رواية الذئب مطلوب الفصل السادس6والسابع7 والثامن8 بقلم صابرين شعبان


 رواية الذئب مطلوب الفصل السادس6والسابع7 والثامن8 بقلم صابرين شعبان


نهض هارون بعد إبتعاد الرجل  قائلاً  لنسيم بجدية ..”  متتحركيش من مكانك  أنا راجع بعد شويه “ 
ذهب خلف الرجل الذي كان يتحدث بقلق  قائلاً للطرف الآخر ..
” لأ مبلغتش و الفلوس معايا أنا جاي زي ما أتفقنا في القطر و هوصل لمحطة ...“ أختفي صوت الرجل بسبب مرور قطار أخر بجوارهم ثم عاد الصوت و هارون ينصت بإهتمام ...
بعد قليل عاد هارون  ليجلس مكانه جوار نسيم  و هو يراقب الرجل الذي عاد هو الآخر للجلوس مكانه و هو على نفس حالته من القلق والتوتر  دون أن ينتبه للعينين المراقبتين له  جلس بصمت فقالت له نسيم و قد فاض بها الكيل من غموض هذا الرجل الجالس بجوارها  فقالت تسأله بصوت خافت ..” في حاجة حصلت متفهمني “
أمسك هارون يدها يضغط عليها  لتصمت  فنظرت ليده الممسكة يدها ثم نظرت إليه بحيره فقال هارون بهدوء  و هو مازال ممسكا بيدها ..
” بوصي إنتي هتكملي لحد ما توصلي مصر “
ترك يدها و أخرج من جيبه  قلم و مفكرة صغيرة دون عليها بعض الكلمات و أعطاها لها قائلاً ..” ده عنوان بيتنا هتروحي عندنا و فهمي ماما على كل حاجة و هى مش هتعترض على قعادك عندنا  ماشي متقلقيش “ 
درت عليه بقلق ..” طيب أنت هتسبني و تروح  فين “
قبل أن يجيبها كان القطار قد أبطء حركته ليقف في محطته التالية  و نهض الرجل من مكانه ليهبط من القطار فقال لها هارون بسرعة ..” أنا مضطر أنزل هنا و متقلقيش مش هتأخر عليكي يلا سلام “
أمسكت بيده قبل أن يرحل خلف الرجل الذي كان يراقب خروجه من نافذة  القطار قائلة ..” هارون أنا جايه معاك  مش هسيبك “
أزاح يدها بحده..” نسيم بلاش جنان أسمعي الكلام  أنا نازل و إنتي زي ماقولتلك “
أسرع هو الآخر في الخروج من القطار  و عينيه على الرجل فما سمعه من حديث يدل أن الرجل في ورطة كبيرة  و قبل أن يتحرك القطار كانت قد هبطت منه خلف هارون بدون أن ينتبه لها  كان يسير خلف  الرجل الذي خرج من المحطة ليصعد لسيارة أجرة متوقفه  في إنتظاره  لينطلق  السائق مسرعا   فأشار هارون لسيارة متوقفة في إنتظار أي زبون  أقترب منه السائق و قبل أن يصعد بجانبه كانت نسيم قد صعدت في المقعد الخلفي نظر إليها بغضب  و قال بحدة ..” برضوا نزلتي من القطر  إنني مجنونه و أنا مش فضيلك “
ثم التفت إلى السائق قائلاً ..” أطلع يا أسطى ورا العربية إلي هناك دي و أوعى تغيب عن عينك “
كان السائق قد تحرك خلف السيارة أثناء حديث هارون  متتبعا السائق الآخر  فالتفت لنسيم بغضب ..” مش هحسبك دلوقتي لأني محتاج أركز  في إلي بيحصل ..“ 
فقالت تقاطعه ..” طيب فهمني ايه هو إلي بيحصل “
صرخ بها بحدة ..” إنتي تخرسي خالص و مسمعش صوتك لحد ما أنا أقولك إنني سامعه “
هزت رأسها بصمت خوفاً من إغضابه أكثر و هو عاد لمتابعة السيارة  أمامه  ..سأله السائق قلقاً ..” هما رايحين فين الطريق ده محدش بيدخل فيه إلا نادراً “
تنهد هارون بغيظ ..” تاني تاني طريق مهجور عموماً خليك وراه  و أنا هراضيك متقلقش “
ظل السائق خلف السيارة على بعد مسافة منها حتى لا ينتبه له السائق الآخر كما أخبره هارون أن يفعل و لعشر دقائق أستمر السائق في التوغل في ذلك الطريق   قبل أن يتوقف أمام بيت يكاد يكون  مسكون  فالمكان حولهم لا حياة فيه  تقريباً  أمر هارون السائق أن يتوقف بعيداً قليلاً عن وقوف السيارة  الأخري   كان المكان به بعض المنازل القديمة  و أخرى جديدة و لكنها  فارغة من ساكنيها  قال هارون للسائق  بجدية و تحذير ..” أستنى هنا أنت و الآنسة لحد ما أرجع و أوعى تخليها تنزل أنت فاهم هحسبك أنت وقتها “
هز السائق رأسه بقلق ينعي حظه في التورط مع هكذا زبون ..” طيب أنا عايز أمشي دلوقت كده اليوم هيضيع عليك يا أستاذ “
رد هارون ..” قولتلك أنا هراضيك  و أعوضك عن التأخير  متقلقش “
هبط من السيارة  متجها لذلك المنزل الذي دخل به رجل القطار و السائق الذي دخل معه للمنزل أسرع هارون ليلتف حول المنزل يتفحصه و يبحث عن مدخل  غير ذلك الباب الذي دخل منه الرجلين  كان منزل قديم من طابق واحد  به بعض النوافذ الخشبية مغلقة   وجد نافذة صغيرة زجاجية   محطم جزء منها  و لكنه لا يعلم هل يستطيع أن يدخل عبرها إذا فتحت أم لا   أنصت قليلاً قبل أن يتحرك  فلم يستمع لشئ  أدخل يده عبر الجزء المكسور  من النافذة ليفتح مزلاجها بهدوء حتى لا يحدث صوت  بعد أن فتحها دفعها ببطء  أنتظر قليلاً ليعلم هل انتبه له أحد من الداخل أم لا و عندما لم يحدث شئ صعد  ليدلف منها بهدوء   كان مطبخ صغير به موقد صدئ و خزانة خشبية معلقة على الحائط مكسورة ضلفتها و معلقة بها   خرج عبر بابه الصغير ليجد أمامه ردهة طويلة  سار بها ليجد نفسه بجانب غرفة  مغلقة أنصت قليلاً  و عندما لم يستمع لشئ دفع بابها بهدوء  و دلف للداخل كانت غرفة بها بابين شبه فارغة من الأثاث و مليئه بالأتربة و خيوط العنكبوت أقترب من بابها الأخر  لينصت بهدوء  كان صوت خافت يأتيه من الجانب الآخر و بكاء امرأة يصله فتح الباب قليلاً  بهدوء حتى لا يحدث صوت  يتطلع من فتحته الصغيرة للخارج كان  يقف هناك ثلاثة رجال يحملون السلاح و السائق يقف على جانب الغرفة قلقا و رجل القطار يحتضن امرأة تبكي  بخوف واضح من مظهرها أنها تحمل طفلا  كانت تمسك الرجل بيديها تحتمي به من الواقفين أمامهم يحملون السلاح و الرجل يقول ..
” و الله ما بلغت حد أنا جاي لوحدي حتى أسأل الراجل السواق مش أنت إلي بعته “
كان السائق يقف مرتعدا بجوار الحائط يدمدم  ..”أنا إيه خلاني أوافق على دي شغلانه “
قال أحد  الرجال و هو يشيح في وجهه بالسلاح ..” طيب و العربية إلي كانت وراكم  السواق خد باله منها طول الطريق ..“
أجابه رجل القطار  و هو يضم المرأة لصدره بحماية ..”  و الله ما أعرف يمكن ماشية في نفس الطريق عادي بالصدفة اديني بقالي  ربع ساعة هنا و محدش  دخل و لا خبط .. أنا جبتلك الفلوس إلي طلبتها  سبني أخد مراتي أبوس أيدك أنت شايف حالتها دي حامل و في خطر على حياتها  أرجوك   بس لو أعرف مين إلي ذقك علينا و خلاك تعمل فينا كده “
رد الرجل بخشونه ..” ريح نفسك مش  هتعرف و مستحيل تخرجوا من هنا قبل ما نطمن للطريق “
كان هارون يستمع لما يحدث و عقله يعمل بسرعة  إذن هناك من جعلهم يخطفون زوجته  لما فهو ليس ثري كما يظهر من ملابسه  كان يدرس جميع الإحتمالات إذا حدثت المواجهه بينهم  حتما سترجح كفتهم فهم يملكون سلاح و هو لا هم عددهم أكثر و هو بمفرده  ماذا يفعل لم يجد حلاً غير ....

سمع  أحد الرجال صوت خافت في الغرفة خلفه فأقترب ينتزع المرأة من يد زوجها  و يوجه  السلاح إلى  رأسها  مشيراً لأحد رجاله بالتأكد من مصدر الصوت  في الغرفة كانت المرأة تنتفض رعبا و هى تبكي و زوجها يصرخ به و يقترب منه ..” شيل إيدك عنها يا حيوان اوعى تفتكر بسلاحك هتخوفني أنا قولتلك فلوسكم أهه عندكم سبني أخرج بمراتي أحسنلك هى إلي مخلياني ساكت لحد دلوقتي عشان خايف عليها بس لو حصلها حاجة  و ديني مش هيكفيني عمركم كله أنت سامع “
رد الرجل غاضبا و هو يهدده بسلاحه ..” أخرس أحسنلك  بدل ما أفضي ده في رأسها  أدامك دلوقت و أنت روح شوف في إيه في الأوضة جوة “
أتجه الرجل إلى الغرفة  في حذر و هو يشهر سلاحه كان باب الغرفة مفتوح قليلاً فدفعه بحدة و هو يمد يده بالسلاح في كل أتجاه في الغرفة  التي كانت فارغة  فدلف الرجل لداخل  الغرفة  مطمئن  بعض الشئ لعدم وجود أحد  عندما دفع هارون الباب الذي كان يقف خلفه ليغلقه بقوة  ليهاجم الرجل الذي لم يخرج من صدمته بعد بوجوده كبله هارون بيديه من الخلف  بقوة ضاربا يده الحامله سلاحه بقوة في جسده حتى أسقطه من يده  ثم أداره هارون ليلكمه في وجهه  بعنف و يركله بركبته على معدته جعلت الرجل ينثني من الألم  كان عقل الرجل لم يستوعب بعد ما يحدث فلم يفتح فمه محذرا الآخرين و هارون ينزل بيده على رأس الرجل عدة مرات ليفقده الوعي   فسقط أرضا  دخل الرجل الآخر على صوت الجلبه  فهجم على هارون ليضربه بسلاحه على وجهه فترنح قليلاً و لكنه أستعاد إتزانه سريعا ليهجم بدوره على الرجل و يكيل له اللكمات و تدور معركة بين الإثنين  لتنتهى  بفقد الرجل الآخر لوعيه بعد أن ضربه هارون بكعب سلاح الرجل الآخر الذي أخذه من على الأرض و لكنه أيضاً قد نال بعض اللكمات من الرجل   قبل أن يسقط  خرج من الغرفة   يبصق الدم من فمه  عندما رفع الرجل السلاح في وجهه و هو يضغط بيده على رقبة المرأة التي صرخت بفزع كان قد  أخذ أحد السلاحين و هو يشهره في وجه الرجل و يريه تحقيق شخصيته الذي أخرجه  قائلاً ..” نزل سلاحك  عشان جرايمك متذدش واحدة و هى مهاجمة رجل شرطة  سيبها و أبعد أحسنلك المكان كله متحاصر بالشرطة  أحسنلك تستسلم  و تقولنا مين إلي قالك تخطفها “
أقترب رجل القطار من المرأة  يريد أخذها من بين يد المجرم فشهر هذا الأخير السلاح في وجهه محذرا   و هذا الأخير يقول لهارون بخشونه و هو يشيح بسلاحه في وجهه  ..” نزل أنت سلاحك يا باشا أنا كمان بعرف أضرب نار  زيك بالظبط “ كان الرجل يتحرك بحذر تجاه الباب و هو مازال يقبض على عنق المرأة  كان يتجه للباب بظهرة و هو ينظر لهارون بحذر  مخبرا المرأة ..” أفتحي الباب يا حلوة بدل ما أفتح دماغك بالمسدس “
كانت المرأة تبكي بخوف فمدت يدها لتقبض على المقبض عندما فتح الباب بعنف تحت ثقل السائق و نسيم  فأسقطت الرجل و المرأة على الأرض من قوة الدفعة فتحرك رجل القطار مسرعا لينقذ امرأته من  بين مخالب المجرم  أندفعت نسيم صارخة ..” هارون “
تمالك المجرم نفسه بسرعة  و هم أن يرفع سلاحه تجاهها عندما هجم عليه هارون ليكيل له اللكمات و رجل القطار يسرع لإبعاد زوجته عنه  بعد أن أطمئن عليها عاد يهجم عليه مع هارون يضربه بغضب ليفرغ فيه غضبه و خوفه و فزعه على زوجته  حتى فقد الوعي   أنهض هارون الرجل  قائلاً ..” بس كده ليموت في إيدك و أحنا عايزين نعرف مين إلي وراه “ نظر للسائق  الذي كان ملتصقا بالحائط من شدة الخوف قائلاً بفزع ..” أنا مليش دعوة  ده كان زبون عادي قالي أروح أجيب الراجل ده من المحطة و أراقب الطريق و أشوف حد ورانا و لا لأ  أنا شوفت عربيتكم و بلغته أنا معرفش أنهم خاطفين مراته  أنا أتفجئت بالي بيحصل ده صدقني يا باشا “
قال هارون بأمر ..” طيب أتحرك شوفلي حبل نربطهم بيه بسرعة قبل ما حد منهم يفوق و بعدين هنشوف موضوع تعرف و لا ماتعرفش  يلا أتحرك “
تحرك الرجل ينفذ أمر هارون فزعا و هو يلعن حظه الذي جعله يوافق على هكذا  مهمة  نظر هذا الأخير لنسيم بغضب  و هو يقترب منها  قائلاً 
” إنتي إزاي تنزلي من العربية و تيجي هنا إنتي مجنونة أفرضي كان ضربك  كنت رحت في داهية على أيد أبوكي  بسببك  لأ و كمان دخلالي من الباب إيه الغباء ده كله “
ثم التفت إلى السائق ..” و أنت إزاي تسمع كلامها حسابك معايا بعدين “
جاء الرجل بالحبال وجدها في المنزل و لكنها كانت قديمة متأكلة و لكن تفي بالغرض  مؤقتا  قيد معصم كل من الرجال الثلاثة و قال للسائقين أن يساعدانه في أخذهم إلى السيارة في الخارج أجلسهم في سيارة السائق الذي أتى بالرجل من المحطة و قال لنسيم ..” إنتي روحي مع السواق  و الراجل و مراته  وصليهم للمستشفى و أنا نبقى هبقى أحصلك “
ردت بحزم ..” لأ أنا هاجي معاك و السواق يقدر يوديهم المستشفى “
كانت المرأة في ذلك الوقت تبكي بألم ..” خالد الحقني يا خالد هموت من الألم  إبني هيموت “
قال خالد لنسيم ..” أرجوكي تعالي معانا مفيش وقت مراتي ممكن تموت “
أخذ زوجته و أجلسها في المقعد الخلفي للسيارة و هو يهتف بالسائق ..
” يلا لو سمحت أرجوك ودينا لأقرب مستشفى “ 
فقال السائق لنسيم الواقفة بجوار هارون لا تريد تركه ..” يلا يا آنسة بسرعة لحسن الست يحصلها حاجة “
فقالت لهارون  سأله ..” طيب أنت رايح فين معاهم “
رد بسخرية ..” هروح فين يعني هوديهم النادي مثلاً  ع القسم طبعاً “
فأكدت عليه ..” طيب أنا هجيلك القسم أوعى تمشي و تسبني أنت سامع “
رحلت مع المرأة و زوجها و هو صعد بجوار السائق  قائلاً ..” يلا على القسم بسرعة “
هز السائق رأسه و هو يتحرك بالسيارة كما أمره ...

كانت نسيم قلقة و هى تسأل الرجل ..” هما كانوا خاطفين مراتك “
هز رأسه بصمت و هو يضم زوجته المتألمة  فقالت بغيظ ..” و مبلغتش البوليس ليه أنت كنت عايزهم يموتوكم تعرف لولا هارون شك فيك في القطر كان زمانك أنت و مراتك في خبر كان أنا ديما بشوفهم في الأفلام بيعملوا كده عشان ميسبوش دليل وراهم الحمد لله أنه لحقناكم “
سألها الرجل ..” هو يبقى ظابط بجد “
ردت نسيم بفخر ..” اه طبعاً ظابط “
كانت المرأة تتألم و تبكي و نسيم تنظر إليها بشفقة فقالت تطمئنها ..
” متقلقيش أن شاء الله هتبقى كويسة “
أرادت الهائها قليلاً فسألتها ..”  إنتي إسمك ايه   جوزك إسمه خالد و إنتي “
لم تستطع أن تجيبها من شدة الألم فإبتسم خالد و هو يقبل رأس زوجته قائلاً ..” إسمها  شمس “
أبتسمت نسيم ..” الله إسم جميل كله دفى متخافيش يا شمس هتكوني بخير إنتي و إبنك “
وصلا للمشفى فأدخلت  شمس غرفة الكشف  بعد قليل خرج الطبيب قائلاً ..” هتعمل عملية دي ولادة مبكرة “
قلق خالد  و قال بفزع ..” ليه دي لسه في السابع “
أخبره الطبيب ” الظاهر أتعرضت لضغط نفسي عجل بولادتها لو سمحت أتفضل روح خلص الإجراءات اللازمة عشان نبدأ العملية “
طمئنته نسيم ..” متقلقش يا أستاذ خالد  إن شاء الله هتكون بخير يلا روح بسرعة و متضيعش وقت “
رحل خالد  مسرعا  و هى جلست أمام الغرفة تنتظر ...

الفصل السابع 
بعد أن رحل خالد أقترب السائق من نسيم الجالسة قائلاً .." يا آنسة أنا عايز أمشي إنتي و خطيبك ضيعتولي اليوم و كمان كنتوا هضيعولي حياتي لو الراجل ده ضرب علينا نار ممكن تسمحيلي أمشي بقى "
عقدت نسيم حاجبيها بضيق قائلة .. " يا سيدي مش هو قايلك هيعوضك متصبر بقى نطمن على الست و نمشي " صمتت قليلاً و السائق يزم شفتيه بضيق فقالت مكملة .." طيب عشان تطمن خد أهو جزء من فلوسك مبسوط كده أصبر بقى نطمن على مرات الراجل و بعدين توديني القسم عند هارون " و أخرجت من جيبها بعض النقود و أعطتها له فهز رأسه موافقا و جلس بجانبها بصمت منتظرا...جاء خالد و أنضم إليهم بعد أن أدخلت زوجته غرفة العمليات فقال لنسيم ..
" أنا مش عارف أشكركم إزاي لولا إنتي و خطيبك كان زمان مراتي الله أعلم حصلها إيه "
أبتسمت نسيم ساخرة ..لما كل من يراهم يربطهم ببعضهم البعض فهى ترتدي خاتم الخطبة و لكنه لا يرتدي شيئاً في يده و لديه زوجة على الأقل هى تعلم ذلك إذا من أين لهم أن يعلموا إذا كان خطيبها أم لا صمتت و لم تعلق و هما ينتظران زوجته أن تخرج .. بعد بعض الوقت ليس بالقصير خرج الطبيب مطمئنا و قال .." ألف مبروك جالك بنوته زي القمر بس هتفضل كام يوم في الحضانة لحد منطمن عليها "
أبتسم خالد و هو يتنهد براحة سائلا بلهفة .." و مراتي عملة إيه كويسة"
طمئنه الطبيب .." بخير الحمد لله تقدر تطمن عليها بعد شويه لما ننقلها أوضة تانية ..هنئته نسيم .." مبروك يا أستاذ خالد تتربى في عزك "
شكرها خالد قائلاً .." الله يبارك فيكي أنا متشكر مرة تانية ليكي و لخطيبك "
أبتسمت نسيم محدثة نفسها .." و ماله خطيبي خطيبي "
نهضت قائلة .." طيب أنا هستأذن بقى عشان أروح لهارون " مكملة في سرها ..« ليهرب و يسبني دا مصدق أبعد عشان يخلص مني » أبتسمت مودعة .." مع السلامة أستاذ خالد و سلملي على مراتك بعد إذنك "
ودعهم خالد هى و السائق و ذهب ليطمئن على زوجته و ابنته 

*****
كان يقف أمام المخفر ينتظرها بعد أن سلم الثلاثة رجال للضابط المسئول منبها عليه أن يعرف من أرسلهم لخطف المرأة مخبرا إياه بما حدث و سلمه السلاح المصاحب لهم نبهه ليبعث أحد لسؤال الرجل في المشفى و سؤال زوجته عما حدث معها .. أفرج عن السائق بضمان محل إقامته لحين يتم التحقيق في أمره شافعا له مساعدته لهارون في جلب المجرمين ..ترجلت من السيارة مخبره السائق بالإنصراف تسرع إليه خافقة القلب ظانه أنها ستجد أنه تركها خلفه و رحل تهتف بلهفة .." هارون الحمدلله أنك لسه موجود "
دنا منها بضيق .." اتأخرتي ليه يا نسيم أنا واقف من بدري قولتلك توصليهم مش تباتي معاهم "
قالت مبررة .." مرات الراجل كانت بتولد و مقدرتش أمشي غير لما أطمن عليها "
أبتسمت بمرح قائلة.." تصدق فكرتني بالست إلي ولدت في الأسانسير في فيلم بين السما و الأرض بس هى الحمد لله ولدت في مستشفى "
هتف بها هارون .." أبوس أيد أبوكي أرحميني من الأفلام إلي بتتفرجي عليها و خليكي في الواقع شويه إنتي كنتي هتموتي لولا ربنا ستر و كان ممكن السواق كمان يموت معاكي و كنت أنا هروح في داهية بسببك أبوكي ساعتها مش هيسكت و هيوديني ورا الشمس و ساعتها محدش ساعتها هيقوله أن بنته مجنونة و هى سبب المصايب "
زمت شفتها و عقدت حاجبيها و كتفت يدها أمام صدرها فقال بحنق ...
" فين السواق عشان يوصلنا المحطة "
قالت تجيبه ببرود .." مشيته كفاية عليه كده النهاردة هو تعب من اللف معانا "
شد هارون شعره و هو يزمجر غاضبا هاتفا بغيظ .." أنا جبت أخري منك يلا أتحركي أتحركي قبل ما أرتكب جريمة حسبي الله ونعم الوكيل "
سارت بجانبه صامته تكاد تنفجر ضحكا على غضبه أشار لسيارة أجرة و صعد كلاهما قائلاً للسائق محاولا تمالك أعصابه .." المحطة لو سمحت بس بسرعة " أنطلق السائق بهدوء تجاه محطة القطار 
وصلا المحطة و إنتظرا موعد القطار القادم فسألته .." عملت ايه في القسم سلمتهم لظابط هناك "
هز رأسه موافقا.." أيوة و هيبعتوا حد لسؤال الراجل و مراته عشان يعرفوا تفاصيل الموضوع عشان يقدرو يوصلوا للي زقهم يعملوا كده معاه هو و مراته و إيه حصل و خطفوها إزاي و ليه مبلغش "
قالت تجيبه بنبرة حازمة .." لو أنا منه كنت عملت نفس إلي عمله هو كمان كان خايف و عايز يحافظ على حياة مراته و شايف أنه لو بلغ في إحتمال يحصل حاجة و البوليس ميوصلوش في الوقت المناسب و حياة مراته تتعرض للخطر يبقى ليه يجازف و يدخل طرف ثالث في الموضوع طالما عايزين فلوس يبقى هيخدوها و مش هيأذوها"
نظر إليها بسخرية قائلاً ببرود .." بجد و الله و نعم الآراء الصائبة و التفكير المنطقي ..عشان كده حياتك ملخبطة و بتقعي في المشاكل و بدل ما تقفي في وش أبوكي و ترفضي تتجوزي غصب بتهربي و تذيدي الوضع سوء تعرفي لو أنا من خطيبك كنت حبستك إنتي خطر على الأمن القومي "
فقاطعته حانقة قائلة.." أسمحلي بقي أنت مش فا.."
قاطعهم صوت رجولي مرح .." يا محاسن الحلو هارون باشا فك من شوقي صدفة سعيدة يا باشا يا راجل أنت بتعمل ايه هنا أوعى تقولي أن شوقي لسه وراك "
رد هارون ساخرا .." أيوة مش شايفه مهو أدامك أهو بتعمل ايه هنا يا فصيح عصرك "
أبتسم سمير بمرح.." جاي أشوف الجو يا باشا خدت يومين إجازة بالعافية و جاي زيارة أشحن "
نبهه هارون لحديثه .." طيب خلاص مش عايز أعرف "
ضحك سمير .." عقبالك أنت كمان يا باشا ما تشح.."
قاطعه هارون حانقا .." قولتلك خلاص عرفنا الله يخرب بيتك "
ضحك سمير و هو يرمق نسيم بمكر مبتسم.." أنت مكلمتنيش يا باشا من أخر مرة بس أطمن أنا رحت للحاجة و طمنتها عليك خلاص.. راجع و لا لسه هربان يا ذئب "
رد هارون ساخرا .." راجع يا فصيح و مش أنا إلي بهرب و أنت عارف "
رد سمير بمرح .." اه طبعاً عارف و إلا مكنش نص الحرامية و المجرمين عايزين رقبتك "
سمع صوت القطار فقال هارون .." طيب يلا أسيبك أنا و أبقى تعالى نتكلم بعد ما ترجع "
التفت لنسيم .." يلا بينا "
تحركت بجانبه فأمسك سمير ذراعه قبل أن يبتعد سائلا بخفوت ..
" مين دي يا ذئب إصطدتها منين و لا هى إلي صادتك يا باشا "
سمعت نسيم حديثه و انتظرت سماع در هارون الذي نفض يد سمير قائلاً .." غور يا سمير روح شوف خطيبتك بدل ما ترحلها وشك شوارع سلام"
تحرك و نسيم تجاه القطار و سمير يضحك هاتفا به بمرح .." باشا يا باشا أسمع بس "

***
كانت هناك عيون تنظر لما يحدث بلهفة و هى ترى هارون و نسيم يصعدان إلي القطار فأسرع يستقله خلفهم و جلس بعيداً عن مكان جلوسهم أخرج هاتفه النقال من جيبه يجرى إتصالا ما مع أحدهم قائلاً بخفوت منتصر .." أيوة يا ريس أنا سعده مش هتصدق أنا شايف مين أدامي دلوقت "
رد شوقي من الطرف الآخر متذمرا .." مين ياض أنطق أنا مش فايق لأرفك "
قال سعده بغرور .." يا ريس أنت لو عرفت هتديني مكافأة على كده صدقني "
زفر شوقي على الطرف الآخر بحنق .." و حياة أهلك ما فيقلك أنطق و لا هتاخد مني رصاصة مكافأة "
فقال سعده بجدية و بصوت خافت .." الديب قاعد قصادي يا ريس صدقني و مش لوحده كمان معاه واحدة كده شكلها خطيبته و نزلين مصر "
رد شوقي مسرعا بجدية .." ولا أنت فين دلوقتي "
رد سعده يجيبه .." في القطر يا ريس إلي نازل على مصر من ..."
فسأله بنفاذ صبر .." أنت في محطة إيه دلوقت يا سعده أنطق بسرعة"
قال سعده يجيبه .." في محطة ... "
فقال شوقي مسرعا .." بص يا سعده أنا قريب من محطة .... أعمل أي حاجة و نزله من القطر أنا عايزه هنا قبل ما يوصل مصر أنت سامع ضروري تنزله و تخليه يمشي وراك و أنا هستناك في شارع ..... إلي ورا المحطة على طول دي فرصة متتعوضش يا سعده و ليك مكافأة كبيرة عندي يا ولا ههيصك بس جبهولي "
أبتسم سعده إبتسامة نصر .." مفهوم يا ريس و البت إلي معاه تهمك "
قال شوقي بمكر .." اه لو جبتها هى كمان يمكن نلقيلها فايدة يلا مستنيك "
أجاب سعده بخبث ..." حاضر يا ريس سلام "
ظل سعده يراقب هارون و نسيم الجالسين صامتين من بعيد مفكرا كيف يجعل هارون يخرج خلفه من القطار إذا إستطاع أما الفتاة فأمرها سهل يستطيع العودة لجلبها إذا لم تنزل خلفهم هى الأخرى أقترب القطار من المحطة التي أشار لها شوقي أنه سينتظره بها تلفت حوله و هو يراقب الوجوه حوله مفكرا ماذا يفعل ماذا يفعل أبطء القطار ليتوقف فنهض سعده و قد لمعت عيناه عندما رأى رجل يخرج هاتفه ليتحدث به و عندما توقف القطار أنتظر لينزل الركاب و أصبح الباب فارغا فأسرع ليخطف الهاتف من الرجل و يسرع بالهبوط من القطار راكضا ليخرج من محطة القطار للذهاب للشارع الذي ينتظره به شوقي كان هارون قد انتبه لفعلته فهبط خلفه راكضا و كما توقع سعده أنه سيفعل كانا يعدوان خلف بعضهما عندما ترجل صاحب الهاتف خلفهم و هو يصرخ لعل أحد المارة يوقف السارق .." حرامي ..حرامي "
كانت نسيم تجلس قلقه حائرة ماذا تفعل تهبط خلفه أم تنتظر عودته و لكنها حسمت أمرها عندما هبط صاحب الهاتف خلف هارون كان هارون يعدو خلف الرجل و نسيم و صاحب الهاتف خلفهم لحق الجميع بالسارق في شارع مغلق خلف محطة القطار وقف سعده مبتسما بسخرية عندما شاهد شوقي و بعض رجاله و سيارتين متوقفتان في إنتظاره ألقى الهاتف لهارون الذي انتبه لما حدث الآن و علم أنه انقاد إلى فخ التقط الهاتف قبل أن يسقط متحطما و سمع صوت نسيم اللاهث تهتف بقلق .." هارون أنت كويس حصلك حاجة "
نظر إليها بغضب .." إنتي إيه إلي نزلك من القطر هو أنا مش هخلص من جنانك "
أقترب صاحب الهاتف و هو لم يستوعب بعد ما يحدث قائلاً .." أنا متشكر اوي يا أستاذ "
أعطاه هارون الهاتف و هو ينظر تجاه شوقي المبتسم بسخرية وسط رجاله قائلاً .." خد الآنسة معاك رجعها المحطة "
قاطعته نسيم و هى تنظر لتجمع الرجال بريبة .." لأ أنا هفضل معاك أتفضل أنت يا أستاذ شكراً "
صرخ بها و قد فاض الكيل به من تصرفاتها المتهورة التي تكاد تنهى حياة كلاهما .." قولتلك أمشي معاه يا نسيم أتحركي و إلا مش هيحصلك طيب "
قالت بحدة تخفي خلفها خوفها و قلقها عليه من هؤلاء الرجال و تنظر لشوقي الواقف بملل و هى تعلم أنه بدون سلاح .." لأ أنا مش ماشية أنا هفضل معاك هنا "
قلق صاحب الهاتف من الوضع المريب حوله و الرجال الوافقين بتربص فقال بقلق يسأل هارون .." هو في إيه يا أستاذ مين دول و عايزين ايه"
رد هارون بحزم .." أتفضل أمشي إذا سمحت أما دول أنا عارفهم و هتصرف معاهم المهم روح أنت عشان القطر ميفوتكش "
فرد الرجل .." يا أستاذ القطر مشي و هتصرف بعد كده بس دول مين و عايزين منك ايه لو على التليفون خليهم يخدوه أنا مش عايزه هجيب غيره "
أبتسم هارون لقلق الرجل عليه و لكنه شجعه على الرحيل فهو لا يريد أن يؤذى أحد برئ بسببه .." متقلقش أنت خد الآنسة معاك و أمشي و أنا هتصرف هنا "
قاطعهم شوقي بنفاذ صبر .." متخلصونا بقي و الآنسة مش هتمشي يلا يا جدع أنت أمشي من هنا بدل متخدلك رصاصة في دماغك "
نظر الرجل برعب لهارون الذي هز رأسه مطمئنا.." روح أنت و متقلقش علينا "
تحرك الرجل بصمت مبتعدا تاركا خلفه هارون و نسيم في مواجهة شوقي .. واعدا نفسه أنه سيبلغ الشرطة الآن لتتصرف و تنقذهم فهو لا يستطيع المساعدة على أي حال ..
عندما أبتعد الرجل أتى أحدهم من خلف نسيم واضعا سلاحه في رأسها لفا ذراعه حول عنقها يمسك بها يكاد يكتم أنفاسها فصرخت بفزع و هارون يرفع يده محذرا و بقلق يقول لشوقي الواقف و إبتسامة ساخرة منتصره على وجهه.." هى ملهاش دعوة أنت عايزني أنا و أنا أهو أدامك سيبها تمشي "
ضحك شوقي بشماته قائلاً .." هو دخول الحمام برضوا زي خروجه يا باشا و بعدين شكل السنيورة تهمك يبقى تهمنا إحنا كمان قرب قرب مني يا باشا أحسن الواد حودة ده مجنون ممكن رصاصة تخرج غصب عنه في دماغ خطيبتك تفجرها "
زم هارون شفتيه حانقا و هو يدنو منه على مهل كان يقترب من مكان شوقي و عينيه على نسيم التي تبكي و تنتفض رعبا و خوفاً و هى تبكي مستنجدة به بلوعة .." هارون أرجوك أبعده عني "
كتم ضيقه حتى لا ينفجر بها لعنا يوم قابلها على الطريق فهو لا ينفك يقع في المصائب واحدة تلو الأخرى قال يطمئنها .." متخفيش يا نسيم ده جبان مش هيقدر يعمل حاجة لو كان عايز يموتنا كان عملها على طول بس هو أكيد وراه حاجة و أنا مستني أعرفها "
غضب شوقي من حديثه فهو معه حق هو يريد شيئاً و لكن لن يخبره الآن عما يريد منه و لكن حينها سيقتل حتما هذا الرجل المغرور أبتسم بمكر و عيناه تلمع دهاء فيبدو أن هذه الفتاة أفضل طريقة لإجبارة عما يريده أن يفعله فواضح أنه مهتم بها كثيرا دنا منه شوقي بغيظ يجب عليه تأديبه و إلا ضاعت هيبته وسط رجاله فهو يتبجح أمامهم أنه لا يستطيع فعل شئ له و للفتاة .." حودة لو عمل حاجة خلص عليها فوراً"
رد حودة بشماته .." أومرك يا ريس دي حتى شغلانه سهلة خالص و طرية كمان كان يتحسس كتف نسيم و هو يوجه السلاح لرأسها فصرخت بإشمئزاز و هى تنكمش علي نفسها فصرخ به هارون ...
" أبعد إيدك يا حيوان بدل ما أقطعهالك "
هتف به شوقي بتهديد .." هتعمل ايه هه هتعمل ايه فرجني كده "
و دنا منه مقتربا يشهر سلاحه في وجه هارون ليوجهه إليه صرخت نسيم عندما رفع سلاحه ليهبط به على وجهه هارون ...

الفصل الثامن

" أبعد إيدك يا حيوان بدل ما أقطعهالك " صرخ بها هارون في شوقي 
الذي هتف به بتهديد .." هتعمل ايه هه هتعمل ايه فرجني كده "
و دنا منه مقتربا يشهر سلاحه في وجه هارون ليوجهه إليه فصرخت نسيم عندما رفع سلاحه ليهبط به على وجهه هارون الذي أنتبه للضربة فتفادها بسرعة عندما حرك نصف جسده العلوي مبتعدا عن يد شوقي مما جعل هذا الأخير تثور ثائرته غيظا فصرخ بالرجل الممسك بنسيم قائلاً بإنفعال .." حودة "
فضغط هذا الأخير على عنق نسيم أكثر مما جعلها تختنق و تشهق بصوت عال لتتنفس فهتف هارون رافعا يديه مستسلما .." خلاص سيبها أنا أهو أدامك سيبها هى ملهاش ذمب "
أبتسم شوقي ساخرا و هو يدنو من هارون و ينزل بيده على وجهه في لكمة جعلت الدم ينفجر من فمه وعاد و لكمة على عينه فصرخت نسيم .." أنت بتعمل ايه يا حيوان سيبه " أدارت عينيها لهارون و نهرته و هى ترى الدم يتساقط من فمه .." و أنت أضربه زي ما ضربت العصابة إلي خطفت الست من شويه .."
شد حودة على عنقها و قال بحده .." أفتح نفوخها يا ريس "
أرتعدت بين يديه و شوقي يجيبه ساخرا .." لأ يا حودة لسه شويه يمكن نلاقيلها عوزة "
وجه سلاحه تجاه هارون و قال بأمر .." يلا أتحرك معايا من سكات " أشار للسيارة المتوقفة بجوارهم قائلاً مكملا .." بهدوء و غير شوشرة عشان منخلصش عليها أدامك قبل ما تحصلها "
أصعده للسيارة و جلس جانبه و أحد الرجال من الجانب الآخر واضعا السلاح في جانبه و نسيم في السيارة الأخرى مع ذلك المدعو حودة و سعده سارق الهاتف أنطلاقا بالسيارات و توقفا بعد بعض الوقت أمام مكان مهجور يشبه مستودع قديم لا يوجد به سوى بعض السيارات القديمة الصدئه و الأشياء القديمة و كأنه معمل للخردة أدخله شوقي بعنف كاد يسقطه على وجهه و لكنه لم يهتم و هو يبحث بعينيه عن نسيم التي دلف بعد قليل مع الرجلين الأخرين و هى ترتعد من الخوف تبحث عنه هى الأخرى و عندما رأته همت بالركض تجاهه فأمسك حودة بشعرها ليوقفها فصرخت بألم و عندها أندفع هارون تجاهه يضربه بغضب عندما أحاط به بقية رجال شوقي ليخلصوه من تحت يديه و هذا الأخير الذي يتقدم بغضب و هو يمد يده يلكمة في وجهه ليصيبه في عينيه ليعاود لكمة مرة أخرى بغضب و الرجل يمسك نسيم بعنف و يوجه سلاحه لرأسها و إبتسامة ساخرة على فمه و شوقي يقول بتحذير .." أرفع أيدك تاني و هتلاقي رأسها متفجرة أدامك دلوقت "
بصق هارون أمامه و هو ينظر إليه بلامبالاة كاتما غضبه و شوقي يرفع يده بحده و يهوى بها على رأسه مرة أخرى و أخرى و لكنه فضل الإستسلام الآن حتى يفكر فيما سيفعله فيما بعد ليحاول الخلاص هو و تلك الغبية التي سقطت على رأسه ... و لم يشعر بعدها بشئ 

********
لم يعلم كم مر عليه من وقت و هو فاقد الوعي بعد أن ضربه هذا الحقير بقوة عقابا كان جسده مكبلا و لم يستوعب عقله بعد ما يحدث التفت حوله لينظر لتلك الباكية عاد ليغمض عينه مرة أخرى و يعاود فتحها لعل رؤيته تتحسن و لكنها كانت مشوشة تنهد هارون بهدوء ليصفو عقله ليحاول التفكير في كيفية الخلاص من هذا الوضع كان يعلم أن هذا الحقير يريد منه شيئا و لكن ما هو لابد أنه شئ هام حتى يبقى على حياته للأن تجاهل الأم جسده و توجه بالسؤال إليها .." نسيم إنتي كويسة "
التفتت إليه بلهفة .." هارون إنت فوقت هارون أنا خايفة أوي أرجوك خرجنا من هنا "
فقال بهدوء و هو يشعر بالدوار مرة أخرى فهذا الوغد قد ضربه على رأسه أكثر من مرة يخشي أن يكون قد أصابه إرتجاج أو أسواء كان يريد العودة للنوم مرة أخرى فقال حتى لا تفزع .." ماتخفيش يا نسيم أوعدك هخرجك من هنا " صمت قليلاً ثم أكمل و وعيه يتلاشي .." نسيم أنا هغمض عيني شويه و ماتخفيش لو حصل حاجة بس ناديني هتلاقيني ..." و لم يستطع أن يكمل و رأسه تسقط على صدره مرة أخرى مما جعلها تنظر إليه بفزع و هى تحاول أن تحرك مقعدها تجاهه " هارون مالك في إيه أرجوك متسبنيش لوحدي "
و لكن لا حياة لمن تنادي فهو قد فقد وعيه مرة أخرى تنهدت بهدوء تحاول تهدئة أعصابها لتطمئن نفسها أن الأمور ستكون بخير فلتتركه فقط ليستريح قليلا و بعدها يتصرفان هو وعدها أنه لن يتركها نعم هو لن يتركها ...

********
كانت قدميه تؤلمانه من الجلوس على ذلك المقعد الخشبي القاسي لفترة طويلة كانت يديه مصفده بأصفاد خلف ظهره تخص الشرطة لن يسأل من أين أتى بها ذلك المجرم و قدميه مقيده في قدمي المقعد بحبل غليظ يشد عليها بقسوة رفع رأسه بضيق فهو قد سئم حقا الجلوس هكذا مع هؤلاء الأغبياء و سماع حديثهم الغبي التافه عن سرقتهم التالية ..كان وجهه به عدة جروح و عين زرقاء منتفخه من ضربه عليه تلقاها من ذلك الأحمق شوقي هذا المجرم التافه الذي يظن نفسه ربح الجائزة الكبرى فقط لأنه أمسك بالذئب هذا الغبي لا يعرف مع من علق أنه هو الذئب الذي ألقى القبض على أعتى المجرمين فقط بيده الحرة بدون سلاح أو مساعدة و هذا دوماً ما يثير حنق رؤسائه و لم يكن ليقع في يده لولا تلك الحمقاء التي تجلس مثله على المقعد مقيدة اليدين و القدمين كان يود لو طلب من أحد الرجال أن يكمم فمها أيضاً حتى لا يستمع لنواحها كالغربان فهى لا تصدق للأن أنها واقعة تحت يد عصابة من المجرمين الحقيقين و ليس مثل التي تشاهدهم في الأفلام العربية الهابطة التي جلبت لرأسه صداعا من كثرة ما تتحدث عنهم شعر بالملل من إنتظار فرصة مناسبة للهروب هو و تلك الغبية التي تعيق حركته منذ قابلها قبل أربعة أيام على الطريق ..
تقدمت منها امرأة ممتلئه قليلاً بيضاء البشرة بها مسحة من جمال ترتدي ملابس ضيقة تظهر حنايا جسدها الذي يتطلع عليه في ذهابها و إيابها ذلك القذر المدعو شوقي كانت تمسك بيدها طبق به بعض الطعام كريه الرائحة و هى تقول بسخرية لنسيم .."أفتحي بؤك يا شابة خليني أأكلك يمكن تتخرسي و منسمعش صوتك ده تاني "
أتسعت عينا نسيم و هى تقول بخوف هستيري ظانه أنها تضع لها السم في الطعام لتقتلها .." لا لا مش عايزه أكل روحي روحي أبعدي الأكل ده عني ده ريحته مقرفة إنتي جيباه منين "
لوت نعيمة فمها في حركة ساخرة وهى تجيبها بسخرية.." في ايه يا شابة هكون جيباه منين شرياه طبعا من عند عم برعي بتاع الفول ده أحسن واحد يعمل فول في المنطقة أن مكنش في مصر كلها " 
شعرت نسيم بالغثيان من رائحته و هى تبعد رأسها بعيداً من يد نعيمة و هى تسألها بريبة .." إنتي عماله تقوليلي يا شابة يا شابة ليه أنا عمري ما سمعت الكلمة دي غير في فيلم ريا وسكينه إنتي هتموتيني زيهم مش كده هما كمان كانوا بيقتلوا الستات لما يخدروهم الأول و إنتي حطالي سم في الأكل مش كده " ؟؟
أنفجر هارون ضاحكا فهذه الفتاة حقا ساذجة لا تعرف أن حياتها ورقة رابحة بالنسبة لهم أكثر من موتها إذا علما إسم أبيها ..التفتت إليه بغضب هامة لتصرخ به عندما قالت نعيمة بسخرية .." يخربيت الإعلام إلي بوظ مخكم ياختي ريا وسكينة مكنوش بيقتلوا الستات كانوا بيقتلوا الإنجليز بس ولاد الحرام بقى هما إلي شوهو سمعتهم "
قالت نسيم برجاء .." طيب ما تسبيني و أنا هخلي بابا يديكي إلي إنتي عايزاه "
صرخ بها هارون محذرا .." نسيم أسكتي " فهو يخشى أن تخبرهم الغبية بإسم أبيها و عندها لن ينجدها أحدا و لن يتركوها دون أن ينالوا ما يريدون منها ..قالت صارخة به .." أنت تسكت إذا كانوا عايزين فلوس أنا هديهم إلي هما عايزينه بس يسبوني أرجع لبابا "
نهرها هارون بغضب .." بقولك أسكتي يا غبية مسمعش صوتك و إلا قسما بالله أول حاجة هعملها لما أفك أيدي و تبقى حرة هتنزل على وشك تعيد تشكيلة من تاني إنني سامعه" 
صرخت في وجهه غاضبة فقد فاض بها الكيل و هى جالسة خائفة مرتعبة و هو يجلس أمامها بهدوء لامبالي و كأنه جالس على قهوة ليشرب شاي و ليس مكبل على مقعد تحت يد مجرم ينتظر ليقتله بعد .." بقى أنت ظابط أنت مش قادر على أربع رجاله لوحدك تدريب ايه إللي بتدربوه في الكلية مش فاهمة "
أجابها هارون ساخرا فهذه الحمقاء تعيش داخل أحد الأفلام الهزلية و لا تعرف شئ عن الواقع ..
" و كمان غبية مبتعرفيش تعدي دول كانوا عشرة و واحد منهم حاطط في دماغك المسدس
عايزاني أعمل ايه ..إنتي فكراني أدهم صبري إلي بوظ مخكم و خلاكم تفكروا أن الظباط تقدر تهزم جيش بحاله لوحدها 
ردت ساخرة .." لأ أنت إلي ظابط خايب و عشان كده لحد دلوقتي زي مانت مخدتش ترقية واحدة و كل زمايلك سبأوك يعني أنت سمعه ع الفاضي اومال ايه ذئب و مش ذئب و مطلوب من العصابات
أهو واضح وقعت في أيد أول حرامي غسيل قابلك "
طحن هارون أسنانه بغيظ لعنا سمير لحديثة أمام هذه الفتاة الغبية فهو حقاً لم يحصل على ترقية في وظيفته و لكن ليس لأنه لا يجيد عمله و لكن لأنه لا يطيع أوامر رؤسائه و دوماً ما ينفذ ما برأسه نظر إليها بسخرية و قال .." تسمحي تخرسي و تنقطيني بسكاتك أنا من يوم ما قابلتك و أنا بقع في المشاكل و أدي النتيجة وقعت في أيد واحد تافه بسببك عشان أنقذ حياتك و أطلع في الآخر ظابط خايب مش كده تصدقي أنا كان لازم أسيبك على الطريق فعلا للديابه تاكلك و كنت خلصت منك و من الي وصلتينا ليه بغبائك بيت أم اليوم إلي شوفتك فيه إنتي نسيم إنتي إنتي أعاصير زوابع عواصف لكن مش نسيم أبداً"
أغرقت عينيها بالدموع و هى تنظر إليه صامته بلوم و عتاب فزفر بضيق و هو يرى ملامحها الرقيقة حزينة بسبب حديثة القاسي ود لو مد يده ليمسح دموعها عن وجهها و شعر بالضيق لما يشعر به نحوها و لم هو متأثر هكذا بحزنها ماذا تعني له هذه الفتاة التي تعيش داخل عالمها الخاص تاركه الواقع خلفها لا تريد فتح عينيها لتراه عاد بذاكرته قبل أيام أربعة عندما كان يقود سيارته أو بمعني أدق السيارة التي سرقها عند هروبه من مكيدة كانت معدة له لقتله ...عندها رأها
عاد من ذكرياته على صوت بكائها مرة أخرى فرق قلبه بعد أن تركتها نعيمة بدون طعام و ذهبت فهما بدون طعام منذ تركا بيت منصور الصغير فقال برقة على غير عادته معها .." نسيم "
رفعت رأسها تنظر إليه و عيناها حمراء من كثرة بكائها فتنهد بهدوء و قال .." ماتخفيش إن شاء الله هنخرج من هنا بأي طريقة أو حد يوصلنا أكيد الراجل صاحب التليفون بلغ بالي حصل ووصف لهم الموجودين و شوقي ده ليه ملف كبير عندنا أطمني هى بس مسألة وقت و هنخرج من هنا "
قالت ببكاء و هى تحاول مسح عينيها بكتفها .." أنا مش خايفة .. أنا بس كنت متوترة لما قولتلك الكلام إلي قولته إحنا بقلنا كام يوم مع بعض و أنت كنت بتحميني في كل وقت فيهم أنا بس خايفة ليجرالك أنت حاجة أنت لوحدك و من غير سلاح و هما كتير و الكترة تغلب الشجاعة أنا عارفة أنك مش أدهم صبري و لا جيمس بوند عشان تغلبهم لوحدك بس أنت كمان ذكي و تقدر تشوف لنا مخرج أنا واثقة من كده زي ثقتي أن ديما البوليس بيجي متأخر زي ما بشوف في الأفلام "
أبتسم هارون بهدوء لجنونها ينظر إليها بتعجب لثقتها به و ليس بالشرطة رغم أنه أحد رجالها و لكنها أنتبهت لنظراته فأكملت بثقة.." أنا متأكدة أنك هتقدر تخرجنا من هنا و زي ما أنتبهت للراجل في القطر أنه واقع في مشكلة و ساعدته من غير ما يكون معاك مسدس دلوقت برضوا مش محتاج مسدس عشان تخرجنا من هنا "
أبتسم برقة فظهرت أسنانه البيضاء لتسترخي ملامح وجهه و يقول بإمتنان .." بس إنتي كمان ساعدتيني و لا ناسية لولا دخولك المفاجئ يمكن كان المجرم ده خرج و هرب و ملحقناش نخلص الست منه و مكناش هنلحقها لولاكي "
أبتسمت بخجل مرتبكة فقالت مبررة .." أصل أنا لما أتأخرت قلقت عليك و خوفت يحصلك حاجة و أنا عارفة أنك معكش سلاح "
قاطعهم دخول شوقي قبل أن يجيبها هارون عندما قال الأول بسخرية مستفزه..." عاملين ايه يا عصافير الحب نعيمة بلغتني أنك مش عايزة تاكلي ليه بس يا طعمة أكلنا مش أد المقام "
أرتعدت نسيم لقربه منها تحت نظرات هارون هى رغم كل ما قالته هى في النهاية فتاة وحدها وسط حشد من الرجال عديمي الضمير و الذي مفترض به حمايتها مقيد مثلها لا حول له ولا قوة فقال هارون يطمئنها .." ماتخفيش أنا موجود معاكي "
إغتاظ شوقي من ثقته الذائدة في بنفسه وسط رجاله و تحت يده فدنا منه يمسك شعر رأسه ليعيده للخلف ينظر لوجهه بغضب .." أنت مفيش فايدة فيك مش كده مش عايز تعترف أني هزمتك و وقعت في أيدي زي العصفور يا يا ذئب شوقي الغلبان مسك الديب الي قابض على كام حرامي غسيل و نشال أفتكر نفسه فوق الكل "
رد هارون ساخرا .." متنساش كمان أني مسكت أخوك تاجر المخدرات و إبن عمك الميت خطاف العيال فعلاً و نعم العائلة تاجر مخدرات و حرامي عيال و ..." و أشار لشوقي بدونيه .." و حرامي غسيل "
كتم شوقي غيظه يحاول التحكم في غضبه فهو مازال يريدة لأمر ما و قتله لن يفيد الأن ترك شعره بعنف و تحرك نحو نسيم التي نظرت إليه بريبة و قلق عندما وقف خلفها مقتربا لينحني تحت نظرات هارون الحارقة يشم رائحتها و يقترب من عنقها بفمه يكاد يلمسها ..صرخت نسيم برعب و أشمئزاز و هارون يقول بهدوء قاتل رغم أنه مقيد في مقعدة أمامه و هو المسيطر إلا أنه أرتعد من حديثه و هو يقول..
" لو لمست شعرة منها هقطعلك صوابعك واحد واحد و أسمعك و أنت بصرخ و بعدين هقطعلك كفك و بعدها دراعك كله و بعدين رقبتك فكر كويس قبل ما تعمل تصرف تندم عليه و أفتكر إبن عمك و إزاي مات عايز تحصله معنديش مانع "
تمالك شوقي نفسه و أظهر بعض الشجاعة و هو يقترب من هارون تاركا نسيم خلفه ترتجف دنا منه يلكمة على وجهه فصرخت نسيم بفزع ..
" هارون "
أبتسم هارون بسخرية و هو يبصق الدم من فمه قائلاً.." جبان أنت لو كنت راجل صح كنت فكتني و واجهتني راجل لراجل بس أنت جبان و بتتحمى في شوية عيال آخرهم معاك في زنزانة واحدة "
صمت شوقي قليلاً مفكرا ثم نظر لكلاهما و لمعت عيناه فقال و هو ينصرف .." معادنا بالليل يا باشا ليك عندي مفاجأة هتفرحك أوي أنت و السنيورة "
أنصرف تاركا كلاهما في حيرة من أمره...

يتبع 

                    الفصل التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات