
رواية ما بين العشق والقدر الفصل السابع عشر17 والثامن عشر18 بقلم هند صقر
جلس في غرفته شارد الذهن يفكر بها وهي فقط...حقا لا يكاد يصدق نفسه... هو لما يراه سوى مرات قليلة وأستطاعت أن تأخذ عقله بهذا الشكل....لا...لا انه مجرد أعجاب عادي لم يصل لمرحلة أعمق ولكن ايا كان ما يكنه له فهو يريد ان يعرف سبب بكائها فالبتأكيد انه ليس أمرا عابرا والا لم كان الحزن ينبع من عينيها الي هذا الحد حتي عندما رأي ضحكتها في المرة الاولي كان هناك شعاع حزن واضع يطل من عينيها وهذا أكثر ما جذبه نحوها فنظراتها مغلفة باحكام عصيب... أخذه التفكير الي أبعاد مشتتة... فانتصب واقفا ليصيح وهو يضع يده علي رأسه بضجر:بس... وأنا هزهق نفسي ليه والاجابة موجودة بره
تحرك الي خارج غرفته وهو يبحث بعينه عن هدفه المنشود فوجدها تجلس باريحة وفي يديها طبق كبير من البوشار وهي مربعة الاقدام علي الاريكة تنظر باندماج الي شاشة التلفاز امامها فتحرك ليجلس بجوارها بهدوء فالتفتت برأسها لتطالعه بلامبالاة قبل أن تعاود ما كانت تفعله من جديد
فمد يديه نحو الطبق الذي بيدها ليأخذ بعضا من البوشار فضربتها علي يدها وهي تقول بغلظة :أيدك.... الطبق ده بتاعي قوم أعملك
فنظر الي حجم الطبق ليقول مشدوها:هتكلي الطبق ده كله لوحدك
فلوت شفتيها وهي تقول بقوة :اه في أعتراض
فرفع كتفيه قائلا بلامبالاة :لاء يا عم الحج براحتك علي الاخري...
فهزت رأسها بتململ وهي تتابع المشاهدة مرة اخري فنظر هو الي ماتشاهده ليقول بحماس زائف:الله....حلو انتي بتسمعي نقار الخشب
فلم تعقب أو تعير اي أهتمام لجملته فمط شفتيه ليقول بعدها بصوت مرتفع قليلا وهي يتطلع الي شاشة التلفاز :لاء بجد حلو الكرتون ده
فوضعت هي الطبق جانبا لتعتدل بجسدها لتكون في مواجهته لتنظر اليه وهي تقول بابتسامة باردة :ها...
فقطب جبينه معدعيا عدم الفهم :ها.. ايه
فتنهدت بعمق لتضيف بضجر:هات من الاخر يا أمجد عايز ايه...
فهز رأسه وهو يمد شفتيه السفلي للامام ليجيبها بنفي :لاء... وأنا هكون عايز ايه... أفيش حاجة
فرفعت حاجبها لتطالعه بنظر ذات معني فرجع بجسده للخلف ليقول ببرود :لاء... عادي كنت هسألك لو في مشكلة أو حاجة
فعقدت مابين حاجبيها لتردد بعدم فهم:مشكلة ايه
فاجابها موضحا :أصل لما جتلك النهاردة الكلية كان الجو متوتر وصحبتك باعيط
ثم أضاف باستفسار: هي مالها صحيح
فهزت رأسها بتفهم ثم حكت جبهتها وهي تقول بخبث :امممم..قوتلي بقي...
فزاغت نظراته ليقول بت:لاء انتي دماغك راحت فين... بجد أنا قصدي لو في مشكلة أنا اقدر احلها معاكم يعني و...
فقاطعته :علي فكرة يا أمجد أنت النهاردة مكنتش طبيعي ومتفتكرنيش عبيطة أنا شوفت نظراتك عليها وأحنا في العربية بس اللي حابة أقولهولك سيب نجلاء في حالها لانها مش حمل اي مشكال من اي نوع دلوقتي
فلوت شفتيه ليجيبها بثبات:علي فكرة أنتي فهمتيني غلط خالص... وبعدين مشاكل ايه اللي هسببها ده مجرد فضول و...
فتنهدت بعمق بعدما أحست أن مشاعره تقوده الي مكان هي لا تريده له فقاطعته قائلة بقوة لتقطع اي وسيلة الحوار تمام :لانها من الاخر مطلقة...
تحجر الكلام علي شفتيه و أحس كأن دلو من الماء البارد أنسكب فوق رأسه فنظر اليها ببلاهة محاولة التأكد مما تفوهت به للتو وتسبب بتمزق قلبه الي هذا الحد
.......................
وفي غرفة اخري بالمنزل كانت حياة تجلس في أحضان والداتها محاولة أخذ شعور الامان الذي تفتقده حاليا
فاردفت فاطمة وهي تملس علي شعرها بحنان :قررتي هتعملي ايه ياحبيبتي
فتحررت من أحضانها لتردف بتشتت:مش عارفة ياماما...حاسة أني تاية ... كلام يحي بيأكدلي أنه ميعرفش حاجة... ده غير أنه قالي حاجة غريبة أوي،وأنا أنفعالي عماني
فطالعتها والداتها بنظرات مستفهمه فتابعت حياة موضحة:قالي انه عرف الحقيقة...ده غير أنه من أين بيفكر في مصلحة أدم ونفسه يشوفه بطريقة مسلمة كده.... ومن اين أمه قالتلي أنه بيكرهني وبيكره اي حاجة تخصني
فقطبت فاطمة جبينها بتفكير وهي تقول:يعني قصدك
فهزت رأسها بنفي بعدما تفهمت ما تفكر فيه والدتها :لاء مش كده بردوا متنسيش أنه فعلا طلع متجوز وبدليل بنته اللي أمجد شافها في محل الالعاب وسنها مقارب لادم... بس رغم كل ده أن حاسة ان في حلقة مفقودة في الموضوع
فربتت علي كفيها وهي تقول بهدوء :خير أن شاء الله....سبيها علي الله وكله هيتحل لوحده... بس أنتي لازم تأخدي الخطوة الاولي وتعرفي أدم بأبوه
فتنهدت حياة بتعب لتقول بتخبط:خااايفة... خايفة أسوء خطوة في حياتي وأرجع أندم عليها بعدين
فاردفت فاطمة بعقلانية :يابنتي قوتلك سبيها علي الله... أولا وأخرنا أدم لازم يعرف أبوه... اذا ماكنش دلوقتي فهيبقي بعدين...
فأومأت حياة برأسها لتقول بقنوط:ربنا يقدم اللي فيه الخير
.........................
-سليم ايه ده ياسليم هي الناس بتبصلي كده ليه سليم اده ياسليم علي السجن يلا حطهم بقي فيه
رددت شيماء تلك الاغنية بطريقتها وهي تتمايل أمام ايمان
فلوحت ايمان بيديها وهي تقول بضجر :شيماء أنا مش فيقالك أنتي رخرة
فقهقهت شيماء وهي تقول باستمتاع:رخره... ماشي يا أختي... من حقك يا عم.. هتتخطبي لابيه سليم وجيه العيلة وحبيب الكل تلاقي بنات العيلة كلهم بقروا علي وشغالين دعوات
فقطبت جبينها وهي تسأل باهتمام:ليه بقي أن شاء الله
فطالعتها باستغراب لتردف بتوضيح:ليه ان شاء الله انتي مش عارفة ان حضابط هو اللي عليه العين والنني بنات العيلة بحالها هيموتوا عليه...
ثم أضافت باستفهام:بس اللي هموت وأعرفه حضابط مستعجل كده ليه
غمزت بطرف عينيها وهي تتابع بلؤم:انتي عملتيه ايه يابه
فهزت ايمان رأسها وهي تقول بارتباك:أنا وأنا مالي أنا معملتش حاجة
فابتسمت شيماء وهي تحدجها بنظرات خبيثة:يابت عليا أنا ده أنا أختك حتي فضفضي فضفضي...سرك في مخروم خرم صغنتوت قد البسلايه
فوكزتها ايمان في كتفها وهي تقول بضجر:بت يا شيماء متعملهمش عليا مش أنا اللي أعلمك الصياعة وتيجي تطبقيها عليها... لاء أفرديها ياختي وارتاحي... أنا اصلا لسه موافقتش
فضحكت شيماء ملئ فمها لتردف باستهزاء بعد أن هدءت ضحكاتها:لسه ايه... لسه موفقتيش.... أولا لو رفضتي تبقي غبيه غباء مستغبوش مستغبي قبل كده لاني عارفة اللي فيها..... وثانيا وده الاهم أبوكي فطلاما سليم في الموضوع يبقي ابوكي من غير ما هياخذ رأيك أصلا الموضوع ها يتم... يابنتي أمك قالتلك علي الموضوع لمجرد العلم بالشئ... بس تعرفي أنا فرحان هتتخطبي يابيضة الاسبوع الجاي
فبرقت عيني ايمان بهلع فكلام شقيقتها مظبوط مئة بالمئة فسليم بالنسبة لوالدها شئ مقدس... يستشيره في كل الامور ويكبر بيه ويأخذ برأيه في أصغر الاشياء وكأنه ولده ومن صلبه أو ربما الموضوع تعد ذلك بكثير.... ولكن هي في حالة لا يرثى لها من التشتت فحالته الان معها غير السابق تمام....فمن كان يصدق أن هذا الثقيل البارد يتكلم معها ويضحك علي كلامها فهي لم تكن تتخيل فرضية نظره أو التفاته لها....
.......................
بعد ثلاثة أيام
أمسكت هاتفها بتردد للحظات قبل أن تضغط ذر الاتصال وتضع الهاتف علي أذنيها بايد مضطربة اتتها الاجابة سريعا
-الو... سلام عليكم
أستجمعت شجاعتها قبل أن تردف بهدوء :يحي
فابتسم وجه قبل فمه ليرد سريعا:حياة
فتنحنحت قبل أن تقول بجدية:ايوة... أنا كلمت أدم، وتقدر تيجي تشوفه عندنا في البيت النهاردة... بس ياريت كلامك مع أدم يكون مدروس أرجوك أنا مش عايزة اي حاجة تأثر علي نفسيته
فتصلب العرق النابض في رقبته ليجيبها بصرامة:حياة متنسيش كمان أني أبوه ذي ما أنتي أمه... فياريت بلاش القلق الزايد ده
فردت بنفس الجدية:تمام... عارف عنوان البيت ولا أبعتهولك في...
فقاطعها قائلا بهدوء :بيت القديم بتاع العيلة عرفته هو اللي وصلني لمكانك...
فاردفت ببرود :تمام... سلام عليكم
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أغلق هاتفه بعقل شارد وهو يحاول أستجماع تفاصيل الامر في عقله ليهمس لنفسه بتصميم:أوعدك يا حياة كله هيتصلح وهيرجع ذي الاول في أقرب وقت ممكن
......................
-بنات متنسوش جنازتي... قصدي خطوبتي يوم الخميس
رددتها ايمان باذدراء
فوكزتها حور في خصرها وهي تقول باستهجان :طب وبتتكلمي من غير نفس كده ليه.... يابنتي حرام عليكي بقي بذمتك ونور عينيك يا شيخة في حد في الدنيا دي يسمي خطوبته بجنازة
فسألتها قائلة بهدوء :مش أنا قولت كده
فأومأت حور برأسها لتقول بتقرير:أيوة
فاردفت ايمان ببرود صقيعي :خلاص يبقي فيه
فابتسمت حور بسماجة لتقول بتملق:تصدقي أنك عيلة فصيلة... بطلي نكد بقي وأفرحي شوية
بينما أردفت نجلاء باستفسار :يابنتي طب أنتي ايه اللي مضايقك في الموضوع... لو أنتي عاجبك العريس وافقي ولو مش عاجبك ماترفضي... انتي صليتي استخارة طيب
فمطت شفتيها لتقول بتخبط:والله أنا ما عارفة أعمل ايه.... الموضوع ان قبولي ورفضي ذي عدمه... بابا موافق وبالثلث وأنا ما أقدرش أتكلم قصاده... أنا أصلا متلخبطة..... بصي من الاخر أنا لو أعرف هو شايفني اذاي أو هيخطبني ليه هرتاح...
فابتسمت حور باتساع لتقول بمرح :ايوة بقي قولي كده من الاول.... أنتي اساس اساسا هتموتي عليه
فأشارت ايمان نحو نفسها :أنا
باستنكار قبل لأن تلوح بيديها نافية :بتهزري أكيد
فحدجتها حور بنظرة ذات معني وهي تقول بلؤم:بت أنتي مش عليا... أمال بتفكري في شعوره من ناحيتك ليه
فهزت رأسها لتقول بتوضيح:فضول ياستي وأستغراب الله....
فابتسمت حور لتقول باستمتاع فقد علمت تمام ما تحاول صديقتها أخفائه :ماشي ياستي ربنا يهديلك الحال مع الراجل الغامض بسلامته بتاعك ده وتشبعي فضولك قريب كده
فاردفت نجلاء بهدوء :طب ما تسأليه يا ايمان
فظهر الارتباك واضحا علي وجهه وأحمر وجهها بقوة وهي تقول :أنا... يالهوي...
فاردفت حور بابتسامة:طب وربنا شكلنا هنبل الشربات وبضمير كمان
فحدجتها ايمان بنظرة مشتعلة فادرفت حور ببراءة شديدة :الله صاحبه العروسة وكده.... بطلي نكد بقي يا ولية واضحكي كده خلي الدنيا تبقي كروهات
فمطت ايمان شفتيها لتقول بضجر :اه ماشي اتريكي اتريكي ليكي يومك وأنتي عرفاني ساعتها مش هسيبك
فابتسمت نجلاء لتقول بمداعبة وهي تضع يديها علي كتف حور:عقبال ما نفرح فيكي أنتي كمان قريب
فهزت حور رأسها باستنكار :أنا ابسلوتلي.... ده يبقي أمه دعيه عليه
-حووور
أبتلعت ريقها بصدمة من معرفتها لمصدر الصوت ونظرت بتحذير الي ايمان التي تلاعب حاجبيها لها بشماتة فاخذت نفس عميق قبل أن تستديد .......
الفصل الثامن عشر
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-
-حووور
أبتلعت ريقها بصدمة من معرفتها لمصدر الصوت ونظرت بتحذير الي ايمان التي تلاعب حاجبيها لها بشماتة فاخذت نفس عميق قبل أن تستدير لتطالعه باستفهام
فابتسم وهو يقول بلطف:أزيك
فقطبت جبينها بعدم تصديق مستغربه لهجته الغير مريحة بالنسبة لها فهذا اللطف غير معهود عليه فأردفت بهدوء مستفسرة :الحمد لله... بس في حاجة يادكتور
فهز رأسه وهو يقول موضحا:لاء... بس بكلم أمجد تلفونه مغلق... هو في مشكلة ولا حاجة
فهزت رأسها بنفي :لاء.. خالص مفيش حاجة
فاردف قائلا :طب ياريت تبقي تخليه يكلمني.. لاني عايزه في حاجة ضروري
فأومأت قائلة بتأكيد:خلاص أن شاء الله لما أروح هبلغه
فاردف قائلة بابتسامته الجذابة:خلاص تمام... ولو عوزتي حاجة أنا موجود
فرمشت بعينيها مشدوها قبل أن تهز رأسها بقوة وهي تقول :ان شاء الله
فتحرك من أمامها بخطوات ثابتة لتقف هي مكانها تشاهد أبتعاده بعيون حائرة شاردة حتي أفاقتها سخرية ايمان من الحوار
-أزيك يا حور... الحمد لله يا دكتور لو عوزتي حاجة أنا موجود... الحب ولع في الدرة خلاص... والدكتور خلاص طب ووقع علي بوزه في المطب
فهدرت بها حور بحدة :انتي بتقولي ايه
فاجابتها ايمان وهي تطالعها بنظرات متحدية:بقول اللي أنا شايفاها... واللي باين في العيون...
فشردت حور في كلامها قبل أن تقول بتبرم :شايفاه ايه... وعيون ايه... بطلي هبل وأنجري قدامي... روحي أتشطري علي حظابط بتاعك....يابنتي هو متصلحش غير من اليوم عرف فيه أن أمجد أخويا...
فقاطعتها نجلاء قائلة :خلاص يا حور كبري، ويلا عشان نمشي ويلا انتي كمان ياحجة ايمان وفكك من حور وركز في يوم الخميس.. انا مستغربة انتي اذاي مصدعتيناش بالفستان والترتيبات
فضربت ايمان جبهتها بتذكر:اه صحيح... الفستاااان... لازم حياة تظبطني المرة دي ..لاء بس مش هينفع.... ولا أقولك أحسن أنا عايزة فستان طلقة واما أشوف اخره هيعمل ايه معايا
فحدجت حور نجلاء وهي تقول بعدم فهم:البت دي مالها... أنتي فاهمة حاجة انوجة
فهزت نجلاء رأسها قائلة بنفي:أبدا وحياتك
..............................
-بجد ياماما يعني بابا جه وقاعد بره دلوقتي
هتف أدم بعدم تصديق
فهزت حياة رأسها لتقول بابتسامة :ايوة ياحبيبي... ولو مش مصدقني تعال يلا وشوفه بنفسك
فقفز ليمسك بكف يديها ليجذبها معه للخرج وهو يقول بسعادة :طب يلا بسرعة ياماما...
سمع الخطوات المقبلة نحوه فاعتدل واقفا وأبتسم باتساع يشاهد تقدم أدم نحوه بينما وقف الاخير مكانه مفجأة فصاح يحي باندهاش :ايه ياحبيبي مش هتيجي تسلم علي بابا
فهز الصغير رأسها وهو يحاول تذكر ملامحه ليهتف بعدها باستغراب:هو مش حضرتك عمو اللي كان موجود في المحل... تبقي ازاي بابا...
نظر الي حياة مضيفا باستفسار:بابا كان مسافر صح ياماما....
فقاطعه يحي مبررا:أيوة ياحبيبي بس أنا ساعتها رجعت وكنت بدور علي عنوانكم لان ماما غيرت العنوان وأنا مكنتش عارف ألقيكم....
نزل الي مستواه ليلوح بيده وهو يقول بحنان:تعال يا حبيبي في حضن بابي...
فنظر الصغير الي حياة التي هزت رأسها له وهي تحثه علي التحرك فتحرك ببطء نحوه فجذبه يحي سريعا الي أحضانه ليستقيم به واقفا وهو يقول بحب:وحشتني أوي يا أدم
كان الصغير يحس بالتردد ولكن بمجرد أن سكن في أحضان يحي حتي أحس بالراحة وبدفئ هذا الحضن الابوي فهدر بزعل طفولي:وأنا بحبك أوي يا بابا بس أنا زعلان منك عشان ما كنتش بتكلمني خالص هو حضرتك مش معاك تلفون
فنظر يحي تجاه حور بنظرات أوجعتها فابتلعت غصة عالقة بحلقها وهي تشاهد نظراته تلك المصوبة نحوها كالسهام المميتة بينما كانت فاطمة وأمجد يتابعون الموقف بسكون تمام قبل أن تهتف فاطمة بهدوء لتطف الموقف:تعال يايحي أقعد أنت وأدم وأنا وحياة هنجبلكم عصير
قالت جملتها وهي تجذب حياة من يدها تاركة المجال ليحي وأدم في الكلام بحرية
.....................
وفي المطبخ
هتفت حور بضيق من تصرف والدتها:ليه يا ماما جبتيني هنا وخلتيني أسبهم لوحدهم
فوكزتها والدتها في ذراعها وهي تقول بحزم:أولا وطي صوتك وأنتي بتتكلمي معايا... ثانيا أخوكي قاعد معاهم بره... ثالثا بقي وده الاهم كده أحسن أنتي مكنتيش شايفة منظرك عامل اذاي
فتنهدت بعمق وهي تقول :بس أنا خايفة... خايفة يحي يقول حاجة لأدم... خايفة ي...
فقاطعتها فاطمة ب:كل اللي بتفكري فيه دلوقتي مجرد وساوس.... يحي رغم كل اللي حصل مش كده
فهدرت حياة بتعب :ياماما أنتي ليه مش قادرة تحسي بيا أنا مطلعتش من الدنيا دي غير بأدم و يحي كده كده عنده حياته وطفلة تانية غير أدم يعني مش فارق معاه
فاردفت فاطمة بهدوء :أمال أنا ليه حاسة غير كده.... من نظرات يحي والموقف اللي حصل بره أحب أأكدلك أن يحي عمره ما هيأذي أدم ذي ما أنتي متخيلة فسيبي كل حاجة تمشي طبيعي مضيعيش كل حاجة من أديكي بخوفك اللي ملوش سبب... وحطيها في بالك يحي أبو أدم وفقتي أو لاء
...........................
-ياخراشي يابه يا ايمان ايه الحلاوة دي كلها
لفت ايمان بفستانها وهي تقول بسعادة:بجد يا حور يعني أعجب
فصاحت حور بانبهار:تعجبي ايه يابه ده أنا لو كنت ولد كنت أديت لسليم بتاعك أستمارة ستة وخطفتك منه
فابتسمت ايمان باتساع وهي تقول :يعني لفت الطرحة دي لايقة علي وشي
فصاحت حور بملل :يابت قوتلك موزة خلاص بقي صدقي.... يلا ربنا يسامحني علي الكدب ده
فوكزتها ايمان في ذراعها وهي تقول بغيظ :باردة
ثم حولت نظرها الي نجلاء قائلة بابتسامة :أيه رأيك يا نوجة
أفاقت نجلاء من شرودها لتقول بابتسامة باهتة:ذي القمر يا ايمو... ربنا يتمملك علي خير ياقلبي
أنفتح باب الغرفة لتطل شيماء من فتحته وهي تقول بمرح:يلا يا عروسة حظابط جه وبابا بيقولك يلا أخرجي
فابتلعت ريقها لتقول بارتبارك:يالهوي... أخرج ايه... لاء مش هعرف
فضحكت حور من مظهرها ثم دفعتها برفق وهي تقول بتسلية:يلا يا وحش فقد حان وقت المعركة العريس ظابط فاسترجلي كده وسمي الله واتكلي علي بره
فتيبست ايمان في مكانها وهي تقول باضطراب :يالهوي ياحور أعصابي سايبة مش قادرة
فنهرتها حور قائلة بضجر:يلا يابه بطلي دلع علي عريسك متكثفيناش...أنت أقوي من المخدرات
فأخذت ايمان نفس عميق محاولة شحن جرعة القوي بداخلها قبل أن تتحرك الي الخارج بخجوات ثابتة ومن خلفها حور ونجلاء التي كان عقلها منشغل بنظرات الناس اليها وكأنها فال سئ أو موبؤه بداء خبيث.......
........................
وقف سليم يطالع ايمان بأعين مسحورة فهو يعشقها منذ نعومة أظافرها يعشق طفوليتها وجنانها ولسانها السليط ايضا فكل تفصيلة بها تجذبه له بدون أن تدري بالرغم من عدم أظهاره لمشاعره نحوها ولكن هي وحدها من ملكت فؤده هي التي وصم اسمها باسمه من الصغر تلك المشاكسة الصغيرة التي لم يعلم متي كبرت ليتجرأ أحد علي طلب يدها في وجوده الا يعلمون انها ملكه هو وحده هو كان يعتقد أنها لازالت الطفلة الصغيرة التي كانت تتشاغب هنا وهناك ولا تدع مكان تكون فيه لا يملئه الصغب والمرح ربما تلك الصفات التي مازلت بها هي التي كانت توهمه أنه مازالت صغيرة ولكن طلبها للزوج من أحد أخر كان هو الكف الذي أفاقه من أوهامه وأستطاع بعدها النظر جيدا ليدرك كم أصبحت صغيرته فاتنة تقدم نحو بابتسامة اذابتها ليقول بعدها بصوته الاجش :مبروك
فأخفضت رأسها بخجل لا تعلم لما تستشعر في وجوده بالرهبة والخجل ومشاعر كثيرة اخري لاتعلم ما الشعور الاصلح بالنسبة لها حاولت تمالك نفسها لتردف بخفوت:الله يبارك فيك
.......................
-الله بص ياماما بابا جابلي ايه
فنظر حياة للالعاب التي يحملها أدم في يده لتقول بابتسامة :كلهم حلوين ياحبيبي مبروكين عليك...
فاردف الصغير بعبوس :بس أنا زعلان.... ليه بابا سابني ومشي ومقعدش معانا
فمسحت حياة علي ظهره وهي تقول بلطف : يا حبيبي أنت زعلان ليه مش هو قالك أنه علي طول هيجي يشوفك ويخرج معاك
فرفع الصغير كتفيه ليقول بعدم أقتناع:بس هو وحشني أوي ياماما.... أنا كنت عايزة يفضل قاعد معانا
فاردفت حياة بهدوء :ياحبيبي مش هو قالك أنه عنده شغل كتير... أحنا عايزين نبقي شطرين كده ونقول حاضر و مش نزعل بابا مننا ونضايقه
فهز الصغير رأسه بقتناع وهو يقول بابتسامة :خلاص ياماما أنا هبقي شطور بس.....
ثم حمل ألعابه وهو يقول بحماس: طب أنا هروح لحور أوريها الالعاب اللي بابا جبهالي
فهزت حياة رأسها موافقة لتشرد في صغيرها وكمية السعادة التي تنير وجهه... هي لم تشاهده سعيد بهذا القدر من قبل بالتأكيد هي سعيدة من أجله ولكنها تخاف من ما هو قادم.....
..............................
أستيقظت في الصباح الباكر علي رنين هاتفها فنفخت بضجر لتنظر الي الاسم الذي يزين شاشة الهاتف بصدمة ثم ما لبثت أن نظرت الي تلك الدبلة التي تزين أصبعها لتتذكرت أنها أصبحت بالامس خطيبة لهذا الثقيل الغامض كما لقبته هي فاليلة البارحة كان كما هو بنفس هدوءه وبروده الذي كلما يخرج عنه ولكن ما يحيرها حقا هي نظراته فأوقات تكون صلبه وجامدة مثل شخصيته وأوقات تشاهد تلك اللمعة التي تجعلها تذوب خجلا عضت علي شفتيها السفلي وهي تتذكر أتصاله فضغطت ذر الرد قائلة بهدوء :السلام عليكم
فأتها صوته الصلب مجيبا :وعليكم السلام..... عندك كلية النهاردة
فأجابت موافقة :ايوة ان شاء الله
فهدر بجدية :هتخلصي أمتي
فردت بعد تفكير :يعني تقريبا علي أربعة كدا
فاردف بهدوء :تمام لما توصلي الجامعة ولما تروحي بردوا تكلمني
فلوت شفتيه لتقول باستهجان :طب ما قدملك تقرير يومي عن كل حاجة بعملها أحسن
فاجابها ببرود:ماهو ده اللي هيحصل أصلا
فاردفت بامتعاض واضح :نعمممم
فابتسم بداخله ليقول بعدها بتملق:هستني تليفونك.....
كاد أنا يغلق الخط الا انه اتاه صوتها وهي تقول بتحدي :بس أنا معييش رصيد
فاجابها بحزم :بعتلك...... ومش هقررها تاني هستني تليفونك.... سلام
فتشت في الرسائل بعدما أغلقت الخط لتصيح بصدمة :ده بعتلي فعلا...... لاء وكارت بمية يلا اللي يجي من الصعايدة فايدة...... طلع بيفهم.....
ضربت رأسها وهي توبخ نفسها :بيفهم مين ده قليل الذوق الا مقليش ازيك حتي ولا النهاردة أجمل يوم في حياتي لانك بقيتي معايا ذي ما بشوف في الافلام لاء اللي شاطر في الاوامر وبس........ بس علي مين ده أنا ايمان والاجر علي الله