رواية ما بين العشق والقدر الفصل الحادي عشر11 والثاني عشر12 بقلم هند صقر


 رواية ما بين العشق والقدر الفصل الحادي عشر11 والثاني عشر12 بقلم هند صقر


وجدته يجلس علي الاريكة باريحة تامة مغمض العينين فاقتربت منه بهدوء لترتمي بجسدها بجواره ففتح عينه ببطء ليطالعها بصمت بدون ان يتحرك قيد أنملة بينما ارتخت بجسدها اكثر علي الاريكة لتزفر بتعب قبل أن تردف بحماس وهي تدور بعينيها في ارجاء المكان  :يااااه انا مش مصدقة ان اخيرا بعد عشرين يوم تعب متواصل بكرة واخييييرا هنفتتح الاتيله 

فالتوي ثغره بابتسامة صغيره بعدما القي هو الاخر نظرة سريعة علي المكان قبل ان يلتفت بجسده ليكون في مواجهتتها تماما ليردف بعدها وهو يمط شفتيه بتقرير :من حيث التعب فهي فعلا كانت 20 يوم بس عشرين يوم اشغال شقة مؤبدة

فضحكت بقوة رغم التعب البادي علي قسيمات وجهها بشكل واضح ثم استكانت لتتابع بهدوء :الشغل شغل... وبعدين مش انت اللي اصريت ان الافتاح يبقي بدري كدا....

هز رأسه بخنوع  بينما استأنفت هي  بابتسامة واسعة :بس تصدق اقتراحك بتاع صفحة الفيس دي رهيبة انا جالي زباين من قبل الافتتاح

فحدجها بنظرة متعالية وقد التوي ثغره بابتسامة ساخرة  :حبيبتي انتي بتتكلمي مع دكتوراه في ادارة الاعمال مش بياع بطاطا 

فرفعت حاجبها لتطالعه بتفحص لثواني ثم اعتدلت بعدها واقفة  وهي تردف بانهاك :طب يلا يا حضرة الدكتور....  لاني فاصلة بجد هموت وأنام 

تحركت هي ببطء من امامه فتابع حركتها قبل ان يغمض عينيه بعدما اعتدل متخذا وضعيته الاولي 

-أاااااانت هتنااااااام......

فتح عينه بفزع ليضع اصباعه السبابه في اذنيه محاولا تدارك صراخها الهادر لينتصب واقفا ثم تحرك نحوها قائلا بنفي :لاء هنام مين.... ده انا وراكي من ساعة

فزفرت بضجر لتتحرك امامه ليتبعها ...  واضعا يده علي فمه وهو يتثأب بنعاس وتعب واضح

............................

ايه يابنتي كلمتك كذا مرة بترديش ليه

فعدلت حور من وضع الهاتف علي اذنيها لتقول بعدها بهدوء :معلش بقي طول اليوم كنت في الاتيليه مع حياة 

فهزت رأسها بتفهم لتقول بهدوء :تمام المهم كله تمام 

فأجابتها بابتسامة مرهقة :اه تمام الحمد لله…. المهم بكرة مفيش محاضرات فمفيش حجة تجيبي نجلاء وتيجوا سوا والا…. 

-لاء لاء والا ايه هجيب نوجة  وهاجي ان شاء الله 

-ايوة كده خلاص تمام 

سكتت قليلا ثم تابعت بتردد :صحيح… هو...احم انتوا عملتوا ايه في المحاضرات النهاردة 

فابتسمت ايمان بخبث لتردف بعدها قائلة :اهو ده بقي مخصوص اللي خلاني اكلمك النهاردة… انما حصل حاجة محدش كان يتوقعها

فتنحنحت حور لتقول بتوجس :احم.. ايه… 

-دكتور سيف 

عضت علي شفتيها السفلي لتقول بتصنع للجدية:ماله 

-لغي المحاضرة النهاردة 

فهزت اكتافها لتقول بلامبالاة :طب عادي ايه اللي في الموضوع 

-لاء مهو مش لغاها كده وخلاص هو  داخل المحاضرة النهاردة عادي جدا وقعد يبص عليا وعلي نجلاء وهو بيشرح ولما  تقريبا لاحظ غيابك حسيت انه اتغير فجأة وبعدها استأذن ولغي  المحاضرة 

فأبتلعت ريقها بتوتر بعدما جحظت عينيها بدهشة لتقول بهدوء منافي لما بداخلها :احم…. طب وايه اللي يخليكي تفكري كده مش ممكن يكون حصله ظرف مفاجئ او اي حاجة 

فاردفت ايمان بنفي :لاء معتقدش…اولا لو في ظرف حصل فجأة كان عرف من الفون يعني حد كلمه رسالة وصلته لكن ده فجأة بصلنا جامد وبعدين ملامحه اتغيرت واعتذر وخرج  فجأة…. بقي تغيبي محاضرتين تعملي في ام الراجل كده المادة الاولانية  يخلصنا بسرعة مع انها مش بالعادة وبالمرة دي تخليه يلغي المحاضرة مرة واحدة كدهون 

-ايماااااااااان 

رفعت الهاتف من علي اذنيها لتضعه بعد ثواني وهي تقول بازدراء :ايه يابنتي برااااحه  هتضيعي الودن اللي حلتي كمان 

فعنفتها حور قائلة بحنق:ما تتلمي انتي الاول… ايه الكلام اللي بتقوليه ده 

فهتفت باعتراض:الله…. مش بقولك اللي حصل 

-وأنا مش عايزة اعرف حاجة ويلا اقفلي بقي وسلام عشان تعبانة عايزة انام

أغلقت الهاتف سريعا لتعقد ما بين حاجبيها وهي تقول بعدم فهم :معقول يكون فاكر اني غيبت عشااان…. 

نظرت الى اللاشئ بشرود تام لتتابع قائلة:صحيح مهو انا غبت من بعد الموقف اياه علي طول…. معقول ي…..لاء لاء 

أحست بباب الغرفة يفتح فجذبت الغطاء فوقها سريعا بعدما اتخذت وضعية النوم بإيجاد… 

…………………….

كان جالسا في شرفة منزله كالعادة فهي مكانه المفضل حيث الهواء الصحي والسماء التي تمتلئ بالنجوم اللامعة هذا الجو هو الافضل بالنسبة لهو في هذه الفترة ولكن اليوم مختلف كل الاختلاف فهو مشتت تماما.... رافعا وجه الي السماء ولكنه مغمض العينين... ذهب عقله الي افاق بعيدة فبعد اعترافه لنفسه بحبها تلك من أثرت روحه وعقله قبل قلبه بعفويتها وصلابتها... نعم هي  تلقائلة عفوية هشة  الا انها في نفس الوقت  غامضة متقلبة صلبة لا يعلم كيف أستطاع هذا الكم من  التناقض  ان يندمج ليكون تلك الشعلة الأثره التي دثها القدر في حياته ليكون وجودها كالسحر الذي يأثر الانسان في ثواني ويجعله كالمغيب فهو سيف أحمد العطار المعروف بالرجل الفلاذي المتحجر امام النساء فلم تستطيع إمرأة مهما فعلت في جذب انباهه حتي.. هي هي فقط استطاعت دون جهد يذكر في قلب كيانه واذابة الجليد المتحجر حول قلبه في فترة ليست بكثيرة ربما هذا القدر من استطاع ان يلعب لعبته ليجعل هذا الفولاذ صامدا كل تلك الفترة من اجلها هي هي فقط.... 
ولكن رغم كل ذلك لا يعلم لما يتصرف معها دائما بشكل أهوج عوضا عن اكتساب قلبها فهو ميقنا جيدا ان اللقاء الاخير وتصرفه الخطأ كان السبب في حرمانه من رؤية عسل عينيها

انتفض بفزع عندما احس بيد تملس علي ظهره.....فتتحركت والدته  لتجلس في الكرسي المقابل له لتردف بابتسامه وهي تطالعه بتمعن :للدرجة دي كنت سرحان 

فتنحنح ليعتدل في جلسته ليقول بهدوء :عادي ياماما.... المهم انتي ايه اللي مصحيكي لدلوقتي 

فطالعته بصمت لفترة قبل ان تردف  بترقب:بتحبها 

فاتسعت حدقتي عينيها بصدمة ليقول بارتباك:دي مجرد طالبة

فاتسعت ابتسامتها لتنظر اليه بنظرة ذات معني فارجع رأسه للخلف ليغمض عينه  وهو يتنفس باضطراب فقد فضح نفسه بنفسه فسؤال والدته يحمل الكثير من المعاني ولكنه اجابه بالطريقة التي تريده الاجابة بها 

-سيف 
نطقت بها وهي تطالعه بهدوء شديد ففتح عينه ليعتدل في جلسته ليقول :نعم

فاردفت وهي تطالع عيناه وقد فالتوي ثغرها بابتسامة عذبة: مش انت لوحدك اللي حبتها 

فرفع عينيه ليطالعها بينما تابعت هي بثابت:بس لازم تصلح اللي عملته واوعي تضيعها من ايدك

............................

في اليوم التالي 

-مامااااا انا همشي
صرخت بصوت جهوري وهي منحنية الظهر تحاول ارتدء حذائها قبل انا تضع يديها علي مقبض الباب لتقوم بفتحه للتجه الي الخارج وهي تضع هاتفها لتهتف  عند سماع صوت المتصل  :من غير  اعذار و كلام كتير لانك هتيجي يعني هتيجي أنا لبست وخرجت عشر دقايق وهكون عندك تكوني لبستي.. سلاااام...

قالت كلمتها قبل أن تغلق الهاتف سريعا بدون ان تسمع اجابة الطرف الاخر ولكن الصدمة كانت من نصيبها هي عندما وجدت هذا الحائط البشري يقف في مقابلتها  علي بداية السلم وينظر اليها نظرة تجهلها ولكنها  جديدة نوعا ما عليها فظلت في عدم استيعاب لثواني قبل ان تدرك نفسها لتتنحنح بحرج  بينما ظل هو علي وضعيته يطالعها بدون ان ترمش عينيه او تحيد بعيدا عنها فتخضب وجهها بالحمرة لتردف وقد جاهدت ليخرج صوتها فبدي مشوشا نوعا ما:ممكن اعدي

-ايه اللي انتي لبساه ده
نطق بها وهو يطالعها بجمود 

فاردفت هي قائلة بتلقائية :فستان

فهدر بها بغضب وملامح وجهه لا تفسر:ولبسه زفت فستان وراحة فين

فتابعت هي بنفس التلقائية ولم تلاحظ نظرة الغضب المبطنة في صوته: عادي هروح افتتاح اتيله بتاع اخت صحبتي 

فصمت لثواني ليردف وهو يضغط علي اسنانه بقوة :تخشي تقلعي المسخرة دي واياكي اشوفك لابساه تاني

فلوت شفتيها بتبرم طفولي لتقول ببراءة :ليه هو وحش ده انا حتي كنت لابساه في فرح بنت خالتي وعجب البنات كلهم 

-نعمممم نعم عيدي اللي قولتيه ده تاني 
صرخ بها وقد تشنجت قسيمات وجهها وذادات عينيه قتامة

فكررت جملتها كالمنومة وكأنها لا تعي مع من تتحدث:كنت لابساه في فرح سها بنت خالتي صحيح  ما انت الوحيد اللي
 ماجتش الفرح 

-ايماااااااااان 
صرخ بها بحدة وقد كور يديه  بقوة لدرجة ابيضت مفاصله... هذه الصرخة   استطاعت واخيرا افاقتها من ما هي عليه لتدرك مع من تقف الان وتتحدث وجهها لوجه "سليم" رمشت بعينيها عندما تسلل الاسم بصعوبة الي عقلها الصغير ليكتسي وجهها بالبلاهة والزهول بينما تابعت هو بصرامة لا تقبل المناقشة :تخشي تقلعي الزفت اللي لابساه ده ومشفكيش لابساه تاني لا في مناسبة ولا في غير 

فوقفت مكانها بدون اي ردة فعل فقد البلاهة هي السمة الظاهرة علي وجهها في هذه اللحظة بينما طالعها بجمود ليهتف  امرا:يلااااااا

فتحركت بدون وعي قافزة درجات السلم بسرعة غير معهودة عليها وقد ارتفعت نبضات قلبها لتدق بقوة وعنف 

بينما وقف هو مكانه لفتري ينظر الي اللاشئ بنظرات مبهمة قبل ان يردف بغموض:طفلة

.............................

-مالك يا بت
نطقت بها نجلاء وهي تطالعها بدهشة 

فالتفت بوجهها وهي تتحرك بجوارها لتقول باضطراب :مالي ياختي.... وانا مالي يعني.... ما انا كويسة اهو

فلوت شفتيها بتهكم لتقول :اهو.... اه ما هو واضح أوي... من ساعة ما خرجنا وانتي في ملكوت تاني واتخرستي مرة واحدة مش بالعادة يعني لعل المانع خير 

ثم تابعت بعدما تذكرت شئ ما :ثم صحيح فين الفستان اللي هوستينا بيه...... وهلبس الفستان الجديد النهاردة.. وكان تحفة عليا في الفرح وووووو......

زاغت نظرتها لتردف محاولة اقتداء الهدوء للسيطرة علي التفاعلات النووية التي تحدث في عقلها :لقتني متأخرة فلبست اي حاجة ويلا بقي بطلي رغي 

فاردفت بخفوت  قائلة بابتسامة ساخرة :ده اللي هو انا.... 

بينما اسرعت الاخري من خطواتها محاولة اخراج شحنة التوتر الموجودة داخلها فهي نفسها لا تعلم لما قامت بابدال الفستان فقد غيرت قرارها بابداله علي اخر لحظة.... فهل ما حدث حقا كان حقيقا... هل تكلمت بالفعل مع سليم بتلك الاريحة الم يكن اسمه فقد يحرك الاضطراب داخلها..فكيف حدث هذا؟!.. ولكن لحظة الاهم هنا كيف تحرك السخر ليتكلم معها بتفصيلة كهذه...  او الادهي كيف نظر اليها او لاحظ وجودها من الاساس.....

-
الفصل الثاني عشر
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-

أخذت تنظر الي شاشة هاتفها بين الحين والآخر وهي تزفر بملل ولكنها التفتت فجأة عندما وجدت يد توضع علي كتفها لتهتف  باذدراء وهي تطالع الشخصين الممتثلين امامها: كل ده تأخير يا هوانم

حولت نظرها لاحدهما لتقول باستنكار:وهي دي النص ساعة بتاعتك يا ابلة ايمان

فاردفت ايمان  ببلاهة :ها

فعقدت حور ما بين حاجبيها لتقول باستهجان :هو ايه اللي ها.... مالك يابه

فتدخلت نجلاء قائلة:اهي دي حالتها من ساعة ما جاتلي 

فضيقت حور عينيها لتضيف باستفهام:هو في ايه بالضبط

فاشاحت ايمان بيديها لتقول بضجر :لاء انتو هتعملوني شغلانة... انا كويسة و... 

بتر باقي كليمتها لتهتف بانبهار:الله حلو الفستان ده أوي يا حوحو

فابتسمت حور بسعادة وهي تخفض نظرها لتنظر الي فستانها الموف الطويل فقد كان فستانا هادئا من اللون الموف السادة سوي من بعض الورود  القليلة المضافة في اعلاه يضيق من اعلي وينحدر باتساع وأرتدت عليه طرحة منقوشة من نفس لو الفستان فذادته جمالا ... رفعت نظرها لتقول بابتسامة :بجد يعني حلو الفستان

فهتفت ايمان باعجاب:تحفة يااابنتي....

ثم أضافت بعبوس:بس تصدقي انك معندكيش دم... بقي يعني تقوليلي أختك مشغولة ومخلتيهاش تعملي فستاني وتخليها تعملك فستان تحفة كده

فاردفت حور بضجر :انتي هبلة يابه هضحك عليكي مثلا... الفستان ده عندي بقاله كتير.... ما انا قولتلك اني عندي كذا فستان حياة كانت مفصلهملي بس ملبستهمش غير في المناسبات وقولتلك تعالي لو عجبك حاجة خديها وانتي اللي صممتي تشتري جديد 

فمطت شفتيها لتجيبها بحرج :احم.. الله وانا اعرف منين اين انه حلو كده 

فابتسمت حور لتردف بمرح: بس كده... اتفضليه ياستي مايغلاش عليكي 

قطبت جبينها وهي تتابع باستغراب :الله صحيح مش انتي قولتي انك هتلبسي الفستان 

فنفخت بضيق لتقول بامتعاض :يادي ام الفستان اللي قرفني من الصبح خلاص ان كرهته وكرهت كل الفساتين اللي في الدنيا

فقهقهت حور عاليا لتحول نظرها الي نجلاء وهي تسأل باستغراب :هو اللي الحكاية بالضبط

فهزت نجلاء أكتافها لتردف بعدم فهم :والله.. علمي علمك

فضيقت حور عينيها لتنظر الي ايمان وهي تقول بمكر:ياخبر بفلوس... 

فاكملت نجلاء جملتها  :بكرة يبقي ببلاش 

فاردفت ايمان بحنق وهي تطالعهم بغضب طفولي :علي فكرة انتو عيال رخمة... انا هروح اسلم علي طنط فاطمة حبيبتي احسن.... 

قالت جملتها وهي تتحرك من امامهم بخطوات متشنجة فتابعتها نجلاء وهي تهدر قائلة:استني يابه انا كمان جاية معاكي

 بينما وقفت حور مكانها لتتذكر الموقف الذي حدث عند الذهاب  لشراء  فستان ايمان ويا لهذا الفستان من مغامرات؟!

فلاش باك 

-ااااف يااااا ايمان لففتينا المول كله... اااانا تعبت يا بنتي  خلاص رجلي بتستغيث فين أم المحل ده 

فتوقفت ايمان ونجلاء مكانهما عندما لاحظا توقف حور لتبادر ايمان قائلة بضيق :الله...مش انتي اللي قولتيلي ان حياة مش هتلحق تخلصلي الفستان قبل الفرح....

فقاطعتها حور قائلة بتذمر :الله وانا داخلي ايه تلففيني مول كامل ثلث مرات  طالعين نازلين السلم ايه لايقة رجلي انا ولا مأجرها أنا تعبت وجوعت هتأكليني أنتي مثلا ... وبعدين انتي اغتنيتي من ورانا هتشتري فستان من مول ليه المحلات العادية  شطبت؟! 

فمطت ايمان شفتيها لتقول بتبرم:انا اعرف... البت شيماء اختي هي اللي جت واشترت فستان من هنا بس من محل حلو  اسعاره معقولة 

فاردفت نجلاء باستفسار :طب احنا هنلاقي المحل ده اذاي ملوش اسم طايب

فأضافت حور بتقرير:قوللها بالله عليكي يا نجلاء لحسان انا تعبت

في تلك اللحظة رن هاتف ايمان مبلغا بوصول رسالة ففتحتها ايمان سريعا لتقول بعدها بابتسامة :خلاص فرجت... شيماء بعتت الرسالة المحل في الدور الرابع... يلا بينا

-لاااااااء
صرخت بها حور بنفي

فقهقهت نجلاء عاليا بينما قطبت ايمان جبينها لتقول باستفهام :هو ايه اللي لاء 

فاردفت حور قائلة بتعب :انا مش هقدر اطلع تاني خلااااص فصلت.... 
دفعتهن من ظهورهن بيدها وهي تتابع قائلة:اطلعوا انتو جيبوا اللي تجيبوه وانا هستناكم هنا

فجذبت ايمان يد نجلاء قائلة وهي ترمق حور بامتعاض :يلا احنا يا نجلاء.. انا مش عارف بصراحة انا ايه اللي خلاني اتجنن واقنعها تيجي معايا

فتحركت نجلاء معها لتقول بابتسامة:علمي علمك يا صديقي.. ههههه

بينما وقفت حور مكانها بملل وهي توزع نظاراتها بين المحلات والاشخاص المارين حولها  ولكن أكثر ما لفت انتباها هي أمرأة كبيرة في السن في سن والدتها تقريبا تتحرك وهي تنظر الي المحلات لا تعلم لما جذبت تلك المرأة انظارها بهذا الشكل ولكن رسمت  عيونها ولونها الاسود الفاتح تشعرها بانها قد رأت عيون مشابهه لها ولكن أين يا تري؟! 

بينما كانت تلك المرأة تتحرك وهي تنظر الي المعروضات الموجودة بداخل البترينات الزجاجية...  أصتدمت فجأة بفتاة مما تسبب بوقوع أغراضها دون قصد فبادرت بالانحاء لتساعدها في جمع اغراضها ولكنها فوجأت بيد الفتاة تطيح بيدها بعيدا في عنف وهي تقول بغلظة واستحقار :ابعدي ايديكي... ايه انتي عامية مش تبصي قدامك..... انتي عارفة الحاجات اللي جنابك وقعتيها دي تساوي كام 

فاعتدلت المرأة واقفة لتردف وهي تضغط علي اسنانها محاولة التمسك بهدوءها الواشك علي النفاذ بسبب اسلوب تلك الفتاة  :المفروض تتكلمي باسلوب احسن من كده.....وانا كنت هعتذر عموما بس بعد اسلوبك ده اظن الاعتذار مش هيفيد

فانتصبت الفتاة واقفة لتصيح بغضب لفت انتباه  المارة حولها فوقف بعضهم لمشاهدة هذا المشهد المجاني  :ايه كنت هعتذر وبتاع... واسلوب ايه اللي بتتكلمي عليه.... انتي بتتكلمي اذاي كده يا انتي.... ام انك واحدة معندكيش زوقك ولا احترام صحيح بتغلط وبتبجح كمان و......

فقاطعتها المرأة بوجه محتقن وهي تحاول كبح غضبها  :احترمي نفسك انا ماسكة نفسي بالعافية مش عايزة اغلط فيكي لكن انتي شكلك هتجبريني علي الغلط

فهدرت الفتاة بحدة وصوت مرتفع :وأنا عايزة اشوف الغلط ده.... انتي مين يا بتاعة انتي عشان تكلميني كده انتي اصلا...

استغفرت المرأة في سرها وهي تحاول كبح غضبها الذي بدي في التفاقم

-اظن انه من الاحسن انك تتكلمي باحترام اكتر من كده لما تكوني بتتكلمي مع واحدة أكبر منك وممكن تكون في سن والدتك كمان 

القت حور تلك الجملة وهي تنظر الي الفتاة بتحدي غاضب فقد شاهدت الموقف واستمعت الي الحوار كاملا فلم تتمالك نفسها من اسلوب تلك الفتاة الفاظ 

فالتفت الفتاة بوجهها لتطالعها بنظرات تفحصية من اعلي رأسها الي أخمص قدميها قبل ان ترمقها بنظرة احتقارية  وهي تقول بتهكم :وانتي مين انتي كمان.....انا مش عارفة  ايه البلاوي اللي علي الصبح دي 

ثم أشارت الي المرأة وهي تقول بنفور شديد :ثم انتي هتساوي واحدة ذي دي بمامي 

فتشنجنت قسيمات وجه حور من كلمات الفتاة ولكنها استجمعت نفسها لتحدجها  بنظرة متصلبة وهي تردف بهدوء شديد: انا مين... اه تمام.... ممكن تقولي عملك الاسود مثلا....فيابتاعة مامي ذي الشاطرة اعتذري واتكلي علي الله لاما مش هيحصل كويس

ففغرت الفتاة فاه بصدمة لتردف باذدراء : نعم انتي مين انتي اصلا واذاي تكلميني بالشكل ده انتي اصلا.... 

حاولت حور مقاطعت كلمتها ولكن جذبتها  المرأة الكبيرة من بيديها لتتحرك معها وهي تقول محاولة تهدئتها :خلاص يا بنتي سيبك منها وبلاش تعملي مشاكل مع واحدة متستهلش 

فصرخت الفتاة  لسماعها لكلامها عند ابتعادهن :**** انا هعرف هربيكم اذاي *****بصحيح

-كنتي سبيني عليها يا طنط دي واحدة مش متربية مينفعش اللي عملته وقالته ده 
هتفت حور  بضيق عند ابتعادهم

فربتت المرأة علي يديها وهي تقول بابتسامة عذبة :حصل خير يا بنتي انا لو كنت عايزة أعمل مشكلة كنت عملت بس المشاكل مابتجبش غير المشاكل صح ولا ايه 

فهزت حور رأسها باقتناع بينما تابعت المرأة بامتنان :بس انا مش عارفة أشكر اذاي علي اللي عملتيه خصوصا انك ادخلتي في الموضوع وانتي متعرفنيش حتي 

فاردفت حور بتلقائية :حضرتك ميصحش تقولي كده انتي قد والداتي فاكيد لازم اقف جبنك وبصراحة البنت مستفزة لابعد حد ومقدرتش امسك نفسي بصراحة

فابتسمت المرأة من طيبتها وعفويتها لتنظر اليها بتفحص لثواني قبل ان يتجه انظارها للقادم نحوها ركضا فهتفت بخفوت :سيف 

قطبت حور جبينها عند استماعها للاسم المذكور ثم التفت خلفها حيث تنظر المرأة لتتسمر في مكانها وقد تيبث وجهها بصدمة بينما أقترب سيف من والدته ليحتضنها وهو يسأل بقلق:ماما ايه اللي حصل وخناقة ايه اللي بيقولوا عليها دي

فابتسمت والدته وهي تردف بهدوء :حصل خير يا ابني حاجة بسيطة بنت وقعت حاجتها من غير قصدي يعني عادي مشكلة وعدت ربنا يسهلها بقي

فاحتدت ملامحه وهو يقول بضيق:اللي سمعته غير كده ثم..... 

بتر عبارته عند رؤيته لحور الواقفة كالصنم وهي  تطالعهم بنظرات زائغة مرتبكة فالتفت بالكامل ليقف مقابلها فاخفضت نظرها للاسفل وقد أشبكت كفي يديها ببعضهما بتوتر  بينما طالعها لثواني قبل أن يهدر بتعنيف شديد:ااانتي....انتي مش هتبطلي اسلوبك ده وطريقتك ايه مابتتعلميش..... لاء كمان  ووصل بيكي الموضوع انك تخلقي مشكلة لامي لاء واقفة بمنتهي البجاحة ولا كأن في حاجة.... ااااايه مفيش دم خالص...

جذبته والدته من ذراعه بقوة وهي تري الدموع المتحجرة في مقلتي حور  لتصرخ فيه بغضب:ايه اللي انت بتهببوا ده... انت تعرفها من اين عشان تكلمها كده... وبعدين بدال ما تشكرها انها ساعدتني 

عقد مابين حاجبيه و رجع خطوة الي الخلف ليقول بعدم فهم :ازاي 

فصرخت بيه والدته بضجر :هو ايه اللي ازاي بقلك هي اللي ساعدتني.... وحضرتك بدل ما تشكرها تهزقها وتقولها كلام زي السم 

-حور يلا 
نطقت بها نجلاء بعد سماعها للحوار الدائر فقد تيبست مكانها ولم تستطع التدخل بسبب صدمتها من ما ياحدث وكلام سيف القاسي 

فرفعت حور ناظريها لتطالع نجلاء وايمان اللتان يقفان علي بعد صغير منهم 

بينما أغمض سيف عينه بقوة ليردف بعدها باسف وهو مخفض الرأس بحرج شديد :حور انا....

ولكنها لم تمهله الفرصة للكلام بل تخطته لتتحرك بتجاه صديقتيها لتتحرك  مبتعدة امام ناظريه ولم يقوي علي ايقافها

باك

نفضت رأسها من هذه الذكري العقيمة فهي حقا لا تعلم لما تجمعها الاقدار مع شخص مثله والاقبح من ذلك ان جميع تلك المواقف التي تجمعها معه  لا تحمل سوي الاشياء السيئة... السيئة فقط.... تحركت لتبحث عن صديقتيها وسط الحشود من الناس التي بدئت في التكاثر....ولكنها تسمرت في مكانها فجأة عندما رأت نفس ذات الشخص التي تمقته وبشدة يتحرك في المكان وهو يدور بعينه في جميع الارجاء فاغمضت عينيها لتغمغم محاولة تكذيب ما رأته :لاء لاء اكيد انا بحلم 

فتحت عينيها ببطء وهي تتمني عدم صدق ما رأته ولكنها فغرت فاه بصدمة وقد  اصابها الزهول اكثر عندما وجدته يقف بجوار اخيها يتضاحكون و يتجاذبون اطراف الحديث و كانهما متعارفان من زمن

يتبع 

               الفصل الثالث عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات