
رواية غرام السلطان الفصل الحادي والعشرون21 والثاني والعشرون22 بقلم عادل عبد الله
في المحكمة
تجلس شيماء وابنها باسل ومعهم اختها شهد وسلطان ونور في قاعة المحاكمة بينما يقف بسام في قفص الاتهام .
تنساب دموع شيماء بينما تحاول شهد تهدئتها حتي تبدأ المحاكمة .
وبعد المرافعات تقضي المحكمة بعقوبة السجن علي بسام لمدة ٧ سنوات .
تنها.ر شيماء بكاءا ويتم نقلها الي المستشفي .
بعد ايام ...
شيماء : انا مش مصدقة ان بسام مستقبله ضاع !!
شهد : اللي حصل حصل خلاص يا شيماء وكلها كام سنة وبسام يخرج .
شيماء : هيخرج لكن من غير مستقبل !! والله اعلم هيعيش الفترة دي ازاي مع المجرمين اللي هناك وهيتعلم منهم ايه !!!
شهد : خلي املك في ربنا كبير انه يخرج احسن من الاول وممكن بمساعدتنا يعمل مشروع يعيش منه ، بلاش تبصي للموضوع بنضارة سودا .
شيماء " تبكي " : انا حياتي بقيت كلها سودا عيالي راحوا وجوزي راح !! انا مش عارفة عملت ايه في دنيتي علشان يحصلي كده ؟!!!!
شهد : استغفري ربنا وبأذن الله مفيش اي حاجة سودا وهتلاقي الخير حواليكي من كل اتجاة .
بعد عدة شهور
في فيلا سلطان ( صباحا )
شهد : سلطان ، حبيبي ، قوم بقي انت اتأخرت قوي النهاردة !!
سلطان : انا تعبان وخايف اروح الشغل وانا تعبان بالشكل ده .
شهد : مالك يا روحي سلامتك ؟
سلطان : قلبي رجع يتعبني تاني !!
شهد : اتصلك بالدكتور يجيلك حالا .
سلطان : لا لا مش للدرجادي ، انا هاخد العلاج ومش هروح الشركة النهاردة ولو التعب استمر لبليل هروح للدكتور .
شهد : لأ انا خايفة عليك ، انا هتصل بالدكتور دلوقتي .
سلطان " يضحك " : لا لا دلوقتي ملوش لزوم انا عارف نفسي كويس بعد العلاج هبقي كويس .
شهد : سلامتك يا حبيبي الف سلامة ، قولي بقي بتصحك علي ايه يا تري ؟؟
سلطان : انتي لسه بتحبيني يا شهد ؟
شهد : يااااه !! ده انا بحبك اكتر من الاول ، انت بقي اللي شكلك بطلت تحبني .
سلطان : ٤١ سنة دلوقتي متجوزين كل يوم بحبك فيه اكعر من اللي قبله ، يلا هاتي الدوا وروحي صحي نور علشان يروح الشركة .
شهد " تضحك " : يا حبيبي نور في الشركة من بدري .
سلطان : الحمد لله ، ربنا يهديه ويكمل علطول كده .
شهد : يارب ، انا ابني حبيبي هيبقي اكبر رجل اعمال في الدنيا .
سلطان : وده اللي انا بتمناه .
شهد : الخطوة اللي جاية بقي عايزين نجوزه علشان نفسي اشوف عياله .
سلطان : وانا معنديش مانع ، بس لما نرجع من السفر .
شهد : سفر !!! هنسافر فين وامتي ؟
سلطان : دي انا كنت عمالهالك مفاجئة بس كنت مستني الوقت المناسب لما احس اني ممكن اعتمد علي نور في الشركة ولو بنسبة ٥٠ في المية .
شهد " تبتسم " : مفاجأة !! طيب فاجئني يا روحي .
سلطان : مش كان نفسك من زمان في رحلة نلف فيها العالم ؟ وانا يا ستي هحققلك حلمك ده .
شهد : يا حبيبي ربنا يخليك ليا يارب .
سلطان : بس للاسف بقي هنحقق الحلم واحنا عواجيز .
شهد " تضحك " : انت يا حبيبي اللي عجوز ، انا لسه مش عجزت زيك .
سلطان " يضحك " : طيب روحي خدي ادوية الضغط والمرارة علشان متتعبيش كل شوية يا حبيبتي .
شهد " تضحك " : وفيها ايه يا حبيبي بيكونوا لسه في عز شبابهم وعندهم امراض قد كده ، المهم قولي بقي هنسافر فين ؟؟
سلطان : لأ خليها مفاجأة .
بعد اسبوع
في الطائرة
شهد : حبيبي مش هتقولي خط سير الرحلة ؟
سلطان : ما انتي عارفة اننا دلوقتي رايحين باريس .
شهد : ايوه عارفة ، قصدي باقي الرحلة .
سلطان : خليها مفاجأة .
شهد : ولو قولتلك علشان خاطري ؟
سلطان : بعد باريس هنروح مدريد وبعدها امستردام و بعدها اوسلو وبعد بروكسل بعد كده هنروح كوبنهاجن بعدها روما بعدها انقرة ونرجع علي دبي تشتري كل اللي نفسك فيه ونرجع بعدها علي ام الدنيا مصر .
شهد : نفسي اروح سنغافورة يا روحي .
سلطان : لما نرجع هنريح هنا شهرين ونشوف الشركة والشغل فيه ايه وبعدين هنعمل رحلة بقي لجنوب شرق اسيا هنروح سنغافورة وتايلاند وماليزيا ونيبال وبعد كده نرجع علي اذربيجان بيقولوا فيها اجمل ستات في الدنيا هتجوز واحدة من هناك ونجيبها وترجع معانا .
شهد " بغضب " : بتتكلم جد ؟؟
سلطان " يضحك " : بهزر معاكي يا قلبي .
شهد : بحسبك بتتكلم بجد ، كنت هسيبك وارجع من دلوقتي .
سلطان : يا حبيبتي انتي عندي بالدنيا كلها .
بعد شهرين ...
في طائرة العودة
سلطان : حمدلله ع السلامة يا شهد .
شهد : الله يسلمك يا روحي ، ياااه !! اجمل رحلة في حياتي كلها .
سلطان : يارب تكوني سعيدة يا قلبي .
شهد : انا سعيدة طول ماانت جنبي،.
سلطان : تعرفي ان قلبي تعبان من اكتر من اسبوع ومش رضيت اقولك لحد لما نرجع ؟!
شهد : وليه ساكت يا روحي ؟ احنا لازم اول ما نوصل نتصل بالدكتور يطمنا عليك .
بعد ايام ...
في الشركة
يشعر سلطان بأزمة في صدره و يطلب نور ولده ويقول له" بصعوبة " : انا تعبان قوي يا نور ، اتصل بدكتور عمران دلوقتي حالا وقوله يبعتلي عربية اسعاف حالا ، واتصل بشهد خليها تحصلنا علي هناك .
بعد ساعة
تدخل سيارة الاسعاف وبداخلها سلطان الي داخل المستشفي الاستثماري الكبير ويستقبله عدد كبير من الاطباء ويتم حجزة في الرعاية الفائقة !!
بينما يقف نور ويسأل الأطباء : بابا حالته ايه بالظبط ؟ انا لازم اطمن عليه حالا .
تأتي شهد تكسو ملامحها علامات الخوف والقلق وتسأل نور : بابا فين يا نور ؟ ايه اللي حصل ؟؟
نور : بابا دخل الرعاية الفائقة وممنوع الدخول عنده الا بعد استقرار الحالة .
شهد : انا لازم ادخله دلوقتي .
نور : استني يا ماما ، مش عايزبن نعطلهم عن انقاذه .
شهد " ببكاء " : ايه اللي حصل يا نور ؟ سلطان نزل الصبح وهو كويس !!!
نور : معرفش يا ماما ، انا فوجئت ببابا بيتصل بيا وانا في مكتبي وبيقولي تعالي حالا وقالي اتصل بدكتور عمران يبعتله عربية اسعاف !!!
شهد " بدموع " : يعني انت شوفته كان كويس ولا فيه ايه ؟ طمني يا نور .
نور : كويس يا ماما ، متخافيش اكيد الازمة اللي بتجيله كل مرة .
شهد : لا يا نور ، مادام قالك اتصل بدكتور عمران يبقي اكيد تعبان قوي .
بعد ساعتين
يخرج الاطباء فتجري اليهم شهد ونور ويسألهم : طمني يا دكتور بابا ماله ؟
الطبيب : اطمن سلطان بيه احسن دلوقتي لكن لازم يفضل فترة في المستشفي تحت الرعاية علشان نحدد اذا كان لازم يعمل عملية ولا لأ .
شهد : يعني هو دلوقتي كويس ؟
الطبيب : ايوه يا فندم .
شهد : اومال عملية ايه يا دكتور اللي بتقول عليها ؟!!
الطبيب : عملية في الشريان التاجي .
شهد : ايييه !!!
الطبيب : متخافيش يا فندم دلوقتي العمليات دي بقيت اسهل من زمان ومش بالخطورة اللي حضرتك متخيلاها ، يا ريت تتفضلوا دلوقتي و بكره تعالوا تطمنوا عليه هيكون احسن .
شهد : انا مش همشي من هنا الا لما اشوفه واكلمه .
الطبيب : ممكن تشوفيه من بعيد ، انما الكلام دلوقتي مش كويس لحالته .
بعد ساعتين
تصل غرام لاستلام عملها بالشفت المسائي بالمستشفي .
تلاحظ غرام حركة غير طبيعية امام غرفة الرعاية الفائقة !!
غرام تسأل احدي زميلاتها...
غرام : فيه ايه النهاردة انا ملاحظة حركة مش طبيعية !!!
زميلتها : في حالة حرجة في الرعاية .
غرام : وايه الجديد ؟! كل يوم بيجيلنا حالات حرجة !!
زميلتها : اصل دي مش حالة عادية ، ده رجل اعمال كبير قوي .
غرام : كل اللي بيدخلوا المستشفي هنا رجال اعمال كبار !!
زميلتها : لأ ده مش اي رجل اعمال ، ده سلطان ابو المجد رجل الاعمال الكبير .
غرام : مييييييين ؟؟؟
زميلتها : فيه ايه ؟ بقولك سلطان ابو المجد .
تشعر غرام بدوار من اثر المفاجأة !!!
زميلتها : مالك يا دكتورة غرام ؟ فيه حاجة ؟؟
غرام : لا لا مفيش ، بعد اذنك هروح البس اليونيفورم .
تدخل غرام غرفة الاطباء وتنهمر دموعها وتظل تبكي وهي غير مصدقة ان بينها وبين ابيها ما هي الا خطوات !!!
قد تكون اول مرة تراه فيها !!! وقد تكون اخر مرة تراه ايضا !!!
هل سيعرفني ؟؟ بالطبع لا فهو لم يراني من قبل !!!
هل سيكون سعيد حينما يراني ؟؟ هل لديه نفس الشوق لذلك اللقاء الاول وربما الاخير ؟؟؟
لا لا لن استطيع ان اواجهه !! قلبه لن يتحمل وخاصة في مرضه !!!
لابد ان اراه عن بعد ، يكفي ان اراه عن بعد !!!!!!!
تمسح غرام دموعها و ترتدي اليونيفورم وتخرج من غرفتها وتتجه لغرفة الرعاية وتقف امامها في تردد !!!
حتي تري احد الاطباء فتسأله : مساء الخير يا دكتور .
الطبيب : مساء النور يا دكتورة .
غرام : ممكن اعرف الحالات اللي دخلت الرعاية النهاردة ؟
الطبيب : نفس الحالات اللي كانت موجودة البارح ودخل النهاردة سلطان ابو المجد رجل الاعمال .
غرام : حالته ايه يا دكتور ؟
الطبيب : عنده مشاكل في الشريان التاجي واحتمال يحتاج لعملية .
غرام : وهو حالته ايه دلوقتي ؟
الطبيب : حالته مستقرة لكن هيفضل معانا كام يوم لغاية ما دكتور عمران يحدد اذا كان هيحتاج عملية او لأ .
غرام : متشكرة قوي يا دكتور .
الطبيب : الشكر لله يا دكتور غرام ، بعد اذنك .
انصرف الطبيب ووقفت غرام امام باب غرفة الرعاية واخذت نفس عميق ثم فتحت باب الغرفة ودخلت .....
الحلقة ٢٢
انصرف الطبيب ووقفت غرام امام باب غرفة الرعاية واخذت نفس عميق ثم فتحت باب الغرفة ودخلت ونظرت لوالدها " سلطان " نظرة طويلة تريد ان تحفر ملامح وجهه في ذاكرتها ثم قالت له " بصوت يكاد يخرج بصعوبة " : الف سلامة علي حضرتك .
سلطان : الله يسلمك يا دكتورة .
غرام " تحاول تخفي دموعها " : عامل ايه دلوقتي ؟
سلطان : الحمد لله احسن شوية ، انا عايز اعرف انا هقعد هنا قد ايه ؟
غرام " تبتسم بدموع " : حضرتك لحقت تزهق مننا ؟!
سلطان : لأ ابدا ، انا عايز اطمن بس و اعرف حالتي ايه وهقعد هنا قد ايه ؟
غرام " تبتسم " : حضرتك كويس جدا والحمد لله .
ينظر لها سلطان نظرة طويلة : انا شوفتك قبل كده ؟؟
غرام " تبتسم " : احتمال ، ليه لأ ؟ لكن ممكن من زمان قوي .
سلطان : حاسس اني اعرفك قبل كده .
غرام : ده شرف ليا يا سلطان بيه ، من فضلك كفاية كلام علشان غلط عليك ، انا هجيب لحضرتك الادوية حالا ميعادها دلوقتي .
خرجت غرام و قد تسربت دموعها رغما عنها وذهبت الي غرفة التمريض واحضرت الادوية وعادت الي غرفته .
سلطان : انتي بنفسك اللي هديني الادوية يا دكتورة ؟!! مش المفروض ده شغل التمريض ؟!!
غرام " تبتسم " : احنا عندنا كام سلطان بيه علشان نهتم به !!!
" بعدما اعطته الادوية " غرام : ارتاح دلوقتي و انا موجودة بره لو احتجتني في اي وقت اضغط الزرار الاحمر ده هجيلك في ثواني .
سلطان : من فضلك خليكي موجودة هنا شوية .
غرام : ليه ؟
سلطان : مرتاح لوجودك ، مش عايز اقعد لوحدي .
غرام : لأ ، لازم حضرتك ترتاح .
خرجت غرام يملأ كيانها مزيج من مشاعر السعادة والتوتر والحزن !!!
سعادة بلقاء والدها لأول مرة وتوتر علي حالته و ردة فعله عندما يعلم انها ابنته ومن ردة فعل امها حينما تعلم ، اما الحزن علي سنوات طويلة من مشاعر الابوة التي حرمت منها رغم وجود والدها علي قيد الحياة !!!
في الحادية عشر مساء
تعود غرام الي المنزل ويبدو عليها الشرود والاستغراق في التفكير .
جميلة : مالك يا غرام شكلك متغير وسرحانة ليه كده ؟؟
غرام : ماما .
جميلة : نعم يا قلب ماما .
غرام : عارفة مين كان في المستشفي النهاردة ؟
جميلة : مين ؟
غرام : بابا .
جميلة : اييييييه !!!
غرام : انا نفسي مكنتش مصدقة !!
جميلة : انتي بتتكلمي بجد ؟
غرام : ايوه يا ماما .
جميلة : احكيلي ايه اللي حصل ؟ كان في المستشفي ليه ؟ وعرفتيه ازاي وعملتي ايه ؟ وهو عرفك ولا لأ ؟ وعمل ايه ؟
تحكي لها غرام ما حدث منذ وصولها المستشفي حتي انصرافها وعودتها .
جميلة : يعني هو معرفش ان انتي بنته ؟
غرام : لأ ، مقدرتش اقوله .
جميلة : وناوية تعملي ايه ؟
غرام : مش عارفة يا ماما ، بس هو حالته صعبة وتعبان قوي .
تجلس جميلة حزينة في صمت وتفكر !!
غرام : مالك يا ماما ؟
جميلة : هتقولي لسلطان انك بنته ؟؟
غرام : اكيد يا ماما لازم يعرف ، لكن لازم يخف الاول او علي الاقل حالته تتحسن لأني اخاف عليه من المفاجأة !!
جميلة : لما شوفتيه يا غرام كان احساسك ايه ؟
غرام : ياااه يا ماما ، احاسيس كتيرة قوي !!! انا اتحرمت طول عمري من كلمة بابا وهو موجود !! كان نفسي اقوله يا بابا ، كان نفسي قوي ، وفي نفس الوقت افتكرت سنين التعب اللي عيشناها وتعبك علشان تربيني وان هو بسلبيته ومراته واختها السبب فيها .
جميلة : لو سلطان قالك تروحي تعيشي معاه هتوافقي وتسبيني ؟؟
غرام " تبتسم " : واسيب القمر ده لمين ؟؟ مستحيل طبعا اسيبك يا ست الكل .
جميلة : لكن معاه هتعيشي في شقة كبيرة وممكن دلوقتي يكون عايش في فيلا وهتكون حياتك مرتاحة قوي !!!
غرام : ولو كان هيعيشني في قصر مستحيل اسيبك !! مستحيل يا ماما ابعد عنك .
جميلة : مسيرك يا غرام تتجوزي وتبعدي عني .
غرام : تؤ..تؤ ، لما اتجوز هجيب جوزي ونعيش معاكي هنا .
جميلة : بتحبيني قوي كده يا غرام ؟؟
غرام : بحبك اكتر من نفسي يا ام غرام .
في اليوم التالي
وقبل خروجها الي المستشفي وقفت جميلة وسألتها : هتعملي ايه يا غرام النهاردة ؟؟
غرام : متخافيش يا ماما ، عمري ما هعمل حاجة في يوم من الايام تزعلك .
جميلة تبتسم وتأخذها بين ذراعيها وتضمها ضمة الام الحانية .
تذهب غرام الي المستشفي لتجد أمرأة تبدو عليها علامات الثراء ومعها شاب في منتصف العشرينات من عمره يرتدي ملابس انيقة للغاية .
تشك غرام أن تلك المرأة هي شهد زوجة ابيها وان هذا الشاب هو اخيها نور التي حكيت لها امها عنهم .
ترتدي غرام البالطو الطبي ثم تذهب اليهم وتوجه كلامها لتلك المرأة وتسألها ..
غرام : مين حضرتك يا فندم ؟
شهد : انا مدام شهد زوجة سلطان بيه ، كنت عايزة ادخل ازوره واطمن عليه .
غرام " بابتسامة مصطنعة " : اه اهلا وسهلا ، ومين الاستاذ ؟
شهد : ده ابني ن....
نور : انا نور سلطان ابو المجد ، ممكن بقي نشوف بابا ؟ ولا هنفضل في الانتظار كده كتير ؟!!!
غرام : انا هدخل اطمن علي حالته وهخرج اقولكم اذا كانت الزيارة تنفع دلوقتي ولا لأ .
نور : يعني ايه متنفعش الزيارة !!! احنا دافعين فلوس قد كده علشان تقوللنا متنفعش الزيارة ؟!!!
غرام : اولا انت لازم تتكلم باسلوب احسن من كده ، ثانيا مفيش علاقة بالفلوس اللي دفعتوها بالزيارة ، الزيارة بتتحدد بناء علي حالة المريض ، مش بالفلوس اللي دفعتها ، ومش ممكن اعرض حياة المريض للخطر علشان زيارة حضرتك !!!
شهد : تمام يا دكتورة انتي عندك حق ، ياريت طيب تدخلي وتطمنينا .
غرام : حاضر يا مدام .
دخلت غرام غرفة الرعاية فوجدت سلطان وقد بدا علي وجهه التحسن .
غرام : اخبارك حضرتك ايه النهاردة ؟
سلطان : الحمد لله احسن كتير .
غرام : واضح علي حضرتك انك احسن ما شاء الله .
سلطان : يعني ممكن اخرج النهاردة ؟
غرام : لا لا مش دلوقتي خالص ، علفكرة مدام شهد و نور ابن حضرتك بره وعايزين يطمنوا عليك .
سلطان : دخليهم بسرعة بعد اذنك ، دول وحشوني قوي .
" انتابها شعور قوي بالفيرة !!! ألهذا الحد يحب زوجته وابنه ؟!!! اذن فأين هي من كل هذا الحب ؟!!! واين والدتها التي قاموا بطردها من كل هذه الاحاسيس والمشاعر الفياضة ؟!!! " .
انتبهت اخيرا له ثم قالت : حاضر يا سلطان بيه ثواني وادخلهم لحضرتك .
خرجت غرام من الغرفة لتجد شهد ونور يجلسان في الانتظار وبجوارهما أمرأة أخري !!!
لابد انها شيماء أخت شهد !!! اخيرا رأيت تلك المرأة التي هي السبب في كل المعاناة التي عانيتها انا وأمي طوال حياتي !!
نظرت اليها غرام نظرة حادة ثم سألتها : مين حضرتك ؟
شهد : دي مدام شيماء اختي .
غرام : سلطان بيه كويس ممكن تتفضلوا تدخلوا دلوقتي .
قامت شهد ونور ومعهم شيماء وهموا بالدخول فوقفت غرام امام شيماء وقالت لها : ممنوع دخول اكتر من شخصين .
شيماء : يعني ايه ؟ مش هدخل اطمن علي جوز اختي ؟!!!
غرام : للأسف مش هينفع تدخلي .
نور : يعني ايه ؟ لازم خالتي تدخل تطمن علي بابا .
غرام : يا فندم حالة المريض متسمحش تدخلوا كلكم ، حضرتك و والدتك ممكن تتفضلوا تدخلوا ومدام شيماء هتفضل هنا في الانتظار .
شهد : معلش يا شيماء استني هنا و لما اخرج من عنده هدخلك تطمني عليه .
تجلس شيماء في قمة الغضب بينما تظهر عليها علامات المرض والحزن !!
تركتها غرام ودخلت وقالت لشهد ونور : بعد اذنكم يا ريت بلاش تجهدوه في الكلام لأنه لسه تعبان .
ثم انصرفت في لامبالاة لمتابعة باقي المرضي !!!
بينما جلست شهد ونور ليطمئنوا علي سلطان .
بعد اقل من ساعة
انصرفوا جميعا من المستشفي ثم دخلت غرام لغرفة الرعاية ...
غرام : حضرتك عامل ايه دلوقتي ؟
سلطان : انا كويس الحمد لله ، دكتور عمران فين ؟
غرام : دكتور عمران مشي من شوية ، خير فيه حاجة ؟
سلطان : لأ ابدا ، كنت عايز اسأله ممكن اخرج من هنا امتي ؟
غرام : حضرتك مستعجل علي الخروج ليه ؟!
سلطان : عايز اخرج واكون في بيتي مع مراتي وابني .
غرام : ايه رأيك حضرتك ممكن تعتبرني بنتك لغاية ما تخرج من هنا وترجعلهم .
سلطان : انا فعلا حاسس كأنك بنتي او حد مش غريب عني .
غرام : ده شرف ليا .
سلطان : تعرفي اني كان عندي بنت كانت ممكن تكون من سنك دلوقتي ؟!
غرام : وهي فين يا تري ؟ ماتت ؟؟
سلطان : معرفش ، معرفش عنها حاجة .
غرام : معقول متعرفش حاجة عن بنتك ؟!!
سلطان : ظروف ، ظروف يا بنتي ، ظروف هي اللي فرقتنا وبعدتها عني .
غرام : حلوة قوي كلمة بنتي من حضرتك .
سلطان : أسف ، اسف يا دكتورة ، معلش معرفش اسمك ايه .
غرام : غرام ، اسمي غرام .
سلطان : غرااام !!!
غرام : ايوه اسمي غرام سلطان ابو المجد .
سلطان : ايييه !! انتي غرام ؟؟؟
غرام : ايوه يا بابا انا غرام بنتك ....