رواية الحب للجميلات فقط الفصل التاسع9 والعاشر10 بقلم ساره الراوى

رواية الحب للجميلات فقط الفصل التاسع9 والعاشر10 بقلم ساره الراوى

رغم ان كلام يارا القاسي جعل مريم تشعر بالضلم و الالم الا ان رد ادهم عليها ودفاعه عنها كان صدمة كبيره لمريم،، منذ ان بدأت العمل و هو يعاملها ببرود و بعض الغرور و لم تكن تتوقع ان هناك وجه اخر لأدهم اللذي يعاملها بسوء،، نعم لديه تلك الانسانيه و الرحمة في قلبه اللتي جعلته يدافع عن مريم بقوة رغم عدم علمه بوجودها وكعادتها قصت ماحدث لأختها اماني 

اماني،، دي واحدة قليلة الادب ،، اوعي تاخدي على كلامهه يا ميرو مش دي اللي تخليكي تعيطي

مريم،، ببكاء،، هو انا ذنبي ايه دي خلقة ربنا يعني اعمل ايه فنفسي بس 

اماني بحزن،، ربنا اداكي جمال و انت سترتي نفسك من عيون الناس يبقى مين اللي المفروض تبقى زعلانة انت و له هي

مريم،، انت اصلك مشفتيش طريقتها معايا مع اني والله حاولت ابقى ذوق معاها بس احرجتني اوي .... ثم ازداد بكائها 

اماني،، عشان خاطري بطلي عياط انا مش قادره اشوفك كده ، طب والله لو مبطلتي عياط انا حروحلها بكره و اجيبها من شعرها بقى ايه رأيك

مريم،، ضحكت من بين دموعها،، انا عارفاكي تعمليهه 

اماني،، ده انا اللي يزعل ميرو حبيبتي انسفو 

مريم،، هههههه هو ادهم نسفهه فعلا

اماني،، بصراحة انا تفاجئت باللي عمله الواد طلع جدع 
و احنا اللي كنة ضالمينو باين 

مريم،، انا كمان استغربت اوي كنت فاكره ان هو بيكرهني 

اماني ،، لا طبعا يكرهك ازاي و انت خليتي بتنو مبسوطه طول الوقت بعد مكانت بتعيط و مكتئبة 

مريم ،، انا كمان مش عارفة حعمل ايه فموضوع رندا 

اماني،، مش عارفة انا خايفة تدخلي فالموضوع و بعدين يزعلو انك عرفتي دي برضو بنتهم

مريم،، يا اماني البنت صغيره و مراهقة و اكيد اتضحك عليهه 

اماني،، اكيد طبعا الواد عمل انه بيحبها و الكلام ده و هي صدقته

مريم،، انا حتكلم معاها الاول و بعد كده افكر فحل

اماني،، دي مصيبة سوده و مش حتقدر تداري الموضوع كتير

مريم ،، ايوا طبعا بس ربنا يقدرني و اقدر اساعدهه 

............…………………..……

في صباح اليوم التالي و قبل ان توقظ نادين التقت بأدهم على السلم ،،،، كان يبدو جذاباً جدا يرتدي بنطال رياضي اسود و تيشرت رصاصي اللون و شعره مبعثر على جبينه برقة،،، سرحت مريم فيه شعرت ان قلبها يدق سريعا حين تقترب منه او تتكلم معه 
شعور غريب ،،، عندما تراه تشعر بفقدان تركيزها حتى انها تنسى بعض الكلمات من توترها الشديد و حين تنظر في عيناه الرمادية تزدات دقات قلبها و تضيع منها الكلمات ،،، قربه منها يجعلها في عالم اخر و كأن العالم توقف ليحتضنهم بسعاده بمفردهم بدون وجود اي عوائق كما هي موجوده في الواقع اللذي تعيشه مريم 

ادهم،،، مررررريم رحتي فين

مريم،، بأحراج،، لالا انا معاك 

ادهم،، سيبي نادين نايمة شوية امبارح صحيت فنص الليل

مريم،، ليه ايه اللي حصل 

ادهم ،، معرفش جات من اوضتهه و نامت في اوضتي 

مريم،،اكيد خافت لوحدهه

ادهم بنعاس،، طب تعالي نشرب قهوة لحد ما تصحى
مريم،، ماشي

جلسو في احدى زوايه الصالة و هم يشربون القهوة

كان ادهم مشغول على اللاب توب و يتصفح احدى الملفات الخاصة بالعمل ،،، اما مريم فكانت مستمتعه بالنظر اليه و هو يعمل 

ادهم،،، هو انت خريجة ايه يا مريم 

مريم،، كليه تجاره انت سالتني اول اليوم السؤال ده

ادهم بأنشغال ،، نسيت،، المهم تعرفي تعلمي نادين الكتابة

مريم،، اكيد طبعا انا ابتديت معاها من اسبوعين بالارقام و دلوقتي بتعرف تعد م واحد لعشرة و بالعربي

ترك ادهم الورق من يده و نظر الى مريم بأعجاب 

ادهم بفرحة،، انت بتتكلمي بجد 

مريم،بحماس،، ايوا طبعا 

ادهم ،، برافو عليكي 

هذه كانت اول عبارة تقدير يقولها ادهم لمريم بعد كل جهودها و كانت في غاية الفرح لانه اخيرا اعجب بشئ فعلته !!!!

جاء حسام و هو يقطع جلستهم بدون قصد

حسام ،، صباح الخير

ادهم،، صباح النور ايه النوم ده كلو 

حسام،، بعوض ايام الدراسه 

ادهم،، علية انا برضو

حسام،، يا اخي انت مبيتبلش في بقك فولة

ادهم ،، كده عايزني اسيح يعني 

حسام،، خلاص يا عم فيه ايه ده حتى مريم قاعدة

مريم بأحراج،، ههه عن اذنكو

حسام،، لا استني بس مش قصدي كده ، انت فطرتي و له تفطري معايا

مريم،، انا فطرت من خمس ساعات 

حسام،، فيه ايه يا جماعة ليه الاحراج ده خلاص انا حصحي رندا تفطر معايا 

بسمة،، لا بلاش قصدي يعني انها اكيد تعبانة و عايزه تنام

حسام ،، خلاص عشان خاطرك انت بس 

و رغم ان جلستهم كانت ممتعة و مسليه الا ان الهاتف رن ليقطع حديثهم ،، كان هاتف المنزل يرن 

ادهم،، قوم رد يا بني قاعد كده ليه

حسام،، و انا مالي سيبو دلوقتي يسكت لوحدو

ادهم ،، رد على التلفون احتمال يكون ياسر ، 

حسام،، يوووه مااشي 

رد حسام على الهاتف بملل و لكن فجأه تحولت ملامحه الى شعلة من التوتر و كأنه لا يعرف ماذا يرد او كيف يتصرف

ادهم،، مين اللي بيتصل 

حسام،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

ادهم،، رد مالك بتكلم مين 

حسام بتوتر،، التلفون عشانك

تناول ادهم السماعه بسرعة من يد حسام ووضعها على اذنه،، في هذه الاثناء كانت مريم تراقبهم بهدوء و لا تدري سبب توتر حسام اللذي جلس على الكرسي القريب من الهاتف و نظره معلق بادهم ،، ثم انتبهت ان ادهم تجمد مكانه لا ينطق بحرف واحد و الحزن الشديد يملأ وجهه ثم قال

ادهم بحزن ،، ياااه هو انا لعبة فايدك للدرجه دي ،، انت تعملي فيه كل ده و عايزاني انسى ،، انت اكتر حد اذاني في حياتي و مش مسامحك لا انت و لا هو 

اغلق الخط بسرعه و حمل اوراقه و اللاب توب و خرج من المنزل بدون ان يقول اي شئ و اثناء خروجه لمحت مريم دمعه في عينيه ابت ان تنزل كي لا تفضح المه و جرحه،،،،،

كانت مريم مستغربه من ما يحصل كلام ادهم ثم خروجه بهذا الشكل و حسام اللذي وضع راسه بين كفيه بحزن 

مريم،، هو فيه حاجه

حسام بعصبيه ،، كل ما يبتدي ينسى بتخلي يرجع لنقطة البدايه انا مش عارف حيستحمل لأمته كل ده 

مريم بعدم فهم،، هي مين دي 

حسام،بصوت مخنوق،، دي اكتر واحده كسرت ادهم 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

مريم لم تعلق و شعرت ان حسام لا يريد الكلام عن الموضوع ولكنها فجأه شعرت بحزن يغمر قلبها على حال ادهم ،،، لأول مره تشعر انه حزين و مجروح ،، تساؤلات كثيره دارت في رأسها عن سر تلك المكالمه و لماذا كان ادهم بهذا الحزن 
لم تعد قادره على التركيز فقررت ان تتكلم مع رندا قبل ان توقظ نادين

رندا،، انا تعبانة لو سمحتي سيبيني لوحدي

مريم،، لا احنا لازم نتكلم 

رندا،، انت حتمشيني على مزاجك بقولك اخرجي و سيبيني لوحدي

مريم،، مهما هربتي من الموضوع برضو حيتكشف 

رندا بتوتر،، انت بتقولي ايه

مريم بعصبيه،، مين سيف ده ؟؟

رندا بتوتر و رعب ،، س س سيف مين معرفش

مريم،، متخافيش مني انا حساعدك ،، انا سمعت مكالمتك المره الفاتت و عارفة انك ،،،، حامل 

صعقت رندا من ما قالته مريم و انفجرت بالبكاء و هي تتوسل اليها 

رندا،، ببكاء،، ارجوكي متقوليش لاهلي و الله لو عرفو حيموتوني 

ساعدتها مريم على الوقوف و اعتطها الماء 

مريم،، اهدي انا مش حقول لحد والله الموضوع بيني و بينك بس انت لازم تبقي صريحة معايا 

رندا ازدادت فالبكاء،، انا مكنش قصدي كنت فاكره انه بيحبني

مريم ،، احكيلي كل حاجه من الاول 

رندا،، سيف معايا في المدرسه و كان بيجري ورايا و بيقولي انه بيحبني و حييجي يخطبني قريب و انا كمان حبيته و افتكرت انه فعلا حييجي يخطبني ،، انا حبيتو اوي يا مريم و كنت بستناه كل يوم لحد ما فيوم قلي انه عايز اننا نتجوز عرفي عشان اهله حيجوزو واحده تانيه بعد ما نتخرج 

مريم ،، لا الله الا الله ازاي تسمعي كلام زي ده و اتصدقي فيه واحده محترمه تتجوز من وره اهلهه

رندا ،، والله انا مكنتش عاوزه اعمل كده بس خفت لما قلي انه لو موافقتش على الجواز حيسبني و يعتبر اني مش بحبو بس بعد ما اتجوزنا اتغير و بقه يسبني و ميكلمنيش و كمان يعرف بنات تانيين و لما عرفت اني حامل قلي انه ملوش دعوه و اللي فبطني ده مش ابنه 

مريم،، معقوله فيه حد واطي للدرجه دي ،، انت ورقة الجواز معاكي 

رندا ،، ايوا معايا بس هو قال انه حينكرهه و حيقول ان دي مش امضتو 

مريم ،، الحكايه مش بمزاجو في طفل دلوقتي و كمان سمعتك اللي حتبقى في الارض لو حد عرف

رندا ببكاء،، انا مش عارفة حعمل ايه 

مريم،، انا اللي حعمل متقلقيش ان شاء الله حقدر اقنعه يخطبك 

رندا احتضنت مريم،، متشكره اوي انا مش عارفه من غيرك كنت حعمل ايه

مريم،، انت زي اختي الصغيرة متخافيش و اهدي كده و عايزاكي تتصرفي طبيعي 

رندا ،، حاضر 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

اكملت مريم نهارها كالعاده مع نادين و بعد الضهر قررت ان تعمل شئ مختلف معها 

مريم،، احنا حنزرع شجرة ورد في الجنينة النهارده

نادين،بفرررحة،، بجد يا مريم يعني حتكبر و تبقى طويله 

مريم،، ايوا احنا حنسقيهه كل يوم لحد ما تبقى كبيره كده زي ندوشه حبيبتي

نادين ،، بحبك اوووي يا مريم

بدأو مريم و نادين بزراعة تلك الشجره بحماس و فرح و تلوثت ثيابهم بالطين و هم يزرعون ،، كان منظرهم مضحك و لكنهم استمتعو كثيرا 
و فجأه عاد ادهم من عمله و رأى نادين و الطين يلوث ثيابها و هي تزرع 
كان وجهه يملأه الغضب و الحزن و الحيره من مكالمة الصباح 

مريم بحماس ،، ازيك يا باشمهندس

ادهم،، ايه اللي انت عملاه ده ازاي تسيبيهه و هدومهه كده ،، شغل الحواري بتاعك ده متعملهوش في البيت ده انت فاهمه !!!!!!!!!

الحلقة العاشرة :
ادهم ،، ايه اللي انت عاملاه ده و ازاي تسيبيهه و هدومهه كده،، شغل الحواري بتاعك ده ميتعملش هنا انت فاهمة !!!!!! 

لم تستوعب مريم ما قاله كانت مندهشة من قلة تهذيبه و العصبية المفرطه اللتي تكسو وجهه ، ثم رد عليه حسام اللذي كان في الحديقة معهم

حسام،، فيه ايه اهدى يا ادهم دول بيزرعو من الصبح يعني عادي جدا تتوسخ هدومهم الحكايه متستاهلش 

ادهم،، بغضب،، ايه رايك تطلعني مجنون و مش عارف مصلحة بنتي كمان 

حسام بتوتر ،، انا مش مش قصدي ،،،،،

قاطعه ادهم و سحب نادين بعيدا عنهم و اختفى من المكان في ثواني 

حسام ،، انا اسف يا مريم حقك عليه 

مريم لم تحتمل و نزلت دمعة من عيناها ،، انا كنت عايزة نادين تتسلى و تتعلم مكنش قصدي 

حسام،، انا عارف بس انت لازم تعذري ادهم والله اللي بيمر بيه محدش يقدر يستحملو 

مريم،، ببكاء،، و انا معنديش كرامة يعني ،، من ساعة ما اشتغلت هنا و هو بيهزأني على اي حاجه ،، انا خلاص مش حقدر اكمل كده 

حسام،، لا يا مريم ارجوكي متسيبيش نادين دلوقتي هي محتجالك

مريم،، انا اسفة مش حقدر اعصابي مبقتش مستحملة الغرور بتاعو 

حسام ،، طب انت عارفة ان ادهم ابعد ما يكون عن الغرور

مريم،، انا عارفة انه اخوك و لازم تدافع عنه بس انا خلاص جبت اخري بجد و مش حسمح انه يهني مرة تانية 

حسام ،، انا حخلي يعتذرلك 

مريم،، لاء،،،، لازم يتعلم ازاي يعامل الناس بذوق الاول و بعد كده يبقى يعتذر و انا مش حقبل اعتذارو 

حسام بحزن،، بس يا مريم صدقيني اللي بيعملو ده مش بسببك انتي ،،، 

مريم،، خلاص مش فارقة معايا بيعمل كده ليه انا لازم امشي عن اذنك 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

في ذالك اليوم كان ادهم ثائر جدا و عصبي على الجميع و لم يجرؤ احد ان يسأله عن السبب حتى حسام فضل السكوت لانه يعلم سبب حزنه و عصبيته و لكن والده قرر ان يحدثه تلك الليلة

مصطفى،، بتعمل في نفسك كده ليه يا ادهم ، عايز توصل لايه من كل ده 

ادهم ،، بصوت مبحوح،، مش عارف و مش قادر 

مصطفى،، على فكره حسام حكالي على اللي حصل في لندن يابني انت بتتعذب بسببها و انا كنت حاسس بكده 

ادهم،، انا تعبت اوي يا بابا مش قادر استحمل اكتر من كده خلاص حاسس اني بتخنق مش قادر انسى اللي عملو فيه

مصطفى،، انا عارف ان اللي حصل ده صعععب اووي و مش حتنساه بسهولة بس اللي انت بتعملو ده حيدمرك مرة تانية

ادهم،، و الدموع في عينيه ،، عارف يا بابا لما زياد ضربني بالسكينة وقفت تتفرج علية و انا دمي بيتصفى قدامهه ،، للدرجه دي كانت بتكرهني و زياد اللي متربي معايا ازاي قدر يخونني و يسرقني ،، انا مش قادر اصدق حاسس اني فكابوس 

مصطفى،، انت فعلا في كابوس و لازم تطلع نفسك منو شيرين و زياد اذوك و انت من غير متحس بتأذي غيرك 

ادهم بأستغراب ،، بأذي غيري ؟؟ 

مصطفى،، تقدر تقولي استفدت ايه لما جرحت مريم و هي الوحيده اللي وقفت جنب بنتك 

ادهم بأنفعال،، انا مكانش قصدي، انا كنت مش عارف مش عارف !!!!

مصطفى،، انت طول عمرك هادي و طيب و عمرك مكنت كده ارجوك متخليش زعلك يخبي شخصيتك ،، انا عارف اد ايه انت مجروح بس لازم تكمل حياتك على الاقل عشان بنتك اللي مبطلتش عياط من الصبح

ادهم بخوف ،، هي بتعيط ليه ؟؟؟

مصطفى ،، عشان مريم 

ادهم ،، خلاص انا حعتذرلهه بكرا 

مصطفى،، مريم سابت الشغل خلاص

ادهم بصدمة،، ليه انا مكنش قصدي ازعلهه 

مصطفى ،، راجع نفسك يابني و متغلطش في حق حد حتى لو كانو الناس غلطو فحقك 

شعر ادهم بغصه في قلبه عندما علم انها تركت العمل ،، مجرد فكرة عدم رؤيتها كل يوم جعلته يمشي في الغرفة كالمجنون و يشعر بالذنب الفضيع تجاهها ، لأول مرة يشعر انه يفتقدها ، تذكر كيف كانت تشرب القهوة معه في الصباح تذكر خجلها ، حنانها، و طيبة قلبها شعر بالاشمئزاز من نفسه عندما تذكر ما قاله لها ...........
و قرر ان يعتذر لكنه اتصل على هاتفها عدة مرات و لم ترد فقلق عليها جدا و حاول الاتصال بها من هاتف اخر و لم ترد ايضا

فقرر انه سيذهب الى منزلها ،، نعم كان يشعر بالذنب جدا و بالقلق اللذي لا يعلم سببه حتى ،،، اخذ عنوانها من السيفي و انطلق بسيارته بسرعه حتى وصل الى منزلها 
طرق الباب عدة مرات و لكن لم يفتح له احد 
ثم ناداه رجل عجوز و هو يقول ،،، مش موجودين حضرتك 

ادهم،، طب تعرف حيرجعو امته 

العجوز ،، لا يا بني معرفش اصل الست ام مريم تعبت اوي و خدوها على المستشفى من ساعة تقريبا 

ادهم،، ايه ،، طب هي فين المستشفى دي 

كتب العجوز لادهم العنوان و شكره ثم ذهب مسرعاً الى المشفى،، تأكد ادهم هذه المره ان ما يشعر به تجاه مريم ليش شعور بالذنب فقط بل قلق شديد و كأنها جزء من عائلته 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

في المستشفى بحث كثيرا عنهم حتى وجد مريم و اماني في احدى الممرات يجلسون على كراسي صغيره و علامات الحزن تغطي وجوههم و دموعهم كالسيل 

ادهم ،، اقترب منهم بتوتر و احراج ،، 

مريم بأندهاش ،، انت بتعمل ايه هنا ،، نادين فيهه حاجه

ادهم ،، لا انا جاي عشانك ،، قصدي يعني عشان مامتك الف سلامة عليها 

مريم، بأستغراب و حزن،، شكرا

ادهم ،، هو الدكتور طمنكو 

اماني ،ببكاء، هو حد راضي يتكلم معانا من ساعة ما وصلنا و هم معاها في الاوضه 

مريم،، دي اختي اماني 

ادهم ، اهلا وسهلا انا ادهم 

ابتعدت مريم عنهم قليلا و وضعت يديها على وجهها ثم دخلت في نوبة بكاء على والدتها، بكاء مرير و حزين كذالك اماني اللتي كانت تجلس بقلق و صوت مريم فجر دموعها هي الاخرى 

ادهم ،، يا جماعة اهدو مش كده ان شاء الله حتبقى كويسه 

خرج الطبيب في هذه الاثناء و اسرعو اليه ليطمئنو 

الطبيب،، لازم ندخلها العمليات الحاله متأخرة اوي

مريم بصدمة،، ليه ماما عندهه ايه ؟؟؟

الطبيب،، عندها تصلب شرايين و لازم نعملهه العمليه فأسرع وقت 

لم تستطيع مريم الوقوف اكثر و فقدت توازنها لكن ادهم التقطها بسرعه و احضرت اماني الماء فارتشفت منه القليل ثم احتضنت اماني بحزن و هم يبكون بمرارة

الطبيب تكلم مع ادهم لانه كان يضن انه من العائله

الطبيب، العمليه حتكلف كتير اوي انا قلت اقلكو عشان تعملو حسابكو

ادهم ،، الفلوش مش مشكله انا حدفع المبلغ كلو بس اعملولهه العمليه 

الطبيب ،، ان شاء الله تخف و تبقى كويسة 

دخلت والدة مريم العمليات وسط بكائهم و حزنهم عليها كان الموقف مؤثر جدا و اخبرهم الطبيب ان العمليه ستكون طويله 

بعد بكاء و تعب طويل استسلمت اماني للنوم على احدى الكراسي اما مريم لم تستطيع ان تنام للحضة واحده 

ادهم،، حاولي تنامي شويه يا مريم 

مريم،، انام ازاي و انا عارفه ان امي ممكن تروح مني فأي لحضة

ادهم ،، متقوليش كده الدكتور طمني و قال ان العمليات دي بتتعمل كل يوم و نسبه نجاحها كبيره 

مريم،، انت مش عارف ماما دي ايه بالنسبالي ،، بابا مات و انا صغيرة و هي كانت بالنسبالنة الام و الاب ،، بقت خياطة عشان تقدر تصرف علينة انا و اماني و عمرهه ما اشتكت حتى لما كنت عايزه اشتغل قالتلي متتعبيش نفسك انا موجوده 

ادهم ،، انا اسف بجد على اللي قلته انهاردة

مريم،،انت لازم تعرف اني جيت اشتغلت عندك و استحملت كل كلامك عشان امي ،، كان نفسي اساعدها و اريحها

ادهم،، انا مكنش قصدي ازعلك و مش عارف قلت كده ازاي

في هذه اللحضه فجرت فيه مريم كل غضبها و حزنها على والدتها و لم تتذكر له سوى عصبيته معها 

مريم،، والله مكنتش تقصد و كرامتي فين و احساسي حرام عليك ،، استغليت حاجتي للشغل و عاملتني و كأني خدامة عندك و دلوقتي جاي تعتذر مش عشاني عشان ارجع لبنتك و انت تريح نفسك مش كده 

ادهم بتوتر،، انا عمري مفكرت استغل حاجتك للشغل ،، يا مريم و انت عارفة اني عصبي بس مقصدتش اي حاجه وحشه صدقيني 

مريم بأنفعال،، انت مش عصبي انت قليل الذوق و انا مش عارفه الناس بتستحملك ازاي و اصلا مراتك استحملتك المده دي كلهه ازاي عندهه حق تسيبك عشان انت واحد اناني و مبتفكرش غير فنفسك 

لم تكن مريم واعية لما تقوله ،، كانت تحاول ان تفرغ عصبيتها و خوفها على والدتها على ادهم و لم تعلم انت كلماتها عصفت بكيانه و جرحته بكل ما اوتيت من قوة 

لم يرد عليها ادهم ،، ليس لانه مجروح من كلامها فقط بل انه شعر انها تخفي خوفها وراء عصبيتها و لم يعلق على ما قالته ،، و لم يكن ايضا قادر على سماع اي كلمة اخرى فأبتعد عن كرسيها بخطوات قليلة و جلس على كرسي في زاويه اخرى ،،، كلماتها كانت قاسية جدا عليه و لم تستطيع مريم ان تعتذر و لكنها شعرت بحزنه عندما اسند رأسه الى الحائط و كأنه في عالم اخر 

نظرت اليه بعصبية و القليل من الشعور بالذنب و لكنه لم يكن محور اهتمامها لان قلقها على والدتها جعلها تنسى ما قالته لادهم
لم تتوقف دموعها حتى استسلمت للنوم رغماً عنها و عندما انتبه ادهم غطاها بجاكيت كان يرتديه لان الجو كان بارد جدا !!!

لم ينم ادهم لدقيقه واحده لانه كان يفكر في كلام مريم ، شك في نفسه و حاول ان يعطي الاعذار لشيرين و لكنه لم يستطيع فهو لم يكن هكذا معها بل كان زوج و اب مثالي ،، قاطع شروده خروج الطبيب 

ادهم،، طمني يا دكتور 

الطبيب،، الحمد الله العمليه نجحت بس محتاجة تفضل في العنايه المركزه كم يوم

ادهم،، متشكر اوي يا دكتور 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

اراد ان يخبرهم ولكنهم كانو يغطون في نوم عميق فقرر ان ينتضرهم ليصحو ثم يخبرهم 

و بعد ساعات فتحت عينيها مريم ببطئ فوجدته امامها 

مريم،، ماما اخبارها ايه هي حتخرج امته 

ادهم،، اطمني خرجت من كم ساعة و العمليه نجحت 

مريم،، بجد يعني ماما كويسه و انت ازاي مصحتنيش 

اماني بنعاس ،، فيه ايه يا مريم

مريم ،، ماما خرجت من العمليه و بقت كويسه 

اماني احتضنت اختها بفرحة ،، الحمد الله

مريم،، تعالي نشوفها بسرعه

ادهم ،، الدكتور قال انها لازم تفضل في العنايه المركزه كام يوم

مريم و اماني بقلق،، يعني ايه

ادهم ،،ده اجراء روتيني متخافوش

مريم،، بعصبية،، انت ازاي مصحتنيش لما كلمك الدكتور 
و لا دي كمان فيهه قلة ذوق 

نظر اليها ادهم بعصبية و ضيق،، محبيتش اصحيكي كنتي تعبانة

مريم،، انت مالك تعبانه و لا مش تعبانة ،، اااه صحيح انا نسيت ان ده شغل حواري و حضرتك اهم من كده بكتير 

اماني ،، ايه اللي انت بتقولي ده اهدي يا مريم

مريم،، مش عايزه اهدى و اتفضل حضرتك من هنا انا سبت الشغل عندك عايز مني ايه تاني 

ادهم،، احتقر نفسه و هي تعامله على انه انسان بارد و خالي من المشاعر ،، نظر اليها بنظرة غير مفهومة جعلتها تتوتر و لم تفهم قصده

ادهم ،، عن اذنكو انا نازل الكفتيريا اجيب قهوة

مريم،، ارجوك روح من هنا احنا مش محتاجين حاجه منك

ادهم،، بحزن واضح ،،، حاضر انا حروح بس لما اتطمن على مامتك الاول 
و ذهب من امامها ليحضر القهوة و هو في غاية الحزن 

تعليقات