رواية نبضات الفؤاد الجزء الثاني2 من شعيب الفصل الخامس5الاخير بقلم شيماء عصمت

رواية نبضات الفؤاد الجزء الثاني2 من شعيب الفصل الخامس5الاخير بقلم شيماء عصمت


صلوا على أشرف الخلق ♥️

××××××

بعتذر لكم من كل قلبي على التأخير بس وعد عمرها ما هتتكرر تاني في المستقبل وشكرا لصدركم الرحب ♥

وبأمر الله هنتقابل في عمل جديد ومختلف تماما قريبا جداً 
وليصلكم كل جديد تابعو الصفحة روايات شيماء عصمت ♥

××××××

هتفت لتيـن بتوتر: تقى أنا قلقانة .. تفتكري شعـيب هايكون إيه رأيه في لون شعري؟

أجابتها تقى بثقة: هايعجبه طبعاً ولو حصل العكس ولا يهمك كفاية إنه عاجبك

هدرت لتيـن بحنق: لا ياشيخة؟ ولا يهمني إزاي دة أنا عاملة كل دة عشانه

هتفت تقى بإعتراض: لا طبعاً إحنا عاملينه لنفسنا

سخرت لتيـن قائلة: طبعاً ... أومال

تقى بهدوء: أنتِ حرة بقى لو ماعجبهوش إبقي غيري لونه عادي أو حتى ترجعي للون شعرك الطبيعي بس أعتقد هياخد وقت

لتيـن بتوتر: طب اللون ومقدور عليه لكن الـ

قاطعتها تقى بنفاذ صبر: ششششش أنا هجري الحق مازن زمان آسـر جننه

ثم ركضت تجاه منزلها أما لتيـن فوقفت ترمق الشاليه بنظرات قلقة قبل أن تتنفس بعمق وتدلف للداخل

كان الصمت يعم المكان فهتفت بقلق: هما مش في البيت ولا إيه؟ إيه السكوت المقلق دة

إنتفضت لتيـن مرعوبة وصوت صراخ يأتي من المطبخ يكاد يصم أذنيها .. اتجهت لتيـن بخطوات راكضة إلى المطبخ

صرخت لتيـن برعب: شعـيب .. شعـيب في إيه بتصرخ ليه؟ شعيــ

صمتت مذهولة مما رأت ثم قالت: إيه اللي أنتوا بتعملوه دة؟

هدر شعـيب بحنق: تعالي شوفي خيبة عيالك لا ولد ولا بنت بيعرفوا يسلقوا بيضة! بالله دول هيشيلوا مسؤولية إزاي؟!

رمقت لتيـن المطبخ بنظرات متحسرة فقد كان مقلوباً رأسا على عقب 

هتفت لتيـن بسخط: منكوا لله المطبخ بقى زي الزفت .. سيف سيب الشكولاتة اللي بتاكلها بوشك كله دي

قال سيف ببراءة: دي عجينة الكيكة ياماما

أشار شعـيب لسيف: شوفتي الأهبل بيعمل إيه؟ بياكل عجينة الكيكة نيّة!!! 

هدرت لتيـن بخطورة :شعـيب

أجابها بإبتسامة براقة: عيونه

هتفت من بين أسنانها: المطبخ دة يرجع زي ما كان حالاً

هتف شعـيب ببساطة: يا سلام بس كدة؟ حالاً ياروحي

ثم اتجه لأولاده قائلاً بصرامة: ربع ساعة وكل حاجة ترجع زي ما هي ... إيشو

عائشة برقة: نعم يا بابا

ربت على كفها وقال بحنان: أشرفي على العيال دي لو لقيتي أي حاجة مش مظبوطة خليهم يعدلوها

هزت رأسها موافقة: من عيوني

لثم شعـيب وجنتها قائلاً برفق: تسلملي عيونك ياقلب أبوكي

ثم اتجه ووقف بجانب لتيـن قائلاً: حصليني 

وخرج من المطبخ واندفع تجاه غرفته أما لتيـن فإبتلعت ريقها بصعوبة وهمست: استرها معايا يارب

××××××

همست تقى برعب: ياخيبتك يا تقى ياخيبتك قعدتي تقولي للتين إجمدي وبتنجان وأنتِ مرعوبة من ردة فعل مـازن .. بس لأ مازن طيب وأكيد هايحب اللوك الجديد إجمدي يابنت حنان خير خير

طرقت على الباب بخفوت فإنفتح الباب وظهر مـازن صارخاً: لسه بدري يا هانم إتفضلي شوفي ابنك اللي هولعلك فيه دة

همست تقى بداخلها: بداية مبشرة 

دلفت للداخل وكما توقعت أشياء مبعثرة هنا وهناك قمامة في كل مكان زفرت بحنق وصرخت قائلة: آسـر تعالى هنا حالاً

خلال ثواني كان آسـر يقف أمامها مكتفاً ذراعيه أمامه يرمق الارض الرخامية بنظرات مرتبكة

هتفت تقى بصوت جاد: الزريبة اللي أنتَ عملتها دي تتظبط حالا عشان أنتَ زودتها قوي وأنا سكتت ليك كتير بس خلاص جبت آخري معاك يابن مازن .. حالاً تكون شلت الحاجات دي كلها .. ولعلمك التليفون ممنوع نهائي ومافيش نزول بحر إلا لما تتعدل

كان على وشك الإعتراض ولكن تقى هدرت بعنف: ولا كلمة إعمل اللي قولتلك عليه حالاً

ثم إتجهت بخطوات غاضبة تجاه غرفتها لتجد مـازن يقف بمنتصفها قائلاً: أبهريني

إبتسمت بإتساع وتحت نظرات مـازن العابثة إمتدت أناملها تزيح غطاء رأسها لتكشف عن خصلات شعرها المصبوغة بعناية

شهق مـازن بإنبهار قائلاً: أحمر! ليلتنا عنابي بإذن الله

ضحكت تقى ببهاء فأقترب منها يعانقها بوله فهمست بدلال: وأنا اللي كنت خايفة ل اللون مايعجبكش 

هتف مغازلا: دة يعجب الباشا يا باشا .. أصلاً أي لون بيليق عليكِ يا قمري

إتسعت إبتسامتها ومالت تحتضنه تنعم بحنان عناقه 

××××××

بغرفة شعيب 

هتفت لتيـن بإرتباك تكسر الصمت السائد: شعـيب أنتَ ساكت ليه؟

قال شعـيب بتفكير: بفكر في اللي موجود تحت الطرحة؟ أصل زي ما أنا شايف ملامح وشك زي ماهي ولله الحمد أينعم حاسس إنك بتنوري في الضلمة وكالعادة زي القمر وظوافرك متغيرة وكأنها طولت فجأة! بس عادي بتحصل كل قلقي دلوقتي من اللي متداري تحت الطرحة!!!

صمت لثواني ثم هتف آمراً: إقلعي

شهقت لتيـن بخجل وهدرت: شعـيب!

هتف شعـيب بحنق: أنتِ فهمتي إيه يامجنونه! أنا بقولك إقلعي الطرحة عايز أشوف شعرك!

زفرت لتيـن نفس مرتجف قبل أن تزيح غطاء رأسها بأنامل مرتجفة .. لتتساقط أمام عينيه المدققتين خصلاتها القصيرة!!!

هتف شعـيب بصوت غريب: قصيتي شعرك!!!

قالت لتيـن بإبتسامة مرتبكة: تغيير .. إيه رأيك حلو مش كدة؟

كرر شعـيب قائلاً: قصيتي شعرك وصبغتيه أحمر!!!! 

إرتدت لتيـن خطوة للخلف وقالت بخوف: كنت هاعمله أشقر بس تقى إقترحت أخليه أحمر زيها وبصراحة لما شوفت اللون عليها عجبني وغيرت رأيي وخليته

قاطعها صارخاً: أحمر يا لتيـن أحمر!!!

هتفت لتيـن بنبرة باكية: ممكن أرجعه زي الاول إهدى يا حبيبي أعصابك

لم يجبها بل وأمام عينيها القلقتين إقترب منها بخطوات بطيئة خطرة ينوي الإنقضاض عليها ولكنها صرخت بهلع وهرعت تخرج من الغرفة يلحقها شعـيب صارخاً باسمها ولكنها لم تلتفت اليه بل أخذت تجري حتى سقطت على وجهها فشهقت بألم وهي تشعر بالالم الحارق بكاحلها

جثا شعـيب جوارها قائلاً بقلق: لتيـن أنتِ كويسة

تاوهت وقالت بألم: رجلي مش قادرة يا شعـيب بتوجعني قوي

عقد حاجبيه بشدة وكأنه يشعر بصدى ألمها قبل أن يضع إحدى ذراعيه أسفل ظهرها والأخرى تحت قدميها يحملها فأحاطت عنقه ودفنت وجهها بعنقه تأن بوجع 

دلف للغرفة حاملا إياها بين ذراعيه قبل أن يضعها برفق على الفراش يتفحص كاحلها بإهتمام بالغ قبل أن يزفر بضيق قائلاً: عاجبك كدة رجلك ورمت إيه! إيه لازمته الجري زي الأطفال دة؟

هتفت لتيـن بحنق: ياسلام؟ دة على أساس إنك ماطلعتش تجري ورايا!!

قال شعـيب من بين أسنانه: أعمل فيكِ إيه تعبتيني

عبست بشدة وقالت: شعـيب ماتكبرش الموضوع وبعدين دة شعري أنا على فكرة وأنا حرة فيه

همس بشراسة بالقرب منها وأنفاسه الساخنة تضرب وجهها: لا ياهانم غلطانة .. شعرك إيدك كلك على بعضك تخصيني زي ما أنا أخصك بالظبط ومن حقي أمنعك تغيري أي حاجة تخصني وشعرك الأول كان أحلى بكتير أما دلوقتي

صمت يتنفس بعمق فهتفت لتين بخفوت: دلوقتي إيه؟ بقيت وحشة مش كدة

قبض بأنامله على خصلة من شعرها يلفها حول إبهامه قائلاً بصوت عميق وعينيه تبرقان ببريق خاص: دلوقتي بقيتي شبه كتلة من النار! بتكوي قلبي من جمالها البراق 

توردت وجنتيها تجاوبا وليس خجلاً وأمالت وجهها تجاهه بجفون مغلقة

هتف شعـيب بخبث: لتيـن أنتِ نمتي؟

رمقته بغضب وقالت بحرج: لا هنام عايز حاجة؟

طبع قبلة رقيقة على جبتها وقال ببراءة: تصبحي على خير يا حبيبتي

زمت شفتيها بحنق وسحبت الغطاء تغطي جسدها بالكامل حتى وجهها تهمس بكلمات غير مفهومة

إبتلع شعـيب ضحكاته بصعوبة بالغة واندفع خارج الغرفة بخطوات هادئة تاركاً لتيـن تتفتت من الغيظ 

×××××××

في صباح اليوم التالي

وبرغم سعادة الجميع التي تنطق بها اعينهم قبل السنتهم ورغم المرح السائد والمزاح المتبادل بين الصغار وكذالك الكبار فكان سالم يشاكس حنان برقي يليق به وبها وعلى العكس تماما كان مازن يركض خلف تقى وبين انامله احد سلطاعونات البحر فكانت تقى تركض مرتعبة يلحقها مـازن ومن خلفهم الصغار

نفخت لتيـن بعبوس شاعره بالأختناق .. شعـيب ذهب ولم يعد! تكاد الشمس أن تغيب وهو لم يعد من ذلك الاجتماع الطارئ الذي ظهر له فجاء من العدم!!!

تنهدت بصوت عالي فالتفتت حنـان اليها وقالت بهدوء: مالك يالتين؟ في حاجة مضيقاكي؟

ابتسمت لتيـن ابتسامة باهته: أبداً يا مرات عمي انا بس قلقانه من غياب شعـيب الوقت ده كله وخصوصا انه مش بيرد على اتصالاتي

رتبت حنـان على كفها قالت: مش هو قالك انه عنده اجتماع مهم مع واحد من العمله بتوعوا! يبقى متقلقيش زمانه جاي وكالعادة هتلاقيه عامل تليفونه صامت فا مش سامعه

اومأت لتيـن براسها موافقه رغم القلق بقلبها

××××××

مرت الساعات واسدل الليل ستاره

ارتدت لتين ثوبها شديد الأسود كحالتها المزاجية تستعد للأنضمام الى الجميع ..فهم على وشك الخروج للعشاء في أحد مطاعم عروس البحر المتوسط

تنفست بعمق تحاول ترويض تلك الوحوش التي تكاد تفتك بها وحوش من القلق والتوتر والخوف الشديد .. شعيب لم يعد ولا يوجد خبر عنه للان!!! كما انه لم يجيب على اي من اتصالتها!!! الجميع يتصرف مع الامر بمنتهى الهدوء! وكأن غيابه لا يشكل فارقاً! ولكنها تكاد تموت قلقا وخوفا عليه! شعـيب هو كل شيء لها هو الحبيب والزوج والصديق والأب هو كل شيء ، بغيابه تشعر وكأن قطعه من قلبها غادرتها .. شعور رغم مرور السنوات عليه ولكنها لم تعتاده قط!!

افاقت من شرودها الطويل على رنين هاتفها فاسرعت تجيب المتصل تهتف بصوت مرتجف: شعـيب .. حبيبي أنتَ فين؟ ومش بترد عليا ليه؟ أنتَ كويس؟ طمني أرجوك

اتاها صوته القوي قائلاً: أهدي ياحبيبي أنا كويس بس اسمعيني كويس اووي

عقدت حاجبيها بأرتباك وأستمعت له كما طلب

××××××

اقتربت لتيـن من شعـيب وقالت بقلق: في ايه يا شعـيب وجايبني هنا ليه؟ انا مش فاهمه حاجة!

دارت بملقتيها تتفحص المكان حولها فبعد اتصال شعـيب بها قبل ساعة يخبرها بأن تاتي مع السائق حتى تصل اليه .. كانت قلقة ولكن من المكان المحيط بها تحول القلق الي شعور آخر مزيج من الأستغراب وعدم الفهم

فقد كانت تقف امام المرسى يقابلها البحر مباشره ، وهناك خلف شعـيب يوجد

همست لتيـن قائلة: يخت!

كان مضيئا بأضاءة هادئة

أقترب شعـيب منها وأحاطها بذراعه ودلف بها قائلاً بصوت اجش: تعالى

قالت لتيـن بأستغراب: اجي فين؟ شعـيب احنا هنركب اليخت ده ولا ايه

هز رأسه قائلاً: بالظبط كده .. ادخلي يلا براحة اوعي تُقعي

تسألت لتيـن بعدم فهم: شعـيب احنا بنعمل ايه هنا!

همهم شعـيب قائلا وانامله تزيح غطاء شعرها: اممممم بنعمل ايه! بنعمل شهر عسل جديد او بمعنى اصح يوم عسل هو صحيح ايامي كلها معاكِ عسل في عسل بس ادينا بنجدد .. وبقينا لوحدنا بعيد عن جيش التاتار اللي وخدين كل وقتك ليهم .. تصدقي انا بقيت اغير منهم؟!

هدرت بأنفعال: لا ثواني هو أنا طول اليوم قلقانه عليك وأنتَ هنا بين البحر والسماء

عبس شعـيب وقال: حبيبي خفي نكد شويه انا عاملك مفاجأة قوليلي شكراً

هتفت لتيـن بأعتراض قائلة: شكراً! دا أنتَ

وضاعت حروفها بين عناقه الشغوف المتطلب اما اعتراضها فتاه وسط موجه مشاعره الدافئة فبقى هو وهي .. قلبان تعانقا بمحبة ومودة ورحمة 

                   تمت بحمد الله 

لقراءة باقي الفصول من هنا 

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كامله اضغط هنا



تعليقات