رواية ما بين العشق والقدر الفصل الثالث عشر13 والرابع عشر14 بقلم هند صقر


 رواية ما بين العشق والقدر الفصل الثالث عشر13 والرابع عشر14 بقلم هند صقر


كان يتحرك بخطوات متبطئة يوزع نظراته  هنا وهناك فابتسم برضا مما يشاهده فقد امتلئ المكان بالكثير من الاشخاص اكثر من المتوقع  خاصة الفتيات اللاتي ينظرا الي المعروضات من الملابس باعجاب وإنبهار واضح ولكنه توقف مكانه ليفتر ثغره عن ابتسامة واسعة وهو يري ذلك الشخص الواقف علي بعد منه يتلفت حوله في تشتت فاتجه نحوه بخطوات سريعة ليربت علي كتفه فاستدار له الاخر ليبادله نفس الابتسامة 
فجذبه أمجد الي احضانه وهو يقول: شقيق كفاحي اللي خلي بيا و سابني لوحدي في الغربة .... كنت هزعل اوي لو ماجتش النهاردة 

 فابتعد عن احضانه ليقول بابتسامة :خليت بيك ايه يا عم... انت هتلبسني تهمة ولا ايه.. لاء أنا كده مش لاعب...

فابتسم  أمجد بمرح ليقول:حبيبي يا عطار... اخبارك ايه... واخبار الست الوالدة 

فهز الاخير رأسه مجيبا اياه بهدوء :الحمد لله ياعم كله تمام... والست الوالدة بتسلم عليك وبتقولك لازم تيجي في يوم تتغدا عندنا عشان تتعرف عليك 

فادرف وهو يؤمأ برأسه مؤكدا:اكيد ياعم احنا نقدر نكسر اوامر القيادة العليا 

ثم استدار بوجهه ليمسح بعينه المكان ليستأذن بعدها للتحرك : حيث كده... المكان مكانك استناني هنا ثانية و اعرفك علي القيادة العليا بتاعي بقي

أومأ برأسه موافقا ليتحرك بعدها أمجد حيث وقعت عينه علي والدته بينما وقف سيف مكانه ليعود بتوزيع نظراته في أرجاء المكان قبل ان تتسمر عينه عليها فنظر اليها مسعوقا للحظة و قد بدت في أجمل اطلالة منذ أول مرة رأها تلك الحوارية التي اخترقت حياته لتصبح جزء لا يتجزأ من احلامه... ولكن يالها من مصادفة فقد كان منذ لحظات كل تفكيره منصب عليها وأكثر ما يتمناه هو رؤيته لعينيها لم يعلم انه محظوظ الي هذه الدرجة ليرها امامه وبهذا الشكل.... والادهي من ذلك انها هي الاخري تنظر هي الاخري اليه بنفس النظرات المشدوها..... أغمض عينه لبرهة محاولا الاستيعاب ولكن عندما فتحها مرة اخري لم يجدها، فدار بعينه في ارجاء المكان بصدمة هل من الممكن ان يكون هذا حلم وان عقله الباطن هو من صور له رؤيتها لتصبح من اليوم بطلة احلام اليقظة كما اصبحت البطلة الوحيدة لاحلام ما بعد النوم

..............................

حدد مكان والدته واتجه اليها بخطوات سريعة ليهتف بعدها بحماس: ماما سي....

بتر بقية جملته عندما رأي ابتسامة تلك الملاك التي تقف بجانب والدته فرمش بعينه عده مرات بعدم استيعاب 
بينما رفعت الفتاة رأسها لتطالعه بتلقائية شديدة فنظر بتعمق  الي عينيها  بدون ان تطرف عينيه بجرأة لم يعتاد عليها فأخفضت  الفتاة رأسها خجلا وقد تخضبا خدودها  بالحمرة بعدما زاغت بؤبؤتي عينيها بتشتت بسبب نظراته ما جعلها أكثر حلاوة وجمالا في عينيه فتعمق أكثر في النظر الي وجهها يحفظه عن قرب ويحفر ملامحها في عقله 

بينما لاحظت والدته السكون المفاجئ فقطبت جبينها لترتكز بنظرها عليه لتدرك  بوضوح الي اين تتجه نظراته  فهدرت فيه بقوة :أاااامجد

أهتز كيانه باكمله من ذلك التنبيه الذي استطاع انتشاله من دوامة سحرها  فأزاح عينيه فورا بحرج ليلتفت ينظر تجاه والدته بثبات محاولا تدارك الموقف واخفاء ما تحاول عينيه افضاحه  ليردف بعدها بشكل مدروس وكأن شئ لم يكن  :احم ماما كنت عايزة اعرفك علي سيف صاحبي اللي حكتلك عنه

فنقلت فاطمة نظراتها بين الفتاة المرتبكة وبين أمجد قبل أن تهز رأسه لتقول بهدوء  :اه تمام يلا

فتحرك هو امامها لتتبعه هي ولكن بقي جزء من عقله واقفا في الخلف يفكر في تلك الفتاة التي استطاعت سحر عينيه ليكون اسير لنظراتها من اول لحظة ولكن لم يلفت نظره جمالها فبحكم معيشته لفترة في الخارج فقد رأي وتعرف  بعدد شعر رأسه علي الجميلات من الفتيات واعجب ببعضهن ايضا  ولكن لم تستطيع اي واحدة منهن  ان تحرك بيه شئ بهذا القدر من قبل...  فرغم جمالها البائن الي انها تمتلك هالة من البراءة لم يختبر رؤيتها من قبل.. وكم بدت له كطفلة صغيرة عندما رفعت رأسها لتطالعه  بعيونها البنية الواسعة واهدابها الطويلة تلك... 
التفت برأسه التفاتة صغيرة ليلقي نظرة اخيرة عليها يحاول بها تثبيت ملامحها في عقله ليهمس لنفسه بخفوت "لقد وقعنا في الفخ" 
 
..........................

-بت يا نجلاء خدي انا اشترتلك العصير 
هتفت بها ايمان وهي تمد يدها بالعبوة الزجاجية من عصير المانجو تجاهها

ولكنها قطبت جبينها بدهشة عند عدم وصولها رد فعل من الطرف الاخر التي تقف امامها كالجماد بدون حركة ولا روح فنظرت اليها لبرهة بعدم فهم ثم ما لبثت ان وكزتها في ذراعها بالعبوة المذكورة قائلة :هاااي نجلاااااااء.... انتي يابنتي 

فتاوهت الاخيرة لتصرخ قائلة بانزعاج:اااه براحة يا ايمان فيه ايه 

لوت الاخيرة شفتيها لتجيبها بتهكم :انا اللي في ايه... ولا انتي اللي في ايه... ماالك كنتي متصنمة كده و سرحانة في ايه 

فرفعت أكتافها وهي تحاول ان  تنفي عنها تلك التهمة المزعومة لتجيبها بهدوء :لاء مفيش..... جبتي العصير

فهزت يديها بالعبوة وهي تقول بضجر :امال ده ايه طبق محشي 

-بنااااااات الحقوني 

فاتجهت انظارهم عند سماعهم لجملة حور المرتاعة طالعت ايمان وجهها المرتاع  لتهتف بفزع: يالهوي مالك انتي التانية... 

فاردفت حور بتوتر:دكتور سيف هنا 

فتحدثت ايمان بهدوء :ياشيخة خدتيني... عادي يعني وفيها ايه..  دكتور سيف ه...
ابتلعت باقي حديثها لتردف ببلاهة :دكتور سيف مين.... أوعي يكون قصدك دكتور سيف بتاعنا 

فمدت حور شفتيها السفلي للامام لتجيبها وهي تهز رأسها بتقرير: هو في غيره 

فتدخلت نجلاء قائلة باستغراب :وهو بيعمل ايه هنا ده 

بينما أضافت ايمان بعد تفكير :عادي يا جماعة مش يمكن جه عادي ذي الناس اللي جت 

فهزت حور رأسها نافية لتقول :ياريت يكون كده.. بس...

فقطبت ايمان جبينها لتسألها مستفهمة:بس ايه؟! 

فمطت حور شفتيها لتقول بامتعاض :بس كان واقف مع أمجد واحضان وضحك ايه ما قولقوش

فسألت نجلاء هذه المرة بعدم فهم :أمجد مين؟!

فزفرت حور لتجيب قائلة بضجر:أمجد أخويا 

هنا تدخل ادم وهو يجذب حور من طرف فستانها وهو يهتف بها قائلا :حور حور 

فأخذت نفس عميق لتخفض بعدها انظارها  تجاهه  لتقول باستفهام :ايه يا اندمي فيه ايه 

فاجابها الصغير بهدوء :ميجو عايزك 

فابتلعت ريقها بتوتر وهي تردد :أمجد 

فأومأ الصغير برأسه ليقول بايجاز :ايوة 

ثم جذبها من طرف فستانها ليتابع بملل :ويلا بقي بسرعة 

فمدت شفتيها بعبوس طفولي لتغمغم بخفوت وهي تتحرك مع حركة الصغير باستسلام :ادعولي 

فرفعت ايمان يديها عاليا لتردف :ربنا يحنن قلبك يا سيف يا بن ام سيف وتخف علي البنية عشان تبقي عشتك هنية  وربنا يسترها معاكي يا حور وتعرفي تعدي خط برليف ويرضي عنك دكتور  سكينة ويبقي النهاردة مش مسنون يبقي تلم ومضمون او يبقي لطيف زي رغيف العيش ويبقي النهاردة حصانة وبلاها خالص الخرزانة و....  

فقهقهت نجلاء بصوت خفيض نسبيا وهي توكزها في خصرها قائلة بزهول :يخربيتك ايه اللي انتي بتقوليه ده... خط برليف ايه اللي هتعبره...  وسكينة ورغيف عيش ايه.. انتي اتهبلتي ولا ايه...فصلتيني وربنا...ههه

فالتفتت اليها لتطالعها بنظرات محتقنة لتصرخ بيها معنفة بغيظ  :يعني البنية دلوقتي بتمر بمرحة خطرة في حياتها الانتقالية وبدل ما تدعي معايا بتقطعي عليا لحظة التجلي اللي انا فيها 

وكزتها في في كتفها وهي تقول  امره : اسمعي وانتي ساكتة 

قبل ان تتابع وصله دعائها العجيب فهتفت ايمان قائلة بضجر :اه طب ياريت وانتي بتدعي لحور ..... تدعي لنفسك ان ربنا يهديكي ليشفيكي ليريحني منك..... 

...........................

 -ودي بقي ياسيدي ام لسانين حور اختي الصغيرة
صاح وهو يشير اليها بحماس بعد انضامها اليهم

فالتف لها محاولا رسم ابتسامة مجاملة ولكن عند رؤيته لوجهها جحظت عينيه بصدمة.. اذا فلم تكن حلما... بل واقع ملموس ولكن واقع اشبه بالافلام والروايات فلم يتوقع يوم ان تكون من خفق قلبه لاجلها هي أخت لصديقه المقرب  

بينما أضاف أمجد وهو يشير  بيده نحو سيف معرفا:وده سيف صاحبي قعد معايا 3سنين في امريكا 

حاول ازالت ملامح الدهشة سريعا حتي لا يلفت الانتباه فرسم علي وجهه ابتسامة هادئة ليردف بنظرة ذات معني :اتشرفت بمعرفتك يا انسة حور... 

كانت تقف مكانها كالصنم  تود أن تنشق الارض وتبتلعها فلقد سأمت من كثرة تلك المواقف المحرجة التي زادت حقا عن حدها فمن أين ظهر لها هذا الحاد ليخترق كل تفصيلة في حياتها من الجامعة او خارج الجامعة حتي وصل الامر الي عائلتها....أفاقت من شرودها علي جملته كادت ان تقوم بفعل متهور من طريقة نظراته وجملته التي تعرف جيدا ما ورائها ولكنها أمسكت نفسها بصعوبة لتتنفس بعمق قبل أن ترفع عينيها لوجهه لترمقه بنظرة متحجرة وهي تجيبه باقتضاب:الشرف ليا 

أضاف أمجد بتذكر :اه صحيح ياسيف

فنظر اليه سيف باهتمام ليتابع أمجد قائلا :  أنت كده بتدرس في كلية حور 

فالتفت سيف نحو حور ليردف باستفسار وهو يطالعها ببراءة شديدة :ايه ده يا انسة حور هو حضرتك بتدرسي ألسن 

فاتسعت حدقتي عينيها لتطالعه ببلاهة مشدوها من أسلوبه المهذب معها هذا اولا وثانيا لاتقانه لدوره في التمثيل بعدم معرفته لها فهي نفسها صدقت انه لا يعرف ولولا معرفتها للحقيقة لشكت انه ليس ذلك الوحش الحاد.... هل من الممكن ان يكون له أخ توئم يمتلك نفس الاسم سبت نفسها وهي تغمغم "حمارة....أخ توئم ودكتور في نفس الكلية.... أنما انك ذكية بشكل"

-حور

أستفاقت علي صوت أمجد لتغلق فمها المفتوح ببلاهة وتستعيد زمام الامور نحوها فاجابت وهي تطالعه بنظرة متحدية صلبة في ذات الوقت:ايوة يا دكتور سيف... حتي حضرتك بتديني مواد كمان

 تسأل أمجد باستغراب :ايه ده معقول بتديها مواد ياسيف ومشفتهاش قبل 

نظرت حور نحوه بابتسامة متشفية مترقبة اجابته بينما شاهد نظراتها فالتوي ثغره بابتسامة جانبية ليردف بعدها ببرود :أكيد مش بنحفظ كل الطلاب 

فأومأ برأسه باقتناع ليضيف قائلا:معاك حق..... بس كده تقدر تساعد حور في مشكلتها 

فتجمدت حور في مكانها وقد اتسعت عينيها برعب من مقصده  بينما اردف وهو يطالع نظراتها المرتاعة باسمتاع  :أكيد طبعا 

فأستئنف أمجد قائلا بتوضيح :اصلها حكتلي في مرة تقريبا  دكتور مصتقصدها ودايما قرفها وهي ولله الحمد بتطلعه علينا

فنظر اليها رفعا احد حاجبيها فنحت نظراتها عنه  وزاغت نظراتها وهي تتلفت حولها بارتباك فابتسم بداخله ليعاود النظر تجاه أمجد ليردف بوداعة غير معهودة :اذاي بس اديني انت الاسم وانا هتصرف 

فالتفت أمجد تجاهها سألا اياها باستفسار :صحيح اسمه ايه يا حور 

فنظرت اليها وهي تجيبه ببلاهة:ها 

فعقد أمجد ما بين حاجبيه ليهدر بضجر:هو ايه اللي ها.... بقولك قولي اسم الدكتور اللي مدايقك 

فابتلعت ريقها بصعوبة لتهتف بعدها بلامبالاة :لاء عادي متشغلش بالك 

تابعت وهي تنظر تجاه سيف بنظرة ذات معني :هو تقريبا عرف غلطته وهيبطل يضايقني تاني.... ولا ايه 

قالت جملتها الاخيرة وهي تطالعه بتحدي ان يعترض علي كلامها 

فزادت عقدت جبين أمجد من كلامها فهتف بعدم فهم :هو في ايه بالظبط

فابتسمت باشراق لتردف بنظرات مرتاحة :اتقلقش يا ميجو افيش حاجة هبقي افهمك بعدين ....بس انا هروح دلوقتي  عشان صحابي 

ثم  أضافت بتهذيب ونظرات واثقة :عن اذنك يا دكتور سيف 

تحركت من امامه بخطوات مدروسة ليبتسم هو علي اثرها فكل مرة يراها بها يكتشف جانب يجذبه اكثر لها

....................

كانت واقفة توزع الابتسامة بين الحضور فهي لا تصدق حقا انا أكبر أحلامها تحقق واخييييرا وبأفضل ما كانت تتمني ايضا ولكن ابتسامتها لم تطل كثير وهي تري هذا الوجه الذي تحفظ كل تفصيلة بدقة يتقدم نحوها فتيبست ابتسامتها وكأن العالم من حولها تلاشي تماما  

بينما تقدم هو في خطوات ليقف امامها لينظر الي عينيها مباشرا وعلي ثغره ابتسامة مبهمة ليخرج صوته الاجش ليصدر في اذنها ذبذبات استطاعت الوصول الي قلبها :ايه عارف انها  مفجأة مصدمة شوية..... بس ايه مفيش حمدلله علي السلامة حتي 

اهتزت بؤبؤتي عينيها بشتت وخوف وهي تطالع نظراته تحاول قد الامكان فهم ما يجول في عقله بينما استدار هو برأسه لتدور عينيه في المكان ليستوقفها عند رؤيته لشخص المطلوب ليتخطاها بدون ادني كلمة ويتجه نحو.....

التفتت هي بوجهه لتري الي أين يتجه فاهتز أوصالها وهي تشاهد تقدمه نحو.... "ادم" نطقت اسمه برعب وقد شحب لون وجهها وانخفض مستوي الرؤية لديها وأصبحت تترنج كالسكاري

بينما تابع هو تقدمه وهو يبتسم بسعادة حقيقية  لرؤيته ضحكات الصغيرة... كاد ان يقترب أكثر الا انه استدار سريعا لينظر خلفه  بعدما سمع صوت الارتضام القوي فهتف بهلع"حياة"

...................
الفصل الرابع عشر
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-

-حيااااااة
هتف باسمها بهلع وهو يربت علي وجهها برفق يحاول افاقتها ولكن يد اخرى سحبتها من بين يديه بعنف فرفع رأسه لتتشنج قسيمات وجهه من رؤيته لها وهي بين احضان ذاك الشخص 
بينما استقام أمجد واقفا حاملا اياها بين ذراعيها وهو يرمقه بنظرات مشتعلة نارية 

-يحي 
هدرت بها فاطمة بتشتت بعد تأكدها من وجهه الشخص الماثل امامها 

فهدر بها أمجد بقوة غير مباليا باندهاشها فكل ما يجول في عقله الان هو "حياة" حياة فقط :يلا يا ماما لازم نودي حياة المستشفي...  هاتي أدم وحصليني

عقد يحي ما بين حاجبيه وهو يردد بخفوت :ماماااا

ووقف مكانه بتشتت لا يدري ما عليه فعله  فقط ناظر أمجد بنظرات واهية  وكاد أن يلحق به ليطمئن قلبه علي من تمتلك روحه ولكنه توقف في اخر لحظة مدركا انه فقد الحق في ذلك منذ زمن فلم يرد ان يحدث مشاكل اكثر بسببه في يوم كهذا فقرر ان ينسبح بهدوء علي ان يؤجل ما كان سيفعله لاجل قريب قريب جدا..... 

  بينما  أنطلق الاخير للخراج بتجاه سيارته لتلحق بيه حور بعدما شاهدت عبوره من جانبها حاملا حياة بين يديه لتهتف بعدها بفزع عند اقترابها منه :أمجد... حياااااة..... مالها حياة

فاردف أمرا اياها وهو يشير برأسه نحو باب السيارة :الباب.... افتحي الباب 

فتسمرت مكانها لبرهة ليصيح بها هذه المرة بقوة :البااااب 

فهرولت سريعا نحو السيارة لتقوم بفتح الباب الخلفي لينحني هو بجزعه واضعا حياة  فوق الكنبة الخلفية بحذر شديد  ليغلق الباب بعدها.... أنطلق نحو عجلة القيادة بعدم قدوم والدته وادم 
فكادت حور انا تتحرك للركوب السيارة هي الاخري الا ان صراخ أمجد استوقفها:انتي راحة فين.... 

اجفلت من صراخه وتوقفت مكانها وهي ممسكة بمقبض باب السيارة بدون حركة فمسح وجه بيدها وهو يزفر بتعب ثم نظر نحوها ليردف قائلا وهو يحاول التحلي بالهدوء :لازم حد يبقي في الاتيليه مش عاوزين شوشرة خلي بالك من الاتيليه والموظفين وانا هطمنك فون متقلقيش

فهزت رأسها بتفهم لتهتف وهو تشهر باصبعها السبابة نحوه :تطمني بالفون 

فأومأ برأسه موفقا ليدير مفتاح السيارة وينطلق متحركا بسرعة من أمامها

..............................

في غرفة المشفي

-طمني يا دكتور 
هتفت فاطمة وهي تطالع الطبيب بقلق

فابتسم لها ابتسامة لم تصل عينه ليردف بجدية وهو يزيل السماعة الطبية من اذنيه:خير اطمني هو ضغطها وطي شوية ممكن توتر او حاجة المهم هي بخير دلوقتي هكتبلها علي شوية ادوية وهي اصلا تمام

فزفرت براحة لتقترب لتجلس بجوار ابنتها التي تطالعهم بهدوء تام...  ربتت علي يديها بحنان ثم رفعت وجهها للطبيب وهو تقول بامتنان:شكرا يا دكتور تعبناك معانا

فأومأ برأسه ليقول بنفي:تعب ايه ده واجبي 

قال جملته ليتحرك بعدها نحو الخارج وكأنها انتظرت خروج الطبيب لتضع يديها علي وجهها لتأن بصوت مسموع  فالتفت اليها والدتها لتهدر بفزع :حيااااة... مالك بس ايه اللي حصل

فهتفت حياة بصوت متحشرج واهن من وسط بكائها الخافت:هيخدوا مني ياماما... يحي رجع وهياخد ادم مني.... انا مقدرش اعيش من غير ادم 

فجذبتها فاطمة نحو احضانها لتملس علي رأسها بحنان :خير يا بنتي اطمني.... ذي ماهو ابوه انتي امه... هو ميقدرش يخده من حضنك دلوقتي متنسيش ان سنه لسه صغير 

فرفعت وجهها وقد فتحت عينيها البنية علي وسعهما وهي تنظر اليها محاولة التأكد من صحة كلامها وقد احمر انفها الصغير بعدما اتخذت الدموع مجرها في وجهها لتشكل خطوط سوداء بسبب الكحل 

أومأت بعينيها مؤكدة وهي تبتسمت من هيئتها لتردف محاولة تلطيف الوضع:ايوة وامسحي وشك ودموعك دي ادم لو شافك كده هيهرب لوحده 

فابتسمت من دعابتها لتمسح عيونها بظهر يدها كالاطفال فجذبت والدتها المناديل من حقيبتها لتعطيها اياه  فتناولته من يديها لتقوم بمسح دموعها وبالفعل لم تكد تنهي ما تقوم بيه حتي وجدت الباب يفتح علي وسعه وادم يركض بسرعة ليقفز علي السرير بجورها وهو يهتف بعبوس:ماما انتي كويسة... انا خوفت عليكي اوي لما ميجو شالك ومكنتيش بتردي عليا

فجذبته فورا الي احضانها لتعطيه الامان وقد كانت هي الاخر  بحاجة الي ذلك الحضن ربما أكثر منه

ليردف الصغير من بين احضانها :ماما خفي بسرعة عشان بقي واوعي تتعبي تاني... بابا هيزعل لو رجع من السفر ولقاكي تعبانة 

فأغمضت عينيها بالم وهي تحاول كبح دموعها التي تنوي الهبوط لينقظها دخول أمجد من الموقف

- الدكتور قال انك تمام افكيش حاجة وما شاء الله انتي ذي القرده اهو... لازم يعني تخدينا عليكي... بسكوتة انتي وملكيش في الشغل صح.... ما أنا عارفك واحنا صغيرين كنتي بتضحكي عليا وعشان كنتي عارفة اني حونين كنتي بتخليني اعمل واجبي وواجبك 
قالها وهو يبتسم لها بمشاكسة 

فصاحت بهم  فاطمة بصدمة :نعم يعني كنتوا انتو الاثين بتضكحوا عليا وكنت انت اللي بتحل واجبها حسابكم معايا.... 

فلم يتمالك أمجد  نفسه لينفجر ضاحكا من قلبه  لتضحك حياة هي الاخر  ولكن ضحكها كان من نوع اخر  ليشاركهم الصغير الضحك وهو غير مدرك علاما يضحك من حوله  فهتفت فاطمة بصرامة :اخرسوا انتو ليكم عين تضحكوا كمان 

فتنحنح أمجد ليقول بحرج :احم.....ليه بس ما احنا كنا حلوين
ثم أضاف بهجوم :وبعدين احنا في ايه ولا في ايه ها...

فسألت حياة بتذكر:صحيح الاتيلية.... والافتتاح

فاجابها أمجد مطمئنا :اتقلقيش حور هناك ومفيش مشاكل
خبط جبهته بتذكر :اوكشن حور هتنفخني اما اقوم اتصل بيها اطمنها...

...............................

-ها يا حور ايه الاخبار
سألت نجلاء بقلق

فابتسمت حور وهي تقول بهدوء :الحمد لله حياة تمام الضغط وطي بس أمجد هيروحها علي البيت عشان ترتاح أكتر وهيجي يعني مفيش مشكلة الحمد لله 

فزفت نجلاء براحة لتقول :طب الحمد لله 

وأضافت ايمان بابتسامة :حمد الله علي سلامتها 

فاجبتها حور بنبرة هادئة:الله يسلمك 

سكتت ايمان قليلا ثم اردفت وهي تطالعها بلؤم:طلاما كله تمام..... يبقي تحكلنا يا قطة  ايه اللي حصل معاكي وايه علاقة دكتور سيف باخوكي 

فهدرت بها حور بضجر :هو ده وقته يا ايمان 

فهزت رأسها لتقول مؤكدة :اينعم..... هو ده ام وقته كمان....
ثم أشهرت باصبعها السبابة نحوها لتأمرها بجدية:يلا انطقي يا قطة مش عايزة استهبال انا 

رفعت كتفها باستسلام فهي لن تسلم من ايمان اذا لم تتكلم فاردفت بملل:عايزة تعرفي ايه بالضبط يعني

فسألتها بحماس وهي تطالعها بعيون مترقبة:يقرب لاخوكي ايه... عمل معاكي ايه... يعني اتصرف اذاي.... كلمك انتي كلمتيه وهو فين دلوقتي ....

فقاطعتها قائلة بملل :بس فهمنا خلاص طلع ياستي صاحبه كان معاه فترة في امريكا... واه هو مشي بقاله مدة عشان متوشيش .... بس الاهم بقي تصوري اتعامل معايا باحترام بس طبعا عشان اخويا..... لاء والكبيرة بقي دكتور سيف طلع ميعرفنيش 

قلدت صوته وهي تتابع :أكيد مش بنحفظ كل الطلاب 

فانفجرت ايمان ضاحكة من طريقتها لتردف بحماس :الله طب وانتي عملتي ايه

فاردفت وهي تطالعها بملل :انا ليه حاسة اني بحكيلك فيلم رومانسي سكي بأك ده ياماما وبلاش اللمعه اللي في عنيكي والحماس الزايد ده.... انا مش بطيقه اصلا 

فمالت رأسها لترفع حاجبيها وهي تقول بخبث:والله 

نظرت حور في عينيها وهي تجيبها بتحدي :اه والله

.............................

بعد يومين 

في قاعة المحاضرات 

-مالك يابه ضاربة بوظك شبرين من الصبح وقرفنا معاكي ليه
هتفت حور وهي تطالع ايمان باستغراب من هيئتها والحزن الكاسي وجهها 

فاردفت ايمان وهي تنظر امامها بعبوس :أفيش

فعقدت حور ما بين حاجبيها لتهدر وهي تنفخ بضجر:اللهم طولك يا روح.....

التفت الي نجلاء وهي تقول بضيق:نجلاء اتصرفي لاني فاض بيا...شوفي البت الهبلة دي مالها.... يعني  مش كفاية ان المحاضرة الجاية بتاع الوحش... انا قاعدة مش طايقة نفسي اصلا.. 

فهزت نجلاء رأسها وهي تقترب من ايمان لتسألها بهدوء :مالك بس يا ايمان ايه اللي مضايق كده 

فمطت حور شفتيها لتقول بتهكم :يا حنينة.... علي اساس كده هتتكلم

فهتفت ايمان باقتضاب :انا هتخطب ارتحتوا بقي 

فقطبت نجلاء جبينها لتقول بتعجب:الله... طب وايه اللي يضايق في كده..... 

بينما وكزتها حور في كتفها وهي تقول بتعنيف:يا جذبة بقي هتتخطبي وساكتة ... ومن الصبح قلبها دراما ومش راضية تنطقي.... هو ايه العبارة بالظبط..... اه استني... اوعي تقوليلي سليم

فبرقت عينيها وهي تطالعها بصدمة :عرفتي من اين 

فانفجرت حور ضاحكة لتردف قائلة بتفاخر :هههععهههه.....عيب عليكي... ده انا حور والاجر علي الله

أضافت نجلاء باستفسار :مش سليم ده ابن عمك الضابط

فزفرت ايمان بضيق لتقول بامتعاض :ايوة هو 

فعقدت نجلاء مابين حاجبيها وهي تتابع باستغراب :طب في ايه.....فين المشكلة طيب

فعقدت ايمان ساعديها امام صدرها لتردف بتبرم:المشكلة انه بيحبنيش

ذاد انعقاد ما بين حاجبي نجلاء لتهتف بعدم فهم :اذاي وانتي بتقولي هيخطبك

فتنهدت ايمان بعمق لتجيبها موضحة:بصي هو الموضوع ذي اتفاق بين عمو الله يرحمه وبابا والموضوع ده كان من واحنا لسه صغيرين كمان...

فتدخلت حور قائلة بملل من سير الحوار:طب يا هبلة طلاما الموضوع ده كان وانتو لسه صغيرين ايه اللي جدده فجأة غير ان حضابط عايزك تكوني حلاله بلاله يا اذكي اخواتك... وايوة بقي وهنبل الشربات وانشراح هتزغرط

مدت شفتيها السفلي للامام لتقول نافية:  هو لا عاوزني ولا بتاع.... ده لما بيشوفني كانه شايف هوا ولا بيبص عليا من اساسه....وحتي لو مره غلط وبص بتبقي نظراته كلها كانه مش طايقني..... وانتي تقوليلي عايزك وبتاع....أكيد عشان محترم الاتفاق بتاع باباه... 

فضربتها حور علي رأسها وهي تقول موبخة اياها:هو في راجل الايام دي بيتغصب علي حاجة هو مش عاوزها ياعبيطة انتي، وبعدين ده ظابط وانتي بتقولي شخصيته قوية حتي بباكي بيشتشيره في كل حاجة... يعني واحد ذي ده هيتجوز واحدة هو مش عايزها ليه.... وبعدين تعالي هنا وقوليلي اشمعنا دلوقتي بالذات الاتفقاق ظهر وهو عايز يتمه... ها ماتردي 

فأومأت نجلاء برأسها وهي تقول مؤكدة :حور معاها حق يا ايمان أكيد في حاجة معينة استجدت انتي متعرفهاش متخديش الامور من منظور واحد .... 

ثم غمغمت مع نفسها بالم :اهم حاجة تفكري كويس يا ايمان ويارب تقدري تحكمي قلبك مع عقلك ومتخليش واحد فيهم بس هو اللي اللي ياخد قرراتك  عشان متقعيش في غلطة غيرك وقع فيها 

بينما كانت ايمان في عالم اخر فقد  ظهر فجأة  الي عقلها موقف الفستان ونظراته  نحولها وكلامه معها فهي حتي  تملي علي عقلها حتي الان انه حلم لتحاول اسكاته حتي لا تدخل في معركة لا تعلم نتيجتها ولكنها نفضت رأسها سريعا لتعدل من وضعية حجابها وهي تقول بتخبط :مش عارفة بقي 

فزفرت حور بضيق عند رؤيتها لدخول جميع الطلاب الي القاعة  فصاحت بهن قائلة بامر :طب ياريت نأجل كلامنا لبعدين عشان حضرت الوحش شرف... وانا مش ناقصة تهزيق تاني...

فاعتدل الفتيات في جلستهم لينظروا الي باب القاعة حيث دخول الدكتور....

يتبع 

               الفصل الخامس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات