بعض ، سلطان عامل ايه دلوقتي ؟؟
غرام : احسن الحمد لله فاق بالليل ونام تاني .
جميلة : ممكن اطمن عليه من بعيد .
غرام : حاضر يا ماما .
تدخل غرام مع جميلة غرفة الرعاية ويقفوا بجوار سلطان اثناء نومه .
تنظر له جميلة وتدمع عينيها وتدور في ذاكرتها كل ذكرياتها معه ...
بدءا من ليلة زفافهما حتي لحظة طردها من المنزل !!!!!
تلاحظ غرام الدموع في عيون جميلة فتسألها : ماما انتي بتحبي بابا ؟؟
جميلة : اوعي تنسي ان سلطان الرجل الوحيد في حياتي يا بنتي !! عمري ما حبيت قبله ولا بعده !!!
غرام : يعني لسه بتحبيه ؟؟
جميلة : اللي بيحب مش ممكن يكره .
غرام : سامحتيه يا ماما ؟؟
جميلة : ربنا يسامحه ، سلطان معملش معايا حاجة وحشة الا حاجة واحدة بس غيرت كل حياتي ، انه خذلني يوم ما شيماء و شهد جم وطردوني قدامه ومدافعش عني ، مش قادرة انسي الموقف ده ابدا .
هنا يفتح عينيه سلطان قليلا قائلا : معلش يا جميلة الحمد لله اني شوفتك قبل ما اموت .
تنساب دموع جميلة : الف بعيد الشر عنك ، هتقوم بالسلامة ان شاء الله .
سلطان : انا عايزك تسامحيني .
جميلة : مسمحاك وربنا يسامحك .
سلطان : روحتي فين وغيبتي كل ده ؟ ليه اختفيتي انتي والبنت ؟ دورت عليكي في كل مكان .
جميلة : بلاش تتكلم ، انت تعبان .
سلطان : انا لما شوفتك ارتحت .
جميلة : الف سلامة عليك ، الحمد لله اني اطمنت عليك ، لكن انا لازم امشي .
سلطان : استني شوية .
جميلة : معلش علشان متتعبش اكتر من كده ، هجيلك تاني ان شاء الله .
سلطان : انا عايز اشكرك انك ربيتي بنتنا واهتميتي بيها لحد ما بقيت كده .
سلطان : انا صممت اني اربيها احسن تربية علشان ميجيش يوم انت او ابنك وتتكسف ان لك بنت من واحدة كانت خدامك عندك .
سلطان : انتي تشرفي اي حد يا جميلة ، اللي تضيع عمرها في تربية بنتها وتتعب وتجتهد عليها وهي في ظروفك لازم اي حد يتشرف بها وببنتها .
جميلة : كفاية يا سلطان ارجوك علشان صحتك ، انا هسيبك وبأذن الله تخف وترجع زي الاول واحسن .
سلطان : جميلة انا خايف يكون لقائنا ده وداع !!
جميلة : ربنا يخليك لولادك ، بأذن الله ربنا يمد في عمرك .
سلطان : متشكر قوي يا جميلة علي زيارتك ليا و انك سامحتيني .
جميلة : متقولش كده ، انت مش ابو بنتي وكنت جوزي وبس ، انت كنت سيدي وحبيبي والرجل الوحيد اللي عرفته في حياتي .
سلطان : كنت ومازلت يا جميلة .
جميلة : مش فاهمة !!!!!!!!
سلطان : يعني انتي لسه مراتي ومهانش عليا اطلقك .
جميلة " في ذهول من هول المفاجأة " : يعني ايه ؟؟ يعني كل السنين اللي فاتت كنت لسه علي ذمتك ؟؟؟!!!!!!!
سلطان : ايوه يا جميلة ، انا روحت للمأذون علشان اطلقك لكن مقدرتش .
جميلة : و افرض اني كنت اتجوزت كان ايه الموقف ساعتها ؟؟
سلطان : قلبي كان بيقولي انك مش هترضي تتجوزي و هييجي يوم واشوفك تاني واهو حصل .
جميلة : عموما بالنسبالي مش فارقة لأنك طلقتني بلسانك وده كفاية وسواء طلقتني رسمي او مطلقتش رسمي احنا كل واحد فينا راح لحاله .
غرام : كفاية يا ماما ، كفاية كده يا بابا علشان متتعبش اكتر من كده ، احنا لازم نمشي دلوقتي ، هروح انا وماما و قبل الضهر هرجعلك تاني .
سلطان : ماشي يا بنتي ، خلي بالكم من بعض .
جميلة : اشوف وشك علي خير .
سلطان : اشوف وشك علي خير يا جميلة ، يا ريت اشوفك تاني .
جميلة : بأذن الله المهم خلي بالك انت علي نفسك .
ينتهي اللقاء وتخرج جميلة وعيونها كلها دموع ومعها ابنتها غرام .
فتسألها غرام : ممكن اعرف الدموع دي سببها ايه يا ماما ؟
جميلة : السنين يا غرام ، السنين !!
غرام : مالها السنين يا ماما ؟؟
جميلة : السنين بتغير كل حاجة !! مكنتش متوقعة اني اشوف سلطان عجز وكبر وتعب للدرجادي !!!!
غرام : اكيد يا ماما ٢٥ سنة مش قليل .
جميلة : ربنا يشفيه ، خليكي جنبه يا غرام لحد ما يقوم بالسلامة .
غرام : انا اتفاجئت انه مش طلقك لحد دلوقتي !!
جميلة : ابوكي رمي عليا يمين الطلاق من ٢٥ سنة يعني حتي لو مش طلقني رسمي احنا مطلقين .
غرام : ممكن سؤال يا ماما وتجاوبيني بصراحة ؟
جميلة : انتي عارفة اني مش بخبي عليكي حاجة .
غرام : لو بابا طلب منك ترجعوا لبعض هتوافقي ؟
جميلة : لا يا غرام .
غرام : رغم انك بتحبيه ؟
جميلة : حبي له دلوقتي بقي حب ليكي انتي يا حبيبتي ، انا خلاص حياتي كلها من زمان وهبتها ليكي ، وابوكي بيحب شهد ، هي اولي به مني .
شهد وشيماء في المستشفي
بمجرد وصول شهد للمستشفي تعلم ان سلطان افاق من غيبوبته فتدخل غرفته سريعا مع شهد ...
شهد : حمدلله علي سلامتك يا حبيبي انا كنت هتجنن عليك من البارح .
سلطان : الله يسلمك يا شهد ، ابنك فين ؟
شهد : نور راح الشركة علشان اتصلوا به الصبح ونص ساعة هيكون هنا .
سلطان : اتصلوا به في الشركة ولا مكسوف يوريني وشه ؟؟
شهد : اعذره يا سلطان ده ابننا الوحيد .
سلطان : انتي عجبك كلام ابنك ؟
شهد : معلش يا سلطان نور لسه صغير .
سلطان : خمسة وعشرين سنة وصغير ؟!!!
شهد : معلش هو لسه مش فاهم ان البنت لها حق ، بردو لازم تعزره ، كان عايش طول عمره بدون اخوات وكنا كلنا فاكرنها ماتت وفجأة ظهرت .
سلطان : لو حصلي حاجة حق غرام في رقبتك انتي يا شهد ، انتي اللي كتبتي لنور كل حاجة .
شهد : ربنا يديلك طول العمر يا حبيبي ، في كل الحالات البنت لازم تاخد حقها .
شيماء : ربنا يديلك طول العمر يا ابو نور .
سلطان : ربنا يسامحك يا شيماء انتي السبب في اللي احنا فيه .
شيماء : انا !!! انا عملت ايه ؟
سلطان : انتي اللي فرقتينا ووصلتينا للي احنا فيه دلوقتي .
شيماء : انا ؟!!! انا اللي فرقتكم ولا انت اللي كنت عايز تستت الخدامة وتعمل راسها براس اختي ؟!!
شهد : خلاص يا شيماء ، الكلام ده انتهينا منه من زمان .
شيماء : جوزك هو اللي بيجدد الكلام فيه !!!
سلطان : ايوه علشان انتي السبب .
شهد : خلاص يا سلطان علشان خاطري بلاش تتضايق نفسك و انت تعبان .
يدخل دكتور عمران ...
عمران : بعد اذنكم كفاية كده سلطان به لازم يرتاح .
تخرج شهد وشيماء يجلسان في الاستراحة .
ثم يقوم دكتور عمران بالاطمئنان علي حالته .
دكتور عمران : الحمد لله انت بقيت احسن .
سلطان : انا لسه تعبان يا دكتور .
دكتور عمران : معلش انت فعلا كنت تعبان لكن دلوقتي احسن وبعد العملية هتتحسن كتير وترجع زي الاول واحسن .
سلطان : عملية ؟!!
دكتور : ايوه احنا هنعمل عملية بسيطة بعد يومين .
سلطان : ولازم العملية دي يا دكتور ؟؟
دكتور عمران : بصراحة يا سلطان به لازم نعملها .
سلطان : قولي الحقيقة يا دكتور ، انا حالتي خطيرة ؟؟
دكتور عمران : لا مش خطيرة لكن لازم تعمل العملية علشان ترجع تمارس حياتك بشكل طبيعي ، ومتخافش انا اللي هعملك العملية بنفسي ودكتورة غرام بنتك هتكون معايا .
سلطان : اللي تشوفه يا دكتور .
في الاستراحة ...
تجلس شيماء في حزن بسبب كلام سلطان لها .
شيماء : ينفع اللي جوزك قاله ده يا شهد ؟
شهد : معلش يا شوشو هو تعبان دلوقتي اعذريه .
شيماء : والله لولا انه تعبان كان هيكون ليا كلام تاني معاه .
شهد : متنسيش يا شيماء ان سلطان طول عمره بيقف جنبك في كل حاجة .
شيماء : انتي بتعايريني يا شهد ؟؟
شهد : لأ مقصدش .
شيماء : خلاص يا شهد انا اسفة ، انا هسيبك وامشي احسن .
تقوم شيماء وتنصرف وتحاول شهد اللحاق بها الا انها تجد نور قادم امامها .
شهد : استني يا نور متدخلش لباباك .
نور : ليه يا ماما ؟؟
شهد : باباك فايق لكن اعصابه تعبانة وخايفة تدخل عنده يتعصب ويتعب تاني .
نور : لكن انا عايز اطمن عليه !!
شهد : اطمن هو كويس ، وياريت بلاش زيارة له دلوقتي خالص يا نور لغاية ما يعمل العملية .
نور : يعني بابا بيكرهني للدرجادي ؟؟
شهد : يا حبيبي باباك مش بيحب حد في الدنيا قد ما بيحبك لكن كلامك له هو اللي بيزعله .
نور : يعني انتي عجبك انه ياخد فلوسنا ويديها لغرام دي علي الجاهز ؟؟
شهد : يا بني ده حقها ، هو مش هياخد من فلوسك انت حاجة .
نور : لأ يا ماما دي فلوسي انا وانتي ، تعبنا ومجهودنا معاه في الشركة وانا عمري ما افرط فيه ابدا .
تعود شيماء الي منزلها ودموعها تملأ عينيها !!!
تشعر الان بأنها وحيدة !!!
كل من حولها ابتعد عنها !!!
زوجها مات .
وابنها في السجن .
وابنها الاخر تركها ويريد الزواج بابنة جميلة .
حتي اختها الوحيدة تعايرها بمواقف زوجها معها .
لم يتبقي لها الا دموعها وسط اربع جدران !!!
هي تفكر كذلك الان ..
هل تحاول ان تستعيد ابنها باسل من جديد ؟ ام ان الوقت قد فات وولي واصبح تحت سيطرة تلك الفتاة ؟؟!!
لابد وان تحاول قبل فوات الاوان !!
في شقة باسل ...
يستيقظ علي صوت جرس الباب وفي ذات اللحظة رنات هاتفه المحمول !!!
يفتح باب شقته وهو يكاد لا يفتح عينيه من اثر النوم ويفاجئ بشيماء تقف امامه وتسأله : هان عليك امك تسيبها لوحدها يا باسل ؟؟