
رواية الذئب مطلوب الفصل الثاني2والثالث3 بقلم صابرين شعبان
عادت نسيم من ذكرياتها للساعات القليلة الماضية على رؤيتها لشئ ما يعبر الطريق فصرحت هاتفة .." هارون حاسب "
ضغط على المكابح السيارة. بعنف عند سماعه صرختها فلم يستطع التحكم في الموقد خاصة مع صعوبة الطريق فإنحرف بالسيارة خارجا عن الطريق مصتدما بشجرة مما جعله يمد يده أمامها حتى لا تصتدم بالزجاج أما هو فصتدم في الموقد بصدره فشعر ببعض الألم فنظر إليها بلهفة يتفحصها بعد أن كادت تصتدم بزجاج السيارة لولا يده .." إنتي كويسة حصلك حاجة "
كانت تتنفس بسرعة و هى تضع يدها على قلبها لتهدء روعها قائلة ببعض القلق .." أنا كويسة أنت كويس حصلك حاجة "
عاد يستند بظهره على المقعد فقال بهدوء بعد أن أطمئن عليها .." أنا كويس مفيش حاجة الحمد لله " فسألها ببعض الحده .." هو إيه الي حصل خلاكي تصرخي كده "
قالت بتردد تشعر بالخجل من فعلتها فهى كادت تقتله معها .." كان في تقريباً كلب معدي على الطريق و أنا لقيتك مش بتهدي فخوفت تدوسه و يموت حرام دا روح برضوا "
ضغط على أسنانه بغيظ و هو يتمالك أعصابه حتى لا يضربها كف .." حضرتك خايفة على كلب يموت و كنتي هتموتينا إحنا الإتنين عادي مش كده " قالت خجلة .." مهو ..أصلي يعني "
قاطعها هارون .." أصلي إيه بس يا شيخة لعلمك هو بيبقى عارف الطريق كويس و بياخد باله أكتر من إلي سايق العربية هو كان بعيد أد ايه عن العربية "
قالت بخجل .." معرفش يمكن عشرة متر أو أكتر شويه "
فقال هارون راداً عليها بغيظ .." ده كان يعدي الطريق قبل منوصله لأنه بيجرى على الطريق مش بيعدي و هو بيدلع "
قالت ببعض الضيق و الخجل .." معلش أنا أسفة مش هتتكرر تاني ممكن ترجع تشغل العربية و نكمل طريقنا إذا سمحت "
نظر إليها بغيظ و هو يعيد تشغيل السيارة مرة مرتان و ثلاثة و لكنها أبت أن تدور فزفر بضيق و هو يضرب الموقد ينفس فيه عن غضبه حتى لا يخرجه على رأسها متمنياً الآن أن يتخلص من هذه الفتاة المزعجة كان يلعن و يسب السيارة و هى صامته حتى لا يصب جام غضبه عليها .." أهي باظت و مش هتدور شكلنا كده هنكملها مشي لحد مانلاقي حد يوصلنا إحنا الإتنين "
وجدها جالسة مسمرة فنهرها .." يلا أتفضلي أنزلي قاعدة ليه "
نزل كلاهما صامتين بعد ذلك و هى تخشى فتح فمها بكلمة حتى لا يقوم بخنقها ..كانا يسيران على الطريق على مهل حتى لا يتعبا سريعًا فالطريق أمامهم طويل و مظلم بعد وقت ما قطع هارون الصمت فسألها متذكرا .." إنتي كنتي بتعملي إيه لوحدك على الطريق ده مردتيش عليا يعني "
صمتت قليلاً مفكره ما ستخبره به تبحث عن كذبة مقنعه لتخبره بها و عندما طال صمتها سألها أمرا مما جعلها ترتبك و تتحدث بدون وعي منها لما قالت .." متنطقي كنتي بتعملي إيه هنا لوحدك "
قالت بحنق لإستخدامه طريقة المحققين معها .." أنا هربت من البيت"
قال بدهشة .." أفندم "
ردت ببرود أنا هربت من البيت و نزلة مصر عند ناس معارفي لحد ما ربنا يسهل و أشوف هتصرف إزاي "
وقف ينظر إليها بدهشة على بقايا ضوء خافت للسيارة البعيدة و قال بتساؤل .." بتقولي هربتي من بيتكم يعني هربتي من أمك و أبوكي "
وقفت تكتف يديها لا تعرف هل من البرد أم من الخوف هل سيفكر في إعادتها إلى منزلها هل سيمارس مهنته على شخصي الآن ..نسيم يالك من غبية هل هناك فتاة عاقلة تخبر رجلاً تراه لأول مرة أنها هاربة من منزلها و هذا الرجل ضابط شرطة أيضاً أكملت و عقدت العزم على طلب مساعدته لتكتسبة في صفها و يتعاطف معها حتى يقبل مساعدتها فقالت مكملة بحزن مدعي .." و من حفلة خطوبتي كمان تخيل دول عاوزين يجوزوني غصب عني و لما رفضت أجبروني عايزني أتجوز راجل عجوز أد أبويا كله عشان هو راجل غني عايزين يجوزهولي عشان خاطر الفلوس تخيل و أنا مقدرتش أعمل حاجة غير أني أهرب من خطوبتي النهاردة خوفت بابا يجبرني و يكتب الكتاب كمان و ساعتها أبقى حقيقي أتورطت أرجوك حضرة الظابط ساعدني أبعد عنهم لحد ما أقدر أعرف هواجه المشكلة دي إزاي "
كان يستمع إليها بصمت و هى تسرد له ما حدث معها فقال ببرود .." و على كده الحكاية دي شوفتيها في أي فيلم من إلي بتشوفيهم ليل نهار "
تطلعت عليه في الظلام تحاول كشف تعابيره و هى دهشة لعدم تصديقه رغم أنها ذكرت شئ من الحقيقة في حديثها صمتت قليلاً ثم أنفجرت ضاحكه حتى أدمعت عيناها و هو يتطلع عليها ببرود منتظرا حتى تصمت ثم قال بهدوء و جدية .." و دلوقت عايز أسمع الحقيقة "
تنهدت نسيم ثم قالت بهدوء .." أنا فعلاً قولت الحقيقة أنا هربت من البيت فعلا و من حفلة خطوبتي بس أنا حقيقي مبحبش هشام و حاولت كتير أشرح لبابا أني مبحبوش و مفيش أمل أحبه في المستقبل و لكنه و ماما مقتنعين أنه العريس المناسب عشان مناسب لوضعهم الإجتماعي "
أكمل السير و هو يحسها على الحديث لتكمل .." إسم باباكي إيه من باب العلم بالشيء يعني "
نظرت إليه بطرف عينها و هى حتى لا ترى شيئاً في هذا الظلام الذي لا يضيئه غير القمر بدرا و بعض النجوم اللامعة .." شكري عبد المقصود الجبالي " وقف فجأة و التفت إليها متسألا .." تقصدي شكري عبد المقصود صاحب شركات الجبالي للصناعات الثقيلة "
قالت ببرود أثار غيظه .." إيه هو ده إسم الشركة بتاعة بابا يمكن معرفش أصلي مبحبش أسأل على حاجة متخصنيش "
رفع حاجبه ساخرا .." أمال تخص مين مش إنتي وريثته برضوا و لا لأ"
قالت ببرود .." لأ مش أنا في كمان أخويا معاذ أخويا الكبير أعتقد هو وريث بابا مش أنا "
قال هارون بالامبالاة .." أياً يكن عموماً والدك راجل معروف و ليه إتصالاته مش هيسكت كلها ساعة و لا إتنين و يلاقيكي ..كويس أهو الاقي توصيلة مجانا معاكي "
زفرت بحنق تريد أن تخبره أن هذا الطريق نادراً ما تمر به سيارة و والدها لن يتوقع أن تأتي هنا .." و مين قالك أني عايزه أرجع أمال هربت ليه من الأساس "
رد مستفزا .." أهو مغامرة أو لفت نظر من واحدة مدلعة مش لاقية حاجة تعملها في حياتها غير الفرجة على الأفلام "
ردت بغضب و ضيق .." أنت مش فاهم حاجة "
هز كتفيه بلامبالاة و أكملا السير بصمت ..لا يستمعان سوى صوت حشرات الليل و صوت حذائهم على الأرض ثم ما لبثت أن أنتفضت تصرخ بفزع عندما سمعت صوت عواء ذئب فأرتجفت و دنت من هارون تمسك بيده خوفاً و بذعر سألته .." هو صوت ايه ده "
رد ساخرا .." ايه مسمعتيش صوت ديب قبل كده في الأفلام "
قالت بخوف .." ديب ديب إزاي يعني يشبه ايه ده "
أبعد يدها عن ذراعه و قال ببرود .." يشبه الكلب كده بس أكبر و أشرس و أضخم .."
قاطعته فزعة .." بس بس أرجوك طيب هنعمل ايه دلوقت أفرض هاجمنا أنت معاك سلاح مش كده "
قال هارون بضيق فهذه الفتاة حقاً أصبحت توتر أعصابه ليته يأتي و يأكلها الذئب ليخلصه منها .." اه معايا بس فاضي زي قلته يعني مفهوش و لا رصاصة واحدة " فهو قد ترك كل زخيرته في سيارة الشرطة التي تركها لشوقي ..قالت بذعر .." ليه ليه مفهوش رصاص إزاي أنت ظابط طالع كده مسدسك فاضي هنعمل ايه دلوقت أنا خايفة "
كتم هارون ضحكته على هستريتها فهذه الفتاة متناقضة تماماً كيف أتت لهكذا طريق مهجور وحدها و في نفس الوقت تكاد تموت رعبا من سماع صوت ذئب بعيداً عنهم مئات الأمتار أستمرا في السير و هى صامته تتلفت حولها من وقت لآخر فزعة منذ سمعت صوت الذئب و هو يشعر بقلقها و خوفها و لكن ليس في مجال لطمئنتها فلتظل هكذا مرتعبة حتى تكف عن إصابة رأسه بالصداع لحديثها المستمر بعد قليل من السير صامتين قالت نسيم .." أنا تعبت و رجلي وجعتني خلينا نستريح شويه أرجوك "
تطلع هارون حوله بريبة فالمكان مهجور ولا حياة فيه فسألها بجدية ..
" إنتي مش قولتي في بيوت هنا ورا الأراضي الزراعية متيجي نشوف بيت قريب منهم أهو نفضل فيه لحد الصبح و النهار له عنين "
ردت نسيم موافقة فليس أمامهم حل أخر فهذا الطريق تحت جنح الظلام يظهر كأنه لا نهاية له .." ماشي زي متحب أنا فعلاً تعبت و مش قادرة أكمل "
أتجها إلى الأراضي الزراعية تاركين خلفهم الطريق المهجور و لكنها لم تكن بأفضل منه فقد أتسخت أحذيتهم بالطين و شعر هارون و نسيم بالبلل في أسفل قدميهم كانا يسيران ببطء إلى أن بدأ يريان بعض الأنوار الخافتة تظهر من بعيد فعلما أنهم قد أقتربا وصلا لأقرب منزل مضاء كان منزلا بسيطا يدل على بساطة حال صاحبه قال هارون مستشيرا .." ايه رأيك نفضل عند الناس دول لحد الصبح عموماً هو أقرب بيت للطريق عشان منمشيش كتير لما نحب نرجع "
قالت نسيم تجيبه فهى حقاً تكاد تسقط من التعب و سترضى بأي شئ يقوله .." ماشي مفيش مشكلة بس المهم هما يرضوا يخلونا عندهم للصبح "
رد بلامبالاة و هو يتجه ليطرق الباب الخشبي المتهالك الصامد بشق الأنفس .." هنعرف لما نجرب "
أنتظر دقيقة قبل أن يُفتح الباب و تظهر خلفه سيدة عجوز متشحة بالسواد و تقوم بضبط حجابها على رأسها بعد أن أضاءت مصباح الردهة لترى من الطارق قالت بقلق .." خير يا ابني في حاجة انتو مين "
طمئنها هارون حتى لا تظن بهم السوء فالوقت تأخر كثيرا فعلاً ..
" متخافيش يا أمي إحنا كنا على الطريق و عربيتا عطلت و كنا محتاجين مكان للصبح نفضل فيه و هكون شاكر لكِ يا أمي إذا قبلتي تستقبلينا للصبح "
أبتسمت المرأة بإطمئنان و هى تدعوهم للدخول .." اه يا أبني أتفضلوا
تنورونا "
دلف هارون و نسيم للداخل كانت ردهة واسعة تكاد تكون خالية من الأثاث إلا من أشياء بسيطة كأريكة في الجانب و مقعد خشبي صغير شعرت نسيم ببعض الضيق و هى تنظر بحزن لحال المنزل فهى تعيش في قصر و يخدمها الكثيرون بينما غيرها لا يجد حتى قوت يومه و لكنها إرادة الله و لا إعتراض عليها ..قالت السيدة العجوز ..
" تعالي يا بنتي معايا "
ردت نسيم تجيبها بخجل .." معلش يا أمي خايفة أوسخلك البيت بجذمتي ممكن بس أقلعها بره الأول "
أمسكت المرأة بيدها تشدها للداخل متجهه لغرفة جانبية .." متخفيش تعالي بس و أنا هخلي ياسمين تساعدك تغسلي رجلك من الطين "
التفتت لهارون قائلة.." دقيقة واحدة و رجعالك يا ابني "
هز رأسه موافقا.." أتفضلي يا أمي متشليش همي "
دلفت المرأة للغرفة كانت غرفة صغيرة بها سرير متوسط الحجم كانت ترقد به فتاة شابة بيضاء البشرة و شعرها الأسود طويل دنت منها السيدة العجوز قائلة .." ياسمين حبيبتي أصحي "
نهضت ياسمين تضغط على عينيها لتفيق قائلة .." خير يا تيتا في حاجة حصلت "
أبتسمت العجوز قائلة .." مفيش حاجة متخافيش عندنا ضيفة خديها جمبك ترتاح لحد الصبح "
هزت رأسها موافقة و هى تنهض تتثأب .." أتفضلي هجبلك حاجة تغيرى هدومك عشان تعرفي تنامي "
شكرتها نسيم و هى تقول بخجل.." أنا أسفة ممكن بس أغسل رجلي من الطين عشان السرير ميتوسخش و أنا أسفة على إزعاجك "
أبتسمت ياسمين .." ولا إزعاج و لا حاجة تعالي معايا ...
كانت المرأة العجوز قد خرجت من الغرفة لتجد هارون مازال واقفا مكانه بجوار الباب المغلق فقالت بخجل .." معلش يا أبني مفيش غير الكنبة دي تقدر تريح عليها لحد الصبح أنا هدخل و أجلبك غطا من جوه عشان الجو برد النهاردة "
رد هارون ممتنا .." و لا يهمك يا أمي كتر خيرك على أي حال و أسف على إزعاجك لولا موافقتك كنا زمانا في الشارع مع الديابه "
أبتسمت المرأة و ذهبت لتجلب له الغطاء جلس على الأريكة الصغيرة ينزع حذائه بتعب عندما عادت السيدة بالغطاء الذي أخذه شاكرا
قالت له بهدوء .." تصبح على خير "
رد هارون .." و إنتي بخير يا أمي "
عادت السيدة لغرفتها تاركة هارون خلفها يضجع على الأريكة بتعب ليغفو سريعًا ...
*******
أستيقظت نسيم من نومها تتمطئ و على وجهها إبتسامة راحة فها قد أتى الصباح و لم يصل إليها والدها كما أخبرها ذلك الرجل كانت الغرفة فارغة و لا وجود لياسمين نهضت من الفراش و أتجهت للباب تهم بالخروج من الغرفة عندما دخلت ياسمين مبتسمة برقه قائلة .." صباح الخير"
أجابتها نسيم بمرح .." صباح النور إنتي صحيتي أمتي أنا محستش بيكي "
أجابتها ياسمين بهدوء .." أكيد كنتي تعبانه من كتر المشي أمبارح الأستاذ إلي معاكي قال كده قال أنكم مشيتم كتير"
أتجهت ياسمين لترتب الفراش فشعرت نسيم بالخجل بأنها لم تفعل و كانت ستتركه و تخرج قالت ياسمين باسمة عندما لاحظت خجلها بعد أن أنهت ترتيب الفراش .." يلا عشان تفطري قبل ما تمشوا دي تيته صحيت عملتلكم فطير و معاه عسل و جبنه ده هيعجبك أوي "
خرجت نسيم معها تبتسم لحديثها كانت ترتدي ثوب بيتي طويل أزرق فاتح ضيق عند الصدر و الخصر بعض الشئ لإمتلاء جسد نسيم عن ياسمين وجدت هارون جالسا على الأريكة الصغيرة في الردهة الواسعة كان شعره مبلل رافعا كمي قميصه لمرفقيه فعلمت أنه قد أغتسل ودت هى لو تغسل وجهها لتزيل زينته التي لا تعلم كيف أصبحت شكلها و كأن ياسمين قرأت أفكارها فقالت ..." تعالي معايا عشان تغسلي وشك مقوتليش إسمك ايه "
ردت نسيم و هى تخرج معها .." نسيم "
عادا بعد قليل فقالت له.." صباح الخير "
رد بإقتضاب و هو ينظر لجلبابها الضيق فأشاح وجهه قائلاً .." صباح الخير "
قالت تسأله.." هنمشي أمتي "
رد بجدية .." بعد شويه عشان نلحق نتصرف قبل ما يدخل علينا الليل تاني و منلقيش حد يوصلنا الحاجة قالتلي على الطريق العمومي هنا و بتقول أن الطريق ده مهجور أساساً و محدش بيمشي من عليه بقاله سنين "
كانت ياسمين قد ذهبت لتساعد جدتها في تجهيز الفطور فقلقت نسيم و هى تهرب بعينيها منه و تقول بتردد .." اه ما أنا عارفة "
نظر إليها ببرود و قال بغيظ .." عارفة "
ردت بحزم .." اه عارفة أمال برأيك كنت طلعت عليه ليه من الأساس عشان عارفة أن بابا مش هيفكر يدور عليا فيه لانه مستبعد أني أروح عنده "
قبض هارون قبضة يده حتي لا يتعامل معها كالمجرمين لديه و يضربها على وجهها ليعيد تشكيله فهذه الغبية تركته يقود السيارة المحتضرة على طريق مهدم و فوق كل ذلك كادت تتسبب في موتهم كان يحاول التماسك حتى لا يحدث جلبه و يضايق أهل البيت فقال بغيظ مكتوم ..
" عارفة ..عارفة و مفكرتيش تبلغيني عشان نخرج منه و ندخل لأي طريق مأهول "
أجابته بحده .." و أنا إيه عرفني أن العربية المهكعة بتاعتك هتعطل مننا في السكة أنا كنت ناوية أمشي شويه و بعدين كنت هدخل للطريق العمومي هنا و كنت هاخد اي مواصلة بس وصولك كان نجده بالنسبة لي و قولت أهو أحسن من المشي و من أي مكان بابا يقدر يوصلي فيه بسهولة "
نهض هارون من على الأريكة يدنو منها ببطء أثار الفزع في نفسها من أقترابه منها هكذا و عينيه مثبته عليها بحقد فتسمرت في أرضها لم تستطع الحراك تنتظر خطوته التالية قال ببرود .." تعرفي دي أول مرة أندم أني ساعدت حد في حياتي و عقابا على إلي عملتيه معايا أول حاجة هعملها لما أرجع مصر هى أني أرجعك لأبوكي "
قالت بحدة .." أنت ملكش دعوة بيا أرجع و لا مارجعش لو عايز تسبني أتفضل براحتك مش هجبرك توصلني بس ملكش دعوة أروح فين أنا هدخل أغير هدومي و همشي لوحدي عموماً شكراً لأنك خدتني من على الطريق و مسبتنيش أمبارح "
أستدارت ذاهبه للغرفة على خروج ياسمين التي قالت باسمة .." يلا نسيم هاتي خطيبك و تعالي عشان تفطرو "
التفت إليهم هارون بضيق و قال .." لأ هى هتغير هدومها عشان ماشين إحنا بنشكركم على أستقبلنا في بيتكم أمبارح و أسفين على الإزعاج "
هنا جاءت السيدة العجوز قائلة .." إزعاج إيه يا ابني و الله ما أنتم ماشين من غير فطار دانا صحيت بدرى مخصوص علشان أعملهلكم يرضيك تكسفني يلا يا ابني هات خطبتك و تعالى عشان يبقى عيش و ملح "
شعر هارون بالخجل من إزعاج هذه المرأة الطيبة فهز رأسه موافقا ..
" ماشي يا أمي زي ما تحبي "
جهزت ياسمين الإفطار و أتت نسيم بعد أن بدلت ملابسها و أستعدت للرحيل فقالت ياسمين .." تعالي حبيبتي الفطار جهز و خطيبك مستنيكي "
همت نسيم أن تنكر علاقتها به و لكنها لم تشأ أن تظن ياسمين بها ظن سئ فصمتت و لم تجب تناولوا الفطور وسط مزحات ياسمين و أسألتها عن موعد زواجهم تقول بمرح .." أبقوا أعزمونا على فرحكم متنسوش"
نظر كلاهما لبعض صامتين و نسيم تجيب باسمة .." أن شاء الله قريب"
كاد أن يغص بطعامه و هو ينظر إليها بغيظ و بسمتها المستفزة تزين ثغرها هم أن يخبرها برحيلهم عندما سمعا طرقا عنيفا على الباب...
الفصل الثالث
سمعا طرقا عنيفا على الباب فظنت نسيم أن والدها قد علم مكانها فنظرت لهارون بقلق الذي هز رأسه مطمئنا و هو ينهض من مجلسه قائلاً ..” خليكي إنتي يا أمي أنا هفتح الباب أشوف مين “
أتجه هارون للباب ليفتحه ليجد أمامه شاب في الخامسة و العشرون يرتدي بنطلون چينز و قميص أزرق بأكمام قصيرة و حذاء أسود لامع يصفف شعره للخلف و يرتدي سلسال من الفضة يظهر من فتحة قميصه كانت ملامحه الوسيمة متوترة من رؤيته لهارون الذي ظن أن ذلك هو هشام خطيبها لنسيم و قد وجدها نظر إليه الشاب بتساؤل حاد ..” أنت مين و بتعمل ايه هنا في بيت ياسمين “
رفع هارون حاجبه ساخرا و تنهد براحة .. إذن هو ليس خطيب نسيم و لكنه يعرف ياسمين ..أتت الحاجة زهرة على صوت السائل فقالت بغضب ..” ايه جابك هنا تاني يا نور بيه إحنا مش كنا خلصنا “
قال نور بإستعطاف و رجاء ..” يا ست زهرة ما أنا قولتلك أنا عندي إستعداد تكمل تعليمها و هى معايا و كل طلباتكم مجابة ليه ليه بس العند “
ردت الحاجة زهرة بحده ..” يا أبني الموضوع مش موضوع عند يا أبني أنت أهلك مش موافقين هما رافضين تتجوز حفيدتي هما بيقولوا إننا مش من مقامكم عايزني إزاي أوافق تتجوزو غصب عنهم ..عشان لما تحب تصالح أهلك و تراضيهم هيكون على حساب بنتي مش كده ساعتها ممكن يطلبوا منك تطلقها و أنت أكيد هتعمل كده عشان تراضيهم و أنا بنتي مستقبلها يضيع لا أبداً على جثتي يحصل “
هم نور أن يدلف للمنزل فمد هارون يده يوقفه بحزم قائلاً ..” الحاجة مأذنتش بالدخول ميصحش تدخل غصب عنها “
أزاح نور يد هارون عن صدره و هو ينظر إليه بحده يتسأل بغضب ..
” و أنت بقى هنا بصفتك ايه أنا أول مرة أشوفك هنا و أنا عارف أن ياسمين معندهاش قرايب غير جدتها أنت تطلع مين “
هنا قاطعته ياسمين قائلة ببرود ..” يا سيد نور الأستاذ ضيفنا و ميصحش تدخل و تسأله بيعمل ايه هنا و أنا مش هعيد كلام تيتا تاني و أقولك أني عمري ما هتجوز واحد غصب عن أهله و أني عمرى ما هسيب دراستي و ياريت تريح نفسك و تشوفلك واحدة مناسبة ليك و لأهلك و تنسي سكة بيتنا دا نهائي “
سألها نور بغضب و هو ينظر لوجهها الصغير ..” يعني ده أخر كلام عندك يا ياسمين “
ردت ياسمين بحزم فكرامتها فوق كل شئ ..” أخر كلام يا بيه و يا ريت تنسى أنك عرفتني في يوم أنا لا من توبك و لا أنت من توبي “
وقف نور صامتا ينظر إليها بعتاب فأشاحت بوجهها بعيداً حتى لا يرى عينيها اللامعة بالدمع فقال بهدوء يتنافى مع ما يحدث ..” ماشي يا ياسمين عموماً أنا مش مستعجل و أن كان على سنين الكلية أنا هستناكي بس أتأكدي أنك مش هتكوني لحد غيرى على جثتي على جثتي يا ياسمين تتجوزي حد غيرى “
هنا تدخلت جدتها قائلة برجاء ..” يا أبني الله لا يسيئك أبعد عننا أهلك مش هيسبونا في حالنا و أحنا ناس غلابه مش حمل بهدلة و بنقول يا حيط دارينا و بنتي معندهاش غير كرمتها و مستقبلها لم تخلص علمها متضيعش تعبنا السنين إلي فاتت عشان عند و لا نزوة “
وقف هارون أمامه قائلاً ..” أظن أنت سمعت الحاجة تقدر تتفضل من غير مطرود وجودك غير مرغوب فيه “
رد نور بهدوء متجاهلا طرد هارون له أمام ياسمين التي تقف مسمرة تسمع حديثه الذي يحمل بعض العتاب ..” أنا ماشي يا ياسمين بس خليكي واثقة أني مش هسيبك وزي ما قولتلك إنتي ليا مش لحد تاني “
رحل نور تاركا الصمت يخيم على الجميع و ياسمين تذهب لغرفتها باكية نظر هارون لنسيم بإشارة فهمتها فأنصرفت تذهب خلفها لتهدئها ..
فقال هارون بهدوء ..” حاجة زهرة أقدر أعرف ايه المشكلة لو أقدر أساعد مش هتأخر “
قالت زهرة ببعض الحزن ..” يا أبني أنت جاي شويه و ماشي ليه بس أشيلك همومي وهتستفيد ايه غير أن بالك هيتشغل و هتدايق “
أمسك هارون يدها يجلسها على الأريكة الصغيرة في الردهة ..” بوصي يا أمي إنتي مش هديقيني و لا حاجة بالعكس لو في حل لمشكلتك يبقى نساعد في حلها “
شردت الحاجة زهرة قليلاً و كأنها تستعيد شئ من الماضي ثم قالت بحزن عميق وظهر على وجهها تجاعيده ..” من حولي تلات سنين كده أبني و مراته كانوا عندي هنا في زيارة هما كانوا عايشين في مصر و للحقيقة ياما اتحيلوا عليا عشان أروح أعيش معاهم هناك ..بس أنا كنت برفض و كنت بعند كل مرة يفاتحني فيها أكتر من إلي قبلها كنت بقول أني مقدرش أسيب بيتي إلي عشت فيه طول عمرى من يوم متجوزت أبوه و لا أقدر أسيب الأرض الي سبهالي أمانه و وصاني مبعهاش أبداً و لا حد من بعدي يبعها لأنها كانت من ريحة المرحوم أبوه و ده إلي كان أبو ياسمين هيعمله كان هيبيع الأرض لأنه ملوش لا في الطين و لا الزراعه و مع أصراري على الرفض هو تعب و زهق من كتر ما تحايل عليا في النهاية أستسلم و أكتفى بالزيارة من وقت للتاني هو و مراته و ياسمين و في أخر زيارة ليهم كانت ياسمين عندها إجازة أتحيلت عليه يسبها تقضي معايا الإجازة و يبقى يرجع يخدها و فعلا ساب ياسمين و في كل يوم بفتكر و أحمد ربنا أنه سبها معايا لأن اليوم ده كان يوم ما مات هو و مراته أم ياسمين حصلتلهم حادثة و هما راجعين مصر و من وقتها و ياسمين عايشة معايا نقلنا ورقها و كملت الثانوي هنا جابت مجموع كويس و هتدخل الجامعة ..لما شافها نور كانت في سنة تالته و هو الشهادة لله جاني وقتها و طلبها مني لكن لما عرفت أن أهله مش موافقين عليها أنا طبعاً قلقت مقدرش أوافق على كده و حط بنتي في موقف صعب وسط ناس رفضين وجدها وسطهم ..طبعا أنا رفضت و قلتله يا أهلك يوافقوا يا مش هيتجوزها و لسه برفض و زي ما شفت بيجي من وقت للتاني عشان يعيد نفس الكلام أنه هيساعدها تكمل تعليمها لما يتجوزو لكنه بياخد نفس الرد مني إحنا ناس على ادنا مش حمل بهدلة محلتناش غير سمعتنا و كرمتنا و أنا خلاص يلا حسن الختام و مش عايزه أسيب بنتي و عندي شك أنها مش هتكون مبسوطة و أنها مع واحد مش هيقدر يحافظ عليها و أنا لو وافقت أنه يتجوز ياسمين من غير رضا أهله ساعتها أنا و بنتي بس إلي هنخسر “
كان هارون يستمع صامتا و هو لا يعلم بما يجيبها و كيف يساعد فهى معها حق في كل ما تفعله فسألها بجدية ..” ياسمين أمتي هتبدا جامعة“
ردت زهرة و تمسح دموعها بطرف غطاء رأسها قد أستعادت بعض هدوئها بعد تذكرها لوفاة ولدها الوحيد و زوجته ..” كانت بتحضر علشان تسافر و الظاهر نور سمع من حد أنها خلاص مسافرة عشان كده جاي يعيده تاني متأمل أغير رائي “
صمتت قليلاً ثم أكملت ..” ياسمين عندها شقة أبوها في مصر بس أنا مش هبقى مطمنة لو فضلت هناك لوحدها عشان كده إحنا قررنا أنها هتفضل في بيت الطالبات في السكن مع البنات على الأقل هكون مطمنة عليها شويه “
سألها هارون بتعجب ..” طيب ليه مترحيش معاها و هى تفضل جمبك و تحت عينك و تبقى مطمنة عليها “
هزت زهرة رأسها بحزن ...” تفتكر مفكرتش في كده أكيد طبعاً فكرت بس هنعيش منين إذا مكناش نراعي حتة الأرض إلي معيشانا لو سبناها مين هيزرعها و يهتم بيها ..“
فكر هارون قليلاً ثم قال بجدية ..” طيب يا حاجة زهرة أنا عندي حلين يا ريت تقبلي منهم إلي يناسبك .. الحل الأول و يا ريت تقبليه و تعتبريني زي أبنك بجد و ياسمين زي أختي أنا عندي زيها و ياسمين تفضل عندي في البيت مع أمي و أختي و إنتي بنفسك تسافري معاها و تطمني و تقدري تزوريها وقت ما تحبي و أعتقد أن ده أفضل من بيت الطالبات ..
الحل التاني هو أنك تجيبي حد يهتم بالأرض و تسافري إنتي معاها و تفضلوا في بيتكم هناك و أنا بنفسي هاجي أطمن عليكم من وقت للتاني و أشوف طلباتكم إذا سمحتيلي طبعاً ..قولتي ايه تختارى أي حل فيهم و أنا عارف أنك هتختارى إلي في مصلحة ياسمين “
صمتت الحاجة زهرة قليلاً ثم قالت ..” المفروض ياسمين هتسافر بكرة و لا بعده و ده وقت قصير عشان أشوف حد يراعي الأرض و نجهز كل حاجتنا قبل ما نمشي “
أبتسم هارون و علم ما أختارت من الحلين فقال يطمئنها ..” طيب سيبي كل حاجة عليا و إنتي تقدري تحضري نفسك إنتي و ياسمين و أنا هروح أشوف حد يراعي الأرض و تقدرو تسافرو معانا النهاردة على مصر على الأقل عشان أطمن عليكم ..“
هزت زهرة رأسها موافقة ..فسألها هارون ..” طيب كنت عايز أسأل على حاجة كمان “
ردت زهرة ..” أتفضل يا أبني أسأل عايز تعرف ايه “
قال بهدوء ..” هو نور ده ساكن هنا و لا في مكان بعيد “
تعجبت زهرة من سؤاله و لكنها لم تعلق و لكنها أجابت بحيره..” هو قاعد هنا في بيت أهله قريب من هنا بيجوا فيه في الإجازات “
هز هارون رأسه و قال ..” طيب قولي لنسيم أني مش هتأخر و إنتي و ياسمين حضرو نفسكم عشان تسافرو معانا “
تركها راحلا و هى تقف مشتته لم تستوعب بعد أنها قررت ترك بيتها فعلاً لأجل حفيدتها و مستقبلها ...
***************
بعد أن أتفق هارون مع أحد جيران الحاجة زهرة لمراعاة أرضها و أنه سيدفع له مقابل ذلك رحب الرجل قائلاً إنه يخدم السيدة بعينيه لجيرتها الطيبة فقال هارون أنه سيأتيه بأجرتها بنفسه فسأله هارون عن منزل نور فدله الرجل برحابة صدر يوصله للمكان ثم أنصرف طرق الباب بهدوء منتظرا فتح نور الباب ليجد هارون واقفا أمامه بهدوء ينظر لهيئته المشعثة بتعجب فقد كان قميصه ملقى على الأرض فوقع نظره على سلساله الفضي في عنقه ينظر لحرفي إسمه مع ياسمين نظر إليه نور بحده عندما وجده يتفرس في محلامحه بمكر ..” أنت جاي هنا ليه و عايز ايه “
رد هارون بهدوء ..” طيب مش هتسمحلي أدخل دا أنا ضيفك يا أخي عيب “
أفسح له نور الطريق على مضض فدلف هارون للمنزل ينظر حوله بفضول فهو كما قالت الحاجة زهرة ميسور الحال و لن تقبل عائلته بزواجه من ياسمين قال هارون ..” اسمحلي أخد من وقتك خمس دقايق “
أشار إليه نور بالجلوس و هو يسأله بفضول ..” أنت تقرب لياسمين إيه “
رد هارون مبتسما فهو يخشى وجود منافس له على قلب ياسمينته..
” أنا زي ما هى قالت ضيف و ماشي بعد شويه متقلقش “
أرتبك نور و هو يبرر نفسه أمامه ..” أنا مش قلقان قولي بقى أنت عاوز إيه و جاي هنا ليه “
رد هارون بجدية ..” جاي أعرف أنت عاوز ايه من ياسمين “
عقد نور حاجبيه و بتسأل ليه طالما أنت مجرد ضيف و ماشي زي ما بتقول “
هارون بهدوء متفرسا في ملامح وجهه المتقلبه ما بين ضيق و عنف و غضب و غيرة هو حقاً يريد مساعدتهم إذا كان جادا و يريد الزواج من الفتاة فهى ليست في مجال تحمل مهوس يطاردها طوال حياتها إذا كان حقاً يحبها ..” أنا عايز أساعد إذا كنت بجد عايز تتجوز ياسمين “
رد نور بلهفة ..” أنا بجد عاوز أتجوزها صدقني دي مش نزوة زي ما جدتها بتقول “
قال هارون بجدية ..” طيب أنا هقولك على الخلاصة إلي لو نفذتها ياسمين هتكون ليك أهم حاجة لازم تقنع أهلك يوافقوا و حط تحت أهلك يوافقوا ميت خط لأنه أهم شرط عشان الجوازه دي تتم إذا حققته يبقى الباقي كله سهل معاك فرصة عشان تقنعهم طول فترة دراستها الجامعية يعني أربع سنين أظن ده وقت كافي عشان تقنعهم و أنت قولت معندكش مانع تستني أما لو أقنعتهم قبل ما ياسمين تخلص جامعتها أنا أوعدك أنكم ممكن تتجوز و تكمل جامعة و هى معاك و سيب الحاجة زهرة عليا المهم تقنع أهلك و أحس فعلا أنهم تقبلوا ياسمين و أقتنعوا بيها هما كمان و أنهم مش هيسيئوا معملتها بعد كده و متجيش قبل كده تتكلم أنت فاهم طبعا “
سأله نور بريبة ..” و أنا ايه الي يضمنلي أن ياسمين تفضل مستنياني مش يمكن جدتها تجوزها لأول عريس مناسب و هى بتدرس “
سأله هارون بمكر ..” أنت عرفت ياسمين إزاي يعني أتعرفتوا على بعض إزاي “
أرتبك نور و أحتقن وجهه و هو يقول بحده ..” ملكش دعوة عرفتها إزاي دي حاجة بره موضوعنا “
سأله هارون بخبث ..” بتحبها “
رد نور بضيق فهذا الرجل يتدخل فيما لا يعنيه إذا كان يريد مساعدته فليساعده بدون التدخل في تفاصيل علاقته بياسمين ..” برضوا ملكش دعوة أنا عايز أتجوز ياسمين و ده أكبر دليل أني مش عايز أءذيها زي ما جدتها فاهمة و لا عايز أضحك عليها و أنا قولتلها كتير أنها تكتب كل الضمانات إلي هى عايزاها بس هى برضوا موفقتش بتقول أن الفلوس مش ضمان لحياة حفيدتها طيب أعمل إيه أكتر من كده مش فاهم “
رد هارون بجدية ..” زي ما قولتلك أقنع أهلك و طالما وافقوا أوعدك أن ياسمين هتكون ليك .. أنا لما شوفتك حسيت أنك راجل و يعتمد عليك و أنك مش عايز تتسلي و لا تضيع وقت بدليل أن الحاجة زهرة قالتلي أنك رحتلها تطلب ياسمين على طول وده دليل على حسن نيتك فياريت متخلفش ظني و دلوقت أنا ببلغك أن ياسمين و جدتها هيسافرو معايا النهاردة مصر عشان ياسمين تستعد للدراسة اتمني متحولش تشوفها من ورا جدتها و لا تروح لبيتها أتفقنا و لحد ما تنفذ شرط جدتها متحولش تدايقهم “
أكفهر وجه نور فعلم هارون أنه معترض على عدم رؤيتها فقال بجدية ..
” صدقني ده لمصلحتكم أنتم الإتنين و في مصلحتك أنت أكتر طول ما أنت بتطاردها الحاجة زهرة عمرها مهتوافق على جوازكم أنت فاهم طبعا “
هز نو رأسه متفهما فقال هارون بمرح ..” تقدر تشوفها لما تيجي هنا مهي أكيد هتيجي في الإجازة هى و جدتها “
نهض هارون ..” متنساش إلي قولناه يلا أنا ماشي بعد أذنك “
نهض نور هو الآخر و قال ..”'انا متشكر “
رد هارون بلامبالاة ..” على ايه ده واجبي أعتبرني أخو ياسمين الكبير و عايز مصلحتها مش أكتر يلا سلام “
أجاب نور بهدوء مودعا ..” مع السلامة “
و قبل أن يرحل هارون سأله نور ..” هو أنت أسمك ايه “
أبتسم هارون قائلاً ..” هارون عبد العظيم “
أخرج من جيبه كارت صغير مده له قائلاً ..” تقدر تجيلي لما تكون في مصر أو تتصل بيا إذا حبيت أي وقت سلام “
تركه و رحل تاركا الآخر في حيره من أمره و هو يفكر كيف سيقنع والداه بأهمية زواجه من حبيبته ياسمين