
رواية ما بين العشق والقدر الفصل الخامس5 والسادس6والسابع7 بقلم هند صقر
خاااالو يحي خالو يحي
نطقت بها جودي الصغيرة وهي تركض نحوه وقد فتحت ذراعيها علي أخرهما
فانحي يحي ليتلقها بين أحضانه ليعتدل بعدها واقفا وهو يقول بمرح وقد تناس ضيقه تماما :جودي الحلوة عاملة ايه النهاردة
فاردفت الصغيرة وهي تعبث باصابع يدها بتوتر :معملتش حاده خالص خااالص وكنت سطورة ومزعلتش الميس مني
فقهقه عاليا وهو ينظر الي عينيها يعرفها جيدا عندما تكذب فصاح وهو ينظر الي عينيها بنظرة تعرفها جيدا :عليا أنا بردوا ماشي ماشي
فرمشت الصغيرة بعينيها ببراءة لتقول:خالو أنا عايزة ايس كريم
فصمت يحي قليلا لينظر الي تعبير وجهها الطفولي ثم أردف وهو يحرك رأسه موافقا :ماشي ياستي بس توعديني ان لما تروحي البيت تبطلي شقاوة... لان عندي شغل وهقعد اعمله فمش عايز داوشة... ديل
فهزت رأسها بقوة لتقول بابتسامة :موافقة يلا بسرعة بقي.. عشان تجبلي الايس كريم والشوكولاته والبيسبسي
فانزلها ارضا ليهدر وهو يطالعها بصدمة :بت انتي هو ايس كريم بس اللي اتفقنا عليه انتي هتنصبي شوية كمان وهلاقي طلبات جديدة .....
ثم أشار بيده اليها ليقول باستنكار :بت انتي متأكدة ان عندك خمس سنين بس
فلوت فمها بعبوس لتقول باعتراض :علي فكرة انا عندي خمسة ونص
فهز رأسه ليقول باستهجان :والله ده اللي مزعلك
فنظرت اليه بزعل طفولي ولم تعقب فابتسم من هيئتها ليقول :ماشي ياستي براحة علينا ايه كل الزعل ده...هجبلك اللي انتي عايزاه بس يلا بقي
فصاحت بسعادة وهي تجذبه من اصبعه لتحسه علي التحرك :هييي يلا يلا بسرعة
فقهقه عاليا ليتحرك خلفها باستسلام ففي الوقت الحالي هي الوحيدة القادرة علي جعله طوع بنانها بدون ادني مجهود فببرائتها وطفوليتها وشقاوتها ايضا استطاعت تعويضه عن كثير ففي وجودها يعود طفل صغير
..............................
يشعر بنيران ضارية تسري في جسده كله ووجع لا يستطيع تحمله وضع يده علي قلبه الذي يصرخ متألما لا يصدق أنه اليوم وبكامل وعيه استطاع اقتلاع روحه نعم فهي روحه التي انفصلت عنه.... اليوم وبدون ان ترمش له عين وقع أوراق طلاقهما وحرراها من قيوده، ولكن ماذا يفعل هو كيف يستطيع تحرير نفسه من قيودها فهي تسري في دمه و كل نبضه من قلبه تنطق باسمها لا يعلم ماذا فعل ولما آلت الامور الي هنا ولكنه متيقن أن القدر أستطاع ان يلعب لعبته بأتقان لتطوي هي صفحته من حياتها وتكمل مشوار حياتها وتتركه لوحده يعاني ألم فراقها.... فمن المؤكد انها الان تكرهه وبشده ولكن لما لم تأخذ حقها وترفع قضيه لتنال انتقامها بعد فعلته الشنيعة معها ولما ابلغت والدها انها تنازلت عن حقها في المؤخر والنفقة وغيره... اه والدها ذلك الرجل الفريد من نوعه هو كما يعرفه لم ينطق لسانه بالسوء فقد عيونه كانت قادرة عن احساسه بمدي حقارته ودونيته امامه أطبق شفتيه بألم من التفكير وأحس بالمرارة التي ستكون ملازمة لحياته من الان فصاعد فاطلق اها عالية وهو يقذف الاغراض الموجودة علي طاولة الزينة بيده بعنف لتتكسر الي اشلاء صغيرة ليكمل تحطيم بعض الاشياء من حوله وبعد فترة خارت قواه ليجلس علي الارضية وهو يتنفس بسرعة وبتعب لا يعلم هل هو الجاني الوحيد أم كان للقدر جزء في وصوله الي هذا الحد
..........................
كانت تسير الي جوارها وهي لا تصدق نفسها انها اخيرا خرجت من حزنها لتعود مرة اخري لتستكمل حياتها الطبيعية فنظرت اليها وهي تصيح في سعادة:بجد مش مصدقة أنك اخيرا قررتي تيجي الكلية
فابتسمت لها نصف ابتسامة لتتابع حور بمرح:صحيح اتقلقيش علي المحاضرات اللي فاتتك... انا هظبطك استي اي خودعه
....واه صحيح البت ايمان دايما بتسألني عليكي
-مين بيجيب في سرتي
نطقت بها ايمان وهي تنضم اليهم
فاطلقت حور شهقة لتقول بفزع مصطنع:قول أعوذ برب الفلق... بيطلعوا من أين دول أااانصرف أااانصرف
فلوت ايمان ثغرها بابتسامة متهكمة قائلة:هههه خفة يابت... انا مش جاية عشانك اصلا
أقتربت صوب نجلاء لتحتضنها وهي تقول بابتسامة:نوجة حبيبتي وحشتيني كل دي غيبة
فاردفت نجلاء بهدوء بعد أن تحررت من أحضانها :معلش بقي اديني جيت اهو
خبطت ايمان رأسها بتذكر:صحيح يلا بينا بسرعة علي المحاضرة لحسان بيقولوا ان الدكتور الجديد بيدخلش حد بعده
فهتفت حور بتساؤل :ايه ده هو لحق... شكله هيقرفنا من أولها
فهدرت ايمان وهي تدفعها من ظهرها لتحسها علي التحرك :مش وقت كلام ادينا هنشوف بنفسنا بس يلا دلوقتي
ثم جذبت يد نجلاء وهي تقول بهدوء :يلا يا نوجة
فتحرك الثلاث فتيات بتجاه قاعة المحاضرة بخطوات سريعة
......................
دخل قاعة المحاضرات ليغلق باب القاعة خلفه بهدوء ثم تحرك بهيئته المنمقة ليعم السكون فجأة... لتتحول جميع الانظار نحوه بانبهار ودهشة فالمعظم اعتقد أنه دكتور كبير في السن صارم الشخصية أما الذي يرونه الان شاب في الثلاثينات من عمره أول أقل سننا يرتدي بذلة رسمية تعتطيه هيبة ووقار لا يستطيع احد إنكارها... بينما نظر هو للجميع وقد أعتلي ثغره أبتسامة واثقة من النظرات المحدقة بيه فقد استطاع اكتشاف مهية بعضها فهي تتفاوت ما بين دهشة، صدمة او اعجاب واضح فتنحنح ليكسر الصمت وهو يقول بثبات :السلام عليكم
فردد الجميع التحية بينما تابع هو قائلا:احب اعرفكم بنفسي...سيف أحمد العطار، وباذن الله هبدء في تدرسكم المادة واكمل اللي بدئه زميلي وان شاء الله هحاول لو عايزين اراجع مراجعة سريعة علي اللي خدتوه ولو في حد عنده اي استفسار انا تحت امركم بس ذي ماهقدركم لازم تقدروني .. وتقديري بيكون من حيث الالتزام بالحضور والانتباه للشرح وميعاد المحاضرة يعني ممنوع تماما حد يدخل بعد دخولي
لم يكد ينهي جملته حتي ظهر الثلاث فتيات امامه ليتسمروا في مكانهم عند اكتشافهم بوجود الدكتور الجديد فنظر اليهم لبرهة بتفحص لتهتز حدقتي عيناه بعدما لمح صاحبة نهر العسل وهي تقف خلف صديقتيها محاولة الاختباء فتنحنح ليسترد صوته الذي تحشرج من الصدمة ثم هدر بحدة خفيفة:تقدروا تقولولي الساعة كام معاكم
فاخفضت ايمان رأسها لتقوم بمهمة الرد وهي تغمغم بخفوت: 9وخمسة يا دكتور
بينما اتاه صوتها وهي تقول بثبات وقد برزت قتامة عينيها :دكتور حضرتك دي أول محاضرة ومكناش نعرف
فنظر الي عينيها التي تطالعه بقوة غير مناسبة للموقف وما كانت عليه فمنذ قليل كانت مختبأه خلف صديقتيها فنطق ببرود سافر: اتفضلوا مكان ما كنت والمحاضرة الجاية تسعة ودقيقة اعرفوا انه ممنوع الدخول
فرمشت بعينيها بعدم استيعاب لتتحرك للخروج اليا ومن خلفها صديقتيها وعند ابتعدها بمسافة معقولة صاحت وهي تقول بضيق :انسان مستفز...
قلدت صوته وطريقة كلامه وهي تقول :الساعة كام معاكم.....
أكملت بنفخة صدر وهي تشير باصبعها :اتفضلوا مكان ما كنت والمحاضرة الجاية تسعة ودقيقة اعرفوا انه ممنوع الدخول
....قالي يعني هنموت ونحضر بلا وكسة
فانفجرت الفتاتان في نوبة ضحك عالية لتصيح ايمان من بين ضحكاتها :هههه يخربيتك... ههههه فصلتيني وربنا
زفرت بضيق لتهدر بحدة وهي تنظر اليهم وقد برقت عينيها بتحذير:بس انتي وهي بطلوا ضحك
فسكتت الفتاتان اثر جدية حديثها بينما ضحكت هي باستمتاع عندما نجحت في ارهابهم لتكمل بتباهي:ههه وربنا أنفع
فوكزتها نجلاء في ذراعها لتقول بسأم :يابت بطلي حركاتك دي
فحركت رأسها بالنفي قائلا :مستحيل لن اتزحزح عن موقفي
فلوت ايمان فمها وهي تقول بضجر:هبلة وربنا
فلم تعقب حور علي كلمتها لتتابع بعد تفكير:بس تصدقوا ياعيال انا أكتشفت حاجة
فنظرت الفتاتان اليها بانتباه ليصيحا معا في صوت واحد:ايه
فاكملت وهي تضيق عينيها وتنظر الي اللاشئ بتركيز وكأنها اكتشف امرا مهم :فاكرين حكاية الجميلة والوحش
فأومأ برأسيهما وهما يجيبان بانتباه:اممم
فاسترسلت :اهو الدكتور الجديد ده عامل ذي الوحش اللي في الحكاية ما أختلاف بسيط
فقطب الفتاتان جبينهما لتهتف ايمان وهي ترمقها باهتمام:ايه هو
فتابعت حور وقد برقت عينيها بغموض :ان الوحش كان وحش من بره وحلو من جوه اما الدكتور فالعكس
فقهقهت ايمان لتصيح باندهاش :ياجبارة جبتيها اذاي دي
فاردفت نجلاء بتبرم وهي تضغط علي ظهر كل منهما لتحسهم علي التحرك:يلا منك ليها تعالوا قولولي ايه المطلوب في المحاضرة الفاضية وبطلوا تريقة علي الناس هتخدودا سيئات علي الفاضي
فحركت حور رأسها وهي تقول مؤكدة :علي رأيك يلا أحنا مش ناقصين
ليتحرك الثلاث معا ولم تغادر البسمة ثغرهما ولكن لم تدري اي منهما بتلك الاعين التي كانت تقف بالقرب منهما واستمعت الي الحوار الدائر
.............................
لم يصدق عيناه عندما وجد ضالته أمام عينه فالامل في لقياها بهذه السرعة كان ضعيف بالنسبة له والادهي من ذلك انها طالبة لديه وستكون تحت ناظره دائما.... ولكنه لا يعرف يعرف لم فعل ذلك؟!!.. نعم يعترف أنه شديد في موضوع الوقت وأحترام المواعيد ولكنه غالبا ما يتغاضي عن ذلك في أول محاضرة وينفذ قاونينه من بعدها.... لم يدرك سبب وجيه لفعلته... أو اي سبب هو الاصح بالنسبة لفعلته.... أسباب كثيرة تدور في خلده ..... نظره عينيها ونظرات التحدي التي كانت واضحة لناظره.... أو ربما أراد عدم حضورها لضمان عدم تشتت تركيزه فظهورها كان مفاجئ بالنسبة له وهو لم يرتب افكاره ولم يضمن تصرفاته وعيونه التي لم تفتأ عن النظر الي عسل عينها احتمالت كثيرة تتوغل في عقله وناظرات الطلاب كلها موجه صوبه وقد تغيرت بعضها ما بين الرهبة والاستنكار ولكن نظرات الاعجاب مازالت موجودة من معظمهم او ربما ذادت قليلا بعد هذا الموقف توقف عن التفكير قليلا ليستئذن منهم لاجراء مكالمة هاتفية عاجلة بالتأكيد أنها مجرد حجة ليستطيع جمع شتات أفكاره أو ربما عيونه أشتاقت لرؤية عسل عينيها وبالفعل لحق بهن ليتسمع لم بدر منهن أو بالاخص منها وقفا قليلا بعد أبتعادهن جامد التعبير قبل أن يتحرك الي قاعة التدريس مرة أخرى وقد تغيرت تعابير وجهه بشكل لا يفسر
................................
-ها يا حضرة الظابط فرحان
فاحتضنه ادم ليقول بسعادة بالغة :أوي أوي ياخالو
فابعده أمجد عن احضانه ليشهر اصبعه في وجه وهو يقول بتحذير:ها احنا قولنا ايه
فابتسم الصغير ليقول :سوري نسيت ... بس انا فرحان وبحبك اوي يا ميجو
رفعه فوق الارض ليحمله وهو يقول بابتسامة: وانا كمان بحبك اوووي اوووي يا حضرة الظابط.... اممم.. و عشان الكلام الحلو ده ليك عندي مفجأة
فلمعت عين ادم وهو يقول بابتسامة واسعة :بجد
فأومأ أمجد برأسه ليقول ادم بحماس :ايه المفجأة قولي بسرعة
فهز رأسه معترضا ليقول:تؤ تؤ لو قولتلك هتبقي مفجأة اذاي.....يلا بينا وهتعرف لوحدك
................................
الفصل السادس
-_-_-_-_-_-_-_-_-
هدر بضجر :اخ منك من ومن طلباتك اللي مبتخلصش
فرمشت بعينيها وهي تبتسم ببراءة فاحتضن راحة يديها ليجذبها خلفه وهو يقول باستسلام :تعالي يا اخر صبري اما اجبلك العروسة اللي خوتي دماغي عليها
فتحركت خلفه وعلي وجهها علامات الرضا حتي توقفا سويا عند قسم الالعاب فتركت يده لتركض في أرجاء المحل بحثا عن مبتغاها فتنهد هو بتعب ليتحرك بخطوات متثاقلة خلفها
.............................
هتفت حياة باستفسار: أمال فين ادم ياماما
فتركت فاطمة ما بيدها لتستدير لتنظر اليها وهي تضع يديها علي صدرها بخضة :بسم الله الرحمن الرحيم.... انتي جيتي امتي يابنتي محستش بيكي
فاجابتها حياة بايجاز :لسه جاية من شوية
تابعت وهي تتلفت بعينيها :بس فين ادم مش في الاوضة
فاستدارت فاطمة لتستكمل عملها في تقطيع الخضار وهي تقول بهدوء :متقلقيش أمجد خرج من بدري قال هيجيبوا من الحضانة وهيفسحوا شوية وهيجوا
فتحركت حياة لتجلس بجوارها علي المقعد المجاور لها لتقول بتعجب:طب وهو أمجد مش لسه راجع من السفر لحق يعرف الامكان اذاي... انا قلقانة وقلبي مش مطمن
فرفعت فاطمة رأسها لتطالعها وهي تردف بنبرة مطمئنة :يابنتي متقلقيش أمجد مش صغير ده حافظ مصر كلها أكتر منك انتي
فعبست بجهها لتقول بعدم أقتناع :مش عارفة بقي بس انا من الصبح وقلبي مش مرتاح ورجعت بدري عشان كده....
اعتدلت واقفة وهي تقول: انا هقوم اتصل عليه احسن
فهزت فاطمة اكتافها لتقول باستسلام :اللي يريحك
..............................
-اااااه....سيب شعري
هتفت بها جودي بتألم
فهدر بها ادم بعناد :لاء مش هسيبه غير لما تعتذري
اما هو فوقف لبرهة مثل الصنم ينظر اليهم بعدم فهم حتي اقترب ليفك شعرها من قبضة يده ليردف بعدها باستفسار :في ايه..... انتي لحقتي يا جودي تتخانقي
فادفت الصغيرة ببراءة مصطنعة :انا معملتش حاجة هو اللي جه لوحده وشد شعري
ففغر ادم فاه بصدمة محاولا استيعاب حديثها ثم اردف وهو يهز رأسه نافياً :لاء والله يا أونكل... هي اللي زقتني من غير ما اعملها حاجة وقعدت تضحك عليا ومرديتش كمان تعتذر
فنظر يحي الي الصغير وقد شرد في ملامح وجهه فتفحصه بتركيز لفترة حتي توقفت أنظاره علي عيناه يالهي ما هذا التشابه الغريب فهذا الصغير نسخة مصغرة منها قطع شروده يد جودي الصغيرة وهي تشد بأطراف قميصه فنظر اليها لبرهة ثم هتف أمرا :جودي اعتذري
فطالعته بدهشة لتقول باعتراض : ياخالو هو اللي
فهدر وهو ينظر اليها بحزم :بس أنا عارفك كويس وعشان كده بقولك أعتذري
فكادت ان تعترض ولكن نظرته الصارمة ألجمتها فلوت شفتيها بطفوليه لتقول بضيق ظاهر :اسفة
-اااادم كنت فين
نطق بها أمجد وهو يجذب ادم من يده فقد تركه في المحل ليجيب علي حياة هاتفيا
فرفع الصغير رأسه ليطالعه فنظر اليه أمجد ليقول بابتسامة :ايه اتأخرت عليك
فتنحنح يحي ليلفت انتباهه فالتفت أمجد بوجهه لينظر اليه لثواني وهو يدقق في ملامحه المألفوفة له لينطق بدون شعور :يحي
فعقد يحي ما بين حاجبيه وهو يطالعه باستغراب :انت تعرفني
فاردف بارتباك واضح من قسمات وجه:هااا....أنااااا.... لاء.. عن اذنك... يلا يا ادم
جذب الصغير من يده ليتحرك من أمامه بخطوات متعجله
فقطب يحي جبينه وضيق عينه وهو ينظر الي ظلهم الذي يبتعد وعيونه مرتكزة علي الصغير
..........................
-يلا بنات قدموا شوية أتأخرنا
صاحت بها نجلاء وهي تحسهم علي الاسراع
فاردفت حور بهدوء :الساعة لسه تسعة الا تلت وخلاص وصلنا الكلية اهدي شوية لسه بدري
فاجابت ايمان وهي تؤكد علي كلام نجلاء وقد اسرعت من خطواتها:بردوا نقدم .... أنا مش عايزة أتهزق ذي المرة اللي فاتت
فلوت حور شفتيها لتسرع من خطواتها هي الاخري لتلحق بهن :يابه انتي وهي هتكسحوني هدوا شوية... وربنا أنا عاصرة علي نفسي خستاشر لمونة عشان اجي احضر النهاردة
فجذبتها ايمان من ذراعها لتقول بهدوء وهي تتقدم نحو القاعة :ياستي احنا عايزين نعدي السنتين دول علي خير ونتخرج وبعدها انسي اللمون خالص وركزي في المخلل
فضحكت حور بتهكم لتقول:ههه....خفة يابه
فرفعت ايمان حاجبيها لتقول بزهو :من يومي يا بنتي وانا شربات مقرر
فصححت لها حور قائلة:قصدك ممر
فهدرت نجلاء بملل من تشاجرهم الذي لا تنتهي: بس اسكتوا شوية وتعالوا نشوف مكان كويس نقعد فيه
فحركت حور رأسها مؤكدة لتقول:ايوه انا عايزة اقعد في مكان بعيد عن عين الوحش مش ناقصة
فضحكت ايمان لتوكزها في ظهرها وهي تقول :يخربيتك انتي خلاص سمتيه الوحش
فاجابتها بملل وهي تتحرك بحثا عن مكان مناسب :ايوة... ويلا بقي نختفي قبل ما نلقيه في وشنا
فهزت الفتاتان رأسهما ليتحركوا خلفها
....................................
دخل الي قاعة المحاضرة في ميعاده ليغلق الباب من خلفه بهدوء ليعم السكون التام وتتجه الانظار اليه فوقف ليمسح بعينه المكان... في الوهله الاولي أحس بالاحباط من ادراكه بعدم تواجدها ولكن سرعا ما ارتسمت ابتسامة صغيرة بزاوية فمه عندما ايقن بوجودها وبحركتها الطفولية في أخفاء نفسها عن أنظاره.....ارتخت قسمات وجهه ليتنحنح ويبدء بعدها في الشرح... وبدون شعور منه كانت عيونه بين الحين والآخر تختلس النظرات اليها
....................................
وكزتها في مرفقها وهي تغمغم بخفوت مستفسر:بت يا حور هو أنا ليه حاسة أني شوفت الدكتور ده قبل كدا
فتركت القلم الذي بيدها وأمعنت النظر اليه وهي تقطب جبينها بتركيز :تصدقي أنا بردوا كنت لسه بقول لنفسي كدا..... بس طلاما أنتي ذيي يبقي....
فهدرت ايمان وهي تطالعها باهتمام :ايه...
فنطقت حور بسرحان:مش عارفة... بس
-بطلوا واش الدكتور اساسا واخد باله من اننا
فسكتت الفتاتان قليلا حتي صاحت حور بصوت مرتفع قليلا :ياااالهوي....
فقطبت الفتاتان جبينهما لينظروا اليها وقد التفت بعض الطلاب لها علي اثر صوتها فوكزتها ايمان في خصرها لتقول بفزع :يخربيتك في ايه فضحتينا
فتنحنحت حور بحرج وحمدت وربها ان صوتها لم يصله فبالتأكيد لو كان وصله لكانت مطرودة الان سكنت حتي التفتت أعين الطلاب بعيدا عنها ثم اردفت بصوت خفيض وهي تندب حظها:خلاص روحت بلاش
فضيقت ايمان عينها وهي تنظر اليها بعدم استيعاب بينما تابعت حور حديثها قائلة........
..................................
طرق الباب عدة طرقات لتفتح له حياة فصاح بابتسامة :
ماماااا
فانحنت حياة لتحمله بين يديها وهي تقول بحب:ادم حبيبي كنت فين كل ده وفين خالك
فاردف الصغير ببراءة :ميجو طالع ورايا
فغمغمت بسأم:ميجو طايب... مش كفاية حور عليك
ثم اردفت وهي تنزله علي الارض بهدوء :طب ياحبيبي يلا روح أوضتك عشان تغير هدومك انا جاية
فهز الصغير رأسه ليركض الي الداخل حينها دلف أمجد الي الشقة ليتخطاها وهو يتحرك بخطوات شاردة فنظرت اليه حياة وهي تعقد ما بين حاجبيها باستغراب ثم تحركت خلفه لتجلس بجواره علي الاريكة ويعم الصمت بينهما لثواني حتي قطعته حور بسؤالها :أمجد مالك.... في حاجة حصلت ولا أنت زعلت مني لما قولتلك ترجع بادم..... أنا والله مش عارفة مالي بس أنا من الصبح قلقانة وقلبي مقبوض و.....
-شوفت يحي... عرفته من الصورة اللي بعتهالي قبل كده
نطق بها بتعابير جامدة وهو ينظر امامه الي اللاشئ
فسكتت هي قليلا في محاولة للاستيعاب قبل أن تتغير تعابير وجهها بشكل لا يفسر فحانت منه التفاته صغير لينظر الي تعابير وجهها ليتنهد بعمق قبل أن يتابع باسف :وادم شافه بس الغريب انه معرفوش
فبرقت عينيها وشحب لون وجهها لتهدر بخوف :ابني ابني فين
صدم من ردة فعلها فهزها بقوة وهو يقول محاولا تهدئتها :اهدي يا حياة ابنك لسه داخل أوضته أدامك
فتجمدت تعابير وجهها لفترة وهي تحاول استجماع الامر في عقلها لتبتلع ريقها وهي تتنفس براحة فارخي يديه من علي مرفقيها لينظر بأسف علي حالها بينما طالعته وفي عينيها الف سؤال ولكنها لخصته في قولها:احكيلي اللي حصل بالظبط
فهز رأسها ليحكي لها ما حدث معه وما قصه ادم له اثناء عودتهم فاخذت شهيق عميق لتزفره ببطء قبل أن تستقيم واقفة لتتحرك الي غرفتها بدون اي ردة فعل فوقف هو الاخر ليتحرك خطوتين قبل ان يردف بنبرة عذبة:حياااة
وقفت مكانها بدون حراك لفترة قبل أن تلتفت بوجهه لتجيبه :ايوة
فاغمض عينه لبرهة ثم فتحهت لينظر اليها وقد ارهبته نظرة عينيها فقد حدثته وكأنها تقول له قل ما تريد فانا لا استطيع احتمال الوقوف أكثر من هذا فهتف بقلق واضح:أنتي كويسة
فهزت رأسها بهدوء قبل ان تستدير هاربة الي غرفتها بخطوات اشبه بالركض فتحرك هو ليضرب الحائط بقبضته بغضب لينظر الي الفراغ بعدها وهو يراجع نفسه فهو مشفق علي حالها فبرغم الصلابة التي تظهر بوضوع علي قسيمات وجهها الا انه يري الانكسار والام وربما اللوم ظاهرا بوضوح في عينيها لا يعلم هل فعل الصواب باطلاعها بالامر ولكن في الحاتين يشعر بالعجز احساس مميت.. انك تكون عاجزا من اسعاد أحبائك
الفصل السابع
-_-_-_-_-_-_-_-_-
هتفت بانزعاج وهي تتابع بعينيها تقدم حور نحوها:كل ده يا حور هنتأخر
فحركت حور رأسها لتقول بلامبالاة وهما يتحركا سويا بتجاه الجامعة :متأخرناش ولا حاجة....و أهدي شوية... احنا لسه في أول الترم وانتي بسم الله ما شاء الله عليكي وخداها جد اشمعنا يعني...دايما بتحضري وبتروحي المحاضرات بدري في معادها من امتي الانضباط ده... ها
ثم استأنفت باستفسار :ثم تعالي هنا وقوليلي مش كنتي بتروحي الكلية لوحدك بحجة اننا بنأخرك ايه اللي جد
فنظرت اليها لتجيبها بضيق:هعمل ايه مضطرة
فعقدت حور ما بين حاجبيها لتقول باستغراب :وليه بقي... ايه اللي غصبك يا مضطرة هانم
فتنهدت لتجيبها بحنق وهي تمد شفتيها السفلي للامام :بصراحة بقي في واحد غلس بقاله كام يوم كل ما أروح الكلية ألقيه ماشي ورايا وبيقعد يعاكس ويتكلم وأنا ابتديت أخاف
فوقفت حور مكانها صامتة لثواني قبل أن تردف بتفهم:امممم...وأنا اللي بقول ايه اللي حصل افتكرت فيوذاتك رجعت اتظبطت تاني وسبتي دور الاجتهاد اللي مش لايق عليكي
فوكزتها في كتفها لتقول بعتاب:بدل ماتشوفيلي حل بتتريقي حضرتك
فهزت أكتافها لتصيح بضجر وهو تتابع سيرها :وأنا أعملك ايه
صمتت لبرهة ثم تابعت بابتسامة لعوب:أقولك يابه قولي لجمس بوند ابن عمك وهو هيظبطه
فبرقت عينيها لتقول بامتعاض واضح:بتهزري.... عايزاني اروح اقول لسليم علي موضوع ذي ده....ده انا بخاف أقوله صباح الخير
فقهقهت حور لتقول بمرح وهي تسرع من خطواتها :وماله جربي علي الاقل هضمن اني ارتاح منك لشهر شهرين ثلاثة واهو استجمام بردوا
فلحقت بها ايمان ووكزتها بغل في ظهرها وهي تقول من بين اسنانها:امشي يا حور واظبطي كلامك احسنلك بدل ما هطلع كل اللي عمله فيا عليكي
استمر الحوار بينهم حتي غمغمت ايمان بخفوت :حور الحقيني الواد اياه اللي حكتلك عنه ماشي ورانا دلوقتي
فتوقفت حور مكانها لتقول بشراسة:بجد فين شوريلي عليه
فجذبتها ايمان من ذراعها لتقول بقلق:لاء امشي دلوقتي مش عايزين مشاكل
فهدرت بها حور بغضب جم :قوتلك شوريلي عليه
الجمها غضب حور المفاجئ فاجابت باستلام:هو اللي ماشي ورانا و لابس تيشرت اخضر
فحررت حور يديها من كف صديقتها لتستدير بجسدها وهي تبحث بعينيها عن صاحب التيشرت الاخضر ذاك.... تحركت بخطوات سريعة عندما لمحت عينيها الشخص المطلوب لتتجه نحوه وعينيها تطلق شررا حتي وقفت قبالته لتمنع تقدم سيره
قطب جبينه وهو يطالعها باستغراب يتسأل في نفسه عن سبب استوقافها اياه والاهم من ذلك ملامحها التي يعرفها جيدا فهي من النوع الذي لا ينسي ولكن لحظة هل تنظر اليه بغل وعدائية ولكن لماذا أخذ الكثير من الاسئلة تجول في خلده بدون اجابة واضحة
بينما أخذت هي نفس عميق لتهدء من انفعالاتها قبل أن تردف وهي تكز علي أسنانها بوعيد:عارف لو شفتك ماشي وراها تاني
برقت عيناه وهو يطالعها بعدم فهم بينما تابعت هي بغضب جم محاولة كبحه:اوعي تفتكر ان ملهاش ضهر... انت اصلا لو انسان محترم ومتربي مكنتش عملت كدا..ا
قاطعها هو في محاولة لفهم الموضوع: بس يا انسة....
فوضعت يديها أمام وجهه لتقول وقد تشنجت قسيمات وجهها:مبسش انت اذاي تسمح لنفسك اصلا تعمل حاجة ذي كدا...
فقاطعها وهو يبتسم ببلاهة:بس أفهم الاول أنا عملت ايه
ففغرت فاه بصدمة لتقول بحنق :انت بتضحك كأنك معملتش حاجة انت انسان مستفز وم...
-حور
هتفت بها ايمان وهي تجذبها من معصمها محاولة ايقافها
فهدرت بها حور بحدة :استني انتي انا هتصرف
ثم حولت نظرتها اليه لتقول بغلظة :وانت... انت ساكت كده ليه... لاء بجد انت شكلك مش بتيجي بالزوق
فجذبتها ايمان من معصمها مرة لتقول :حور كفاية
فنفضت ذراعها من قبضتها لتقول بتحذير وغضب :قولتلك اسكتي وسبيني اتصرف... والتفت بوجهها لتطالعها بنظراتها المشتعلة
فصاحت ايمان بسأم :بس مش هو
فاردفت حور :ايوة مش هو... عارفة انه انسان م...
سكتت قليلا لتلتفت بوجهها نحو صديقتها وهي تقول ببلاهة:مش هو ايه
فابتلعت ايمان ريقها لتقول :مش هو ده الشخص اللي قولتلك عليه التاني مشي لما اتلفتي
رمشت بعينيها عدة مرات لتقول وهي تنظر اليها بعدم فهم :قصدك ان
فهزت ايمان رأسها مؤكدة لفكرتها فابتلعت حور الغصة العالقة بحلقها لتنظر اليه وهي ترمش بعينيه لتصتدم بنظراته الجامدة فعضت شفتيها السفلي بخجل واخفضت رأسها بعدما تحول وجهها لشعلة ملتهبة من الاحمرار وظلت بهذه الوضعية لفترة حتي انتشلها صوت ايمان وهي تقول :خلاص مشي
فرفعت وجهها ببطء لتتأكد من صحة حديثها لتزفر براحة وقد وضعت يديها علي وجنتيها المشتعلة لتشاهد ظله الذي يبتعد
#باك
أفاقت من شرودها بعدما وكزتها ايمان من خصرها لتنظر اليها باستفسار شارد فتمتمت ايمان بصوت خفيض :الدكتور
فنظرت حولها لتتفاجأ بوجوده بالقرب منها ونظرته الموجهة نحوها فابتلعت ريقها بصعوبة لتنظر اليه بنظرات زائغة وقد احست بناقوس الخطر
بينما اردف هو بجدية :تسمحي تعيدي اللي شرحته من شوية
فاتسعت عينيها لتقول بصدمة :أنا
فاجابها وهو يعقد ساعديه ناظرا اليها بترقب:ايوة أنتي
وكأن دلو من الماء البارد أنسكب فوق رأسها وهي تشاهد نظراته ونظرات الطلاب لها فأرادات أن تنشق الارض وتبتلعها في هذه اللحظه بالتحديد فاخفضت رأسها بحرج ولم تعقب لتسمع صوته الحاد وهو يقول :دي نتيجة أكيدة عشان حضرتك مكنتيش مركزة في الشرح ده غير أنك اتأخرتي المرة اللي فاتت ومحضرتيش.... فأنا أسف لو هقولك أن ده اخر تحذير ليكي
تجمعت الدموع في عينيها من هذا الموقف المؤسف التي وضعت فيه ولاول مرة في حياتها ووسط هذا الكم من الناس التي تعرفها كادت أن تفر دمعه هاربة من عينيه ولكنها ابت ذلك.... أستجمعت شجاعتها بصعوبة لترفع وجهها قائلة وهي تنظر اليه بصلابة مصطنعة :أسفة يا دكتور.. ان شاء الله مش هتتقرر تاني
فاردف وهو يطالعها ببرود استفزها الي حد كبير:اتمني
سحب عينيه بصعوبة ليتحرك لمكانه مستكملا شرحه وهو يطالعها بين الحين والآخر ليلتقط نظراتها العدائية المصوبة نحوه هو دون غيره
............................
متمدد علي فراشه واضعا يديه أسفل رأسه وبيده الاخري صورة لفتاة فتسللت الابتسامة الي شفتيه تلقائيا عند رؤيته لوجهها نظر الي ملامحها بتفحص لفترة ثم اعادها الي محفظته مرة اخري لينظر الي سقف الغرفة بشرود لا يعلم ماذا حل بيه ولكن منذ رؤيته لهذا الصغير وقد تحرك شئ ما بداخله بدون مبرر واضح
-ادم
نطق اسمه بطريقة ناعمة وكأنه ينطقه بلسان شخص اخر يالله فكم هذا الاسم محبب بالنسبة له فهذا ما اختراه هو وهي سويا ليكون اسم لابنهما المستقبلي ابتسم عندما تذكر المناوشات الطويلة التي حدثت فيما بينهما عند اختيارهم لاسم مولودهم الاول الذي لم يكن موجود في احشتئها بعد أغمض عينه محاولا استجماع ملامحها لتظهر صورتها المبتسمة المحببة دائما لروحه... فتح عينه فجأة عندما طرء الي عقله نطق الشخص المصاحب للطفل لاسمه وارتباكه الواضح... قطب جبينه بعدم فهم بالطبع لم تكن صدفه بمعرفته باسمه وهو يتذكر جيدا انه لما يراه من قبل فملامحه ليست مألوفة بالنسبة له واذا كان هذا الشخص يعرفه فلما فر فورا عن رؤيته له ولما هذا الارتباك الواضح ظهرت عيني الطفل فجأة أمام عينه فأعتصر مخه محاولا استجماع ملامحه ليقفز الي عقله سؤال لا يبغي طرحه حتي :هل من الممكن أن يكون هذا الطفل ابنها وهذا الشخص الغريب زوجها!!! فهذا تفسير منطقي للشبه الفريد بين الطفل وبينها ومعرفة ذاك الشخص لاسمه
أعتدل ليأخذ وضعية الجلوس وهو عاقدا ما بين حاجبيه بانزعاج من هذا الاحتمال يعلم انه من الممكن ان يكون حقيقي ولكن من الصعب عليه تقبله وضع يده علي قلبه ليهدء من دقاته المنفعلة ليستيقظ من تفكيره علي طرقات المتتالية علي باب غرفته
..................................
كان الثلاث فتيات يتجهون معا للعودة الي منزلهم بسكون تام حتي غمغمت ايمان بخفوت حذر:حور
وكأنها أخرجت البركان الخامد فوقفت مكانها وقد انفجرت بها بصراخ وهي تطالعها بغضب جم :عايزة ايه من زفتة
فابتلعت ايمان ريقها لتقول محاولة أخراج صوتها :احم مفيش... بس بطمن عليكي من ساعة المحاضرة اياها وانتي واكلة سد الحنك وساكتة
فهدرت حور وجسدها متشنج من الانفعال:عايزاني أعملك ايه أرقصلك مثلا...... انتي السبب اصلا
فبرقت عيني ايمان بصدمة بينما أردفت نجلاء باتزان :حور اهدي كده مينفعش خالص اللي بتعمليه... ثم ان ايمان مالها ومال اللي حصل... متخليش زهقك يأثر عليكي
فتنهدت لتقول بضيق:بس انا مش بتكلم من فراغ
تابعت وهي تشير باصبعها نحو ايمان :اسالي الهانم عن صاحب التيشرت الاخضر اياه وهي هتعرف لوحدها اللي حصل النهاردة كان بسبب مين
فقطب ايمان جبينها محاولة فك الشفرة التي ألقتها حور ثواني قبل ان تصرخ بعدم تصديق :مش معقول متقوليش أن هو اللي.....
فالتفت حور بوجهها وهي تنفخ بضيق بينما ابتسمت ايمان ببلاهة
فهدرت نجلاء وهي تنقل نظراتها اليهم بعدم فهم:ممكن تفهموني تيشرت أخضر ايه وايه اللي حصل بالظبط
فصرخت ايمان بحماس زائد :أنا هقول دي ولا قصة في الافلام
فرمقتها حور بنظرة مشتعلة لتعض ايمان شفتيها السفلي وهي تطالعها برهبة فملامحها لا تبشر بالخير اطلاقا
فهتفت نجلاء بضجر :لاء ما انا مش القرطاس اللي في نصكم ماتتكلموا في ايه وايه الحكاية بالظبط
فتنحنحت ايمان لتقول بحذر :ها... أتكلم
فنفخت حور ولم تعقب لتقول نجلاء بأمر :انتي بتستأذني ما تنطقي وخلصينا احكي يا روايتر
فابتسمت ايمان بتسلية لتقول :احم ونبدء بسم الله....................
انفجرت نجلاء في نوبة ضحك هستيري بعد سماعها لحكي ايمان لتقول من بين ضحكاتها :يالهوي أتريه شايط علينا ولا كأننا قتلناله قتيل
فضحكت ايمان هي الاخري :اه يابنتي وكله كوم ولما بيبص لحور كوم تاني
فضربتهم حور علي ظهورهم بغلظة وهي تقول من بين أسنانها :تمشوا ساكتين ومسمعش صوت عن الموضوع ده احسنلكم
فتاوه الفتاتان لتقول ايمان بمزاح:بقيت شرس اوي يا حور أنا ابتديت أخاف منك
فرمقتها حور بنظرة أخرستها لتستكمل سيرها وهي تتبطئ ذراع نجلاء ليتحركا بسكون وبجوارهم حور التي تسير بجوارهما وهي تتأفف بصوت مسموع.... ثواني قبل أن تردف ايمان بخبث:بس الدكتور مز بشكل تعرفيش ابت انجلاء اذا كان مرتبط ولا لاء
فامتعض وجه نجلاء بشكل ملحوظ ولكن لم يلحظ أحد ذلك بسبب تقدم حور في سيرها تاركة اياهم خلفها وهي تقول بضيق :أتكلموا براحتكم أنا سيابكم وماشية
فهتفت ايمان وهي تحاول كتم ضحكاتها :حور استني خلاص مش هنتكلم تاني.... حور.... بت يا حور
لم تستجيب لها حور بل تقدمت أكثر في سيرها لتبتعد عن ناظرهم فالتفت ايمان لنجلاء لتضحك قائلة :هبلة البت دي
فهزت نجلاء رأسها بشرود بينما استأنفت ايمان باستفسار :صحيح يا نوجة مالك يا كبير أنت الايام دي مش عاجبني وبعدين قاعدة عن مامتك هو انتي وطارق زعلانين من بعض
تيبست نجلاء في مكانها ليحتقن وجهها وقد ذهب عقلها لذكري قريبه مازال أثرها باقيا في أعماق روحها.... أخذت نفس عميق قبل أن تنظر الي صديقتها بهدوء جليدي وهي تقول:أنا أطلقت
اتسعت حدقتي عينيها لتسعل بقوة وهي تنظر اليه بصدمة لتقول باستهجان غير مستوعبة لصحة كلامها :اااايه ااااتطلقتي